خالد الشمري
06-01-2006, 02:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معركه بقعاء من المعارك الخالده والعظيمه في تاريخ قبيله شمر فأحببت ان نستعرض هذه المعركه بشكل سريع فهي وقعت سنة 1257هـ
**كتب عنها ابن بشر في تاريخه فقال:
(( وفي جماد الاولى منها جرت الوقعة العظمى والحادثة الكبرى بين أهل القصيم وأتباعهم من عربان عنزة ، وبين عبدالله بن علي بن رشيد ، وأتباعه من عربان شمر وحرب ، وذلك لما رحل عبدالعزيز أمير بريدة وعبدالله بن رشيد من الرياض وكل قصد بلده كما سبق ، أغار غازي بن ظبيان رئيس الدهامشة من عنزة على ابن طوالة من شمر ، وهم نازلون في الشعبيات اماء المعروف في أرض الجبل فأخذهم ومعهم ابل كثيرة لاهل الجبل وكان غازي هذا من اتباع أهل القصيم ، فأغار عبدالله بن رشيد على غازي وعربانه فأخذ منهم ابلا كثيرة فغضب لهم أمير بريدة وانتدب لحرب ابن رشيد ، وكان أهل القصيم متعاقدين على حرب كل عدو يقصدهم بعداوة ، وأجمعوا على حرب ابن رشيد ، فركب يحي بن سليمان بجنود كثيرة من أهل عنيزة وأتباعهم ، وركب عبدالعزيز بأهل بريدة وجميع بلدان القصيم واجتمعوا على بقعا نحو ست مئة مطية مردوفات ومعهم غازي بن ظبيان وأتباعه من عنزة وقاعد بن مجلاد وعربانه من عنزة وابن صبر من السلاطين والصقور من عنزة ، وسار الجميع فأغاروا على وجعان الرأس من شمر فأخذوا منهم أموالا كثيرة من الابل والاغنام والاثاث . فلما أخذوا هؤلاء العربان أي انتصروا على شمر قال يحي لعبدالعزيز : دعنا نرجع على هذا العز والنصر فحلف عبدالعزيز أنه لايرجع حتى يقاتل ابن رشيد في بلده حائل ، فساروا الى الجبل ونزلوا بقعا المعروفة في جبل شمر ، فخرج اليهم أهلها فأمسكوهم عندهم ، ونزلت عربان عنزة على ساعدة الماء المعروف عند بقعاء ، فلما علم بذلك عبدالله بن رشيد أمر على أخيه عبيد وفرسان معه أن يغيروا على عربان عنزة في ساعدة ، فشنوا عليهم الغارة قبل الفجر فحصل قتال عظيم بينهم فمرة يهزمونهم العربان ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه ، هذا ويحي وعبدالعزيز في شوكة أهل القصيم في بقعاء ينتظرون الغارة الى طلوع الشمس ، فلما لم يأتيهم أحد والقتال والجلاد راكد على أصاحبهم فزع يحي بخفيف الرجال وأهل الشجاعة على أرجلهم مشاة ، فلما وصلوهم فاذا عبدالله بن رشيد ومعه باقي جنوده ورد عليهم في ساقة اخيه ، فانهزم عربان أهل القصيم لايلوي أحد على أحد ، وتبعتهم خيول شمر يأخذون من الابل والاغنام وتركوا يحي بن سليمان ومن معه في مكانتهم ، لاماء معهم ولا ركاب ، فلما رأى عبدالعزيز ومن معه انهزام العربان انهزم من مكانه وركبوا ركائب يحي ومن معه وتركوهم ثم وقع القتال بين يحي ومن معه وبين ابن رشيد ، وصبروا الى ارتفاع النهار ، فأدركهم العطش وكانوا في جمرة القيظ فقتلهم ابن رشيد الا قليلهم ، وهربوا الى الشعاب والجبال وأخذ يحي رجل من شمر وأعطاه فرسه وقال : انج عليها ، فقال : أوصلني الى عبدالله بن رشيد وأنت صاحب الاحسان ، وكانت بينه وبين عبدالله صحبة قديمة ، فأوصله إياه وجلس عنده ، فدخل ولد لعبدالله عليه في خيمته وقال : إن عمي قتل ، فأمر على يحي وقتل صبراً . وقتل من أهل القصيم جملة من رؤسائهم وأعيانهم وتجارهم ، لان عبدالعزيز غصبهم على الخروج معه ، وقتل من أهل بريدة أكثر من سبيعن رجلا منهم : ولد لعبدالعزيز ، وحمد بن عدوان ، وابن شايع ومن أهل عنيزة نحو ثمانين رجلاً منهم : أحمد بن فهييد الفضلي ، والامير يحي بن سليمان وأخوه ، وقيل : إن الذي قتل من أهل القصيم في هذه الوقعة نحو ثلاث مئة رجل ، وأخذ ابن رشيد منهم كثيراً من الركاب والسلاح .))
