المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتعامل مع الطفل الأبكم ؟؟؟!!!



شام
29-09-2005, 21:53
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
الأخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لا يمكن لملف ذوي الاحتياجات الخاصة أن يغلق أو نمر به مرور الكرام بل لابد من أن يسطر دائماً ما هو جديد في هذا العالم أو ما هو قديم ولكن برؤوية جديدة أو مناقشة جديدة ..
لذلك كان لا بد من إعادة فتح ملف البكم ... لنواكب السير مع هذه الفئة التي تحتاج منا كل اهتمام وكل رعاية على أسس علمية وقوية ...


عندما يولد للأسرة طفل معوق تنقلب السعادة التي كانت في انتظار وصول المولود تعاسة وشقاء وإحساساً مراً بالصدمة والذهول والرغبة في عدم تصديق التشخيص.

ويختلف تقبل الأسر لهذا الواقع الأليم باختلاف ما أتاها الله - سبحانه وتعالى - من الثقافة والوعي والإيمان. فمن الأسر من تستسلم لقضاء الله وقدره وتبدأ - على الفور - بالتعامل مع هذا الوليد البريء بما ينبغي له من الرعاية الخاصة، وعلى النقيض هنالك أسر تجزع وتتحول حياتها إلى شكوى مستمرة وعذاب متصل وحزن مقيم، فينعكس ذلك على معاملة بعضها لبعض ومعاملتهم جميعاً لهذا المسكين الذي لا يعلم مما يدور حوله شيئاً فينسجون ثياب الشقاء فتلفهم وتلف وليدهم وهم عن ذلك غافلون.

ما البكم؟
الصمم والبكم آفتان مترابطتان إذ أن عدم القدرة على السمع (الصم) تؤدي تلقائياً إلى عدم القدرة على الكلام (البكم) وغالباً يكون هذا الارتباط أساسياً في حالات الإصابة بهذه العاهات منذ الولادة نتيجة أسباب منها: الإصابة بسبب الحوادث العنيفة، أو الولادة المتعسرة، أو لأسباب تمت أثناء الحمل.
أما حدوث فقد القدرة على السمع أو فقد القدرة على الكلام في مراحل تالية من العمر (كمرحلة الطفولة المتوسطة أو الطفولة المتأخرة) فيندر أن يترتب عليها فقد الحاستين معاً: السمع والكلام. بل قد يفقد الطفل السمع ويحتفظ بالقدرة على الكلام. أو العكس، إلا أن عدم العلاج قد يؤدي على المدى البعيد إلى إعادة ارتباط إحدى العاهتين بالأخرى.

أساليب التفاهم مع الطفل الأبكم:
1ـ قراءة الشفاه:
لا علاج للبكم إلا من خلال تعليم الأبكم الكلام بالإشارة إلى الشفتين بأن تضع الأم يدها على شيء ثم تنطق اسمه وشيئاً فشيئاً يتعلم الأبكم الربط بين الأصوات (ممثلة في حركات الشفتين) والمسميات.

ويرى التربويون أن قراءة حركات الشفاه تعتمد على أسس يدرسها اللغويون تحت عنوان (مخارج الحروف) بمعنى أن كل صوت يخرج من فم المتكلم تكون له خصوصية تختلف عن أي صوت آخر فهناك حروف تخرج من الحلق وأخرى تخرج من اللسان وأخرى تخرج من الشفتين.

غير أن وضع الشفتين - مع جميع الحروف - يختلف ومن ثم، فإن الملاحظة الدقيقة من المعوق لحركات الشفاه، ومع شيء من التدريب وتنمية قوة الملاحظة لديه، ستجعله قادراً على محاكاة هذه الأصوات وفهم مدلولاتها.

2ـ لغة الإشارة
بالإضافة إلى لغة الشفاه، فهناك لغة أخرى للتعامل مع البكم هي لغة الإشارة، وهي تخلو من استعمال الكلمات والحروف ولا يحتاج المعوق لمتابعة حركة الشفاه والتركيز فيها فلغة الإشارة تستخدم فيها أصابع اليدين والذراعين بأوضاع مختلفة للدلالة على كلمات معينة. وقد تطورت هذه اللغة حتى أصبحت مقننة ولها قاموس خاص بها ومتعارف عليه دولياً. غير أن هناك بعض الصعوبات في استخدام لغة الإشارة في تعليم بعض المقررات كالفلسفة والرياضيات واللغات. لأن هذه المقررات تحتوي على قدر كبير من التجريد وتستخدم ألفاظاً يصعب ترجمتها إلى إشارات. وفي الوقت الحاضر تقوم كثير من القنوات الفضائية بترجمة بعض ما تبثه من برامج أو نشرات أخبار إلى لغة الإشارة عن طريق الاستعانة بمتخصص مدرب تدريباً عالياً على استخدام هذه اللغة، والهدف من ذلك خدمة هذا القطاع الكبير من المعوقين وإتاحة الفرص أمامهم لمتابعة أجهزة الإعلام وتدريبهم على ما يمس حياتهم من جهة أخرى.

