الداعيه / براك الفريسي الجربا
14-04-2005, 15:55
بسم الله الرحمن الرحيم
لا غرابة في أن الكلام عن الجن وعالمه كلام لا تستسيغه العقول ولا تحبذه النفوس ولكن لعلنا هنا نتكلم عن مشكله من مشاكل الناس في هذا الزمان وهو عشق الجان للإنسان .
العِشْقُ: فرط الـحب، وهو تجاوز حد المحبة وقـيل: هو عُجْب الـمـحب بالـمـحبوب يكون فـي عَفافِ الـحُبّ، ودَعارته والعشق ، والمبالغة فيه . والكلمة بهذا المعنى مأخوذة من معنى حسي ، فالعشقة هي شجرة اللبلاب التي تنمو ملتوية على الشجر وتلزمه .
نحن نتفق على أن الجن عالم حقيقي ومسه ثابت بنص القران والسنة , والجن كافرهم و مسلمهم عربيهم و أعجميهم يعيشون معنا في بيوتنا في الغرف والمطابخ والحمامات في أسواقنا في محلاتنا في مدارسنا وفي أعمالنا، ، يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ( رواه مسلم ).والله سبحانه جعل لكل إنسان قرينين واحد من الجن و آخر من الملائكة فالذي من الجن يأمره بالسوء والفحشاء أما الذي من الملائكة فلا يأمره إلا بالخير وقول الله في سورة قاف وقال قرينه ربنا ما أطغيته إي الملك أما الجان فيقول قال قرينه هذا ما لدي عتيد القيا في جهنم كل كفارٍ عنيد .والله اعلم
والجن يروننا ولا نراهم ويسكنون معنا ونحن لا نعلم بهم ولا يستطيع الإنسان رؤيتهم على هيئتهم التي خلقهم الله عليها ولكن يتصورون بالحيوانات والناس كما كان الشيطان يجتمع مع كفار قريش على صورة شيخٍ منهم , ولكن لا يستطيعون فتح شئ نخن أقفلناه خصوصاً إذا ذكرت اسم الله عليه ، يقول الله سبحانه وتعالى:} يَابَنِيَ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مّنَ الْجَنّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27]
, و أذكر أني سمعت جان يقول عندما سأله الذي يرقي عن سبب دخوله في هذه الفتاة فقال إني احبها وقد عقد لي عليها ,, مع تحفظي على سؤال الجن.
فلماذا هذا الجنّي احب هذه الفتاة.
هنا نقف لكي نعلق على هذا الموضوع لقد من الله سبحانه وتعالى على بني آدم بحسن الخِلقة ، يقول الله تعالى في سورة التين : } لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ ، فسبحان من أبدعه وجمله ، فـالجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو يمكن حتى في كتاباتهم فليحذر أهل مضيف فلة الحجاج ، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب
الناس في هذا الزمان أخذتهم الدنيا بشهواتها , فكان منهم الأعراض فكيف لا يعشق الجني الإنسية لأن الإنس قد فتح المجال لهذه العلاقة فكيف يفتح .
أولاً بترك الأذكار المحصنة من الجان وغيره
ثانياً الزينة والتبرج ولو كان أمام النساء
ثالثاً خلع الملابس دون ذكر بسم الله في البداية فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها ، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب على عالمه دمامة الخلقة . عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ . رواه الترمذي وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله الا هو ).
رابعاً سماع الأغاني بشغف واستهامة فلقد ذكر أحد المشايخ لي انه قرأ على شاب فتكلم الجان داخله فقال لماذا دخلت فقال الجني .. لقد كان يستمع لأغنية اسمها( شيلوا معي ياهل الوادي) فيقول الجان نحن أهل الوادي فجئت فدخلته
خامساً الإتيان إلى الكهنة والسحرة والعرافين
سادساً ناهيك عن مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليعة
هذا ما يحظرن عند الكتابة
فلنرى خطر هذا العشق
سوف نتكلم عن أعراض المس
يقول ابن تيمية : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف , وهذا كلام ابن تيمية
ومن المعلوم أن الذي يُعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن رقيق البشرة أبيض الجلد وقد قيل " البَيَاضُ نِصْفُ الحُسْنِ"، ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ، ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه وقد قيل ان رجل كبير السن كان ممسوس وذهب إلى مكان في البر فخرجت منه وتصورت بصورة فتاة فرآها ذئب وهجم عليها فأكلها فرجع الرجل وقد تعافى من المس .
