محمد العربي
15-07-2005, 13:14
كلما حاولت أن أبتعد عن الامور التي تجلب الهم والغم والضيق والإختناق والحُزن والأسى والألم والبؤس من التي تجعلني أقف صمتاً من هول ما يحدث حولنا في بلاد المسلمين .. لا أجد نفسي إلا وقد وقعت في إحدى تلك الامور .
فلا أدري هل النفس تبحث عن شقاءها ؟! أم أن المصائب قد طغت على حياتنا ؟!
أم ماذا ؟!
شيءٌ من هذا وقعت عليه .. فأردت أن أُشرككم فيه ..
قالوا إن المقاومين ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. فهم يُغطون وجوههم ولا يُظهرون سوى أعينهم !!
فكان أصحاب هذا القول مِن من يتقنعون بالأقنعة السوداء !!
قالوا هم ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. حتى يظهروا أنفسهم لنا !!
فكان أصحاب هذا القول مِن من لا يظهرون إلا وهم يتتبعون خطوات الجيش الأميركي أو بمعيته !!
قالوا إن هؤلاء ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. فهم يُفجرون قنابلهم في الشوارع فيُصيبوا الأطفال والنساء !!
فكان هؤلاء الذين يتتبعون آثار الجيش الأميركي أَنا ذهب وأين مكروا بقريةٍ سوءاً .. فما أن يصلوا إلى قريةٍ أو مدينةٍ قد عاثت بها الأقدام الأميركية قبلهم وسفكت فيها الدماء واعتقلت وأهانت وأذلت ونشرت الرعب والخوف والهلع .. إلا وقام هؤلاء المغاوير بدخول البيوت وهي خاويةً من رجالها .. لينقضوا على النسوةِ والأطفال ليُزيدوهم رُعباً وخوفاً وهلعاً !!
سؤال .. وقبل ذِكر الجريمة المروعة ...
ما هذه البراءة في حب العراق والخوف على أهله من القتل والدمار , وأنتم قادة المغاوير من هلل لهذا الغزو وناشد في التعجيل به وجعل مصاب العراقيين بسبب هذه الحرب , أنه ثمنٌ لابد منه لتحرير العراق !!
أتبكون على مدنيين يُدَّعى بأنهم قُتلوا بأيدي المجاهدين وتُدينون قتل الشرطة العراقية وترثون حال العراق أن فقد الأمن بسبب المقاومة ؟!
بينما أنتم قد قمتم بالدق على الإصبع الوسطى بالسبابة وتتراقصون على أنغام البرتقالة والمشمشة طرباً وفرحاً بهذا الغزو وبهذا الإحتلال .. حيث كانت رواديدكم وأهازيجكم تعلوا مع علوا أصوات المدافع والقذائف الصليبية , بل وأنين الجرحى والثُكالى من أهل العراق !!
تعلقوا بالدبابات الغازية وهي تدوس على جُثث العراقيين .. أحضروا أُماً بائسة .. نبشوا قبر وليدها .. أخرجوا عظامه ثم قالوا .. ولولي وابكي واستنزفي دموعكِ فقد حان الثأر !!
وهم حين قدومهم للثأر على تلك الدبابات .. كانت وهي تسير تدوس أبناءً آخرين .. لهذه البائسة !!
أين هؤلاء البكائين عن قتلى العراق ؟! وأسرى العراق ؟! وجرحى العراق ؟! ومشردي العراق ؟!
القصة من أولها ..
من هـــــم ؟!
هم إثنى عشر رجلاً من أبناء قرية الزيدان من عشيرة زوبع من ضاحية ابو غريب غرب بغداد , وهم من العمال الذين يُغادرون بيوتهم للكسب وللسعي في مناكب الأرض من أجل الرزق , حيث يُغلقون خلفهم أبواب بيوتهم وقلوبهم وجلة خوفاً على أهليهم , وكذا هم أهاليهم وجلون وخائفون عليهم .. فقد لا يعودوا إليهم .. وقد يأتي غادرٍ ملعون من مغاوير العراق ليكسر تلك الأبواب !!
كان هؤلاء الإخوة قد أُصيبوا بطلقات نارية من قِبل الجنود الأميركان ( والعُذر للأميركان فقد اشتبهوا بهم ) .. فنُقلوا على إثر ذلك إلى المستشفى !!
