راعي الطيب
15-09-2005, 13:27
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم جبت لكم قصة حياة فارس معروف عند الكثير وهو صاحب قصيده
الكثير منا يقول بيت واحد منها وهو
يا ذيب بوصيك لا تاكل الذيب=كم ليلة عشاك عقب المجاعهفلنبقى مع سيرته وكيف تحمل الحزن وهو
شالح بن حطاب بن هدلان من قبيلة الخنافرة وهي فخذ من قبيلة
آل محمد القحطانية كان مثاليا بشجاعته وامانته وصدقه وحسن اخلاقه
وكرمه ووفائه وكان يحكم لحل المشاكل وكان محبوب عند قبائل قحطان
وعند القبايل الاخرى.
كان له اخو اسمه الفديع اصغر منه وكان مثاليا بشجاعته واخلاقه ،مثل اخاه
شالح وكان وفيا مع اخيه شالح وخادما امينا له ويرى ان ذلك من الفضائل
وكان قد تحمل كل مشاق الحياة عن اخيه شالح ، كانت ابلهم لا تذهب للمرعى
الا وهو معها محصن بالسلاح وعلى ظهر حصانه . كان لا يخطر ببال أي عدو ان
يغير عليهم .
في يوم من الايام وعند عودة الفديع مع غروب الشمس ،سلم على اخيه وجلس
عنده ، فلاحظ الفديع ان اخاوه شالح كثير التفكير ومشدوه البال فساله : ما بك هذه
الليله ، عسى انك ما تشكي من وجع او شي ؟ اخبرني لاني ارى من تفكيرك ما اساني ؟
فقال : يا اخي ليش بي شي الا انني افكر في حالتك لانني اتعبتك في هذه
الدنيا وانت وحدك اللي متحمل مشاق هذه الحياة وكل ايامك وانت على ظهر
حصانك وانا اعرف انه هذا شي يضني وانا اتمنى لو عيالي كبار كان يساعدونك
ويخدمونك ولكنك متكفل بهالعايله الكبيره هذي ، فقال الفديع انا سعيد اني اقوم
بخدمتك وكل اللي ابيه بهالحياة هذي اني اكون وفي معك واحوز على رضاك وان
اخدمك زي ما يتوجب علي وما يحصل مني شي يصير سبب بازعاجك وانشد هالقصيده :
يابو ذعار اكفيك لو اني لحالي=واصبر على الدنيا وباقي تعبها
وان غم اخوه معثرين العيالي=انا لخويه سعد عينه وعجبها
وان جن مثل مخزمات الجمالي=كم سابق تقزي وانا من سببها
كم خفرة قد حرمت للدلالي=لبست سواد عقب لذة طربها
وان جيت لي قفر من النشر خالي=يفرح بي الحواز يوم اقبل بها
افديك يا شالح بحالي ومالي=يا فارس الفرسان مقدم عربها
يا متيه ابله بروس المفالي=ياللي حميت حدودها يا جنبها
فتاثر شالح واجابه بهذه القصيده :
لا واخوٍ لي عقب فرقاه باضيع=كني بما يجري على العمر داري
اخوي يا ستر البني المفاريع=ومطلق لسان اللي باهلها تماري
ما قط يوم شد بين الفراريع=يا كود ما بين الكمي والمشاري
ليته عصاني مرة قال ما طيع=كود اني اصبر يوم تجري الجواري
انا اشضهد انه لي سريع المنافيع=عبدٍ مليك لي ولاني بشاري
تشهد عليه مناتلات المصاريع=واعداه من كفه تشوف العزاري
يمناه تنثر من دمها قراطيع=وعوق العديم اللي بدمه يثاري
جداع سفرين الوجيه المداريع=محلي سروج الخيل منهم عواري
القلب ما ينسى بعيد المناويع=ليث على صيد المشاهير ضاري
في يوم من الايم كان شالح راحل مع بظغينته وكان اخوه الفديع
ارمد العينين وهو في هودج مصوبة عيناه فاغار عليهم كوكب من الخيل وتبين
انها خيل الحمده زعماء عتيبه .
