عبدالله المهيني
28-08-2005, 12:43
يمثلون 40.8% من إجمالي الحالات وترفضهم المراكز المتخصصة
المعاقون ذهنياً في سن المراهقة قنبلة موقوتة في منازلنا
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-08-25/Pictures/240803184454AGQERG.jpg
جدة: صفاء الشريف
كشف عدد من الدراسات والإحصائيات بالسعودية أن حالات الإعاقة الذهنية في السعودية تبلغ 21.336 حالة، يمثل الذكور 59.4% منها. ويحتل التخلف العقلي المتوسط 53.3%منها، والتخلف العقلي الشديد 28.7%، والتخلف العقلي البسيط 11.8%، أما الأمراض العقلية فتمثل 6.2%.
وتمثل مرحلة المراهقة من سن 16 إلى 30، 40.8% من إجمالي الحالات البالغة 105.929 حالة، في حين تمثل المرحلة أقل من 5 سنوات إلى 15 سنة 36.5%، وتقل تدريجياً في المراحل من 31 إلى 45، حيث تمثل 16.2%، ثم أخيراً مرحلة من 46 إلى أكثر من 50 عاماً 6.5%.
معاناة أم مراهق خاص
وعلى الرغم من أن نسبة المراهق الخاص هي الأعلى من بين أعمار المعاقين الموجودين بالسعودية، إلا أنهم الأقل نصيباً من الاهتمام واستثمار طاقاتهم، خاصة فئة المعاقين ذهنياً الذين أصبحوا سجناء في منازلهم. والسبب هو اعتقاد كثير من العاملين في هذا المجال بأن ما يهم أولياء أمورهم هو الجانب الأكاديمي ويرفضون أن يمتهن ابنهم مهنة حرفية أو ما شابهها.
وفي محاولة لتسليط الضوء على بعض حالات المراهق الخاص، قامت "الوطن" بزيارة عدد من الأسر التي تضم مراهقاً خاصاً.
المراكز تستبعد من يصل إلى السابعة عشرة
أشارت السيدة عبير "أم أحمد عباس" إلى أنها تحرص دائماً هي وغيرها على توضيح الرأي المعاكس للمسؤولين، فتوضح أنه عندما بدأت علامات البلوغ تظهر على ابنها أحمد، لاحظت أنها تظهر بشكل طبيعي جداً وبالتالي شعرت أن لديه طاقة زائدة وفي نفس الوقت قرر المركز المتخصص الذي يلتحق به أحمد الاستغناء عنه لأن عمره 17 عاماً. وتضيف أم أحمد أنه في الوقت الذي شعرت بأن ابنها يحتاج إلى من يوجهه كغيره من المراهقين تجده حبيس المنزل، لهذا تشير إلى أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ممن يعاني من الإعاقة العقلية عندما يصلوا إلى سن المراهقة يصبحون مهملين تماماً من كافة قطاعات الدولة، وتضيف أن كثيرا من المتخصصين ينصحونها بأن ترسل ابنها إلى أحد المراكز المتخصصة الموجودة في الأردن أو مصر أو حتى أمريكا إلا أنها تستنكر ذلك، فلماذا يغيب ابني عني لمجرد أنه معاق ذهنياً في حين أن الدولة أحق بخدمته من أي مكان آخر فهو من مواطنيها الذين لهم حق في جميع الخدمات.
دجاجة تبيض ذهباً
وتطالب أم أحمد بإيجاد أندية خاصة بهم تضم مدربين متخصصين حتى تطمئن عليه كما تطالب بإيجاد متخصصين في التأهيل المهني لكي يتعلم ابنها مهنة تنفعه وتحقق له دخلاً ولو بسيطاً، وتؤكد أن المراكز الخاصة تطلب من الأهالي مبالغ كبيرة لكي تقبل أولادها وتعتقد أن أهالي الأطفال المعاقين ما هم إلا دجاجة تبيض ذهبا للمراكز الخاصة.
لا نجد من يرشدنا في هذه المرحلة
وتوضح السيدة "هـ.و." أن كل ما تريد أن يتعلمه ابنها البالغ من العمر 12 عاماً هو المهارات الاجتماعية والسلوكية لكي يعرف كيف يتعامل مع غيره من أفراد المجتمع، خاصة وأنه أصبح شاباً يجب أن يعرف كيف يتعامل مع الجنس الآخر دون أن يسبب إحراجاً لأحد ويعرف حدود الأدب والحرام والحلال، وتشير إلى أنه الآن في سن البلوغ وهي تشعر بالخوف ولا تعرف كيف يمكن أن تتصرف معه فهو أكبر أولادها ولا تجد من يوجهها ويرشدها لكيفية التعامل معه، كما تؤكد أنها تقابلت مع كثير من الاختصاصيين النفسيين إلا أن جميع من قابلتهم لديهم خبرة واسعة فيمن هم أقل سناً من ابنها لهذا فهناك فجوة كبيرة ويجب معالجتها من قبل المسؤولين في أقرب فرصة، وذلك بإيجاد أماكن وورش خاصة بهذه السن من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعاقين عقلياً والذين تبدأ أعمارهم من 14 سنة فما فوق لكي يتم تأهيلهم مهنياً.
