المطنوخ
09-06-2005, 10:53
ونعوووووووووود إليكم مجددا أحبائي مع رمزا من رموووز الأزمنه الماضيه
وهذه المره
ضيفنا هو.....
تـأبط شراً
هو ثابت بن جابر بن سفيان وينتهي نسبه إلى قيس عيلان بن مضر بن نزار،وأمه امرأة يقال لها أميمة ،ويقال إنها من بني القين ،بطن من فهم ،وقيل إن أمه أمة حبشية سوداء ،ورث عنها سوادها ، فعد من " أغربة العرب " .مات والده وهو صغير ،فتزوجت أمه الشاعر أبا كبير الهذلي ،وهو من كبار الصعاليك ،فخرجه على شاكلته، " وربما كان لسواده وتعير عشيرته له به وبأنه ابن أمة أثَّر في تصعلكه ".فنشأ فتّاكاً واشتهر بسرعته في العدو حتى قيل إنه " أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة ،فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها ، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ،ثم يشويه فيأكله"،وتأبط شراً لقب له .
وفي تلقيبه بتأبط شراً أربعة أقوال:
1- قيل إنه تأبط سيفاً وخرج فقيل لأمه : أين هو ؟ فقالت : لا أدري ،تأبط شراً وخرج.
2- قيل إن أمه قالت له في زمن الكمأة : ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهلهم الكمأة فيروحون بها ! فقال لها :أعطيني جرابك حتى أجتني لكِ فيه .فأعطته جرابها فملأه لها أفاعي من أكبر ما قدر عليه ، وأتى به متأبطاً له ، فألقاه بين يديها ،ففتحته فسعين بين يديها في بيتها ،فوثبت وخرجت منه ، فقال لها نساء الحي :ماذا كان الذي تأبطه ثابت اليوم؟ قالت : تأبط شراً .
3- وقيل إنه رأى كبشاً في الصحراء فاحتمله تحت إبطه ، فجعل يبول طول الطريق عليه ، فلما قرب من الحي ثقل عليه حتى لم يُقلّه ،فرمى به فإذا هو الغول ! فقال قومه : بم تأبطت يا ثابت ؟فأخبرهم ،فقالوا : لقد تأبط شراً .
4-وقيل إنه أتى بالغول فألقاه بين يدي أمّه ، فسئلت أمه عما كان متأبطاً فقالت ذلك فلزمه .
وقيل إنه : " أخذ سكيناً تحت إبطه وخرج إلى نادي قومه فوجأ بعضهم ،فقيل تأبط شراً ، وقيل تأبط جفير سهام وأخذ قوساً" فقالت له أمه : هذا تأبط شراً .
وقيل إنّه سُمي تأبط شراً ببيت شعر قاله وهو:
تَأَبَّطَ شَرّاً ثُمَّ رَاحَ أو اغتَدَى يُوائِمُ غُنماً أو يَسِيفُ على ذَحلِ
وقيل إنه لقب تأبط شراً "لأنه كان ربما جاء بالشهد أو العسل في خريطة كان يتأبطها ، فكانت أمه تأكل ما يجيء به ،فأخذ يوماً أفعى فألقاها في الخريطة ،فلما جاءت أمه لتأخذ ما في الخريطة سمعت فحيح الأفعى فألقتها وقالت : لقد تأبطت شرّاً يا بني ".
