ظبيانيه
28-02-2002, 09:59
هذا رد مفتي الجمهوريه على المدعوه نوال السعداوي شوفوا وقاحتها على الدين:
الحد الفاصل بين الإيمان والكفر .. كلمة تقولها صادقا فتدخل حظيرة الإسلام من أوسع الأبواب .. لا إله إلا الله ، وكلمة تقولها تنكر معلوما من الدين بالضرورة فتخرج عن ربقة الإسلام لا تعود إلا تائبا نادما. وكان لابد في هذه القضية الخطيرة أن نستطلع رأي المسئول الأول عن الفتوي في مصر الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية في أفكار د.نوال العداوي وأقوالها التي نشرت في إحدي الصحف وشككت فيها في أركان الإسلام وثوابته والسؤال المطروح الآن : هل مازالت نوال السعداوي مسلمة؟ ويفجر فضيلة المفتي مفاجأة حيث يقول إن رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت أقوال نوال السعداوي عرض عليه الحديث المسجل ورأي المفتي نشره منسوبا لصاحبته.
** فضيلة المفتي لقد وصفت تصريحات الدكتورة نوال السعداوي الصحفية والتي أنكرت فيها كل المعلوم من الدين بالضرورة بأنها خروج علي الأخلاق والآداب فهل هي كذلك وحسب أم أنها خروج عن الملة والدين؟!
أولا أحب أن أذكر بالشكر لرئيس تحرير الصحيفةالتي نشرت حديث د.نوال لأنه حرص قبل النشر علي عرض الحديث المسجل علينا لمعرفة الحلال والحرام فيه وخشية أن يكون فيه ما يضر بمصلحة الإسلام والمسلمين لكن رأيت أن ينشر الحديث نشرا عاما منسوبا الي صاحبته خشية أن يكون في التسجيل خدعة أو مكيدة فنظلم صاحبته ونشر الحديث فعلا وقرأت كل ما جاء فيه من تخريف وتشويه وازدراء بالدين وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة وانتظرت مليا لعلها ترد علي الصحيفة فتنكر عليها ما نسب إليها أو ترفضه أو تكتب اعتذارا عما بدر منها من إساءة الي الإسلام وعلمائه وطال الانتظار ولم ترد د.نوال وم تكذب الصحيفة. ومن هنا كان علينا أن نرد عليها ردا يفند مزاعمها ويحبط عملها ويبطل تخريفها.. وأقول تخريفها لأن كل ما نشر منسوبا إليها خروج علي الإسلام وعلي مباديء الإسلام!
** ما قالته خروج .. أم إنكار؟
هو من وجهة نظرنا خروج علي الإسلام .. وفيه انكار للمعلوم من الدين بالضرورة .. وعلي ذلك فإن الدكتورة المذكورة إن أصرت علي ما قالت وعلي هذه العقيدة الفاسدة .. كما ظهر في حديثها يكون ذلك خروجا عن دائرة وربقة الإسلام.. لأنها باختصار تتهم الله بالجهل والظلم!!
** هل معني ذلك أنها باتت كافرة؟!
لا أستطيع ن أكفرها هكذا قبل أن نعرض عليها ما قالته.. وتعريفها ان كانت جاهلة بأحكام الدين وأنه انكار لما شرعه الله في كتابه وسنة رسوله (ص) فإن قالت صراحة بعد البيان أنها تصر علي ما قالت وأنها تنكر إنكارا ما جاء في القرآن والسنة فهنا فقط أستطيع أن أقول لها: خرجت عن ملة الإسلام يا دكتورة!!
أعود فأقول لك : إن الردة والخروج علي الإسلام والحكم بتكفير أحد من الناس لابد من المواجهة أولا لاحتمال أن تكون هناك شبهات معينة.. أو يكون الانكار نتيجة جهل وليس انكارا عن علم والحكم عليهما مختلف، ولهذا قلت ان صاحبة القول إذا كانت صر علي ما قالته وأنها تعتقد اعتقادا جازما فيما تقول وأنها لو عرض عليها حديثها المسجل مرة أخري لأقرته وثبتت علي أقوالها فإن ذلك يكون خروجا عن ومن الإسلام الي دائرة الكفر والعياذ بالله.