مراهقتهم لا تختلف عن غيرهم
أما عن مرحلة المراهقة عند المعاقين ذهنياً، فتوضح استشارية الصحة النفسية والمتخصصة في التربية الخاصة شادية المصري أن مظاهر البلوغ عند هذه الفئة لا تختلف كثيراً عن غيرهم من الأفراد الطبيعيين، إلا أن طرق التربية والتوجيه يجب أن تكون أدق، كما توضح أن فئة المعاقين ذهنياً يمرون بنفس مراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الأفراد غير المعاقين وإن كانوا في بعض الأحيان أبطأ أو أسرع من غيرهم، وبالتالي فهم يمرون أيضا بمرحلة البلوغ الجنسي كما أن لهم أغلب الاحتياجات التي للآخرين.
وتشير المصري إلى أنه بالنظر إلى ضعف إدراك هؤلاء الأفراد للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي نجد أنهم لا يميزون بين السلوك المقبول اجتماعياً والسلوك غير المقبول، هذا إلى جانب سهولة انقيادهم للآخرين، وهذا يجعل ضعاف النفوس من غير المعاقين يقبلون على استغلالهم لمآرب غير أخلاقية، وهذا ما يحدث في بعض الأحيان إن لم تكن هناك تنشئة جيدة لهم.
تعليمه كيفية حماية نفسه
وإلى جانب ذلك يجب أن تكون هناك مؤسسات للتأهيل المهني لهؤلاء الأفراد بعد وصولهم لسن البلوغ لكي يفرغوا طاقاتهم ولا تكون ملاحظة التغيرات الجسمية عليهم هي شغلهم الشاغل، كما تقدم المصري عدة نصائح للأهل في هذا المجال، حيث تحث الأم ألا تعود طفلها على الحضن الزائد الذي من الممكن أن يعتاد عليه خاصة في سن المراهقة، كما عليها أن تراقب البرامج والإعلانات التلفزيونية التي يشاهدها ومحاولة توجيهه إلى البرامج التعليمية، وتضيف أنه على الأم تعويده منذ الصغر على الملابس الفضفاضة وخاصة الملابس الداخلية والبنطلون، كما عليها تعويده على أن ينام في غرفة منفصلة عن أبويه وعدم السماح له بالذهاب إلى الفراش دون حاجته للنوم، هذا مع أخذ الحذر دوماً لعدم تغيبه فترة طويلة عن أعين أبويه وتدريبه على كيفية حماية نفسه، فعلى سبيل المثال تنبيهه بأن لا يذهب مع الغريب إلى أي مكان منعزل وعدم السماح لأحد أن يقوم بتجريده من ملابسه كما عليه ألا يقبل أي هدية أو مغريات من الغريب.
فئة قادرة على العمل
وتشير شادية المصري إلى أن هناك الكثير ممن يعتقد أن المعاقين عقلياً غير قادرين على العمل وهذا غير صحيح حيث إنه يمكن تدريبهم وتأهيلهم حتى حالات التخلف العقلي المتوسط ، كما توضح أن لكل حالة أسلوبا للتهيئة المهنية حسب قدراتها ، وتوضح أنه يمكن تدريبهم على عدة مهن مثل النجارة والحدادة والخياطة والأعمال اليدوية والحرفية على أن يكونوا عاملا مساعدا في الإنتاج كما يمكن تدريبهم على الحاسب الآلي وعدد من المهن الإدارية مثل تنظيم البريد وترتيب الملفات والتصوير.
قنبلة موقوتة
توضح الأستاذة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة مها أركوبي أن هناك عدة تصنيفات للإعاقة العقلية، الأول هو إعاقة عقلية بسيطة ثم متوسطة ثم شديدة ثم أصعب الحالات وهي الإعاقة العقلية الشديدة جداً، أما التصنيف الثاني فهو قابل للتعلم والتدرب أو غير قابل للتعلم والتدرب، وتشير أركوبي إلى أن معاهد التربية الفكرية تقبل الإعاقة العقلية البسيطة القريبة من المتوسطة فقط، وتتساءل ما مصير الفئات الأخرى التي نستطيع أن نقول إنها قابلة للتعلم والتدرب وتوضح أن كل ما يقدم لهم مناهج وظيفية حيث تشتمل على الاعتماد على الذات والأمن والسلامة وغير ذلك وهذا بالطبع شيء مهم ولكن ماذا بعد؟ عملية التأهيل المهني ملغية تماماً فنجد أن التأهيل في السعودية مقسم على وزارة الصحة والتربية والتعليم فقط فلا توجد ورش ولا توجد أماكن تأهلهم لحياة مستقلة وأين هي مهاراتهم وقدراتهم، وإلى متى ستظل مكبوتة تبحث عمن يستثمرها. وتستطرد أركوبي بقولها "إن هذه الفئة حبيسة المنازل ما هم إلا قنبلة موقوتة ستنفجر في وقت ما ويجب الالتفات لها في أقرب فرصة"،.