فاخذ شالح يدافع وحده بكل قوة مرة يهزمهم ومره يهزمونه الى ان يصل الى
الظغينه ولاحظت ام شالح والفديع ان شالح اعياه الطراد فنزلت من هودجها
واسرجت جواد الفديع الاصفر واحضرت سلاحه وقالت له انزل وهب لمساعدة
اخوك لان القوم سيغلبونه فقال يا امي انا اذوب كمد واحترق حسرة من يوم
سمعت غارة الخيل ولكن كيف ارى حتى اساعد اخي فقالت له انا ساجعلك
ترى وكان متلهف ليرى بعينيه وعندما انزلته من الهودج جابت الماء وغسلت
عينيه واخذت تفحمهما بقوة ويقال انه عندما انفصل كل جفن عن الاخر نزل
الدم والصديد معا من عينيه فوثب كالنمر وركب حصانه وهو لا يرى الا قليل فاخذ
خيل الاعداء غير مبالي وجندل اول فارس ورجعوت الخيل هاربه وجندل الثاني
وجندل الثالث ويوم انغمس بين الخيل رشقوه بكوم من الرماح فاصاب الفديع
رمح اخترق راسه ولكن الاعداء استمروا بالادبار لانه قد اعياهم القتال ونزل
شالح من حصانه وقلب اخيه واذا هو ميت وكان مثل الخنجر اللي قطع احشاه وقبل
اخيه القبله الاخيره ثم مسح التراب عن اخيه بكف مرتعش وطبق جفنيه وامر من
حوله ان يكفنوه وكانوا بوادي اسمه خفا ودفنوه بالقرب من هضبة بجنب الوادي
اسمها هضبة خفا.
هذه قصيده لشالح يرثي اخاه فيها :
امس الضحى عديت روس الطويلات=وهيضت في راس الحشا ما طرا لي
وتسابقن دموع عيني غزيرات=وصفقت بالكف اليمين الشمالي
وجريت من خافي المعاليق ونات=والقلب من بين الصناديق جالي
واخي اللي يم قارة (خفا) مات=من عاد عقبه بيستر خمالي
ليته كفاني سو بقعا ولا مات=وانا كفيته سو قبرٍ هيالي
وليته مع الحيين راعي الجميلات=وانا فداً له من غبون الليالي
واخوي ياللي يوم الاخوان فلات=من خلقته ما قال : ذلك وذالي
تبكيه هجنٍ تالي الليل عجلات=ترقب وعدها يوم غاب الهلالي
وتبكي على شوفه بني عفيفات=من عقب فقده حرمن الدلالي
عوق العديم ان جا نهار المثارات=والخيل من حسه يجيهن جفالي
وكان لشالح ثلاثة اولاد اكبرهم ذعار واوسطهم ذيب واصغرهم عبد الله
وتبين لشالح ان منهم ذيب سيعوضه باخيه الفديع لمح بعينيه معاني الفروسيه
والرجوله وكان اديبا طائعا لابيه وكان مثلا للشجاعه ويضرب به المثل بين قبائل
نجد ولم يكن اخوان ذيب الا فارسين من فرسان قبيلة قحطان وكانا يتقدمان
الغزاة الى بلاد الاعداء ولهم افعال مجيده بين قومهم ولكن شهرة ذيب وشجاعته
غطت على اخوانه .
وكان شالح يترقب الفرصه لاخذ ثأر اخيه الفديع وبعد مرور الايام سنحت الفرصه
لشالح لاخذ الثار من الحمدة بعد ان تقابلوا بالميدان فتعهد احد اقارب شالح
باخذ الثار واسمه مبارك بن غنيم بن هدلان فعمد الى عبيد ابن الامير تركي بن
حميد الفارس المشهور فجند له بثار الفديع فكبر الصاب على الحمدة
بفقدان عبيد بن تركي وكان خسارة مؤلمه لهم واخذ اخوه ضيف الله بن تركي يتمثل
بهذه الابيات يرثي بها اخاه :
يا ونتي ونة كسير الجــبارة=الى وقف ما احتال ، وليا قعد ون
عليك يا شباب ضو المنارة=عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قلنا وداره=لا باكي عقبه ولا قايل من
تبكيك صفر البسوها غياره=تبكيك يوم ان السبايا يعنن
وتبكيك وضح ربعت بالزباره=اليا قزن من خايع ما يردن
الخيل عقب عبيد ما به نماره=وش عاد لو راحن وش عاد لو جن
يا شيخ ما تامر عليهم بغارة=كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبي ما ينادي بثاره=اليا اقبلن ذولي وذوليك قفن
ياهل الرمك كلن يعسف مهاره=والمنع ما نطريه لا هم ولا حن
فاجابه شالح بن هدلان بقوله :
ضيف الله اشرب ما شربنا مراره=اصبر وكنك شالح يوم حزن
راح الفديع اللي علينا خساره=واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن
يمنى رمت به ما تجيها الجباره=اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاري للشطاره=يصيب رمحه يوم الارماح يخطن
وعبيد خللي طايح بالمعاره=عليه عكفان المخالب يحومن
وعاداتنا بالصيد ناخذ خياره=ثلاثة الجذعان غصبن بلا من
ياقاطع الحسنى ترا العلم شاره=لابد دورات الليالي يدورن
حريبنا كنه رقيد الخباره=خطر عليه اليا توقظ من الجن
ماني بقصاد بليا نماره=اجدع نطيحي بالسهل وان تلاقن
من حل دار الناس حلو دياره=لابد ما تسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوا ستاره=ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن
وان كان ضيف الله يعسف مهاره=فمهارنا من عصر نوح يطيعن
تدنا لصبيان سواة النماره=شهب لماضين الفعايل يعنن
وهنا نوه شالح باخذ ثار الفديع وكذلك اشار الى مقتل الثلاثه شباب وهم
سلطان بن محمد بن هندي ، ونايف بن محمد بن هندي ، وابن عم لهم
وكلهم بثار الفديع .
