مرزوق الشمري
23-03-2006, 14:37
قد يظن البعض أن التعامل مع الطلاب أمر صعب يحتاج إلى جهد كبير ، يتمثل في معرفة بيئة الطلاب و معرفة أخلاقهم ونفسياتهم.
والحقيقة أن الطلاب لا يريدون كل هذا الجهد لاكتشافهم ، بل يحتاجون الى المعاملة الطيبة التي نقتبسها من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (( الدين المعاملة )).
ومن منطلق هذا الكلم النبوي العظيم أحببتُ أن أضع بين يدي القارئ ولا سيما المعلم هذه الإشارات التربوية في فن التعامل مع الطلاب ، ولنبدأ بالإشارة الأولى التي نتمنى أن ينطلق المعلم منها دون تأخر
أخي المعلم ضع نصب عينيك قبل أن تدخل الفصل كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم "المؤمن هين لين"، ومن أراد أن يزحزح جسده عن النار فليكن هينا لينا سمح النفس.
إذن المعلم يحتاج إلى اللين لماذا ؟ لأن قدوته في الأخلاق عامة هو المعلم الأول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،ومثال ذلك "دخل رجل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد الصلاة ، فلما انتظم في الصف وكبّر إذا برجل يعطس في الصلاة. فقال له مشمتا : يرحمك الله. فأشار له الناس أن اسكت. وراحت عيونهم تلاحقه مؤنبة له على سوء فعلته ، فقال لهم: ويلكم ثكلتكم أمهاتكم ، مالكم تنظرون إلي هكذا فلما قضيت الصلاة كاد الناس أن يبطشوا به ،فقال لهم رسول الله أن دعوه ثم دعاه وأجلسه بجانبه وكلمه ،أتدرون ماذا قال له ؟وما كان شعور هذا الرجل. ! لله در رسول لله صلى الله عليه واله وسلم لم ينهرني ولم يزجرني ولم يعنفني بل تبسم في وجهي وقال : (( إن مثل هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس))"، فقام الرجل وهو فرح غير مغضب أو محرج.
أتأملت أيها المعلم هذا الموقف ؟
لو لم يفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لما استطاع أن يجمع الناس من حوله وصدق الله العظيم إذ يقول: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
والطالب ماذا يريد من المعلم ؟ لا يريد منه إلا الخلق والعلم وطلاقة الوجة ولين الكلام.
أخي المعلم : لا يخطر على بالك أن التلطف واللين مع الطلاب يضعف من شخصيتك ، وتذكر أن الطالب المتمرد لا يناسب معه العنف أبدا ، فالعنف لا يولد إلا العنف ، واللين لا يولد إلى الاستجابة والمحبة ، ومن جرب عرف!
لماذا اللين مع الطلاب ؟.
لأنها صفة الأنبياء ، قال تعالى مخاطبا موسى وأخاه عليهما السلام :
(فقولا له قولا لَّينا لعله يتذكرُ أو يخشى) هذا مع فرعون فكيف بمن حولنا وبأبنائنا خاصة !!
كان أحد الطلاب الذين لا أدرسهم يُعرف من قبل المعلمين والطلاب أنه طالب مشاكس، وذو مزاج غضوب. التقيت معه في حصة الرياضة وكان لا يلعب ، فأخذتُها فرصة ، وسلمتُ عليه بحرارة ،وأخذت أسال عن أحواله الدراسية ، فأخذ هذا الطالب يتكلم عن نفسه، وكنتُ أصغي إليه باهتمام وأصدقه ، حتى إذا ما انتهى من كلامه ، أثنيتُ عليه وامتدحته ، وقلت له كثّر الله من أمثالك ، ووفقك في دراستك.
فصار هذا الطالب كلما رآني سلم علي ، وحرص على أن أعرف عنه التعامل الطيب مع الجميع. ومن هنا فان صفة التلطف واللين قد أثرث في هذا الطالب ، وهي الصفة التي تجعل منك معلما مميزا ومحبوبا لدى الجميع طلابا ومعلمين.
@@ محمد بن عبدالله العامر ـ مشرف تربوي بإدارة التعليم بالأحساء
منقووول للاستفادة
والحقيقة أن الطلاب لا يريدون كل هذا الجهد لاكتشافهم ، بل يحتاجون الى المعاملة الطيبة التي نقتبسها من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (( الدين المعاملة )).
ومن منطلق هذا الكلم النبوي العظيم أحببتُ أن أضع بين يدي القارئ ولا سيما المعلم هذه الإشارات التربوية في فن التعامل مع الطلاب ، ولنبدأ بالإشارة الأولى التي نتمنى أن ينطلق المعلم منها دون تأخر
أخي المعلم ضع نصب عينيك قبل أن تدخل الفصل كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم "المؤمن هين لين"، ومن أراد أن يزحزح جسده عن النار فليكن هينا لينا سمح النفس.
إذن المعلم يحتاج إلى اللين لماذا ؟ لأن قدوته في الأخلاق عامة هو المعلم الأول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،ومثال ذلك "دخل رجل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد الصلاة ، فلما انتظم في الصف وكبّر إذا برجل يعطس في الصلاة. فقال له مشمتا : يرحمك الله. فأشار له الناس أن اسكت. وراحت عيونهم تلاحقه مؤنبة له على سوء فعلته ، فقال لهم: ويلكم ثكلتكم أمهاتكم ، مالكم تنظرون إلي هكذا فلما قضيت الصلاة كاد الناس أن يبطشوا به ،فقال لهم رسول الله أن دعوه ثم دعاه وأجلسه بجانبه وكلمه ،أتدرون ماذا قال له ؟وما كان شعور هذا الرجل. ! لله در رسول لله صلى الله عليه واله وسلم لم ينهرني ولم يزجرني ولم يعنفني بل تبسم في وجهي وقال : (( إن مثل هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس))"، فقام الرجل وهو فرح غير مغضب أو محرج.
أتأملت أيها المعلم هذا الموقف ؟
لو لم يفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لما استطاع أن يجمع الناس من حوله وصدق الله العظيم إذ يقول: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
والطالب ماذا يريد من المعلم ؟ لا يريد منه إلا الخلق والعلم وطلاقة الوجة ولين الكلام.
أخي المعلم : لا يخطر على بالك أن التلطف واللين مع الطلاب يضعف من شخصيتك ، وتذكر أن الطالب المتمرد لا يناسب معه العنف أبدا ، فالعنف لا يولد إلا العنف ، واللين لا يولد إلى الاستجابة والمحبة ، ومن جرب عرف!
لماذا اللين مع الطلاب ؟.
لأنها صفة الأنبياء ، قال تعالى مخاطبا موسى وأخاه عليهما السلام :
(فقولا له قولا لَّينا لعله يتذكرُ أو يخشى) هذا مع فرعون فكيف بمن حولنا وبأبنائنا خاصة !!
كان أحد الطلاب الذين لا أدرسهم يُعرف من قبل المعلمين والطلاب أنه طالب مشاكس، وذو مزاج غضوب. التقيت معه في حصة الرياضة وكان لا يلعب ، فأخذتُها فرصة ، وسلمتُ عليه بحرارة ،وأخذت أسال عن أحواله الدراسية ، فأخذ هذا الطالب يتكلم عن نفسه، وكنتُ أصغي إليه باهتمام وأصدقه ، حتى إذا ما انتهى من كلامه ، أثنيتُ عليه وامتدحته ، وقلت له كثّر الله من أمثالك ، ووفقك في دراستك.
فصار هذا الطالب كلما رآني سلم علي ، وحرص على أن أعرف عنه التعامل الطيب مع الجميع. ومن هنا فان صفة التلطف واللين قد أثرث في هذا الطالب ، وهي الصفة التي تجعل منك معلما مميزا ومحبوبا لدى الجميع طلابا ومعلمين.
@@ محمد بن عبدالله العامر ـ مشرف تربوي بإدارة التعليم بالأحساء
منقووول للاستفادة