لهم الحق في جميع المشروعات الوطنية
وتشير الدكتورة مها إلى أن المعاق، وتخص بذلك الإعاقة العقلية، عندما يصل إلى 13 عاماً لا يجد من يقبله ويؤهله، وترجع السبب في ذلك إلى عدم وجود كوادر متخصصة، على الرغم من وجود أقسام للتربية الخاصة في الجامعات والكليات السعودية، إلا أن دراسة كيفية تأهيل المعاق مهنياً تفتقدها جامعات السعودية، بل والوطن العربي كله، حيث لا يوجد هذا التخصص سوى في الغرب واليابان وبعض دول آسيا، كما تشير أركوبي إلى أن وزارة التربية والتعليم كانت تهتم بتقديم البرامج والمناهج لهذه الفئة لذلك نلاحظ افتقادهم للأسلوب الراقي في التعامل مع الآخرين، وبهذا نجد أن المناهج لا تضم تهيئة بالشكل الصحيح، وتشير إلى أنه أخيرا طرأ تعديل على مناهج التربية الفكرية حيث أصبح المنهج وظيفيا أكثر حيث يربى الطفل على كيفية التعايش مع المجتمع.
وتشير الدكتورة مها أركوبي إلى أن المجتمع العربي بشكل عام ينظر إلى الكمال في أطفاله لهذا عندما يجدون مشكلة في أحد أطفالهم يحرصون على إخفائها عن الناس، وتؤكد أركوبي أن كل بيت سعودي الآن تقريباً يوجد به طفل معاق وللأسف المجتمع ليس لديه شعور بالتكافل الاجتماعي فالطفل المعاق ليس مسؤولية والديه فقط بل هو مسؤولية مجتمع بأكمله، بما يضم من مؤسسات ومنظمات ووزارات فأين أئمة المساجد ورجال الدين من هؤلاء الأطفال والشباب المعاقين، ولماذا لا يكون هناك توجيه وإرشاد عن طريق خطابهم الذي يهتم به كل فرد من أفراد المجتمع، وتشير إلى أنه على الرغم من تعميم النظام الوطني وتوصيته لجميع الأجهزة الحكومية بضرورة مراعاة تيسير الخدمات للمعاقين، وملاحظة ذلك عند تصميم وتجهيز المباني التي يتعامل معها الجمهور، سواء كانت حكومية أو خاصة، بالإضافة إلى المواقف والطرق وغير ذلك إلا أنه لا يوجد تنفيذ من أصحاب المشروعات، فلماذا لا تعتبر البلدية ذلك مخالفة وتشرع العقوبات المالية كأي إجراء يتم في حالات المخالفات الأخرى.
حقهم في المشروع القومي للسعودة
كما تطالب أركوبي بأن يتفاعل القضاء أيضا مع الموقف، وتشير إلى المشروع الوطني للسعودة وتقول إن جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في هذا المشروع كغيرهم من باقي شباب وشابات المجتمع السعودي إذا كانوا مدربين ومؤهلين، وتؤكد أن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليس دور وزارة التربية و التعليم وحدها بل يجب أن يشارك في ذلك جميع أنظمة المجتمع المختلفة.
تكامل الجهود وإنشاء الأندية ووسائل الترفيه
وتشير الدكتورة فوزية أخضر، من مكتب الإشراف التربوي للتربية الخاصة بالرياض، إلى أن لسن المراهقة رعاية وعناية خاصة بشكل عام، أما على صعيد ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم فلا يوجد أي خطة تخدم الفئات الخاصة في هذه المرحلة، وتخص أخضر بمقالها الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة وتعتبرهم من أهم بنود رسالتها تجاه هذه الفئات خاصة في سن المراهقة، كما تؤكد الدكتورة فوزية أن اغلبهن بمجرد وصولهن إلى سن الثانية عشرة يصبحن حبيسات المنازل ولا يجدن مكاناً لتأهيلهن على الرغم من أن هذه السن تتأجج فيها المواهب، ومن منهن تستطيع إكمال الدراسة الجامعية؟ "من المعاقين سمعياً أو بصرياً"، يكون البقاء في المنزل أيضا هو نهاية المشوار، فلا يوجد من يوظفهن والسبب ما يعتقده الكثير بأنه إعاقة.