ومما قيل عن شالح والد ذيب انه اذا جلس في مجلسه وحوله رجال القبيله
ينادي ابنه ذيب فياتيه الابن البار مسرعا ثم يقبله الاب الطيب كانه طفل صغير
وبعد ما يقبله ينفجر باكيا وقد لامه قومه قائلين له : كيف تقبل ذيبا بين الرجال
كانه طفل ثم تبكي فيجيبهم : دعوني اقبل ذيبا وابكي عليه واودعه كل يوم
لانني اتخيل ان الدنيا ستحرمني من ذيب لان من كان يخوض غمار الحروب
الطاحنه ويندفع مثل اندفاع ذيب للمعركه لايمكن ان يكون من اصحار الاعمار
الطويله ولا بد ان تخطفه يد المنون ثم قال قصيدته المشهوره :
ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب=واليوم انا بابكيك لو كنت حيا
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب=ان لايعتهم مثل خيل المحيا
وتبكيك قطعان عليها الكواليب=وشيال حمل اللي يبون الكفيا
وتبكيك وضح علقوها دباديب=ان رددت من يمة الخوف عيا
ويبكيك من صكت عليه المغالـيب=ان صاح باعلى الصوت ياهل الحميا
ننزل بك الحزم المطرف لياهـيـب=ان رددوهن ناقلين العصيا
انا اشهد انك بيننا منقع الطيب=والطيب عسر مطلبه ما تهيا
وفي يوم من الايم وذيب ووالده شالح ساهرين وكان والده يداعبه ويلقي عليه
بعض الاشعار فانشد هذه الابيات :
ياذيب انا ابوك حالي تردى=وانا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا=طويلة النسنوس حرشا عراقيب
تجر ذيل مثل حبل المعدا=وتبرى لحيران صغار حباحيب
واشري لك اللي ركضها ما تقدا=محدن لقى فيها عرقوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحدى=مثل الفهد توثب عليها تواثيب
انا اشهد انك باللوازم تدا =وعز الله انك خيرة الربع بالطيب
ياللي على ذيب السرايا تعدا=لو حال من دونه عيل معاطيب
ليث على درب المراجل تقدا=مافيك يا ذ1يب السبايا عذاريب
وبعد ان قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح اسرها ذيب في نفسه وعندما
نام والده واطمان ذيب انه اخذ في النوم ، ذهب خفية وركب حصانه وذهب
لبعض اصحابه وامر عليهم ان يرفقوه فشدوا مطاياهم وركبوا مع ذيب وعددهم
لا يتجاوز خمسة عشر شاب ، وكلهم يتامرون بامر ذيب .
وبعد ذلك سالوا ذيب الي أين نحن ذاهبون فقال الى ديار القوم واشار الى
قبيلة عتيبه لنكسب منهم ابلا لنا ، وقال لابد ان آتي لوالدي من خيار ابل عتيبه .
وبعد ثلاثة ايام قصدوا بئر تسمى "ملية" في ديار عتيبه ليستقوا منها الماء
ويسقوا رواحلهم وهي تقع غرب جبل ذهلان باواسط نجد وعندما انحدروا
عليها راوا وردا لعتيبه يستقون فاراد ذيب ورفاقه ان يرجعوا لئلا يروهم فينذروا
القبيلة وكان من السقاة صياد اخذ بندقيته وتوجه الى الوادي الذي انحدر
منه ذيب ورفاقه وعندما راى ذيب وجماعته اختفى تحت شجرة واطلق عليهم
طلقه فاراد الله ان تصيب ذيب اصابة مميته.
بعد ان سقط ذيب على الارض اناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا اليه وضموه الو صدورهم
فوجدوه جسما بلا حياة ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوالدي وقفلوا راجعين
الى اهلهم . اما الصياد طل مختبا تحت الشجره الى ان راى الركب قد ولى فاتي
الى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم اتى الى ذيب وهو بكهفه وعندما راه وجده
شابا وسيم الطلعه وفي خنصره الايمن خاتم فضي وكانت رائحة الطيب تفوح
منه فرجع الى جماعته واخبرهم بالخبر فاتوا الى الكهف ليروا القتيل وكانت
معهم فتاة ولما راة ذيب صاحت باعلى صوتها وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح
بن هدلان الذي كنا بجواره العام الماضي ، فشتموها وقالوا يمكن بينك وبينه
صداقه ولهذا صحتي باعلى صوتك فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شي من
هذا ولكنه اكرمنا واعزنا واجارنا وكان لا ياتي من الفلا الا ومعه صيد وياتي
بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره الى الارض
ثم يضع الصيد ويدبر دون ان يرفع طرفه بامراه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة .
ما اكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب واخبروه بما حدث . ووقع الخبر
عليه مثل الصاعقه وهذه ليست على شالح فقط بل على قبائل قحطان كلها وقد
قال شالح اشعار كثيره بعد وفاة ابنه واول ما قال هذه القصيده :
يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب=عز الله انه ضاع منكم وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب=وجيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه
خليتوا النادر بدار الاجانيب=وضاقت بي الافاق عقب اتساعه
تكدرن لي صافيات المشاريب=وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
يا ذيب انا بوصيك لاتاكل الذيب=كم ليلةٍ عشاك عقب المجاعه
كم ليلةٍ عشاك حرش العراقيب=وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه
كفه بعدوانه شنيع المضاريب=ويسقي عدوه بالوغى سم ساعه
ويضحك ليا صكت عليه المغاليب=ويلكد على جمع العدو باندفاعه
وبيته لجيرانه يشيد على الطيب=وللضيف يبني في طويل الرفاعه
جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب=وافخت حبل الوصل عقب انقطاعه
كني بعد فقده بحامي اللواهيب=وكني غريب الدار مالي جماعه
من عقب ذيب ، الخيل عرج مهاليب=ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالوا تطيب وقلت وشلون ابا اطيب=وطلبت من عند الكريم الشفاعه
واردفها بهذه القصيده على نفس الوزن والقافيه :
ذيب عوى وانا على صوته اجيب=ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله اني جاهل ما اعلم الغيب=والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رازق عكف المخاليب=يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ومعاطيب=وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
ان ضاق صدري لذت فوق المصاليب=مانيب من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب=ونجمي طمن بالفاع عقب ارتفاعه
يا طول ما هجيتهن مع لواهيب=ولاني بداري كسرها من ضلاعه
وياطول ما نوختها تصرخ النيب=وزن البيوت اللي كبار رباعه
واضوي عليهم كنهم لي معازيب=اليا رمى زين الوسايد قناعه
اضوي عليهم واتخطى الاطانيب=واخذ مهاوية الجمل باندفاعه
ابنذر اللي من ربوعي يبي الطيب=لا ياخذ الا من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنه الذيب=عز لبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كنه الهيب=غبنٍ لبوه وفاشله بالجماعه
ياكبر زوله عند بيت المعازيب=متحري متى يقدم متاعه
وبقي حزينا يسهر ايامه ولياليه وذات ليلة وهو ساهر مع احزانه كان شخص
من قحطان اسمه الهويدي قد ضاع صقره واخذ يبحث عنه بالليل ويسال
رافعا صوته كلما مر بنار مناديا (( من عين الطير )) فعرفه شالح وسكت
عنه اول مره ثم عاد اليه مره ثانيه بعد ان مر بنيران الحي وسال عن طيره وعاد
للمره الثالثه على شالح فناداه شالح والهويدي لا يعرف ان النار هي نار شالح
وعندما دعاه لكز هجينه بعقب رجله وجاء مسرعا ظنا منه ان النادي سيبشره
بطيره وعندما اناخ هجينه واقترب من المنادي تبين له انه
الامير شالح بن هدلان والد الذيب فاعتذر الهويدي واقسم بالله انه لا يعرف ان النار
هي ناره ثم قبل جبينه معتذرا وطالبا السماح فاذن له بالجلوس وصب له القهوة
ثم قال هذه الابيات :
ان كان تنشد يالهويدي عن الطير=الطير والله يالهويدي غدا لي
طيري عذاب معسكرات المسامير=ان حل عند قطيهن الجفالي
ان جا نهار فيه شر بلا خير=وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
ان دبرن خيل وخيل مناحير=وغدن مثل مخزمات الجمالي
على الرمك صيده عيال مناعير=وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك اليا صكت عليه الطوابير=طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وان عرجدن المظاهير=وزيزوم عيرات طواها الحيالي
غيث لنا وان جت ليالي المعاسير=وبالشح ريف للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الروايح مزابير=تمطر على قبر سكن فيه غاليلا شك ان طير شالح يصيد الرجال اما طير الهويدي لا يصيد الا الرانب
والكروان..رحم الله شالح وابنه ذيب لانهم سجلوا مفاخر قيمه لكل ساكني
نجد ونودعهما بالرحمه ودعوات الغفران ، وصيتهم باقي وهم مثل
للشجاعه والكرم والطيب وشيم الاخلاق .
