راعي الوقيد
29-06-2005, 23:10
http://www.shmmr.net/upload/up/up/5bs0.gif
http://www.shmmr.net/upload/up/up/AL%20Hejji.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاعري المفضل المرحوم بإذن الله
هو الشاعر حمد بن سعد بن محمد بن موسى الحجي ويرجع نسبه إلى ( هُذيل ) ، وهي إحدى القبائل العربية المشهورة . . وقد ولد عام 1357هـ ببلدة مرات من إقليم الوشم … من أب عرف بقرض الشعر العامي ، أما أمه فقد توفيت وهو صغير ، فحرم بذلك حنان الأم . وليت الأمر وقف عند هذا الحد ، فلقد كان أبوه فقير كما كان يعيش أعزب زمناً طويلاً … لم يتزوج ثانية ، الأمر الذي حمل أولاده من النفار من البيت . فأما شاعرنا فقد وجد في كنف أخته … زوجة الشيخ محمد بن علي الدعيج موطئاً وموئلاً عوضه بعض مما فقد … فواصل دراسته في المدرسة الابتدائية حتى نال شهادتها عام 1371هـ ؛ وبعدها انتقل إلى مدينه الرياض حيث إلتحق بمعهد الرياض العلمي 1372هـ ؛ ووصل دراسته حتى نال شهادته من المعهد عام 1376هـ ثم التحق بعد ذلك بكلية الشريعة (( في الرياض )) أيضاً عام 1377هـ .. وعند بدء الدراسة في المرحلة الثانوية ، وجد منه المسئولون ميولاً كبيرة لعلوم اللغة العربية ، واستعداداً أوفر في هذا المجال . . وكان فضيلة المغفور له الشيخ / عبد اللطيف بن إبراهيم نائب رئيس الكليات ولمعاهد العلمية يقدر موهبة الشاعر ويجله ... من أجل ذلك ؛ ويعطف علية ؛ ومن هنا وافقت الرئاسة العامة على إلحاقه حسب رغبته بالسنة الثالثة بكلية اللغة العربية ؛ وكان الشاعر الموهوب يعيش بإحساس مرهف ؛ قابل للتفاعل مع ما تلقي به الحياة في طريقه ، فأرهقه تعاقب الآلام وتعاور والمصائب وتكاثر الرزايا فاعترته أمراض كان للوهم والوسوسة منها أوفر نصيب . فانقطعت به الطريق وتوقفت بذلك تلك الشاعريه الفذة عن التدفق فراع ذلك المخلصين فسعى أولو العزم منهم إلى الأخذ بيده فكان أن قاد سمو الأمير الشهم / سلمان بن عبد العزيز حملة في الصحف ـ الغرض منها جمع التبرعات لعلاجه ـ وأسهم منها سموه بنصيب وافر فأرسل إلى لبنان ؛ واتجه إلى الشفاء إلى أن المرض عاوده بعد رجوعه ؛ فأرسله أحد المحسنين إلى الكويت على حسابه ، حيث بقي هناك عاماً تحسن بعده تحسناً يسيراً جداً ؛ غير أن المرض كر عليه من جديد بعد رجوعه ، ومازالت الأحوال تتقلب به حتى آل به المرض إلى مستشفى " شهار " بالطائف ؛ وبقيت صحته تتراوح بين التحسن والتدهور على الرغم من العناية التي كان يحاط بها من المسئولين ... وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك/ فهد بن عبد العزيز حفظة الله بشراء منزل للشاعر وتأثيثه فتم ذلك على أكمل ما يمكن ؛ وحين علم الشاعر بهذه المكرمة سُرَّ بها سروراً عظيماً وتحدث عنها أحاديث العقلاء... كانت أحاديث الحجي التي يدلي بها للصحفيين الذين يزورونه تزيد فهم نفسيه هذا الرجل تعقداً لأنه في جُلها يتحدث العاقل الواعي لما يُسأل عنه ويجيب عليه بتمام الوعي ... يبدوا ـ والله أعلم ـ أن أسرة الرجل لم تسهم إسهاماً كافياً في محاولة كشف هذه الغُمة عنه . ( من ديوان حمد الحجي للدكتور محمد بن سعد بن حسين )
قال الشاعر حمد الحجي في قصيدته ياعيد وقد عاده العيد وهو مغترب عليل ببلاد الشام:
