المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حميدي دهام الجربا: لقاء في قناة الجزيرة



طلال صعفق الحافظ
19-03-2002, 10:48
معن بشور


رفيق روحانا


فيصل القاسم

فيصل القاسم:

تحية طيبة مشاهدي الكرام على الهواء مباشرة من بيروت.

لماذا يزداد العالم تكتلا، بينما يزداد العرب تشرذما وانقساما وتفتتا؟ أين العرب من التكتلات الدولية؟ ألم تصبح التكتلات سمة العصر؟ ألا تحتم العولمة علينا إحياء النـزعة القومية التي لم تعد مجرد حلم بل أصبحت ضرورة حتمية دفاعا عن الوجودوترسيخا للهوية ووقاية من الذوبان؟

لماذا نلهث وراء اتفاقات مع الآخرين مثلا، ونسير الهوينى في التحالف فيما بيننا؟ لماذا تنضم مصر مثلا إلى منظومة الدول الفرانكوفونية، بينما يسعى اليمن إلى الكومونولث، ويحاول المغرب الالتحاق بالاتحاد الأوروبي؟

لماذا تعمل الجزائر وتونس على دخول تكتلات أو أحلاف على أساس القرب من أوروبا؟ لماذا لجأت ليبيا إلى التحالف مع إفريقيا؟ لماذا ترتبط دول الخليج بمعاهدات دفاع مع الدول الغربية وتوطد علاقاتها مع دول آسيا بعيدا عن العرب؟

هل تأتي حماية النظم الوطنية بالارهان إلى الخارج أم من بناء التكتلات الاقتصادية والسياسية المتماسكة؟ لماذا هذا التخبط العربي الرهيب؟ ألم يتوصل نادي روما إلى نتيجة مفادها أن أي تجمع يقل عدد سكانه عن مائة وخمسين مليونا لا مكان له في النظام الدولي الجديد؟

لماذا لا يعمل العرب على إحياء المشروع القومي؟ ألا تعرف إسرائيل تماما أن المشروع الصهيوني لا يبطله سوى المشروع القومي العربي؟

لماذا باتت الجامعة العربية إطارا قوميا مهترئا؟ لماذا تحولت إلى منبر خطابي عاجز عن مسايرة روح العصر والثورة العلمية والاقتصادية الهائلة التي يشهدها العلم؟

لماذا وصل الأمر بكتاب كبار إلى القول: إنهم لا يهتمون بالعروبة؟ هل تلاشت العروبة إلى غير رجعة ولم تعد عماد الوطن العربي؟ ألا يحق لنا نحن العرب أن نحلم ببناء أمة عربية كما فعلت الأمم الأخرى؟

لكن في المقابل ألم يحن الوقت لأن يتخلى العرب عن الخطاب القومي الذي فرقهم أكثر مما وحدهم؟ ألا يجب أن يفكر العرب بالتكتل على أسس جديدة بعيدا عن الشعارات القومية المهترئة والبالية؟ لماذا مازال التركيز منصبا على الخطاب العروبي، على الأمور العاطفية مثل اللغة والدين والتاريخ المشترك؟

ألم تصبح أمريك -مثلا- أقوى تكتل سياسي واقتصادي وعسكري في العالم دون الاعتماد على مرجعية قومية؟ ألا يجب استبدال القومية الأيديولوجية بالمصالح الاقتصادية القابلة للصمود والاستمرار أكثر من الأيديولوجية الجوفاء؟

لماذا لم يحظ الجانب الاقتصادي بالكثير من الاهتمام في النظرية القومية العربية التقليدية؟

لماذا يركز القوميون على الكم وليس الكيف؟ ثم أليست الدولة الحديثة هي دولة مواطنيها ولا يجب إدخال القومية كمحور في سياستها؟ ألا يجب إعلاء شأن المواطنة والديمقراطية على أي انتماء قومي وإلغاء كافة الأبعاد العرقية من لعمل السياسي؟ كيف نقدس الهوية القومية العروبية والمواطن العربي يشعر بأنه أجنبي غريب في وطنه؟

ألم تنـته العروبة كأساس للوحدة بين الدول العربية؟ هل يمكن أن يتكتل العرب اقتصاديا بعيدا عن مؤثرات السياسة أم أن معظم الزعماء العرب ما زلوا يتعاملون بالسياسة بعقلية بدائية أقرب ما تكون إلى عقلية الأطفال القاصرة؟

لماذا يرفع العرب شعارات قومية عريضة جدا، ثم يحكمون ويتصرفون على أسس ضيقة للغاية؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في بيروت على السيد (معن بشور) الأمين العام المساعد للمؤتمر القومي لعربي، رئيس المنـتدى القومي في لبنان، وعلى الكاتب والإعلامي الدكتور (رفيق روحانا).

للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية، من داخل لبنان: 3620253 ومن خارج لبنان: 009613620254 ورقم الفاكس: 009611826581

[فاصل للإعلان]

فيصل القاسم:

سيد رفيق روحانا سؤال بسيط: العالم بأكمله يتكتل، نسمع بين الحين والآخر عن تكتلات جديدة تظهر هنا وهناك، إلا العرب يزدادون تشرذما وتفتـتا إلى ما هنالك من هذا الكلام، ألم يحن الوقت لإحياء المشروع القومي العروبي؟

د. رفيق روحانا:
قبل ل شيء سأعتذر ممن يسمعني بأنني سأتكلم معكم بالعربية.