بـــلادٌ ألفناها على كل حالة
وقد يؤلَف الشيء الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواء بها
ولا مـــاؤها عذب ولكنها وطن
والذي يحصل أن يحضر الجان على الإنسان الكبير والرجل الدميم أو على المرأة السوداء ويقول لك أنا أحبها ولسان حاله يقول :
فاستحسنوا الخال في الخد فقلت لهم
إنـي عشقت مليحا كله خال
فيقولون في المثل ( العين وما اشتاقت ) والقلب وما يهوى
.. اسمحوا لي على الإطالة ..
وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران ، وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها إقناع الجن بالخروج وترك المصروع ، وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله . من المعروف أن أكل الجان يختلف عن أكلنا فهم يجبرون من يصيبونه بالمس على أكلهم الذي يضرنا وهذا خطره على أجسادنا.
كذلك استحسان القبيح من الفعل والقول خصوصاً إذا كان هذا الممسوس قدوه كأن يكون أب أو أم أو راعي فالمس الذي أتحدث عنه هو المس الذي لا يظهر للناس
وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به ، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا ، بل قد تتسلط عليه بالأذى والسهر والتعب لخدمة السحر أو العين أو لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجان ، فعليهم من الله ما يستحقون من العذاب واللعنات المتتالية إلى يوم يلقونه. وقد يمررون في النهاية إلى الكفر بالله سبحانه اوانتشار فكر شيطاني من خلال هذا الممسوس
وهذا خطره اعظم وأجل
وهذا النوع من الذي ذكرنا من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض منها
وكل واحد يقيس على نفسه ولا تأخذه الوساوس لأن الوسواس اشد خطر على الإنسان لأنه يضر بالعقل ,فمن هذه الأعراض أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً ، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه ، وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره " اغتصاب " وهو مستيقظ غير نائم ، وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتى يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه ،،،وهذا قد يدخل في ما يسمى عندنا( الهدبدب او الكابوس) أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة " يحصل الإيلاج " وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة ،،، وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم .
وقد يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام ، كأن يرى المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم وأنها معه في زواج ومعاشرة وتتكرر هذه المنامات حتى يصبح الشكل مألوفا للإنسي ( أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي ) ، يرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره ، وتجد بعض الإنس يتلذذون بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون الى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل يقول الشاعر :
وإني لأهوَى النوم في غير نَعْسَة
لعـل لقـاء في المنام يكونُ
تخبرني الأحــلامُ أني أراكُم
فيـاليتَ أحـلامَ المنامِ يقينُ
ولعل بعض الناس الذين يتأخرون في الزواج قد اصيبوا بهذا المس وهم معروفون عندنا بـ(الصمل)
فإذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات العارية والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام ، قد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسه نسأل الله السلامة لنا ولكم ، حتى يتعلق الإنسي في هذه الصورة الجميلة المزيفة ، وقد ذكرأحد الشباب وقد ابتلي بشيطانة خبيثة ، فيقول: أنه بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم فأقول لها أريد منك أن تأتيني في المنام على صورة فلانه ، يقول: فأنام وتأتيني تلك الشيطانة الخبيثة بصورة من طلبت والظاهر ان هذا ما يسمونه عندنا بالـ( السويدا) ،و شاب آخر يقول: كانت تشترط علي الشيطانة بأن لا أذهب إلى المسجد مقابل أن تتجسد لي في اليقظة وهذا والله لهو الأمر العظيم أن تدعو للكفر فالله نسأل ان يحمينا وايكم وان لا يزيغ قلبوبنا بعد إذ هدانا .