ولزوبع مواقفها من الإحتلال والتي تُخالف بذلك الاصول والأعراف الدولية , فهم يُقاتلون الإحتلال ويرفضونه ويزعمون ( وهذا شأنهم ) أن الدفاع عن التراب هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن الشرف هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن العرض هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن الكرامة والإباء هو أيضاً دفاعٌ عن الدين !!
بل هم يدافعون عن الدين .. بالإستعانة بهذا الدين !!
شيءٌ غريب فعلاً في هذا الزمن .. ومخالفٌ لطبيعة أهل هذا الزمان أيضاً ..
وللقوات الغازية مواقفها ضد هذه الفئة الغريبة في زماننا .. فقبل اسبوعين قامت القوات الأمريكية والبريطانية بإعتقال الشيخ ظاهر بن خميس الضاري شيخ قبيلة زوبع وأولاده الأربعة حارث وعبد الرحمن وعبد اللطيف وعلي حيث تعاملت معهم بطريقةٍ غير حضارية ( ولن أقول إرهابية ) ..
وقد قامت أيضاً هذه القوات باعتقال خمسة أشخاص من منطقة الزيدان من أبناء زوبع ( بيان هيئة العلماء ) , ثم قامت بتعليق بعضاً من العبوات المتفجرة على أجسادهم , لتقوم بتفجيرها ليكونوا أشلاء متناثرة بحيث لم يتم التعرف عليهم إلا من خلال أوصال ملابسهم والعلامات الفارقة في بقايا أجسادهم ..
نعود للإثنا عشر رجلاً ..
هل انتهت قصتهم ؟!
هل نقول حمداً على سلامتهم إذ أُصيبوا ولم يُقتلوا ؟!
لا .. بل قولوا .. يرحمهم الله ويسكنهم فسيح جناته , ويُلهم أهليهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
القصة لم تنتهي مع هؤلاء .. حتى بعد مماتهم !!
دخل عليهم في المستشفى من يسمون أنفسهم بقوات المغاوير .. فعصبوا أعينهم .. وقيدوا أيديهم .. واقتادوهم والدماء تقطر من أجسادهم .. ثم جعلوهم في حاوياتٍ مغلقة قد وضعوها على شاحنة .. حيث تم تعذيبهم بما لا أُطيق وصفه .. ثم تُرِكوا في الحاوية إلى أن ماتوا خنقاً !!
انتهت قصتهم ..
عُذراً ..
فهنا رسالة بُشرى من اللواء حسين كمال مدير استخبارات الداخلية بأن الذين ماتوا خنقاً هم تسعةٌ فقط !! في حين يرقد ثلاثةً آخرون في مستشفى اليرموك وإن كانوا فاقدي الوعي .. إلا أنهم على قيد الحياة !!
ويقول بأن هناك لجنة ستُشكل لمعاقبة المتسببين من رجال المغاوير !!
وإذا صحت التقارير ( والقول لهذا اللواء ) فستتخذ بحقهم الأجراءات القانونية .. لأنه عملٌ مناف لأحكام القانون ولحقوق الانسان !!
بل هو منافٍ لأحكام الإسلام ولِما أتيتم من أجله كما تزعمون !!
وأُجزمُ وإن أردتم فـ سأُقسم بأن هذا اللواء العَّواء لن يفعل شيئاً ضدهم , وما قوله إلا للتطمين والتسكين ..
وأقول ..
بل هم أبناء المواخير وليسوا مغاوير .. بل هم أبناء الحرام وأبناء الكراتين الحاضنة .. بل هم رجالٌ ولا رجال أطفالٌ وبلا أحلام .. هم الدناءة نفسها هم البلاء هم الخزي وهم العار هم الملاعين وهم الساعين للخراب والدمار هم الخِسة هم النجاسةِ هم القذارةِ هم الحقارة هم الغدر هم النفاقَ هم السفالة هم أهل النذالة ..
إلهي ..
أنت الخافض .. فاخفض قدر هؤلاء المرتزقة وانزل عليهم التيه والذلة ..
وأنت المُذل .. فانزل عليهم المسكنة والهوان ..
وأنت الرافع .. فارفع أوليائك مِن من أُصيبوا ببلاء هؤلاء ..