فيصل القاسم:
ستعتذر عن استخدام اللغة العربية.

د. رفيق روحانا:
لأن واقع الكلام يكون بطبعه طبعيا لو تكلمنا كل باللغة التي يحلم بها، يغضب بها، يحب بها، أنا أغضب وأحب وأحلم باللبنانية لا بالفصحى.

فيصل القاسم:
لكنك تـتحدث العربية الفصحى بشكل..

د. رفيق روحانا:
إكراما لكم، ولك بالذات كي لا أخرج عن منهج البرنامج، بعد ذلك سأرد على سؤالك انطلاقا من تحديد كلمتين نحن الآن بصددهما: قومية وعرب. كلمة قومية هي كلمة غلط، كي أتت؟ وكيف نشأت؟ هذه قصتها.. يوم كان الناس في العالم كله ملكيين، يعني: يتبعون الملك Royalist يعني: أنت ملكي، جاء (ميرابو) يصرخ صرخته الكبرى في مجلس الشعب الفرنسي:Allons Enfants de la patrie [نحن أولاد الوطن].

هذه الكلمة خضّت أوروبا، Enfants de la patrie مش Enfants de Roi مش أولاد الملك بل أولاد الوطن، هنا فهم الناس أن الملك مهم، لكن الأهم من الملك هو الأرض.. الوطن. إذا مات لويس السابع عشر يأتي لويس الثامن عشر، ما المهم؟ بينما إذا خسرت فرنسا (الإلزاس واللورين) تحتاج إلى حرب لإعادتهما، هنا نشأت فكر الوطن، بعد ذلك ترقت الشعوب فنشأت فكرة جديدة هي أرقى: المتر المربع من الأرض عظيم، أنا أحبه، أضحي بدمي في سبيله، لكن الأهم منه ابني الواقف على هذا المتر المربع، يعني الإنسان أهم من الأرض.. من هنا جاءت فكرة الوطن والإنسان يعني (وطن Patriot) (أمة Nation) عندما عربنا هذه الكلمات قلنا: ملك/ ملكي، وطن/ وطني، أمة/ أمي، فوجدنا كلمة أمي مشغولة في القاموس بمعنى الجاهل، فبكل استسهال وبكل بساطة وجدوا مرادفا شبيها بها هو كلمة قوم، مع أن كلمة قوم في القاموس معناها الرجال دون النساء من القبيلة، شاعر أراد هجاء آخر قاله ل:
أقوم آل جفنة أم نساء؟!

بكل بساطة استسهل المعبرون والمعربون فقالوا: قومية، إذن كلمة قومية خطأ كان يفترض أن يكون مكانها كلمة (أمة) نشتق منها (أمّوي) كما اشتققنا من ثورة (ثوروي) فكلمة قومية هي كلمة خطأ، ومن كان اسمه خطأ بقية تفاصيله لا يمكن أن تكون صحيحة؛ بالإذن من أستاذ معن.

معن بشور:
ولو تفضل..

فيصل القاسم:
أنا سألت سؤالا عن ضرورة إحياء المشروع القومي العربي، آن الأوان لإحياء هذا المشروع؛ لإحياء العروبة.

د. رفيق روحانا:
هل نتفق أولا: إذا كانت كلمة (عروبة) كلة صالحة لأن يـبنى عليها مشروع.

فيصل القاسم:
هي غير صالحة؟

د. رفيق روحانا:
أبدا.

فيصل القاسم:
كيف؟

د. رفيق روحانا:
هي مصيبة هذا الشرق.

فيصل القاسم:
العروبة مصيبة الشرق..

د. رفيق روحانا:
هذا العنوان أما التفاصيل فإذا كان لي من وقت قبل أن يتكلم الأستاذ معن احتاج إلى عشر دقائق.

فيصل القاسم:
باختصار: كيف مصيبة؟ أريد أن أعرف كيف مصيبة؟

د. رفيق روحانا:
يجب أن أشرحها بالتفصيل.

فيصل القاسم:
تفضل.

د. فيق روحانا:
يوم اجتمع يهود العالم وصهاينـته في نهاية القرن الـ19 في سويسرا قرروا أن يكون لهم دولة، عرض عليهم في جنوب إفريقيا، عرض عليهم في أوروبا، رفضوا وقرروا أن تكون أرض فلسطين هي أرض إسرائيل. كان أمامهم عدة مشاكل:
أول مشكلة: أن يأتوا إلى إسرائيل، هذه مشكلة سهلة، جاءوا من كل أنحاء العالم. المشكلة الثانية: أن يطردوا من فلسطين أهلها، فطردوهم بوسيلتين: إما بالمال، اشتروا منهم الأرض، وإما بالإرهاب، دير ياسين مثلا. المشكلة الثالثة وهي الأهم: ألا يعيد ضمير العالم هؤلاء إلى أرضهم..