واعذروني على الاطاله ولكن اختصرت القصه الى اكبر حد قدرت اختصره لها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم جبت لكم قصة حياة فارس معروف عند الكثير وهو صاحب قصيده
الكثير منا يقول بيت واحد منها وهو
يا ذيب بوصيك لا تاكل الذيب=كم ليلة عشاك عقب المجاعهفلنبقى مع سيرته وكيف تحمل الحزن وهو
شالح بن حطاب بن هدلان من قبيلة الخنافرة وهي فخذ من قبيلة
آل محمد القحطانية كان مثاليا بشجاعته وامانته وصدقه وحسن اخلاقه
وكرمه ووفائه وكان يحكم لحل المشاكل وكان محبوب عند قبائل قحطان
وعند القبايل الاخرى.
كان له اخو اسمه الفديع اصغر منه وكان مثاليا بشجاعته واخلاقه ،مثل اخاه
شالح وكان وفيا مع اخيه شالح وخادما امينا له ويرى ان ذلك من الفضائل
وكان قد تحمل كل مشاق الحياة عن اخيه شالح ، كانت ابلهم لا تذهب للمرعى
الا وهو معها محصن بالسلاح وعلى ظهر حصانه . كان لا يخطر ببال أي عدو ان
يغير عليهم .
في يوم من الايام وعند عودة الفديع مع غروب الشمس ،سلم على اخيه وجلس
عنده ، فلاحظ الفديع ان اخاوه شالح كثير التفكير ومشدوه البال فساله : ما بك هذه
الليله ، عسى انك ما تشكي من وجع او شي ؟ اخبرني لاني ارى من تفكيرك ما اساني ؟
فقال : يا اخي ليش بي شي الا انني افكر في حالتك لانني اتعبتك في هذه
الدنيا وانت وحدك اللي متحمل مشاق هذه الحياة وكل ايامك وانت على ظهر
حصانك وانا اعرف انه هذا شي يضني وانا اتمنى لو عيالي كبار كان يساعدونك
ويخدمونك ولكنك متكفل بهالعايله الكبيره هذي ، فقال الفديع انا سعيد اني اقوم
بخدمتك وكل اللي ابيه بهالحياة هذي اني اكون وفي معك واحوز على رضاك وان
اخدمك زي ما يتوجب علي وما يحصل مني شي يصير سبب بازعاجك وانشد هالقصيده :
يابو ذعار اكفيك لو اني لحالي=واصبر على الدنيا وباقي تعبها
وان غم اخوه معثرين العيالي=انا لخويه سعد عينه وعجبها
وان جن مثل مخزمات الجمالي=كم سابق تقزي وانا من سببها
كم خفرة قد حرمت للدلالي=لبست سواد عقب لذة طربها
وان جيت لي قفر من النشر خالي=يفرح بي الحواز يوم اقبل بها
افديك يا شالح بحالي ومالي=يا فارس الفرسان مقدم عربها
يا متيه ابله بروس المفالي=ياللي حميت حدودها يا جنبها
فتاثر شالح واجابه بهذه القصيده :
لا واخوٍ لي عقب فرقاه باضيع=كني بما يجري على العمر داري
اخوي يا ستر البني المفاريع=ومطلق لسان اللي باهلها تماري
ما قط يوم شد بين الفراريع=يا كود ما بين الكمي والمشاري
ليته عصاني مرة قال ما طيع=كود اني اصبر يوم تجري الجواري
انا اشضهد انه لي سريع المنافيع=عبدٍ مليك لي ولاني بشاري
تشهد عليه مناتلات المصاريع=واعداه من كفه تشوف العزاري
يمناه تنثر من دمها قراطيع=وعوق العديم اللي بدمه يثاري
جداع سفرين الوجيه المداريع=محلي سروج الخيل منهم عواري
القلب ما ينسى بعيد المناويع=ليث على صيد المشاهير ضاري
في يوم من الايم كان شالح راحل مع بظغينته وكان اخوه الفديع
ارمد العينين وهو في هودج مصوبة عيناه فاغار عليهم كوكب من الخيل وتبين
انها خيل الحمده زعماء عتيبه .
