المطنوخ
09-07-2005, 14:45
بسم الله الرحمن الرحيم
نعود بك عزيزي القاريء إلى الوراء عدّة قرون لنتحدث عن قصة ابن بقية ذلك الوزير المحبوب لدى الشعب حيث كان ينفق على المساكين ويتولى الإشراف
على حلقات تحفيظ القرآن ن فكرهه الخليفة عضد الدولة فأراد إبعاده عن مسرح الأحداث فافترى عليه فرية ثم أخذه بتهمة كاذبة ورماه تحت أرجل الفيلة
التي داسته حتى الموت ، ثم أخذه فصلبه على باب الطارق ببغداد وعمره نيف وخمسون سنة ، ولما صلب مرّ به أحد عدول بغداد وهو العالم الشاعر
أبو الحسن محمد بن عمران بن يعقوب الأنباري فقال فيه قصيدة عندما سمعها عضد الدولة الذي صلبه تمنى أنه هو المصلوب وأنها قيلت فيه ، ويذكر في
القصيدة بأن المصلوب من كرامته وهوان الخليفة صار قبره بالجو لأنه مصلوب ، لا ريد الإطالة فإليكم الأبيات :
علو في الحياة وفـي الممـاتِ=لحق تلـك إحـدى المعجـزاتِ
كأن الناس حولك حيـن قامـوا=وفـود نـداك أيـام الصـلاتِ
كأنـك قائـم فيهـم خطيـبـاً=وكلـهـم قـيـام لـلـصـلاةِ
مددت يديـك نحوهـم احتفـاءً=كمدّهمـا إليـهـم بالهـبـاتِ
ولما ضاق بطن الأرض عن أن=يضم علاك مـن بعـد الوفـاةِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا=عن الأكفان ثـوب السافيـاتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى=بحـرّاس وحـفّـاظ ثـقـاتِ
وتوقـد حولـك النيـران ليـلا=كذلـك كنـت أيـام الحـيـاة
ركبت مطية مـن قبـل زيـد=علاها في السنيـن الماضيـات
وتلـك قضيـة فيهـا تــأسّ=تباعـد عنـك تعييـر العُـداةِ
ولم أر قبل جذعك قـط جذعـاً=تمكن مـن عنـاق المكرمـات
أسأت إلى النوائب فاستثـارت=فأنـت قتيـل ثـأر النائبـات
وكنت تجيرنا من صرف دهـر=فعـاد مُطالبـاً لـك بالتـرات
وصيّر دهرك الإحسـان فيـه=إلينـا مـن عظيـم السيئـات
وكنـت لمعشـر سعـداً فلمّـا=مضيـت تفرّقـوا بالمحسنـات
عليل باطن لـك فـي فـؤادي=يخفّـف بالدمـوع الجاريـات
ولو أنـي قـدرت علـى قيـام=بفرضك والحقـوق الواجبـات
ملأت الأرض من نظم القوافي=ونحت بها خـلاف النائحـات
ولكنـي اُصبّـر عنـك نفسـي=مخافـة أن أُعـدّ مـن الجنـاة
ومالـك تربـة فأقـول تُسقـى=لانك نُصب هطـل الهاطـلات
عليك تحيّـة الرحمـن تتـرى=برحمـاتٍ غـوادٍ رائـحـات
نعود بك عزيزي القاريء إلى الوراء عدّة قرون لنتحدث عن قصة ابن بقية ذلك الوزير المحبوب لدى الشعب حيث كان ينفق على المساكين ويتولى الإشراف
على حلقات تحفيظ القرآن ن فكرهه الخليفة عضد الدولة فأراد إبعاده عن مسرح الأحداث فافترى عليه فرية ثم أخذه بتهمة كاذبة ورماه تحت أرجل الفيلة
التي داسته حتى الموت ، ثم أخذه فصلبه على باب الطارق ببغداد وعمره نيف وخمسون سنة ، ولما صلب مرّ به أحد عدول بغداد وهو العالم الشاعر
أبو الحسن محمد بن عمران بن يعقوب الأنباري فقال فيه قصيدة عندما سمعها عضد الدولة الذي صلبه تمنى أنه هو المصلوب وأنها قيلت فيه ، ويذكر في
القصيدة بأن المصلوب من كرامته وهوان الخليفة صار قبره بالجو لأنه مصلوب ، لا ريد الإطالة فإليكم الأبيات :
علو في الحياة وفـي الممـاتِ=لحق تلـك إحـدى المعجـزاتِ
كأن الناس حولك حيـن قامـوا=وفـود نـداك أيـام الصـلاتِ
كأنـك قائـم فيهـم خطيـبـاً=وكلـهـم قـيـام لـلـصـلاةِ
مددت يديـك نحوهـم احتفـاءً=كمدّهمـا إليـهـم بالهـبـاتِ
ولما ضاق بطن الأرض عن أن=يضم علاك مـن بعـد الوفـاةِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا=عن الأكفان ثـوب السافيـاتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى=بحـرّاس وحـفّـاظ ثـقـاتِ
وتوقـد حولـك النيـران ليـلا=كذلـك كنـت أيـام الحـيـاة
ركبت مطية مـن قبـل زيـد=علاها في السنيـن الماضيـات
وتلـك قضيـة فيهـا تــأسّ=تباعـد عنـك تعييـر العُـداةِ
ولم أر قبل جذعك قـط جذعـاً=تمكن مـن عنـاق المكرمـات
أسأت إلى النوائب فاستثـارت=فأنـت قتيـل ثـأر النائبـات
وكنت تجيرنا من صرف دهـر=فعـاد مُطالبـاً لـك بالتـرات
وصيّر دهرك الإحسـان فيـه=إلينـا مـن عظيـم السيئـات
وكنـت لمعشـر سعـداً فلمّـا=مضيـت تفرّقـوا بالمحسنـات
عليل باطن لـك فـي فـؤادي=يخفّـف بالدمـوع الجاريـات
ولو أنـي قـدرت علـى قيـام=بفرضك والحقـوق الواجبـات
ملأت الأرض من نظم القوافي=ونحت بها خـلاف النائحـات
ولكنـي اُصبّـر عنـك نفسـي=مخافـة أن أُعـدّ مـن الجنـاة
ومالـك تربـة فأقـول تُسقـى=لانك نُصب هطـل الهاطـلات
عليك تحيّـة الرحمـن تتـرى=برحمـاتٍ غـوادٍ رائـحـات