شام
16-08-2005, 07:33
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كلمات قالها لي نزار قباني :
فتحت المسجلة ، ووضعت امامي كتاب اسمه الشعر...
ما هي الا لحظات وانا اردد مع فيروزا..
"يا عصفورة الشجن...
مثل عينيك بلا وطن..."
.
.
احب الجنون ، العب معه كطفل تسرقه اول الليل يد الوثن...
اتعلمون ، عشقي له كعشق أمي لاحضانها حين ارتمي عليها آخر الليل من تعب الحروف...
.
قالها لي نزار.. :
"الشعر هو كلمة السر ، من عرف متى يقولها وكيف يقولها ، استطاع ان يزحزح الصخرة المسحورة ويصل الى صناديق اللؤلؤ والمرجان ، والى الحور المقصورات في الجنان"...
.
والزخات تحب ان تلعب مع السحاب لعبة الجنون ...
ان تزرع اول زهرة برية ليحملها قلبٌ كانت تنتظره مختبئة وراء صخرة رمادية...
.
الانسان ، له ذوقٌ جميل والتعبير بين يديه اجمل ، فالحيوان لا يهتم بالنجوم ، كاهتمام قلب جنوني بروعة المغارب ولا يمسك الزهرة ذلك الحيوان الا ليفترسها ، لكن جنوننا يضم الوردة ويصنع العطر من رحيقها كما تفعل النحلة في الربيع الاخضر...
.
"أي وهمٍ انت عشت به ، كنت في البال ولم تكن" (رددي يا عصفورة الشجن ، فأنا مثلك بلا سكنٍ ، انما عيناك ايها الجنون هو سكني...)
.
.
"الشعر خنجرٌ ذهبي مدفون في لحمي ، أكره ان يتركني ، ولا أكره ان يذبحني" (صرخها نزار) ، والجنون هو خنجري ... احبه حين يخرقني بحروفه ويقتلني ..
.
.
امسك الورقة ، وامارس القتل الجنوني فوقها ، فتخرج منها إفرازات جميلة ، لم اعهد انها معي تسكنني ، كنزيف الحروف في وسط السماء المليئة بالنجوم تتوالد من شق ريشة خشبية ، قديمة ، ...
.
.
"إن المجانين وحدهم هم الذين يتغذون بحوارهم الداخلي ويعلكون خبز أوهامهم"
"اللوحة بحاجة الى من يراها ، والتمثال بحاجة الى من يلمسه ، والسمفونية بحاجة الى من يسمعها ، أما الشعر فربما كان اكثر الفنون حاجة الى الانسان لأنه مشتبك بلحم الانسان ، بفمه وحنجرته".... (رسمها نزار قباني على جدار أبيض) ...
.
.
ساقول لكم...
الجنون عند الزخات نارٌ ، ونار الانسان لا تموت ، لأنه شرايينه قطرة زيت ، وقطرة جنون ، وقطرة حب...
.
.
جنوني...
موجود في كل مكان ، كل تفاصيل حياتي ، في افراحي ، واحزاني ، فأنا اقدمه عندما استنشق عطر وردة بيضاء ...
عندما اشترى علبة حلوى ، اقدمها لاطفال الحاره عندنا ،
في جنوني تطريزة ذهبية ، لا انها فضية برجوازية..
صنعها لي صائغ الحروف ، قلادة في رقبة طفل بريء...
.
.
هو جرعة جنونية ، غير معقولة في زماننا ، فهم لا يعترفون ببقاياه ، اتناولها في صباحي ، مع كأس شاي خلط بالنعنع الاخضر ، وعلى المساء تحت ضوء القمر ، نتسامر معا.. على اغنية جميلة تقول: أهواك بلا أملِ ، نعم انها فيروز تطرب ليلي..
.
.
مجموعة صور ، في كتاب طبع عليه باحرف سميكة ، لا لون لها ..
صورٌ من هذيان الجنون يا لؤلؤتي ... اتدركين ان للجنون ايضا هذيانٌ خاص به ...
الم تعلمي ذلك ، اننا نستطيع ان نجعل الجنون يهذي كالاطفال ، فيصرخ في وجوهنا ، يطالبنا بحضنٌ ، يدفئ حروفه ..