وإذا تمعنا في هذه الأقاويل جميعاً وجدنا أن الافتعال بيِّن فيها ، فكم من شخص تأبط سيفاً وخرج ، فلماذا لم يسمَّ بتأبط شراً ؟وهل عُدَّ السيف شراً في العصر الجاهلي ؟! ألم يفخر الفرسان بسيوفهم ؟ ويصوروا حدتها ومضاءها ؟
وهل قصة حمله الغول معقولة؟ هل الغول كائن واقعي حتى يحمله ويأتي به قومه؟
هل من المعقول أن يهجم على الناس في نادي القبيلة ويطعنهم بسكينه ؟
وإذا كان يشعر بعداء تجاه أمه حمله على أن يملأ لها الجراب أفاعي ، فهل من المعقول أن يتأبط جراباً مملوءاً بالأفاعي ؟ الواقع أن كل هذه الأسباب لا تعدو أن تكون قصصاً أوردها الرواة ،جرياً على عادتهم ، للإمتاع والتسلية والدلالة على ما يقوم به هذا الصعلوك من شرور . أما نحن فإننا نميل إلى أنه كان يداوم على القيام بأعمال خبيثة شريرة ، حتى بات قومه كلما رأوه خارجاً أدركوا أنه يبيت شراً فلقبوه بتأبط شراً ،وهذا ما ذهب إليه شوقي ضيف حين قال : " وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا اللقب لكثرة ما كان يرتكب من جنايات وجرائر ،أي أنه يحمل دائماً في أطوائه شراً يريد أن ينفذه".
وعاش تأبط شراً حياة حافلة بالغزو والقتال والمخاطر مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق ،" وتروى له مغامرات مختلفة وهي مطبوعة بطابع قصصي شعبي"
إذ تضخمت قصصه وبطولاته كثيراً بتأثير الرواة والقصاصين حتى قاربت العجب العجاب في "حكايات كثيرة يتعجب منها العقل لغرابتها".
وفي ختام حياة حافلة ، سقط الصعلوك المتمرد تأبط شراً في غزوة من غزواته ، في ساحة الصراع والجلاد ،فقتلته هذيل .وتفاصيل ذلك أنه خرج غازياً ، فعرض له بيت من هذيل في جبل فأراد مهاجمته، فمنعه من معه لأنهم شاهدوا ضبعاً يخرج فتشاءموا من ذلك ، لكن تأبط شراً لم يبالِ بذلك بل هجم على البيت مع جماعته فقتلوا شيخاً وعجوزاً وحازوا جاريتين وإبلاً ،وفر غلام إلى الجبل ،فأتبعه تأبط شراً فرماه الغلام بسهم أصاب قلبه ، وحمل على الغلام فقتله ،ثم مات هو من السهم ، فأخذت هذيل جثته ورمتها في غار رخمان .وكان في حدود سنة 80 هـ / 540م .
وترك لنا تأبط شراً مجموعة من القصائد والمقطوعات ، أشهرها القصيدة التي صدر بها المفضل الضبي مفضلياته ومطلعها :
يا عيدُ مالك من شوقٍ وإبراقِو=مَرَّ طيفِ على الأهوالِ طرَّاقِ
وحامت الشكوك حول بعض قصائده وبخاصة قصيدة: " إن بالشعب الذي دون سلع " فقد ذكر الرواة أنها مما نحله إياه خلف الأحمر ". ونسب قوم له قصيدة مطلعها:
ولقد سريتُ على الظَّلامِ بمغشمٍ=جلدٍ من الفِتيانِ غيـرِ مُهبِّـلِ
ونسب آخرون هذه القصيدة نفسها إلى أبي كبير الهذلي وروى له الجاحظ أبياتاً وقال : "إن كان قالها"الأمر الذي يدل على شكه في نسبتها إليه ".
ومع ذلك يبقى الشعر القليل الثابت لتأبط شراً ينهض شامخاً ويدل على أصالة الشعر والشاعر وتعبيره عن حياة الصعاليك وما يعتمر في صدورهم من خلجات ."وهكذا امتاز شعر تأبط شراً دائماً ، بنبرة الواقعية ،والنزعة التصويرية الطبيعية ، مع رؤيا حيوية للوجود فائرة بنزعات الإنسان القوي المقبل على المجهول إقبالة فنان وطفل وفارس مقدام ، فيه من الفنان تلوين الخيال ودفق الإحساس بجمال الوقائع الإنسانية ، مبسوطة أمامه ، من دون زيف أو تقييم ضيق .وفيه من الطفل دهشته العفوية من العالم ، وما توحي به هذا الدهشة من حكمة ساذجة ،ولكنها صادقة صائبة .وفيه من الفارس نزعة التحدي ،وجماح القوة الحيوية الطافحة من خلال حس عامر بانتجاع قمم المجد ،أينما تبدت ، ودون أية تهلكة ، شخصت وبرزت".