*المرجع صفحة 132، 133 عنوان المجد في تاريخ أهل نجد
..............تفاصيل الاحداث..........................
المعركه كانت بين الامير عبدالله الرشيد ومه شمر واهل حائل وبعض فخوذ حرب وبين اهل القصيم بقياده يحيى ابن سليم امير عنيزه وعبد العزيزامير بريده وبعض عربان عنزه( الدهامشه والصقور وغيرهم)
عندما اتى الامير الفارس عبدالله الرشيد بجيشه فكان قليل العدد بالنظر الى الجيش اللذي امامه من عنزه واهل القصيم فأرسل الامير عبدالله الرشيد السبور (العيون) لكشف مكان جيش العدو فلما عرفو مكانهم رجعو الى الامير عبيد الرشيد وقالو له طالبينك انك ترجع .اهل القصيم وعنزه بخويطهم ومالين السهل والوعر ولا حنا بعددهم وعندها اشار بعض اتباع عبيد ال رشيد عليه بالعوده فحصل بعض الخلاف والشد والجذب قسم كبير منهم اشاروا عليه بالعوده لصعوبة الموقف مع كثرة جيش خصومهم لكن عبيد رفض وفي هذا الموقف وقال قصيدته المشهوره :
القلب من كثـر الهواجيـس قـزان=ما يستريح من الدهر ربـع ساعـة
يا غافر الزلات يا والـي الاحسـان=تجعل من التقوى لنفسـي بضاعـة
أنا علـى لانٍ وربعـي علـى لان=متخالـفٍ رايـي وراي الجماعـة
ماني هتيميٍ يربـت مـن الضـان=وياخذ على فرد الجماعـة رتاعـه
أنا ولـد علـى سلايـل كحيـلان=ربـي خلقنـي للسبايـا وداعــه
عيبٍ على اللي يتقي عقب ما بـان=و يرضى بطمان النفس عقب ارتفاعه
الناس ما تسقيك إلى صرت عطشان=ولا يشرب المضمي حدا من ذراعه
اضرب على الكايد ليا صرت بحلان=.وعند الولي وصل الرشا وانقطاعـه
اما تجيب عقود حـصٍ ومرجـان=والا فهي لبليـس طار بشعـاعـه
وطرابه الدنيا مـع الفجـر دخـان=وكرارتٍ بأطراف خطو الصعاعـه
فالتحم الجيشين وانتصرو شمر على هالقومان وقال الامير الفارس الصنديد عبيد العلي الرشيد قصيده يقول فيها :
يا مل قلبٍ فيه خمـسٍ وعشريـن=هجسٍ وهاجـوسٍ وعـدلٍ ومايـل
يديرهـن دولاب الافكـار تسعيـن=بالصدر ينشـر دقهـن والجلايـل
واصبحت منهن خاليٍ كـود ثنتيـن= سعدى ومصقولٍ يـداوي الغلايـل
وخماسيٍ غمقٍ صوابـه وجوزيـن=إلى كرّبوا شحص الامهار الاصايـل
يا دارنا من جـات جينـاه عجليـن=بالليل نسـري والصفـر والقوايـل
فإن كانهم عنـا بالانشـاد محفيـن=من الراس ما نعتـاز دز الرسايـل
جيته بمقدم سربة ٍ وقم الألفيـن=.كن الشهر بـه ديدحـان المسايـل
حضر الجبل والبدو ناتي صليبيـن=يتلن ننا حمـرات شقـر الجدايـل
جينا صبـاح وهـم لنـا مستكنيـن=وثار الدخن من حر صلـو الفتايـل
وحصل لنا عقب المواكل وفا الدين=وراعي السلف ردت عليه الجمايـل
من فضل والي العرش عدل الميازيـن=صارت على القصمان وأولاد وايل
نجرّهم بالقاع جر الخرافين=ياما صفا بقعاء من الدم سايل
عجاجت ٍ تجلى صدى القلب يا حسين=دبيلـة ٍ مــاهي بكل الدبـايـل
كم ميمـر ٍ راجـو عليـه الغلاميـن=خلوا دماغه عـن علابيـه مايـل
ربعي مرويـة السيـوف المسانيـن=خلو صفا بقعـا مـن الـدم سايـل
واللي ذبحت بشذرة السيف تسعيـن=منهم ولاني عـن طردهـم بسايـل
ذبحت أبو صالح صعوط المجانيـن=واودعت دم الشيـخ بالقـاع سايـل
واللي وطينا مـا تشـوف المحبيـن=والكـذب تنفـاه العلـوم الصمايـل