وأنت المُعز .. فاجعل للمظلومين العِزة والغلبة والتمكين ..
اللهم .. آمين .
فلا أدري هل النفس تبحث عن شقاءها ؟! أم أن المصائب قد طغت على حياتنا ؟!
أم ماذا ؟!
شيءٌ من هذا وقعت عليه .. فأردت أن أُشرككم فيه ..
قالوا إن المقاومين ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. فهم يُغطون وجوههم ولا يُظهرون سوى أعينهم !!
فكان أصحاب هذا القول مِن من يتقنعون بالأقنعة السوداء !!
قالوا هم ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. حتى يظهروا أنفسهم لنا !!
فكان أصحاب هذا القول مِن من لا يظهرون إلا وهم يتتبعون خطوات الجيش الأميركي أو بمعيته !!
قالوا إن هؤلاء ليسوا رجالاً !! أو أبطالاً !! .. فهم يُفجرون قنابلهم في الشوارع فيُصيبوا الأطفال والنساء !!
فكان هؤلاء الذين يتتبعون آثار الجيش الأميركي أَنا ذهب وأين مكروا بقريةٍ سوءاً .. فما أن يصلوا إلى قريةٍ أو مدينةٍ قد عاثت بها الأقدام الأميركية قبلهم وسفكت فيها الدماء واعتقلت وأهانت وأذلت ونشرت الرعب والخوف والهلع .. إلا وقام هؤلاء المغاوير بدخول البيوت وهي خاويةً من رجالها .. لينقضوا على النسوةِ والأطفال ليُزيدوهم رُعباً وخوفاً وهلعاً !!
سؤال .. وقبل ذِكر الجريمة المروعة ...
ما هذه البراءة في حب العراق والخوف على أهله من القتل والدمار , وأنتم قادة المغاوير من هلل لهذا الغزو وناشد في التعجيل به وجعل مصاب العراقيين بسبب هذه الحرب , أنه ثمنٌ لابد منه لتحرير العراق !!
أتبكون على مدنيين يُدَّعى بأنهم قُتلوا بأيدي المجاهدين وتُدينون قتل الشرطة العراقية وترثون حال العراق أن فقد الأمن بسبب المقاومة ؟!
بينما أنتم قد قمتم بالدق على الإصبع الوسطى بالسبابة وتتراقصون على أنغام البرتقالة والمشمشة طرباً وفرحاً بهذا الغزو وبهذا الإحتلال .. حيث كانت رواديدكم وأهازيجكم تعلوا مع علوا أصوات المدافع والقذائف الصليبية , بل وأنين الجرحى والثُكالى من أهل العراق !!
تعلقوا بالدبابات الغازية وهي تدوس على جُثث العراقيين .. أحضروا أُماً بائسة .. نبشوا قبر وليدها .. أخرجوا عظامه ثم قالوا .. ولولي وابكي واستنزفي دموعكِ فقد حان الثأر !!
وهم حين قدومهم للثأر على تلك الدبابات .. كانت وهي تسير تدوس أبناءً آخرين .. لهذه البائسة !!
أين هؤلاء البكائين عن قتلى العراق ؟! وأسرى العراق ؟! وجرحى العراق ؟! ومشردي العراق ؟!
القصة من أولها ..
من هـــــم ؟!
هم إثنى عشر رجلاً من أبناء قرية الزيدان من عشيرة زوبع من ضاحية ابو غريب غرب بغداد , وهم من العمال الذين يُغادرون بيوتهم للكسب وللسعي في مناكب الأرض من أجل الرزق , حيث يُغلقون خلفهم أبواب بيوتهم وقلوبهم وجلة خوفاً على أهليهم , وكذا هم أهاليهم وجلون وخائفون عليهم .. فقد لا يعودوا إليهم .. وقد يأتي غادرٍ ملعون من مغاوير العراق ليكسر تلك الأبواب !!
كان هؤلاء الإخوة قد أُصيبوا بطلقات نارية من قِبل الجنود الأميركان ( والعُذر للأميركان فقد اشتبهوا بهم ) .. فنُقلوا على إثر ذلك إلى المستشفى !!