يتبع..
وهذه المره
ضيفنا هو.....
تـأبط شراً
هو ثابت بن جابر بن سفيان وينتهي نسبه إلى قيس عيلان بن مضر بن نزار،وأمه امرأة يقال لها أميمة ،ويقال إنها من بني القين ،بطن من فهم ،وقيل إن أمه أمة حبشية سوداء ،ورث عنها سوادها ، فعد من " أغربة العرب " .مات والده وهو صغير ،فتزوجت أمه الشاعر أبا كبير الهذلي ،وهو من كبار الصعاليك ،فخرجه على شاكلته، " وربما كان لسواده وتعير عشيرته له به وبأنه ابن أمة أثَّر في تصعلكه ".فنشأ فتّاكاً واشتهر بسرعته في العدو حتى قيل إنه " أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة ،فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها ، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ،ثم يشويه فيأكله"،وتأبط شراً لقب له .
وفي تلقيبه بتأبط شراً أربعة أقوال:
1- قيل إنه تأبط سيفاً وخرج فقيل لأمه : أين هو ؟ فقالت : لا أدري ،تأبط شراً وخرج.
2- قيل إن أمه قالت له في زمن الكمأة : ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهلهم الكمأة فيروحون بها ! فقال لها :أعطيني جرابك حتى أجتني لكِ فيه .فأعطته جرابها فملأه لها أفاعي من أكبر ما قدر عليه ، وأتى به متأبطاً له ، فألقاه بين يديها ،ففتحته فسعين بين يديها في بيتها ،فوثبت وخرجت منه ، فقال لها نساء الحي :ماذا كان الذي تأبطه ثابت اليوم؟ قالت : تأبط شراً .
3- وقيل إنه رأى كبشاً في الصحراء فاحتمله تحت إبطه ، فجعل يبول طول الطريق عليه ، فلما قرب من الحي ثقل عليه حتى لم يُقلّه ،فرمى به فإذا هو الغول ! فقال قومه : بم تأبطت يا ثابت ؟فأخبرهم ،فقالوا : لقد تأبط شراً .
4-وقيل إنه أتى بالغول فألقاه بين يدي أمّه ، فسئلت أمه عما كان متأبطاً فقالت ذلك فلزمه .
وقيل إنه : " أخذ سكيناً تحت إبطه وخرج إلى نادي قومه فوجأ بعضهم ،فقيل تأبط شراً ، وقيل تأبط جفير سهام وأخذ قوساً" فقالت له أمه : هذا تأبط شراً .
وقيل إنّه سُمي تأبط شراً ببيت شعر قاله وهو:
تَأَبَّطَ شَرّاً ثُمَّ رَاحَ أو اغتَدَى يُوائِمُ غُنماً أو يَسِيفُ على ذَحلِ
وقيل إنه لقب تأبط شراً "لأنه كان ربما جاء بالشهد أو العسل في خريطة كان يتأبطها ، فكانت أمه تأكل ما يجيء به ،فأخذ يوماً أفعى فألقاها في الخريطة ،فلما جاءت أمه لتأخذ ما في الخريطة سمعت فحيح الأفعى فألقتها وقالت : لقد تأبطت شرّاً يا بني ".
وإذا تمعنا في هذه الأقاويل جميعاً وجدنا أن الافتعال بيِّن فيها ، فكم من شخص تأبط سيفاً وخرج ، فلماذا لم يسمَّ بتأبط شراً ؟وهل عُدَّ السيف شراً في العصر الجاهلي ؟! ألم يفخر الفرسان بسيوفهم ؟ ويصوروا حدتها ومضاءها ؟
وهل قصة حمله الغول معقولة؟ هل الغول كائن واقعي حتى يحمله ويأتي به قومه؟
هل من المعقول أن يهجم على الناس في نادي القبيلة ويطعنهم بسكينه ؟
وإذا كان يشعر بعداء تجاه أمه حمله على أن يملأ لها الجراب أفاعي ، فهل من المعقول أن يتأبط جراباً مملوءاً بالأفاعي ؟ الواقع أن كل هذه الأسباب لا تعدو أن تكون قصصاً أوردها الرواة ،جرياً على عادتهم ، للإمتاع والتسلية والدلالة على ما يقوم به هذا الصعلوك من شرور . أما نحن فإننا نميل إلى أنه كان يداوم على القيام بأعمال خبيثة شريرة ، حتى بات قومه كلما رأوه خارجاً أدركوا أنه يبيت شراً فلقبوه بتأبط شراً ،وهذا ما ذهب إليه شوقي ضيف حين قال : " وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا اللقب لكثرة ما كان يرتكب من جنايات وجرائر ،أي أنه يحمل دائماً في أطوائه شراً يريد أن ينفذه".