جونـا يبـون ديارنـا والبساتيـن=يبـون منزلنـا قفـارٍ وحـايـل
يقول جده يوم صولة هـل الديـن=قـادوه عليـه ذاهبيـن الحمـايـل
ونكس على ربعه بشر الفراميـن=فيـدة عماهـم تايهيـن الـدلايـل
يصيح مثل البارحه ما هنـا شيـن=ولا حصل له غير قطع الوصايـل
واليـوم يبغونـا وحنـا معيـيـن=نجدع بحد السيف من جـاه عايـل
أغراه بالمكحـول خضر الفراقيـن=وعرضاتهم في مشرفـات النثايـل
أطاع حكـي الذايـدي والسلاطيـن=كم واحـدٍ قبلـه رمـي بالحبايـل
ناسٍ يبـون العـز منهـم ذليليـن=وش قال مشعـانٍ بهـم بالاوايـل
والىعطوا حق الديـار الهزازيـن=حنا الى عدت رجال الحمايل
ربعي على حرب المعادي ضريرين=مـن سابـقٍ كسـابـةٍ للنفـايـل
عندي له اللـي يلبسـون التواميـن=إلى اجذبوا شروى بروق المخايـل
يتلون عيد الضيف ريف المساكيـن=الشيخ أبو متعـب عزيـز النزايـل
ان سلم راس الشيخ فحنا عزيزيـن=ارجيه من معطي العطايا الجزايـل
إلى بغا أمرٍ مـا يطيـع المشيريـن=الحيـد شيـال الحمـول الثقـايـل
وصلوا على قنديل سكن الحجازيـن=راعي المقـام المعتلـى والرسايـل
ومني عدد ما شمّع اللبـن بالطيـن=و مـا لبيـت الله تشـد الرحـايـل
وقال محمد بن علي العرفج التميمي وهو من اهالي بريده بالقصيم قصيده بعد معركه بقعاء يتوجد فيها على ربعه اللي ماتو وخسرو المعركه:
آه من هم يكسّر بالضلوع= داويٍ بالقلب يامشكاي جاش
مل عين ٍ حاربت لذ الهجوع=ماتذوق النوم لو زان المعاش
احترق جفني وعاف من الهجوع=هل دمع العين من موقه وشاش
غارت الدنيا وجتنا بالفجوع=وسّطت مضرابها ماجاء نواش
جت على حد العلامه زود بوع=في ثمرة القلب ماخلّت بهاش
من تدابيره لها صم الدروع=خيلهم عقب السهل تاطا العفاش
ماقسم والي القدر ماله منوع=ماكتب باللوح ماعنه انحياش
صار حكم اللي عبيده له اخضوع=عالم النجوى ولا عنه اختفاش
يامنجي السفن من غب الطبوع=لا تنجي من على المنقود عاش
إف يا قوم يبارون النجوع=رايهم مع بدوهم واصبح علاش
خص ابن مجلاد والبو الهموع=بدلو ذاك المنافش بإنفشاش
ركب ابو سره على الصفرا اللموع=قال يا القصمان مافيها مهاش
قال خفّو ربعكم راحو منوع=هيه يالقصمام مامنهم بقاش
أدبحت شيخانهم مابه ارجوع=ما بهم من رد للساقه وهاش
في اركونه مثل براق اللموع=والغلب والهند والميدان طاش
خلّيت شيخانهم طرحا اصروع=ذبّحوهم مثل تذبيح الكباش
واقبلوا (شمر) يجّرون الفزوع=مثل صولات لاجاء يحاش
مشهرين من فوق حسنات الطبوع=في نهار من بغا الشوشات شاش
مردفين كل عسلوج فروع=كنهن وصف المها بيض نشاش
رادو الفتنه لزينات الطبوع=وردّوهن وردة الذود العطاش
والحقوهن قّفل من عقب جوع=واشبعو فينا طويلات الحناش
اودعو فرساننا جضعى خضوع=وخيلنا عقب السهل تاطى عفاش
وذبّحو فرساننا ذبح التبوع=مثل يوم النحر بأرقاب الكباش
سربة (الصايح) يلفّون المنوع=مار عيّت سربة تلبس قماش
ذي حفتها والاخرى في الضلوع=وكم صبيٍ قلّته راحت طشاش
ذا وفي قلبي من الفرقا صدوع=تحسبون الشيخ مهفينه بلاش
آه واويلاه ذا سابع اسبوع=لا تبين لي ولا عني خفاش
ماحسبت انه يجي رد الاسبوع=في الخميس وجن بالجمعه حراش
يا هل العادات ذا وقت النفوع=شيخكم في وسطكم ينخا النشاش
افزعوا للشيخ في حدم الجموع=واظهروه بحد بسلات النماش