يا عيد وافيت والأشجان مُرخية = سدولها ونعيم الروح مفقود
لا الأهل عندي ولا الأحباب جيرتهم= حولي فقلبي رهين الشوق مفئود
العين ترنو وطول البين فاجعها =حسرى وإنسانها بالأفق معقود
تجري دمائي دموعا في محاجرها =على وسادي لها صبغ وتسهيد
أمسي وأصبح والأحزان تحدق بي =لا الروض يجدي ولا الغيثار والعود
أروي أشتياقي وأني في نوى وجوى =وأنني بقيود الهم مصفود
أنا المتيم والأحداث شاهدة =من الهموم علت وجهي التجاعيد
إني غلام ولكن حالتي عجب =أرى كأني من سبعين مولود
لما أتى العيد أبكاني وهيَّجني =فليتني بعدكم ما مرَّ بي عيد
عيد الغريب سقام وانبعاث أسى=ودمعه إن شدا الشادون تغريد
لقد أفضى " الحجي " إلى رحمة الله تعالى وأبقى تجربته الحزينة الصادقة حيث صبها في هذا القالب الشعري التقليدي الحزين ، تجربة لم تعد له وحده وحسب ، بل يشترك فيها الناس جميعا عادة العيد ، وهو في المكس يرجو الشفاء والبرء من الله ، ولكنه أدركه هذا الموسوم وهو رهين المرض ، فاشتاق إلى وطنه وربوع بلاده، حيث الأهل والصحبة والجيرة ليقول مناديا:
اذا ذكرت نجدا ذكرت بهـا الصبـا
فأرسلت دمع العين يجري على خدي
أحن الـى تلـك الربـى وفضائهـا
وطائرها والرمل والسهـل والوهـد
حنينا لو أن الريح تحمـل بعضـه
الى ساكني ربعي لذابوا من الوجـد
وايضا له :
جاء الربيع فمـاس الكـون ترحيبـا
وغنت الورق فـوق الأيـك تطريبـا
وصارت الأرض مخضـرا جوانبهـا
بالنبـت تلقـاه مفروشـا ومنصوبـا
وقد سبق لي ان طرحت هاتين القصيدتين هنا وهما على هذا الرابط
http://www.shmmr.net/vb/showpost.php?p=206985&postcount=1
هكذا إذاً بلغ الحزن مداه بهذا الشاعر ، حتى غير الهم مرآه ، وأصبح رهين حزنه وألمه رغم صغر سنه ، وحداثة شبابه ، مما يثير الإحساس تجاه هذا الموقف ، ويدلل على صدقه ، وأهميته الإنسانية المشهودة المعهودة.
من قصائدهـ :-
في زمرة السعداء
أأبقى على مرّ الجديدين في جوىً = ويسعد أقوامٌ وهم نُظَرائي؟
ألستُ أخاهم قد فُطِرنا سويّةً = فكيف أتاني في الحياة شقائي؟
أرى خَلْقَهم مثلي وخلقيَ مثلَهم = وما قصّرتْ بي همّتي وذكائي
يسيرون في درب الحياة ضواحكاً = على حين دمعي ابتلّ منه ردائي
أكان لسانيَ إن نطقتُ ملعثماً = وكانوا إذا ناجَوْا من الفصحاء؟
وهل كنتُ إمّا أشكل الأمرُ عاجزاً = وكانوا لدى الجُلّى من الحكماء؟
ولستُ فقيراً أحسب المالَ مُسعِداً = وليسوا - إذا فتّشتَهم - بثراء
وهل لهمو جودٌ بما في أكفّهمُ = وإني مدى عمري من البخلاء؟
وهل أصبحوا في حين أمسيتُ مانعاً = يجودون بالنعمى على الفقراء؟
وهل كلُّهم أصحابُ فضل ومنّةٍ = وكنتُ أنا المفضولُ في الفضلاء؟
وهل ضربوا في الأرض شرقاً ومغرباً = وكنتُ مللت اليومَ طول ثوائي؟
وهل كلُّهم أوفَوْا بكل عهودِهم = ومن بينهم قد غاض ماءُ وفائي؟
بَلى أخذوا يستبشرون بعيشهم = سوايَ فقد عاينتُ قربَ بلائي
لقد نظروا في الكون نظرةَ عابرٍ = يمرّ على الأشياء دون عناء
وأصبحتُ في هذي الحياة مُفكّراً = فجانبتُ فيها لذّتي وهنائي
ومن يُطِلِ التفكيرَ يوماً بما أرى = من الناس لم يرتحْ ونال جزائي
ومن يمشِ فوق الأرض جذلانَ مُظهِراً = بشاشتَه يمرُرْ بكلّ رُواء