فيصل القاسم مقاطعا]:

كي لا نسهب كثيرا في..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

لا.. بدون أن أسهب لا أستطيع أن أشرح، يجب أن أسهب، عندها قرر الصهاينة في العالم تسمية الفلسطينيـين: العرب، واعتبروا أنفسهم: اليهود؛ يعني أخذوا اسم دين وأعطوا العرب اسم منطقة أو اسم عنصرية، وراحت صحفهم تكتب ما يلي: المعارك بين العرب واليهود، ثم طردوا الفلسطينيين إلى الخارج بعد أن دهنوا - عرفت شو دهنوا يعني - مسحوا هذه الأرض المحيطة بكلمة عرب فأصبح الفلسطيني عربيا مطرودا أو مُزَاحا في منـزله من غرفة إلى غرفة، خاصة أن الغرفة الثانية ساحتها 12 مليون كيلو متر مربع، بينما الغرفة التي سكن فيها اليهودي مساحتها ثلاثين ألف كيلو متر مربع، وهنا أصبح ضمير العالم يخجل من أن يقول لهذا الذي يدعي العودة إلى فلسطين: عد إلى الثلاثين ألف كيلو متر، أنت تطالب بها ولديك 12 مليون..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

نريد أن ندخل في لب الموضوع، أريد أن تجيـبني على هذا السؤال، لأنه إذا ظلينا على هذا الموضوع فسوف ينـتهي البرنامج دون أن ندخل في الموضوع الرئيسي.

رفيق روحانا: ما هو الموضوع الرئيسي؟

فيصل القاسم:

الموضوع الرئيسي ضرورة حياء المشروع القومي العربي، العروبة.

د. رفيق روحانا:

أنا لا أؤمن بالعروبة أصلا فكيف أحيي لك مشروعا يقوم عليها؟ هي سبب خراب هذا الشرق، كيف انتظر منها أن تكون عنوانا لمشروع؟

فيصل القاسم:

إذن هي سبب خراب هذا الشرق، وليست عنوانا، ولا يمكن أن تكون.

د. رفيق روحانا:

بدون شك.

فيصل القاسم:

معن بشور.

معن بشور:

لا شك أن الأستاذ رفيق ضليع في اللغة العربية، وأعتقد أن هذا التمكن من اللغة العربية هو عنصر مشترك معه في هذا النقاش، فالعربية هي كن أساسي من أركان العروبة التي يعتبرها مصيـبة من مصائب الشرق.

ثانيا: حاول أن يوحي بأن كلمة (عرب) لم تكن موجودة قبل المشروع الصهيوني علما أن كلمة (عرب) موجودة من زمن طويل جدا جدا، والجزيرة العربية التي خرجت منها موجات عديدة؛ فينيقيين وكنعانيين وإلى آخره، اسمها جزيرة عربية، وهي إشارة لوجود جماعة اسمهم (عرب).

د. رفيق روحانا:

هل يسمح لي أستاذ بشور أن أقول له كيف كانت موجودة؟

معن بشور:

أنا ما قاطعتك، معلش بس خليني أكمل..
ثالثا: المشروع الصهيوني نفسه أعتقد الأستاذ روحنا لم يطلع على أن فكرة قيام كيان صهيوني في فلسطين هي فكرة بالأساس انطلقت من الإدارة البريطانية بعد نجاح (محمد علي) وابنه (إبراهيم باشا) في توحيد مصر وبلاد الشام، وجاءت رسالة شهيرة من وزير خارجية بريطانيا إلى القنصل، ومن رئيس الوزراء في ذلك الحين (بلمستون) قال: علينا أن نفكر في إنشاء حاجز بشري يمنع توحيد مصر وبلاد الشام، وفكروا بلبنان؛ إقامة دولة دينية في لبنان تختلف عن المنطقة، وفكروا في الكيان الصهيوني. طبعا المشروع استخدام المسيحيـين لإنشاء حاجز فشل لأن المسيحيـين هم أبناء هذه المنطقة، وهم عرب، ورفضوا أ يدخلوا في هذا المشروع، ونذكر أحداث 1840م و1860م كانت كلها تصب من أجل خلق مشكلة طائفية في لبنان، وأتينا إلى المشروع الصهيوني الذي كان هدفه منع تلاقي العرب، منع وحدة العرب، منع استخدام العرب.. وأعتقد أنه حتى هذه الساعة لا شيء يخيف الصهاينة، لا شيء يخيف الدولة الصهيونية من اجتماع كلمة العرب، ومن تلاقي كلمة العرب. أما أن يزاح الفلسطيني إلى المنطقة العربية، يستخدم اسم عربي لإزاحته من المنطقة العربية، أعتقد أن فكرة الحق فكرة لا مجال للمساومة بها، الحق يـبدأ بمتر وينـتهي بعشرات الملايين من الكيلومترات، إزاحة فلطيني من أرضه حتى لو أزيح إلى جزء آخر من فلسطين هذا أمر مرفوض، هناك فلسطينيون انتقلوا من مناطق في فلسطين إلى مناطق أخرى وما زالوا يسمون حتى هذه الساعة بلاجئين أو بنازحين. إذن ربط فكرة العروبة بالمشروع الصهيوني هي قلب كامل للحقائق، وأعتقد أن المشروع الصهيوني روعي وغذي كل هذه التغذية من قبل أعداء هذه المنطقة من أجل ضرب وحدة هذه المنطقة، ومن أجل ضرب هوية هذه المنطقة العربية. وأعتقد أيضا أن المشروع الصهيوني يريد أن يقول: إنه ليس في هذه المنطقة انتماء لأمة واحدة، هذه المنطقة هي عبارة عن أديان وطوائف ومذاهب وأعرق.