كيف عقب الشيخ واجواد الربوع=تشربون الماء ولو صرتوا اعطاش
كيف عقب اللي بكم لطف وروع=تاكلون الزاد لوزان المعاش
تحسبون الهرج في وسط الجموع=والسوالف من فوق زينات الفراش
او تحسبون التفاخر في الزروع=او تصاريف الذهب هو والقماش
التفاخر خضّبو حد القطوع=لا تحسبونه تبي تصفي بلاش
التحّطم والتلّطم والدموع=للحريم ومثلهن ذاك الخشاش
والرجال اللي كما وصف الظلوع=يبردون القلب عن مافيه جاش
يقتضون بكل هندي لموع=عن صدا المكنون يجلون الغشاش
كل ماقمتو بحسنات الطبوع=ماتزيّن بالملابس والفراش
ولا يردّن اللقاء لو هن وضوع=ولا ملايمكم على زين الفراش
و ان جبرتو كسرهن عقب الفجوع=رششن اجيوبهن في عطر شاش
جمّعن في عطرهن من كل نوع=خمرّنه للذوايب بالفراش
ثم صل الله على سيد الجموع=ماهمل نوٍ من الوسمي رشاش
وبعد معركه بقعاء قال الشاعر عبدالله بن حسون وهو من أهالي القصيم ولم يحضر الوقعة ويذكر سبب خسارتهم :
ياراكب ٍ من فوق خطو الحراسيس = ما عوّده الفلاح حط الوقايا
تلفي لابن (...............).المناخيس = شراد عن وراد حوض المنايا
أولاد وايل من شثاثا الى العيس = وما حدت البلقا وهاك الزوايا
من غاب مثلي مابراسه نواميس = ميرن قلبي ينهشنه حيايا
الشاعره لولوه العلي العرفج من اهالي القصيم زوجة ابو صالح يحيى ابن سليم امير عنيزه الذي قتل في هذه المعركه قالت هذه القصيده بعد معركه بقعاء :
راكب من عندنا فوق مامونه = من هجاهيج النضى شبرها وافي
كن شرطان الذهب شذرة عيونه=او خلاص الكير كان انت عرافي
تقطع اليومين بيوم على هونه= تطوي الممشى تقل طوي خصافي
قل كون بقعاء كيف ياغوش تنسونه=مايغطى جرح الايام بلحافي
واحسايف عندكم كم مزيونه= من غلا رجله خروع وميلافي
بدّلو له مقعد العز بمهونه = سايق بين المعاويد شلافي
كيف ابو صالح على طول تنسونه= ديّنوه عبيد (1)والرب يستافي
(1)المقصود فيه الامير الفارس عبيد علي الرشيد
ومن اهم لمواقف التي حصلت اثناء المعركه هي ماحدث خلال معركة بقعاء عام 1257 وانتصار شمر على عنزه واهل القصيم ....حدثت قصه تدل على الرجوله وعلى الوفاء وعلى كرم الاخلاق بين الفريّس عندما التقى الفارس فنيطل الوجعان شيخ الفايد من الاسلم من شمر بالفارس ضيف الله الذايدي من قبيلة حرب وزبن ضيف الله بوجه الامير طلال العبدالله الرشيد عن الفارس فنيطل الوجعان ودخل عليه فأعجب الذايدي بشجاعه فنيطل وسمّى احد ابناءه بفنيطل والى الان معروف عند عائله الذايدي قسم منم يقال له الفنيطل وكذالك فعل فنيطل الوجعان سمى احد ابناءه ضيف الله اكراما لضيف الله والى الان معروف عند عائله الوجعان قسم منهم ينقال له الضيف الله ((اسر تتبادل المعروف ))
سبق وان اوردت هذه القصه لكم في موضوع اسمه تذكرت الجزء الاول)
معركه بقعاء من المعارك الخالده والعظيمه في تاريخ قبيله شمر فأحببت ان نستعرض هذه المعركه بشكل سريع فهي وقعت سنة 1257هـ