** هل طلبت النيابة حضوركم للشهادة في قضية الحسبة المرفوعة ضد الدكتورة وهل ستذهب ؟!
أنا لم أتلق أي طلب حضور حتي الآن.. ثم لماذا لا أذهب للشهادة ولعلي أجد فرصة أناقشها فيما نسب اليها وما قالته ولأبين لها الحلال والحرام فيما قالت به ولأرشدها الي ضرورة التخلي عن هذا الكلام الفارغ الذي لا يقول به عاقل أو حتي أمي لا يقرأ ولايكتب .. فهل يعقل أن يقول إنسان ينتسب الي الإسلام أن الحج وثنية وأن العبادات تصرف شخصي لا علاقة له بالدين وأن الميراث يمثل أعلي نقطة في الظلم والاضطهاد للمرأة إذ أعطاها القرآن نصف ميراث الرجل.. وأن العلاقات الجنسية حرية بلا ضوابط.. لقد خلطت دكتورة نوال الأساطير بالتخاريف بأصول الدين وهي ان أصرت معتقدة علي ما تقول فقد كفرت بالله ورسوله (ص). ذلك أنها أنكرت حقائق الإسلام المستقرة واما لو كان الخلاف حول قضايا تتعلق بالمعاملات أو قضايا فرعية لقبلناه منها.. ثم لماذا تدخلت الدكتورة فيما لا يعنيها.. ولماذا 'حشرت نفسها في زمرة العلماء المجتهدين في الدين؟ أنا لا أسمح لنفسي أن أجتهد في الطب بدلا عن الطبيب ولا تطاوعني نفسي أن أجتهد في الزراعة عوضا عن الفلاح فالأشغال والأعمال تخصص وخبرة ومعرفة وعلم وأولي للدكتورة أن تفتح كتب الطب لتنظر في أمر داء يفتك بالبشرية لعلها تكتشف علاجا له أما أن تلبس قميص الاجتهاد وزعم الفكر وحرية الاعتقاد فهذا محض تخريف وهراء!!
** بعد أن تطوع أحد المحامين لرفع دعوي حسبة ضد الدكتورة نوال السعداوي علي اعتبار أن ما قالته خروج علي الشرع ومقتضي الإيمان.. ما هو رأي فضيلتكم الآن في دعاوي الحسبةوما حكمها شرعا؟
يقول : دعوي الحسبة فرض كفاية علي كل مسلم ومسلمة بمعني أنها تجب فإذا قام بها بعض المسلمين فقد سقطت فرضيتها عن الباقين.. خصوصا إذا كانت القضية محل الدعوي فيها خطورة علي المسلمين جميعا أو فيها مصلحة للمسلمين جميعا هنا يجب تدخل أحدنا ليدفع الخطر أويحقق المصلحة بدعوي الحسبة التي يرفعها لأن الفتنة إذا تفشت في مجتمع لا تفرق بين كبير وصغير ولا غني ولا فقير ولا أبيض وأسود انما تعصف بالكل ويقول ربنا عز وجل: 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة..'.
ففي مثل هذه القضايا العامة إذا لم يتمن الإنسان من دفع هذا الضرر إلا بدعوي الحسبة هذه فهي واجبة عليه وأظن أن النيابة العامة تقوم بهذا الواجب الآن.. وعلي المتضرر أن يبلغ النيابة لتقوم هي بالدور الأوفر ضد المشكو في حقه خاصة إذا كان المبلغ له مصلحة مباشرة أو مصلحة عامة وأظن في مثل قضية الدكتورة المذكورة اجتمعت المصلحتان العامة والخاصة لأن الأخيرة جزء من الأولي.
