امرأة متسولة 000

[راعي البيرق]

ففي أحد الأيام وبعد انقلابي من الصلاة ، ألفيت امرأة لدى الباب تستجدي أعطيات المسلمين وتحمل بين يديها طفل رضيع ، فقلت لها بعد أن قدر لها مني ما قدر ، يا امة الله أما لكِ من عائل يكفيكِ ما أنتي فيه ، فجاءني جوابها الممزوج بكثير من الحزن والأسى ، لي زوج ولكن إن سأل لم يعطى لما يرون فيه من فتوة في العمر ، وان استأذن للدخول لم يؤذن له بالدخول على مسئولي الأعطيات ، وأن بحث عن عمل لم يجد إلا الاستهزاء لبحثه عن عمل وهو الذي لا يحمل مؤهل تعلِمي ، ماذا تريدنا أن نفعل ،فوقف بجانبي إمام المسجد ومؤذنه بارك الله فيهما وذكرا لي تفاصيل محزنه عن هذه العائلة التي تتكون من سبعة أطفال ومنزل ليس له من المنزل الحقيقي إلا اسمه فهو يفتقد إلى كل شيء ضروري للحياة الكريمة ثم تذكرت في هذه الأثناء نقاش قد جرى مع أحد كبار موظفي الشركات البترولية في أحد المجالس فقد كان يقرر في حديثه على صفة العموم بأن المتسولين في الطرقات وأمام المساجد ما هم إلا محتالين امتهنوا سرقة ما في الجيوب بالاستجداء والتسول ليثروا على حساب تلاعبهم بمشاعر المسلمين ، وبعد كثير من النقاش للحيلولة عن تعميم الحكم ، فلم يتحرك قيد أنمله عن رأيه المجحف ، وقد أنهى النقاش بالتحدي أمام جمع من الثقات أن يؤتى له بحالة واقعية تشهد بصحة وجود هذه النوعية من المتسولين المدفوعين للتسول بسبب الحاجة لا للإثراء على حساب الغير ، وهو سيتكفل بها حتى يرفعها من فقرها بتأمين مصدر رزق لها ، ورغم علامات الاستفهام والتعجب الكبيرة المرتسمة على وجوه الحضور ، إلا أنه أغلق النقاش عند هذه النقطة في حينه ، عند ذلك اتصلت به على الفور وعزمت عليه بالحضور لوجود أمرٍ يستحق ذلك ، وبعد حضوره دعيته لدخول ما يسمى منزل هذه الأسرة فشاهد بأم عينه الفقر المدقع التي تعيشه هذه الأسرة ، وشاهد الأطفال والزوج والزوجة وعلامات البؤس مرتسمة على وجوههم ، أولئك الأطفال الذين خط الفقر خطوطاً عريضة في نفسهم المكسورة والبريئة تلك الخطوط الكئيبة الجارحة للنفس البشرية ، قبل أن يرسم تواجده بالثياب البالية والوجه الحزينة معلناً عن تواجده وأنه مطنب في هذه الدار التي ليس لها من الدار إلى الاسم ، تلك الدار المتداعية التي تفتقد إلى كل شيءٍ من وسائل الحياة الكريمة، وبعد أن رأيت علامات الإمتعاض على وجهه والدموع تكاد تنفر من عينه لما شاهد ، حين ذلك شددت عليه ، وقلت له فيما قلت اتق الله يافلان وعلم أن مثل هؤلاء كثير في بلادنا ولا حول ولا قوة إلا بالله في ظل هذه الظروف المعاشة اليوم ، وإن لم يقف أمثالك مع هؤلاء حتى يأتي الفرج من الله ، فستجد من سيتعلق بك يوم القيمة ويقول ربي إن فلان أعطيته وأوجبت عليه أن يعطيني ليس من ماله ولكن من مالك الذي أعطيته فمنعني ، وجعلني أبات أنا وصبيتي جائعين ، وهو أبنائه شباعاً تارعين فاقتص لي منه ، فماذا سيكون جوابك يوم إذ ؟ ، والله إن ذلك الرجل الذي كنت أظنه يوم النقاش مكابرا معانداً ، قد سالت الدموع من عينيه وهو يردد لا حول ولا قول إلا بالله اللهم أغفر لي وأعني على البر بعهدي .
أخوتي أن كثيراً ممن عاشوا يتمرغون بنعمت المال لا يضنون أن هناك من يفترش الأرض ويتغطى السماء ويبات الليالي الطوال هو وأبنائه جائعين لا يحتكمون على قوت يومهم فضلاً عن غدهم ، فلذا من هذا المنتدى منتدى أهل الجود والكرم الحاتمي ادعوا لتبليغ هذه الرسالة لكل ذي مال وليعلموا أن في أموالهم حق لسائل والمحروم ، ولا ينفك هذا الحق عن رقابهم إلا يوم يؤدوه ، فإن منعوهم من هذا الحق فليعلموا أن هناك موقف مهول بين يدي الله يوم يقرأ عليهم كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فوجدوا ما عملوا حاضراً بين أيديهم ، ففي هذا اليوم لن ينفعهم والد ولا ولد ولن يجدوا إلا ما قدمت أيديهم ، فلا تبخلوا ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه .
اللهم هل بلغت .. اللهم فشهد ...
والسلام ...