**كتب عنها ابن بشر في تاريخه فقال:
(( وفي جماد الاولى منها جرت الوقعة العظمى والحادثة الكبرى بين أهل القصيم وأتباعهم من عربان عنزة ، وبين عبدالله بن علي بن رشيد ، وأتباعه من عربان شمر وحرب ، وذلك لما رحل عبدالعزيز أمير بريدة وعبدالله بن رشيد من الرياض وكل قصد بلده كما سبق ، أغار غازي بن ظبيان رئيس الدهامشة من عنزة على ابن طوالة من شمر ، وهم نازلون في الشعبيات اماء المعروف في أرض الجبل فأخذهم ومعهم ابل كثيرة لاهل الجبل وكان غازي هذا من اتباع أهل القصيم ، فأغار عبدالله بن رشيد على غازي وعربانه فأخذ منهم ابلا كثيرة فغضب لهم أمير بريدة وانتدب لحرب ابن رشيد ، وكان أهل القصيم متعاقدين على حرب كل عدو يقصدهم بعداوة ، وأجمعوا على حرب ابن رشيد ، فركب يحي بن سليمان بجنود كثيرة من أهل عنيزة وأتباعهم ، وركب عبدالعزيز بأهل بريدة وجميع بلدان القصيم واجتمعوا على بقعا نحو ست مئة مطية مردوفات ومعهم غازي بن ظبيان وأتباعه من عنزة وقاعد بن مجلاد وعربانه من عنزة وابن صبر من السلاطين والصقور من عنزة ، وسار الجميع فأغاروا على وجعان الرأس من شمر فأخذوا منهم أموالا كثيرة من الابل والاغنام والاثاث . فلما أخذوا هؤلاء العربان أي انتصروا على شمر قال يحي لعبدالعزيز : دعنا نرجع على هذا العز والنصر فحلف عبدالعزيز أنه لايرجع حتى يقاتل ابن رشيد في بلده حائل ، فساروا الى الجبل ونزلوا بقعا المعروفة في جبل شمر ، فخرج اليهم أهلها فأمسكوهم عندهم ، ونزلت عربان عنزة على ساعدة الماء المعروف عند بقعاء ، فلما علم بذلك عبدالله بن رشيد أمر على أخيه عبيد وفرسان معه أن يغيروا على عربان عنزة في ساعدة ، فشنوا عليهم الغارة قبل الفجر فحصل قتال عظيم بينهم فمرة يهزمونهم العربان ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه ، هذا ويحي وعبدالعزيز في شوكة أهل القصيم في بقعاء ينتظرون الغارة الى طلوع الشمس ، فلما لم يأتيهم أحد والقتال والجلاد راكد على أصاحبهم فزع يحي بخفيف الرجال وأهل الشجاعة على أرجلهم مشاة ، فلما وصلوهم فاذا عبدالله بن رشيد ومعه باقي جنوده ورد عليهم في ساقة اخيه ، فانهزم عربان أهل القصيم لايلوي أحد على أحد ، وتبعتهم خيول شمر يأخذون من الابل والاغنام وتركوا يحي بن سليمان ومن معه في مكانتهم ، لاماء معهم ولا ركاب ، فلما رأى عبدالعزيز ومن معه انهزام العربان انهزم من مكانه وركبوا ركائب يحي ومن معه وتركوهم ثم وقع القتال بين يحي ومن معه وبين ابن رشيد ، وصبروا الى ارتفاع النهار ، فأدركهم العطش وكانوا في جمرة القيظ فقتلهم ابن رشيد الا قليلهم ، وهربوا الى الشعاب والجبال وأخذ يحي رجل من شمر وأعطاه فرسه وقال : انج عليها ، فقال : أوصلني الى عبدالله بن رشيد وأنت صاحب الاحسان ، وكانت بينه وبين عبدالله صحبة قديمة ، فأوصله إياه وجلس عنده ، فدخل ولد لعبدالله عليه في خيمته وقال : إن عمي قتل ، فأمر على يحي وقتل صبراً . وقتل من أهل القصيم جملة من رؤسائهم وأعيانهم وتجارهم ، لان عبدالعزيز غصبهم على الخروج معه ، وقتل من أهل بريدة أكثر من سبيعن رجلا منهم : ولد لعبدالعزيز ، وحمد بن عدوان ، وابن شايع ومن أهل عنيزة نحو ثمانين رجلاً منهم : أحمد بن فهييد الفضلي ، والامير يحي بن سليمان وأخوه ، وقيل : إن الذي قتل من أهل القصيم في هذه الوقعة نحو ثلاث مئة رجل ، وأخذ ابن رشيد منهم كثيراً من الركاب والسلاح .))
