طلال صعفق الحافظ
19-03-2002, 10:11
المصدر جريدة الشرق الأوسط.
http://www.asharqalawsat.com/macdaily/14-01-2002/news/14,1,2002,017.html
بسبب احداث سبتمبر (أيلول) الماضي تغيرت حياة الشاب السعودي محمد فهد الشمري الذي روى لـ الشرق الأوسط؛ قصته مع حلم تعلم قيادة الطائرة ذلك الحلم الصغير الذي حطمته الاجراءات الأميركية وتجربته الجديدة والمؤلمة مع الممارسات العسفية من قبل رجال المباحث الفيدرالية (إف. بي. آي) والسجون الأميركية والقيود والتهديد والاهانات والظلم والتجريح والغربة.
وعاد محمد الشمري (22 عاماً) بذاكرته الى البداية وقال: بعد تخرجي من الثانوية العامة عام 1998 في مدينة الخفجي (على الحدود العراقية) كانت رغبتي الاولى والوحيدة ان اكون طياراً وشجعني والدي على ذلك متكفلاً بكافة المصاريف التي يمكن ان تحقق ذلك فتوجهت الى الاردن وحصلت من هناك على رخصة الطيران الخاصة بعد دورات تدريب تجاوزتها بتفوق واصرار؛.
وعلم محمد الشمري من الخطوط السعودي انه يحتاج الى اكمال تحصيله العلمي في مجال الطيران من الولايات المتحدة مما دفعه الى البحث عن معاهد الطيران الأميركية حتى نجح في العثور على مبتغاه في ATA أكاديمية التدريب على الطيران في فلوريدا التي طار اليها لينجز 150 ساعة طيران مع دراسة اللغة الانجليزية من خلال دورات مكثفة.
ويقول الشمري انه انتقل بعد ذلك الى فرع الأكاديمية في تكساس ليخفض من التكاليف المالية العالية التي تحملها والده ويكمل ساعات الطيران المطلوبة وهي 270 ساعة حصل بعدها على رخصة الطيران الخاصة بطائرة المحرك الواحد واضاف قائلا انه في ذلك الوقت اصبح حلمي اقرب الى الحقيقة واصبحت احسب الساعات التي سأنهي فيها سنوات الغربة والبعد عن أهلي والعمل كطيار في الخطوط السعودية وهي المهنة التي تعتبر حلما للكثير من الشباب السعودي؛.
وبعد صمت قصير عاد محمد الشمري الى وصف الفصل الاخير من حلمه الذي تحول الى كابوس بعد ان اتجه بكل اصرار لانهاء دورة الطيران بطائرة ذات محركين فأكثر (الطيران التجاري) والتي تتطلب انهاء 50 ساعة لكن القدر لم يتح له ذلك فها هو قد انجز 42 ساعة طيران ولم يبق امام تخرجه سوى ساعات طيران قليلة يري بعدها اختباره النهائي. في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر من عام 2001 الماضي تغير كل شيء فهو التاريخ الذي غير كل شيء ليس على مستوى السياسات وعلاقات الدول فقط بل على مستوى الأفراد والشمري كان احد الذين غير هذا التاريخ مجرى حياتهم.
قال جاء تاريخ 11 سبتمبر والاعتداء في نيويورك وواشنطن ليوقف الطيران في كافة الولايات المتحدة ويعطل تدريباتنا ونصحنا المدرب باختصار تحركاتنا الى ادنى حدودها مع خطورة الاوضاع وحالة الاحباط التي يعاني منها الشعب الأميركي واخبار الجرائم العنصرية ضد الشرق أوسطيين ف أميركا والتي تعرض لها العديد من الاشخاص.