تُغنّي على الدوح الوريق حمامةٌ = فيحسبه المحزونُ لحنَ بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها = حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ = تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء
****
ومن قصائدهـ ايضا ً :-
قسوة
تجنَّ عليَّ بالِغْ في التجنِّي = فمن ألم الجوى استوحيت فني
ومس بالقد منتشيًا كغصنٍ = جميلٍ في اعتدال أو تثنّي
وأسمعْني حديثك إن روحي = يمور به صدى صوت المغني
كأن الله أولاك افتتانًا = فمازَجَ فاكَ بالوتر المرِنِّ
أكاد إذا سمعتُ النطق منه = يضيع الفكر والوجدان مني
فهيا ارسِلْ شعاع اللحظ إني = من الطرْف الجميل أصوغ لحني
أصوغ مناغيًا للناي لحنًا = شَرودًا رائعًا في كل أذن
تهش له مسامع من أناجي = ويرضاه أبو مَيٍّ ومَعْن
فتًى كمُلَتْ خلائقه وفاقت = جميع الناس من جنس ولون
فلا تبخل عليَّ بحسن صوت = يُميت تعاستي ويقرُّ عيني
فأسمعني لحون الطير تشدو = وجاذِبْني الترَّنم والتغنِّي
ولا تبخل عليَّ بسحر قولٍ = حلاوته تزيل الهمَّ عني
وينفح بالشذا نفسي وقلبي = كأني في ذرى جنات عدن
ويحييني لأني في مماتٍ = وفي قيدٍ وفي إظلام سجن
فكم من ليلةٍ أرسلتُ شعرًا = يمنِّي النفس لو نفع التمني
ألا ياليت من أهوى قريب = يخفف وطء آلامي وحزني
ويغمرني بفيض النور منه = ويُبْدِلني رؤى خوفي بأمن
ويجعل وحشتي أنسًا وبرّاً = ويتركني أنام بملء جفني
****
رحم الله حمد الحجي رحمة واسعة من عندهـ ،،،
تحيتــــــــي لكم ،،،
والسلاااااااااام ...
..
http://www.shmmr.net/upload/up/up/AL%20Hejji.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاعري المفضل المرحوم بإذن الله
هو الشاعر حمد بن سعد بن محمد بن موسى الحجي ويرجع نسبه إلى ( هُذيل ) ، وهي إحدى القبائل العربية المشهورة . . وقد ولد عام 1357هـ ببلدة مرات من إقليم الوشم … من أب عرف بقرض الشعر العامي ، أما أمه فقد توفيت وهو صغير ، فحرم بذلك حنان الأم . وليت الأمر وقف عند هذا الحد ، فلقد كان أبوه فقير كما كان يعيش أعزب زمناً طويلاً … لم يتزوج ثانية ، الأمر الذي حمل أولاده من النفار من البيت . فأما شاعرنا فقد وجد في كنف أخته … زوجة الشيخ محمد بن علي الدعيج موطئاً وموئلاً عوضه بعض مما فقد … فواصل دراسته في المدرسة الابتدائية حتى نال شهادتها عام 1371هـ ؛ وبعدها انتقل إلى مدينه الرياض حيث إلتحق بمعهد الرياض العلمي 1372هـ ؛ ووصل دراسته حتى نال شهادته من المعهد عام 1376هـ ثم التحق بعد ذلك بكلية الشريعة (( في الرياض )) أيضاً عام 1377هـ .. وعند بدء الدراسة في المرحلة الثانوية ، وجد منه المسئولون ميولاً كبيرة لعلوم اللغة العربية ، واستعداداً أوفر في هذا المجال . . وكان فضيلة المغفور له الشيخ / عبد اللطيف بن إبراهيم نائب رئيس الكليات ولمعاهد العلمية يقدر موهبة الشاعر ويجله ... من أجل ذلك ؛ ويعطف علية ؛ ومن هنا وافقت الرئاسة العامة على إلحاقه حسب رغبته بالسنة الثالثة بكلية اللغة العربية ؛ وكان الشاعر الموهوب يعيش بإحساس مرهف ؛ قابل للتفاعل مع ما تلقي به الحياة في طريقه ، فأرهقه تعاقب الآلام وتعاور والمصائب وتكاثر الرزايا فاعترته أمراض كان للوهم والوسوسة منها أوفر نصيب . فانقطعت به الطريق وتوقفت بذلك تلك الشاعريه الفذة عن التدفق فراع ذلك