وتطالب الدكتورة فوزية بأن يكون هناك توجيه للتركيز على هذه الفترة الحرجة من حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، فالأهالي في البيوت ليس لديهم خبرة في التعامل معهم لهذا يجب إشغال وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع ، كما طالبت أخضر بتوفير الرياضة لهم من الجنسين، وتضيف أن هذه المطالبات ليست موجهة للمتخصصين فقط ولكنها موجهة لجميع أنظمة المجتمع لهذا يجب تكامل الجهود وإنشاء الأندية ووسائل الترفيه والتسلية لهم كأي فرد من أفراد المجتمع.
وتشير الدكتورة فوزية أخضر إلى "أن كل ما نهتم به تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة هو تعليمهم ووسائل تدريبهم والبرامج الخاصة بهم وهذا ليس كافياً، فيجب ألا تغفل النواحي النفسية والاجتماعية وكيف نخدمهم في هذه الجوانب وكيف نجعلهم فاعلين بشكل حقيقي في المجتمع، كما تؤكد أخضر على أن هناك عوائق ربما تواجه المهتمين بهذه الفئات خاصة الفتيات منهم، فهم أنفسهم عائق حيث تتحكم فيهم حالاتهم النفسية من حالات اكتئاب وغير ذلك، عوضاً على أن للبنات خصوصياتهن، كما أن نظرة المجتمع السلبية عائق، وعدم تفهم المسؤولين عائق"، وتقول أخضر "مسؤوليتنا كتربويين أن نركز على هذه المرحلة العمرية".
يذكر أن الدكتورة فوزية أخضر قد طالبت بحصول الشابات من ذوات الاحتياجات الخاصة على حقهن في الزواج، وذلك في إطار المحاضرة التي ألقتها ضمن الندوات التي أقامتها الإدارة العامة لتعليم البنات بجدة شعبة التربية الخاصة تحت إشراف وزارة المعارف في شهر أبريل المنصرم من هذا العام، وقد أكدت الدكتورة فوزية في حديث خاص لـ"الوطن" بأنه على المهتمين بهذه الفئة أن يحققوا لهم رغباتها واهتماماتها فهي كغيره له أحاسيس ومشاعر من الخطأ تجاهلها.
المكان لا يسمح بوجود ورش
وقد أشار مدير مركز التأهيل الشامل بجدة رضا خياط إلى أنه من المفترض أن يحتوي المركز على قسم للتأهيل المهني إلا أن المساحة المكانية لا تتسع لوجود ورش، كما ذكر الخياط أن فرع التأهيل الشامل الوحيد الذي يضم تأهيلا مهنيا لهذه الفئة هو الموجود بالطائف، وبسؤالنا عن كيفية القبول في هذه المراكز المهنية يقول خياط إن القبول يتوقف على الملف الذي يضم الفحوص الطبية والاجتماعية والنفسية ودرجة الذكاء ثم يقدم للإدارة العامة للتأهيل، وعندما تتم الموافقة يتحول إلى مركز التأهيل بالطائف بالقسم الداخلي ويتم التخرج بعد تأهيله وبعد حصوله على شهادة رسمية موقعة من وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية، وبإمكانه العمل بهذه الشهادة.
وعلى صعيد القسم النسائي لمركز التأهيل الشامل، رفضت مديرته السيدة حصة العنقري التحدث مع "الوطن"، حول هذه القضية، واكتفت مديرة مكتبها بنفي وجود قسم للتأهيل المهني خاص بالإناث.
100 مليون معاق ذهنياً في إفريقيا
وقد أشارت مجلة "النفس المطمئنة" التي تصدر من الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية من خلال موقعها على الشبكة العنكبوتية إلى أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أعداد المعاقين في مختلف مجتمعات العالم تسجل زيادة هائلة، حيث بلغت النسبة من 8-10% من سكان العالم، ومعظم حالات الإعاقة في الدول النامية، وكانت الأرقام السابقة تشير إلى أن حالات الإعاقة المتوسطة والشديدة نسبتها 2-4%، وتدل هذه الأرقام على وجود ملايين من حالات الإعاقة من مختلف الأعمار في كل مجتمعات العالم وفي العالم العربي، على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية موثقة، فإن عدد المعاقين يقدر بحوالي 20 مليون شخص وفي إفريقيا يزيد عدد المعاقين على 100 مليون وتتزايد هذه الأعداد باستمرار.
ومن الملاحظ أن اتجاهات الناس نحو المعاقين ظلت لوقت طويل ذات طابع سلبي، فهناك من يجد حرجا شديدا في الحديث عن الموضوعات المتعلقة بحالات الإعاقة، وهناك من يخجل من الاعتراف بوجود فرد معاق في أسرته، ويؤدي ذلك إلى امتناع كثير من الأسر عن التعامل مع خدمات التأهيل والمراكز التي تقوم على رعاية المعاقين.
