راعي الوقيد
03-02-2006, 02:15
الشاعر / إبراهيم الدامغ من أبناء عنيزة التي ولد فيها سنة 1357هـ وفيها كانت دراسته حتى أتم الثانوية التي انتقل بعدها إلى الرياض ليلتحق بكلية اللغة العربية حيث تخرج سنة 1380هـ ليلتحق بالتدريس في الأحساء.
وفي عام 1384هـ انتقل إلى عنيزة وفيها تقلب في وظائف تربوية حتى أحيل على التقاعد المبكر سنة 1409هـ.
صدر له ديوانين (( شرارة الثأر )) 1395 هـ (( ظلال البيادر )) 1407 هـ ،،،
ربما سأل سائل:
من أنتم أيها الشعراء؟؟
وماذا تعشقون؟!
فيرد قلبه ويقول :-
قسماً بربي لو شعرت بما ترى ** لتعانقت بهديلك الأصداء
نحن الذين سكرت من سلسالنا ** فرحيقنا لك بلسم وشفاء
والمعبد القدسي يشهد أننا ** روح الهدى.. والحق.. والإحياء
اليس هذا بكثير ..؟!
الشعراء ليسوا استثناءً عن غيرهم ..!!
فيهم مَن يقول ما لا يفعل ..!!
وفيهم المرتزق ..!!
وفيهم الهجَّاء ..!!
وفيهم الصادق بشعره ومشاعره ..!!
لعل آخرهم هو ما يعنيه ويشيد به ويشير إليه في أبياته هذهـ :-
يهدون للحق المبين أئمة ** ويهللون إذا استهلَّ بناء
ويرون في حب القلوب مفاتناً ** في كل حس هكذا الشعراء
يترنَّحون لكل خفق باسم ** ويعردون إذا بكى الغرباء
من ديوانه ( شرارة الثأر ) قصيــدة :السفينة الغارقة :-
في موجها يقتاتها الماء = وشراعها للبين مستاء
تطفو وتطوي في صلابتها = ليل البحار.. وليلها الداء
هوامة.. حوامة أبداً = لم يحوها في الأرض ميناء
تتصارع الأجيال عن كثب = فيها ويطلب وأدها الماء
حتى إذا ما جدّفت أمماً = مدت لها بالوعد عنقاء
فثوى عليها الحظ غارقة = وقضى لها بالموت إرساء
نطق الجماد ورفت الورقاء = وهفت إلى لمح الجمال ذكاء
وترنَّحت صور الخيال بخاطري = فتأرجحت بعبيرها الأفياء
قسماً بربي لو شعرت بما ترى = لتعانقت بهديلك الأصداء
نحن الذين سكرت من سلسالنا = فرحيقنا لك بلسم وشفاء
والمعبد القدسي يشهد أننا = روح الهدى.. والحق.. والإحياء
يهدون للحق المبين أئمة = ويهللون إذا استهلَّ بناء
ويرون في حب القلوب مفاتناً = في كل حس هكذا الشعراء
يترنَّحون لكل خفق باسم = ويعردون إذا بكى الغرباء
حائل شعر خارج الحزن:
في قصيدة تخرج من اعطاف ديوان الشاعر الدامغ ,, تلف افق الانشاد طرباً في مدينة حائل وهي القصيدة الوحيدة من بين قصائد الديوان التي خرجت من ربقة (الافصاح والوجوم) تتعشق الفلاة وتهذي بما يحلو لها من قوافي القصائد ,, في وقت أخذت من الافصاح حاجته ,, ومن الهمس كسرا لقاعدة الوجوم:-
وطويت فج البيد يعصفني الطوى *** لأرود في الجبلين بلغة زادي
دار لها برد النعيم ووشيه *** ورحيقه للمستهيم الصادي
(نجد) إن نجد غنَّى لها .. تغنَّى بريفها وصحرائها .. بخصبها وجدبها ، بمكانها وإنسانها :-
هلَّ السناء وأشرق السعد ** وهفا الخلود.. وأطرق المجد
لحن أذاب رفيقه لحن ** وصدًى تعانق رجعه نجد
إن كان ما في الشعر من دمي ** نظم الجمان فموطني العقد
الأنشودة !! شدو تحولت إلى شجو ..؟
الدنا بؤس وهمٌّ واغتراب ** وماس كلها ظفر وناب
وكؤوس ملؤها سم وصاب ** وشقاء.. وحميم.. وعذاب
وطلاب.. وغلاب.. واغتصاب ** ووحوش قتلها حل صواب
اليتيم في العيد تناوله شعراء كثيرون .. رصدوا حرمانه .. ووحدته .. شاركوه وجعه وحزنه .. شاعرنا الدامغ منحه من مشاعره أصدقها .. ومن مشاركته الوجدانية أدفقها .. كان موفقاً في سرده لواقع اليتيم أمام مشهد عيد لا يرحم:-
قل لي بأي جمال عدتَ يا عيد ** إن لم يكن فيك للأفراح تجديد
إذا امتطيت ركاب السعد منطلقاً ** فلا تحاب سراة البل يا عيد
ويتساءل في حسرة كما لو أنه ذلك الطفل المحروم من فرحة العيد:
ما بال سهمي يكيل الموسرون له ** غمطاً.. وحقي من الآمال تنهيد؟!