** هذه الافتراءات علي دين الله ورسوله ليست وليدة اليوم وانما بدأت من صدر الإسلام الأول وقال بها المنافقون الذين دخلوا في الإسلام رياء ثم نكصوا علي أعقابهم وكادوا للدعوة ورسولها.. وبالأس القريب تكررت نفس الدعاوي وقال أحدهم: بالنقد التاريخي للقرآن.. وأنكر أحدهم السنة جملة وتفصيلا. وها هي تنكر كل المعلوم من الدين بالضرورة هل هناك رابط يربط بين الأولين والمتأخرين؟
نعم الاستعداد للانحراف الخلقي والعقيدي رابط مشترك بينهم جميعا.. المنافقون دائما مشكلة تتحدي العالم الإسلامي ولقد كانوا ولا يزالون أشد خطرا علي الإسلام والأمة ولعل سورة المنافقون التي جاءت في القرآن الكريم تفضح أساليب المنافقين الرخيصة: 'قالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أمانهم جنه فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون'.
إن هذا الطابور الطويل في تاريخ الدعوة الإسلامية اما أن يكون جاهلا بما يقول.. أو منافقا عليم اللسان وسواء كان هذا أو ذاك فهم أشد خطرا علي المجتمع لأنهم يثيرون الفتن في المجتمع ويعتدون علي الأمن الاجتماعي وأمن الدولة وأنا أقول أن أمن الدولة يبدأ من أمن الدين والعقيدة فإذا ما تعرض أمن الدين لخطر فإن أمن الدولة في مهب الريح.
** هل تعتقد أن أيادي خفية وراء هذه الأفكار المتطرفة والمخرفة؟!
أنا في رأيي أن هذه الكارثة وراءها عاملان مهمان:
الأول :الاستعداد النفسي وسوء التربية.. فلو تأملت هؤلاء وفحصتهم ستعرف أن خلفياتهم النفسية لا تبشر بالخير.. وأن مناخ التربية الذي عاشوا فيه مناخ سييء جدا.
والثاني : قطعا هناك استقطاب دائما لمثل هذه العناصر الجاهزة نفسيا لتشويه أفكارها السيئة أصلا ودعم الأفكار المستهدفة ثم الدفع بهذه العناصر لتلقي حجرا علي المجتمع.. وهم اما طلاب شهرة زائفة.. وإما وراءهم دعم مشبوه وهم مجرد أدوات تحركها مؤسسات خارجية حاقدة أو ناقمة علي الإسلام والمسلمين.
** ما هو الفرق بين الطعن في الدين وحرية الفكر في هذه القضية؟!
أولا نحن ؤمن بحرية الفكر ونقدر الحوار والمناقشات فلا قيد علي حرية تفكير ولا حجر علي اختيار الآراء والأفكار إلا إذا كانت خارجة علي الشرعية الدينية أو القانونية وهذه هي ديمقراطية الإسلام 'وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر'.
فالطعن في الدين واضح بينًٌ .. يرد علي الله أمره ويتهم الله بالجهل والانحياز للرجل.. واما حرية التفكير فمعناها أن أفكر وفق المنهج العلمي والضوابط العلمية التي توصلني الي ما أعتقد أنها الحقيقة.. وأما ما قالت به الدكتورة نوال فهو خروج علي الآداب العامة وينبيء عن سوء الخلق وقصر النظ وضحالة الفكر والبعد عن الموضوعية وعدم فهم مقاصد الدين الحنيف. ثم كيف لامرأة مثلها تقول: أن بعض المشايخ عندهم لوثة بخصوص التناسل والجنس ما الفرق بين عضو تناسلي وعضو آخر.. الحق أن ما صدر عنها لا يتفق مع الأخلاق والمباديء ولا يصح أن يصدر عن امرأة أمية فضلا عن صدوره عن طبيبة انها لا تعرف أن الأعضاء التناسلية لها طبيعة وخصوصية شخصية وذاتية بالانسان وتعتبر في نظر الشرع من السوءات التي أمرنا الله بسترها وبواستطها يتم الإخصاب والانجاب. والدكتورة لا تعرف أن نقل هذا الجهاز من شخص لآخر يؤدي إلي اختلاط الأنساب وهو غر جائز شرعا.