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-08-25/affair.htm
المعاقون ذهنياً في سن المراهقة قنبلة موقوتة في منازلنا
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-08-25/Pictures/240803184454AGQERG.jpg
جدة: صفاء الشريف
كشف عدد من الدراسات والإحصائيات بالسعودية أن حالات الإعاقة الذهنية في السعودية تبلغ 21.336 حالة، يمثل الذكور 59.4% منها. ويحتل التخلف العقلي المتوسط 53.3%منها، والتخلف العقلي الشديد 28.7%، والتخلف العقلي البسيط 11.8%، أما الأمراض العقلية فتمثل 6.2%.
وتمثل مرحلة المراهقة من سن 16 إلى 30، 40.8% من إجمالي الحالات البالغة 105.929 حالة، في حين تمثل المرحلة أقل من 5 سنوات إلى 15 سنة 36.5%، وتقل تدريجياً في المراحل من 31 إلى 45، حيث تمثل 16.2%، ثم أخيراً مرحلة من 46 إلى أكثر من 50 عاماً 6.5%.
معاناة أم مراهق خاص
وعلى الرغم من أن نسبة المراهق الخاص هي الأعلى من بين أعمار المعاقين الموجودين بالسعودية، إلا أنهم الأقل نصيباً من الاهتمام واستثمار طاقاتهم، خاصة فئة المعاقين ذهنياً الذين أصبحوا سجناء في منازلهم. والسبب هو اعتقاد كثير من العاملين في هذا المجال بأن ما يهم أولياء أمورهم هو الجانب الأكاديمي ويرفضون أن يمتهن ابنهم مهنة حرفية أو ما شابهها.
وفي محاولة لتسليط الضوء على بعض حالات المراهق الخاص، قامت "الوطن" بزيارة عدد من الأسر التي تضم مراهقاً خاصاً.
المراكز تستبعد من يصل إلى السابعة عشرة
أشارت السيدة عبير "أم أحمد عباس" إلى أنها تحرص دائماً هي وغيرها على توضيح الرأي المعاكس للمسؤولين، فتوضح أنه عندما بدأت علامات البلوغ تظهر على ابنها أحمد، لاحظت أنها تظهر بشكل طبيعي جداً وبالتالي شعرت أن لديه طاقة زائدة وفي نفس الوقت قرر المركز المتخصص الذي يلتحق به أحمد الاستغناء عنه لأن عمره 17 عاماً. وتضيف أم أحمد أنه في الوقت الذي شعرت بأن ابنها يحتاج إلى من يوجهه كغيره من المراهقين تجده حبيس المنزل، لهذا تشير إلى أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ممن يعاني من الإعاقة العقلية عندما يصلوا إلى سن المراهقة يصبحون مهملين تماماً من كافة قطاعات الدولة، وتضيف أن كثيرا من المتخصصين ينصحونها بأن ترسل ابنها إلى أحد المراكز المتخصصة الموجودة في الأردن أو مصر أو حتى أمريكا إلا أنها تستنكر ذلك، فلماذا يغيب ابني عني لمجرد أنه معاق ذهنياً في حين أن الدولة أحق بخدمته من أي مكان آخر فهو من مواطنيها الذين لهم حق في جميع الخدمات.
دجاجة تبيض ذهباً
وتطالب أم أحمد بإيجاد أندية خاصة بهم تضم مدربين متخصصين حتى تطمئن عليه كما تطالب بإيجاد متخصصين في التأهيل المهني لكي يتعلم ابنها مهنة تنفعه وتحقق له دخلاً ولو بسيطاً، وتؤكد أن المراكز الخاصة تطلب من الأهالي مبالغ كبيرة لكي تقبل أولادها وتعتقد أن أهالي الأطفال المعاقين ما هم إلا دجاجة تبيض ذهبا للمراكز الخاصة.
لا نجد من يرشدنا في هذه المرحلة
وتوضح السيدة "هـ.و." أن كل ما تريد أن يتعلمه ابنها البالغ من العمر 12 عاماً هو المهارات الاجتماعية والسلوكية لكي يعرف كيف يتعامل مع غيره من أفراد المجتمع، خاصة وأنه أصبح شاباً يجب أن يعرف كيف يتعامل مع الجنس الآخر دون أن يسبب إحراجاً لأحد ويعرف حدود الأدب والحرام والحلال، وتشير إلى أنه الآن في سن البلوغ وهي تشعر بالخوف ولا تعرف كيف يمكن أن تتصرف معه فهو أكبر أولادها ولا تجد من يوجهها ويرشدها لكيفية التعامل معه، كما تؤكد أنها تقابلت مع كثير من الاختصاصيين النفسيين إلا أن جميع من قابلتهم لديهم خبرة واسعة فيمن هم أقل سناً من ابنها لهذا فهناك فجوة كبيرة ويجب معالجتها من قبل المسؤولين في أقرب فرصة، وذلك بإيجاد أماكن وورش خاصة بهذه السن من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعاقين عقلياً والذين تبدأ أعمارهم من 14 سنة فما فوق لكي يتم تأهيلهم مهنياً.