.
.
اصطحبت مرة كاميرا جدي العتيقة ، وذهبت اجر رجلاي بعربتي ، التقط الازهار واشم رائحة الارض بعد عطاء السماء لها بزخات طردت عنها الغبار..
دهشت كثيرا ، حين وقف امامي جنوني ،
فقتل له: قف ، لحظة ، دعني آخذ لك صورة فوتوغرافية..
دعني اعلقها على حائط حزني في غرفتي المظلمة..
قف .. قف .. قف ، ارجوك...
فحلق عاليا.. وقال لي:
ليس للجنون صورة فوتوغرافية معروفة ، فأنا هنا على سطح بيتكم ، وهناك على سطح جيرانكم ، فوق صحن الفقير.. تحت طاولة الغني..
وعلى الشوارع يرسمني اطفال مشاكسون...
لا احد يعرفني ، ولا انا اعرف نفسي ..
فلا جواز لي ، كالطير ، الا ان الطير يقتل ...
وانا.. لا صورة لي فاذهبي عني الان..
.
.
جنوني ،
تركيبة بيولوجية ، كيماوية ، وتشريحا لرماد جسد ، احترق الحروف داخله...
حين حاولت ان تصل للشمس ، لتهديها الى اغلى نبضاتها ، فاحترقت عند اول المسافات ،
واكملت طريقها بمصاحبة جنونها ، علها تصل الى باب المشاعر والانفعالات داخل سرب من الحمام...
لكنها احترقت ، وجمعت رمادها في قارورة ، وادخلتها النهر ليصل الى شاطئه...
.
.
جنوني لي وحدي ، يملكني واملكه
كرقصة افقد بها توازني ، على لغة ليس لها حروف ساكنة ،
رقصة بكل اجزاء النفس ، وخلجاتها الواعية واللاواعية ،
بكل طبقاتها المنكسرة والمستتره ،
بكل احلامها الممكنة وغير الممكنة ،
بكل خطوة ، معقولة وغير معقولة ،
فهي جنوني...
من قـلـب ذلك القلم الحزين.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كلمات قالها لي نزار قباني :
فتحت المسجلة ، ووضعت امامي كتاب اسمه الشعر...
ما هي الا لحظات وانا اردد مع فيروزا..
"يا عصفورة الشجن...
مثل عينيك بلا وطن..."
.
.
احب الجنون ، العب معه كطفل تسرقه اول الليل يد الوثن...
اتعلمون ، عشقي له كعشق أمي لاحضانها حين ارتمي عليها آخر الليل من تعب الحروف...
.
قالها لي نزار.. :
"الشعر هو كلمة السر ، من عرف متى يقولها وكيف يقولها ، استطاع ان يزحزح الصخرة المسحورة ويصل الى صناديق اللؤلؤ والمرجان ، والى الحور المقصورات في الجنان"...
.
والزخات تحب ان تلعب مع السحاب لعبة الجنون ...
ان تزرع اول زهرة برية ليحملها قلبٌ كانت تنتظره مختبئة وراء صخرة رمادية...
.
الانسان ، له ذوقٌ جميل والتعبير بين يديه اجمل ، فالحيوان لا يهتم بالنجوم ، كاهتمام قلب جنوني بروعة المغارب ولا يمسك الزهرة ذلك الحيوان الا ليفترسها ، لكن جنوننا يضم الوردة ويصنع العطر من رحيقها كما تفعل النحلة في الربيع الاخضر...
.
"أي وهمٍ انت عشت به ، كنت في البال ولم تكن" (رددي يا عصفورة الشجن ، فأنا مثلك بلا سكنٍ ، انما عيناك ايها الجنون هو سكني...)
.
.
"الشعر خنجرٌ ذهبي مدفون في لحمي ، أكره ان يتركني ، ولا أكره ان يذبحني" (صرخها نزار) ، والجنون هو خنجري ... احبه حين يخرقني بحروفه ويقتلني ..
.
.
امسك الورقة ، وامارس القتل الجنوني فوقها ، فتخرج منها إفرازات جميلة ، لم اعهد انها معي تسكنني ، كنزيف الحروف في وسط السماء المليئة بالنجوم تتوالد من شق ريشة خشبية ، قديمة ، ...