طلال صعفق الحافظ
19-03-2002, 10:52
فيصل القاسم:

يعني هل تريد أن تقول: إن السيد روحانا يردد مقولات صهيونية؟

معن بشور:
لا.. السيد روحانا رجل وطني وأنا لا أتهمه على الإطلاق في وطنيته، لكن أعتقد السيد روحانا هو نموذج لنوع من الشعراء الأدباء الذين تسحرهم الكلمة.

فيصل القاسم:

دون أن..؟

معن بشور [مكملاً]:

دون أن يدرسوا الجوانب السياسية والاجتماعية والتاريخية المحيطة بها، وأعتقد أنه لو راجع الوثائق البريطانية لاكشف أن المشروع الصهيوني ولد لضرب الفكرة العربية، ولضرب الحقيقة العربية والهوية العربية للمنطقة.

د. رفيق روحانا:

عدة نقاط أريد أن أرد بها على الأستاذ معن، صحيح إنجلترا هي التي غذت وجود إسرائيل اليوم في أرض فلسطين، ليس هذا فقط بل هي التي أوجدت الجامعة العربية، وهي التي أرسلت المستشرقين، وهم كلهم يخدمون فكرة العروبة التي يوما ما كانت تنـتظر لها بريطانيا - ومن ورائها الصهاينة في العالم - أن تكون سبب خراب هذه المنطقة.. أما كلمة (عرب) قلت لي أن لها جذورا في التاريخ، اسمع جذور كلمة عرب في التاريخ؛في القرآن الكريم الأعراب أشد الناس نفاقا.. في مقدمة ابن خلدون الذي يعتبره من يتباهون بأنهم عرب وأنا أشفق عليهم، يقول ابن خلدون: أينما حل العرب سارع الخراب.. مش ممكن أن يحدث الخراب، سارع.. وهناك صديق لي من بيت الزين يقول: عربت خربت.
أما جذرها في القاموس فاسمع ولا تسل: عرُبت معدته: فسدت.. المرأة العروب: التي تخون زوجها.. عرب الشيء: أزاحه جانبا ليستطيع سرقته.. عرّب: تكلم بوقاحة. كل جذر (ع ر ب) لا يشرّف، فأصل الكلمة لا في القرآن الكريم، ولا عند فيلسوف من يسمون أنفسهم عربا، ولا في القاموس؛ كلمة عرب موجودة شكل مهم. أما وجودها بمضمون سياسي فهذا جاء مع تفكير الصهاينة ببناء إسرائيل، يومها وضعوا هذا اللغم على الأرض المشرقية هنا التي أحبها كأرضي، وضعوه ليتفجر كل يوم، لو لم أقل أنا عربي والفلسطيني لو لم يقل إنه عربي لما قال (أبو إياد) طريق القدس تمر بجوني، لماذا لم تمر بنيقوسيا؟ نيقوسيا أقرب إلى فلسطين، لأن نيقوسيا ما قالت نحن عرب. لماذا لم تمر بتركيا ومرت بالمغرب؟ لماذا لم تمر بإيران ومرت بالصومال؟ كل من لم يقل أنا عربي لم تدخل عليه قضية فلسطين ومشاكلها، أما نحن الذين ادعينا - عن غير وعي - رحنا في دوامة من أرادو لنا أن نروح في الدوامة، فنحن الآن نتحمل كل هذه المصائب والمشاكل، وسنـتحمل أكثر منها في الغد.

معن بشور:

أنا بحترم المعلومات اللغوية الهامة اللي ذكرها، لكن أنا أعتقد أن القرآن الكريم ذكر الأعراب ليميزهم عن العرب، وأعتقد أن في القرآن الكريم كما في الحديث النبوي الشريف كما في كل التراث الإسلامي إشارة مستمرة إلى العرب وإلى اللسان العربي، وإلى عدم التميـيز بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى مما يدل على إنسانية الإسلام، وعلى اعتبار أن هناك قوم اسمهم عرب وغير عرب. وأعتقد أن المشكلة ليست كذلك، إسرائي.. المشروع الصهيوني مشروع يستهدف السيطرة على المنطقة كلها، وهو من أجل أن يسيطر على المنطقة كلها يركز تركيزا شديدا على ضرب الهوية الجامعة للمنطقة، وإذا كان الأستاذ روحانا يعتبر أن العروبة هي التي أوجدت مشاكل، فأنا من الذين يعتقدون أنه في غياب العروبة ستبـرز في هذه المنطقة - كما هو الحال اليوم مع انحسار المشروع العربي - برزت في المنطقة العربية كل أنواع العصبيات الـ ماقبل الانتماء القومي والانتماء الوطني؛ برزت الطوائف وبرزت المذاهب وبرزت كل هذه العصبيات التي تدخلنا في حروب نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي. أتقد أن العروبة بهذا المعنى هي إخراجنا من هذه العصبيات، هي إخراجنا من هذه النعرات، وهي إيجاد رابط مشترك ليس فقط يحمينا من هذه الحروب وإنما أيضا يضعنا على طريق المستقبل.