الناس سكرى على اللذات غفوتهم ** وغفوتي اليوم إبعاد وتهديد
تستفزُّه الحالة .. الشبع من جانب .. والجوع من الجانب الآخر .. الفرح من جهة والترح من الجهة الثانية .. تستصرخه شهامة الموقف:-
يا أُمَّة الزيف لا تحفو مناسمكم ** بالبخل.. فالموت رغم الشح مردود
أرى الصباح الذي تزهو ابتسامته ** ثوب الحداد.. إذا لم يرده الجود
إن كان حظي من اللذات ما وطأت ** مناسم القوم فلتعصف بها الجيد
الصراع بين شاعرنا وحياته محتوم .. ما إن يهدأ حتى يثور ثانية ..
إنه الطرف الأضعف في معركته حتى ولو تظاهر بالقوة :-
أنا والحياة كما يشاء لنا القدر ** خصمان لم يبرح مواكبنا الخطر
أستلُّ سيفي ناقماً من كيدها ** فأرى مطاعنها بقلبي لا تذر
كم ذا أراوغها.. وأطلب بُعدها ** فتثور من خلفي وتهزأ بالحذر
إنه يخادعها أيضاً .. ويطلب ودَّها بعد فشل المراوغة ، إلا أنها تصرخ في وجهه ملوِّحة بسهامها .. وبرمسها المختط .. السلم المزيف ..
أي الاستسلام بحكم القوة القاهرة أثار في نفسه شجونها واستنكارها ورفضها لخدعة سلام تملي كلماته شفاه صهيونية مخادعة :-
أسلماً.. وأرضي جبهة تتعفَّرُ ** وحلماً وعرقي لاهبٌ يتقطرُ
أفي كل يوم نكبة وهزيمةٌ؟! ** ترى أم يدور الفلك والفلك أقدر
شربنا بكأس الذل حتى تصدَّعت ** وصمنا على الإفلاس.. والويل ينذر
نداعب آمال الحياة بموتنا ** وننذر أسلاب العدو فنقهر
أما كان للأيام قلب ممزَّق؟! ** أما كان للأيام خد معفَّر؟!
أما كان للأيام يا قوم جبهة ** يمرغها الحقد اللعين فتثأر؟!
(سماء الشرق).. واحدة من مقطوعاته الموحية بسردها الجمالي المعبِّر:
سماء الشرق لابن العرب شرق ** وليس لغاصب في الشرق حق
معاذ الله أن نرضى لمسخ ** من الأنذال أطناب تُدق
الكثير الكثير من قصائد شاعرنا الدامغ مدعومة بحب الوطن شبابه .. ورجاله .. وبحب تاريخ آبائه وأجداده .. إنه يسترجعه بين مقطوعة وأخرى مستذكراً .. ومذكِّراً .. ومستنكراً لواقعه المرتهن بهدوء الحركة .. وضعف الذاكرة .. (إيناس) واحدة من قصائده:-
نور الهدى في رحاب العلم يرقبكم ** وزهرة من عبير الحب يسقيكم
فائتموا الآل والآمال بارقة ** ونحن باليمن والبشرى نحييكم
شبابنا ما أطل الفجر مؤتلقاً ** إلا ليلثم بالآمال ساريكم
فاستلهموه بإيناس وبادرة ** تلقوا به في غرار المجد حاليكم
ومن إشراقة الشباب .. إلى مرحلة الأفول .. والأفول غالباً ما يأتي في مرحلة الشيخوخة المتأخرة أو المتقدمة .. وأحياناً قبل الموت الطبيعي :-
تقاذفك المنون وأنت حي ** وتطلبك الحياة وأنت فاني
فما لك يا رفيع الشأن تهوي ** وحولك في القضية كل بالي؟
أضقت بهذه الدنيا فحنَّت ** رغابك للخلود وللجنان؟
أم استأثرت في فلك المعالي ** لنفسك مرخياً طرف العنان؟
بني قومي كفى حرجاً وذلاًّ ** فقد طافت على العنق اليدان
أعيدوها كما يهوى بنوها ** بحق الثأر والعزم المدان
فأنتم للعلا أمل وظلٌّ ** يؤرق مقلة الترب المهان
وللبؤس شعراء .. كما أن للشعر بؤساء ينفضون غبار بؤسهم كلمات بوح وجرح تغالبهم ويغالبونها ، تستبطنهم ويستوطنونها وهم في معركة الشعر البائس شركاء همّ .. وأصدقاء غمّ :-
شاعر خانه الزمان فغنَّى ** نايه الحزن للمسامع لحنا
شاعر أحرق الأسى شفتيه ** فانطوى ملهب الفؤاد مُعنى
شاعر كلما أراد نغيماً ** ضمَّه البؤس فاصطفى اليأس خدنا