.
.
"إن المجانين وحدهم هم الذين يتغذون بحوارهم الداخلي ويعلكون خبز أوهامهم"
"اللوحة بحاجة الى من يراها ، والتمثال بحاجة الى من يلمسه ، والسمفونية بحاجة الى من يسمعها ، أما الشعر فربما كان اكثر الفنون حاجة الى الانسان لأنه مشتبك بلحم الانسان ، بفمه وحنجرته".... (رسمها نزار قباني على جدار أبيض) ...
.
.
ساقول لكم...
الجنون عند الزخات نارٌ ، ونار الانسان لا تموت ، لأنه شرايينه قطرة زيت ، وقطرة جنون ، وقطرة حب...
.
.
جنوني...
موجود في كل مكان ، كل تفاصيل حياتي ، في افراحي ، واحزاني ، فأنا اقدمه عندما استنشق عطر وردة بيضاء ...
عندما اشترى علبة حلوى ، اقدمها لاطفال الحاره عندنا ،
في جنوني تطريزة ذهبية ، لا انها فضية برجوازية..
صنعها لي صائغ الحروف ، قلادة في رقبة طفل بريء...
.
.
هو جرعة جنونية ، غير معقولة في زماننا ، فهم لا يعترفون ببقاياه ، اتناولها في صباحي ، مع كأس شاي خلط بالنعنع الاخضر ، وعلى المساء تحت ضوء القمر ، نتسامر معا.. على اغنية جميلة تقول: أهواك بلا أملِ ، نعم انها فيروز تطرب ليلي..
.
.
مجموعة صور ، في كتاب طبع عليه باحرف سميكة ، لا لون لها ..
صورٌ من هذيان الجنون يا لؤلؤتي ... اتدركين ان للجنون ايضا هذيانٌ خاص به ...
الم تعلمي ذلك ، اننا نستطيع ان نجعل الجنون يهذي كالاطفال ، فيصرخ في وجوهنا ، يطالبنا بحضنٌ ، يدفئ حروفه ..
.
.
اصطحبت مرة كاميرا جدي العتيقة ، وذهبت اجر رجلاي بعربتي ، التقط الازهار واشم رائحة الارض بعد عطاء السماء لها بزخات طردت عنها الغبار..
دهشت كثيرا ، حين وقف امامي جنوني ،
فقتل له: قف ، لحظة ، دعني آخذ لك صورة فوتوغرافية..
دعني اعلقها على حائط حزني في غرفتي المظلمة..
قف .. قف .. قف ، ارجوك...
فحلق عاليا.. وقال لي:
ليس للجنون صورة فوتوغرافية معروفة ، فأنا هنا على سطح بيتكم ، وهناك على سطح جيرانكم ، فوق صحن الفقير.. تحت طاولة الغني..
وعلى الشوارع يرسمني اطفال مشاكسون...
لا احد يعرفني ، ولا انا اعرف نفسي ..
فلا جواز لي ، كالطير ، الا ان الطير يقتل ...
وانا.. لا صورة لي فاذهبي عني الان..
.
.
جنوني ،
تركيبة بيولوجية ، كيماوية ، وتشريحا لرماد جسد ، احترق الحروف داخله...
حين حاولت ان تصل للشمس ، لتهديها الى اغلى نبضاتها ، فاحترقت عند اول المسافات ،
واكملت طريقها بمصاحبة جنونها ، علها تصل الى باب المشاعر والانفعالات داخل سرب من الحمام...
لكنها احترقت ، وجمعت رمادها في قارورة ، وادخلتها النهر ليصل الى شاطئه...
.
.
جنوني لي وحدي ، يملكني واملكه
كرقصة افقد بها توازني ، على لغة ليس لها حروف ساكنة ،
رقصة بكل اجزاء النفس ، وخلجاتها الواعية واللاواعية ،
بكل طبقاتها المنكسرة والمستتره ،
بكل احلامها الممكنة وغير الممكنة ،
بكل خطوة ، معقولة وغير معقولة ،
فهي جنوني...
من قـلـب ذلك القلم الحزين.....