خالد الشمري
13-06-2005, 10:50
(النص منقول )
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا قدمت للإسلام ؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله وسلم على النعمة المسداة والرحمة المهداة نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً .
ليسأل الواحد منا نفسه .. ماذا قدم للإسلام ؟ في زمن صح به الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام بقولـه الكريم : إنه في آخر الزمان يكون العام كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة والساعة كإحتراق سعفة النخلة .. وهذا ما نعيشه في هذه الأيام وتلكم الأزمان والذي أصبح فيه ( العالم ) كقرية صغيرة في ظل ثورة الاتصالات ، فما إن يهل العام إلا ويقال زل وكذلك الشهر والأسبوع .... إلخ ، ولعل هذا راجع إلى نعم نتفيأ ظلالها وننعم بها صباح مساء .
إن الهجمة الشرسة على الأخلاق وعلى الفضيلة وعلى القيم النبيلة لشيء مؤسف حقاً يحير معها العقل وتطيش من جرائها الأفكار .. تشن علينا سراً وجهراً ليلاً ونهاراً عبر أجهزة الإعلام المقرؤة منها والمرئية والمسموعة بأساليب ملتوية وطرق محيرة .. والحسرات لا لذلك فهو أمر معهود منذ بزوغ فجر هذا الإسلام الخالد ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ، غير أن المؤسف حقاً هو انحسار عدد التيار المضاد وقلة سواده من الإخوة الإسلاميين حتى كاد أن يختفي وأصابهم ( الوهن ) الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهي حرب خاسرة بلا شك والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) ولا يُعزى الانحسار المشار إليه إلا لانشغال الكثيرين منا بمتع الحياة الزائلة وما أكثرها عفى الله عنا جميعاً وتناسينا أن الآخرة هي دار القرار ، فمن قائل يقول اتسع الخرق على الراقع وما بين آخر يقول النصيحة لا تسمع في هذا الزمان وأن الأمر لا يعدو كونه عبثاً فالناس لا تستجيب ويغيب عن الأذهان أو قلة في الأفهام قول الحق تبارك وتعالى ( ما على الرسول إلا البلاغ ) وقوله جل وعلا ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) فيا من بلغت الأربعين .. عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لما كان يتطاول لكي يجيزه الرسول الكريم والقائد العظيم عليه الصلاة والسلام في الجيش كان عمره (14عاماً) ويا من أنت في العمر قد بلغت الخمسين ..عبدالله بن حذافة رضي الله عنه لما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتي بخبر القوم في ليلة شديدة البرودة يطيب لأمثالنا بمثلها الغطاء الوثير كان عمره ( 21عاماً) ويا من أنت بين الأربعين والخمسين .. زيد بن ثابت رضي الله عنه لما شرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الوحي ( كلام رب العالمين ) كان عمره آنذاك (18عاماً ) فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ، فيا من لم تعمل للإسلام شيئاً لا للإسلام نفسه ( فإن الله غني عن العالمين ) ولكن لنفسك الفقيرة إلى رحمة ربها جل وعلا والتي لا غناء لها عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك .. اعمل فسيرى الله عملك وإن لم تعمل اليوم وأنت شاب قادر ليس لديك عوائق فلن تعمل غداً وأنت كهل على عكس ما ذكر واستشعر قول الناصح الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو يقول ( اغتنم خمساً قبل خمس ... وذكر منها شبابك قبل هرمك ) .
والتضحيات بالإسلام لا تقاس بالأعمار بقدر ما تقاس بالأعمال وإن اجتمع الأمران فنور على نور ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) ولعل الكثير منا لا تخفى عليه التضحيات العظيمة التي قام بها الأئمة الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم وجزاهم عنا خير ما جزى عامل عن عمله ونخص منهم ناصر السنة وقامع البدعة أبا عبدالله أحمد بن حنبل وكذلك الحال لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير وكثير ومن المعاصرين ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله ومن الأحياء المعاصرين شيخنا الفاضل / صالح الفوزان ثبتنا الله وإياه على طاعته والذين نحسبهم جميعاً والله حسيبهم أنهم ممن نذروا أنفسهم لله عز وجل خدمة لدينه ودفاعاً عنه وغيرة له وحرصاً عليه وعزاءهم قول الحق تبارك وتعالى ( سنكتب ما قدموا وآثارهم ) وقوله عز وجل ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) وما أشبه ذلك من الآيات الكريمات . فمؤلفاتهم كثيرة وجهودهم عظيمة بينوا للناس أحكام دينهم وعباداتهم وبيوعهم وأنكحتهم وكل ما يحتاجون إليه بمجلدات محفوظة يعجز الرجال عن حملها .. بطياتها الرد على من به زيغ وشبه وضلالات وكان لهم أن يقولوا ما يقوله الكثير منا في هذا الزمان المؤسف حقاً ليس لنا دخل فيما يجري .. وهذه أمور لا تعنينا وما إلى ذلك من الحجج الواهية .. كأنهم بمنأى عن هذا المجتمع المسلم وكأن ليس لهم أزواجاً وذرية وأصحاب وأحباب .. غير أن الهمم العالية والطموحات الكبيرة والنفوس الآبية قادتهم إلى التضحيات وبرهنت إدعاء الإسلام إلى واقع ملموس