** وماذا عن قولها في الميراث واعتراضها علي نصيب المرأة المقرر شرعا لها؟!
يقول فضيلة المفتي : هذا محض جهل ومحض كفر لأن من يرد علي الله حكمه فقد كفر بما أنزل علي محمد وهل اشتكت النساء الي الدكتورة وطالبن بإنصافهن من ظلم الله لهن حاشا لله انها لا تريد أن تعرف أن ما تأخذه المرأة حق خالص لها لا يشاركها زوجها فيه ولا تنفق منه علي أحد إلا علي نفسها أما الرجل الذي يأخذ ضعفها فعليه نفقتها وأولادها وأبويه ان بلغا عنده الكبر.. ولو كان الأمر مجرد ظلم من الله للمرأة حاشا لله ما أخذت المرأة في بعض الحوال نفس نصيب الرجل فمثلا : إذا توفي رجل وترك ابنا له وأبا وأما فإن الأب يحصل علي 6/1 التركة فرضا والأم تحصل كذلك علي 6/1 التركة فرضا والباقي يأخذه الابن تعصيبا.
ويقول فضيلة المفتي : ان الدكتورة ذهبت بعيدا في العناد مع الله وقالت ما هو الإفك بعينه، فالله يقول سبحانه: ' وأتموا الحج والعمرة
..' والرسول(ص) يقول: أيها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا'.. والحج كما يعلم المسلمون جميعا منذ فرضه الله من أركان الإسلام الخمسة ثم تأتي منكرة زمانها لتقول بأنه عبادة وثنية فكيف تطوف حول حجر وتقبل جرا وترمي حجرا بحجر ويقيني أن مثلها لا يتذوق حلاوة الإيمان.. فنحن نطوف حول البيت خضوعا لله وتسليما وتسبيحا وتكبيرا.. وتنفيذا لقوله وأمره 'وليطوفوا بالبيت العتيق' فنحن مع منهج الله في افعل ولا تفعل ونحن نقبل حجرا قبله رسول الله(ص) اقتداء به مع اعتقادنا أنه لا يضر ولا ينفع.. كما نرمي حجرا بحجر رمزا للرفض والتمرد علي الشيطان وخروجا علي وساوسه التي يأمرنا بها بالسوء ويعدنا بها الفقر. والله يعدنا فضلا منه ورحمة.. فهل مثل الدكتورة يتذوق حلاوة هذا الإيمان.
ويضيف فضيلته قائلا : أنظر الي الدكتورة وهي تحرض نسا البشرية علي الخلاعة والمجون والعري وهي تقول لهن ما هذا الحجاب الذي يفرضه الإسلام عليكن إنه الرجعية والعبودية والاستذلال..! محض افتراء وسوء قصد وفهم لا تقول به إلا من لا تعرف حلاوة العفة وطهارة السيرة والسريرة.. فالحجاب في شرعنا فريضة ثابتة بالقرآن والسنة.
ثم كيف للدكتورة المذكورة أن تفصل الدين عن الدولة والدين قرآن وسنة اشتمل علي أحكام الطاعات والعبادات والمعاملات كما اشتمل علي نظام الحكم والعلاقات الدولية وكل هذه الأحكام طبقها سيدنا رسول الله(ص) في حياته قولا وعملا..
انني لا أنزعج من مثل هذه الأفكر الشاذة وهذه الآراء المناهضة لتعاليم الإسلام الحنيف بل انني أعدها ظاهرة صحية تدل علي متانة الإسلام وعمق جذوره.. فالأفاكون من قرون خلت وهم يحاولون اقتلاع الإسلام من جذوره ولكن هيهات .. هيهات .. لأفكار بالية تهب رياحها علينا من حين لآخر أن تبلغ مرادها.. وعلي الذين ينطحون الصخر أن يريحوا أنفسهم ويستمعوا بقلوبهم إلي وعد الله بحفظ دينه 'إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'.