فإذا وافق الإنسي عشيقه من الجن بفعل الفاحشة معه أو حتى لو تركه ولم يدفعه بالذكر والدعاء ، فإن الشيطان يتمكن منه ويستحوذ عليه لأنه لم يحفظ حدود الله ، ويخشى عليه أن يتركه الله سبحانه وتعالى ولا يبالي به بأي واد هلك ، فتتفرد به الشياطين وتتلاعب به كيفما شاءت ، يقول الله تعالى في سورة الأنعام:} وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ الْجِنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مّنَ الإِنْسِ رَبّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الّذِيَ أَجّلْتَ لَنَا قَالَ النّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ{ .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه : الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به . ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض ... فـالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن، فتارة يسجد له ، وتارة يسجد لما يأمره بالسجود له وتارة يمكنه من نفسه فيفعل الفاحشة، وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال . وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم ، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس ، وقد يفعل ذلك بالذكران.والله خير الحافظين
فإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي ، يجعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة والبعد عن المجتمعات ، وتجده شارد الذهن ، وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة ترفض الزواج ، وذكر عن امرأة أنها كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديا ونفسيا وربما تصرفت كالمجانين حتى يتراجع الخاطب عن خطبتها ، ويتحدث الخبيث على لسانها ويقول لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي ، وقد يصاب الإنسي ببعض الأمراض مثل الخفقان والآلام في القلب ، لأن الشيطان العاشق في الغالب يسكن قريبا من القلب أو العينين ، وقد يصاب المعشوق بالكسل والخمول وكثرة النوم ، أحيانا إذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة ، وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين ، لأن الشيطان( قاتله الله ) يرى أن الإنسان المعشوق ملك له وحده ، وكثيراً ما يُصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد ، وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له ، ولا يعلم مدى هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها .
و العشق داء له علامات مرضية نفسية وجسدية تنطبع على عقل العاشق وبدنه من لجلجة في اللسان وضعف في الرأي ، وهلوسة تقترب من الجنون والامتناع عن الطعام ، والأرق ، والبكاء ، وبالتالي اضطراب النبض والخفقان ، واصفرار البدن ، ورعدة في الأطراف ، وهزال شديد ، ومرض يفضي ـ في العادة ـ بشهقة إلى الموت .
وكذلك نجد علاج هذا الداء عند الأطباء الذين كانوا يصفون للعاشق النزهة في البساتين و أن يتشاغل عما فيه من عشق لكنه لا يشفى من مرضه
لأنهم لا يعرفون حقيقة هذه الأمراض ولا يصدقون بها وإذا جاءهم من كندا علاج اخذوا به وإذا جاءهم من القران و السنة تركوه فهذا تعدي على الكتاب و السنة , وقد قال بعض الأطباء أن بعض الأمراض لا نعرفها مثل السرطان أعاذنا الله منه ومن شره فأغلب أمراض السرطان من المس والعين والسحر
هذا والله اعلم
واسمحوا لي على الإطالة .
لا غرابة في أن الكلام عن الجن وعالمه كلام لا تستسيغه العقول ولا تحبذه النفوس ولكن لعلنا هنا نتكلم عن مشكله من مشاكل الناس في هذا الزمان وهو عشق الجان للإنسان .
العِشْقُ: فرط الـحب، وهو تجاوز حد المحبة وقـيل: هو عُجْب الـمـحب بالـمـحبوب يكون فـي عَفافِ الـحُبّ، ودَعارته والعشق ، والمبالغة فيه . والكلمة بهذا المعنى مأخوذة من معنى حسي ، فالعشقة هي شجرة اللبلاب التي تنمو ملتوية على الشجر وتلزمه .
نحن نتفق على أن الجن عالم حقيقي ومسه ثابت بنص القران والسنة , والجن كافرهم و مسلمهم عربيهم و أعجميهم يعيشون معنا في بيوتنا في الغرف والمطابخ والحمامات في أسواقنا في محلاتنا في مدارسنا وفي أعمالنا، ، يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ( رواه مسلم ).والله سبحانه جعل لكل إنسان قرينين واحد من الجن و آخر من الملائكة فالذي من الجن يأمره بالسوء والفحشاء أما الذي من الملائكة فلا يأمره إلا بالخير وقول الله في سورة قاف وقال قرينه ربنا ما أطغيته إي الملك أما الجان فيقول قال قرينه هذا ما لدي عتيد القيا في جهنم كل كفارٍ عنيد .والله اعلم
والجن يروننا ولا نراهم ويسكنون معنا ونحن لا نعلم بهم ولا يستطيع الإنسان رؤيتهم على هيئتهم التي خلقهم الله عليها ولكن يتصورون بالحيوانات والناس كما كان الشيطان يجتمع مع كفار قريش على صورة شيخٍ منهم , ولكن لا يستطيعون فتح شئ نخن أقفلناه خصوصاً إذا ذكرت اسم الله عليه ، يقول الله سبحانه وتعالى:} يَابَنِيَ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مّنَ الْجَنّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27]
, و أذكر أني سمعت جان يقول عندما سأله الذي يرقي عن سبب دخوله في هذه الفتاة فقال إني احبها وقد عقد لي عليها ,, مع تحفظي على سؤال الجن.
