خالد الشمري
02-07-2005, 07:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من دلائل عظمة الله وقوته ، ورحمته بعباده وسعة كرمه أنه خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم وقال في ذلك جل وعلا : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِي إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) وقال تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) .
فقد تكفل الله تعالى برزق المخلوقات والدواب على سائر أشكالها وأحجامها وهو سبحانه و تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له .
ومعلومٌ أن سعة الرزق والبركة فيه لها ارتباط وثيق بالأعمال الصالحة التي يقدمها العبد فكلما ازداد العبد صلةً بالله عز وجل بارك الله له في رزقه وأغناه من فضله والنصوص الدالة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة ، والتي من خلالها يتبين لنا أسباب سعة الرزق والتي مدارها على ما يلى :
(1) تقوى الله عز وجل والخشية منه : فمن أعظم ثمارها وبركاتها تفريج الهم والرزق من حيث لا يحتسب الإنسان وصدق الله عز وجل : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ويقول تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) . فالإيمان والتقوى سبب لفتح أبواب البركات والخيرات .
(2) الاستغفار : من الأعمال الصالحة التي تجلب الرزق وتكون سبباً في كثرة الأموال والأولاد . ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) . خرج عمر رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فأمطروا فقالوا : ما رأيناك استسقيت فقال : أين أنتم من كتاب ربكم لقد طلبت الغيث بما ورد في كتاب الله ثم تلا هذه الآية ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ) . وقد ورد في سنن أبي داود قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ) .
وكما أن الاستغفار من الذنوب سببٌ في سعة الرزق فإن ارتكاب المعاصي والذنوب سببٌ في محق البركة وتضييق الرزق ، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن ثوبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) ، والله جل وعلا يقول : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) .
(3) صلة الرحم : وهذا من أجل الأعمال وأفضلها عند الله . فقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) ( رواه البخاري ) ، وصلة الرحم لها علاقة بالرزق والله عز وجل قد تكفل بأن يصل من وصلها ويقطع من قطعها وكلنا يقصر في هذا الجانب إلا من رحم الله مع تعقيدات الحياة المعاصرة وكثرة الارتباطات والأعمال ولكن لا أقل من أن نرفع سماعة الهاتف للاطمئنان على ذوي أرحامنا .
(4) التوكل على الله تعالى : وهو من أهم أسباب الرزق ، يقول عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطانا ) وفي هذا الحديث دليلٌ على السعي والخروج إلى الرزق وعدم التواكل فهذه الطير تغدوا في أول النهار ثم تعود في آخره وقد شبعت .
(5) المحافظة على الصلاة : هذه الشعيرة العظيمة التي يجد المؤمن فيها الحلول والمخارج لما يعترضه من المشكلات والمصاعب (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) أي إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب .
(6) الإنفاق في سبيل الله : من الأعمال التي ترتبط بالرزق فجزاؤه في الدنيا الإخلاف والبركة وسعة الرزق وفي الآخرة الجنة ورضوان الله (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من البخل والشح وأخبرنا أنه سببٌ للهلاك والدمار , وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) وفي صحيح البخاري عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً ) فالإنفاق والصدقة ينبغي للمسلم المحافظة عليها .
هذه بعض الأعمال الصالحة التي لها ارتباط وثيق بسعة الأرزاق وحصول البركة فيها فعلى المسلم أن يعلق قلبه بالله وأن يحذر من الركون إلى الأسباب المادية وينسى مسبب الأسباب سبحانه وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء والذي تكفل برزق جميع المخلوقات . وألا ينخدع ببهرج الحياة الزائلة ولا بكثرة اللاهثين وراء حطامها الذين يختلون الدنيا بالدين ولا يتورعون ولا يفكرون من أي طريقٍ جمعوا الأموال . وعلى المسلم كذلك الإقبال على كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيهما الحياة الطيبة والرزق الواسع .
·من خطبة جمعة للشيخ/ صالح الحمراني .