وعاش تأبط شراً حياة حافلة بالغزو والقتال والمخاطر مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق ،" وتروى له مغامرات مختلفة وهي مطبوعة بطابع قصصي شعبي"
إذ تضخمت قصصه وبطولاته كثيراً بتأثير الرواة والقصاصين حتى قاربت العجب العجاب في "حكايات كثيرة يتعجب منها العقل لغرابتها".
وفي ختام حياة حافلة ، سقط الصعلوك المتمرد تأبط شراً في غزوة من غزواته ، في ساحة الصراع والجلاد ،فقتلته هذيل .وتفاصيل ذلك أنه خرج غازياً ، فعرض له بيت من هذيل في جبل فأراد مهاجمته، فمنعه من معه لأنهم شاهدوا ضبعاً يخرج فتشاءموا من ذلك ، لكن تأبط شراً لم يبالِ بذلك بل هجم على البيت مع جماعته فقتلوا شيخاً وعجوزاً وحازوا جاريتين وإبلاً ،وفر غلام إلى الجبل ،فأتبعه تأبط شراً فرماه الغلام بسهم أصاب قلبه ، وحمل على الغلام فقتله ،ثم مات هو من السهم ، فأخذت هذيل جثته ورمتها في غار رخمان .وكان في حدود سنة 80 هـ / 540م .
وترك لنا تأبط شراً مجموعة من القصائد والمقطوعات ، أشهرها القصيدة التي صدر بها المفضل الضبي مفضلياته ومطلعها :
يا عيدُ مالك من شوقٍ وإبراقِو=مَرَّ طيفِ على الأهوالِ طرَّاقِ
وحامت الشكوك حول بعض قصائده وبخاصة قصيدة: " إن بالشعب الذي دون سلع " فقد ذكر الرواة أنها مما نحله إياه خلف الأحمر ". ونسب قوم له قصيدة مطلعها:
ولقد سريتُ على الظَّلامِ بمغشمٍ=جلدٍ من الفِتيانِ غيـرِ مُهبِّـلِ
ونسب آخرون هذه القصيدة نفسها إلى أبي كبير الهذلي وروى له الجاحظ أبياتاً وقال : "إن كان قالها"الأمر الذي يدل على شكه في نسبتها إليه ".
ومع ذلك يبقى الشعر القليل الثابت لتأبط شراً ينهض شامخاً ويدل على أصالة الشعر والشاعر وتعبيره عن حياة الصعاليك وما يعتمر في صدورهم من خلجات ."وهكذا امتاز شعر تأبط شراً دائماً ، بنبرة الواقعية ،والنزعة التصويرية الطبيعية ، مع رؤيا حيوية للوجود فائرة بنزعات الإنسان القوي المقبل على المجهول إقبالة فنان وطفل وفارس مقدام ، فيه من الفنان تلوين الخيال ودفق الإحساس بجمال الوقائع الإنسانية ، مبسوطة أمامه ، من دون زيف أو تقييم ضيق .وفيه من الطفل دهشته العفوية من العالم ، وما توحي به هذا الدهشة من حكمة ساذجة ،ولكنها صادقة صائبة .وفيه من الفارس نزعة التحدي ،وجماح القوة الحيوية الطافحة من خلال حس عامر بانتجاع قمم المجد ،أينما تبدت ، ودون أية تهلكة ، شخصت وبرزت".
يتبع..