وصبرنا نحن الطلاب بانتظار عودة الاوضاع الى طبيعتها لكن الايام التالية اثبتت اننا على خطأ فبعد ثلاثة ايام جاء محققون من المباحث الفيدرالية (إف. بي. آي) وقاموا بالتحقيق معنا لأكثر من ساعة مع تفتيش سريع للمنزل والاطلاع على الجوازات ثم تلت هذا التحقيق بيومين زيارة لفريق آخر من المباحث. اثناء التحقيق اطلعوني على صور لأسامة بن لادن ولأشخاص من المنفذين للعملية وسألوا عن مصادر تمويل دراستي وسبب دراستي في الولايات المتحدة وعلاقتي بتنظيم &63441;القاعدة؛ واذا ما كانت لي أية علاقة بالمشاركين في العمليات وعن مدى تأييدي للضربة التي تعرضت لها أميركا
ويقول الشمري ابلغتهم بأن والدي يكافح لأجل الانفاق على تعليمي وتحويلاته واضحة واني صدمت لما حدث للولايات المتحدة وان لا علاقة لي بـالقاعدة؛ او غيرها او بأي من منفذي العملية؛.
واضاف ان في الزيارة الثالثة في صباح 26 سبتمبر الماضي دخل فريق المباحث الى غرفة نومي وايقظوني واعتقلوني بتهمة انتهاء البطاقة الخاصة بالدخول التي تصدرها الجوازات رغم ان تأشيرة دخولي سارية المفعول. وتصحيح وضعي لا يستغرق تنفيذه سوى دقائق معدودة في دائرة الجوازات والهجرة خاصة ان هذه الورقة هي روتينية لا يسئل عنها احد في العادة مشيراً الى انه تم ابلاغه بأنه سيتم نقله الى المحكمة لدفع غرامة او الحصول على تمديد فوري.
وامام رغبتي في انهاء الساعات القليلة التي تفصلني عن الحصول على ترخيص الطيران التجاري والتي تحتاج لنحو اسبوعين فقط وهو الترخيص الذي سيمنحني فرصة العمل في الخطوط السعودية انتابني القلق لكن تأكيدات رجل المباحث الأميركي طمأنتي. اقتادوني وانا مقيد اليدين الى سيارة امام زملائي والجيران واوضح لي ان هذا اجراء أمني روتيني وحبست في سجن تابع للجوازات بقيت فيه لأكثر من ثماني ساعات.
وفي هذا السجن اعطيت اوراق خاصة بطلب التمديد والتحويل للمحكمة ليتم بعد ذلك نقلي بشكل عاجل الى سجن بدفورد وانا مقيد اليدين ايضاً ونمت في هذا السجن على اساس الذهاب للمحكمة في اليوم التالي لكنهم في صباح يوم 27 حولوني الى السجن العام في باص خاص بنقل المجرمين وهذا السجن في مدينة داينتون والذي يبعد اكثر من ساعة عن مدينتي من دون ان يحكم علي او ا اتوجه الى المحكمة؛.
واستمر الشاب السعودي يروي تفاصيل مرحلة جديدة في حياته قائلا لقد صرفت لي بدلة المساجين وادخلت بين اشخاص محكوم عليهم في قضايا تهريب المخدرات والقتل وكنت في حالة احباط خاصة ان شكلي العربي الواضح مع التزامي بأداء الصلاة سيزيدان من شكهم لكني صبرت على ذلك مع انتشار معلومة بأني طيار بين المساجين مما زاد من خطورة وضعي وجعلني هدفا لاعتداءات المجرمين الامر الذي زاد من حدة الضغوط النفسية التي كنت اعيشها خاصة انه ليس هناك من كان يعلم بحالتي من اصدقائي او من أهلي او من السفارة اسعودية؛.
وبعد دخول الشمري السجن جاء دور عمليات فحص الدم والتفتيش الشخصي ورشه بالماء البارد والتحقيقات والتي اشتملت الاسئلة فيها على كل شيء من الهام الى التافه الى الشخصي الى الاكثر خصوصية وقال الشمري باستياء ان الاسئلة تناولت جوانب لا يمكن ذكرها كلها لكن بعضها كان مثل هل سبق ان حاولت الانتحار وهل تسمع اصواتا تناديك اثناء النوم واسئلة غير اخلاقية لا استطيع ذكرها كانت تأتي ساخرة احياناً؛.