*المرجع صفحة 132، 133 عنوان المجد في تاريخ أهل نجد
..............تفاصيل الاحداث..........................
المعركه كانت بين الامير عبدالله الرشيد ومه شمر واهل حائل وبعض فخوذ حرب وبين اهل القصيم بقياده يحيى ابن سليم امير عنيزه وعبد العزيزامير بريده وبعض عربان عنزه( الدهامشه والصقور وغيرهم)
عندما اتى الامير الفارس عبدالله الرشيد بجيشه فكان قليل العدد بالنظر الى الجيش اللذي امامه من عنزه واهل القصيم فأرسل الامير عبدالله الرشيد السبور (العيون) لكشف مكان جيش العدو فلما عرفو مكانهم رجعو الى الامير عبيد الرشيد وقالو له طالبينك انك ترجع .اهل القصيم وعنزه بخويطهم ومالين السهل والوعر ولا حنا بعددهم وعندها اشار بعض اتباع عبيد ال رشيد عليه بالعوده فحصل بعض الخلاف والشد والجذب قسم كبير منهم اشاروا عليه بالعوده لصعوبة الموقف مع كثرة جيش خصومهم لكن عبيد رفض وفي هذا الموقف وقال قصيدته المشهوره :
القلب من كثـر الهواجيـس قـزان=ما يستريح من الدهر ربـع ساعـة
يا غافر الزلات يا والـي الاحسـان=تجعل من التقوى لنفسـي بضاعـة
أنا علـى لانٍ وربعـي علـى لان=متخالـفٍ رايـي وراي الجماعـة
ماني هتيميٍ يربـت مـن الضـان=وياخذ على فرد الجماعـة رتاعـه
أنا ولـد علـى سلايـل كحيـلان=ربـي خلقنـي للسبايـا وداعــه
عيبٍ على اللي يتقي عقب ما بـان=و يرضى بطمان النفس عقب ارتفاعه
الناس ما تسقيك إلى صرت عطشان=ولا يشرب المضمي حدا من ذراعه
اضرب على الكايد ليا صرت بحلان=.وعند الولي وصل الرشا وانقطاعـه
اما تجيب عقود حـصٍ ومرجـان=والا فهي لبليـس طار بشعـاعـه
وطرابه الدنيا مـع الفجـر دخـان=وكرارتٍ بأطراف خطو الصعاعـه
فالتحم الجيشين وانتصرو شمر على هالقومان وقال الامير الفارس الصنديد عبيد العلي الرشيد قصيده يقول فيها :
يا مل قلبٍ فيه خمـسٍ وعشريـن=هجسٍ وهاجـوسٍ وعـدلٍ ومايـل
يديرهـن دولاب الافكـار تسعيـن=بالصدر ينشـر دقهـن والجلايـل
واصبحت منهن خاليٍ كـود ثنتيـن= سعدى ومصقولٍ يـداوي الغلايـل
وخماسيٍ غمقٍ صوابـه وجوزيـن=إلى كرّبوا شحص الامهار الاصايـل
يا دارنا من جـات جينـاه عجليـن=بالليل نسـري والصفـر والقوايـل
فإن كانهم عنـا بالانشـاد محفيـن=من الراس ما نعتـاز دز الرسايـل
جيته بمقدم سربة ٍ وقم الألفيـن=.كن الشهر بـه ديدحـان المسايـل
حضر الجبل والبدو ناتي صليبيـن=يتلن ننا حمـرات شقـر الجدايـل
جينا صبـاح وهـم لنـا مستكنيـن=وثار الدخن من حر صلـو الفتايـل
وحصل لنا عقب المواكل وفا الدين=وراعي السلف ردت عليه الجمايـل
من فضل والي العرش عدل الميازيـن=صارت على القصمان وأولاد وايل
نجرّهم بالقاع جر الخرافين=ياما صفا بقعاء من الدم سايل
عجاجت ٍ تجلى صدى القلب يا حسين=دبيلـة ٍ مــاهي بكل الدبـايـل
كم ميمـر ٍ راجـو عليـه الغلاميـن=خلوا دماغه عـن علابيـه مايـل
ربعي مرويـة السيـوف المسانيـن=خلو صفا بقعـا مـن الـدم سايـل
واللي ذبحت بشذرة السيف تسعيـن=منهم ولاني عـن طردهـم بسايـل
ذبحت أبو صالح صعوط المجانيـن=واودعت دم الشيـخ بالقـاع سايـل
