أسير الليل
28-06-2005, 00:13
الوفاء بالعهد
من اجمل ما قرات بعد القرآن والسنه . قضية الطائي وشَريكٍ نديم النُعنان بن المنذر
تلخيص معناها أن النعمان كان قد جعل له يومين , يومُ بُؤس ٍ من صادفه فيه قتله وأرداه , ويومُ نَعيم من لقيه فيه أحسن اليه وأغناه. وكان هذا الطائي قد رماه حادثُ الدهرِ بسهام فاقتِهِ وفقره , فأخرجته الفاقةُ من محلَ أستقراره ليرتاد شيئاً لصبيته وصغاره و فبينما هو كذلك إذا صادفه النعمام في يوم بُؤسه , فلما رآه الطائي علِمَ أنه مقتولٌ وأن دمهُ مطلولٌ , فقال : حيا الله الملك , إن لي صِبيةٍ صغاراً جياعاً , وقد أرقتُ ماء وجهي في حُصول شيءٍ من البثلْغَةِ لهم , وقد أقدمني سوءُ الحظًّ على الملِك في هذا اليوم العَبوس , وقد قَرُبْتَ من مقرَّ الصبية والأهل , وهُم لى شفا تلفٍ من الطًّوى و ولن يتفاوتً الحالُ في قتلي بين أةل النهار وآخره , فإن رأى الملِكُ أن يأذن لي في أن أوصل إليهم هذا القوت , وأُصي بهم أهل المروءَةِ من الحيَّ ,لئلا يهلكوا ضياعاً , ثم أعود إلى الملِك وأُسَلَّم نفسي لنفاذ أمره.
فلما سمع النعمان صورة َ مَقاله , وفَهم حقيقةَ حالِه, ورأى تلهُفهُ على ضياعاطفاله, رق له ورثى لحاله , غير أنه قال له : لا آذنُ لك حتَّى يضمنك رجل ٌ معنا , فإن لم ترجع قتلناه , وكان شريكُ بن عديّ بن شُرَحبيل نديمُ النُعمان معه , فالتفت الطائيُّ إلى شَريكٍ وقال له :
يا شريكَ بن عديًّ مامِنً الموت انهزامْ
من لأطفالٍ ضعافٍ عد مُوا طًعْمَ الطعامْ
بين جوعٍ وانتظارٍ وافتِقارٍ وَ سَقامْ
يا أخــا كُلَّ كريم ٍ أنتَ من قومِ كٍرام ْ
يا أخا النُعمانِ جُدْ لي بضَمانٍ والتِزامْ
ولكَ اللهُ بأني راجِعٌ قبل الظلام ْ
فقال شريك بن عديّ : أصلح الله الملك , عليَّ ضمانُه .
فمرَّ الطائي مُسرعا ً , وصار النعمان يقول لشريك : إن صَدْر النَّهار قد ولى , ولم يرجع ., وشريكٌ يقةول : ليس للملِك عليَّ سبيلٌ حتى يأتي المساء , فلما قرُب المساء ُ قال النُعمان لشريك : قد جاءَ وَقتُك, قُم فتأهب للقتل, فقال شَريك : هذا شخصق قد لاح مُقبلاً , وأرجوا أن يكون الطائيَّ , فإن لم يكن فأمرُ الملِك مُمْتثلٌ .
قال : فينما هم كذلك وإذا بالطائي قد أشتدَّ عَدْوُهُ في سيره مُسرعا حتى وصل , فقال : خَشيتُ أن ينقضي النهارُ قبل وصولي , ثموقف قائماً وقال : أيها الملك , مُرْ بأمرك , فاطرق النُعمان ثم رفع رأسه وقال :والله مارأيتُ أعجب منكما , أما أنت يا طائيُّ فما تركت لأحدٍ في الوفاء ِ مقاما ً يقومُ فيه , ولا ذٍكراً يفتخرُ به , وأما أنت يا شريك فما تركت لكريمٍ سماحةً يُذكرُ بها في الكُرماء , فلا أكون أنا ألأمَ الثلاثة , ألا وإني قد رفعتُ يوم بُؤُسي عن الناس , ونقضتُ عادتي كرامة ً لوفاءِ الطائيَّ وكرمَ شريك فقال الطائيُّ :
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي فعددتُ قولهمُ من الإضلالِ
وأني امرؤٌ مني الوفاءُ سجية ً وفعالُ كُلَّ مُهذبٍ مِفضالِ
فقال له النعمان : ما حملك على الوفاءِ وفيه إتلافُ نفسِك ؟ فقال : ديني , فمن لا وفاء َ فيه لا دين له .
فأحسن إليه النعمان ووصلهُ بما أغناه , وأعاده مُكرما الى أهله , وأناله ما تمناه .
أنظروا أخوتي كم هو جميلٌ الوفاء والكرم .
