شام
12-10-2005, 21:59
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة- الأخوات الكرام ..
عالم ذوي الاحتياجات الخاصة عالم كبير وواسع وكل يوم فيه جديد ومن هذا المنطلق ألقي الضوء على الموضوع التالي ..
عنوان الموضوع :
الرسم يكشف أسرار عالم الأطفال المعاقين
الموضوع :
تعتبر الحواس بمثابة النوافذ التي يفتحها الإنسان ليطل منها على العالم الخارجي •• وقد زودنا الله سبحانه وتعالى بحواس تربطنا بالعالم الخارجي لنتلقى من خلالها المعلومات والمؤثرات الموجودة في بيئاتنا التي من خلالها تصلنا الأحاسيس المختلفة لتكون لدينا خبرات في عالم الواقع المدرك والتصوري والتخيلي•• وان فقدان أية حاسة يؤثر سلباً على مدى الاستجابة الادراكية لنا كأفراد، فمثلاً نجد أن الفقدان الحسي يؤدي إلى حرماننا من الأفكار التي تترتب على الانطباعات تلك الحاسة .
بعد دراسة لرسوم قدمها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تبين للمختصين أن الإنسان كثيراً ما يعبر عن قدراته وميوله واهتماماته للمحيطين به من أفراد أسرته أو أصدقائه عن طريق المشافهة، كونها الوسيلة المثلى للتواصل الإنساني والأكثر تعبيراً ودقة والتي تعلمها الإنسان منذ نشأته من خلال المحيطين به.
ويشدد الأخصائيين النفسيين والتربويين على إن الأدب التربوي أشار إلى تشابه رسوم الأطفال المتأخرين عقلياً مع رسوم الأطفال العاديين الأصغر منهم سناً، وذلك من حيث نقص التفاصيل وعدم الاتساق بين أجزاء الرسم أو التناسق وقد تجمع الصورة الواحدة لرسم الطفل المعاق ذهنياً بين أشكال بدائية جداً وأخرى ناجحة، حيث أن تقدم المعاقين عقلياً في أدائهم الفني، وفي انتقالهم في النمو، بطيء من مرحلة إلى أخرى، وهم يميلون إلى النقل والنسخ، وإلى الرسوم الآلية التي يكررون فيها الأشكال، كما يسعون إلى تلوين الأشكال الجاهزة التي يقومون برسمها بالألوان المتعددة، وقد يبرزون اهتماماً ببعض التفاصيل غير الهامة، ولا يعطون المحتوى قسطاً مناسباً من التفكير، وتعكس رسومهم مظاهر عقلية متعددة مثل تشتت أفكارهم، أو انتقالهم السريع من فكرة إلى أخرى، وغالباً ما تكون هذه الرسوم ناقصة وغير مترابطة ولكنهم أحيانا أخرى يتقنون بعض الأشكال، وبعضهم لديه قدرات جيدة في التذكر البصري، ومعظمهم لا يرضى عن رسومهم البسيطة والفقيرة، إذ يميلون إلى إعادة الرموز وتكرارها وعندما يتوصل المعاق إلى الطريق الصحيح ، فإنه مع هذا لا يصل إلى مستوى نظيره السوي•• فأداؤه يظل فقيراً، ويفضل الطفل المعاق التلوين مباشرة دون استخدام أولي لقلم الرصاص•• كما يفعل الطفل السوي•• ولكن ذلك قد يتغير إذا ما عاش الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة غنية بالمنبهات والمثيرات والخبرات التي قد تساعده إلى نموه العقلي والاجتماعي والفني.
