سلطان الشمري
08-09-2005, 01:16
مسيكم بالخيــر
أنثى عن أنثى تختلف ! وهذا واقع معترف به فمن المحال أن يتساوى الخلق في الخُلق
لكن ماهي مقومات هذا الأختلاف وهنا نتحدث عن ( الخُلق ) أما الشكل فليس له أي صله بهذا
الطرح وهذه الأنثى ... والتي سيأتي ذكرها محور هذا الحديث ..
قد تكون الوراثة المكتسبه من السلف اول المقومات لتميز الأنثى عن الأخرى ..
أو لتربية خاصه تلقتها وقد يكون لولاتها الرجال الشأن الكبير في ارساء أركان خُلق هذه
الأنثى فتكون شيمتها وأبائها على غير العاده فتختلف عن بقية ( النساء ) بهذه الشيمه ..
جميعنا نعرف ان القاعدة المألوفه هي ان الفتاه متى خرجت من بيت ابيها لبيت زوجها
ارتبطت بنسب زوجها واصبحت من أسرته وأهله .. وإذا انجبت ذريه فقد ارتبطت اكثر بهذه
الأسره وأصبحت وثيقة الصله بها وضعفت صلتها بوالدها واسرته ..
وفي ماضي الأجداد وماحدث من حروب قبليّه نجد الكثير من الشواهد على هذا القول
فإذا حدثت خصومه بين اهل ( البنت ) وزوجها او قبيلته انضمت الزوجه لحزب زوجها ومالت له
لما تقتضيه رابطة الألفه والنكاح القويه بين الزوجين خاصه وان كان هناك ابناء ..
وهذا ماحدث مع هذه ( الأنثى ) الأصيله والتي طغى برها بوالدها وصلتها واعتزازها به على
انتسابها للزوج وعاطفة الأمومة لديها ...
كان هذا الحدث بين عامي 1290و 1300 هـ تقريباً وقع نزاع بين سالم الشليخي
ومبارك بن مغيث وكلاهما من آل عاصم من قحطان .. وتطور هذا النزاع حتى وصل الأمر أن
طعن أحدهما الآخر بمديه طعنه بليغه لكنها لم تقتله وكان البادئ بالطعنه هو ( الشليخي )
بعدها هرب الشليخي والتجأ إلى قبيلة ( عتيبه ) ( راد الشان فيهم ) وكما هو معروف عتيبه
قبيله مضاده لقحطان ذاك الوقت ..
ولم تكُن رابطة العشيره هي ما يربط الخصمين فقط بل ان هناك مصاهره وهي ان ابنة الشليخي
زوجه لشقيق مبارك المطعون .. وكانت الفتاه في وضع حرج جداً بين والدها الذي خرج شريداً
مطارداً من لعنة الثأر من زوجها واخيه وبين زوجها وما منه من أبناء ..
وما زال هذا الصراع لديها لمدة عامين حتى كان قرارها لفض هذا النزاع الذي سيؤدي بها
إلى الهلاك وهي على هذا الحال من ولاة أمرها وخصامهم الدموي ..
ومن شدة حيرتها قررت ان تصم سمعها عن بكاء طفلها الذي أقض مضجع رجال ونساء القبيله
في تلك الليلة الماطره شديدة البروده من ليالي الشتاء الطويله ...
اما زوجها فكان ( يتعلل ) في مجلس شيخ قبيلتهم يستمع لقصة يرويها رجل طاعن في السن
حتى قطع ( الشايب ) فجأه حديثه متأثراً بصراخ ذلك الطفل مرخياً السمع هو ومن معه في المجلس وما ان عرف الرجل صوت ابنه حتى هب مسرعاً لبيته .. دخل على زوجته فوجدها تنظر للطفل يصرخ كتمثال أصم وسألها هل أبني لديغ ؟ فأجابته بالنفي .. فأحتار وسألها عن سبب بكائه ولما هي على هذا الحال الغريب .. فأجابته انه جائع يريد الرضاع
زادت حيرة الرجل وكاد يضربها وهو يسألها عن سبب نسيانه وعدم ارضاعه ..
فردت : لم انسه بل تركته عامده متعمده ولن يرضع ثديي ابداً .. فمن الوفاء والبر ان اهجر الأبن
الذي كان ابوه وعمه السبب في جعل والدي يهجرني ويترك قبيلته ويظل شريداً مطارداً كل
هذا الوقت ولم يكن لهم من العفو و التسامح الذي هو من شيم الكرام ان يغفرا زلة جد ابناهم
توقفت الزوجه قليلا وهي تمسح دموعها التي انهمرت بشده لحزن فراق ابيها وصراخ ابنها
ثم قالت : الولد الذي ينحدر من رجال جفوا ابن عمهم ولم يفكروا بالحلم والعفو عنه ورضوا ان
يبقى ذليلا يتبع قبيله معاديه لهم جدير بالعقوق والحرمان ...
