مجافي
25-03-2005, 14:43
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت ارض سبأ باليمن من ارفه البلاد وأخصبها ,وكانت مدافع للسيول المنحدرة بين جبلين هنالك ,فضرب بينهما سد بالصخر والقار يحبس سيول لعيون والأمطار حتى يصرفوه من خروق في ذلك السد على مقدار ما يحتاجون إليه في سقيهم ,ومكث كذلك مشاء الله أيام حمير فلما تقلص ملكهم وذهب الحفظة القائمون بأمر السد نذروا بخرابه وكان الذي نذر (ومعنى نذر هنا علم بأمره وحذره فاستعد له وهي تختلف عن نذر بمعنى اقسم أو اوجب على نفسه من النذر )هو عمرو بن مزيقياء ملكهم لما رأى من اختلال أحواله . ويقال أن أخاه عمران الكاهن أخبره ويقال طريفة الكاهنة .وقال السهيلي: طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر ,وهي طريفة بنت الخير الحميرية لعهده. وقال ابن هشام:عن أبي زيد الأنصاري انه رأى ويعني عمرو بن مزيقياء جرذا تحفر السد فعلم انه لا بقاء للسد مع ذلك ,فأجمع النقلة من اليمن وكان قومه بأن أمر أصغر بنيه أن يلطمه إذا أغلظ له ففعل .فقال :لا أقيم في بلد يلطمني فيها اصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو,فاشتروا أمواله وانتقل في ولده وولد ولده وكان طي هو وابن أخيه مراد بن مالك بواد باليمن يقال طريف .وانه نزل بطي ضيف فأنزله وأكرمه وسقاه لبنا صريحا كثير الرغوة طيب الطعم ,ثم أعقبه بالليل مثله وان الضيف خرج من طي فنزل بابن أخيه مراد بن مالك فسقاه لبنا رقيقا لاطعم له ولا زهومة فقال الضيف: أني نزلت بإخوانكم هؤلاء فسقوني لبنا ما شربت مثله ولا رأيت قط لبنا طيبا طعما ولونا مثله وذقت ألبانكم فوجدتها لا دسم لها ولا رغوة ولا طعما فقالوا: ولم ترى ؟ قال: لأنهم في اعلي الوادي فهم يسرحون إبلهم مشرق الشمس ,فتضرب أعطافها الشمس فتحس سخونتها وتصفوا ألبانها وتدر خلافها ويطيب طعم ألبانها ويبقى جلودها وإخلافها لاستقبالها الشمس واستدبارها الصرد وهو البرد وتسرحون انتم مواشيكم فتستدبرها الشمس حتى تعود في إعطانها فلا أتنتفع بمرعاها فاستعطوا إخوتكم .فرحل مراد إلى طي في ولده فقال: يا عم , إنا قد اجتوينا شولنا والشول الماء القليل ورأينا الضرر في أموالنا ,فقد مسها جهد وضراء فأعقبوا عقبونا ترجع إلينا أنفسنا وتصلح أموالنا فقد مسها جهد وضر .قال طي: لا يوقع بينهما تلاح وتدابر, وتناقلوا أشعارا فقال احد ولد مراد:
إن كنتم اخوتنا فأعقبوا=نعقبكم إن جاء يوم غيهب
ثم اقبلوا الحث ولا تنكبوا=والحق يعلوه نوره فيغلب
والضيم يشكوه مضيم مغضب=والحر من ذات القناع يهرب
فأجابه حية بن فطرة بن طي
إنا لكم إخوة لأخوة لم نبعد= وما اهتوت كف وكف في يد
إن التداني ليس بالتهدد=والحر يأبى سبة المجلعد
وقال شاعر من مراد:
إن كنتم إخوتنا فأنصفوا=ننصفكم إن جاء يوم أكلف
إن الإخاء بالتأسي يعرف=والحر من ذات الخمار يأنف
أجابه حية بن فطرة بقوله:
ليس أخونا من أتانا من عل=يطلب ما كان لي من أول
تحطه جائزة من منزل= فهاجرونا بالحروب نصطل