واللي وطينا مـا تشـوف المحبيـن=والكـذب تنفـاه العلـوم الصمايـل
جونـا يبـون ديارنـا والبساتيـن=يبـون منزلنـا قفـارٍ وحـايـل
يقول جده يوم صولة هـل الديـن=قـادوه عليـه ذاهبيـن الحمـايـل
ونكس على ربعه بشر الفراميـن=فيـدة عماهـم تايهيـن الـدلايـل
يصيح مثل البارحه ما هنـا شيـن=ولا حصل له غير قطع الوصايـل
واليـوم يبغونـا وحنـا معيـيـن=نجدع بحد السيف من جـاه عايـل
أغراه بالمكحـول خضر الفراقيـن=وعرضاتهم في مشرفـات النثايـل
أطاع حكـي الذايـدي والسلاطيـن=كم واحـدٍ قبلـه رمـي بالحبايـل
ناسٍ يبـون العـز منهـم ذليليـن=وش قال مشعـانٍ بهـم بالاوايـل
والىعطوا حق الديـار الهزازيـن=حنا الى عدت رجال الحمايل
ربعي على حرب المعادي ضريرين=مـن سابـقٍ كسـابـةٍ للنفـايـل
عندي له اللـي يلبسـون التواميـن=إلى اجذبوا شروى بروق المخايـل
يتلون عيد الضيف ريف المساكيـن=الشيخ أبو متعـب عزيـز النزايـل
ان سلم راس الشيخ فحنا عزيزيـن=ارجيه من معطي العطايا الجزايـل
إلى بغا أمرٍ مـا يطيـع المشيريـن=الحيـد شيـال الحمـول الثقـايـل
وصلوا على قنديل سكن الحجازيـن=راعي المقـام المعتلـى والرسايـل
ومني عدد ما شمّع اللبـن بالطيـن=و مـا لبيـت الله تشـد الرحـايـل
وقال محمد بن علي العرفج التميمي وهو من اهالي بريده بالقصيم قصيده بعد معركه بقعاء يتوجد فيها على ربعه اللي ماتو وخسرو المعركه:
آه من هم يكسّر بالضلوع= داويٍ بالقلب يامشكاي جاش
مل عين ٍ حاربت لذ الهجوع=ماتذوق النوم لو زان المعاش
احترق جفني وعاف من الهجوع=هل دمع العين من موقه وشاش
غارت الدنيا وجتنا بالفجوع=وسّطت مضرابها ماجاء نواش
جت على حد العلامه زود بوع=في ثمرة القلب ماخلّت بهاش
من تدابيره لها صم الدروع=خيلهم عقب السهل تاطا العفاش
ماقسم والي القدر ماله منوع=ماكتب باللوح ماعنه انحياش
صار حكم اللي عبيده له اخضوع=عالم النجوى ولا عنه اختفاش
يامنجي السفن من غب الطبوع=لا تنجي من على المنقود عاش
إف يا قوم يبارون النجوع=رايهم مع بدوهم واصبح علاش
خص ابن مجلاد والبو الهموع=بدلو ذاك المنافش بإنفشاش
ركب ابو سره على الصفرا اللموع=قال يا القصمان مافيها مهاش
قال خفّو ربعكم راحو منوع=هيه يالقصمام مامنهم بقاش
أدبحت شيخانهم مابه ارجوع=ما بهم من رد للساقه وهاش
في اركونه مثل براق اللموع=والغلب والهند والميدان طاش
خلّيت شيخانهم طرحا اصروع=ذبّحوهم مثل تذبيح الكباش
واقبلوا (شمر) يجّرون الفزوع=مثل صولات لاجاء يحاش
مشهرين من فوق حسنات الطبوع=في نهار من بغا الشوشات شاش
مردفين كل عسلوج فروع=كنهن وصف المها بيض نشاش
رادو الفتنه لزينات الطبوع=وردّوهن وردة الذود العطاش
والحقوهن قّفل من عقب جوع=واشبعو فينا طويلات الحناش
اودعو فرساننا جضعى خضوع=وخيلنا عقب السهل تاطى عفاش
وذبّحو فرساننا ذبح التبوع=مثل يوم النحر بأرقاب الكباش
سربة (الصايح) يلفّون المنوع=مار عيّت سربة تلبس قماش
ذي حفتها والاخرى في الضلوع=وكم صبيٍ قلّته راحت طشاش