ولزوبع مواقفها من الإحتلال والتي تُخالف بذلك الاصول والأعراف الدولية , فهم يُقاتلون الإحتلال ويرفضونه ويزعمون ( وهذا شأنهم ) أن الدفاع عن التراب هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن الشرف هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن العرض هو دفاعٌ عن الدين .. وأن الدفاع عن الكرامة والإباء هو أيضاً دفاعٌ عن الدين !!
بل هم يدافعون عن الدين .. بالإستعانة بهذا الدين !!
شيءٌ غريب فعلاً في هذا الزمن .. ومخالفٌ لطبيعة أهل هذا الزمان أيضاً ..
وللقوات الغازية مواقفها ضد هذه الفئة الغريبة في زماننا .. فقبل اسبوعين قامت القوات الأمريكية والبريطانية بإعتقال الشيخ ظاهر بن خميس الضاري شيخ قبيلة زوبع وأولاده الأربعة حارث وعبد الرحمن وعبد اللطيف وعلي حيث تعاملت معهم بطريقةٍ غير حضارية ( ولن أقول إرهابية ) ..
وقد قامت أيضاً هذه القوات باعتقال خمسة أشخاص من منطقة الزيدان من أبناء زوبع ( بيان هيئة العلماء ) , ثم قامت بتعليق بعضاً من العبوات المتفجرة على أجسادهم , لتقوم بتفجيرها ليكونوا أشلاء متناثرة بحيث لم يتم التعرف عليهم إلا من خلال أوصال ملابسهم والعلامات الفارقة في بقايا أجسادهم ..
نعود للإثنا عشر رجلاً ..
هل انتهت قصتهم ؟!
هل نقول حمداً على سلامتهم إذ أُصيبوا ولم يُقتلوا ؟!
لا .. بل قولوا .. يرحمهم الله ويسكنهم فسيح جناته , ويُلهم أهليهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
القصة لم تنتهي مع هؤلاء .. حتى بعد مماتهم !!
دخل عليهم في المستشفى من يسمون أنفسهم بقوات المغاوير .. فعصبوا أعينهم .. وقيدوا أيديهم .. واقتادوهم والدماء تقطر من أجسادهم .. ثم جعلوهم في حاوياتٍ مغلقة قد وضعوها على شاحنة .. حيث تم تعذيبهم بما لا أُطيق وصفه .. ثم تُرِكوا في الحاوية إلى أن ماتوا خنقاً !!
انتهت قصتهم ..
عُذراً ..
فهنا رسالة بُشرى من اللواء حسين كمال مدير استخبارات الداخلية بأن الذين ماتوا خنقاً هم تسعةٌ فقط !! في حين يرقد ثلاثةً آخرون في مستشفى اليرموك وإن كانوا فاقدي الوعي .. إلا أنهم على قيد الحياة !!
ويقول بأن هناك لجنة ستُشكل لمعاقبة المتسببين من رجال المغاوير !!
وإذا صحت التقارير ( والقول لهذا اللواء ) فستتخذ بحقهم الأجراءات القانونية .. لأنه عملٌ مناف لأحكام القانون ولحقوق الانسان !!
بل هو منافٍ لأحكام الإسلام ولِما أتيتم من أجله كما تزعمون !!
وأُجزمُ وإن أردتم فـ سأُقسم بأن هذا اللواء العَّواء لن يفعل شيئاً ضدهم , وما قوله إلا للتطمين والتسكين ..
وأقول ..
بل هم أبناء المواخير وليسوا مغاوير .. بل هم أبناء الحرام وأبناء الكراتين الحاضنة .. بل هم رجالٌ ولا رجال أطفالٌ وبلا أحلام .. هم الدناءة نفسها هم البلاء هم الخزي وهم العار هم الملاعين وهم الساعين للخراب والدمار هم الخِسة هم النجاسةِ هم القذارةِ هم الحقارة هم الغدر هم النفاقَ هم السفالة هم أهل النذالة ..
إلهي ..
أنت الخافض .. فاخفض قدر هؤلاء المرتزقة وانزل عليهم التيه والذلة ..
وأنت المُذل .. فانزل عليهم المسكنة والهوان ..
وأنت الرافع .. فارفع أوليائك مِن من أُصيبوا ببلاء هؤلاء ..
وأنت المُعز .. فاجعل للمظلومين العِزة والغلبة والتمكين ..
اللهم .. آمين .