المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تربط حبك لأبنائك بـ "إذا" أو " لكن "



عبدالله المهيني
19-04-2005, 15:49
http://waldee.com/articles/images/articles/hob-waldee.jpg



لا تربط حبك لأبنائك بـ "إذا" أو " لكن "



إن مصطلح time out هو مفهوم عقابي يدور حول استقطاع جزء من الوقت المحبب للطفل ودعوته للاختلاء بنفسه بعيداً عن المؤثرات المحببة إليه من أصدقاء أو وسائل ترفيه أو ألعاب وما إلى ذلك،

وتركه يفكر في حجم الخطأ الذي قام به وكيف يستطيع إصلاحه وإبداء الاستعداد لتعديله أو اجتنابه، بقدر اقتناعي وملامستي للأثر الإيجابي لهذا النوع من العقاب على الطفل، وأهميته كبديل عن الضرب والتعنيف، بقدر إيماني بحاجتنا كوالدين وقائمين على العملية التربوية لممارسة هذا الأسلوب على أنفسنا ودعوتها للاختلاء لنفكر فيما صنعت أفكارنا السلبية وأيدينا بأطفالنا وأجيالنا القادمة.. إننا بحاجة لهذا الوقت المستقطع من حياتنا لنفكر في نفسيات أبنائنا ودوافع سلوكهم وحاجاتهم النفسية والاجتماعية حتى نحسن التوجيه والبناء، إننا بحاجة لأن نفكر بإيجابية في إيجاد بدائل عن العقاب والقسوة في تربيتنا، والاقتناع الداخلي بضرورة التغيير لاكتساب الأبوة الإيجابية.


ولحاجاتنا الماسة لجميع ما سبق، فقد آثرت تسمية صفحتي تلك بـ parents time out علَّ ذلك المعنى يجد صدى في نفوسكم وأثراً في قلوبكم وخطوة إيجابية تضاف للعملية التربوية الصحيحة.



•أم غير حنونة


أنا أم وهبني الله طفلين صغيرين، ولكنني أشكو من قلة حناني لأولادي، حاولت بطرق عدة كي أكون حنونة، ولكن دون جدوى.. فأنا أشعر بأنني أم غير حنونة.. هل هناك علاج لي؟



•مقدار الحنان


عزيزتي: أخشى أن رسالتك لم تحمل الكثير من التفاصيل التي تعينني على إرشادك جيداً، فما حملته كلماتك هي شكوى عامة من قلة حنانك لولديك وحكم شخصي بعدم قدرتك على إعطائهما ما يحتاجان
ه منه رغم محاولاتك العديدة لفعل ذلك..
ولكن ما لم تحمله رسالتك هو مفهومك عن الحنان الذي تقصدينه وتطالبين بوصفه له، وما مقياسك له ولمدى فعاليته؟ هل هو مقدار عطفك وتسامحك مع أطفالك؟ أم مقدار رعايتك لهم وتلبيتك لاحتياجاتهم أو رغباتهم؟ أم مقدار الوقت الذي تقضينه معهم وتبادلينهم فيه كلماتهم وحركاتهم وضحكاتهم.. أم ربما مقدار غضبك وصراخك عليهم وعدد المرات التي تخترق آذانهم كلمة " لا " في اليوم الواحد؟ ثم ما هي الأساليب والوسائل التي اتبعتها ولم تفلح في رفع رصيد الحنان تجاه أطفالك؟ وكم هي الفترة والكيفية التي اختبرت بها تلك الوسائل لتقرري عدم جدواها؟



من المهم فعلا أن أجد إجابات على أسئلتي تلك وغيرها قبل أن أقبل حكمك وأتفق معك على أن ما ينقصك مع أطفالك هو مقدار الحنان بذاته، وهو أمر أشك فيه وأستبعده قليلاً لأنني أؤمن بأنه نادر ما نجد من يخلو قلبه من الحنان تجاه أطفاله وأسرته، وإنما أميل إلى الافتراض أن مشكلتك ليست " بكم" الحنان الذي تملكينه ( وما سؤالك إلا دليلاً على وجوده بداخلك) ولكن المشكلة تكمن في " كيفية" تعبيرك عنه وإيصاله لأطفالك الصغار وإشعارهم به .