من قصيـــــدة .. صراع
سبحتْ على فُلك الأَماني نجمةٌ = عذراءُ تنتظر الحقيقةَ موردا
فسمتْ كأَن لها على آمالها = قبساً من الطيف المطلّ مُوَرّدا
رفَّافةٌ في كلّ عين تجتلي = أملاً على سمع الزمان مردَّدا
يا نجمةً تاه الوفاءُ بذكرها = مترنِّماً عبرَ الحقيقة مُنشدا
وسمتْكِ أمُّ الكون وسماً خالداً = فغدوتِ في أُفق المعالي فرقدا
وبلتكِ أمراً بالخيال مجنَّحاً = فعطفتِ للأمر الجليل تودّدا
من كان ينكر أن نَورَكِ باسمٌ = فلقد قضى عبرَ الحقيقة أرمدا
نجواكِ آمالٌ تَعطَّر رسمُها = سِرّاًّ فكان العدلُ فيها سَيّدا
ذئب و حمل
حياة المرء في الدنيا شقاءُ = ونفس الحر يقتلها الإباءُ
وأيام السرور مجنَّحات =أرادت طيَّ صفحتها السماء
ومضطرب الجوانح في دجاه = يداجي ثم يطلب ما يشاء
كأن ملاعب الأفراح تهفو =إليه كي يزلّفه الغباء
له في كل خاطئة ولاء= ونحن لنا من الحق البلاء
طلبنا المجد تحملنا نفوس = لها فوق السماكين اعتلاء
وقمنا نُوْدع الأيام سرًا = وندعوها فخاب لنا الدعاء
كأن لها علينا يوم ثأرٍ = وحق لها على الحر العداء
فما طلب المعالي غير مسّ =إذا لم يعتلقْ فيه الرياء
وما نيل العلا إلا اختلاق =إذا لم يُنتظرْ منه الشقاء
بنى الداجون حولي كل بذخ = وحظّي من بنائهم العناء
أراهم كالوحوش تضج حولي = فيختنق الرضا مني البكاء
ويلتهب الفؤاد بنار غيظ = يؤججها من الصلف القناء
شرائعهم تخوّلهم لصوصًا = وإن مات الألوف الأبرياء
فما للحق فيهم من مجير =ألوذ به فيدركني الوفاء
فلا الدنيا بكنزٍ أحتميه = سوى عشٍّ يظلله الخواء
كأني في مساربه عليل = يغاليني لدى اليأس العزاء
فلا داجٍ يؤرقني دجاه = ولا لص يغير ولا اعتداء
ولا مستهتر أبدًا ولكن= ظلام كله أُنس مضاء
بني الدنيا وأيّكمُ المجلّى = أفيقوا نحن في الدنيا سواء
فلا ذئب ولا حمل ولكن =أناس عز في دمنا الصفاء
لنا مِثْل الذي للذئب منا = فأين هي الحقيقة والمراء؟
ومن ديوانه (أسرار وأسوار)
عذاب السنين فاتحة الديوان الشاكية ـ لعلكم تذكرون حمد الحجي؟ ـ ,, شبح للموت يتردد في هلع القائل ,, ويخرج منها رجل باكٍ يرسم الهم واللواعج المفجعة ,, فلم يكتف (دامغنا) ببؤس الطفولة اذ شب على الشعر مفجراً دهره الصامت ,, مفصحاً ودونما يريد عن لوعة هم يسكنه ويخلف في اعماقه ندبة الضياع ،،،
قهر الشاعر لم يكن وليد أمر عارض او طارىء ,, بل هو ما يبدو حالة صدامية مبكرة استحوذت على عقله واكتوى بنار الوصايا والعناء وقتل الذات حتى جاءت شعريته الباكية خيطاً تنتظم به القوافي ,, لتتولد صور ومعان يكرس سيادة اليتم العاطفي :-
انجبتني كليلة وهي تهذي=قصة البؤس حيث يروى الشقاء
شبح الموت في ردائي وليد = وفم اليأس في إهابي خداء
وغدائي من الهموم نزيف = وشرابي مرارة واستياء
بت طفلاً على الهوان رضيعاً =يعصر الوهن هامتي والسباءُ
بين يُتم وفاقة والتياعٍ=ونزوح يجيله الأغبياءُ
حيث تطوي مناسمُ الدهر يومي=قبل أمسي ويستحيلُ الرجاء
فإذا الحاضر الذي أمتطيه=ليس فيه من الرُّواء اجتلاء
موكب ينشر الظلامَ عليه=راعفُ الحزن فهو منه هجاء
كل يوم يعودني من حياتي=ينهل الصبح ندبه والمساء
فالليالي وإن ترامت بدربي=ليس فيها تألُّف واحتفاء
تسرق العمر غيلة ثم تذوي=في ثنايا طلولها الكبرياء