واوضح الشمري انه نجح بحسن اخلاقه ان يوجد نوعا من الصداقة مع الاشخاص المسجونين معه يقوم احدهم بتكليف زوجته بالاتصال والابلاغ عن حالة محمد ووضعه
وما كان من ادارة السجن الا ان وضعت الشمري بالانفرادي ليبقى هناك لأكثر من 32 يوماً قضاها وحيداً في السجن الانفرادي الصغير البارد في غربة كاملة يأخذ الاكل من فتحة في الباب ويقول ان رجال الأمن كانوا يضعون له رسائل يكتبون فيها لن ننسى ابداً 11 سبتمبر؛ كنوع من التهديد.
لكن زيارة من المحامي الأميركي الذي كلفته السفارة بمتابعة الحالة ازاحت كل هذه الآلام لكنها لم تنجح في اعطائي فرصة اكمال تحصيلي العلمي حيث زرت المحكمة زيارةيتيمة واحدة عرضت القضية على القاضي على انها لشخص متهم بالاقامة غير الشرعية في أميركا لمدة تتجاوز مدتها العام رغم اني قضيت اقل من سنة في تكساس قبلها كنت في زيارة للسعودية فرفض القاضي اطلاقي بكفالة بناء على اوامر مباشرة من الإف. بي. آي؛ واضاف الشمري اخبرني القاضي ان الكفالة ممنوعة بأمر من المباحث الفيدرالية وانه لا يستطيع عمل أي شيء الامر الذي يعتبر تدخلاً في عمل الجهاز القضائي واخبرني انني استطيع متابعة مطالبي باطلاق سراحي بكفالة والتمديد لاكمال دراستي من داخ السجن لكنه اوضح لي ان الحكم في القضية يتراوح زمنه ما بين يوم وسنة كاملة وربما تنتهي بالحكم بالتسفير الى خارج الولايات المتحدة؛.
سكت محمد الشمري ثم قال اقترح المحامي التسفير الفوري فوافقت بعد قضائي 42 يوماً في السجن غالبيتها في سجن انفرادي واضاف قائلاً: لم اكن استطيع الاحتمال اكثر لهذه التجربة الصعبة مما اجبرني على التنازل في سبيل حريتي وكرامتي؛. قضى محمد اسبوعين في السجن بعد الحكم ولم يسمح له حتى بزيارة منزله لأخذ اغراضه الشخصية او اوراقه او مستنداته الدراسية بل جاء رجل امن مكلف بتأمينوضمان سفره ومعه اوامر باطلاق النار عليه في حال ابتعاده عنه لاكثر من 6 امتار؛. ووصف المواطن السعودي محمد الشمري رحلته من السجن الى المطار قائلاً: كانت الرحلة تتطلب نقلي من مطار دلاس الى نيويورك ومنها الى جدة مقيداً. اخذت من السجن وما ان وصلت مطار دلاس حتى فك قيد رجلي لأستطيع المشي لكن يدي بقيت مقيدة وحيث اني لم اكن قد تناولت طعاماً لأيام فطلبت منه السماح لي بشراء الطعام فأعاد علي ان الاوامر صريحة لديه باطلاق النار في حال ابتعاده؛.
وبصعوبة استطاع الشمري سحب مبلغ صغير من اجهزة الصرف الآلي بصعوبة بلغة لأن يديه مقيدتان بعد ان رفض رجل الأمن مساعدته وتجاوز هذه الصعوبة ايضاً التي انتهت بتناوله الطعام ورحل من دالاس الى نيويورك ثم الى طائرة الخطوط السعودية المتجهة الى جدة التي فك فيها قيوده وطلب من كبيرة المضيفين الجويين عدم تسليمه جواز سفره الا في الاجواء السعودية.
ثم وصلت الرحلة الى ارض بلاده حيث يقول الشمري بعد صمت يجمع كلماته: لقد بكيت فرحاً عندما وصلت نعم لقد ولدت من جديد عاد لي صوتي لوني تحرك الدم في عروقي من جديد ولأول مرة من ايام طويلة اشعر اني اسان لقد تحطم حلمي في أميركا لكني لم ولن استسلم واني اخطط اليوم لرفع دعوى قضائية فالحلم كلف والدي الكثير ولن اتراجع عن طموحاتي لأضيف الى لائحة العاطلين عن العمل في بلادي اسماً جديدا بل اني سأكافح حتى انجح واصبح عضواً فعالاً.