وكأني بهم يقولون لن نرضى لأرواحنا حتى تصيب الفردوس الأعلى صيرهم الله إلى ما يريدون ، إنه جواد كريم ونختم بأن الصحابي الجليل وكلهم أجلاء سعد بن معاذ الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن في قصة مشهورة غير خافية على ذي بصر وبصيرة كان عطاؤه بالإسلام (5 سنوات فقط ) كانت كفيلة بأن تجعل له ذكراً حسناً إلى قيام الساعة فالمرء بعمله وليس بعمره كما ذكر .. وعليه فمن هذه الساعة اتخذ لنفسك الفقيرة منهجاً واضحاً يكون لك من خلاله دعوة إلى الله عز وجل تنفعك وتنفع والديك وذريتك في الحياة الدنيا وبعد الممات إذا فارقت أعمالك على ألا يضيع من عمرك ساعة زمان إلا واستفدت وأفدت من خلالها ( نصيحة ـ مطوية ـ شريط ـ كتيب ـ رد ـ إزالة شبهة ـ نصرة مظلوم إعانة ملهوف ـ مساعدة فقير ـ مواساة يتيم ـ سعي على أرملة ـ أخذ على يد سفيه ـ دعوة حق ـ أمر بمعروف ـ إنكار منكر ـ إطعام جائع ـ سقاية عطشان ـ وما إلى ذلك من أمور الخير التي لا تعد ولا تحصى )
قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت فيه شمسه قرب به أجلي ولم يزدد به عملي ) .
وقال أحدهم ( أدركت أقواماً يحرصون على الوقت كحرصكم على الدراهم اليوم ) يعني زمانه الذي عاش فيه ، فكيف بزماننا هذا نسأل الله العافية والسلامة فيا أيها العصاة ونحن كذلك .. ويا أيها المقصرون ونحن من أولئك ( العبرة بتمام النهاية لا بنقص البداية ) .
يقول الشاعر :
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين واجعلنا ممن استعملتهم بطاعتك وشرفتهم بخدمة دينك على كل حال وفي كل زمان حتى يأتينا اليقين .
والحمد لله رب العالمين ،،،
بقدر النشر .. تنال من الأجر
فاعل خير
27/4/1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا قدمت للإسلام ؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله وسلم على النعمة المسداة والرحمة المهداة نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً .
ليسأل الواحد منا نفسه .. ماذا قدم للإسلام ؟ في زمن صح به الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام بقولـه الكريم : إنه في آخر الزمان يكون العام كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة والساعة كإحتراق سعفة النخلة .. وهذا ما نعيشه في هذه الأيام وتلكم الأزمان والذي أصبح فيه ( العالم ) كقرية صغيرة في ظل ثورة الاتصالات ، فما إن يهل العام إلا ويقال زل وكذلك الشهر والأسبوع .... إلخ ، ولعل هذا راجع إلى نعم نتفيأ ظلالها وننعم بها صباح مساء .
إن الهجمة الشرسة على الأخلاق وعلى الفضيلة وعلى القيم النبيلة لشيء مؤسف حقاً يحير معها العقل وتطيش من جرائها الأفكار .. تشن علينا سراً وجهراً ليلاً ونهاراً عبر أجهزة الإعلام المقرؤة منها والمرئية والمسموعة بأساليب ملتوية وطرق محيرة .. والحسرات لا لذلك فهو أمر معهود منذ بزوغ فجر هذا الإسلام الخالد ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ، غير أن المؤسف حقاً هو انحسار عدد التيار المضاد وقلة سواده من الإخوة الإسلاميين حتى كاد أن يختفي وأصابهم ( الوهن ) الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهي حرب خاسرة بلا شك والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) ولا يُعزى الانحسار المشار إليه إلا لانشغال الكثيرين منا بمتع الحياة الزائلة وما أكثرها عفى الله عنا جميعاً وتناسينا أن الآخرة هي دار القرار ، فمن قائل يقول اتسع الخرق على الراقع وما بين آخر يقول النصيحة لا تسمع في هذا الزمان وأن الأمر لا يعدو كونه عبثاً فالناس لا تستجيب ويغيب عن الأذهان أو قلة في الأفهام قول الحق تبارك وتعالى ( ما على الرسول إلا البلاغ ) وقوله جل وعلا ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) فيا من بلغت الأربعين .. عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لما كان يتطاول لكي يجيزه الرسول الكريم والقائد العظيم عليه الصلاة والسلام في الجيش كان عمره (14عاماً) ويا من أنت في العمر قد بلغت الخمسين ..عبدالله بن حذافة رضي الله عنه لما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتي بخبر القوم في ليلة شديدة البرودة يطيب لأمثالنا بمثلها الغطاء الوثير كان عمره ( 21عاماً) ويا من أنت بين الأربعين والخمسين .. زيد بن ثابت رضي الله عنه لما شرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الوحي ( كلام رب العالمين ) كان عمره آنذاك (18عاماً ) فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ، فيا من لم تعمل للإسلام شيئاً لا للإسلام نفسه ( فإن الله غني عن العالمين ) ولكن لنفسك الفقيرة إلى رحمة ربها جل وعلا والتي لا غناء لها عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك .. اعمل فسيرى الله عملك وإن لم تعمل اليوم وأنت شاب قادر ليس لديك عوائق فلن تعمل غداً وأنت كهل على عكس ما ذكر واستشعر قول الناصح الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو يقول ( اغتنم خمساً قبل خمس ... وذكر منها شبابك قبل هرمك ) .