الحد الفاصل بين الإيمان والكفر .. كلمة تقولها صادقا فتدخل حظيرة الإسلام من أوسع الأبواب .. لا إله إلا الله ، وكلمة تقولها تنكر معلوما من الدين بالضرورة فتخرج عن ربقة الإسلام لا تعود إلا تائبا نادما. وكان لابد في هذه القضية الخطيرة أن نستطلع رأي المسئول الأول عن الفتوي في مصر الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية في أفكار د.نوال العداوي وأقوالها التي نشرت في إحدي الصحف وشككت فيها في أركان الإسلام وثوابته والسؤال المطروح الآن : هل مازالت نوال السعداوي مسلمة؟ ويفجر فضيلة المفتي مفاجأة حيث يقول إن رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت أقوال نوال السعداوي عرض عليه الحديث المسجل ورأي المفتي نشره منسوبا لصاحبته.
** فضيلة المفتي لقد وصفت تصريحات الدكتورة نوال السعداوي الصحفية والتي أنكرت فيها كل المعلوم من الدين بالضرورة بأنها خروج علي الأخلاق والآداب فهل هي كذلك وحسب أم أنها خروج عن الملة والدين؟!
أولا أحب أن أذكر بالشكر لرئيس تحرير الصحيفةالتي نشرت حديث د.نوال لأنه حرص قبل النشر علي عرض الحديث المسجل علينا لمعرفة الحلال والحرام فيه وخشية أن يكون فيه ما يضر بمصلحة الإسلام والمسلمين لكن رأيت أن ينشر الحديث نشرا عاما منسوبا الي صاحبته خشية أن يكون في التسجيل خدعة أو مكيدة فنظلم صاحبته ونشر الحديث فعلا وقرأت كل ما جاء فيه من تخريف وتشويه وازدراء بالدين وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة وانتظرت مليا لعلها ترد علي الصحيفة فتنكر عليها ما نسب إليها أو ترفضه أو تكتب اعتذارا عما بدر منها من إساءة الي الإسلام وعلمائه وطال الانتظار ولم ترد د.نوال وم تكذب الصحيفة. ومن هنا كان علينا أن نرد عليها ردا يفند مزاعمها ويحبط عملها ويبطل تخريفها.. وأقول تخريفها لأن كل ما نشر منسوبا إليها خروج علي الإسلام وعلي مباديء الإسلام!
** ما قالته خروج .. أم إنكار؟
هو من وجهة نظرنا خروج علي الإسلام .. وفيه انكار للمعلوم من الدين بالضرورة .. وعلي ذلك فإن الدكتورة المذكورة إن أصرت علي ما قالت وعلي هذه العقيدة الفاسدة .. كما ظهر في حديثها يكون ذلك خروجا عن دائرة وربقة الإسلام.. لأنها باختصار تتهم الله بالجهل والظلم!!
** هل معني ذلك أنها باتت كافرة؟!
لا أستطيع ن أكفرها هكذا قبل أن نعرض عليها ما قالته.. وتعريفها ان كانت جاهلة بأحكام الدين وأنه انكار لما شرعه الله في كتابه وسنة رسوله (ص) فإن قالت صراحة بعد البيان أنها تصر علي ما قالت وأنها تنكر إنكارا ما جاء في القرآن والسنة فهنا فقط أستطيع أن أقول لها: خرجت عن ملة الإسلام يا دكتورة!!
أعود فأقول لك : إن الردة والخروج علي الإسلام والحكم بتكفير أحد من الناس لابد من المواجهة أولا لاحتمال أن تكون هناك شبهات معينة.. أو يكون الانكار نتيجة جهل وليس انكارا عن علم والحكم عليهما مختلف، ولهذا قلت ان صاحبة القول إذا كانت صر علي ما قالته وأنها تعتقد اعتقادا جازما فيما تقول وأنها لو عرض عليها حديثها المسجل مرة أخري لأقرته وثبتت علي أقوالها فإن ذلك يكون خروجا عن ومن الإسلام الي دائرة الكفر والعياذ بالله.