((النص منقول))
إن من دلائل عظمة الله وقوته ، ورحمته بعباده وسعة كرمه أنه خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم وقال في ذلك جل وعلا : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِي إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) وقال تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) .
فقد تكفل الله تعالى برزق المخلوقات والدواب على سائر أشكالها وأحجامها وهو سبحانه و تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له .
ومعلومٌ أن سعة الرزق والبركة فيه لها ارتباط وثيق بالأعمال الصالحة التي يقدمها العبد فكلما ازداد العبد صلةً بالله عز وجل بارك الله له في رزقه وأغناه من فضله والنصوص الدالة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة ، والتي من خلالها يتبين لنا أسباب سعة الرزق والتي مدارها على ما يلى :
(1) تقوى الله عز وجل والخشية منه : فمن أعظم ثمارها وبركاتها تفريج الهم والرزق من حيث لا يحتسب الإنسان وصدق الله عز وجل : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ويقول تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) . فالإيمان والتقوى سبب لفتح أبواب البركات والخيرات .
(2) الاستغفار : من الأعمال الصالحة التي تجلب الرزق وتكون سبباً في كثرة الأموال والأولاد . ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) . خرج عمر رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فأمطروا فقالوا : ما رأيناك استسقيت فقال : أين أنتم من كتاب ربكم لقد طلبت الغيث بما ورد في كتاب الله ثم تلا هذه الآية ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ) . وقد ورد في سنن أبي داود قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ) .
وكما أن الاستغفار من الذنوب سببٌ في سعة الرزق فإن ارتكاب المعاصي والذنوب سببٌ في محق البركة وتضييق الرزق ، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن ثوبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) ، والله جل وعلا يقول : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) .
(3) صلة الرحم : وهذا من أجل الأعمال وأفضلها عند الله . فقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) ( رواه البخاري ) ، وصلة الرحم لها علاقة بالرزق والله عز وجل قد تكفل بأن يصل من وصلها ويقطع من قطعها وكلنا يقصر في هذا الجانب إلا من رحم الله مع تعقيدات الحياة المعاصرة وكثرة الارتباطات والأعمال ولكن لا أقل من أن نرفع سماعة الهاتف للاطمئنان على ذوي أرحامنا .
(4) التوكل على الله تعالى : وهو من أهم أسباب الرزق ، يقول عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطانا ) وفي هذا الحديث دليلٌ على السعي والخروج إلى الرزق وعدم التواكل فهذه الطير تغدوا في أول النهار ثم تعود في آخره وقد شبعت .
(5) المحافظة على الصلاة : هذه الشعيرة العظيمة التي يجد المؤمن فيها الحلول والمخارج لما يعترضه من المشكلات والمصاعب (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) أي إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب .
(6) الإنفاق في سبيل الله : من الأعمال التي ترتبط بالرزق فجزاؤه في الدنيا الإخلاف والبركة وسعة الرزق وفي الآخرة الجنة ورضوان الله (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من البخل والشح وأخبرنا أنه سببٌ للهلاك والدمار , وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) وفي صحيح البخاري عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً ) فالإنفاق والصدقة ينبغي للمسلم المحافظة عليها .
هذه بعض الأعمال الصالحة التي لها ارتباط وثيق بسعة الأرزاق وحصول البركة فيها فعلى المسلم أن يعلق قلبه بالله وأن يحذر من الركون إلى الأسباب المادية وينسى مسبب الأسباب سبحانه وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء والذي تكفل برزق جميع المخلوقات . وألا ينخدع ببهرج الحياة الزائلة ولا بكثرة اللاهثين وراء حطامها الذين يختلون الدنيا بالدين ولا يتورعون ولا يفكرون من أي طريقٍ جمعوا الأموال . وعلى المسلم كذلك الإقبال على كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيهما الحياة الطيبة والرزق الواسع .
·من خطبة جمعة للشيخ/ صالح الحمراني .
((النص منقول))