سليمان الذويخ
22-02-2006, 10:25
احبتي الكرام..
منذ أيام تذكرت قصيدة كنا قد درسناها في الصفوف المتوسطة .. وقد كانت مقررة علينا ضمن موضوعات الحفظ وما اقساها من موضوعات تلك التي ترغمك على الحفظ فتحفظ ما لا تفهمه أحيانا ..
ولكن تلك القصيدة علق منها في الذاكرة بضع ابيات أظن مرجع ذلك لسهولتها وانسياب قافيتها وبساطة مفرداتها التي تحكي قصة وتصف عظيما من عظماء الأمة
انها ( العمرية) ..
رائعة شاعر النيل حافظ ابراهيم
نظمها في الخليفة الثاني ( عمر ابن الخطاب ) رضي الله عنه وعن صحابة نبينا اجمعين
وصف فيها زهده وعفته وصوَر فيها قصة زوجته لما اشتهت الحلوى فبدأت بجمع الدريهمات ,, ثم عمد رضي الله عنه الى اعطاءها درسا في القناعة وان مازاد عن قوت اليوم فبيت مال المسلمين به أولى!
ولن أطيل وأعلق على حالنا اليوم وتهافت البعض منا على الكسب ( مشروعه وغير مشروعه) ولا عن اساليب الصرف على كماليات تجر البعض الى الأسراف وهدر المال بينما يتضوَر شطر من الأمة جوعاً
بل اكتفي ب عرض هذه القصيدة بعد أن حاولت جاهدا جمعها من الكتب .. وكان مرجعي الأول فيها مقررر النصوص الذي كانت فيه من ضمن المقرر ( ولا ادري هل لازالت مقررة أم لا ) والكتاب كان مقررا في عام 1390 هـ أو 1391
على ما اتوقع!
عموماً ..
اليكم القصيدة
يا من صدفت عن الدنيا وزينتها= فلم يغرك من دنياك مغريها
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم= في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته = في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري ابا حفص وسيرته = أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم أشتهت زوجه الحلوى فقال لها: = من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟
لا تمتطي شهوات النفس جامحة = فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
وهل يفي بيت مال المسلمين بما = توحي اليك اذا طاوعت موحيها؟!
قالت: لك الله ، اني لست ارزؤه = مالاً لحاجة نفس كنت أبغيها
لكن أٌجنب شيئا من وظيفتنا = في كل يوم على حال اسويها
حتى اذا ما ملكنا ما يكافئها = شريتها ‘ ثم اني لا أثنيها
قال اذهبي وأعلمي ان كنت جاهلة = أن القناعة تغني نفس كاسيها
وأقبلت بعد خمسٍ وهي حاملة = دريهمات .. لتقضي من تشهيها
فقال: نبهت مني غافلاً .. فدعي = هذي الدراهم ، اذ لا حق لي فيها
ويلي على عمرٍ يرضى بموفيةٍ = على الكفاف ، وينهى مستزيديها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به = أولى .. فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه ، كانت وما عُهدت = بعد النبوة أخلاق تحاكيها
قد كنت أعدى اعاديها فصرت لها = بفضل ربك ، حصناً من أعاديها
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً = بين الرعية عطلاً وهو راعيها
فوق الثرى .. تحت ظل الدوح مشتملاً = ببردة كاد طول العهد يبليها
وعهده بملوك الفرس أن لها = سوراً من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقاً في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها
فقال: قولة حقٍ أصبحت مثلاً = وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهمو = فنمت نوم قرير العين هانيها
يا رافعاً راية الشورى وحارسها = جزاك ربك خيراً عن محبيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به = رغم الخلاف ، ورأي الفرد يشقيها
سليمان الذويخ
25/12/1425 هـ
منذ أيام تذكرت قصيدة كنا قد درسناها في الصفوف المتوسطة .. وقد كانت مقررة علينا ضمن موضوعات الحفظ وما اقساها من موضوعات تلك التي ترغمك على الحفظ فتحفظ ما لا تفهمه أحيانا ..
ولكن تلك القصيدة علق منها في الذاكرة بضع ابيات أظن مرجع ذلك لسهولتها وانسياب قافيتها وبساطة مفرداتها التي تحكي قصة وتصف عظيما من عظماء الأمة
انها ( العمرية) ..
رائعة شاعر النيل حافظ ابراهيم
نظمها في الخليفة الثاني ( عمر ابن الخطاب ) رضي الله عنه وعن صحابة نبينا اجمعين
وصف فيها زهده وعفته وصوَر فيها قصة زوجته لما اشتهت الحلوى فبدأت بجمع الدريهمات ,, ثم عمد رضي الله عنه الى اعطاءها درسا في القناعة وان مازاد عن قوت اليوم فبيت مال المسلمين به أولى!
ولن أطيل وأعلق على حالنا اليوم وتهافت البعض منا على الكسب ( مشروعه وغير مشروعه) ولا عن اساليب الصرف على كماليات تجر البعض الى الأسراف وهدر المال بينما يتضوَر شطر من الأمة جوعاً
بل اكتفي ب عرض هذه القصيدة بعد أن حاولت جاهدا جمعها من الكتب .. وكان مرجعي الأول فيها مقررر النصوص الذي كانت فيه من ضمن المقرر ( ولا ادري هل لازالت مقررة أم لا ) والكتاب كان مقررا في عام 1390 هـ أو 1391
على ما اتوقع!
عموماً ..
اليكم القصيدة
يا من صدفت عن الدنيا وزينتها= فلم يغرك من دنياك مغريها
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم= في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته = في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري ابا حفص وسيرته = أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم أشتهت زوجه الحلوى فقال لها: = من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟
لا تمتطي شهوات النفس جامحة = فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
وهل يفي بيت مال المسلمين بما = توحي اليك اذا طاوعت موحيها؟!
قالت: لك الله ، اني لست ارزؤه = مالاً لحاجة نفس كنت أبغيها
لكن أٌجنب شيئا من وظيفتنا = في كل يوم على حال اسويها
حتى اذا ما ملكنا ما يكافئها = شريتها ‘ ثم اني لا أثنيها
قال اذهبي وأعلمي ان كنت جاهلة = أن القناعة تغني نفس كاسيها
وأقبلت بعد خمسٍ وهي حاملة = دريهمات .. لتقضي من تشهيها
فقال: نبهت مني غافلاً .. فدعي = هذي الدراهم ، اذ لا حق لي فيها
ويلي على عمرٍ يرضى بموفيةٍ = على الكفاف ، وينهى مستزيديها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به = أولى .. فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه ، كانت وما عُهدت = بعد النبوة أخلاق تحاكيها
قد كنت أعدى اعاديها فصرت لها = بفضل ربك ، حصناً من أعاديها
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً = بين الرعية عطلاً وهو راعيها
فوق الثرى .. تحت ظل الدوح مشتملاً = ببردة كاد طول العهد يبليها
وعهده بملوك الفرس أن لها = سوراً من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقاً في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها
فقال: قولة حقٍ أصبحت مثلاً = وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهمو = فنمت نوم قرير العين هانيها
يا رافعاً راية الشورى وحارسها = جزاك ربك خيراً عن محبيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به = رغم الخلاف ، ورأي الفرد يشقيها
سليمان الذويخ
25/12/1425 هـ