وسائل التعبير:
إن عملية التعبير عن الحاجات النفسية والاجتماعية ، اتخذت في تلك الرسوم مكاناً أعلى في سلم الحاجات فقد اتخذ التعبير عنها طرقاً وأشكالا غير مباشرة وبأساليب متنوعة كاللعب والتمثيل النفسي عند الأطفال والتعبير الكتابي عند الراشدين، لما تشكله الفنون بأنواعها وسيلة تعبيرية وتنفسية أيضا عن تلك الحاجات والميول والاهتمامات نتيجة انعكاسات صادقة لبيئة الطفل المحيطة بكل مفرداتها، حيث مثل الرسم والتلوين وسيلة سهلة شفافة للتعرف على ما يجول في داخل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل اللغوي واللفظي والذين لم تمكنهم قدراتهم العقلية من التعبير الصريح والدقيق بما يعتمل في أنفسهم•
لذا فإن معرفة هذه المشاعر التي تختلج في داخل الطفل ذي الإعاقة العقلية والسمعية تستدعي منا سبر أغوارهم، والتعرف على ما لا تستطيع ألسنتهم الإفصاح عنه•• واستخلاص الرسائل الاجتماعية والنفسية التي يريدون إيصالها لنا•• إن تحليل مجموعة من الرسوم لأطفال صم تشير إلى إظهار التفاصيل واستخدام التعدد في الألوان وإظهار عنصر الحركة والفعل
لماذا يرسم المعاق؟
أظهرت رسوم الذكور التي اتسمت بالجرأة في التعبير والميل نحو الجنس الآخر في رسوم المراهقين، وتقليد الكبار، والثقة بالنفس، أما رسوم الإناث فقد أظهرت الأحاسيس الجمالية بإبراز الألوان والاهتمام بالطبيعة وإظهار الظل والأبعاد وأهمية الأسرة في حياتهن ودور الأب والعلاقة الزوجية ودور الأم التقليدي•••كما أظهرت رسوم الإناث من ذوات الإعاقة الذهنية إيقاعا عفوياً يتناسب مع الطبيعة الجمالية وذلك بما تظهره علاقة الإنسان بالطبيعة والتأثر المتبادل بينهما، وأشياء كثيرة تشغل بال الأطفال كالمساجد والحياة العصرية بكل مفرداتها، وأهمية وجود أصدقاء في حياة المعاق، وقد عبرت بعض الرسوم عن القلق والصراعات الداخلية بتباينات وأشكال غير ثابتة واستخدام اللون القاتم الذي يعبر عن معاناته الموجودة في حياته•• بل تقول لنا رسوم مجموعة من الأطفال الصم (أريدك أن ترى ما أراه أنا بعيني) بكل عفويتهم وإلغاء التفصيلات الكثيرة والبعد الثالث من العمل، وإلغاء بعض العناصر والتركيز على العناصر المهمة فقط في حياته مثل الأسرة بكل أفرادها مثل الأب والأم والأخوة، وقد صور بعض الأطفال أهمية المنزل في حياتهم اليومية وما يضمنه من دفء بين الأفراد •
نماذج وقدرات :
أظهرت إحدى الرسومات لطفل عمره 10 سنوات: ضعفاً في أصابع اليد والابتعاد عن التفاصيل والاندفاع أحيانا بالتعبير عن عناصر قد تكون مبهمة عشوائية، كما حصر الطفل نفسه في لونين فقط.
وأما لوحة أخرى لطفلة من ذوي الإعاقة الذهنية فقد أظهرت القدرة على الإحساس بالألوان والتعبير عن الفرح والبهجة ودفء الطبيعة في لوحتها التي تناولت فيها العيد الوطني حيث عكست اللوحة قرب الأطفال المعاقين من المناسبات والمجريات المحيطة وعدم الانعزال عن هذا المحيط وظهور الأسلوب الزخرفي في العناصر الفنية والأضواء، ووجود الأسماك مما يعكس شفافية اللوحة والرؤية الفنية من منظار خاص طفولي التحرر من قيود الواقع حين رسمت طفلة أخرى في نفس اللوحة!
أما طفل آخر عمره 15 سنة من الإعاقة السمعية فقد أظهرت رسومه ولعه بالتفاصيل وتأثير التلفاز عليه والمفردات الغربية كاللباس وقصة الشعر محاولاً بذلك التعبير عن حاجة داخلية يفتقدها الأصم في الواقع وهي القدرة على التعبير عن طريق الكلام واللغة المنطوقة وليس لغة الإشارة المتداولة بين الصم •هرت طفلة لديها 12 سنة من الإعاقة السمعية مشاعر القلق والخوف من البيئة وقد جسدت هذا الإحساس في صورة حيوان مفترس•
المصدر :
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة- الأخوات الكرام ..