المخلصين فسعى أولو العزم منهم إلى الأخذ بيده فكان أن قاد سمو الأمير الشهم / سلمان بن عبد العزيز حملة في الصحف ـ الغرض منها جمع التبرعات لعلاجه ـ وأسهم منها سموه بنصيب وافر فأرسل إلى لبنان ؛ واتجه إلى الشفاء إلى أن المرض عاوده بعد رجوعه ؛ فأرسله أحد المحسنين إلى الكويت على حسابه ، حيث بقي هناك عاماً تحسن بعده تحسناً يسيراً جداً ؛ غير أن المرض كر عليه من جديد بعد رجوعه ، ومازالت الأحوال تتقلب به حتى آل به المرض إلى مستشفى " شهار " بالطائف ؛ وبقيت صحته تتراوح بين التحسن والتدهور على الرغم من العناية التي كان يحاط بها من المسئولين ... وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك/ فهد بن عبد العزيز حفظة الله بشراء منزل للشاعر وتأثيثه فتم ذلك على أكمل ما يمكن ؛ وحين علم الشاعر بهذه المكرمة سُرَّ بها سروراً عظيماً وتحدث عنها أحاديث العقلاء... كانت أحاديث الحجي التي يدلي بها للصحفيين الذين يزورونه تزيد فهم نفسيه هذا الرجل تعقداً لأنه في جُلها يتحدث العاقل الواعي لما يُسأل عنه ويجيب عليه بتمام الوعي ... يبدوا ـ والله أعلم ـ أن أسرة الرجل لم تسهم إسهاماً كافياً في محاولة كشف هذه الغُمة عنه . ( من ديوان حمد الحجي للدكتور محمد بن سعد بن حسين )
قال الشاعر حمد الحجي في قصيدته ياعيد وقد عاده العيد وهو مغترب عليل ببلاد الشام:
يا عيد وافيت والأشجان مُرخية = سدولها ونعيم الروح مفقود
لا الأهل عندي ولا الأحباب جيرتهم= حولي فقلبي رهين الشوق مفئود
العين ترنو وطول البين فاجعها =حسرى وإنسانها بالأفق معقود
تجري دمائي دموعا في محاجرها =على وسادي لها صبغ وتسهيد
أمسي وأصبح والأحزان تحدق بي =لا الروض يجدي ولا الغيثار والعود
أروي أشتياقي وأني في نوى وجوى =وأنني بقيود الهم مصفود
أنا المتيم والأحداث شاهدة =من الهموم علت وجهي التجاعيد
إني غلام ولكن حالتي عجب =أرى كأني من سبعين مولود
لما أتى العيد أبكاني وهيَّجني =فليتني بعدكم ما مرَّ بي عيد
عيد الغريب سقام وانبعاث أسى=ودمعه إن شدا الشادون تغريد
لقد أفضى " الحجي " إلى رحمة الله تعالى وأبقى تجربته الحزينة الصادقة حيث صبها في هذا القالب الشعري التقليدي الحزين ، تجربة لم تعد له وحده وحسب ، بل يشترك فيها الناس جميعا عادة العيد ، وهو في المكس يرجو الشفاء والبرء من الله ، ولكنه أدركه هذا الموسوم وهو رهين المرض ، فاشتاق إلى وطنه وربوع بلاده، حيث الأهل والصحبة والجيرة ليقول مناديا:
اذا ذكرت نجدا ذكرت بهـا الصبـا
فأرسلت دمع العين يجري على خدي
أحن الـى تلـك الربـى وفضائهـا
وطائرها والرمل والسهـل والوهـد
حنينا لو أن الريح تحمـل بعضـه
الى ساكني ربعي لذابوا من الوجـد
وايضا له :
جاء الربيع فمـاس الكـون ترحيبـا
وغنت الورق فـوق الأيـك تطريبـا
وصارت الأرض مخضـرا جوانبهـا
بالنبـت تلقـاه مفروشـا ومنصوبـا
وقد سبق لي ان طرحت هاتين القصيدتين هنا وهما على هذا الرابط
http://www.shmmr.net/vb/showpost.php?p=206985&postcount=1
هكذا إذاً بلغ الحزن مداه بهذا الشاعر ، حتى غير الهم مرآه ، وأصبح رهين حزنه وألمه رغم صغر سنه ، وحداثة شبابه ، مما يثير الإحساس تجاه هذا الموقف ، ويدلل على صدقه ، وأهميته الإنسانية المشهودة المعهودة.