فلماذا هذا الجنّي احب هذه الفتاة.
هنا نقف لكي نعلق على هذا الموضوع لقد من الله سبحانه وتعالى على بني آدم بحسن الخِلقة ، يقول الله تعالى في سورة التين : } لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ ، فسبحان من أبدعه وجمله ، فـالجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو يمكن حتى في كتاباتهم فليحذر أهل مضيف فلة الحجاج ، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب
الناس في هذا الزمان أخذتهم الدنيا بشهواتها , فكان منهم الأعراض فكيف لا يعشق الجني الإنسية لأن الإنس قد فتح المجال لهذه العلاقة فكيف يفتح .
أولاً بترك الأذكار المحصنة من الجان وغيره
ثانياً الزينة والتبرج ولو كان أمام النساء
ثالثاً خلع الملابس دون ذكر بسم الله في البداية فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها ، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب على عالمه دمامة الخلقة . عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ . رواه الترمذي وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله الا هو ).
رابعاً سماع الأغاني بشغف واستهامة فلقد ذكر أحد المشايخ لي انه قرأ على شاب فتكلم الجان داخله فقال لماذا دخلت فقال الجني .. لقد كان يستمع لأغنية اسمها( شيلوا معي ياهل الوادي) فيقول الجان نحن أهل الوادي فجئت فدخلته
خامساً الإتيان إلى الكهنة والسحرة والعرافين
سادساً ناهيك عن مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليعة
هذا ما يحظرن عند الكتابة
فلنرى خطر هذا العشق
سوف نتكلم عن أعراض المس
يقول ابن تيمية : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف , وهذا كلام ابن تيمية
ومن المعلوم أن الذي يُعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن رقيق البشرة أبيض الجلد وقد قيل " البَيَاضُ نِصْفُ الحُسْنِ"، ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ، ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه وقد قيل ان رجل كبير السن كان ممسوس وذهب إلى مكان في البر فخرجت منه وتصورت بصورة فتاة فرآها ذئب وهجم عليها فأكلها فرجع الرجل وقد تعافى من المس .
بـــلادٌ ألفناها على كل حالة
وقد يؤلَف الشيء الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواء بها
ولا مـــاؤها عذب ولكنها وطن
والذي يحصل أن يحضر الجان على الإنسان الكبير والرجل الدميم أو على المرأة السوداء ويقول لك أنا أحبها ولسان حاله يقول :
فاستحسنوا الخال في الخد فقلت لهم
إنـي عشقت مليحا كله خال
فيقولون في المثل ( العين وما اشتاقت ) والقلب وما يهوى
.. اسمحوا لي على الإطالة ..
وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران ، وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها إقناع الجن بالخروج وترك المصروع ، وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله . من المعروف أن أكل الجان يختلف عن أكلنا فهم يجبرون من يصيبونه بالمس على أكلهم الذي يضرنا وهذا خطره على أجسادنا.
كذلك استحسان القبيح من الفعل والقول خصوصاً إذا كان هذا الممسوس قدوه كأن يكون أب أو أم أو راعي فالمس الذي أتحدث عنه هو المس الذي لا يظهر للناس
وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به ، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا ، بل قد تتسلط عليه بالأذى والسهر والتعب لخدمة السحر أو العين أو لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجان ، فعليهم من الله ما يستحقون من العذاب واللعنات المتتالية إلى يوم يلقونه. وقد يمررون في النهاية إلى الكفر بالله سبحانه اوانتشار فكر شيطاني من خلال هذا الممسوس
وهذا خطره اعظم وأجل
وهذا النوع من الذي ذكرنا من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض منها
وكل واحد يقيس على نفسه ولا تأخذه الوساوس لأن الوسواس اشد خطر على الإنسان لأنه يضر بالعقل ,فمن هذه الأعراض أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً ، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه ، وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره " اغتصاب " وهو مستيقظ غير نائم ، وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتى يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه ،،،وهذا قد يدخل في ما يسمى عندنا( الهدبدب او الكابوس) أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة " يحصل الإيلاج " وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة ،،، وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم .
وقد يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام ، كأن يرى المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم وأنها معه في زواج ومعاشرة وتتكرر هذه المنامات حتى يصبح الشكل مألوفا للإنسي ( أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي ) ، يرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره ، وتجد بعض الإنس يتلذذون بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون الى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل يقول الشاعر :
وإني لأهوَى النوم في غير نَعْسَة
لعـل لقـاء في المنام يكونُ
تخبرني الأحــلامُ أني أراكُم
فيـاليتَ أحـلامَ المنامِ يقينُ
ولعل بعض الناس الذين يتأخرون في الزواج قد اصيبوا بهذا المس وهم معروفون عندنا بـ(الصمل)
فإذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات العارية والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام ، قد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسه نسأل الله السلامة لنا ولكم ، حتى يتعلق الإنسي في هذه الصورة الجميلة المزيفة ، وقد ذكرأحد الشباب وقد ابتلي بشيطانة خبيثة ، فيقول: أنه بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم فأقول لها أريد منك أن تأتيني في المنام على صورة فلانه ، يقول: فأنام وتأتيني تلك الشيطانة الخبيثة بصورة من طلبت والظاهر ان هذا ما يسمونه عندنا بالـ( السويدا) ،و شاب آخر يقول: كانت تشترط علي الشيطانة بأن لا أذهب إلى المسجد مقابل أن تتجسد لي في اليقظة وهذا والله لهو الأمر العظيم أن تدعو للكفر فالله نسأل ان يحمينا وايكم وان لا يزيغ قلبوبنا بعد إذ هدانا .
فإذا وافق الإنسي عشيقه من الجن بفعل الفاحشة معه أو حتى لو تركه ولم يدفعه بالذكر والدعاء ، فإن الشيطان يتمكن منه ويستحوذ عليه لأنه لم يحفظ حدود الله ، ويخشى عليه أن يتركه الله سبحانه وتعالى ولا يبالي به بأي واد هلك ، فتتفرد به الشياطين وتتلاعب به كيفما شاءت ، يقول الله تعالى في سورة الأنعام:} وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ الْجِنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مّنَ الإِنْسِ رَبّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الّذِيَ أَجّلْتَ لَنَا قَالَ النّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ{ .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه : الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به . ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض ... فـالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن، فتارة يسجد له ، وتارة يسجد لما يأمره بالسجود له وتارة يمكنه من نفسه فيفعل الفاحشة، وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال . وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم ، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس ، وقد يفعل ذلك بالذكران.والله خير الحافظين
فإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي ، يجعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة والبعد عن المجتمعات ، وتجده شارد الذهن ، وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة ترفض الزواج ، وذكر عن امرأة أنها كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديا ونفسيا وربما تصرفت كالمجانين حتى يتراجع الخاطب عن خطبتها ، ويتحدث الخبيث على لسانها ويقول لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي ، وقد يصاب الإنسي ببعض الأمراض مثل الخفقان والآلام في القلب ، لأن الشيطان العاشق في الغالب يسكن قريبا من القلب أو العينين ، وقد يصاب المعشوق بالكسل والخمول وكثرة النوم ، أحيانا إذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة ، وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين ، لأن الشيطان( قاتله الله ) يرى أن الإنسان المعشوق ملك له وحده ، وكثيراً ما يُصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد ، وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له ، ولا يعلم مدى هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها .
و العشق داء له علامات مرضية نفسية وجسدية تنطبع على عقل العاشق وبدنه من لجلجة في اللسان وضعف في الرأي ، وهلوسة تقترب من الجنون والامتناع عن الطعام ، والأرق ، والبكاء ، وبالتالي اضطراب النبض والخفقان ، واصفرار البدن ، ورعدة في الأطراف ، وهزال شديد ، ومرض يفضي ـ في العادة ـ بشهقة إلى الموت .
وكذلك نجد علاج هذا الداء عند الأطباء الذين كانوا يصفون للعاشق النزهة في البساتين و أن يتشاغل عما فيه من عشق لكنه لا يشفى من مرضه
لأنهم لا يعرفون حقيقة هذه الأمراض ولا يصدقون بها وإذا جاءهم من كندا علاج اخذوا به وإذا جاءهم من القران و السنة تركوه فهذا تعدي على الكتاب و السنة , وقد قال بعض الأطباء أن بعض الأمراض لا نعرفها مثل السرطان أعاذنا الله منه ومن شره فأغلب أمراض السرطان من المس والعين والسحر
هذا والله اعلم
واسمحوا لي على الإطالة .