محمدالشمري
14-08-2005, 16:52
بعض ما أستطعت نقله وتجميعه عن سيرة سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه
"ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "
اسمه : عبد الله بن أبي قحافة ((من قبيلة قريش ))
ولد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات
((اسلامه))
لقي أبو بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم-فقال :
أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إني رسول الله يا أبا بكر .. ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ..وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، والموالاة على طاعته أهل طاعته )000
وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم .. وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000 رضي الله عنه .
((لقبه الرسول عليه الصلاة والسلام))
_ العتيق .. فقال : هذا عتيق الله من النار وقيل لأنه يعتق الرقاب
_ الصديق .. حيث صدقه في حديث الإسراء (رضي الله عنه)
ايه في قصة الاسراء ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له :
هل لك يا أبا بكر في صاحبك .. يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس
وصلى فيه ورجع الى مكة !)000
فقال لهم أبو بكر :
(إنكم تكذبون عليه )
000فقالوا بلى ..
(ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) ..
فقال أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق .. فما يعجّبكم من ذلك !
فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض
في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000
ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
(يا نبي الله .. أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟) قال (نعم )000
قال يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته
قال فيه عليه الصلاة والسلام
قال فيه ( ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )
هو أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم
( أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )
وهو صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )
قال تعالى :
"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى")
نزلت هذه الاية في ابي بكر الصديق رضي الله عنه ..
فقد انفق ماله في شراء من اسلم من العبيد ليحررهم من العبوديه ويخلصهم من عذاب سادة قريش .. فأعتق بلال بن رباح وسته آخرين من بينهم عامر بن فهيره وأم عبيس ..
فهذا بلال بن رباح بلغه أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال :
(كيف تفضِّلوني عليه .. وإنما أنا حسنة من حسناته !!) (رضي الله عنهم)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع لي حتى نظرت إليه
فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر (صدقت .. أشهد أنك رسول الله )
حتى إذا انتهى قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر (الصديق )000
فيومئذ سماه الصديق000 (رضي الله عنه)
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه قال :
مُروا أبا بكر فليُصل بالناس ..
فقالت عائشة :
يارسول الله إن أبا بكر رجل رقيق ..
وإذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس ..
قال :
مُروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف ..
وعندما شعر صلى الله عليه وسلم بخفة دخل المسجد ..
فلما سمع أبو بكر حِسَّه ذهب يتأخر فأومأ إليه صلى الله عليه وسلم قمْ كما أنت
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً ومقتدياً بأبي بكر ..
وهذا من التكريم والتشريف لأبي بكر رضي الله عنه
هو أول خليفة في الإسلام ،وأول من جمع المصحـف الشريـف ،و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة
شهد الحروب واحتمل الشدائد وبذل الأموال ،وكان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة.
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة )
رواه مسلم
رأيتم هذه صوره من حياة من يدخلون الجنه !
اعمال سهله وبسيطه .. عميقه وثرية بالاجر وطريقاً واضحا للجنه ..
لكن حينما يظهر ذلك الشيطان يلهينا عنها ويصعبها علينا ويجعل منها امراً شاقا ..
وليس له طريق الا على من اضل ربي ..
فلنجاهد انفسنا ونتلمس طريق صحابة رسول الله ..
فهو الطريق الامثل لحياة حقيقيه سعيده ..
وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة ،وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها ،إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ،فسأله عن ذلك فقال له :" يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم !!"فرد عليه عمر :" أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك "
قام أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته التي لم تزد على سنتين ونصف بأعمال جليلة من أبرزها
انقاذ جيش أسامة الذي كان قد أعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته لملاقاة الروم وتأديبهم، و محاربة المرتدين والمتنبئين والقضاء عليه في أقل من عام ،و جمع القرآن الكريم في مصحف واحد،و توجيه الجيوش الإسلامية للعراق والشام.
اشارات بموافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم باستخلاف ابي بكر
روى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ ..
قَالَتْ :
أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ ؟ كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ ..
قَالَ صلى الله عليه وسلم
« إِنْ لَمْ تَجِدِينِى فَأْتِى أَبَا بَكْرٍ »
رواه البخاري
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال
سمعت عمر ابن الخطاب وذكر بيعة أبي بكر فقال:
(ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر)
وعن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت :
من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف ؟
قالت : أبو بكر ..
فقيل لها :
ثم من بعد أبي بكر ؟
قالت : عمر ..
ثم قيل لها :
من بعد عمر ؟
قالت أبو عبيدة بن الجراح .. ثم انتهت إلى هذا.
رواه مسلم بإسناد صحيح
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب
قال عمر :
يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ..
فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟
قال أبو بكر :
والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ..
فإن الزكاة حق المال ..
والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها .
قال عمر :
فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .
لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه ..
حتى قيل :
نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف وحاجته للجيش لقتال المرتدين إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام ...
أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال:
( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ،وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ،وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )ونِعم الوصية ونِعم الموصي رضي الله عنه
عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها
والجفنة التي كنا نصطبح فيها
والقطيفة التي كنا نلبسها
فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ..
فإذا مت فاردديه إلى عمر ..
فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه
فقال عمر رضي الله عنه :
رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .
((وفاته))
توفي الصدّيق رضي الله عنه يوم الاثنين في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ..
عن عمر بلغ ثلاث وستين سنة ..رضي الله عنه وأرضاه ... وجمعنا واياكم بهم في دار كرامتهم ..
كانت هذه فقط مقتطفات يسيره جداً من هذه السيرة العطرة ..
علّنا نتذكر ونتعطر ونتعلم منها ونتأدب بما فيها من آداب ..
فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير رجال طلعت عليهم الشمس
بعد الانبياء والمرسلين
فكانوا مثلاً للناس أجمعين وقدوة لكل من أراد الله لهم الهداية وصلاح الدنيا والآخره ..
احبابي اعلمو ان محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضاً واجباً على كل مسلم ..
وشكرهم والثناء عليهم وموالاتهم من ألزم الفروض وأوجب الواجبات ..
ولما كانت هذه المحبة لا تتم إلا
بمعرفتهم والعلم باخبارهم وأعمالهم ..
والوقوف على فضائلهم ومناقبهم .. وإحسانهم ..
وشهادة الله ورسوله لهم .. وحسبهم شهادة الله ثم شهادة نبيه المصطفى .
لذلك احبتي أردت ان تشاركونا في هذا الموضوع ولو بكلمه يكتب الله لك فيها الاجر اكراما لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ارتضى لهم الصحبه واكرم اعينهم وافئدتهم لتتروى من منهل رسول الله ومعايشته في وقته وحياته ودفاعهم عنه وعن ما ارسله الله به من نور عم العالمين ..
ابتغاءاً للأجر والمثوبه لنا ولكم من المولى عز وجل .
اسأل الله لي ولكم شرف مرافقتهم في الفردوس الأعلى ..
انه على ذلك لقدير ..
وصلى الله على سيدنا محمد ..
"ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "
اسمه : عبد الله بن أبي قحافة ((من قبيلة قريش ))
ولد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات
((اسلامه))
لقي أبو بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم-فقال :
أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إني رسول الله يا أبا بكر .. ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ..وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، والموالاة على طاعته أهل طاعته )000
وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم .. وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000 رضي الله عنه .
((لقبه الرسول عليه الصلاة والسلام))
_ العتيق .. فقال : هذا عتيق الله من النار وقيل لأنه يعتق الرقاب
_ الصديق .. حيث صدقه في حديث الإسراء (رضي الله عنه)
ايه في قصة الاسراء ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له :
هل لك يا أبا بكر في صاحبك .. يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس
وصلى فيه ورجع الى مكة !)000
فقال لهم أبو بكر :
(إنكم تكذبون عليه )
000فقالوا بلى ..
(ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) ..
فقال أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق .. فما يعجّبكم من ذلك !
فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض
في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000
ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
(يا نبي الله .. أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟) قال (نعم )000
قال يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته
قال فيه عليه الصلاة والسلام
قال فيه ( ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )
هو أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم
( أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )
وهو صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )
قال تعالى :
"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى")
نزلت هذه الاية في ابي بكر الصديق رضي الله عنه ..
فقد انفق ماله في شراء من اسلم من العبيد ليحررهم من العبوديه ويخلصهم من عذاب سادة قريش .. فأعتق بلال بن رباح وسته آخرين من بينهم عامر بن فهيره وأم عبيس ..
فهذا بلال بن رباح بلغه أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال :
(كيف تفضِّلوني عليه .. وإنما أنا حسنة من حسناته !!) (رضي الله عنهم)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع لي حتى نظرت إليه
فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر (صدقت .. أشهد أنك رسول الله )
حتى إذا انتهى قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر (الصديق )000
فيومئذ سماه الصديق000 (رضي الله عنه)
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه قال :
مُروا أبا بكر فليُصل بالناس ..
فقالت عائشة :
يارسول الله إن أبا بكر رجل رقيق ..
وإذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس ..
قال :
مُروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف ..
وعندما شعر صلى الله عليه وسلم بخفة دخل المسجد ..