** هل طلبت النيابة حضوركم للشهادة في قضية الحسبة المرفوعة ضد الدكتورة وهل ستذهب ؟!
أنا لم أتلق أي طلب حضور حتي الآن.. ثم لماذا لا أذهب للشهادة ولعلي أجد فرصة أناقشها فيما نسب اليها وما قالته ولأبين لها الحلال والحرام فيما قالت به ولأرشدها الي ضرورة التخلي عن هذا الكلام الفارغ الذي لا يقول به عاقل أو حتي أمي لا يقرأ ولايكتب .. فهل يعقل أن يقول إنسان ينتسب الي الإسلام أن الحج وثنية وأن العبادات تصرف شخصي لا علاقة له بالدين وأن الميراث يمثل أعلي نقطة في الظلم والاضطهاد للمرأة إذ أعطاها القرآن نصف ميراث الرجل.. وأن العلاقات الجنسية حرية بلا ضوابط.. لقد خلطت دكتورة نوال الأساطير بالتخاريف بأصول الدين وهي ان أصرت معتقدة علي ما تقول فقد كفرت بالله ورسوله (ص). ذلك أنها أنكرت حقائق الإسلام المستقرة واما لو كان الخلاف حول قضايا تتعلق بالمعاملات أو قضايا فرعية لقبلناه منها.. ثم لماذا تدخلت الدكتورة فيما لا يعنيها.. ولماذا 'حشرت نفسها في زمرة العلماء المجتهدين في الدين؟ أنا لا أسمح لنفسي أن أجتهد في الطب بدلا عن الطبيب ولا تطاوعني نفسي أن أجتهد في الزراعة عوضا عن الفلاح فالأشغال والأعمال تخصص وخبرة ومعرفة وعلم وأولي للدكتورة أن تفتح كتب الطب لتنظر في أمر داء يفتك بالبشرية لعلها تكتشف علاجا له أما أن تلبس قميص الاجتهاد وزعم الفكر وحرية الاعتقاد فهذا محض تخريف وهراء!!
** بعد أن تطوع أحد المحامين لرفع دعوي حسبة ضد الدكتورة نوال السعداوي علي اعتبار أن ما قالته خروج علي الشرع ومقتضي الإيمان.. ما هو رأي فضيلتكم الآن في دعاوي الحسبةوما حكمها شرعا؟
يقول : دعوي الحسبة فرض كفاية علي كل مسلم ومسلمة بمعني أنها تجب فإذا قام بها بعض المسلمين فقد سقطت فرضيتها عن الباقين.. خصوصا إذا كانت القضية محل الدعوي فيها خطورة علي المسلمين جميعا أو فيها مصلحة للمسلمين جميعا هنا يجب تدخل أحدنا ليدفع الخطر أويحقق المصلحة بدعوي الحسبة التي يرفعها لأن الفتنة إذا تفشت في مجتمع لا تفرق بين كبير وصغير ولا غني ولا فقير ولا أبيض وأسود انما تعصف بالكل ويقول ربنا عز وجل: 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة..'.
ففي مثل هذه القضايا العامة إذا لم يتمن الإنسان من دفع هذا الضرر إلا بدعوي الحسبة هذه فهي واجبة عليه وأظن أن النيابة العامة تقوم بهذا الواجب الآن.. وعلي المتضرر أن يبلغ النيابة لتقوم هي بالدور الأوفر ضد المشكو في حقه خاصة إذا كان المبلغ له مصلحة مباشرة أو مصلحة عامة وأظن في مثل قضية الدكتورة المذكورة اجتمعت المصلحتان العامة والخاصة لأن الأخيرة جزء من الأولي.