((دور المدرسة في رعاية الطفل الأبكم))
يجب أن يكون لدى مدارس المعوقين منهج تربوي / تعليمي خاص لمراعاة حاجات البكم ويجب أن يتميز هذا المنهج بالخصائص الآتية:

أولاً: مراعاة البعد النفسي للأبكم:
يحب ألا يفترض المعلم أن البكم مختلفون عقلياً أو أن فهمهم بطيء بل العكس هو الصحيح في الأغلب فإعاقة الكلام تطرأ لأسباب لا تتعلق بالذكاء، ومن ثم يجب أن يكون المنهج قائماً على أساس مراعاة مستويات الفهم ومرتبطاً بالحاجات النفسية للمعوق كلامياً (الأبكم) لأشعاره بالتقدير وبأنه قادر على التفاهم.

ثانياً: ربط الكلمات بمدلولاتها عن طريق الحواس:
يجب أن يهتم المنهج المقدم للبكم اهتماماً كبيراً باستخدام الحواس المتاحة (البصر واللمس والشم) في ربط الأشكال المرسومة بمدلولاتها من الكلمات المكتوية بحيث يبدأ المنهج بتعليم حركات الشفاه ثم ينتقل إلى رسم الحروف الهجائية.

ثالثاً: التدرج:
يكون ذلك عن طريق البدء بالحروف، ثم اختيار الكلمات القصيرة ذات المقطع الواحد (يد ـ فم ـ حر ـ برد) ثم ينتقل إلى الكلمات الأكثر تعقيداً. ويكون البدء بالمحسوسات قبل الانتقال إلى المعاني المجردة مثل (الخير ـ الشر ـ الأمانة ـ الشرف).

رابعاً: النشاط الذاتي:
فضل أن يتضمن المنهج المقدم للبكم قدراً مناسباً من الأنشطة المصاحبة لعملية التعليم، لأن اشتراك التلاميذ في عملية التعليم يؤدي إلى حفز هممهم ونشاطهم التعليمي ورغبة في تحقيق الذات من خلال المزيد من الإنجاز.

((دور الأسرة في رعاية الطفل الأبكم))
قلنا في بداية المقال إن الأسر تختلف في استقبال صدمة ولادة طفل أبكم ولا تكاد تصدق التشخيص، وتبذل قصارى جهدها في تحويل هذا الوليد إلى مولود طبيعي دون جدوى. ولكن مع التسليم بالواقع في نهاية المطاف، يتعين على الأسرة التي تضم طفلاً أبكم أو أكثر أن تعمل على:

1ـ مواصلة حياتها بشكل طبيعي وتقبل هذا الأمر بروح إيمانية عالية.

2ـ عدم رفع الصوت طناً منها أن هذا سيؤدي إلى إسماع الطفل ومن ثم تعليمه الكلام. بل عليها البدء بتدريبه على لغة الشفاه والإشارة.
3ـ عدم المبالغة في الإشفاق على الطفل حتى لا يشعر بالضعف، بل تعمل الأسرة جميعاً على إشراكه في حياة الأسرة بشكل طبيعي.
4ـ حث كل أخوة الطفل وأقربائه على عدم التركيز على عاهته أو معايرته بها.
5ـ عدم انتقاص حقوقه بأن توفر له الأسرة من اللعب ما توفره لأخوته الأسوياء، وتشدد على أخوته بعدم خطف لعبه أو إخفائها بعيداً عنه أو إشعاره بالعجز عن استعمالها.
6ـ تعويد المعوق الاعتماد على نفسه وإشراكه في أعمال المنزل كإعداد المائدة أو تنظيفها أو تنظيف أدواته الشخصية بقدر طاقته.

7ـ الصبر في تعلم لغة الحواس والإشارة وعدم الاستعجال والضجر أثناء تعلمه.
8ـ عدم القسوة مع الطفل المعوق أو إيذاؤه بدنياً.