•رسالة الحب


برأيي الشخصي، إن من أقوى صور الحنان ومن أساسيات العلاقة بين الطفل ووالديه هي رسالة الحب بينهما ومدى وضوحها ومتانة حروفها وكلماتها.. ما أقصده هنا هو حبنا اللامشروط لأبنائنا، فلا نربطه أو نحدده بـ " إذا " أو " لكن "، وإنما نتقبل أطفالنا ونحبهم ونحن عليهم بحسناتهم وسيئاتهم.. نحبهم لذواتهم وليس حسب تصرفاتهم وسلوكياتهم، اتفق العديد من باحثي النفس والتربية على عدد من القواعد الأساسية لتحقيق علاقة الحب بين الطفل ووالديه وتعميقها بين الطرفين وسأذكر لك أربعة منهم إن استطعت الإلمام بهم واجتهدت في إتقانهم ملكت قلب طفليك وأطلقت العنان لذلك الكم من الحب والحنان الذي يسكن داخلك، ويتربص الظهور والانطلاق.



•قواعد للحب والحنان


أولاً: جودة الوقت: أعني بذلك نوعية وكيفية الوقت الذي نمنحه لأبنائنا ونترك لهم فيه حرية تخطيطه وإدارته، ولكننا نشاركهم في تنفيذه والاستمتاع به.. قد لا يتعدى ذلك الوقت نصف ساعة يومياً، ولكنه يترك لدى الطفل أثراً وخبرة تتجاوز الجلوس معه يوماً كاملاً يصاحبنا خلاله جهاز التلفاز أو الجريدة أو رنين الهاتف المتكرر أو حتى مشاكل العمل وإرهاقه اليومي. افترشي الأرض مع طفليك الصغار ومارسي معهما ألعابهما وهواياتهما.. وقد يكون ذلك من خلال لعبة التركيب، أو الرسم، أو قراءة القصص أو حتى التمثيل وتبادل الأدوار.



راقبي حركاتهما وسكناتهما، وعيشي معهما نموهما الجسمي والحركي واللغوي والنفسي يوماً بيوم، حتى لا تفاجئي يوماً بمراهق يقتحم بيتك لا تجيدين التعامل معه أو الاقتراب منه.



تذكري دائماً أن القيادة لطفلك خلال فترة لعبهما معك.. فلا تكثري عليهما اللاءات أو الاقتراحات.. استمتعي بأمومتك معهما ودعيهما يستمتعان بطفولتهما معك وبجانبك.



ثانياً: أثر الكلمة: انتبهي جيداً لأثر وقوة الكلمات التي تخرج من فمك وتجد لها وقعاً وأثراً في نفسية ومشاعر طفلك وقد تدفع به نحو الإقبال عليك أو الإدبار عنك، دعيني أضرب لك مثالاً واقعياً: عندما يأتيك طفلك غاضباً من المدرسة ويشتكي من أستاذه الذي صرخ عليه أمام جميع زملائه، لا تكن استجابتك له " لابد أنك تستحق ذلك وإلا لما فعل أستاذك هذا "! ولكن لتكن " آه .. من المؤكد أن صراخه عليك قد أشعرك بالحرج أمام زملائك " أليس كذلك؟ هنا سيشعر طفلك بأنك قريبة منه، تفهمين مشاعره، وتبادلينه متاعبه، ومتى ما تم ذلك ابدئي الدخول معه في صلب الموضوع وستجدينه آنذاك أكثر إقبالاً وتفاعلا مع حديثك واستفساراتك.



بالطبع لسنا بحاجة لوجود مشكلة حتى نتبع تلك الطريقة مع أطفالنا، ولكن لنتحكم في كلماتنا ونديرها حتى في الأوقات الجيدة. فمثلا قد يقبل طفلك نحوك قادماً من المدرسة ويقول: " لقد حصلت على 5 درجات شفوية في الفصل اليوم وقد صفق لي جميع زملائي".. لا تكن استجابتك " جيد.. اذهب الآن لتبديل ثيابك والاستعداد للغداء"!! بل يجب أن تحمل استجابتك بعض الأسئلة له مثل " أخبرني بما فعلت لتحصل على تلك الدرجات".. أو " بماذا شعرت عندما صفق لك جميع زملائك؟"
إن أسئلتك لطفلك تخبره بأنك قد أحسنت الإنصات لكلماته ولما أراد قوله لك، وأنك مهتمة بحديثه وتودين معرفة المزيد، فتكتمل دائرة الحوار بينكما، وما اهتمامك هذا إلا رسالة حب لطفلك ولبنة بناء تزيد العلاقة بينكما شدة ومتانة.