** هذه الافتراءات علي دين الله ورسوله ليست وليدة اليوم وانما بدأت من صدر الإسلام الأول وقال بها المنافقون الذين دخلوا في الإسلام رياء ثم نكصوا علي أعقابهم وكادوا للدعوة ورسولها.. وبالأس القريب تكررت نفس الدعاوي وقال أحدهم: بالنقد التاريخي للقرآن.. وأنكر أحدهم السنة جملة وتفصيلا. وها هي تنكر كل المعلوم من الدين بالضرورة هل هناك رابط يربط بين الأولين والمتأخرين؟
نعم الاستعداد للانحراف الخلقي والعقيدي رابط مشترك بينهم جميعا.. المنافقون دائما مشكلة تتحدي العالم الإسلامي ولقد كانوا ولا يزالون أشد خطرا علي الإسلام والأمة ولعل سورة المنافقون التي جاءت في القرآن الكريم تفضح أساليب المنافقين الرخيصة: 'قالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أمانهم جنه فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون'.
إن هذا الطابور الطويل في تاريخ الدعوة الإسلامية اما أن يكون جاهلا بما يقول.. أو منافقا عليم اللسان وسواء كان هذا أو ذاك فهم أشد خطرا علي المجتمع لأنهم يثيرون الفتن في المجتمع ويعتدون علي الأمن الاجتماعي وأمن الدولة وأنا أقول أن أمن الدولة يبدأ من أمن الدين والعقيدة فإذا ما تعرض أمن الدين لخطر فإن أمن الدولة في مهب الريح.
** هل تعتقد أن أيادي خفية وراء هذه الأفكار المتطرفة والمخرفة؟!
أنا في رأيي أن هذه الكارثة وراءها عاملان مهمان:
الأول :الاستعداد النفسي وسوء التربية.. فلو تأملت هؤلاء وفحصتهم ستعرف أن خلفياتهم النفسية لا تبشر بالخير.. وأن مناخ التربية الذي عاشوا فيه مناخ سييء جدا.
والثاني : قطعا هناك استقطاب دائما لمثل هذه العناصر الجاهزة نفسيا لتشويه أفكارها السيئة أصلا ودعم الأفكار المستهدفة ثم الدفع بهذه العناصر لتلقي حجرا علي المجتمع.. وهم اما طلاب شهرة زائفة.. وإما وراءهم دعم مشبوه وهم مجرد أدوات تحركها مؤسسات خارجية حاقدة أو ناقمة علي الإسلام والمسلمين.
** ما هو الفرق بين الطعن في الدين وحرية الفكر في هذه القضية؟!
أولا نحن ؤمن بحرية الفكر ونقدر الحوار والمناقشات فلا قيد علي حرية تفكير ولا حجر علي اختيار الآراء والأفكار إلا إذا كانت خارجة علي الشرعية الدينية أو القانونية وهذه هي ديمقراطية الإسلام 'وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر'.
فالطعن في الدين واضح بينًٌ .. يرد علي الله أمره ويتهم الله بالجهل والانحياز للرجل.. واما حرية التفكير فمعناها أن أفكر وفق المنهج العلمي والضوابط العلمية التي توصلني الي ما أعتقد أنها الحقيقة.. وأما ما قالت به الدكتورة نوال فهو خروج علي الآداب العامة وينبيء عن سوء الخلق وقصر النظ وضحالة الفكر والبعد عن الموضوعية وعدم فهم مقاصد الدين الحنيف. ثم كيف لامرأة مثلها تقول: أن بعض المشايخ عندهم لوثة بخصوص التناسل والجنس ما الفرق بين عضو تناسلي وعضو آخر.. الحق أن ما صدر عنها لا يتفق مع الأخلاق والمباديء ولا يصح أن يصدر عن امرأة أمية فضلا عن صدوره عن طبيبة انها لا تعرف أن الأعضاء التناسلية لها طبيعة وخصوصية شخصية وذاتية بالانسان وتعتبر في نظر الشرع من السوءات التي أمرنا الله بسترها وبواستطها يتم الإخصاب والانجاب. والدكتورة لا تعرف أن نقل هذا الجهاز من شخص لآخر يؤدي إلي اختلاط الأنساب وهو غر جائز شرعا.