9ـ التعاون التام مع الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين الذين يعملون في مدارس التربية الخاصة لصالح التنشئة الأفضل للأطفال المعوقين، فالتعاون مع المختصين يوفر للآباء إرشاداً تربوياً ونفسياً يساعدهم في التعامل مع أطفالهم وفهم حاجاتهم بصورة عملية هادفة. كما يوفر لهم ثقافة عامة تتعلق بأسلوب الرعاية الأمثل على كافة الأصعدة: غذائياً، صحياً، نفسياً.. الخ.
10ـ اللجوء للأطباء المتخصصين لمتابعة حالة الطفل عند ظهور أية علامات صحية مزعجة.

11ـ التنسيق مع المدرسة للمشاركة في تنظيم رحلات وجولات ميدانية للأطفال البكم في نطاق المجتمع المحلي، ومشاركة الأبناء والمعلمين والأخصائيين النفسيين في تلك الرحلات يوفر للأطفال البكم مناخاً مشجعاً وبيئة تربوية خصبة.

عبدالله المهيني
06-10-2005, 16:36
أختي العزيزة

ايمان قويدر


جلبتي فأبدعتي

إخترتي موضوعاً مهماً

وأشبعتيه من جميع جوانبه

من بدايته إلى تواصله

ثم دراسته فعائلته

اي أن الموضوع تمت تغطيته بشكل شبه تام

الف شكر أختي لك

وسلمت أناملك

والله يعطيك العافيه أختي


لك الإحترام مني

بنت الشمال
06-10-2005, 21:41
يعطيكِ العاااافيه غاليتي ايمان قويدر

إخترتي فأحسنتي الاختيار

طرح اكثر من رائع

سلم ذوقكِ


اختكِ ,,
غيـ السحايب ـث

سيدة القـــــلم
06-10-2005, 22:02
يعطيــكِ العافيــه اختي ايمـــان..

والله يجزاكــِ خير ..





تحياتي
عشـق القصـيد

شام
07-10-2005, 03:23
الأخ المشرف ...
شكراً لك ولحضورك المتألق والراقي ..ولهذا الرد الرقيق الذي يجعلني أبحث وراء الأخبار والمقالات والمواضيع التي تفيد المضيف بشكل أو آخر .. المهم المعلومة الصحيحة والمفيدة والتي تنمي العقول وتشحذ الهمم ..
أخي الكريم :
إن مضيف ذوي الاحتياجات نادر التواجد في المنتديات العربية والإسلامية .. إلا في بعض المواقع المتخصصة لذلك لابد من مساعدة هذا المضيف على المضي نحو الهدف الذي أعد من أجله وعلى الأقل يمكننا كأعضاء وبتوجيه من المشرفين والإداريين أن نغرس معلومة وخبر لتوسيع الأفق ولزيادة المعرفة في هذا العالم .. الذي لا بد ان يحظى باهتمام مبني على أساس علمي ...
تمنياتي لهذا الصرح الحضاري دوام التقدم والنجاح .. وشكراً على المتابعة ..
رمضان كريم .......................................... الله أكرم

شام
07-10-2005, 03:26
الأخت سيدة القلم ...
شكراً لحضورك إلى هنا واطلاعك على الموضوع الذي أتمنى أن يكون مفيداً للكل ... فالإستفادة التي حققتها من خلال المواضيع في هذا المضيف أتمنى أن أنشرها في كل مكان وعبر أكثر من وسيلة ..
ولكن كما يقال العين بصيرة واليد قصيرة ...
والله منت وراء القصد ....
ورمضان كريم عليكم

شام
07-10-2005, 03:28
غيث السحايب ..
حضور راقي ... ورد رقيق ...
شكراً لك وللجميع ...
ودمتم بكل الخير

ميرا
18-10-2005, 00:45
يعطيك العافية غاليتي ايمان , معلوماتك دائما مفيدة , خاصة لي لاني مستجدة
في قسم التربية الخاصة , ومعلوماتي بسيطة , انا متشوقه بانتظار جديدك ..

شام
18-10-2005, 02:17
الأخت ميرا :
شكراً لك وجزاك الله كل الخير ...
ربما لست مختصة في هذا المجال ولكن اعتبر نفسي ناشطة فيه كي أثقف نفسي كون ذوي الاحتياجات الخاصة موجودين معنا ومحيطين بنا ... فعلى الأقل إن نحن ثقفنا أنفسنا تجاههم سوف يجزينا الله خيراً ..
وسوف نرتقي بهم ونستفيد من قدراتهم ...
مع تمنياتي لك بالنجاح و التوفيق