http://www.asharqalawsat.com/macdaily/14-01-2002/news/14,1,2002,017.html
بسبب احداث سبتمبر (أيلول) الماضي تغيرت حياة الشاب السعودي محمد فهد الشمري الذي روى لـ الشرق الأوسط؛ قصته مع حلم تعلم قيادة الطائرة ذلك الحلم الصغير الذي حطمته الاجراءات الأميركية وتجربته الجديدة والمؤلمة مع الممارسات العسفية من قبل رجال المباحث الفيدرالية (إف. بي. آي) والسجون الأميركية والقيود والتهديد والاهانات والظلم والتجريح والغربة.
وعاد محمد الشمري (22 عاماً) بذاكرته الى البداية وقال: بعد تخرجي من الثانوية العامة عام 1998 في مدينة الخفجي (على الحدود العراقية) كانت رغبتي الاولى والوحيدة ان اكون طياراً وشجعني والدي على ذلك متكفلاً بكافة المصاريف التي يمكن ان تحقق ذلك فتوجهت الى الاردن وحصلت من هناك على رخصة الطيران الخاصة بعد دورات تدريب تجاوزتها بتفوق واصرار؛.
وعلم محمد الشمري من الخطوط السعودي انه يحتاج الى اكمال تحصيله العلمي في مجال الطيران من الولايات المتحدة مما دفعه الى البحث عن معاهد الطيران الأميركية حتى نجح في العثور على مبتغاه في ATA أكاديمية التدريب على الطيران في فلوريدا التي طار اليها لينجز 150 ساعة طيران مع دراسة اللغة الانجليزية من خلال دورات مكثفة.
ويقول الشمري انه انتقل بعد ذلك الى فرع الأكاديمية في تكساس ليخفض من التكاليف المالية العالية التي تحملها والده ويكمل ساعات الطيران المطلوبة وهي 270 ساعة حصل بعدها على رخصة الطيران الخاصة بطائرة المحرك الواحد واضاف قائلا انه في ذلك الوقت اصبح حلمي اقرب الى الحقيقة واصبحت احسب الساعات التي سأنهي فيها سنوات الغربة والبعد عن أهلي والعمل كطيار في الخطوط السعودية وهي المهنة التي تعتبر حلما للكثير من الشباب السعودي؛.
وبعد صمت قصير عاد محمد الشمري الى وصف الفصل الاخير من حلمه الذي تحول الى كابوس بعد ان اتجه بكل اصرار لانهاء دورة الطيران بطائرة ذات محركين فأكثر (الطيران التجاري) والتي تتطلب انهاء 50 ساعة لكن القدر لم يتح له ذلك فها هو قد انجز 42 ساعة طيران ولم يبق امام تخرجه سوى ساعات طيران قليلة يري بعدها اختباره النهائي. في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر من عام 2001 الماضي تغير كل شيء فهو التاريخ الذي غير كل شيء ليس على مستوى السياسات وعلاقات الدول فقط بل على مستوى الأفراد والشمري كان احد الذين غير هذا التاريخ مجرى حياتهم.
قال جاء تاريخ 11 سبتمبر والاعتداء في نيويورك وواشنطن ليوقف الطيران في كافة الولايات المتحدة ويعطل تدريباتنا ونصحنا المدرب باختصار تحركاتنا الى ادنى حدودها مع خطورة الاوضاع وحالة الاحباط التي يعاني منها الشعب الأميركي واخبار الجرائم العنصرية ضد الشرق أوسطيين ف أميركا والتي تعرض لها العديد من الاشخاص.