بحرها حتى هلال الأعجل
وقال الهيثم بن عدي: فلما رأى طي التفاني,ووقوع الشر بينهم ,خرج عن الوادي في ولده حتى قطعوا جبلا يقال له بهلا فأنشأ طي يقول:
امض ودع عنك جبال بهلا=تركت أهلا وأصبت أهلا
ثم اخذ في طريق يقال له ويران في دار الجبل,وهو الطريق الذي قالت العرب: لا تكلم رعيل بن كعب بن عمرو بن خلة بن مالك وهو مذجج في ادد ابن أخ طي في أناس من مذجج يسالون طيا الرجوع فلما فلما توسط رعيل الطريق قال: لا تمر ظعينة حتى تمر ظعيتي .فكف القوم حتى مرت ظعيته ,وقالوا: لا تكلم رعيل .فذهب مثلا .قال الهيثم: ثم انحدر طي في واد يقال له الهر جاب بتهامة,فقال طي: هرجان هرجان هرهان هرهان .ذهاب لا إياب.لاعتاب بعد عتاب ثم امتنع عن الرجوع فارتحل لوجهته وتخلف مراد حتى إذا انتهى طي إلى مضيق الوادي متقدما بولده فجاز سائر ,وقض الله صخرة من اعلي الوادي فسدت الطريق بين طي ومراد وتخلف عن طي من ولده أعلا وطبيان وبذول ورضا فانتسبوا في ولد زاهر بن عامر بن مراد ,وسمت العرب ذلك الموضع ضيقة وقال مراد عند انصرافه عن طي
لو كان أأسي طي ما أمسى= مغتربا يزجر الطير نحسا
فقال الهيثم لطي
اجعل مرادا كحديث ينسى=لكل حي مصبح وممس
قال ومضى طي حتى أتى بئرا بناحية حصن ,فأقام هناك بها وسرح إبله. ثم إن ولده انتشى لهم المرعى ,فرجعوا إلى طي فاخبروه أنهم قد أصابوا قرية من قرى عاد يقال لها احليلا فانتشروا إلى وراء ذلك إلى فضاء من الأرض ,فأقاموا بها
وللكلام بقية حول رحلة طي إلى بلاد الجبلين
دمتم بخير
كانت ارض سبأ باليمن من ارفه البلاد وأخصبها ,وكانت مدافع للسيول المنحدرة بين جبلين هنالك ,فضرب بينهما سد بالصخر والقار يحبس سيول لعيون والأمطار حتى يصرفوه من خروق في ذلك السد على مقدار ما يحتاجون إليه في سقيهم ,ومكث كذلك مشاء الله أيام حمير فلما تقلص ملكهم وذهب الحفظة القائمون بأمر السد نذروا بخرابه وكان الذي نذر (ومعنى نذر هنا علم بأمره وحذره فاستعد له وهي تختلف عن نذر بمعنى اقسم أو اوجب على نفسه من النذر )هو عمرو بن مزيقياء ملكهم لما رأى من اختلال أحواله . ويقال أن أخاه عمران الكاهن أخبره ويقال طريفة الكاهنة .وقال السهيلي: طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر ,وهي طريفة بنت الخير الحميرية لعهده. وقال ابن هشام:عن أبي زيد الأنصاري انه رأى ويعني عمرو بن مزيقياء جرذا تحفر السد فعلم انه لا بقاء للسد مع ذلك ,فأجمع النقلة من اليمن وكان قومه بأن أمر أصغر بنيه أن يلطمه إذا أغلظ له ففعل .فقال :لا أقيم في بلد يلطمني فيها اصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو,فاشتروا أمواله وانتقل في ولده وولد ولده وكان طي هو وابن أخيه مراد بن مالك بواد باليمن يقال طريف .وانه نزل بطي ضيف فأنزله وأكرمه وسقاه لبنا صريحا كثير الرغوة طيب الطعم ,ثم أعقبه بالليل مثله وان الضيف خرج من طي فنزل بابن أخيه مراد بن مالك فسقاه لبنا رقيقا لاطعم له ولا زهومة فقال الضيف: أني نزلت بإخوانكم هؤلاء فسقوني لبنا ما شربت مثله ولا رأيت قط لبنا طيبا طعما ولونا مثله وذقت ألبانكم فوجدتها لا دسم لها ولا رغوة ولا طعما فقالوا: ولم ترى ؟ قال: لأنهم في اعلي الوادي فهم يسرحون إبلهم مشرق الشمس ,فتضرب أعطافها الشمس فتحس سخونتها وتصفوا ألبانها وتدر خلافها ويطيب طعم ألبانها ويبقى جلودها وإخلافها لاستقبالها الشمس واستدبارها الصرد وهو البرد وتسرحون انتم مواشيكم فتستدبرها الشمس حتى تعود في إعطانها فلا أتنتفع بمرعاها فاستعطوا إخوتكم .فرحل مراد إلى طي في ولده فقال: يا عم , إنا قد اجتوينا شولنا والشول الماء القليل ورأينا الضرر في أموالنا ,فقد مسها جهد وضراء فأعقبوا عقبونا ترجع إلينا أنفسنا وتصلح أموالنا فقد مسها جهد وضر .قال طي: لا يوقع بينهما تلاح وتدابر, وتناقلوا أشعارا فقال احد ولد مراد:
إن كنتم اخوتنا فأعقبوا=نعقبكم إن جاء يوم غيهب
ثم اقبلوا الحث ولا تنكبوا=والحق يعلوه نوره فيغلب
والضيم يشكوه مضيم مغضب=والحر من ذات القناع يهرب
فأجابه حية بن فطرة بن طي
إنا لكم إخوة لأخوة لم نبعد= وما اهتوت كف وكف في يد
إن التداني ليس بالتهدد=والحر يأبى سبة المجلعد
وقال شاعر من مراد:
إن كنتم إخوتنا فأنصفوا=ننصفكم إن جاء يوم أكلف
إن الإخاء بالتأسي يعرف=والحر من ذات الخمار يأنف
أجابه حية بن فطرة بقوله:
ليس أخونا من أتانا من عل=يطلب ما كان لي من أول
تحطه جائزة من منزل= فهاجرونا بالحروب نصطل
بحرها حتى هلال الأعجل
وقال الهيثم بن عدي: فلما رأى طي التفاني,ووقوع الشر بينهم ,خرج عن الوادي في ولده حتى قطعوا جبلا يقال له بهلا فأنشأ طي يقول:
امض ودع عنك جبال بهلا=تركت أهلا وأصبت أهلا
ثم اخذ في طريق يقال له ويران في دار الجبل,وهو الطريق الذي قالت العرب: لا تكلم رعيل بن كعب بن عمرو بن خلة بن مالك وهو مذجج في ادد ابن أخ طي في أناس من مذجج يسالون طيا الرجوع فلما فلما توسط رعيل الطريق قال: لا تمر ظعينة حتى تمر ظعيتي .فكف القوم حتى مرت ظعيته ,وقالوا: لا تكلم رعيل .فذهب مثلا .قال الهيثم: ثم انحدر طي في واد يقال له الهر جاب بتهامة,فقال طي: هرجان هرجان هرهان هرهان .ذهاب لا إياب.لاعتاب بعد عتاب ثم امتنع عن الرجوع فارتحل لوجهته وتخلف مراد حتى إذا انتهى طي إلى مضيق الوادي متقدما بولده فجاز سائر ,وقض الله صخرة من اعلي الوادي فسدت الطريق بين طي ومراد وتخلف عن طي من ولده أعلا وطبيان وبذول ورضا فانتسبوا في ولد زاهر بن عامر بن مراد ,وسمت العرب ذلك الموضع ضيقة وقال مراد عند انصرافه عن طي
لو كان أأسي طي ما أمسى= مغتربا يزجر الطير نحسا
فقال الهيثم لطي
اجعل مرادا كحديث ينسى=لكل حي مصبح وممس
قال ومضى طي حتى أتى بئرا بناحية حصن ,فأقام هناك بها وسرح إبله. ثم إن ولده انتشى لهم المرعى ,فرجعوا إلى طي فاخبروه أنهم قد أصابوا قرية من قرى عاد يقال لها احليلا فانتشروا إلى وراء ذلك إلى فضاء من الأرض ,فأقاموا بها
وللكلام بقية حول رحلة طي إلى بلاد الجبلين
دمتم بخير