يهنئ زميلاً له عين مديراً لإحدى مدارس الرياض، فتحس في شعره روح الوفاء والحب وهذا ما خلص قوله من النفاق ذلك أنه صاحب قلب كبير يفرح للصديق ولا يحسد العدو ، ومن قصيدته هذه قوله:-
بادرتَ في سبق البطولة يافعاً=فبلغت حدا لم تصله ذُكاء
وطمحت للعلياء تنشد أوجها=فتعانقت بطموحك الآلاء
يا ملهم الشعراء كل خريدة =لي فيك ما يستهدف البلغاء
أنا من سِماتك مُلهَمٌ ومُعبر=ولدى صفاتك آية غراء
أروي الشعور إليك كيما يرتوي=فالعزُّ باسمك لي إليك بقاء
إن كان عيدك بالتقدم فرحة=فلدى فؤادي فرحة وسناء
وإذا كنا قد أوردنا شيئاً من مدحه فإن من المناسب تقديم شيء من هجائه الذي لم يبنْ فيه عن المهجوّ، إلا أنه ذكر أبا الطيب المتنبي وبعض خصومه من أمثال أبي فراس الحمداني فكأنه يشير بالمتنبي إلى نفسه وبالحمداني أبي فراس إلى خصومه ، كما توحي بذلك مقدمته النثرية ،،،
أما قصيدته فإن منها قوله :-
عقم الزمان وعهده بك ينجِب=والحاقدون على فراقك أخصَبوا
والليلُ بَعدك غارق متجهِّم=حلكاتُه بين المجامر تُحلَب
في كل غور من مجاهله ثوى=صنمٌ على قبر الفضيلة ينعب
حيران لا أمّ يقيل بظلها=بين الشموس ولا يسوِّده أب
تتقيأُ الزفرات من أحشائه=فرقاً فيَحْصِب في الخداع ويُتْرب
للمكر في خطواته متقلَّب =بين القيان العاريات ومَلعب
ينزُو كما تَهوَى البغال تحلُّلا=وجَبينُه بنعالهم يتخضّب
بالفُحش ينزف كلما عَبثَتْ به=ريح التزلُّف ساجداً يتقرَّب
وتتجدد أصداء اليأس عند شاعرنا بين الحين والحين يثيرها مثير فينطلق خلفه مصوراً آلامه واكتئابه ، مثال ذلك مخاطبة أحدهم إياه بلقب (الدكتور) وكنت حسبته سيحمل على أرباب (الدال) كما يعبر بعضهم ، ولكنه وقف حديثه على نفي اللقب والتجول في مشاعره الكئيبة وذلك في قصيدته
(سعادة الدكتور) التي صدّرها بقوله :-
رفقاً فلستُ سعادة الدكتور=يا من وأدتَ مشاعري بغروري
أنا مذ وفدتُ إلى الحياة معلّق=بين الأسى وتطلعي وحضوري
حظّي كما تهوى المناحة دمعة=غرق الطموح بها فنام شعوري
قصيدة (قالوا صبأت) التي منها قوله:
قالوا صبأت فقلت لو عرف الهوى=أني على عهد الوفاء لأورقا
فعلى أديم فجاجه غلب النوى=شفقي وانهل بارقي فتدفقا
ما كنت أعرف أن من وخَدَتْ به=عضباؤه نحو المراح قد اتقى
فلكل أمر من عوارف نجمه=ما يستهيم به الفؤاد تألقا
ولكل باب من طوارق خيره=بُلغٌ بها دفقُ الشعور قد استقى
يامن تصلّب وهو في غرر الصبا=أفما قَرِمتَ إلى الحياة تعلقا؟
إن كنت قد علِقتْ بكفك مدية=فانحر بها شعفَ الرذيلة مُطبقا
فلو لم يصدّرها بسبب النظم وهو أن بعضهم اتهمه بالتذبذب فكريا لَحمل العنوان القول على أنه اتهم بالانحراف وهذا ما لم يكن !!!
وإذا كنا قد جلنا فيما سلفت قراءته من شعر الشاعر إبراهيم الدامغ فإن هناك غرضاً لم يطرق حديثنا ميدانه ذلك هو هذا الفن الطروب الذي ما سمعته أذن إلا استثار مشاعرها وإحساساتها ، إنه شعر الغزل ،،،
غير أن صاحبنا يزعم أنه يتغزل في خيال زاره في النوم ، فليكن ، ولنقرأ من غزله هذا قوله :-
رحماك ياحلوة العينين رحماك =ما أروع السحر يسري في محياك!
فإن تمنّعتِ أو مانعتِ لن تفضي=إلا إلى منتهى بوحي بنجواكِ
فلذة الشجو في نفسي معطرة=يعانق الفجر منها نفحها الزاكي
تبدو وقد ألهب التقبيل مسحتها=كأنما استعجمتْ من رشفها فاك
المعذرةعلى الموضوع الطويــل:)
واتمنى ان اكون قد وفقت فيــه ..؟
لكم التحيــــــــة ...