وصبرنا نحن الطلاب بانتظار عودة الاوضاع الى طبيعتها لكن الايام التالية اثبتت اننا على خطأ فبعد ثلاثة ايام جاء محققون من المباحث الفيدرالية (إف. بي. آي) وقاموا بالتحقيق معنا لأكثر من ساعة مع تفتيش سريع للمنزل والاطلاع على الجوازات ثم تلت هذا التحقيق بيومين زيارة لفريق آخر من المباحث. اثناء التحقيق اطلعوني على صور لأسامة بن لادن ولأشخاص من المنفذين للعملية وسألوا عن مصادر تمويل دراستي وسبب دراستي في الولايات المتحدة وعلاقتي بتنظيم &63441;القاعدة؛ واذا ما كانت لي أية علاقة بالمشاركين في العمليات وعن مدى تأييدي للضربة التي تعرضت لها أميركا
ويقول الشمري ابلغتهم بأن والدي يكافح لأجل الانفاق على تعليمي وتحويلاته واضحة واني صدمت لما حدث للولايات المتحدة وان لا علاقة لي بـالقاعدة؛ او غيرها او بأي من منفذي العملية؛.
واضاف ان في الزيارة الثالثة في صباح 26 سبتمبر الماضي دخل فريق المباحث الى غرفة نومي وايقظوني واعتقلوني بتهمة انتهاء البطاقة الخاصة بالدخول التي تصدرها الجوازات رغم ان تأشيرة دخولي سارية المفعول. وتصحيح وضعي لا يستغرق تنفيذه سوى دقائق معدودة في دائرة الجوازات والهجرة خاصة ان هذه الورقة هي روتينية لا يسئل عنها احد في العادة مشيراً الى انه تم ابلاغه بأنه سيتم نقله الى المحكمة لدفع غرامة او الحصول على تمديد فوري.
وامام رغبتي في انهاء الساعات القليلة التي تفصلني عن الحصول على ترخيص الطيران التجاري والتي تحتاج لنحو اسبوعين فقط وهو الترخيص الذي سيمنحني فرصة العمل في الخطوط السعودية انتابني القلق لكن تأكيدات رجل المباحث الأميركي طمأنتي. اقتادوني وانا مقيد اليدين الى سيارة امام زملائي والجيران واوضح لي ان هذا اجراء أمني روتيني وحبست في سجن تابع للجوازات بقيت فيه لأكثر من ثماني ساعات.
وفي هذا السجن اعطيت اوراق خاصة بطلب التمديد والتحويل للمحكمة ليتم بعد ذلك نقلي بشكل عاجل الى سجن بدفورد وانا مقيد اليدين ايضاً ونمت في هذا السجن على اساس الذهاب للمحكمة في اليوم التالي لكنهم في صباح يوم 27 حولوني الى السجن العام في باص خاص بنقل المجرمين وهذا السجن في مدينة داينتون والذي يبعد اكثر من ساعة عن مدينتي من دون ان يحكم علي او ا اتوجه الى المحكمة؛.
واستمر الشاب السعودي يروي تفاصيل مرحلة جديدة في حياته قائلا لقد صرفت لي بدلة المساجين وادخلت بين اشخاص محكوم عليهم في قضايا تهريب المخدرات والقتل وكنت في حالة احباط خاصة ان شكلي العربي الواضح مع التزامي بأداء الصلاة سيزيدان من شكهم لكني صبرت على ذلك مع انتشار معلومة بأني طيار بين المساجين مما زاد من خطورة وضعي وجعلني هدفا لاعتداءات المجرمين الامر الذي زاد من حدة الضغوط النفسية التي كنت اعيشها خاصة انه ليس هناك من كان يعلم بحالتي من اصدقائي او من أهلي او من السفارة اسعودية؛.
وبعد دخول الشمري السجن جاء دور عمليات فحص الدم والتفتيش الشخصي ورشه بالماء البارد والتحقيقات والتي اشتملت الاسئلة فيها على كل شيء من الهام الى التافه الى الشخصي الى الاكثر خصوصية وقال الشمري باستياء ان الاسئلة تناولت جوانب لا يمكن ذكرها كلها لكن بعضها كان مثل هل سبق ان حاولت الانتحار وهل تسمع اصواتا تناديك اثناء النوم واسئلة غير اخلاقية لا استطيع ذكرها كانت تأتي ساخرة احياناً؛.