عالم ذوي الاحتياجات الخاصة عالم كبير وواسع وكل يوم فيه جديد ومن هذا المنطلق ألقي الضوء على الموضوع التالي ..
عنوان الموضوع :
الرسم يكشف أسرار عالم الأطفال المعاقين
الموضوع :
تعتبر الحواس بمثابة النوافذ التي يفتحها الإنسان ليطل منها على العالم الخارجي •• وقد زودنا الله سبحانه وتعالى بحواس تربطنا بالعالم الخارجي لنتلقى من خلالها المعلومات والمؤثرات الموجودة في بيئاتنا التي من خلالها تصلنا الأحاسيس المختلفة لتكون لدينا خبرات في عالم الواقع المدرك والتصوري والتخيلي•• وان فقدان أية حاسة يؤثر سلباً على مدى الاستجابة الادراكية لنا كأفراد، فمثلاً نجد أن الفقدان الحسي يؤدي إلى حرماننا من الأفكار التي تترتب على الانطباعات تلك الحاسة .
بعد دراسة لرسوم قدمها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تبين للمختصين أن الإنسان كثيراً ما يعبر عن قدراته وميوله واهتماماته للمحيطين به من أفراد أسرته أو أصدقائه عن طريق المشافهة، كونها الوسيلة المثلى للتواصل الإنساني والأكثر تعبيراً ودقة والتي تعلمها الإنسان منذ نشأته من خلال المحيطين به.
ويشدد الأخصائيين النفسيين والتربويين على إن الأدب التربوي أشار إلى تشابه رسوم الأطفال المتأخرين عقلياً مع رسوم الأطفال العاديين الأصغر منهم سناً، وذلك من حيث نقص التفاصيل وعدم الاتساق بين أجزاء الرسم أو التناسق وقد تجمع الصورة الواحدة لرسم الطفل المعاق ذهنياً بين أشكال بدائية جداً وأخرى ناجحة، حيث أن تقدم المعاقين عقلياً في أدائهم الفني، وفي انتقالهم في النمو، بطيء من مرحلة إلى أخرى، وهم يميلون إلى النقل والنسخ، وإلى الرسوم الآلية التي يكررون فيها الأشكال، كما يسعون إلى تلوين الأشكال الجاهزة التي يقومون برسمها بالألوان المتعددة، وقد يبرزون اهتماماً ببعض التفاصيل غير الهامة، ولا يعطون المحتوى قسطاً مناسباً من التفكير، وتعكس رسومهم مظاهر عقلية متعددة مثل تشتت أفكارهم، أو انتقالهم السريع من فكرة إلى أخرى، وغالباً ما تكون هذه الرسوم ناقصة وغير مترابطة ولكنهم أحيانا أخرى يتقنون بعض الأشكال، وبعضهم لديه قدرات جيدة في التذكر البصري، ومعظمهم لا يرضى عن رسومهم البسيطة والفقيرة، إذ يميلون إلى إعادة الرموز وتكرارها وعندما يتوصل المعاق إلى الطريق الصحيح ، فإنه مع هذا لا يصل إلى مستوى نظيره السوي•• فأداؤه يظل فقيراً، ويفضل الطفل المعاق التلوين مباشرة دون استخدام أولي لقلم الرصاص•• كما يفعل الطفل السوي•• ولكن ذلك قد يتغير إذا ما عاش الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة غنية بالمنبهات والمثيرات والخبرات التي قد تساعده إلى نموه العقلي والاجتماعي والفني.