[فاصل لموجز الأنباء]

فيصل القاسم:

معن بشور كنت تتحدث.. رد على هجوم قوي إلى حد كبير من السيد روحانا، كما شاهدت ألصق كلمة عرب أو عروبة بكل الصفات السيئة، كنت ترد على هذا الكلام.

معن بشور:

أنا أرجع لأقول أن العروبة هي حقيقة أو انتماء لقسم كبير من أبناء هذه المنطقة، يعتزون بها، وينـتسبون لها ثقافة ومصيرا وتريخا ولغة، ولكن بشكل خاص هي الآن مشروع هذه الجماعة التي تقطن هذه المنطقة الواسعة، مشروعها لمواكبة العصر بل للدخول في العصر، بمعنى أننا أبناء منطقة عربية كل كيان منها اليوم مهدد بالانقراض إذا لم يجد صيغة تلاقي..

فيصل القاسم:

صيغة تكتل..

معن بشور:

أيوه.. العالم كله الآن يفتش عن مشترك فيه، يعني إذا بنلاحظ المشترك الثقافي يركَّز عليه، المشترك القارِّي يركز عليه، المشترك الأمني مجلس الأمن الأوروبي.. حلف الأطلسي؛ يركز عليه، حتى الاقتصادي بمعنى الدول النامية، مجموعة الثمانية..
هذه مشتركات لا علاقة لها لا بالتاريخ ولا بالثقافة ولا باللغة ولا بالمصير ولا بالمعاناة، يتم التركيز عليها. أعتقد أن الأمة العربية وأن العرب هم الآن في صدد التفتيش عن هذا المشترك وتعميقه وبلورته بمشروع مستقبلي، وأعتقد أن هذا هو السؤال الأساسي.

الآن اللبنانيون الذين يعتبر الأستاذ روحانا من شعرائهم ومن أدبائهم؛ اللبنانيون استطاعوا أن يلعبوا دورا كبيرا في بلدهم وفي المنطقة من خلال دورهم في النهضة العربية. أعتقد أننا منذ أوائل هذا القرن شاهدنا نوعين من الفكر: فكر نهضوي قاده لبنانيون من خلال تأكيد انتماهم إلى هذه الأمة العربية. وفكر انحطاطي - مع الأسف أقول هذا الكلام - حاول أن يعزل اللبنانيين، فأوجد مشكلة بين اللبنانيـين، ثم أوجد مشكلة بين اللبنانيـين وغيرهم، وبالتالي أفسد هذه العلاقة.. لما بييجي قداسة البابا إلى لبنان ويرى شبابا يتحدثون أمامه أو يحيونه بلغات أجنبية؛ قداسة البابا يقول لهم: تكلموا بالعربية أنتم عرب، يقول: للبنان دور ورسالة في المنطقة العربية، دور ورسالة في الثقافة العربية.. أعتقد أن هذا الأمر هو تأكيد على وجود هذه الحقيقة العربية في المنطقة التي لا تلغي حقائق أخرى، هناك حقيقة وطنية، هناكحقيقة لبنانية ومصرية وعراقية وسورية، هناك حقيقة قبلية، وهناك حقيقة فردية، وأعتقد أنا أن العروبة في هذا المعنى، وهنا أستعين بالروائي اللبناني الكبير (أمين معلوف) الذي تحدث عن الهويات القاتلة. الهويات هي مراتب، هي دوائر، هي درجات، حين نضع هذه المراتب في وجه بعضها البعض تصبح الهويات قاتلة، وحين نرى هذه الدوائر في إطارها التسلسلي تصبح هذه الهويات هويات إغناء وهويات إثراء وهويات تكامل، وهنا أعتقد أنا أن العروبة بالنسبة للبناني هي فيض في لبنانيته وليست نقصا فيها.

د. رفيق روحانا:

هناك شيء أريد أنأشدد عليه: كبرى المصائب أن تـتحول مصيبة ما إلى ما يشبه حقيقة، يعني مصيبة العروبة أنها تحولت إلى ما يشبه حقيقة بنظر الكثيرين..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

وهي حقيقة.

د. رفيق روحانا [مكملاً]:

من هنا أصبح من يريد أن يقف ضدها ليبين أنها مشكلة يُعتبر أنه ضد كل الناس، تماما يذكرني هذا الموقف بموقف الخليفة عمر بن الخطاب، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعبد صنما قبل الإسلام، ويوم شرح الله صدره للإسلام جاء إلى هذا الصنم..

معن بشور [ضاحكاً]:

إن شاء الله يشرح صدرك للعروبة ي أستاذ رفيق.

د. رفيق روحانا:

شرح الصدر يكون للحقيقة الإلهية، لا لمصيبة.

معن بشور:

حقيقة..