وفي عام 1384هـ انتقل إلى عنيزة وفيها تقلب في وظائف تربوية حتى أحيل على التقاعد المبكر سنة 1409هـ.
صدر له ديوانين (( شرارة الثأر )) 1395 هـ (( ظلال البيادر )) 1407 هـ ،،،
ربما سأل سائل:
من أنتم أيها الشعراء؟؟
وماذا تعشقون؟!
فيرد قلبه ويقول :-
قسماً بربي لو شعرت بما ترى ** لتعانقت بهديلك الأصداء
نحن الذين سكرت من سلسالنا ** فرحيقنا لك بلسم وشفاء
والمعبد القدسي يشهد أننا ** روح الهدى.. والحق.. والإحياء
اليس هذا بكثير ..؟!
الشعراء ليسوا استثناءً عن غيرهم ..!!
فيهم مَن يقول ما لا يفعل ..!!
وفيهم المرتزق ..!!
وفيهم الهجَّاء ..!!
وفيهم الصادق بشعره ومشاعره ..!!
لعل آخرهم هو ما يعنيه ويشيد به ويشير إليه في أبياته هذهـ :-
يهدون للحق المبين أئمة ** ويهللون إذا استهلَّ بناء
ويرون في حب القلوب مفاتناً ** في كل حس هكذا الشعراء
يترنَّحون لكل خفق باسم ** ويعردون إذا بكى الغرباء
من ديوانه ( شرارة الثأر ) قصيــدة :السفينة الغارقة :-
في موجها يقتاتها الماء = وشراعها للبين مستاء
تطفو وتطوي في صلابتها = ليل البحار.. وليلها الداء
هوامة.. حوامة أبداً = لم يحوها في الأرض ميناء
تتصارع الأجيال عن كثب = فيها ويطلب وأدها الماء
حتى إذا ما جدّفت أمماً = مدت لها بالوعد عنقاء
فثوى عليها الحظ غارقة = وقضى لها بالموت إرساء
نطق الجماد ورفت الورقاء = وهفت إلى لمح الجمال ذكاء
وترنَّحت صور الخيال بخاطري = فتأرجحت بعبيرها الأفياء
قسماً بربي لو شعرت بما ترى = لتعانقت بهديلك الأصداء
نحن الذين سكرت من سلسالنا = فرحيقنا لك بلسم وشفاء
والمعبد القدسي يشهد أننا = روح الهدى.. والحق.. والإحياء
يهدون للحق المبين أئمة = ويهللون إذا استهلَّ بناء
ويرون في حب القلوب مفاتناً = في كل حس هكذا الشعراء
يترنَّحون لكل خفق باسم = ويعردون إذا بكى الغرباء
حائل شعر خارج الحزن:
في قصيدة تخرج من اعطاف ديوان الشاعر الدامغ ,, تلف افق الانشاد طرباً في مدينة حائل وهي القصيدة الوحيدة من بين قصائد الديوان التي خرجت من ربقة (الافصاح والوجوم) تتعشق الفلاة وتهذي بما يحلو لها من قوافي القصائد ,, في وقت أخذت من الافصاح حاجته ,, ومن الهمس كسرا لقاعدة الوجوم:-
وطويت فج البيد يعصفني الطوى *** لأرود في الجبلين بلغة زادي
دار لها برد النعيم ووشيه *** ورحيقه للمستهيم الصادي
(نجد) إن نجد غنَّى لها .. تغنَّى بريفها وصحرائها .. بخصبها وجدبها ، بمكانها وإنسانها :-
هلَّ السناء وأشرق السعد ** وهفا الخلود.. وأطرق المجد
لحن أذاب رفيقه لحن ** وصدًى تعانق رجعه نجد
إن كان ما في الشعر من دمي ** نظم الجمان فموطني العقد
الأنشودة !! شدو تحولت إلى شجو ..؟
الدنا بؤس وهمٌّ واغتراب ** وماس كلها ظفر وناب
وكؤوس ملؤها سم وصاب ** وشقاء.. وحميم.. وعذاب
وطلاب.. وغلاب.. واغتصاب ** ووحوش قتلها حل صواب
اليتيم في العيد تناوله شعراء كثيرون .. رصدوا حرمانه .. ووحدته .. شاركوه وجعه وحزنه .. شاعرنا الدامغ منحه من مشاعره أصدقها .. ومن مشاركته الوجدانية أدفقها .. كان موفقاً في سرده لواقع اليتيم أمام مشهد عيد لا يرحم:-
قل لي بأي جمال عدتَ يا عيد ** إن لم يكن فيك للأفراح تجديد
إذا امتطيت ركاب السعد منطلقاً ** فلا تحاب سراة البل يا عيد
ويتساءل في حسرة كما لو أنه ذلك الطفل المحروم من فرحة العيد:
ما بال سهمي يكيل الموسرون له ** غمطاً.. وحقي من الآمال تنهيد؟!
الناس سكرى على اللذات غفوتهم ** وغفوتي اليوم إبعاد وتهديد
تستفزُّه الحالة .. الشبع من جانب .. والجوع من الجانب الآخر .. الفرح من جهة والترح من الجهة الثانية .. تستصرخه شهامة الموقف:-
يا أُمَّة الزيف لا تحفو مناسمكم ** بالبخل.. فالموت رغم الشح مردود
أرى الصباح الذي تزهو ابتسامته ** ثوب الحداد.. إذا لم يرده الجود
إن كان حظي من اللذات ما وطأت ** مناسم القوم فلتعصف بها الجيد
الصراع بين شاعرنا وحياته محتوم .. ما إن يهدأ حتى يثور ثانية ..
إنه الطرف الأضعف في معركته حتى ولو تظاهر بالقوة :-
أنا والحياة كما يشاء لنا القدر ** خصمان لم يبرح مواكبنا الخطر
أستلُّ سيفي ناقماً من كيدها ** فأرى مطاعنها بقلبي لا تذر
كم ذا أراوغها.. وأطلب بُعدها ** فتثور من خلفي وتهزأ بالحذر
إنه يخادعها أيضاً .. ويطلب ودَّها بعد فشل المراوغة ، إلا أنها تصرخ في وجهه ملوِّحة بسهامها .. وبرمسها المختط .. السلم المزيف ..
أي الاستسلام بحكم القوة القاهرة أثار في نفسه شجونها واستنكارها ورفضها لخدعة سلام تملي كلماته شفاه صهيونية مخادعة :-
أسلماً.. وأرضي جبهة تتعفَّرُ ** وحلماً وعرقي لاهبٌ يتقطرُ
أفي كل يوم نكبة وهزيمةٌ؟! ** ترى أم يدور الفلك والفلك أقدر
شربنا بكأس الذل حتى تصدَّعت ** وصمنا على الإفلاس.. والويل ينذر
نداعب آمال الحياة بموتنا ** وننذر أسلاب العدو فنقهر
أما كان للأيام قلب ممزَّق؟! ** أما كان للأيام خد معفَّر؟!
أما كان للأيام يا قوم جبهة ** يمرغها الحقد اللعين فتثأر؟!
(سماء الشرق).. واحدة من مقطوعاته الموحية بسردها الجمالي المعبِّر:
سماء الشرق لابن العرب شرق ** وليس لغاصب في الشرق حق
معاذ الله أن نرضى لمسخ ** من الأنذال أطناب تُدق
الكثير الكثير من قصائد شاعرنا الدامغ مدعومة بحب الوطن شبابه .. ورجاله .. وبحب تاريخ آبائه وأجداده .. إنه يسترجعه بين مقطوعة وأخرى مستذكراً .. ومذكِّراً .. ومستنكراً لواقعه المرتهن بهدوء الحركة .. وضعف الذاكرة .. (إيناس) واحدة من قصائده:-
نور الهدى في رحاب العلم يرقبكم ** وزهرة من عبير الحب يسقيكم
فائتموا الآل والآمال بارقة ** ونحن باليمن والبشرى نحييكم
شبابنا ما أطل الفجر مؤتلقاً ** إلا ليلثم بالآمال ساريكم
فاستلهموه بإيناس وبادرة ** تلقوا به في غرار المجد حاليكم
ومن إشراقة الشباب .. إلى مرحلة الأفول .. والأفول غالباً ما يأتي في مرحلة الشيخوخة المتأخرة أو المتقدمة .. وأحياناً قبل الموت الطبيعي :-
تقاذفك المنون وأنت حي ** وتطلبك الحياة وأنت فاني
فما لك يا رفيع الشأن تهوي ** وحولك في القضية كل بالي؟
أضقت بهذه الدنيا فحنَّت ** رغابك للخلود وللجنان؟
أم استأثرت في فلك المعالي ** لنفسك مرخياً طرف العنان؟
بني قومي كفى حرجاً وذلاًّ ** فقد طافت على العنق اليدان
أعيدوها كما يهوى بنوها ** بحق الثأر والعزم المدان
فأنتم للعلا أمل وظلٌّ ** يؤرق مقلة الترب المهان
وللبؤس شعراء .. كما أن للشعر بؤساء ينفضون غبار بؤسهم كلمات بوح وجرح تغالبهم ويغالبونها ، تستبطنهم ويستوطنونها وهم في معركة الشعر البائس شركاء همّ .. وأصدقاء غمّ :-
شاعر خانه الزمان فغنَّى ** نايه الحزن للمسامع لحنا
شاعر أحرق الأسى شفتيه ** فانطوى ملهب الفؤاد مُعنى
شاعر كلما أراد نغيماً ** ضمَّه البؤس فاصطفى اليأس خدنا