[أسير الليل]

لا أعلم ماذا أصفك أخي راعي البيرق بارك الله فيك

لقد قرات موضوعك هذا وفاضت مدامعي من حزن وأسى على اخوتنا في الله الذين ربما أخذتنا مسؤلياتنا وحياتنا اليومية عنهم , لا حول ولا قوة إلا بالله و شكرا يا أخي الكريم وجعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء الله .
انه لأمر محزن أن نرى بعض السؤلين ممن لا ضمير لهم لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية , لما كل هذا الظلم ؟ولما يظلم الأنسان أخيه الأنسان .

اللهم نعوذ بك من شر أنفسنا ونعوذ بك من الفقر وقهر الرجال
اللهم آمين


شكرا أخي راعي البيرق

[راعي البيرق]

أخي أسير الليل ...
بارك الله فيك أخي على هذا الشعور الطيب والمشاعر النبيلة إتجاه أحوال شريحة من المسلمين وأسأل الله أن ينفع بك أخي الفاضل ..
وشكراً على هذا الشعور الذي يجسد حقيقة أخوت الدين .
والله يحفظك ويرعاك ..
وتقبل احترامي وسلامي ..

[خالد الشمري]

مأساة الفقر منتشره انتشار كبير وكل ماهذا تزداد تعقيد وسوء بسبب البطاله وغيرها
بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك

[المهرة]

لااعرف من اين ابدأ وهذا الموضوع بالذات اصبح مشكلة ليست بالسهلة والتي تمر
مرور الكرام حين ترى تلك الارصفة والشوارع تمتلئ بالاطفال والنساء فهذه على كفيها طفل رضيع
والاخرى بيدها عجوز وهكذا 00
_ هل هذه العطايا تكفي لسد جوع هؤلاء 00 وهل تكفي لدفع ايجار او شراء كراسه لطفل
او حليب لرضيع 00 لااعتقد هذا هو الحل ؟
اصبح التسول والنوم على الطرقات منتشر لدرجة انك لاتستطيع ان تحرك هذه الارصة الساكنة
والتي تعبت من البوح عما بداخلها وما يسكنها 00
تدفع هناك الاموال الباهضة في شراء اللاعب الفلاني 00 والاخر لنقله الى النادي الفلاني
واين من ينقل هؤلاء من الشوارع الى بيت دافئ يشعرون به بالامن والامان
_ اين ذهبت تعاليم ديننا الحنيف ( فأما السائل فلاتنهر ) اين تذهب هذه الصدقات
( الاقربون اولى بالمعروف )
_ متى نفيق من هذا النوم 00 النوم على الحرير وغيرنا ينام على الارصفة والحصير
هل ذهبت الرحمة من قلوبنا واصبحنا لانرى غير تلك الانانية التي تسكن اركان هذا القلب الجامد الذي لايحس ولايشعر ؟
اخي الفاضل 00
والله ارهقني هذا الموضوع وسبب لي الكثير من الألم والحزن
نسأل الله العلي العظيم ان يكون في عون هؤلاء وان يفيق هؤلاء من سباتهم
لمساعدة الفقراء والمحتاجين 0
وجزاك الله كل خير
دمت بخير
اختك 00 المهرة

[درداح]

من سنة التكية على دور الفرانسي اللي تسمعون فيه
والفقر موجود بين الشعوب
والله سبحانه ميسر أمورهم وياتيهم رزقهم من حيث لايعلمون
أما منهم منتشـــــــــــرين على الطرقات وخصوصاً عند الإشارات
فهم متسولين والكثير منهم يملك أموال طائلة وينفقها على مالايرضي الله

ماودكم تقطون لي ابي اعرس

[راعي البيرق]

أخي الفاضل ... خالد
نعم والله صدقت يا أخي وأسأل الله أن يعجل بالفرج .
وشكراً على هذا المرور الكريم .
وتقبل احترامي وسلامي ...