د. رفيق روحانا:

عندما شرح الله صدره للإسلام جاء إلى صنمه وقال له: سأصلي لك الليلة كما ولا ليلة، سأسجد لك كما ولم أسجد في أي يوم، وهكذا فعل، ولكن في الصباح كسّر عمر الصنم، وذهب إلى محمد.. كثيرون اليوم يعتبرون أن العروبة - كما كان يعتبر عمر صنمه -هي الحقيقة، لكن قليلين الذين اهتدوا كعمر.. أنا في يوم من الأيام سجدت لصنمي هذا، صليت له، لكنني كسرته عند الصباح، وأنا أشفق على ذا الشرق إن لم يكسر صنمه الرابع، يوم كان عباد الأصنام مع اللات ومناة والعزى ربّعهم أو رابعهم هو العروبة، هي الصنم الرابع الذي سيهتدي كل من في هذا الشرق ويحطمه يوم يشرح الله صدرهم للحق. هذه أول نقطة أريد أن أقولها.

أما الثانية فهي العودة إلى القرآن الكريم، تكلمتم كثيرا حول التحالف والتجمع والتكتل، أوَتعتقدون أن التكتل مجرد عنوان، يعني الأفضل، من قال: إن الكثرة أفضل من القلة؟ لماذا كلمة تكتل لوحدها في نظر الناس تكفي لأن يكون ما بعدها صحيح؟ لا.. في سورة التكاثر {ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر، كلا سف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين، لترون الجحيم... ثم لتُسألن يومئذٍ عن النعيم) هذه السورة لو كانت في بيت كل من يسكن في دول هذه المنطقة لما دخلت العروبة إليه، مشكلة العروبة أنها عملية تكاثر لا أكثر ولا أقل، ومن سار وراء التكاثر لَيَرى الجحيم، ثم ليسأل بعدئذ عن النعيم.

طلال صعفق الحافظ
19-03-2002, 10:53
معن بشور:

تسمح لنا يا أستاذ.

أولا: الحقيقة..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

أعتقد هذا الكلام بحاجة إلى أكثر من الابتسام، بحاجة إلى رد.

معن بشور:

أولا: لو كانت العروبة صنما لما تجمعت كل هذه القوى الخارجية من أجل ضرب وحدة هذه المنطقة، (سايكس - بيكو) ما هو؟

فيصل القاسم:

تمزيق الجسم العربي.

معن بشور:

تمزيق الجسم العربي، لو كان هذا الجسم صنما لحافظوا عليه بلا من أن يضعوا.. الكيان الصهيوني لماذا وجد؟ لتمزيق هذا الجسم العربي، الحروب المتعددة على هذه المنطقة من مغول وتـتار وفرنجة وغيرها جاءت كلها لتمزيق هذه المنطقة، ولم تكن المنطقة تستطيع أن تواجه كل هذه الهجمات إلا حين كانت تـتوحد. وفي القرآن الحديث عن التكاثر ليس مقصود فيه التكاثر بمعنى التكتل وبمعنى التجمع، على العكس في القرآن عشرات الآيات تدعو إلى التجمع وإلى التلاقي وإلى الاعتصام..

[فاصل للإعلان]

معن بشور:

أنا أريد أن أقول أن في القرآن دعوات عديدة إلى التكتل والتجمع والدفاع من خلال هه الوحدة، والإسلام دعوة مستمرة إلى الوحدة، فلذلك أتمنى ألا تؤخذ بعض الآيات وتوضع بهذا الشكل غير الـ..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

طيب.. أريد جوابا سريعا عليه، كيف ترد؟

د. رفيق روحانا:

أنا أفهم بكلمته ألهاكم التكاثر هل تعني ألهاكم التفرق؟ التكاثر يعني الاعتماد على العدد، العرب الذين يسمون أنفسهم العرب هؤلاء همهم فقط أن يصبحوا ثلاثمائة مليون ضد أربعة ملايين يهودي، هذا هو همهم، والعروبة لأنها اهتمت بالعدد خلقت الجبان، بدل أن أجودن أنا نفسي لأقضي وحدي على إسرائيل وأنا قادر أتكل على غري، مثلا أعطيك مثلا بسيطا، لو كنا أربعة أشخاص، وكنا ضمن موضوع ما لإنشاء مشروع، وأنا وأنت مشاركان معا بنسبة العمل الذي سنقوم به، إن أنت تأخرت قليلاً أنا أقول: فلان لم يفعل شيئا لماذا أنا وحدي سأفعل؟ ونتكل على بعضنا ولا أحد يفعل شيئا، أما لو كنت وحدي لفعلت.

معن بشور:

يا أستاذ، أنت عم تحكي عن الموضوع كأنه.. متى العرب استطاعوا أن يحققوا انتصارا على أعدائهم إلا حين توحدوا..؟

د. رفيق روحانا [مقاطعا]:

ولا مرة توحدوا.

معن بشور:

كيف ما توحدوا؟!

رفيق روحانا: \n
كانوا يكذبون على بعضهم.

معن بشور:

الفتح الإسلامي نفسه ألم يوحد هذه المنطقة؟ ألم يقهر إمبراطوريتين من خلال الوحدة..؟

رفيق روحانا [مقاطعا]:

التوحيد في الدين غير التوحيد في السياسة.