منقول من كتاب المستطرف لكل فن ٍ مُستظرِف تأليف الأبشيهي
من اجمل ما قرات بعد القرآن والسنه . قضية الطائي وشَريكٍ نديم النُعنان بن المنذر
تلخيص معناها أن النعمان كان قد جعل له يومين , يومُ بُؤس ٍ من صادفه فيه قتله وأرداه , ويومُ نَعيم من لقيه فيه أحسن اليه وأغناه. وكان هذا الطائي قد رماه حادثُ الدهرِ بسهام فاقتِهِ وفقره , فأخرجته الفاقةُ من محلَ أستقراره ليرتاد شيئاً لصبيته وصغاره و فبينما هو كذلك إذا صادفه النعمام في يوم بُؤسه , فلما رآه الطائي علِمَ أنه مقتولٌ وأن دمهُ مطلولٌ , فقال : حيا الله الملك , إن لي صِبيةٍ صغاراً جياعاً , وقد أرقتُ ماء وجهي في حُصول شيءٍ من البثلْغَةِ لهم , وقد أقدمني سوءُ الحظًّ على الملِك في هذا اليوم العَبوس , وقد قَرُبْتَ من مقرَّ الصبية والأهل , وهُم لى شفا تلفٍ من الطًّوى و ولن يتفاوتً الحالُ في قتلي بين أةل النهار وآخره , فإن رأى الملِكُ أن يأذن لي في أن أوصل إليهم هذا القوت , وأُصي بهم أهل المروءَةِ من الحيَّ ,لئلا يهلكوا ضياعاً , ثم أعود إلى الملِك وأُسَلَّم نفسي لنفاذ أمره.
فلما سمع النعمان صورة َ مَقاله , وفَهم حقيقةَ حالِه, ورأى تلهُفهُ على ضياعاطفاله, رق له ورثى لحاله , غير أنه قال له : لا آذنُ لك حتَّى يضمنك رجل ٌ معنا , فإن لم ترجع قتلناه , وكان شريكُ بن عديّ بن شُرَحبيل نديمُ النُعمان معه , فالتفت الطائيُّ إلى شَريكٍ وقال له :
يا شريكَ بن عديًّ مامِنً الموت انهزامْ
من لأطفالٍ ضعافٍ عد مُوا طًعْمَ الطعامْ
بين جوعٍ وانتظارٍ وافتِقارٍ وَ سَقامْ
يا أخــا كُلَّ كريم ٍ أنتَ من قومِ كٍرام ْ
يا أخا النُعمانِ جُدْ لي بضَمانٍ والتِزامْ
ولكَ اللهُ بأني راجِعٌ قبل الظلام ْ
فقال شريك بن عديّ : أصلح الله الملك , عليَّ ضمانُه .
فمرَّ الطائي مُسرعا ً , وصار النعمان يقول لشريك : إن صَدْر النَّهار قد ولى , ولم يرجع ., وشريكٌ يقةول : ليس للملِك عليَّ سبيلٌ حتى يأتي المساء , فلما قرُب المساء ُ قال النُعمان لشريك : قد جاءَ وَقتُك, قُم فتأهب للقتل, فقال شَريك : هذا شخصق قد لاح مُقبلاً , وأرجوا أن يكون الطائيَّ , فإن لم يكن فأمرُ الملِك مُمْتثلٌ .
قال : فينما هم كذلك وإذا بالطائي قد أشتدَّ عَدْوُهُ في سيره مُسرعا حتى وصل , فقال : خَشيتُ أن ينقضي النهارُ قبل وصولي , ثموقف قائماً وقال : أيها الملك , مُرْ بأمرك , فاطرق النُعمان ثم رفع رأسه وقال :والله مارأيتُ أعجب منكما , أما أنت يا طائيُّ فما تركت لأحدٍ في الوفاء ِ مقاما ً يقومُ فيه , ولا ذٍكراً يفتخرُ به , وأما أنت يا شريك فما تركت لكريمٍ سماحةً يُذكرُ بها في الكُرماء , فلا أكون أنا ألأمَ الثلاثة , ألا وإني قد رفعتُ يوم بُؤُسي عن الناس , ونقضتُ عادتي كرامة ً لوفاءِ الطائيَّ وكرمَ شريك فقال الطائيُّ :
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي فعددتُ قولهمُ من الإضلالِ
وأني امرؤٌ مني الوفاءُ سجية ً وفعالُ كُلَّ مُهذبٍ مِفضالِ
فقال له النعمان : ما حملك على الوفاءِ وفيه إتلافُ نفسِك ؟ فقال : ديني , فمن لا وفاء َ فيه لا دين له .
فأحسن إليه النعمان ووصلهُ بما أغناه , وأعاده مُكرما الى أهله , وأناله ما تمناه .
أنظروا أخوتي كم هو جميلٌ الوفاء والكرم .
منقول من كتاب المستطرف لكل فن ٍ مُستظرِف تأليف الأبشيهي