فلما سمع أبو بكر حِسَّه ذهب يتأخر فأومأ إليه صلى الله عليه وسلم قمْ كما أنت
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً ومقتدياً بأبي بكر ..
وهذا من التكريم والتشريف لأبي بكر رضي الله عنه
هو أول خليفة في الإسلام ،وأول من جمع المصحـف الشريـف ،و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة
شهد الحروب واحتمل الشدائد وبذل الأموال ،وكان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة.
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر
أنا
قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة )
رواه مسلم
رأيتم هذه صوره من حياة من يدخلون الجنه !
اعمال سهله وبسيطه .. عميقه وثرية بالاجر وطريقاً واضحا للجنه ..
لكن حينما يظهر ذلك الشيطان يلهينا عنها ويصعبها علينا ويجعل منها امراً شاقا ..
وليس له طريق الا على من اضل ربي ..
فلنجاهد انفسنا ونتلمس طريق صحابة رسول الله ..
فهو الطريق الامثل لحياة حقيقيه سعيده ..
وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة ،وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها ،إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ،فسأله عن ذلك فقال له :" يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم !!"فرد عليه عمر :" أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك "
قام أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته التي لم تزد على سنتين ونصف بأعمال جليلة من أبرزها
انقاذ جيش أسامة الذي كان قد أعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته لملاقاة الروم وتأديبهم، و محاربة المرتدين والمتنبئين والقضاء عليه في أقل من عام ،و جمع القرآن الكريم في مصحف واحد،و توجيه الجيوش الإسلامية للعراق والشام.
اشارات بموافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم باستخلاف ابي بكر
روى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ ..
قَالَتْ :
أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ ؟ كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ ..
قَالَ صلى الله عليه وسلم
« إِنْ لَمْ تَجِدِينِى فَأْتِى أَبَا بَكْرٍ »
رواه البخاري
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال
سمعت عمر ابن الخطاب وذكر بيعة أبي بكر فقال:
(ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر)
وعن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت :
من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف ؟
قالت : أبو بكر ..
فقيل لها :
ثم من بعد أبي بكر ؟
قالت : عمر ..
ثم قيل لها :
من بعد عمر ؟
قالت أبو عبيدة بن الجراح .. ثم انتهت إلى هذا.
رواه مسلم بإسناد صحيح
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب
قال عمر :
يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ..
فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟
قال أبو بكر :
والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ..
فإن الزكاة حق المال ..
والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها .
قال عمر :
فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .
لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه ..
حتى قيل :
نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف وحاجته للجيش لقتال المرتدين إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام ...
أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال:
( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ،وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ،وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )ونِعم الوصية ونِعم الموصي رضي الله عنه
عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها
والجفنة التي كنا نصطبح فيها
والقطيفة التي كنا نلبسها
فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ..
فإذا مت فاردديه إلى عمر ..
فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه
فقال عمر رضي الله عنه :
رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .
((وفاته))
توفي الصدّيق رضي الله عنه يوم الاثنين في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ..
عن عمر بلغ ثلاث وستين سنة ..رضي الله عنه وأرضاه ... وجمعنا واياكم بهم في دار كرامتهم ..
كانت هذه فقط مقتطفات يسيره جداً من هذه السيرة العطرة ..
علّنا نتذكر ونتعطر ونتعلم منها ونتأدب بما فيها من آداب ..
فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير رجال طلعت عليهم الشمس
بعد الانبياء والمرسلين
فكانوا مثلاً للناس أجمعين وقدوة لكل من أراد الله لهم الهداية وصلاح الدنيا والآخره ..
احبابي اعلمو ان محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضاً واجباً على كل مسلم ..
وشكرهم والثناء عليهم وموالاتهم من ألزم الفروض وأوجب الواجبات ..
ولما كانت هذه المحبة لا تتم إلا
بمعرفتهم والعلم باخبارهم وأعمالهم ..
والوقوف على فضائلهم ومناقبهم .. وإحسانهم ..
وشهادة الله ورسوله لهم .. وحسبهم شهادة الله ثم شهادة نبيه المصطفى .
لذلك احبتي أردت ان تشاركونا في هذا الموضوع ولو بكلمه يكتب الله لك فيها الاجر اكراما لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ارتضى لهم الصحبه واكرم اعينهم وافئدتهم لتتروى من منهل رسول الله ومعايشته في وقته وحياته ودفاعهم عنه وعن ما ارسله الله به من نور عم العالمين ..
ابتغاءاً للأجر والمثوبه لنا ولكم من المولى عز وجل .
اسأل الله لي ولكم شرف مرافقتهم في الفردوس الأعلى ..
انه على ذلك لقدير ..
وصلى الله على سيدنا محمد ..