حمل الرجل ابنه والذي لم يكف صراخه الى اخيه مبارك الذي كان يلتحف بفروته في هذه الليلة
البارده شديدة الظلمه نظر الى اخيه متسألاً عن ما يراه فأخبره كل ماحدث مع زوجته اخذ مبارك
الطفل وذهب لايقاظ زوجته لارضاع الطفل الا ان الطفل رفض ان يرضع منها وزاد صراخه الذي
ايقض عموم قبيلتهم فما كان من مبارك الا ان قال : هي يا اخي نذهب لزوجتك لأعطيها عهد الله
بأنني قد تنازلت عن ثأري وعفوت عن والدها .. ذهب الأخوان للمرأة الباره وما ان رأتهما حتى
عرفت انها نجحت بفرض ارادتها وتحقيق امنيتها بالعفو عن والدها ..
بادرها مبارك قائلاً : يابنت فلان قد تضاعف قدرك واحترامك عندنا بعد موقفك هذه الليله
مضاعفة فوق ما تتصورينها واعاهدك بالله انني قد عفوت عن والدك وسأذهب غداً له ولن
اعود الا وهو بصحبتي بإذن الله .
فردت عليه هذه الأصيله : عمل كريم ولست استغربه منك هذا بل استغرب منك عكس هذا
ذهب الأخوان في الصباح الى قبيلة عتيبه وارجعا ابن عمهم بعد مصالحته والعفو عنه ..
وعند عودة الشليخي واخبروه من أمر ابنته وان عودته لم تأتي من ابناء عمومته رجال القبيله
بل من هذه الأنثى قليلة الحيله ..
فأنشد الشليخي ابيات يعتب على هؤلاء القوم عندما نسوه في شدته :
اقطع رفيقٍ لي إلى صـرت طربـان
والا علـى الشـدات ماهـو بمـنـي
إذا احتملت فهو من الشيل عريـان
وإذا احتمل مني العيون اسهرني
هنا كان اختلاف هذه الأنثى عن الأخريات وكيف استطاعت ارجاع والدها وجعل هؤلاء الرجال الذي سيطر عليهم الثأر لكرامتهم ان يعفو ويتسامحوا فيالها من أنثى هذه ( القحطانيه )
.
.
.
.
.
العذر ان جا منا قصور
أنثى عن أنثى تختلف ! وهذا واقع معترف به فمن المحال أن يتساوى الخلق في الخُلق
لكن ماهي مقومات هذا الأختلاف وهنا نتحدث عن ( الخُلق ) أما الشكل فليس له أي صله بهذا
الطرح وهذه الأنثى ... والتي سيأتي ذكرها محور هذا الحديث ..
قد تكون الوراثة المكتسبه من السلف اول المقومات لتميز الأنثى عن الأخرى ..
أو لتربية خاصه تلقتها وقد يكون لولاتها الرجال الشأن الكبير في ارساء أركان خُلق هذه
الأنثى فتكون شيمتها وأبائها على غير العاده فتختلف عن بقية ( النساء ) بهذه الشيمه ..
جميعنا نعرف ان القاعدة المألوفه هي ان الفتاه متى خرجت من بيت ابيها لبيت زوجها
ارتبطت بنسب زوجها واصبحت من أسرته وأهله .. وإذا انجبت ذريه فقد ارتبطت اكثر بهذه
الأسره وأصبحت وثيقة الصله بها وضعفت صلتها بوالدها واسرته ..
وفي ماضي الأجداد وماحدث من حروب قبليّه نجد الكثير من الشواهد على هذا القول
فإذا حدثت خصومه بين اهل ( البنت ) وزوجها او قبيلته انضمت الزوجه لحزب زوجها ومالت له
لما تقتضيه رابطة الألفه والنكاح القويه بين الزوجين خاصه وان كان هناك ابناء ..
وهذا ماحدث مع هذه ( الأنثى ) الأصيله والتي طغى برها بوالدها وصلتها واعتزازها به على
انتسابها للزوج وعاطفة الأمومة لديها ...
كان هذا الحدث بين عامي 1290و 1300 هـ تقريباً وقع نزاع بين سالم الشليخي
ومبارك بن مغيث وكلاهما من آل عاصم من قحطان .. وتطور هذا النزاع حتى وصل الأمر أن
طعن أحدهما الآخر بمديه طعنه بليغه لكنها لم تقتله وكان البادئ بالطعنه هو ( الشليخي )
بعدها هرب الشليخي والتجأ إلى قبيلة ( عتيبه ) ( راد الشان فيهم ) وكما هو معروف عتيبه
قبيله مضاده لقحطان ذاك الوقت ..