ثالثاً: أهمية المشاعر: أطفالنا يحملون مشاعر وأحاسيس كالكبار تماما، وقد تتفاوت بين الفرح أو الحزن، والحب أو الكره، والغضب أو الرضا، وكما نطالب نحن الكبار بتقدير مشاعرنا وتفهمها من حولنا، فليس صغارنا بأقل أحقية منا بذلك، عندما يغضب طفلك الصغير ويبكي عاليا لأنه يريد اللعب بعلبة الكبريت مثلا فلا تعاقبه وتصرخ عليه، ولكنك تستطيع التوجه إليه بالقول " أعلم وأشعر بمدى انزعاجك وغضبك وأتفهم ذلك، وأنك تريد علبة الكبريت بشدة، ولكني لن أسمح لك بذلك لخطورتها عليك"، هنا سيشعر الطفل أن هناك تقدير لمشاعره وإن لم يلب طلبه، كما سيشعر أنه لم يتم تجاهله أو تركه وحيداً عقاباً على صراخه، ولكنك كنت بجانبه حتى تهدأ نفسيته ويتفهم سبب رفض طلبه.



رابعاً : ضوابط ولكن بحب: يخطيء البعض عندما يظن أننا لا نستطيع الجمع بين وضع الضوابط والقواعد لأبنائنا مع إمكانية تعبيرنا لحبنا ورفقنا بهم في الوقت نفسه، عندما نمنع أطفالنا من إساءة التصرف ونضع حدوداً لبعض سلوكياتهم قد يشعرهم ذلك بالانزعاج لفترة قصيرة من الوقت نسبياً، ولكن على المدى الطويل ستكون رسالتنا لهم واضحة وهي أن تلك القواعد إنما دليل اهتمامنا ورعايتنا وحبنا لهم.



قراءة منقولة

عن مجلة ولدي

العدد (74) يناير 2005 ـ ص: 36

ودمتم بخير

المهرة
19-04-2005, 17:29
علاقة الام بالابناء لابد ان تكون قائمه على الاحتواء بكل تفاصيله
وان يكون هذا الحب ليس مشروط بسلوك اذا قام الطفل بفعل هذا سيكون له تلك
وسلوكيات الوالدين هي مايعكس نفسية الطفل ومايترتب عليه من سلوكيات يقوم بها اتجاه
مايحدث من والديه 00
كذلك من اهم وسائل التربية السليمة الا تدبدب التربية بين الولدين فقد يرى الاب سلوك وترى الام سلوك مخالف فهي يحدث تبدبدب عند الاطفال لابد ان يتفقان معاً على طريقة تربية الابناء
حتى لايحدث اضطراب في سلوكياتهم
اخي الفاضل
المهيني
الف شكر على هذا النقل البناء والمهم في كيفية التعامل مع الابناء
دمت بخير
اختك 00 المهرة

شموخ
19-04-2005, 23:38
أهلين بالأخ عبدالله

حقيقه موضوع ممتع ومفيد للقراءه وياليت كل الأباء والأمهات يطلعون عليه ...


تسلم إيدك على هالأختيار المفيد ...

تحياتي لك
شموخ

الشمري محمد فهد
20-04-2005, 00:33
مقالة تربوية هادفة , قد لا أتفق مع كاتبها من النظرة الأولى بنقطة أو إثنتين ..

و أسلوب الخطاب من قرائتي الأولية , موجه للأم دون الأب ..

لذا سأكتفي بالقراءة دون النقاش ..

المهيني , تحيتي لكْ..

سلطان الشمري
20-04-2005, 19:53
المهيني ../

استاذي وشاعري واخي../

كم انت مفيد بما تكتب . . .لا تعليق لدي سوى انني اجد الفائده دائماً حيثما كنت


كن كذلك دائما


احترامي

عبدالله المهيني
21-04-2005, 03:18
أختي العزيزة

المهـ ـره


يجب أن نتفق أن لكل طفل طريقة في التعامل

فالفروق الفردية أمر جداً يجب مراعاته

لذا قد يكون لما هو موجود قياس

لما هو قد يكون أت

ومن هنا ومن هناك وعلى إثر الإستزادت

يخرج الشخص بما قد يتوافق معه

ولو على شكل جزئيات مقطعه يركبها على بعضها لتخرج بشكل جديد

وأيضاً يتم لها عمل آلية بما يتوافق مع معطيات المحيط المتواجد للعائلة أو المدرسة إن كان المتلقي والباني إنساناً تربوياً



