المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم واقعة مبكية..؟!!



امير التلعه
14-08-2005, 10:45
http://www.al-srab.com/vb-cool/sumfl-bar.gif
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ...

صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..

أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..

ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها

لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..

غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..

كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..

صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة

نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..

تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة

لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..

حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة

قالت بصوت مرتعش : من أنت

فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..

تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..

- من ربك
- هاه ..
- من ربك
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك
- ديني الاسلام ..
- من نبيك
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..

لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..

فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..

بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....

اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...

شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...

في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..

دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..

وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..

استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..

نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...

ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
- أهذا أمر من الله عز وجل
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم

مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..

أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..


وولد صالح يدعو له
http://www.r3odi.com/cards/images/emerald_s/Image3_4x4.gif

سيدة القـــــلم
14-08-2005, 11:04
قصه وعضيه.. شيقه ..وممتعه ... ومفزعــه ... وتحملـ الكثير من التنبيه والأرشاد...
فجزاكــ الله عنا خير الجزاء أخـــي مديح التلعـــه ...

تحياتي

سيدة القلم

امير التلعه
14-08-2005, 11:09
شرفني دخولك سيده القلم ثنك يوووووو

شريف روما
14-08-2005, 11:24
لااله الا الله

تسلم على القصه الرائعه بحق

يعطيك العافية اخوي

وتحياتي

الماضي الصعب
14-08-2005, 11:27
.
.

قصه خياليه .. رائعه

دعوه للتمسك بالدين والالتزام بالصلاة

سيناريو رائع .. نادر من يقوم بكتابة هذا العمل المخوف


نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره

وجدت مدخل هنا :

يحكى أن رجلاً كان يركض في الغابة وكان يلاحقه اسد ليلتهمه

فوجد بئر ونزل بها . . فوجد حبل فأمسك به بقوه حتى لا يقع

في قاع البئر . . وكان في قاعة البئر افعى ضخمه وكان لونها اسود

وفوجئ بوجود فأرين واحد لونه ابيض واسود

يقرضون الحبل الممسك به . . ووجد على جدارن البئر عسل

فقام يلحس العسل ونسي الفأرين ونسي الافعى والاسد الذي يلاحقه


توضيح القصه


الأسد هو : الموت وهو لامفر منه وعمره ينقص والموت سيأتيه

الحبل وهو : العمر

الافعى هي : عذاب القبر

الفأر الابيض : هو النهار

الفأر الأسود : هو الليل

العسل : شهوات الدنيا

اعتقد اني لم اخرج عن الموضوع

لكني اتيت من واجهة الحياة لا الممات


كل الود لمن كتب الموضوع

وجزاك الله خير


الماضي الصعب

امير التلعه
14-08-2005, 11:42
الزقروطي شكراً للمرورك الكريم

امير التلعه
14-08-2005, 11:43
الماضي الصعب شرفني مرورك العطر

*ماجد*
14-08-2005, 23:33
جزاك الله خير والله ينجينا وينجيكم من عذاب القبر

عبدالله المهيني
15-08-2005, 04:30
أخي العزيز

في البداية جزاك الله خير

على حبك للخير وتقديم القصص الوعظية


ولكن أخي العزيز ياليت تراعي إختيار العنوان المناسب لموضوعك

كما أن للمنقول قسم مخصص


والف الف شكر

ومن جديد جزاك الله خير الجزاء


وتقبل إحترامي أخي

امير التلعه
15-08-2005, 11:53
ماجد
عبد الله المهيني
شكراً لكم على المرور الكريم

أجا
15-08-2005, 12:37
مديح التلعه

قصه تحمل الكثير من العبر

الله يجزاك بالخير ويجعلها في موازين حسناتك

اخوك

ذيب أجــــــا

wannat_7ezen
15-08-2005, 15:55
الله يعطيك العافيه علي القصه الشيقه ..... ومزيدا من هذه القصص المعبره والتي تهدف الي معاني كبيره ....

عايدالشمري
15-08-2005, 22:10
مديح التلعه


جزاك الله خير على القصه الوعظيه


وجعلها في ميزان حسناتك

شام
16-08-2005, 01:37
السلام عليكم :
لفت نظري العنوان ... ففكرت أنه من الحوادث التي نقرأها ونسمعها يومياً ...
قرأت الموضوع فوجدته فيه معنى لا بدلنا من استحضاره ... دائماً ...
ولكن ما جعل الخاتمة تعطي اشراقة في النفس ذلك الولد الصالح الذي دعا لأمه فتجسد ذلك الدعاء ... أمام تلك النفس ... فتغيرت النهاية ...
جزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم على الموضوع ...

امير التلعه
16-08-2005, 06:15
ذيب اجا
wannat
عايد الشمري
ايمان قويدر
شكراً للمرورك الكريم