معن بشور:

التوحيد في الدين تحول إلى وحدة في المجتمع، ووحدة في الأمة، وهذه الأمة الموحدة بفضل الدين استطاعت أن تنـتصر على إمبراطوريتين.. صلاح الدين انتصر على الفرنجة بالوحدة، الظاهر بيـبرس انتصر بالوحدة، وكل انتصاراتنا تمت من خلال الوحدة..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

ناك دول إسلامية غير عربية، إيران وتركيا لم تـتحد معنا، ولا نطلب منها الاتحاد مع العرب، الإسلام وحد الناس في الله، لم يوحدهم في السياسة.

معن بشور:

تماما، وحدهم في الله، ومن خلال هذه الوحدة في الله وحدهم في الأرض واستطاعوا أن يقهروا..

د. رفيق روحانا [مقاطعا]:

لا.. لم يتوحد لا الإيراني ولا التركي مع العراقي والسوري.

معن بشور:

توحدوا لقهر إمبراطوريات كانت مسيطرة على المنطقة.

د. رفيق روحانا:

ابن ماليزيا لا يتوحد مع العربي لأنه مسلم..

معن بشو:

تماما.. هو مسلم وهناك عرب، والإسلام انتشر في بقاع العالم كله وجاء للعالمين جميعا، لكن العروبة استقرت في جزء من المنطقة الإسلامية..

د. رفيق روحانا [مقاطعا]:

صحيح، العروبة غير الإسلام، لا علاقة لها بالإسلام أبدا.

معن بشور:

طبعا، العروبة هوية تضم المسلم والمسيحي، وغير المسلم وغير المسيحي أيضا إذا كان عربيا.

رفيق روحانا:

إذن لماذا تدخل الإسلام في الأمر؟

معن بشور:

أنت أدخلته، قلت: الإسلام نهى عن التكاثر، أنا أقول لك: الإسلام وحد، الإسلام عا إلى الوحدة، إلى التجمع..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

الوحدة في الله.

معن بشور:

إلى التجمع، دعا إلى تجمع الناس في الله، وإلى تجمع الناس على الأرض لحل مشاكلهم ولمواجهة أعدائهم..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

التجمع ليس بالضرورة أن يكون تجمعا كما تريده أنت، تجمعا في السياسة.

معن بشور:

أنت ما عرفت أنا كيف أريد التجمع، ما ناقشنا كيف نريد التجمع، لكن أنا أقول الآن: نحن نواجه في هذا العصر مشاكل اقتصادية، نواجه مشاكل إنسانية اجتماعية بيئية.. إلى آخره، هذه المشال العالم كله بدأ يدرك أنه من الصعب حتى على الدول الكبرى أن تحل هذه المشاكل بمفردها، فكيف بدول صغيرة مثلنا؟ لذلك لمواجهة هذه المشاكل.. اليوم في مشكلة اقتصادية في لبنان، أنا لا أرى حلا للمشكلة الاقتصادية في لبنان من خلال لبنان، أنا لا أرى حلا للمشكلة الاقتصادية في لبنان إلا من خلال سوق عربية مشتركة يأخذ فيها لبنان دوره ويأخذ لبنان فيها موقعة، ويأخذ وظيفته المحددة..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

دون أن يُذوّب هويته فيما سمته الصهيونية عرب، هل فرنسا تخلت عن فرنسيتها يوم دخلت في السوق الأوروبية المشترك..؟

فيصل القاسم [مقاطعا]:

العروبة تسمية صهيونية؟

رفيق روحانا:

الصهيونية هي التي أوجدت العروبة..

معن بشور:

الصهيونية وجدت لضرب العروبة.

رفيق روحانا:

أنا أقولها، ويوما ما ستـتذكرون، يوما ما ستندمون، كل من يدعي العروبة يخدم الصهيونية بدون وعي منه، أو بوعي لا أعلم، أنا أحب هذا الشرق لذلك أقول لكم: لا تعربنوا، لأنكم تخدمون الصهيونية..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

وماذا تريد لهذه المنطقة أن تكون؟

د. رفيق روحانا:

لا شيء، أنالبناني.

د. فيصل القاسم:

لا شيء.

رفيق روحانا:

لا شيء بالتسمية، أنا ليس بالضرورة أن أكون عربيا لتصبح المنطقة اقتصاديا منطقة ناجحة..

معن بشور [مقاطعا]:

هو اختار كلمة الشرق، جيد..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

كلمة الشرق كانت في الماضي كناية عن العروبة.

معن بشور:

الشرق هوية أوسع من.. اللي بدي أقوله أنا، أنا لم أدع إلى تذويب اللبنانية أو العراقية أو السورية، على العكس تماما، العروبة لا تدعو إلى تذويب الهويات الوطنية، بالعكس تماماً..

nرفيق روحانا [مقاطعا]:

هي التي تفسد كل عربي.