أختي العزيزة

أشكر لك تواجد


وأقف إحتراماً لك

دمتي بخير

مجد
23-04-2005, 17:33
http://www.shmmr.net/upload/up/up/2bs0.gif
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا .. أخي عبدالله ..
موضوع يستحق المناقشة ..
أنا من وجه نظري أن التربية لاتدرس ولا تعلم .. "لكن لايمنع أن تتثقف "
التربية : - وهي قدرة الام + الاب على انشاء جيل قوي
وتمنح ابنائها .. القدرة تربية ذاته بذاته وذلك عن طريق الزرع في داخل الابناء احترام الذات
فاذا تحقق هذا .. ينشىء جيل واعي .. جيل قوي .. جيل لا تستطيع المؤثرات الخارجية
ع تغيير توجهه الصحيح .. لان تربيته ع اساس قوي ومتين .

،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ ٌ’ٌ ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌ ٌ، ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ

برايفت لأخي العاصف :
حتى وأن كان الكلام موجه للمرأه ..
اعتقد أن التربية قطبيها " الاب + الام "
اليس كذلك !!

،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ ٌ’ٌ ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌ ٌ، ٌ’ٌ’ٌ’ٌ~......ٌٌٌٌ،ٌ’ٌ’ٌ’ٌ


الف تحية ..
اختكم المجــــــد

عبدالله المهيني
24-04-2005, 03:00
أختي العزيزة

شموخ


بالفعل الموضوع تربوياً جداً ممتاز

ولو انها شهادة مني على ما نقلته

لكن مجرد النقل ما تم إلا إيماناً بأهميته



الف شكر لمرورك

لكي كل الاحترام أختي

عبدالله المهيني
24-04-2005, 03:02
أخي العزيز

القلب العاصف


الأسلوب موجه إلى الأم

ولكن قد يفيد القياس تربوياً هنا للأب


ألف شكر لمرورك

لك الاحترام مني أخي

عبدالله المهيني
24-04-2005, 12:49
أخي العزيز

نبراااس


قراءتك وخروجك من هنا بفائدة

عندي تعتبر أعظم من أي تعقيب


الف شكر لمرورك أخي

ولك كل الاحترام مني

عبدالله المهيني
24-04-2005, 12:56
أختي العزيزة

المجد


أعتقد أن الخليط هنا أوفق

فالثقافة التي يحملها الوالدين + التعلم الذين حظيا به + التربية

مجتمعه بإذن الله سوف تخرج لنا بشيء طيب

ولا أعلم تسمية ممكن تجمع هذه الثلاثة كما تحت ظل واحد لكي أطلقها


يأتينا بعد ذلك الفروق الفردية بين البشر عامه

في مدى آلية تطبيق ما لديهم من خلال العملية الفعلية لتربية الأبناء

فأباء وأمهات يحملون معدل ثقافي كبير وعلم واسع ويعرفون طرق تربوية أكثر من ممتازة

ولكن قد يفشلون في تطبيق ما لديهم عملياً

والعكس أيضاً صحيح فهناك من لا يحمل أي معدلات كبيرة من ثقافة أو علم أو طرق تربوية

ولكنهم أكثر من ممتازون مهنياً


إذاً بعد مشيئة الله تعالى إجتماع هذه النقاط الأربعة سوف تخرج لنا بجيل قوي



أختي العزيزة

المجد

هناك محاورون يجد الإنسان نفسه أقل بكثير من محاورتهم

لأنه يشاهدهم أعلم منه وأكثر إطلاعاً منه


وإنما يحاول الإنسان في أوقات الخروج من الاحتكاك بهم بالفائدة

وهأنا أفعل ذلك


الف شكر لك أختي

لكي كل الاحترام مني

خالد الشمري
27-06-2005, 15:04
الاخ عبدالله بارك الله فيك وجزاك الله خير

عبدالله المهيني
05-07-2005, 05:00
اخي العزيز

خالد فراج الشمري


الف شكر لمرورك الكريم

وإزدانت صفحتي بتواجدك


دمتــ بخير أخوي