[راعي البيرق]

أختي الفاضلة .. المهرة
لله در جيل يكثر فيه أمثالكِ أختي الفاضلة ، حامل للهم صادق في التوجه واضح في المنهج يتجه دوماً للبحث عن الحلول هذه هي الإجابية التي نبحث عنها ، ومتى متملكنا هذا الشعور وهذه الإجابية في التفكير ستكون بإذن الله الحلول لكل معضلات هذا الزمان .
فإلى يوم مشرق نعمل ونتطلع ...
وتقبلي احترامي وسلامي ...

[راعي البيرق]

أخي ... درداح
شكراً على المرور .
وســـلام ...

[عبدالرحمن]

راعي البيرق اهلا فيك وحياك الله

على هذا الموضوع المحزن والمخجل !

نعم اخي : محزن ان توجد مثل هذه المرأة

وثروات المسلمين تتبدت في اشياء لا فائدة منها

ان لم تكن محرمة

ومخجل ان تبيت ومن تعيل ولا تجد ما تآكله

والكثير من المسلمين يموت من التخمة وتعدد الاصناف التي لا تعد.

كثير من الدول الاسلامية وخصوصا في القارة الافريقية

لا يجدون قوت يومهم ونحن نتفنن بسوبر استار والبرتقالة

واستارات كثيرة.

شكرا لك عزيزي ونفع الله بقلم وامثاله.

[امير التلعه]

راعي البيرق جزاك الله خير
لاحيــــــــــــــــــــاة لمـــــــــــــــــــــــــن تنـــــــــــــــــــادي

[راعي البيرق]

أخي العزيز عبدالرحن ...
أهلاً بك في هذا الموضوع الذي يُعتبر ندبة في جبين الأمة ، أخي صدقت والله فيوم أن كانت هناك الإرادة من الكل الحاكم والمحكوم على حد سوى ما كانت هذه الندبة ، ولكن يوم تملّكنا الشحُ بالفانيةِ وترك الباقية كان مكان وما سيكون ، فيوم أن تؤدى الحقوق كما شرعها الله مع إمكانيات مادية عالية كما هو اليوم فلن يكون لهذه الندبة مكان في أمتنا ،
كان الرجل في زمن عمر بن عبدالعزيز يسعى في الأسواق يسأل عن محتاج ليأخذ صدقتة فما يجد ، في زمنٍ لا تقارن إمكانياته المادية بزماننا هذا ، ولقد أجريت حسبة بسيطة يوم أن قرأت عن إكتشاف جديد لمنجمٍ للذهب فجعلت طاقته الإنتاجية السنوية المتوقعة في قيمة كيلو الذهب العالمي تقسيم تعداد السكان الرسمي ـ بعد إخراج الجاليات اللي أكثر منّا :awink: ـ فكان الناتج يغني الفقير والله المستعان ، هذا دون النظر للمداخيل العالية للبترول والمداخيل الأخرى المتشعبة ، والله المستعان .
ولكن الخير والغلبة لأمة محمد إلى يوم القيمة .. بعز عزيز أو ذل ذليل ..
فلك مني الشكر على هذه المداخلة أخي الفاضل .
وتقبل إحترامي وسلامي ...

[راعي البيرق]

أخي ... مديح التلعه
أخي أن قلت وقالوا كما قلت فمن سيقول لينظر لمن لا قول له ..
ولكن لنقل بقولنا وليصاحب قولنا عملنا فبه تكون الحياة لمن تدعو وتنادي ...
وتقبل إحترامي وسلامي ...

[متعجب]

لمن نقرأ ؟!

لمثل هذا فليقرأ القرّاء .

أخي ,,

راعي البيرق

أدام الله بيرقك خفّاقا ..منافحاً

ذكرتَ فأثّرت..ونصحتَ فأبلغت

[راعي البيرق]

أخي العزيز .. متعجب ................ ( حُقَ لك أن تتعجب )

أشكر لك أخي هذا الأطراء الذي يفوق قدري بكثير ، فأسأل الله أن يجعلني كما تظن وخيراً مما أظن .

وتقبل إحترامي وسلامي ...