مراهقتهم لا تختلف عن غيرهم
أما عن مرحلة المراهقة عند المعاقين ذهنياً، فتوضح استشارية الصحة النفسية والمتخصصة في التربية الخاصة شادية المصري أن مظاهر البلوغ عند هذه الفئة لا تختلف كثيراً عن غيرهم من الأفراد الطبيعيين، إلا أن طرق التربية والتوجيه يجب أن تكون أدق، كما توضح أن فئة المعاقين ذهنياً يمرون بنفس مراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الأفراد غير المعاقين وإن كانوا في بعض الأحيان أبطأ أو أسرع من غيرهم، وبالتالي فهم يمرون أيضا بمرحلة البلوغ الجنسي كما أن لهم أغلب الاحتياجات التي للآخرين.
وتشير المصري إلى أنه بالنظر إلى ضعف إدراك هؤلاء الأفراد للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي نجد أنهم لا يميزون بين السلوك المقبول اجتماعياً والسلوك غير المقبول، هذا إلى جانب سهولة انقيادهم للآخرين، وهذا يجعل ضعاف النفوس من غير المعاقين يقبلون على استغلالهم لمآرب غير أخلاقية، وهذا ما يحدث في بعض الأحيان إن لم تكن هناك تنشئة جيدة لهم.
تعليمه كيفية حماية نفسه
وإلى جانب ذلك يجب أن تكون هناك مؤسسات للتأهيل المهني لهؤلاء الأفراد بعد وصولهم لسن البلوغ لكي يفرغوا طاقاتهم ولا تكون ملاحظة التغيرات الجسمية عليهم هي شغلهم الشاغل، كما تقدم المصري عدة نصائح للأهل في هذا المجال، حيث تحث الأم ألا تعود طفلها على الحضن الزائد الذي من الممكن أن يعتاد عليه خاصة في سن المراهقة، كما عليها أن تراقب البرامج والإعلانات التلفزيونية التي يشاهدها ومحاولة توجيهه إلى البرامج التعليمية، وتضيف أنه على الأم تعويده منذ الصغر على الملابس الفضفاضة وخاصة الملابس الداخلية والبنطلون، كما عليها تعويده على أن ينام في غرفة منفصلة عن أبويه وعدم السماح له بالذهاب إلى الفراش دون حاجته للنوم، هذا مع أخذ الحذر دوماً لعدم تغيبه فترة طويلة عن أعين أبويه وتدريبه على كيفية حماية نفسه، فعلى سبيل المثال تنبيهه بأن لا يذهب مع الغريب إلى أي مكان منعزل وعدم السماح لأحد أن يقوم بتجريده من ملابسه كما عليه ألا يقبل أي هدية أو مغريات من الغريب.
فئة قادرة على العمل
وتشير شادية المصري إلى أن هناك الكثير ممن يعتقد أن المعاقين عقلياً غير قادرين على العمل وهذا غير صحيح حيث إنه يمكن تدريبهم وتأهيلهم حتى حالات التخلف العقلي المتوسط ، كما توضح أن لكل حالة أسلوبا للتهيئة المهنية حسب قدراتها ، وتوضح أنه يمكن تدريبهم على عدة مهن مثل النجارة والحدادة والخياطة والأعمال اليدوية والحرفية على أن يكونوا عاملا مساعدا في الإنتاج كما يمكن تدريبهم على الحاسب الآلي وعدد من المهن الإدارية مثل تنظيم البريد وترتيب الملفات والتصوير.
قنبلة موقوتة
توضح الأستاذة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة مها أركوبي أن هناك عدة تصنيفات للإعاقة العقلية، الأول هو إعاقة عقلية بسيطة ثم متوسطة ثم شديدة ثم أصعب الحالات وهي الإعاقة العقلية الشديدة جداً، أما التصنيف الثاني فهو قابل للتعلم والتدرب أو غير قابل للتعلم والتدرب، وتشير أركوبي إلى أن معاهد التربية الفكرية تقبل الإعاقة العقلية البسيطة القريبة من المتوسطة فقط، وتتساءل ما مصير الفئات الأخرى التي نستطيع أن نقول إنها قابلة للتعلم والتدرب وتوضح أن كل ما يقدم لهم مناهج وظيفية حيث تشتمل على الاعتماد على الذات والأمن والسلامة وغير ذلك وهذا بالطبع شيء مهم ولكن ماذا بعد؟ عملية التأهيل المهني ملغية تماماً فنجد أن التأهيل في السعودية مقسم على وزارة الصحة والتربية والتعليم فقط فلا توجد ورش ولا توجد أماكن تأهلهم لحياة مستقلة وأين هي مهاراتهم وقدراتهم، وإلى متى ستظل مكبوتة تبحث عمن يستثمرها. وتستطرد أركوبي بقولها "إن هذه الفئة حبيسة المنازل ما هم إلا قنبلة موقوتة ستنفجر في وقت ما ويجب الالتفات لها في أقرب فرصة"،.
