شام
03-09-2005, 23:40
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما بين كاترينا الأمريكية وجسر الأئمة في الكاظمية :
من شهد خلال اليومين الماضيين حجم الكارثة التي وقعت في الولايات المتحدة الأميركية ، جراء الإعصار كاترينا ، يكاد يلحظ ، فجيعة من نوع طبيعي جدا ، فالتأويلات التي عشناها جعلتنا نقول نحن الشرقيون ، أن ثمة غضبا قد حل بالأميركيين جراء سياساتهم القاتلة و الدموية في كل العالم ..
فقد رأينا كارثة ، حقيقة ، هي الأفجع في تاريخ الولايات المتحدة ، حيث أن الدوائر الحكومية توقعت سقوط آلاف القتلى هناك ، هذا عدا عن الدمار الذي لحق بالبيوت و المؤسسات الاقتصادية و لا سيما النفطية منها ..
لكن على المقلب الآخر شهدنا حدثين اثنين :
أولها : هجوم خاطف للطيران الأميركي على مدينة القائم العراقية التي تتموضع على الحدود مع سورية ، حيث تعطفت الطائرات الأميركية و قصفت بضع منازل كي تقتل شخصا واحد من جماعة الزرقاوي ، و الحصيلة كانت 70 قتيلا أغلبهم من النساء و الأطفال .. و في بيان للجيش الأميركي المحتل ، أعلن عن مقتل ذلك الرجل الزرقاوي ، لكن البيان أغفل مقتل سبعين طفل و امرأة ...
(( القتل شحطة طائرة ببساطة في لغة البلاغة الأميركية ))..
ثانيهما : مجزرة هائلة على جسر الأئمة في ذكرى الإمام الكاظمي ، في الكاظمية (( و هي مناسبة دينية شيعية )) ، حيث أن أحد ما قد دخل بين الحشود و صرخ أن هناك ثمة شخص يحمل متفجرات بينهم ، و عندها هلعت الجموع على الجسر خوفا ، قتل ما يقارب ال 1030 شخص ،
إن المقاربة ما بين الفاجعتين لا تجوز مطلقا ولو من الناحية الإنسانية ، فكاترينا حدث طبيعي ، تعودت عليه الولايات المتحدة ولو أنه أتى هذه المرة شديدا ، قاسيا مرعبا ، لكن ما حدث في الكاظمية ، فجيعة تقشعر لها الأبدان ، فتصوروا معي أولا كيف أن الخوف قتل الناس قبل أن يقتلهم انهيار الجسر ، و ثانيا تصوروا كيف أنه ببساطة اليوم في العراق ، فعل القتل بسيط ، لم يكن ليحتاج الا لاحتلال أميركي بشع ، و ديمقراطية زائفة ، و دستور ينتحرون عليه ، و عملاء من كل حدب وصوب ، و جماعات متطرفة دخلت مع دخول الجيش الأميركي "الفاتح" الى قلب العراق ، حتى يكتمل مشهد القتل و الدمار .
وثالثا تصوروا معي الأطفال و النساء الذين قضوا خنقا من العفس و الدعس ، فكيف سمحت الحكومة بأن يكون أمن مثل هكذا مناسبة مفلوتا على غاربه ، وكيف لم ينتبه هؤلاء الى أن الجسر المذكور هو جسر هالك لا يحتمل مئة شخص فكيف إن مشي عليه آلاف الأشخاص و في حركة تفاعلية مع فعل الهروب ..
لا تجوز المقارنة نعم ، لكن يجوز لنا أن نقول : لقد بتنا اليوم نشمت بالأميركيين في بلادهم ، و نشتمهم في بلادنا على ما يفعلوه ...هنا تقع مأساتنا الإنسانية التي ما عودتنا أخلاقنا عليها ، لكن فعل الموت الذي يصيبنا و ينهك مفاصلنا ، و ينتهك أعراضنا و ثقافتنا و تاريخنا ، أصابنا في الصميم ، فبتنا لا نحسب حساب الا لمحاولة إيقاظ الحياة فينا ..
فمع الأميركان ، بات العراق شبه مسرح للدم فقط ، و أصحبت كل بقعة من ترابه ، مصبوغة باللون الأرجواني ، فكم ندمنا أن السوريين القدماء اخترعوا هذا اللون ، و كم ندمنا أننا نتقرب الى العالم ، كم ندمنا أننا صدرنا الحرف الى العالم ، فسبقنا العالم بترساناته الهائلة و استخدم حرفنا ضدنا فنهشنا و قتلنا ..