فاخذ شالح يدافع وحده بكل قوة مرة يهزمهم ومره يهزمونه الى ان يصل الى
الظغينه ولاحظت ام شالح والفديع ان شالح اعياه الطراد فنزلت من هودجها
واسرجت جواد الفديع الاصفر واحضرت سلاحه وقالت له انزل وهب لمساعدة
اخوك لان القوم سيغلبونه فقال يا امي انا اذوب كمد واحترق حسرة من يوم
سمعت غارة الخيل ولكن كيف ارى حتى اساعد اخي فقالت له انا ساجعلك
ترى وكان متلهف ليرى بعينيه وعندما انزلته من الهودج جابت الماء وغسلت
عينيه واخذت تفحمهما بقوة ويقال انه عندما انفصل كل جفن عن الاخر نزل
الدم والصديد معا من عينيه فوثب كالنمر وركب حصانه وهو لا يرى الا قليل فاخذ
خيل الاعداء غير مبالي وجندل اول فارس ورجعوت الخيل هاربه وجندل الثاني
وجندل الثالث ويوم انغمس بين الخيل رشقوه بكوم من الرماح فاصاب الفديع
رمح اخترق راسه ولكن الاعداء استمروا بالادبار لانه قد اعياهم القتال ونزل
شالح من حصانه وقلب اخيه واذا هو ميت وكان مثل الخنجر اللي قطع احشاه وقبل
اخيه القبله الاخيره ثم مسح التراب عن اخيه بكف مرتعش وطبق جفنيه وامر من
حوله ان يكفنوه وكانوا بوادي اسمه خفا ودفنوه بالقرب من هضبة بجنب الوادي
اسمها هضبة خفا.
هذه قصيده لشالح يرثي اخاه فيها :
امس الضحى عديت روس الطويلات=وهيضت في راس الحشا ما طرا لي
وتسابقن دموع عيني غزيرات=وصفقت بالكف اليمين الشمالي
وجريت من خافي المعاليق ونات=والقلب من بين الصناديق جالي
واخي اللي يم قارة (خفا) مات=من عاد عقبه بيستر خمالي
ليته كفاني سو بقعا ولا مات=وانا كفيته سو قبرٍ هيالي
وليته مع الحيين راعي الجميلات=وانا فداً له من غبون الليالي
واخوي ياللي يوم الاخوان فلات=من خلقته ما قال : ذلك وذالي
تبكيه هجنٍ تالي الليل عجلات=ترقب وعدها يوم غاب الهلالي
وتبكي على شوفه بني عفيفات=من عقب فقده حرمن الدلالي
عوق العديم ان جا نهار المثارات=والخيل من حسه يجيهن جفالي
وكان لشالح ثلاثة اولاد اكبرهم ذعار واوسطهم ذيب واصغرهم عبد الله
وتبين لشالح ان منهم ذيب سيعوضه باخيه الفديع لمح بعينيه معاني الفروسيه
والرجوله وكان اديبا طائعا لابيه وكان مثلا للشجاعه ويضرب به المثل بين قبائل
نجد ولم يكن اخوان ذيب الا فارسين من فرسان قبيلة قحطان وكانا يتقدمان
الغزاة الى بلاد الاعداء ولهم افعال مجيده بين قومهم ولكن شهرة ذيب وشجاعته
غطت على اخوانه .
وكان شالح يترقب الفرصه لاخذ ثأر اخيه الفديع وبعد مرور الايام سنحت الفرصه
لشالح لاخذ الثار من الحمدة بعد ان تقابلوا بالميدان فتعهد احد اقارب شالح
باخذ الثار واسمه مبارك بن غنيم بن هدلان فعمد الى عبيد ابن الامير تركي بن
حميد الفارس المشهور فجند له بثار الفديع فكبر الصاب على الحمدة
بفقدان عبيد بن تركي وكان خسارة مؤلمه لهم واخذ اخوه ضيف الله بن تركي يتمثل
بهذه الابيات يرثي بها اخاه :
يا ونتي ونة كسير الجــبارة=الى وقف ما احتال ، وليا قعد ون
عليك يا شباب ضو المنارة=عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قلنا وداره=لا باكي عقبه ولا قايل من
تبكيك صفر البسوها غياره=تبكيك يوم ان السبايا يعنن
وتبكيك وضح ربعت بالزباره=اليا قزن من خايع ما يردن
الخيل عقب عبيد ما به نماره=وش عاد لو راحن وش عاد لو جن
يا شيخ ما تامر عليهم بغارة=كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبي ما ينادي بثاره=اليا اقبلن ذولي وذوليك قفن
ياهل الرمك كلن يعسف مهاره=والمنع ما نطريه لا هم ولا حن
فاجابه شالح بن هدلان بقوله :
ضيف الله اشرب ما شربنا مراره=اصبر وكنك شالح يوم حزن
راح الفديع اللي علينا خساره=واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن
يمنى رمت به ما تجيها الجباره=اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاري للشطاره=يصيب رمحه يوم الارماح يخطن
وعبيد خللي طايح بالمعاره=عليه عكفان المخالب يحومن
وعاداتنا بالصيد ناخذ خياره=ثلاثة الجذعان غصبن بلا من
ياقاطع الحسنى ترا العلم شاره=لابد دورات الليالي يدورن
حريبنا كنه رقيد الخباره=خطر عليه اليا توقظ من الجن
ماني بقصاد بليا نماره=اجدع نطيحي بالسهل وان تلاقن
من حل دار الناس حلو دياره=لابد ما تسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوا ستاره=ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن
وان كان ضيف الله يعسف مهاره=فمهارنا من عصر نوح يطيعن
تدنا لصبيان سواة النماره=شهب لماضين الفعايل يعنن
وهنا نوه شالح باخذ ثار الفديع وكذلك اشار الى مقتل الثلاثه شباب وهم
سلطان بن محمد بن هندي ، ونايف بن محمد بن هندي ، وابن عم لهم
وكلهم بثار الفديع .