لهم الحق في جميع المشروعات الوطنية
وتشير الدكتورة مها إلى أن المعاق، وتخص بذلك الإعاقة العقلية، عندما يصل إلى 13 عاماً لا يجد من يقبله ويؤهله، وترجع السبب في ذلك إلى عدم وجود كوادر متخصصة، على الرغم من وجود أقسام للتربية الخاصة في الجامعات والكليات السعودية، إلا أن دراسة كيفية تأهيل المعاق مهنياً تفتقدها جامعات السعودية، بل والوطن العربي كله، حيث لا يوجد هذا التخصص سوى في الغرب واليابان وبعض دول آسيا، كما تشير أركوبي إلى أن وزارة التربية والتعليم كانت تهتم بتقديم البرامج والمناهج لهذه الفئة لذلك نلاحظ افتقادهم للأسلوب الراقي في التعامل مع الآخرين، وبهذا نجد أن المناهج لا تضم تهيئة بالشكل الصحيح، وتشير إلى أنه أخيرا طرأ تعديل على مناهج التربية الفكرية حيث أصبح المنهج وظيفيا أكثر حيث يربى الطفل على كيفية التعايش مع المجتمع.
وتشير الدكتورة مها أركوبي إلى أن المجتمع العربي بشكل عام ينظر إلى الكمال في أطفاله لهذا عندما يجدون مشكلة في أحد أطفالهم يحرصون على إخفائها عن الناس، وتؤكد أركوبي أن كل بيت سعودي الآن تقريباً يوجد به طفل معاق وللأسف المجتمع ليس لديه شعور بالتكافل الاجتماعي فالطفل المعاق ليس مسؤولية والديه فقط بل هو مسؤولية مجتمع بأكمله، بما يضم من مؤسسات ومنظمات ووزارات فأين أئمة المساجد ورجال الدين من هؤلاء الأطفال والشباب المعاقين، ولماذا لا يكون هناك توجيه وإرشاد عن طريق خطابهم الذي يهتم به كل فرد من أفراد المجتمع، وتشير إلى أنه على الرغم من تعميم النظام الوطني وتوصيته لجميع الأجهزة الحكومية بضرورة مراعاة تيسير الخدمات للمعاقين، وملاحظة ذلك عند تصميم وتجهيز المباني التي يتعامل معها الجمهور، سواء كانت حكومية أو خاصة، بالإضافة إلى المواقف والطرق وغير ذلك إلا أنه لا يوجد تنفيذ من أصحاب المشروعات، فلماذا لا تعتبر البلدية ذلك مخالفة وتشرع العقوبات المالية كأي إجراء يتم في حالات المخالفات الأخرى.
حقهم في المشروع القومي للسعودة
كما تطالب أركوبي بأن يتفاعل القضاء أيضا مع الموقف، وتشير إلى المشروع الوطني للسعودة وتقول إن جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في هذا المشروع كغيرهم من باقي شباب وشابات المجتمع السعودي إذا كانوا مدربين ومؤهلين، وتؤكد أن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليس دور وزارة التربية و التعليم وحدها بل يجب أن يشارك في ذلك جميع أنظمة المجتمع المختلفة.
تكامل الجهود وإنشاء الأندية ووسائل الترفيه
وتشير الدكتورة فوزية أخضر، من مكتب الإشراف التربوي للتربية الخاصة بالرياض، إلى أن لسن المراهقة رعاية وعناية خاصة بشكل عام، أما على صعيد ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم فلا يوجد أي خطة تخدم الفئات الخاصة في هذه المرحلة، وتخص أخضر بمقالها الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة وتعتبرهم من أهم بنود رسالتها تجاه هذه الفئات خاصة في سن المراهقة، كما تؤكد الدكتورة فوزية أن اغلبهن بمجرد وصولهن إلى سن الثانية عشرة يصبحن حبيسات المنازل ولا يجدن مكاناً لتأهيلهن على الرغم من أن هذه السن تتأجج فيها المواهب، ومن منهن تستطيع إكمال الدراسة الجامعية؟ "من المعاقين سمعياً أو بصرياً"، يكون البقاء في المنزل أيضا هو نهاية المشوار، فلا يوجد من يوظفهن والسبب ما يعتقده الكثير بأنه إعاقة.