معن بشور:

بالعكس.. هذه عروبة أنا لست منها ولا أنتمي إليها، العروبة التي أنتمي إليها والتي أدعو إليها لا تدعو إلى تذويب الهويات، بالعكس العروبة التي أنتمي إليها تدعو إلى تكامل الهويات..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

لا أحد غيرها يفسد العلاقة..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

يا جماعة.. طيب هي تفسد العلاقة سأعطيك المجال، (أسامة ياسين) من لبنان تفضل يا سيدي.. (رور أبو عافية) من السويد تفضل يا سيدي.. سيدأبو عافية.. يبدو أننا فقنا الاتصال..

رفيق روحانا:

أنا أريد أن أوضح أمراً..

فيصل القاسم:

طيب كيف أفسدت؟ كي لا يكون الكلام عاما كيف أفسدت؟ أعطني أمثلة.

رفيق روحانا:

سأعطي مثل، العروبة خلقت الجبان.. هذا شرحته..

رفيق روحانا:

العروبة خلقت المشاكل، لم يتدخل أحد في شؤون أحد إلا باسم العروبة، كل مشاكل لبنان جاءت بسبب كونه - كما يقول سياسيوه وأنا لا أقول معهم هذا الكلام - بأنه عربي فتدخل من يقول أنا عربي بشؤون لبنان ووجدت مشاكل لبنان، كل مشاكل مصر دخلت من خلال العروبة..

عن بشور [مقاطعا]:

إسرائيل ما تدخلت بشؤون لبنان؟! وأميركا ما تدخلت بمشاكل لبنان؟!

رفيق روحانا:

كلهم دخلوا من خلال العروبة.

معن بشور:

إسرائيل دخلت من خلال العروبة؟!

رفيق روحانا:

يكفي أن تكون قد أوجدت العروبة وتجلس مرتاحة وهم يتقاتلون.

معن بشور:

إسرائيل ارتاحت بلبنان؟

رفيق روحانا:

هي التي خلقت مشاكل لبنان يوم خلقت العروبة.

معن بشور:

هذه هي نظريتك، لكن عمليا هل إسرائيل..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

nهي التي خربت لبنان عن طريق العروبة.

معن بشور:

أنت تقول ذلك، أنا أقول: خربت لبنان عن طريق تنمية تيارات مولتها بالمال والسلاح لضرب العروبة ولضرب انتماء لبنان للعروبة، أنا بعتقد أننا لو كنا في سنة 75م حسمنا هويتنا العربية ما كنا دخلنا هذه الحرب، هذه الحرب.. مولت إسرائيل جهات لتقول إنها ضد العرب وضد العروبة، هذا الذي أوصل لبنان إلى هذا الأمر..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

لازلت يا أستاذ (معن) لم تتمعن بسورة التكاثر.

معن بشور:

يا أستاذ (روحانا) أعطنا روحك شوي، خلينا نقل ما يلي: لبنان وغير لبنان..

فيصل القاسم [مقاطعا]:

كي لا يكون الحديث عن لبنان، ليست موضوعنا فقط.

معن بشور:

لا.. وغير لبنان، في مشاكل عديدة في المنطقة، العروبة ليست لها علاقة، بالعكس، إبعاد العروبة عن هذه المناطق هو إبعادها عن الهوية الجامعة، هناك هوية جامعة تجري محاولات مستمرة.. المستشرقون كتاباتهم لضرب..

رفيق روحانا [مقاطعا]:

هؤلاء مادة صهيونية نجحت، يوم أنشأ المستشرقون فكرة العروبة وتكلموا حولها كانوا..

معن بشور [مقاطعا]:

المستشرقون أنشأوا فكة العروبة؟!

رفيق روحانا:

نعم.. لا تستطيع اليوم أن تأتي بمستشرق تطلب منه أن يتخصص باللغة اللبنانية أو المصرية أو السورية، هؤلاء جاءوا لترسيخ كلمة العروبة مرسلين..

معن بشور [مقاطعا]:

المستشرقون تخصصوا في ضرب الفكرة العربية.

رفيق روحانا:

مرسلين لمخطط صهيوني لإيجاد العروبة في هذه المنطقة.

فيصل القاسم:

طيب، تيسير جابر من فلسطين تفضل يا سيدي.

تيسير جابر:

أول شيء أنا في نظري أن التفكك العربي كله كان سببه الرئيسي الابتعاد عن الدين، لأنالرسول عليه الصلاة والسلام قال: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي إذن أبدا كتاب الله عز وجل وسنتي.. الابتعاد عن الدين أول شيء أدى لموت الضمير وحب الذات وخلق الأنانية وأشياء كثيرة.. إحنا كعرب إذا أنا ما بديش أتنازل لأخي العربي، وبديش.. وأحب كل شيء بس لي، فهذه مشكلتنا نحن، ابتعدنا عن ديننا وابتعدنا عن كل شيء مما أدى إلى التفكك والضياع والشتات، احنا في الأرض المحتلة في فلسطين تمسكنا حوالي عشر سنوات كل الشعب مع بعضه والحمد لله أنجزنا شيء، المشكلة أن جميع الدول العربية مش قادرين يأخذوها عبرة، يعني لو رؤسءنا العرب وإخواننا العرب وزعماءنا جميعهم يأخذوا عبرة من أطفال فلسطين صدقوني إلا ينجحوا.

الفيتو
19-03-2002, 12:26
اخوي طلال صعفق
تسلم على هذا النقل منك