من قصيـــــدة .. صراع
سبحتْ على فُلك الأَماني نجمةٌ = عذراءُ تنتظر الحقيقةَ موردا
فسمتْ كأَن لها على آمالها = قبساً من الطيف المطلّ مُوَرّدا
رفَّافةٌ في كلّ عين تجتلي = أملاً على سمع الزمان مردَّدا
يا نجمةً تاه الوفاءُ بذكرها = مترنِّماً عبرَ الحقيقة مُنشدا
وسمتْكِ أمُّ الكون وسماً خالداً = فغدوتِ في أُفق المعالي فرقدا
وبلتكِ أمراً بالخيال مجنَّحاً = فعطفتِ للأمر الجليل تودّدا
من كان ينكر أن نَورَكِ باسمٌ = فلقد قضى عبرَ الحقيقة أرمدا
نجواكِ آمالٌ تَعطَّر رسمُها = سِرّاًّ فكان العدلُ فيها سَيّدا
ذئب و حمل
حياة المرء في الدنيا شقاءُ = ونفس الحر يقتلها الإباءُ
وأيام السرور مجنَّحات =أرادت طيَّ صفحتها السماء
ومضطرب الجوانح في دجاه = يداجي ثم يطلب ما يشاء
كأن ملاعب الأفراح تهفو =إليه كي يزلّفه الغباء
له في كل خاطئة ولاء= ونحن لنا من الحق البلاء
طلبنا المجد تحملنا نفوس = لها فوق السماكين اعتلاء
وقمنا نُوْدع الأيام سرًا = وندعوها فخاب لنا الدعاء
كأن لها علينا يوم ثأرٍ = وحق لها على الحر العداء
فما طلب المعالي غير مسّ =إذا لم يعتلقْ فيه الرياء
وما نيل العلا إلا اختلاق =إذا لم يُنتظرْ منه الشقاء
بنى الداجون حولي كل بذخ = وحظّي من بنائهم العناء
أراهم كالوحوش تضج حولي = فيختنق الرضا مني البكاء
ويلتهب الفؤاد بنار غيظ = يؤججها من الصلف القناء
شرائعهم تخوّلهم لصوصًا = وإن مات الألوف الأبرياء
فما للحق فيهم من مجير =ألوذ به فيدركني الوفاء
فلا الدنيا بكنزٍ أحتميه = سوى عشٍّ يظلله الخواء
كأني في مساربه عليل = يغاليني لدى اليأس العزاء
فلا داجٍ يؤرقني دجاه = ولا لص يغير ولا اعتداء
ولا مستهتر أبدًا ولكن= ظلام كله أُنس مضاء
بني الدنيا وأيّكمُ المجلّى = أفيقوا نحن في الدنيا سواء
فلا ذئب ولا حمل ولكن =أناس عز في دمنا الصفاء
لنا مِثْل الذي للذئب منا = فأين هي الحقيقة والمراء؟
ومن ديوانه (أسرار وأسوار)
عذاب السنين فاتحة الديوان الشاكية ـ لعلكم تذكرون حمد الحجي؟ ـ ,, شبح للموت يتردد في هلع القائل ,, ويخرج منها رجل باكٍ يرسم الهم واللواعج المفجعة ,, فلم يكتف (دامغنا) ببؤس الطفولة اذ شب على الشعر مفجراً دهره الصامت ,, مفصحاً ودونما يريد عن لوعة هم يسكنه ويخلف في اعماقه ندبة الضياع ،،،
قهر الشاعر لم يكن وليد أمر عارض او طارىء ,, بل هو ما يبدو حالة صدامية مبكرة استحوذت على عقله واكتوى بنار الوصايا والعناء وقتل الذات حتى جاءت شعريته الباكية خيطاً تنتظم به القوافي ,, لتتولد صور ومعان يكرس سيادة اليتم العاطفي :-
انجبتني كليلة وهي تهذي=قصة البؤس حيث يروى الشقاء
شبح الموت في ردائي وليد = وفم اليأس في إهابي خداء
وغدائي من الهموم نزيف = وشرابي مرارة واستياء
بت طفلاً على الهوان رضيعاً =يعصر الوهن هامتي والسباءُ
بين يُتم وفاقة والتياعٍ=ونزوح يجيله الأغبياءُ
حيث تطوي مناسمُ الدهر يومي=قبل أمسي ويستحيلُ الرجاء
فإذا الحاضر الذي أمتطيه=ليس فيه من الرُّواء اجتلاء
موكب ينشر الظلامَ عليه=راعفُ الحزن فهو منه هجاء
كل يوم يعودني من حياتي=ينهل الصبح ندبه والمساء
فالليالي وإن ترامت بدربي=ليس فيها تألُّف واحتفاء
تسرق العمر غيلة ثم تذوي=في ثنايا طلولها الكبرياء