واوضح الشمري انه نجح بحسن اخلاقه ان يوجد نوعا من الصداقة مع الاشخاص المسجونين معه يقوم احدهم بتكليف زوجته بالاتصال والابلاغ عن حالة محمد ووضعه
وما كان من ادارة السجن الا ان وضعت الشمري بالانفرادي ليبقى هناك لأكثر من 32 يوماً قضاها وحيداً في السجن الانفرادي الصغير البارد في غربة كاملة يأخذ الاكل من فتحة في الباب ويقول ان رجال الأمن كانوا يضعون له رسائل يكتبون فيها لن ننسى ابداً 11 سبتمبر؛ كنوع من التهديد.
لكن زيارة من المحامي الأميركي الذي كلفته السفارة بمتابعة الحالة ازاحت كل هذه الآلام لكنها لم تنجح في اعطائي فرصة اكمال تحصيلي العلمي حيث زرت المحكمة زيارةيتيمة واحدة عرضت القضية على القاضي على انها لشخص متهم بالاقامة غير الشرعية في أميركا لمدة تتجاوز مدتها العام رغم اني قضيت اقل من سنة في تكساس قبلها كنت في زيارة للسعودية فرفض القاضي اطلاقي بكفالة بناء على اوامر مباشرة من الإف. بي. آي؛ واضاف الشمري اخبرني القاضي ان الكفالة ممنوعة بأمر من المباحث الفيدرالية وانه لا يستطيع عمل أي شيء الامر الذي يعتبر تدخلاً في عمل الجهاز القضائي واخبرني انني استطيع متابعة مطالبي باطلاق سراحي بكفالة والتمديد لاكمال دراستي من داخ السجن لكنه اوضح لي ان الحكم في القضية يتراوح زمنه ما بين يوم وسنة كاملة وربما تنتهي بالحكم بالتسفير الى خارج الولايات المتحدة؛.
سكت محمد الشمري ثم قال اقترح المحامي التسفير الفوري فوافقت بعد قضائي 42 يوماً في السجن غالبيتها في سجن انفرادي واضاف قائلاً: لم اكن استطيع الاحتمال اكثر لهذه التجربة الصعبة مما اجبرني على التنازل في سبيل حريتي وكرامتي؛. قضى محمد اسبوعين في السجن بعد الحكم ولم يسمح له حتى بزيارة منزله لأخذ اغراضه الشخصية او اوراقه او مستنداته الدراسية بل جاء رجل امن مكلف بتأمينوضمان سفره ومعه اوامر باطلاق النار عليه في حال ابتعاده عنه لاكثر من 6 امتار؛. ووصف المواطن السعودي محمد الشمري رحلته من السجن الى المطار قائلاً: كانت الرحلة تتطلب نقلي من مطار دلاس الى نيويورك ومنها الى جدة مقيداً. اخذت من السجن وما ان وصلت مطار دلاس حتى فك قيد رجلي لأستطيع المشي لكن يدي بقيت مقيدة وحيث اني لم اكن قد تناولت طعاماً لأيام فطلبت منه السماح لي بشراء الطعام فأعاد علي ان الاوامر صريحة لديه باطلاق النار في حال ابتعاده؛.
وبصعوبة استطاع الشمري سحب مبلغ صغير من اجهزة الصرف الآلي بصعوبة بلغة لأن يديه مقيدتان بعد ان رفض رجل الأمن مساعدته وتجاوز هذه الصعوبة ايضاً التي انتهت بتناوله الطعام ورحل من دالاس الى نيويورك ثم الى طائرة الخطوط السعودية المتجهة الى جدة التي فك فيها قيوده وطلب من كبيرة المضيفين الجويين عدم تسليمه جواز سفره الا في الاجواء السعودية.
ثم وصلت الرحلة الى ارض بلاده حيث يقول الشمري بعد صمت يجمع كلماته: لقد بكيت فرحاً عندما وصلت نعم لقد ولدت من جديد عاد لي صوتي لوني تحرك الدم في عروقي من جديد ولأول مرة من ايام طويلة اشعر اني اسان لقد تحطم حلمي في أميركا لكني لم ولن استسلم واني اخطط اليوم لرفع دعوى قضائية فالحلم كلف والدي الكثير ولن اتراجع عن طموحاتي لأضيف الى لائحة العاطلين عن العمل في بلادي اسماً جديدا بل اني سأكافح حتى انجح واصبح عضواً فعالاً.