ولم تكُن رابطة العشيره هي ما يربط الخصمين فقط بل ان هناك مصاهره وهي ان ابنة الشليخي
زوجه لشقيق مبارك المطعون .. وكانت الفتاه في وضع حرج جداً بين والدها الذي خرج شريداً
مطارداً من لعنة الثأر من زوجها واخيه وبين زوجها وما منه من أبناء ..
وما زال هذا الصراع لديها لمدة عامين حتى كان قرارها لفض هذا النزاع الذي سيؤدي بها
إلى الهلاك وهي على هذا الحال من ولاة أمرها وخصامهم الدموي ..
ومن شدة حيرتها قررت ان تصم سمعها عن بكاء طفلها الذي أقض مضجع رجال ونساء القبيله
في تلك الليلة الماطره شديدة البروده من ليالي الشتاء الطويله ...
اما زوجها فكان ( يتعلل ) في مجلس شيخ قبيلتهم يستمع لقصة يرويها رجل طاعن في السن
حتى قطع ( الشايب ) فجأه حديثه متأثراً بصراخ ذلك الطفل مرخياً السمع هو ومن معه في المجلس وما ان عرف الرجل صوت ابنه حتى هب مسرعاً لبيته .. دخل على زوجته فوجدها تنظر للطفل يصرخ كتمثال أصم وسألها هل أبني لديغ ؟ فأجابته بالنفي .. فأحتار وسألها عن سبب بكائه ولما هي على هذا الحال الغريب .. فأجابته انه جائع يريد الرضاع
زادت حيرة الرجل وكاد يضربها وهو يسألها عن سبب نسيانه وعدم ارضاعه ..
فردت : لم انسه بل تركته عامده متعمده ولن يرضع ثديي ابداً .. فمن الوفاء والبر ان اهجر الأبن
الذي كان ابوه وعمه السبب في جعل والدي يهجرني ويترك قبيلته ويظل شريداً مطارداً كل
هذا الوقت ولم يكن لهم من العفو و التسامح الذي هو من شيم الكرام ان يغفرا زلة جد ابناهم
توقفت الزوجه قليلا وهي تمسح دموعها التي انهمرت بشده لحزن فراق ابيها وصراخ ابنها
ثم قالت : الولد الذي ينحدر من رجال جفوا ابن عمهم ولم يفكروا بالحلم والعفو عنه ورضوا ان
يبقى ذليلا يتبع قبيله معاديه لهم جدير بالعقوق والحرمان ...
حمل الرجل ابنه والذي لم يكف صراخه الى اخيه مبارك الذي كان يلتحف بفروته في هذه الليلة
البارده شديدة الظلمه نظر الى اخيه متسألاً عن ما يراه فأخبره كل ماحدث مع زوجته اخذ مبارك
الطفل وذهب لايقاظ زوجته لارضاع الطفل الا ان الطفل رفض ان يرضع منها وزاد صراخه الذي
ايقض عموم قبيلتهم فما كان من مبارك الا ان قال : هي يا اخي نذهب لزوجتك لأعطيها عهد الله
بأنني قد تنازلت عن ثأري وعفوت عن والدها .. ذهب الأخوان للمرأة الباره وما ان رأتهما حتى
عرفت انها نجحت بفرض ارادتها وتحقيق امنيتها بالعفو عن والدها ..
بادرها مبارك قائلاً : يابنت فلان قد تضاعف قدرك واحترامك عندنا بعد موقفك هذه الليله
مضاعفة فوق ما تتصورينها واعاهدك بالله انني قد عفوت عن والدك وسأذهب غداً له ولن
اعود الا وهو بصحبتي بإذن الله .
فردت عليه هذه الأصيله : عمل كريم ولست استغربه منك هذا بل استغرب منك عكس هذا
ذهب الأخوان في الصباح الى قبيلة عتيبه وارجعا ابن عمهم بعد مصالحته والعفو عنه ..
وعند عودة الشليخي واخبروه من أمر ابنته وان عودته لم تأتي من ابناء عمومته رجال القبيله
بل من هذه الأنثى قليلة الحيله ..
فأنشد الشليخي ابيات يعتب على هؤلاء القوم عندما نسوه في شدته :
اقطع رفيقٍ لي إلى صـرت طربـان
والا علـى الشـدات ماهـو بمـنـي
إذا احتملت فهو من الشيل عريـان
وإذا احتمل مني العيون اسهرني
هنا كان اختلاف هذه الأنثى عن الأخريات وكيف استطاعت ارجاع والدها وجعل هؤلاء الرجال الذي سيطر عليهم الثأر لكرامتهم ان يعفو ويتسامحوا فيالها من أنثى هذه ( القحطانيه )
.
.
.
.
.
العذر ان جا منا قصور