و هل ينفع فعل الندامة مع جبروت الموت .؟؟؟؟ العزاء ، ثم العزاء لكل من قتل دهسا و عفسا و رفسا في الكاظمية ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما بين كاترينا الأمريكية وجسر الأئمة في الكاظمية :
من شهد خلال اليومين الماضيين حجم الكارثة التي وقعت في الولايات المتحدة الأميركية ، جراء الإعصار كاترينا ، يكاد يلحظ ، فجيعة من نوع طبيعي جدا ، فالتأويلات التي عشناها جعلتنا نقول نحن الشرقيون ، أن ثمة غضبا قد حل بالأميركيين جراء سياساتهم القاتلة و الدموية في كل العالم ..
فقد رأينا كارثة ، حقيقة ، هي الأفجع في تاريخ الولايات المتحدة ، حيث أن الدوائر الحكومية توقعت سقوط آلاف القتلى هناك ، هذا عدا عن الدمار الذي لحق بالبيوت و المؤسسات الاقتصادية و لا سيما النفطية منها ..
لكن على المقلب الآخر شهدنا حدثين اثنين :
أولها : هجوم خاطف للطيران الأميركي على مدينة القائم العراقية التي تتموضع على الحدود مع سورية ، حيث تعطفت الطائرات الأميركية و قصفت بضع منازل كي تقتل شخصا واحد من جماعة الزرقاوي ، و الحصيلة كانت 70 قتيلا أغلبهم من النساء و الأطفال .. و في بيان للجيش الأميركي المحتل ، أعلن عن مقتل ذلك الرجل الزرقاوي ، لكن البيان أغفل مقتل سبعين طفل و امرأة ...
(( القتل شحطة طائرة ببساطة في لغة البلاغة الأميركية ))..
ثانيهما : مجزرة هائلة على جسر الأئمة في ذكرى الإمام الكاظمي ، في الكاظمية (( و هي مناسبة دينية شيعية )) ، حيث أن أحد ما قد دخل بين الحشود و صرخ أن هناك ثمة شخص يحمل متفجرات بينهم ، و عندها هلعت الجموع على الجسر خوفا ، قتل ما يقارب ال 1030 شخص ،
إن المقاربة ما بين الفاجعتين لا تجوز مطلقا ولو من الناحية الإنسانية ، فكاترينا حدث طبيعي ، تعودت عليه الولايات المتحدة ولو أنه أتى هذه المرة شديدا ، قاسيا مرعبا ، لكن ما حدث في الكاظمية ، فجيعة تقشعر لها الأبدان ، فتصوروا معي أولا كيف أن الخوف قتل الناس قبل أن يقتلهم انهيار الجسر ، و ثانيا تصوروا كيف أنه ببساطة اليوم في العراق ، فعل القتل بسيط ، لم يكن ليحتاج الا لاحتلال أميركي بشع ، و ديمقراطية زائفة ، و دستور ينتحرون عليه ، و عملاء من كل حدب وصوب ، و جماعات متطرفة دخلت مع دخول الجيش الأميركي "الفاتح" الى قلب العراق ، حتى يكتمل مشهد القتل و الدمار .
وثالثا تصوروا معي الأطفال و النساء الذين قضوا خنقا من العفس و الدعس ، فكيف سمحت الحكومة بأن يكون أمن مثل هكذا مناسبة مفلوتا على غاربه ، وكيف لم ينتبه هؤلاء الى أن الجسر المذكور هو جسر هالك لا يحتمل مئة شخص فكيف إن مشي عليه آلاف الأشخاص و في حركة تفاعلية مع فعل الهروب ..
لا تجوز المقارنة نعم ، لكن يجوز لنا أن نقول : لقد بتنا اليوم نشمت بالأميركيين في بلادهم ، و نشتمهم في بلادنا على ما يفعلوه ...هنا تقع مأساتنا الإنسانية التي ما عودتنا أخلاقنا عليها ، لكن فعل الموت الذي يصيبنا و ينهك مفاصلنا ، و ينتهك أعراضنا و ثقافتنا و تاريخنا ، أصابنا في الصميم ، فبتنا لا نحسب حساب الا لمحاولة إيقاظ الحياة فينا ..
فمع الأميركان ، بات العراق شبه مسرح للدم فقط ، و أصحبت كل بقعة من ترابه ، مصبوغة باللون الأرجواني ، فكم ندمنا أن السوريين القدماء اخترعوا هذا اللون ، و كم ندمنا أننا نتقرب الى العالم ، كم ندمنا أننا صدرنا الحرف الى العالم ، فسبقنا العالم بترساناته الهائلة و استخدم حرفنا ضدنا فنهشنا و قتلنا ..
و هل ينفع فعل الندامة مع جبروت الموت .؟؟؟؟ العزاء ، ثم العزاء لكل من قتل دهسا و عفسا و رفسا في الكاظمية ...