** وماذا عن قولها في الميراث واعتراضها علي نصيب المرأة المقرر شرعا لها؟!
يقول فضيلة المفتي : هذا محض جهل ومحض كفر لأن من يرد علي الله حكمه فقد كفر بما أنزل علي محمد وهل اشتكت النساء الي الدكتورة وطالبن بإنصافهن من ظلم الله لهن حاشا لله انها لا تريد أن تعرف أن ما تأخذه المرأة حق خالص لها لا يشاركها زوجها فيه ولا تنفق منه علي أحد إلا علي نفسها أما الرجل الذي يأخذ ضعفها فعليه نفقتها وأولادها وأبويه ان بلغا عنده الكبر.. ولو كان الأمر مجرد ظلم من الله للمرأة حاشا لله ما أخذت المرأة في بعض الحوال نفس نصيب الرجل فمثلا : إذا توفي رجل وترك ابنا له وأبا وأما فإن الأب يحصل علي 6/1 التركة فرضا والأم تحصل كذلك علي 6/1 التركة فرضا والباقي يأخذه الابن تعصيبا.
ويقول فضيلة المفتي : ان الدكتورة ذهبت بعيدا في العناد مع الله وقالت ما هو الإفك بعينه، فالله يقول سبحانه: ' وأتموا الحج والعمرة
..' والرسول(ص) يقول: أيها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا'.. والحج كما يعلم المسلمون جميعا منذ فرضه الله من أركان الإسلام الخمسة ثم تأتي منكرة زمانها لتقول بأنه عبادة وثنية فكيف تطوف حول حجر وتقبل جرا وترمي حجرا بحجر ويقيني أن مثلها لا يتذوق حلاوة الإيمان.. فنحن نطوف حول البيت خضوعا لله وتسليما وتسبيحا وتكبيرا.. وتنفيذا لقوله وأمره 'وليطوفوا بالبيت العتيق' فنحن مع منهج الله في افعل ولا تفعل ونحن نقبل حجرا قبله رسول الله(ص) اقتداء به مع اعتقادنا أنه لا يضر ولا ينفع.. كما نرمي حجرا بحجر رمزا للرفض والتمرد علي الشيطان وخروجا علي وساوسه التي يأمرنا بها بالسوء ويعدنا بها الفقر. والله يعدنا فضلا منه ورحمة.. فهل مثل الدكتورة يتذوق حلاوة هذا الإيمان.
ويضيف فضيلته قائلا : أنظر الي الدكتورة وهي تحرض نسا البشرية علي الخلاعة والمجون والعري وهي تقول لهن ما هذا الحجاب الذي يفرضه الإسلام عليكن إنه الرجعية والعبودية والاستذلال..! محض افتراء وسوء قصد وفهم لا تقول به إلا من لا تعرف حلاوة العفة وطهارة السيرة والسريرة.. فالحجاب في شرعنا فريضة ثابتة بالقرآن والسنة.
ثم كيف للدكتورة المذكورة أن تفصل الدين عن الدولة والدين قرآن وسنة اشتمل علي أحكام الطاعات والعبادات والمعاملات كما اشتمل علي نظام الحكم والعلاقات الدولية وكل هذه الأحكام طبقها سيدنا رسول الله(ص) في حياته قولا وعملا..
انني لا أنزعج من مثل هذه الأفكر الشاذة وهذه الآراء المناهضة لتعاليم الإسلام الحنيف بل انني أعدها ظاهرة صحية تدل علي متانة الإسلام وعمق جذوره.. فالأفاكون من قرون خلت وهم يحاولون اقتلاع الإسلام من جذوره ولكن هيهات .. هيهات .. لأفكار بالية تهب رياحها علينا من حين لآخر أن تبلغ مرادها.. وعلي الذين ينطحون الصخر أن يريحوا أنفسهم ويستمعوا بقلوبهم إلي وعد الله بحفظ دينه 'إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'.