ومما قيل عن شالح والد ذيب انه اذا جلس في مجلسه وحوله رجال القبيله
ينادي ابنه ذيب فياتيه الابن البار مسرعا ثم يقبله الاب الطيب كانه طفل صغير
وبعد ما يقبله ينفجر باكيا وقد لامه قومه قائلين له : كيف تقبل ذيبا بين الرجال
كانه طفل ثم تبكي فيجيبهم : دعوني اقبل ذيبا وابكي عليه واودعه كل يوم
لانني اتخيل ان الدنيا ستحرمني من ذيب لان من كان يخوض غمار الحروب
الطاحنه ويندفع مثل اندفاع ذيب للمعركه لايمكن ان يكون من اصحار الاعمار
الطويله ولا بد ان تخطفه يد المنون ثم قال قصيدته المشهوره :
ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب=واليوم انا بابكيك لو كنت حيا
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب=ان لايعتهم مثل خيل المحيا
وتبكيك قطعان عليها الكواليب=وشيال حمل اللي يبون الكفيا
وتبكيك وضح علقوها دباديب=ان رددت من يمة الخوف عيا
ويبكيك من صكت عليه المغالـيب=ان صاح باعلى الصوت ياهل الحميا
ننزل بك الحزم المطرف لياهـيـب=ان رددوهن ناقلين العصيا
انا اشهد انك بيننا منقع الطيب=والطيب عسر مطلبه ما تهيا
وفي يوم من الايم وذيب ووالده شالح ساهرين وكان والده يداعبه ويلقي عليه
بعض الاشعار فانشد هذه الابيات :
ياذيب انا ابوك حالي تردى=وانا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا=طويلة النسنوس حرشا عراقيب
تجر ذيل مثل حبل المعدا=وتبرى لحيران صغار حباحيب
واشري لك اللي ركضها ما تقدا=محدن لقى فيها عرقوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحدى=مثل الفهد توثب عليها تواثيب
انا اشهد انك باللوازم تدا =وعز الله انك خيرة الربع بالطيب
ياللي على ذيب السرايا تعدا=لو حال من دونه عيل معاطيب
ليث على درب المراجل تقدا=مافيك يا ذ1يب السبايا عذاريب
وبعد ان قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح اسرها ذيب في نفسه وعندما
نام والده واطمان ذيب انه اخذ في النوم ، ذهب خفية وركب حصانه وذهب
لبعض اصحابه وامر عليهم ان يرفقوه فشدوا مطاياهم وركبوا مع ذيب وعددهم
لا يتجاوز خمسة عشر شاب ، وكلهم يتامرون بامر ذيب .
وبعد ذلك سالوا ذيب الي أين نحن ذاهبون فقال الى ديار القوم واشار الى
قبيلة عتيبه لنكسب منهم ابلا لنا ، وقال لابد ان آتي لوالدي من خيار ابل عتيبه .
وبعد ثلاثة ايام قصدوا بئر تسمى "ملية" في ديار عتيبه ليستقوا منها الماء
ويسقوا رواحلهم وهي تقع غرب جبل ذهلان باواسط نجد وعندما انحدروا
عليها راوا وردا لعتيبه يستقون فاراد ذيب ورفاقه ان يرجعوا لئلا يروهم فينذروا
القبيلة وكان من السقاة صياد اخذ بندقيته وتوجه الى الوادي الذي انحدر
منه ذيب ورفاقه وعندما راى ذيب وجماعته اختفى تحت شجرة واطلق عليهم
طلقه فاراد الله ان تصيب ذيب اصابة مميته.
بعد ان سقط ذيب على الارض اناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا اليه وضموه الو صدورهم
فوجدوه جسما بلا حياة ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوالدي وقفلوا راجعين
الى اهلهم . اما الصياد طل مختبا تحت الشجره الى ان راى الركب قد ولى فاتي
الى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم اتى الى ذيب وهو بكهفه وعندما راه وجده
شابا وسيم الطلعه وفي خنصره الايمن خاتم فضي وكانت رائحة الطيب تفوح
منه فرجع الى جماعته واخبرهم بالخبر فاتوا الى الكهف ليروا القتيل وكانت
معهم فتاة ولما راة ذيب صاحت باعلى صوتها وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح
بن هدلان الذي كنا بجواره العام الماضي ، فشتموها وقالوا يمكن بينك وبينه
صداقه ولهذا صحتي باعلى صوتك فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شي من
هذا ولكنه اكرمنا واعزنا واجارنا وكان لا ياتي من الفلا الا ومعه صيد وياتي
بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره الى الارض
ثم يضع الصيد ويدبر دون ان يرفع طرفه بامراه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة .
ما اكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب واخبروه بما حدث . ووقع الخبر
عليه مثل الصاعقه وهذه ليست على شالح فقط بل على قبائل قحطان كلها وقد
قال شالح اشعار كثيره بعد وفاة ابنه واول ما قال هذه القصيده :
يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب=عز الله انه ضاع منكم وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب=وجيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه
خليتوا النادر بدار الاجانيب=وضاقت بي الافاق عقب اتساعه
تكدرن لي صافيات المشاريب=وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
يا ذيب انا بوصيك لاتاكل الذيب=كم ليلةٍ عشاك عقب المجاعه
كم ليلةٍ عشاك حرش العراقيب=وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه
كفه بعدوانه شنيع المضاريب=ويسقي عدوه بالوغى سم ساعه
ويضحك ليا صكت عليه المغاليب=ويلكد على جمع العدو باندفاعه
وبيته لجيرانه يشيد على الطيب=وللضيف يبني في طويل الرفاعه
جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب=وافخت حبل الوصل عقب انقطاعه
كني بعد فقده بحامي اللواهيب=وكني غريب الدار مالي جماعه
من عقب ذيب ، الخيل عرج مهاليب=ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالوا تطيب وقلت وشلون ابا اطيب=وطلبت من عند الكريم الشفاعه
واردفها بهذه القصيده على نفس الوزن والقافيه :
ذيب عوى وانا على صوته اجيب=ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله اني جاهل ما اعلم الغيب=والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رازق عكف المخاليب=يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ومعاطيب=وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
ان ضاق صدري لذت فوق المصاليب=مانيب من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب=ونجمي طمن بالفاع عقب ارتفاعه
يا طول ما هجيتهن مع لواهيب=ولاني بداري كسرها من ضلاعه
وياطول ما نوختها تصرخ النيب=وزن البيوت اللي كبار رباعه
واضوي عليهم كنهم لي معازيب=اليا رمى زين الوسايد قناعه
اضوي عليهم واتخطى الاطانيب=واخذ مهاوية الجمل باندفاعه
ابنذر اللي من ربوعي يبي الطيب=لا ياخذ الا من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنه الذيب=عز لبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كنه الهيب=غبنٍ لبوه وفاشله بالجماعه
ياكبر زوله عند بيت المعازيب=متحري متى يقدم متاعه
وبقي حزينا يسهر ايامه ولياليه وذات ليلة وهو ساهر مع احزانه كان شخص
من قحطان اسمه الهويدي قد ضاع صقره واخذ يبحث عنه بالليل ويسال
رافعا صوته كلما مر بنار مناديا (( من عين الطير )) فعرفه شالح وسكت
عنه اول مره ثم عاد اليه مره ثانيه بعد ان مر بنيران الحي وسال عن طيره وعاد
للمره الثالثه على شالح فناداه شالح والهويدي لا يعرف ان النار هي نار شالح
وعندما دعاه لكز هجينه بعقب رجله وجاء مسرعا ظنا منه ان النادي سيبشره
بطيره وعندما اناخ هجينه واقترب من المنادي تبين له انه
الامير شالح بن هدلان والد الذيب فاعتذر الهويدي واقسم بالله انه لا يعرف ان النار
هي ناره ثم قبل جبينه معتذرا وطالبا السماح فاذن له بالجلوس وصب له القهوة
ثم قال هذه الابيات :
ان كان تنشد يالهويدي عن الطير=الطير والله يالهويدي غدا لي
طيري عذاب معسكرات المسامير=ان حل عند قطيهن الجفالي
ان جا نهار فيه شر بلا خير=وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
ان دبرن خيل وخيل مناحير=وغدن مثل مخزمات الجمالي
على الرمك صيده عيال مناعير=وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك اليا صكت عليه الطوابير=طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وان عرجدن المظاهير=وزيزوم عيرات طواها الحيالي
غيث لنا وان جت ليالي المعاسير=وبالشح ريف للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الروايح مزابير=تمطر على قبر سكن فيه غاليلا شك ان طير شالح يصيد الرجال اما طير الهويدي لا يصيد الا الرانب
والكروان..رحم الله شالح وابنه ذيب لانهم سجلوا مفاخر قيمه لكل ساكني
نجد ونودعهما بالرحمه ودعوات الغفران ، وصيتهم باقي وهم مثل
للشجاعه والكرم والطيب وشيم الاخلاق .
واعذروني على الاطاله ولكن اختصرت القصه الى اكبر حد قدرت اختصره لها.