من قصائدهـ :-
في زمرة السعداء
أأبقى على مرّ الجديدين في جوىً = ويسعد أقوامٌ وهم نُظَرائي؟
ألستُ أخاهم قد فُطِرنا سويّةً = فكيف أتاني في الحياة شقائي؟
أرى خَلْقَهم مثلي وخلقيَ مثلَهم = وما قصّرتْ بي همّتي وذكائي
يسيرون في درب الحياة ضواحكاً = على حين دمعي ابتلّ منه ردائي
أكان لسانيَ إن نطقتُ ملعثماً = وكانوا إذا ناجَوْا من الفصحاء؟
وهل كنتُ إمّا أشكل الأمرُ عاجزاً = وكانوا لدى الجُلّى من الحكماء؟
ولستُ فقيراً أحسب المالَ مُسعِداً = وليسوا - إذا فتّشتَهم - بثراء
وهل لهمو جودٌ بما في أكفّهمُ = وإني مدى عمري من البخلاء؟
وهل أصبحوا في حين أمسيتُ مانعاً = يجودون بالنعمى على الفقراء؟
وهل كلُّهم أصحابُ فضل ومنّةٍ = وكنتُ أنا المفضولُ في الفضلاء؟
وهل ضربوا في الأرض شرقاً ومغرباً = وكنتُ مللت اليومَ طول ثوائي؟
وهل كلُّهم أوفَوْا بكل عهودِهم = ومن بينهم قد غاض ماءُ وفائي؟
بَلى أخذوا يستبشرون بعيشهم = سوايَ فقد عاينتُ قربَ بلائي
لقد نظروا في الكون نظرةَ عابرٍ = يمرّ على الأشياء دون عناء
وأصبحتُ في هذي الحياة مُفكّراً = فجانبتُ فيها لذّتي وهنائي
ومن يُطِلِ التفكيرَ يوماً بما أرى = من الناس لم يرتحْ ونال جزائي
ومن يمشِ فوق الأرض جذلانَ مُظهِراً = بشاشتَه يمرُرْ بكلّ رُواء
تُغنّي على الدوح الوريق حمامةٌ = فيحسبه المحزونُ لحنَ بكاء
وتبكي على الغصن الرطيب يظنُّها = حليفَ الهنا تُشجي الورى بغِناء
ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ = تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء
****
ومن قصائدهـ ايضا ً :-
قسوة
تجنَّ عليَّ بالِغْ في التجنِّي = فمن ألم الجوى استوحيت فني
ومس بالقد منتشيًا كغصنٍ = جميلٍ في اعتدال أو تثنّي
وأسمعْني حديثك إن روحي = يمور به صدى صوت المغني
كأن الله أولاك افتتانًا = فمازَجَ فاكَ بالوتر المرِنِّ
أكاد إذا سمعتُ النطق منه = يضيع الفكر والوجدان مني
فهيا ارسِلْ شعاع اللحظ إني = من الطرْف الجميل أصوغ لحني
أصوغ مناغيًا للناي لحنًا = شَرودًا رائعًا في كل أذن
تهش له مسامع من أناجي = ويرضاه أبو مَيٍّ ومَعْن
فتًى كمُلَتْ خلائقه وفاقت = جميع الناس من جنس ولون
فلا تبخل عليَّ بحسن صوت = يُميت تعاستي ويقرُّ عيني
فأسمعني لحون الطير تشدو = وجاذِبْني الترَّنم والتغنِّي
ولا تبخل عليَّ بسحر قولٍ = حلاوته تزيل الهمَّ عني
وينفح بالشذا نفسي وقلبي = كأني في ذرى جنات عدن
ويحييني لأني في مماتٍ = وفي قيدٍ وفي إظلام سجن
فكم من ليلةٍ أرسلتُ شعرًا = يمنِّي النفس لو نفع التمني
ألا ياليت من أهوى قريب = يخفف وطء آلامي وحزني
ويغمرني بفيض النور منه = ويُبْدِلني رؤى خوفي بأمن
ويجعل وحشتي أنسًا وبرّاً = ويتركني أنام بملء جفني
****
رحم الله حمد الحجي رحمة واسعة من عندهـ ،،،
تحيتــــــــي لكم ،،،
والسلاااااااااام ...
..