ذا وفي قلبي من الفرقا صدوع=تحسبون الشيخ مهفينه بلاش
آه واويلاه ذا سابع اسبوع=لا تبين لي ولا عني خفاش
ماحسبت انه يجي رد الاسبوع=في الخميس وجن بالجمعه حراش
يا هل العادات ذا وقت النفوع=شيخكم في وسطكم ينخا النشاش
افزعوا للشيخ في حدم الجموع=واظهروه بحد بسلات النماش
كيف عقب الشيخ واجواد الربوع=تشربون الماء ولو صرتوا اعطاش
كيف عقب اللي بكم لطف وروع=تاكلون الزاد لوزان المعاش
تحسبون الهرج في وسط الجموع=والسوالف من فوق زينات الفراش
او تحسبون التفاخر في الزروع=او تصاريف الذهب هو والقماش
التفاخر خضّبو حد القطوع=لا تحسبونه تبي تصفي بلاش
التحّطم والتلّطم والدموع=للحريم ومثلهن ذاك الخشاش
والرجال اللي كما وصف الظلوع=يبردون القلب عن مافيه جاش
يقتضون بكل هندي لموع=عن صدا المكنون يجلون الغشاش
كل ماقمتو بحسنات الطبوع=ماتزيّن بالملابس والفراش
ولا يردّن اللقاء لو هن وضوع=ولا ملايمكم على زين الفراش
و ان جبرتو كسرهن عقب الفجوع=رششن اجيوبهن في عطر شاش
جمّعن في عطرهن من كل نوع=خمرّنه للذوايب بالفراش
ثم صل الله على سيد الجموع=ماهمل نوٍ من الوسمي رشاش
وبعد معركه بقعاء قال الشاعر عبدالله بن حسون وهو من أهالي القصيم ولم يحضر الوقعة ويذكر سبب خسارتهم :
ياراكب ٍ من فوق خطو الحراسيس = ما عوّده الفلاح حط الوقايا
تلفي لابن (...............).المناخيس = شراد عن وراد حوض المنايا
أولاد وايل من شثاثا الى العيس = وما حدت البلقا وهاك الزوايا
من غاب مثلي مابراسه نواميس = ميرن قلبي ينهشنه حيايا
الشاعره لولوه العلي العرفج من اهالي القصيم زوجة ابو صالح يحيى ابن سليم امير عنيزه الذي قتل في هذه المعركه قالت هذه القصيده بعد معركه بقعاء :
راكب من عندنا فوق مامونه = من هجاهيج النضى شبرها وافي
كن شرطان الذهب شذرة عيونه=او خلاص الكير كان انت عرافي
تقطع اليومين بيوم على هونه= تطوي الممشى تقل طوي خصافي
قل كون بقعاء كيف ياغوش تنسونه=مايغطى جرح الايام بلحافي
واحسايف عندكم كم مزيونه= من غلا رجله خروع وميلافي
بدّلو له مقعد العز بمهونه = سايق بين المعاويد شلافي
كيف ابو صالح على طول تنسونه= ديّنوه عبيد (1)والرب يستافي
(1)المقصود فيه الامير الفارس عبيد علي الرشيد
ومن اهم لمواقف التي حصلت اثناء المعركه هي ماحدث خلال معركة بقعاء عام 1257 وانتصار شمر على عنزه واهل القصيم ....حدثت قصه تدل على الرجوله وعلى الوفاء وعلى كرم الاخلاق بين الفريّس عندما التقى الفارس فنيطل الوجعان شيخ الفايد من الاسلم من شمر بالفارس ضيف الله الذايدي من قبيلة حرب وزبن ضيف الله بوجه الامير طلال العبدالله الرشيد عن الفارس فنيطل الوجعان ودخل عليه فأعجب الذايدي بشجاعه فنيطل وسمّى احد ابناءه بفنيطل والى الان معروف عند عائله الذايدي قسم منم يقال له الفنيطل وكذالك فعل فنيطل الوجعان سمى احد ابناءه ضيف الله اكراما لضيف الله والى الان معروف عند عائله الوجعان قسم منهم ينقال له الضيف الله ((اسر تتبادل المعروف ))
سبق وان اوردت هذه القصه لكم في موضوع اسمه تذكرت الجزء الاول)