والتضحيات بالإسلام لا تقاس بالأعمار بقدر ما تقاس بالأعمال وإن اجتمع الأمران فنور على نور ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) ولعل الكثير منا لا تخفى عليه التضحيات العظيمة التي قام بها الأئمة الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم وجزاهم عنا خير ما جزى عامل عن عمله ونخص منهم ناصر السنة وقامع البدعة أبا عبدالله أحمد بن حنبل وكذلك الحال لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير وكثير ومن المعاصرين ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله ومن الأحياء المعاصرين شيخنا الفاضل / صالح الفوزان ثبتنا الله وإياه على طاعته والذين نحسبهم جميعاً والله حسيبهم أنهم ممن نذروا أنفسهم لله عز وجل خدمة لدينه ودفاعاً عنه وغيرة له وحرصاً عليه وعزاءهم قول الحق تبارك وتعالى ( سنكتب ما قدموا وآثارهم ) وقوله عز وجل ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) وما أشبه ذلك من الآيات الكريمات . فمؤلفاتهم كثيرة وجهودهم عظيمة بينوا للناس أحكام دينهم وعباداتهم وبيوعهم وأنكحتهم وكل ما يحتاجون إليه بمجلدات محفوظة يعجز الرجال عن حملها .. بطياتها الرد على من به زيغ وشبه وضلالات وكان لهم أن يقولوا ما يقوله الكثير منا في هذا الزمان المؤسف حقاً ليس لنا دخل فيما يجري .. وهذه أمور لا تعنينا وما إلى ذلك من الحجج الواهية .. كأنهم بمنأى عن هذا المجتمع المسلم وكأن ليس لهم أزواجاً وذرية وأصحاب وأحباب .. غير أن الهمم العالية والطموحات الكبيرة والنفوس الآبية قادتهم إلى التضحيات وبرهنت إدعاء الإسلام إلى واقع ملموس وكأني بهم يقولون لن نرضى لأرواحنا حتى تصيب الفردوس الأعلى صيرهم الله إلى ما يريدون ، إنه جواد كريم ونختم بأن الصحابي الجليل وكلهم أجلاء سعد بن معاذ الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن في قصة مشهورة غير خافية على ذي بصر وبصيرة كان عطاؤه بالإسلام (5 سنوات فقط ) كانت كفيلة بأن تجعل له ذكراً حسناً إلى قيام الساعة فالمرء بعمله وليس بعمره كما ذكر .. وعليه فمن هذه الساعة اتخذ لنفسك الفقيرة منهجاً واضحاً يكون لك من خلاله دعوة إلى الله عز وجل تنفعك وتنفع والديك وذريتك في الحياة الدنيا وبعد الممات إذا فارقت أعمالك على ألا يضيع من عمرك ساعة زمان إلا واستفدت وأفدت من خلالها ( نصيحة ـ مطوية ـ شريط ـ كتيب ـ رد ـ إزالة شبهة ـ نصرة مظلوم إعانة ملهوف ـ مساعدة فقير ـ مواساة يتيم ـ سعي على أرملة ـ أخذ على يد سفيه ـ دعوة حق ـ أمر بمعروف ـ إنكار منكر ـ إطعام جائع ـ سقاية عطشان ـ وما إلى ذلك من أمور الخير التي لا تعد ولا تحصى )
قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت فيه شمسه قرب به أجلي ولم يزدد به عملي ) .
وقال أحدهم ( أدركت أقواماً يحرصون على الوقت كحرصكم على الدراهم اليوم ) يعني زمانه الذي عاش فيه ، فكيف بزماننا هذا نسأل الله العافية والسلامة فيا أيها العصاة ونحن كذلك .. ويا أيها المقصرون ونحن من أولئك ( العبرة بتمام النهاية لا بنقص البداية ) .
يقول الشاعر :
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين واجعلنا ممن استعملتهم بطاعتك وشرفتهم بخدمة دينك على كل حال وفي كل زمان حتى يأتينا اليقين .
والحمد لله رب العالمين ،،،
بقدر النشر .. تنال من الأجر
فاعل خير
27/4/1426هـ