المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــــغــــــــيــــبـــــة



سليم الشرعان
02-05-2005, 04:47
بسم الله الرحمن الرحيم

الــــــغــــــــيــــبـــــة

يتورع الكثير من المسلمين عن اللحوم المستوردة لا سيما المعلبة منها ويتوقون في ذلك أشد التوقي مخافة أن تكون قد ذبحت على خلاف الطريقة الشرعية وهذا سعي مشكور ، ولكن هناك لحوم لطُفت حتى خفيت على المتورعين ، ولم تدركها رقابة المتوقّين ، والسر في هذا أن اللحوم التي رغب عنها المتورعون لحوم حسية مشاهدة ، فلا تخفى على الرقابة لأن الذي يتناولها يعالج أكلها ، بينما الأخرى لا يحتاج إلى ذلك آكلها وكلاهما يسمى أكلاً ، قال تعالى : ( أيُحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاَ ) الحجرات/12 . ( إنها لحوم البشر ... الغيبة ) نعم قد سماها الله سبحانه بذلك ( أيُحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاَ ) الحجرات/12 وتكاثرات الأدلة على تحريمها وبيان خطرها وقبح التلبس بها .
فعن ابن مسعود قال : ( كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : تخلل . قال : مِم أتخلل ؟ ما أكلت لحماً ! قال : إنك أكلت لحم أخيك ) صححه الألباني
تـنـبـيه :
لقد انغمر الناس في هذه المعصية ، ولا أدل على ذلك من واقع الناس ، فترى الغيور على محارم الله أن تُنتهك عندما ينكر عليهم هذه الموبقة يُقابل بإجابة تواترت عليها الألسنة وألفتها : " ألا تريدنا أن نتكلم " فسبحان الله كأن الكلام كله منحصر فيما حرم الله على عباده ، فمن تأمل هذه المقولة تبين له مدى تمزق الجسد الواحد نفسه بدلاً من أن يشد بعضه بعضاً ، وكأننا لم نسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) رواه البخاري ح/6135
هذا هو جواب المقولة : إذ ليس من الخير أن تقارف تلك الكبيرة ، فالزم الصمت إن لم تقل خيراً فإن " من صمت نجا " .
تـسـاؤل :
لعلك تتساءل معي كيف يقع الصالحون على وجه أخص في هذه الموبقة على الرغم من أنهم أولى الناس بالبعد عنها ؟ أقول : هناك أسباب أوقعتهم في ذلك يشترك معهم بقية الناس فيها ، ومنها :
1- موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء حيث يرى أنه لو أنكر عليهم استثقلوه فيما بينهم في ذلك .
2- التشفي ، فكلما غضب من أحد شفى قلبه بفيبته .
3- إرادة رفع النفس بتنقيص غيره والحط من قدره .
4- اللعب والهزل فربما أراد أن يُضحك الناس بمحاكاة فلان وفلان وفعله .
5- الحسد ، فإذا تكلم الناس بمدح لرجل قال : إن فيه وفيه ، وأنا أخبر به منكم ، فلا سبيل لدله للنيل من المحسود إلا القدح فيه .
6- كثرة الفراغ والشعور بالملل فلا يجد شغلاً إلا بذكر عيوب الناس ، وذلك لأنه لم يستغل وقته بطاعة الله ، فالواجبات أكثر من الأوقات ، والسلف كانوا يقولون : " النفس إن لم تشغلها شغلتك "
7- طلب موافقة الرئيس والمدير ومجارته في تنقص من لا يحب من مرؤسيه لنيل الحظورة لديه .
تـــأمــل :
إنك تعاشر أقواماً لا يُحصون كثرة : منهم القريب ، ومنهم الصديق الحبيب ، ومنهم الاستاذ ومنهم الجار ، فاحذر غداً أن تراهم ماثلين أمامك بين يدي الله ، ترى أحبابك وخلانك يطلبون رد مظلمة أعراضهم منك .
بقلم : بدر السحيل
مجلة البيان عدد 152 ص 138

أخوكم / سليم الشرعان

بتول آل علي
02-05-2005, 11:11
أخي الفاضل

سليم الشرعان


الغيبة موضوع مهم جدا و بالمقابل منتشرررررر جداااا بيننا

فأعراض الناس باتت الشغل الشاغل للكثيرين

"ولا أبرئ نفسي إن النفس لأمارةٌ بالسوء "

و سأذكر لك حادثة حدثت معي شخصيا في الجامعة ، حيث كنت على خلاف مع بعض الطالبات

وأنا بطبعي لا أحب ان اغتاب احدا و لله الحمد ولا أزكي نفسي و انما أحسبني كذلك و الله أعلم

و لكن كان لإبليس مدخل علي في تلك الليلة فأخذت أتكلم عنهم بغيابهم و إن لم أسب و أشتم و إنما الكلام لمجرد الكلام كان غيبة بحد ذاته

و نمت ليلتي فحلمتُ أن هناك قطعة لحم نية بدمائها في فمي أجرها و أجرها لتخرج فأبت أن تنتهي ، و مازلت أجرها حتى صحوت من نومي و أنا أردد الآية " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه "

فعلمت أنه تنبيه من الله -عز و جل- لهذا الخطأ الذي اقترفته

نسأل الله لنا و لكم العافية و ألف شكر مجددا أخي


أختك

الدهور

خالد الشمري
02-05-2005, 15:11
الاخ سليم الشرعان بارك الله فيك وجزاك الله خير

سليم الشرعان
02-02-2006, 04:09
بسم الله الرحمن الرحيم

الدهور

خالد الشمري

مشكورين على المرور الجميل