يهنئ زميلاً له عين مديراً لإحدى مدارس الرياض، فتحس في شعره روح الوفاء والحب وهذا ما خلص قوله من النفاق ذلك أنه صاحب قلب كبير يفرح للصديق ولا يحسد العدو ، ومن قصيدته هذه قوله:-
بادرتَ في سبق البطولة يافعاً=فبلغت حدا لم تصله ذُكاء
وطمحت للعلياء تنشد أوجها=فتعانقت بطموحك الآلاء
يا ملهم الشعراء كل خريدة =لي فيك ما يستهدف البلغاء
أنا من سِماتك مُلهَمٌ ومُعبر=ولدى صفاتك آية غراء
أروي الشعور إليك كيما يرتوي=فالعزُّ باسمك لي إليك بقاء
إن كان عيدك بالتقدم فرحة=فلدى فؤادي فرحة وسناء
وإذا كنا قد أوردنا شيئاً من مدحه فإن من المناسب تقديم شيء من هجائه الذي لم يبنْ فيه عن المهجوّ، إلا أنه ذكر أبا الطيب المتنبي وبعض خصومه من أمثال أبي فراس الحمداني فكأنه يشير بالمتنبي إلى نفسه وبالحمداني أبي فراس إلى خصومه ، كما توحي بذلك مقدمته النثرية ،،،
أما قصيدته فإن منها قوله :-
عقم الزمان وعهده بك ينجِب=والحاقدون على فراقك أخصَبوا
والليلُ بَعدك غارق متجهِّم=حلكاتُه بين المجامر تُحلَب
في كل غور من مجاهله ثوى=صنمٌ على قبر الفضيلة ينعب
حيران لا أمّ يقيل بظلها=بين الشموس ولا يسوِّده أب
تتقيأُ الزفرات من أحشائه=فرقاً فيَحْصِب في الخداع ويُتْرب
للمكر في خطواته متقلَّب =بين القيان العاريات ومَلعب
ينزُو كما تَهوَى البغال تحلُّلا=وجَبينُه بنعالهم يتخضّب
بالفُحش ينزف كلما عَبثَتْ به=ريح التزلُّف ساجداً يتقرَّب
وتتجدد أصداء اليأس عند شاعرنا بين الحين والحين يثيرها مثير فينطلق خلفه مصوراً آلامه واكتئابه ، مثال ذلك مخاطبة أحدهم إياه بلقب (الدكتور) وكنت حسبته سيحمل على أرباب (الدال) كما يعبر بعضهم ، ولكنه وقف حديثه على نفي اللقب والتجول في مشاعره الكئيبة وذلك في قصيدته
(سعادة الدكتور) التي صدّرها بقوله :-
رفقاً فلستُ سعادة الدكتور=يا من وأدتَ مشاعري بغروري
أنا مذ وفدتُ إلى الحياة معلّق=بين الأسى وتطلعي وحضوري
حظّي كما تهوى المناحة دمعة=غرق الطموح بها فنام شعوري
قصيدة (قالوا صبأت) التي منها قوله:
قالوا صبأت فقلت لو عرف الهوى=أني على عهد الوفاء لأورقا
فعلى أديم فجاجه غلب النوى=شفقي وانهل بارقي فتدفقا
ما كنت أعرف أن من وخَدَتْ به=عضباؤه نحو المراح قد اتقى
فلكل أمر من عوارف نجمه=ما يستهيم به الفؤاد تألقا
ولكل باب من طوارق خيره=بُلغٌ بها دفقُ الشعور قد استقى
يامن تصلّب وهو في غرر الصبا=أفما قَرِمتَ إلى الحياة تعلقا؟
إن كنت قد علِقتْ بكفك مدية=فانحر بها شعفَ الرذيلة مُطبقا
فلو لم يصدّرها بسبب النظم وهو أن بعضهم اتهمه بالتذبذب فكريا لَحمل العنوان القول على أنه اتهم بالانحراف وهذا ما لم يكن !!!
وإذا كنا قد جلنا فيما سلفت قراءته من شعر الشاعر إبراهيم الدامغ فإن هناك غرضاً لم يطرق حديثنا ميدانه ذلك هو هذا الفن الطروب الذي ما سمعته أذن إلا استثار مشاعرها وإحساساتها ، إنه شعر الغزل ،،،
غير أن صاحبنا يزعم أنه يتغزل في خيال زاره في النوم ، فليكن ، ولنقرأ من غزله هذا قوله :-
رحماك ياحلوة العينين رحماك =ما أروع السحر يسري في محياك!
فإن تمنّعتِ أو مانعتِ لن تفضي=إلا إلى منتهى بوحي بنجواكِ
فلذة الشجو في نفسي معطرة=يعانق الفجر منها نفحها الزاكي
تبدو وقد ألهب التقبيل مسحتها=كأنما استعجمتْ من رشفها فاك
المعذرةعلى الموضوع الطويــل:)
واتمنى ان اكون قد وفقت فيــه ..؟
لكم التحيــــــــة ...