وتطالب الدكتورة فوزية بأن يكون هناك توجيه للتركيز على هذه الفترة الحرجة من حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، فالأهالي في البيوت ليس لديهم خبرة في التعامل معهم لهذا يجب إشغال وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع ، كما طالبت أخضر بتوفير الرياضة لهم من الجنسين، وتضيف أن هذه المطالبات ليست موجهة للمتخصصين فقط ولكنها موجهة لجميع أنظمة المجتمع لهذا يجب تكامل الجهود وإنشاء الأندية ووسائل الترفيه والتسلية لهم كأي فرد من أفراد المجتمع.
وتشير الدكتورة فوزية أخضر إلى "أن كل ما نهتم به تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة هو تعليمهم ووسائل تدريبهم والبرامج الخاصة بهم وهذا ليس كافياً، فيجب ألا تغفل النواحي النفسية والاجتماعية وكيف نخدمهم في هذه الجوانب وكيف نجعلهم فاعلين بشكل حقيقي في المجتمع، كما تؤكد أخضر على أن هناك عوائق ربما تواجه المهتمين بهذه الفئات خاصة الفتيات منهم، فهم أنفسهم عائق حيث تتحكم فيهم حالاتهم النفسية من حالات اكتئاب وغير ذلك، عوضاً على أن للبنات خصوصياتهن، كما أن نظرة المجتمع السلبية عائق، وعدم تفهم المسؤولين عائق"، وتقول أخضر "مسؤوليتنا كتربويين أن نركز على هذه المرحلة العمرية".
يذكر أن الدكتورة فوزية أخضر قد طالبت بحصول الشابات من ذوات الاحتياجات الخاصة على حقهن في الزواج، وذلك في إطار المحاضرة التي ألقتها ضمن الندوات التي أقامتها الإدارة العامة لتعليم البنات بجدة شعبة التربية الخاصة تحت إشراف وزارة المعارف في شهر أبريل المنصرم من هذا العام، وقد أكدت الدكتورة فوزية في حديث خاص لـ"الوطن" بأنه على المهتمين بهذه الفئة أن يحققوا لهم رغباتها واهتماماتها فهي كغيره له أحاسيس ومشاعر من الخطأ تجاهلها.
المكان لا يسمح بوجود ورش
وقد أشار مدير مركز التأهيل الشامل بجدة رضا خياط إلى أنه من المفترض أن يحتوي المركز على قسم للتأهيل المهني إلا أن المساحة المكانية لا تتسع لوجود ورش، كما ذكر الخياط أن فرع التأهيل الشامل الوحيد الذي يضم تأهيلا مهنيا لهذه الفئة هو الموجود بالطائف، وبسؤالنا عن كيفية القبول في هذه المراكز المهنية يقول خياط إن القبول يتوقف على الملف الذي يضم الفحوص الطبية والاجتماعية والنفسية ودرجة الذكاء ثم يقدم للإدارة العامة للتأهيل، وعندما تتم الموافقة يتحول إلى مركز التأهيل بالطائف بالقسم الداخلي ويتم التخرج بعد تأهيله وبعد حصوله على شهادة رسمية موقعة من وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية، وبإمكانه العمل بهذه الشهادة.
وعلى صعيد القسم النسائي لمركز التأهيل الشامل، رفضت مديرته السيدة حصة العنقري التحدث مع "الوطن"، حول هذه القضية، واكتفت مديرة مكتبها بنفي وجود قسم للتأهيل المهني خاص بالإناث.
100 مليون معاق ذهنياً في إفريقيا
وقد أشارت مجلة "النفس المطمئنة" التي تصدر من الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية من خلال موقعها على الشبكة العنكبوتية إلى أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أعداد المعاقين في مختلف مجتمعات العالم تسجل زيادة هائلة، حيث بلغت النسبة من 8-10% من سكان العالم، ومعظم حالات الإعاقة في الدول النامية، وكانت الأرقام السابقة تشير إلى أن حالات الإعاقة المتوسطة والشديدة نسبتها 2-4%، وتدل هذه الأرقام على وجود ملايين من حالات الإعاقة من مختلف الأعمار في كل مجتمعات العالم وفي العالم العربي، على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية موثقة، فإن عدد المعاقين يقدر بحوالي 20 مليون شخص وفي إفريقيا يزيد عدد المعاقين على 100 مليون وتتزايد هذه الأعداد باستمرار.
ومن الملاحظ أن اتجاهات الناس نحو المعاقين ظلت لوقت طويل ذات طابع سلبي، فهناك من يجد حرجا شديدا في الحديث عن الموضوعات المتعلقة بحالات الإعاقة، وهناك من يخجل من الاعتراف بوجود فرد معاق في أسرته، ويؤدي ذلك إلى امتناع كثير من الأسر عن التعامل مع خدمات التأهيل والمراكز التي تقوم على رعاية المعاقين.
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-08-25/affair.htm