المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يدفع الثمن



أموووني
01-03-2006, 23:47
تناثرت طفولتها بين كهولة رجل فتحت عينيها عليه وظنت أنه هو من سيجلب لها الدمية التي باتت كالحلم ...

حلم يراودها منذ صغرها ...

ولكن تفاجأت بأنه هو من يقتل أحلام طفولتها يوما بعد يوم ..

لم تعد ترى أثراً لأقدام الأطفال الذين يمرحون معها ...
وغاب الحلم بالدمى والأحلام التي لم تتعدى حدود البراءة التي باتت مفقودة ...
أصبحت تصحو على مشاعر تجردت من رسم لوحة أمل على جبينه حتى ولو ليوم واحد...
أو النوم على صوت أجيج كأس يحمل البؤس

تحاول لحظة تلو الأخرى أن تكون كما كانت تلك الأم التي تربت بين أحضانها...
حاولت تجسيد تلك الأم أمام عينه من أجل أن ترضيه وتحصل على ماتتمناه من دمى أو يسمح لها بالخروج للمرح بين ربوع طفولتها حتى تسترجعها وتتأهب لمراهقتها...


ولكن هاهو يتلذذ بقتل طفولة يراها متمسكةً بها بينما هو عاشها..
غدت تبكي في أحضان سريرها لأن حضن والديها رفضها حتى لاتكون تحت شعار (( مطلقة ))

بات الخوف من ذلك المسمى يجعلها هي تساعد في قتل طفلة تمرح داخلها وطفولة تتمناها
وهاهي تحمل في أحشائها طفلا من طفلة

بدأ صوت فكرها يردد سأجد من أمرح معه أو يمرح معي المهم كلاهما مرح وسأكون في فرح

تلاها الثاني والثالث وباتت أماً وهي بحاجة إلى حضن أم ...
أم لثلاثة أطفال بينما هي لم تتعدّ السادسة عشر من ربيعها الطفولي ...

كانت هي المعذبة ولكن هنالك الآن من سيشاركها العذاب ..
بدأت التساؤلات ,,,لماذا ؟ ماذا جنيت ؟
لماذا رموا بي بين أحضانه وبالأصح جدرانه ..
هل الأعوام الثلاثة عشر من عمري أصبحت عبء ثقيل ..
ويهبوني له كالأسير ؟؟؟
لماذا هم الراعون لمأكل ومشرب وملبس ؟
ألم يكن لديه الاستطاعة أم فوق فقدان المشاعر لديه مجاعة ؟
هاهو ينعم بالخير الوفير وأمام مطلبي حسير ...
وأنا من دفع من عمره الكثير
تقفلت الأبواب لكي لا أكون ذلك العيب الخطير (( مطلقة ))
ولكن العمر مرة وسأحاسب بكل ذرة
إذاً لمَ الصبر على إنسان مرير
وقفت أمام الجميع لكي أعلمهم بظلمي دون أن أعلن وأشيع ...
هل ليس من حقي أن أكون حظيظة بالسعادة حتى لو كانت لساعة ..


وهي هي الأيام وتفقد حضناً كانت تتسابق مع الأيام لكي ترتمي عليه وتنادي أباها وأخاها لا مجيب تركوها لوحدتها دون أن يحلّوا قيدها ..

وظلت وحيدة في وحدة أكيدة
ظلت تأمل من يمد يده لها ,, لا حياة لمن حولها ..

الكل أدار ظهره
ولكن رفعت يديها لبارئها وتحقق حلمها بالحرية ...
وتجردت من الكهل العليل .
ووجدت نفسها تتخبط بالزمن
ولكن وقفة الله أكبر من أي جور زمن
كرهت الأمان رغم حلمها بحضن يحتويها في كل مكان ..
يتمكن منها الخوف عندما تتقدم إليه وسرعان ماتهرب
أريد إجابة ؟
من سيرجع هذا الحلم ويجعله حقيقة ..
من سيحتوي حباً ظلَّ في محمية قلبها دون أن يخدشه أي عابث ..
من سيخاف الله بها ويعلم أنها مكتفية مما حل بها
ويبري جروحها بعد الله ..

من في هذا الزمن الذي أصبح مجرداً من الأمل من سيجمع مامات بداخلي من سيحييه ويرويه ..


أرجوكم من ؟؟؟؟؟

الجازي
06-03-2006, 02:37
مبدعتنا القصصية القادمة بقوة ,, أمونة ,,

دعيني أقدم لكِ اعتذاري أولاً على تعديلي لبعض الكلمات تعديلاً املائياً ,,

سامحيني عزيزتي فروعة قصتك جعلتني أقوم بتنقيتها من كل ماقد يخدش جمالها ,,

سرد رائع ومضمون أروع يطرح قضية نراها تطفو على سطح مجتمعاتنا بين الفينة والأخرى ,,

غاليتي أمونة ,,

لن أجيب على تساؤلك لكنني سأظل أنتظر وبلهفة قصصك القادمة فلا تحرمينا حلاوة حروفك ,,

لكِ خالص الشكر والتقدير ,,

عطارد
09-03-2006, 16:50
أختى الفاضلة بل المبدعة أموووني

قرأت قصتك بل قضيتك إن جاز التعبير

فأبحرت في إسلوب متميز جميل يدل على شفافية في الطرح

وأحيانا تراجيديا في الإسلوب قد يكون سبب ذلك هو الإنفعال من الكاتبة

القصة كقصة أعجبتني ولكنها كواقع آلمتني كثيرا ، ورأفت بحال صاحبتها

ولي تعليق على جوانب هذه القصة بل ( القضية )

رجاء لا تنظري إلى الحياة ( حقيقة أم خيالا ) كل هذه النظرة المتشائمة

إن كان ثمة خطء إرتكبه من رمى بها في أحضان ذلك الكهل وهي في ريعان شبابها

فهذا التصرف يلحق بصاحبه ولا يعمم وقد يكون صاحب هذا التصرف مجتهدا لكن يجب أن يكون تصرفه وفقا للشرع فالبكر تستأذن ومن وجهة نظري ليس المشكلة بالعمر في قضية الزواج لأن تباين العمر ليس كتباين الفكر فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بعائشة وهي أم تسع وبنى بها لما بلغت الرابعة عشر ومع ذلك كانت أحب نسائه إليه وغيره عليه السلام من النماذج الكثير ، المشكلة ليست في العمر ، المشكلة الكبرى في تباين الفكر واختلافه ، وأكثر مشاكل الطلاق التي تقع هي بسبب التباين الفكري ( وسيلة الإتصال ( الإنترفيس ) غير متطابقة ) هذه هي المشكلة
والحمد لله الذي أخرجها سالمة من الكهل العليل وعزاءنا لها بفقدها حضناً كانت تتسابق مع الأيام لكي ترتمي عليه وأما تخوف الأهل من الطلاق فهم معذورون في ذلك لأن نسبة الطلاق في المملكة حسب دراسة إطلعت عليها صادرة من مصدر حكومي رسمي وذلك قبل حوالي ثلاث سنوات كانت ثلاثين بالمئة فهو معدل يوحي بالحذر

وإن شاء الله ونسأل الله أن يرزقها بمن سيحتوي حباً ظلَّ في محمية قلبها دون أن يخدشه أي عابث ..
من سيخاف الله بها ويعلم أنها مكتفية مما حل بها
ويبري جروحها بعد الله ..

سلمت يداك

وننتظر المزيد

عطارد

الناعسه
27-03-2006, 06:06
يعطيك الف عافيه على هاي القصه الرائعه

الشـ أبوضاري ـمّري
17-04-2006, 08:35
تسلم يالعضو امووووني