وسائل التعبير:
إن عملية التعبير عن الحاجات النفسية والاجتماعية ، اتخذت في تلك الرسوم مكاناً أعلى في سلم الحاجات فقد اتخذ التعبير عنها طرقاً وأشكالا غير مباشرة وبأساليب متنوعة كاللعب والتمثيل النفسي عند الأطفال والتعبير الكتابي عند الراشدين، لما تشكله الفنون بأنواعها وسيلة تعبيرية وتنفسية أيضا عن تلك الحاجات والميول والاهتمامات نتيجة انعكاسات صادقة لبيئة الطفل المحيطة بكل مفرداتها، حيث مثل الرسم والتلوين وسيلة سهلة شفافة للتعرف على ما يجول في داخل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل اللغوي واللفظي والذين لم تمكنهم قدراتهم العقلية من التعبير الصريح والدقيق بما يعتمل في أنفسهم•
لذا فإن معرفة هذه المشاعر التي تختلج في داخل الطفل ذي الإعاقة العقلية والسمعية تستدعي منا سبر أغوارهم، والتعرف على ما لا تستطيع ألسنتهم الإفصاح عنه•• واستخلاص الرسائل الاجتماعية والنفسية التي يريدون إيصالها لنا•• إن تحليل مجموعة من الرسوم لأطفال صم تشير إلى إظهار التفاصيل واستخدام التعدد في الألوان وإظهار عنصر الحركة والفعل
لماذا يرسم المعاق؟
أظهرت رسوم الذكور التي اتسمت بالجرأة في التعبير والميل نحو الجنس الآخر في رسوم المراهقين، وتقليد الكبار، والثقة بالنفس، أما رسوم الإناث فقد أظهرت الأحاسيس الجمالية بإبراز الألوان والاهتمام بالطبيعة وإظهار الظل والأبعاد وأهمية الأسرة في حياتهن ودور الأب والعلاقة الزوجية ودور الأم التقليدي•••كما أظهرت رسوم الإناث من ذوات الإعاقة الذهنية إيقاعا عفوياً يتناسب مع الطبيعة الجمالية وذلك بما تظهره علاقة الإنسان بالطبيعة والتأثر المتبادل بينهما، وأشياء كثيرة تشغل بال الأطفال كالمساجد والحياة العصرية بكل مفرداتها، وأهمية وجود أصدقاء في حياة المعاق، وقد عبرت بعض الرسوم عن القلق والصراعات الداخلية بتباينات وأشكال غير ثابتة واستخدام اللون القاتم الذي يعبر عن معاناته الموجودة في حياته•• بل تقول لنا رسوم مجموعة من الأطفال الصم (أريدك أن ترى ما أراه أنا بعيني) بكل عفويتهم وإلغاء التفصيلات الكثيرة والبعد الثالث من العمل، وإلغاء بعض العناصر والتركيز على العناصر المهمة فقط في حياته مثل الأسرة بكل أفرادها مثل الأب والأم والأخوة، وقد صور بعض الأطفال أهمية المنزل في حياتهم اليومية وما يضمنه من دفء بين الأفراد •
نماذج وقدرات :
أظهرت إحدى الرسومات لطفل عمره 10 سنوات: ضعفاً في أصابع اليد والابتعاد عن التفاصيل والاندفاع أحيانا بالتعبير عن عناصر قد تكون مبهمة عشوائية، كما حصر الطفل نفسه في لونين فقط.
وأما لوحة أخرى لطفلة من ذوي الإعاقة الذهنية فقد أظهرت القدرة على الإحساس بالألوان والتعبير عن الفرح والبهجة ودفء الطبيعة في لوحتها التي تناولت فيها العيد الوطني حيث عكست اللوحة قرب الأطفال المعاقين من المناسبات والمجريات المحيطة وعدم الانعزال عن هذا المحيط وظهور الأسلوب الزخرفي في العناصر الفنية والأضواء، ووجود الأسماك مما يعكس شفافية اللوحة والرؤية الفنية من منظار خاص طفولي التحرر من قيود الواقع حين رسمت طفلة أخرى في نفس اللوحة!
أما طفل آخر عمره 15 سنة من الإعاقة السمعية فقد أظهرت رسومه ولعه بالتفاصيل وتأثير التلفاز عليه والمفردات الغربية كاللباس وقصة الشعر محاولاً بذلك التعبير عن حاجة داخلية يفتقدها الأصم في الواقع وهي القدرة على التعبير عن طريق الكلام واللغة المنطوقة وليس لغة الإشارة المتداولة بين الصم •هرت طفلة لديها 12 سنة من الإعاقة السمعية مشاعر القلق والخوف من البيئة وقد جسدت هذا الإحساس في صورة حيوان مفترس•
المصدر :
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية