المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امريكي يموت في مكة



حائل ديرتي
19-03-2006, 14:24
امريكي ويموت في مكة ! -للدكتور عبدالرحمن العشماوي-السعودية


لم يكن يخطر بباله قبل أنْ يأتي إلى المملكة العربية السعودية أن يفكِّر في دين الإسلام، أو يشغل ذهنه بالمسلمين وبما هم عليه من هُدَى الإسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياتُه حافلةٌ بالعمل الجاد الذي مكًّنه من الحصول على عددٍ من الشهادات والأوسمة من كبار المسؤولين في شركته وفي دولته «العظمى» أمريكا، يقول عن نفسه: «قبل أن آتي إلى الرياض مسؤولاً كبيراً في الشركة الأمريكية لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه، حياتي كلُّها مادةٌ وعمل وظيفي ناجح، وإجازاتٌ أروِّح عن نفسي فيها بما أشاء من وسائل الترويح المباحة وغير المباحة، شأني في ذلك شأن ملايين البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة المملَّة من الحرية المزعومة.

ومرَّت بي شهور في عملي الجديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل وظيفتي المهمة في مجال عملي، كان همِّي الأكبر أن أنجح في هذا العمل حتى أزداد رقيَّاً في الشركة التي أعمل فيها، ومكانةً مرموقة بين الناجحين في بلدي الكبير الذي يجوب العالم طولاً وعرضاً مسيطراً متدخلاً بقوته العسكرية في شؤون الناس.

وذات يومٍ كنتُ جالساً في مكانٍ، في لحظة استرخاء، ولفت نظري لأول مرَّة منظر عددٍ غير قليل من المسلمين سعوديين وغير سعوديين يتجهون إلى مسجد كبير كان قريباً من ذلك المكان، وكنت قد سمعت الأذان أوَّل ما جلستُ، وشعرتُ حينما سمعتُه بشعور لم أعهده من قبل - هبَّت من خلاله نسائم لا أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: لماذا يصنع هؤلاء الناس ما أرى، ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى المسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقوداً وهدايا ثمينة تستحق هذا الاهتمام؟؟

كان السؤال عميق الأثر في نفسي، جعلني اهتمُّ بمتابعة ما يجري بصورة أعمق وسمعت حركة صوت مكبِّر الصوت، ثم الإقامة، وبدأت أفكَّر بصورة جدَّية، وحينما سمعت الإمام يقول «السلام عليكم»، وجهت نظري إلى بوَّابة المسجد الكبيرة فإذا بحشود المصلِّين يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضاً بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردِّد بصوت مرتفع «يا له من نظام رائع»، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم الإسلام الجميل، وفهمت بعد ذلك كلَّ شيء، ووجدت جواباً شافياً عن سؤال سألته ذاتَ يومٍ وأنا غاضب ، حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء على عجلةٍ من أمري ففوجئت بالمحلات التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع صاحب المحل التجاري الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليلاً فأبى وقال: بعد الصلاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل غير لائق، وبعد أن أسلمت أدركتُ مدى الدافع النفسي الدَّاخلي القوي الذي يمكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة.

أمريكي أبيض أشرق قلبه بنور الإيمان، وعرف حلاوة الإسلام، وبدأ يتحدَّث إلى أصدقائه بالمشاعر الفيَّآضة التي تملأ جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر بها أبداً من قبل، وبعد مرور شهرين على إسلامه أبدى رغبته في زيارة البيت الحرام للعمرة والصلاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه صديقان من رفقاء عمله من السعوديين، وهناك في رحاب البلد الأمين، وفي ساحات المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرَّفة حلَّق بروحه في الآفاق الروحية النقيَّة الطاهرة، وقد رأى منه مرافقاه عجائب من خشوعه ودعائه وبكائه، وقال لهما: كم في هذا العالم من المحرومين من هذا الجو الروحي العظيم.

أتمَّ عمرته قبل صلاة العشاء، وكان حريصاً على الصلاة في الصف الأوَّل المباشر للكعبة، وحقَّق له مرافقاه ذلك، وبدأت الصلاة، وكان الأمريكي المسلم في حالةٍ من الخشوع العجيب، يقول أحد مرافقيه: وحينما قمنا من التشهُّد الأوَّل لم يقم، وظننته قد استغرق في حالته الروحية فنسي القيام، ومددت يدي إلى رأسه منبها له، ولكنه لم يستجب، وحينما ركعنا رأيته يميل ناحية اليمين، ولم يسلَّم الإمام من صلاته حتى تبيَّن لنا أن الرجل قد فارق الحياة، نعم، فارق الحياة، أصبح جسداً بلا روح، لقد صعدت تلك الروح التي رأينا تعلُّقها الصادق بالله في تلك الرحاب الطاهرة، صعدت إلى خالقها يقول المرافق: لقد شعرت بفضل الله العظيم على ذلك الرجل رحمه الله ، وشعرت بالمعنى العميق لحسن الخاتمة، وتمثَّل أمام عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الرجل الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، لقد عرفت هذا الرجل الأمريكي كافراً قبل أن يسلم، ورأيت كيف تغيَّرت ملامح وجهه بعد أن أسلم، ورأيت خشوعه لله في صلاته، ورأيته طائفاً ساعياً، ورأيته مصلَّياً ورأيته ميتاً في ساحة الحرم المكي الشريف، وودَّعته مشيعاً حيث تم دفنه في مكة المكرمة بعد استئذان أهله في أمريكا.

يقول مرافقه: حينما علم زملاؤه الأمريكان وهم غير مسلمين بما حصل له.

قال أحدهم: إنني أغبطه على هذه الميتة، قلت له: لماذا؟

قال: لأنه مات في أهم بقعة، وأعظم مكان في ميزان الدين الإسلامي الذي آمن به واعتنقه.

اللهم إنا نسألك حسن الختام ياربَّ الأَنام.

سليمان الثنيان
19-03-2006, 16:39
الله أكبر

الله أكبر

ولله الحمد

نسأل الله حسن الخاتمة

بارك الله فيك

أخي
حائل ديرتي

على هذا النقل الاكثر من رائع

للكاتب الدكتور/ عبدالرحمن عشماوي.


:

أتحفنا بجديدك

وفقك الله


:

أحترامي لكـ
.
.
.

السرعوفي
19-03-2006, 17:33
رحمه الله !!! اخي, الاسلام دين ومنهج حياة اذا تمعنت به وقارنته بالاديان الاخرى !!! عدل في جميع موازينه, في حفظ الحقوق الخاصه والعامه , وفي جميع تعليماته والتي كملها الرسول محمد ( ص) !!! المشكله ياخي فينا نحن المسلمون نحن الذين اوجدنا الخلاف بيننا وهذا بدوره انعكس على صورة الاسلام النقيه والعادله !!! الكثير من مجتمعاتنا الاسلاميه تزايد في اسلامها وتجعل من نفسها انموذج (( وهمي )) ليحتذى من الاخرين الذين يملكون الكثير ايضا من النماذج الوهميه !!! الحقيقة ان الاسلام قد تم اختطافه خلال القرنين الماضيين وتم تشويهه بحث تم تعريضه لعروض سياسيه واقتصاديه (( مصالح )) !!! الحمدلله على كل حال نحن هنا بالجزيره العربيه وبحكم قربنا من مهبط الوحي والحرمين الشريفين وقد اكرمنا الله بذلك الا ان لحكومتنا الرشيده ومليكنا العادل وولي عهدة الامين جزاهما الله عن المسلمين في مشارق الارض ومغاربها خير الجزاء اليد الطولى في نشر الاسلام ودعم الجهود الدوليه في مساعدة المسلين بكل الطرق !!!
اخي : يوجد الكثير من المسلمين الامريكان والاوروبيين هنا بالمملكه وخاصة في مناطق الاعمال والصناعه بالدوله وليس غريبا مثلا ان تجد نفر من اولئك القوم يدخلون المسجد معك يصطحبون اطفالهم بكل اريحيه وخشوع !!! وهذا فضل كبير يجير كما اسلفت لحكومتنا الرشيده !!! امل ان اكون ضمن السياق للموضوع !!! تحياتي للجميع ... !!!

أمة الله
19-03-2006, 22:22
جزاك الله خير أخي الكريم

نسأل الله حسن الخاتمة وفي الحقيقة ليس الغريب من يسلم انما الغريب من الناس الذين عرفوا الإسلام ولم يسلموا

اللهم ردنا اليك ردا جميلا

عاشق الشوق
20-03-2006, 18:33
اخي الفاضل

~*¤ô§ô¤*~ حائل دايرتي ~*¤ô§ô¤*~

جزاكِ الله خير
وجعله المولى في ميزان حسناتك
نقل مفيد و انتقاء موفق
بانتظار الجديد و المفيد من مواضيعك
يعطيك العافيه

مع احترامي وتقديري
أخــــــــــوك
عاشق الشـــــوق

رشيد العمير
05-04-2006, 13:55
والله إنا نغبط ذلك الرجل على مانظنه له من حسن الخاتمه ولانزكي على الله أحدا


نسأل الله حسن الخاتمه


ياحايل ديرتي
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع

هند القاضي
05-04-2006, 15:43
نسأل الله حسن الخاتمه


جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم