عبدالعزيز
25-01-2002, 16:48
بسم الله والحمدلله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة السادسة ونحمد الله ان يسر لنا هذا
وجزى الله الأخ عصام دراز خير الجزاء
على هذه المادة القيمة فهو صاحب الفضل ومن يستحق الدعاء له
********************
(( مجاهد عربي شارك في معارك جلال آباد يروي أحداثها ))
يقول المجاهد على الجزلان ( سعودي – الجنسية )ا
لم يكن في جلال آباد قبل اندلاع المعارك الكبرى بها .. سوى بعض الإخوة العرب .. وكانوا قد كووا مركزاً في تلك المنطقة وكان أمير هذا المركز هو أبو طارق المأربي . وكان هذا المركز للاستطلاع واختيار أنسب الأماكن لموقع المأسدة .. وفي نهاية شهر رجب 1409 اندلعت معارك جلال آباد .. وبدأ المجاهدون في زحف كامل للهجوم على جلال آباد .. فاشترك أبو طارق المأربي .. ومعه الإخوة العرب في نفس الوقت ولكنهم دخلوا مع المجاهدين مباشرة .. ومنهم أسامة أزمراي _ ونجم الدين العتيبي، ومنهم صهيب المصري ويونس المصري .. وهؤلاء الإخوة كانوا أوائل العرب .. وفي مقدمة الصفوف ..
في بداية معارك جلال آباد كان أبو عبد الله في زيارةقصيرة للسعودية وكنت أنا والفخري في إحدى المناطق في أفغانستان وسمعنا عن معارك جلال آباد . وقررنا أن نذهب إلى هناك للاشتراك في المعارك . فعدنا إلى بيشاور والتقينا بأبي عبد الله بن لادن . وكان قد حضر من السعودية وقررنا الذهاب في الصباح مباشرة وفي الليل قمنا بالاستعداد للذهاب إلى جلال آباد .. وفي هذه الليلة جاء نجم الدين إلى جلال آباد حيث يشارك في القتال .. وقص علينا طبيعة المعارك هناك حيث الالتحام مباشرة بالعدو .. ومن قريب جداً
وتحمس أبو عبد الله أسامة بن لادن كثيراً .. ونمنا استعداداً للذهاب في اليوم التلي
في الليل سمعت (( الصخري )) يقرأ القرآن في غرفة مستقلة من البيت . وكان يبكي ويلح في الدعاء . أن يرزقه الله الشهادة .. لدرجة أنني قلت في نفسي أن (( الصخري )) لن يعود من جلال آباد
ذهبنا في اليوم التالي إلى مركز الإخوة بالقرب من جلال آباد في قرية اسمها (( بارو )) وبمجرد وصولنا أرسلنا (( أبو عبد الله )) أسامة بن لادن .. مع شفيق وأيوب العراقي للاستطلاع والترصد ومعرفة مواقع المجاهدين ومواقع العدو وطبيعة المراكز ..
بعد الاستطلاع قرر الاخوة أن يكون جبل (( ثمر خيل )) مركز الإخوة حيث يتم اتخاذ المواقعبين الشعاب .. وانطلقنا في تكطوين مراكز محصنة وخنادق في شعاب الجبل ..
بدأت عمليات المجاهدين العرب بالاشتراك مع الأفغان في الهجوم على منطقة أده .. وهي قرية مهمة جنوب غرب مدينة جلال آباد . وبعد أن فتحت راح المجاهدون يتقدمون من عدة اتجاهات نحو جلال آباد .. وتم فتح مجموعة تباب منطقة (( فركند )) التي سميت فيما بعد بمركز سراقة .. وقد اشترك المجاهدون العرب في فتح منطقة (( فركند )) تحت قيادة المجاهد القومندان خالد من الحزب الإسلامي ( يونس خالص ) .. وقد استشهد في العملية .. الأخ صخري والأخ سراقة .. والأخ عابد اشيخ وأصيب طارق فضلي
بعد سقوط منطقة (( فركند )) ( وهي تشرف على ضواحي جلال آباد مباشرة ) فتح الإخوة مركزاً بها .. والذي أطلق عليه (( سراقة ) وأصبح هذا المركز هو مركز القيادة .. وانتشرت المراكز في جلال آباد .. وأصبح عدد المراكز عشرة منهم مركزان للصواريخ كاتيوشا .. ومركز هاون .. ومركز رصد .. ومركز في جبل (( ثمر خيل )) للرصد وأطلق عليه مركز (( قباء )) بالإضافة إلى مجموعات الاقتحام .. ومركز خلفي وكان في مزرعة اسمها (( فارم دو )) وأطلق عليه مركز (( الزهراني ))
تتابعت فتوحات المجاهدين من جبوب غرب المدينةوذلك للالتفاف حول التحصينات الشديدة التي كانت تحيط بالمطار .. والطريق الرئيسي ..
اشتركت في معارك فتح موقع (( أم البروج )) و (( أم القرون )) شاركنا في فتح هذه المواقع مشاركة فعالة خاصة أن القادة الأفغان بدأوا يثقون في قدرة العرب على القتال .. فقبل معارك جلال آباد .. كان القادة الأفغان يعتبرون وجود المجاهدين العرب عاملاً ثانوياً . ولم يعتمدوا عليهم اعتماد كبيراً في المعارك
لهذا كلف القائد الأفغاني القومندان (( خالد )) مجموعة من الشباب العربي للقيام بعملية استطلاع منطقة (( أم البروج )) وذلك لمعرفة حول الألغام . والتحصينات التي حول هذه المواقع ، وكان أمير هذه المجموعة التي كلفت بالاستطلاع هو ( أسامة الأوزبكي أزمراي ). وهو من المدينة والأخ إبراهيم البحريني . والأخ يعقوب من جدة . والأخ أحمد من الطائف وجابر النميري من الرياض . وقاسم الكردي . وحمزة الغامدي
كنت معهم وذهبنا أسفل جبل (( أم القرون )) وكان الوقت مساء . وذهب الأخ (( أسامة أزمراي )) إلى أسفل الجبل للترصد .. وكانت معنا (( مناظير ليلية )) لمراقبة الموقع ليلاً .. وكانت المنطقة مكشوفة
بعد ثلاثة أيام من الاستطلاع قرر المجاهدون الهجوم . وكات مراكز العدو تحتل أعلى سلسلة تباب هذا الجبل . وتم الهجوم فعلاً .. بعد صلاة العصر وقبل حلول لمغرب كانت كل القوات الشيوعية التي تحتل سلسة تباب حبل أم القرون قد فتحت بفضل من الله عدا آخر موقع في آخر السلسلة . وظل هذا الموقع يقاوم حتى المساء . ولكن المجاهدين فتحوا أقرب مركز إلية على مسافة 400 متر . وظل تبادل النيران مستمر اً .. وكانت القوات الشيوعية قد فرت من باقي مراكز الجبل عندما هاجمناهم ، وظلت تطلق علينا النار أثناء انسحابها
واستمر الموقف على هذا الحال حتى اليوم التالي . هجوم جديد على الموقع الأخير . وكان مع المجاهدين دبابتان كانوا قد غنموها من قبل .. وبدأ قصف هذا الموقع الأخير بالصواريخ والدبابتين .. إلى أن سكتت نيران هذا الموقع .. وهنا قرر القومندان خالد أن نقوم بالتقدم واقتحام الموقع .. وبدأنا التقدم ورحنا نصعد التل في اتجاه الموقع ووصلنا بالفعل إلى أطراف المركز وكلنا عبارة عن مجموعتين . . مجموعة مع القومندان خالد .. ومجموعة بقيادة (( أسامة أزمراي )) صعدنا إلى موقع العدو وأخذنا المواقع وانتشرنا داخلها .. وتم قتل الجنود الشيوعيين الذين لم يسلموا .. شاهدنا مجموعة من الجنود تهرب خلف التل في اتجاه مواع الجيش الأفغاني وبدأنا نطلق عليهم النار .. حتى جاء المساء .. هدأ الضرب في المساء .. وكان قد تم الاستيلاء على كافة المواقع ..
قضينا الليل في الموقع . وفي صباح اليوم التالي بدأنا في تحصين الخنادق ..
في نفس هذا اليوم سمعنا عن فتح موقع (( أم القرون )) ، وقد شارك أيضاً مجموعة من المجاهدين العرب في فتح هذه المواقع .. وكان المجاهدون العرب بقيادة (( أبو طارق اليمني المأربي )) الذي استشهد في هذه العملية
(( كـيـف اسـتـشـهـد أبـو طــارق ))
عندما تقدم الإخوة وبدأوا يصعدون جبل (( أم القرون )) بدأ لعدو يهرب بدبابة .. واستأذن (( أبو طارق )) من الأخ (( أسامة بن لادن )) في مطاردة الدبابات .. وكان (( أسامة بن لادن أبو عبد الله )) يرفض في كل مرة .. وفي النهاية أذن له .. وذهب (( أبو طارق )) ليطارد الدبابات الهاربة . ولكن دبابة استدارت بمدفعها وأطلقت عليه قذيفة أصابته واستشهد على إثرها ..
بعد أن سمعنا عن هذه الأحداث .. قرر القومندان خالد أن يتقدم إلى الأمام . فنزلنا إلى الجبل للهجوم على موقع آخر يقع على تبه عالية .. وكان معنا الشهيد أبو قتيبة .. تقدمنا إلى مسافة قريبة من هذا الموقع وراحوا يطلقون عليناالنيران .. فأخذنا مواقع ورحنا نرد عليهم .. حتى سكتوا .. وعندما سكتوا أرسلنا مجموعة تقدمت من جهة اليسار .. أي قمنا بعملية التفاف .. ففر العدو عندما شعر بذلك .. وصعدنا إلى الموقع ووجدنا به ذخائر كثيرة .. وكذلك وجدنا طعاماً .. ولم نكن قد أكلنا أي طعام طوال الهجوم أي حوالي 24 ساعة مع المجهود الكبير . عندما وصلنا إلى النقطة كنا منهكين تمام الإنهاك . وبعد أن استولينا على هذا الموقع . كانت هناك نقطة بجواره .. لم تفتح .. صعد إليها أبو قتيبة وحده ومعه رشاش (( بيكا )) (رشاش خفيف ) وبدأ يطلق النيران على قوات الشيوعي .. وراح يطلق نيران كثيفة حتى ظن الشيوعيون أن مجموعة هي التي صعدت النقطة .. ففروا .. وتعجبنا نحن .. من أين أتى أبو قتيبة بكل هذه الذخيرة .؟ علمنا منه فيما بعد أنه عندما دخل النقطة وجد مخزناً كاملاً للذخيرة . .والأعجب من ذلك انه وجد أشرطة جاهزة معبأة بالذخيرة .. وكان فقط يقوم بتركيب الشريط في الرشاش ..
قمنا باحتلال المواقع .. وكان الوقت عصراً .. وكانت خطة القومندان خالد .. أن نتقدم ليلاً .. وكانت هناك منطقة لم تنسحب جنودها بعد .. ولأنها في منطقة محصنة فإن احتمال انسحابها ضعيف .. تحركنا في الليل في اتجا هذه المنطقة . وكان مع القائد خالد مجموعة من الإخوة العرب بالإضافة إلى مجموعة من المجاهدين الأفغان . وكنت أنا في مجموعة (( أسامة أزمراي )) .. قمنا بالهجوم على المواقع وفتحناها . وأمضينا الليل في هذه المواقع وكانت محصنة تحصيناً شديداً .. وقصفوا علينا صواريخ سكود كان (( أسامة بن لادن )) على اتصال دائم ومباشر بنا .. وكان ذلك يرفع معنوياتنا .. وطلبنا إمدادات .. وبطاريات للأجهزة اللاسلكية لأنها قاربت على الانتهاء .. وأمضينا اليوم في تحسين مواقعنا
كيـف تم تنفـيذ عمـلية اقتـحام .!؟
معـركة فـتح (( أمالــبروج )) كـما سجـلها للـتاريخ
(( المجاهد إبراهيم البحريني ))
بعد إلحاح شديد من جانبي وبعد عدة مقابلات مع المجاهد (( إبراهيم البحريني )) وهو من المجاهدين العرب القلائل الذين خاضوا معارك كثيرة في أنحاء أفغانستان . وشارك في معارك جلال آباد كلها إلى أن أصيب في ساقه .. ونقل إلى جده للعلاج .. في المستشفى (( السعودي الألماني )) وكنت بصحبة الأخ الفاضل عادل بترجي .. وكنت من قبل قد التقيت بالمجاهد (( إبراهيم البحريني )) في جلال آباد .. ولكن تعددت لقاءاتي به في المستشفى . وفي دار الاستشفاء التي أقامها بن ادن للجرحى من المجاهدين ..
بعد طول إلحاح منى .. حفظاً لتاريخ هذه المرحلة استجاب الأخ المجاهد (( إبراهيم البحريني )) وأعطاني عدة ورقات صغيرة .. دون فيها قصة معركة فتح (( أم البروج )) واعتبرت هذه الورقة بخط يده وثيقة تاريخية . وأسجلها هنا حرفياً .. مع الرسومات التوضيحية التي رسمها بنفسه في تلك الأوراق .. يقول في أوراقه
في يوم 23رمضان تقريباً سنة 1409 هجرية تحركت مجموعة (( أزمراي )) ( 12 مجاهداً عربياً ) إلى قرية شيخ سرخ وتمركزت في أحد المنازل المهجورة كما تمركزت كذلك بعض مجموعات المجاهدين أيضاً في بع المنازل
في اليوم الأول والثاني قمنا ببعض عمليات الترصد ( ووضع بعض الإشارات المرشدة إلى مراكز المجاهدين إلى خط العودة لا يعرف هذه الإشارات إلا الذين قاموا بها ) على مراكز العدد (( أ ، ب )) وبالنسبة لي أنا ما كنت على علم بأن المجاهدين ومجموعة أبو طارق اليمني سيقومون في نفس الوقت بعملية على مركز (( أم القرون )) بينما كان حاجي خالد متمركزاً في قرية خلفية ومعه الأخ أبو أيوب الكردي . وهو أميرنا العام وفي الليل تقدمت مجموعات أخرى من المجاهدين بقيادة حاجي خالد رحمه الله وفي عصرية اليوم الآخر 26رمضان تقريباً بأ الهجوم على مراكز العدو الموضحة في الرسم الأول .} لا يوجد رسم في هذه الطبعة من الكتاب /سلفي{ وبدأنا نتسلل ونتقدم بين المنازل والمزارع بعد أن انقسمنا قسمين ( مجموعة زمرى ) قسم على مركز (( أ )) والآخر على مركز (( ب )) وبدأ القصف المدفعي من جهة المجاهدين الأفغان والعرب .. بمدافع B . M . 12 وهاون 82 … ومدفع 75 وحدة القتال بالأسلحة الخفيفة لم تكن شديدة . وذلك لشدة قصف المجاهدين الذي دك حصون وخنادق العدو وقام بالواجب .. فما كان من العدو إلا أن انسحب من مركز (( أ )) إلى مركز (( ب )) و (( ج )) . وصعد المجاهدون وله الحمد مركز (( أ )) وبدأوا يتبادلون إطلاق النار مع العدو في مركز (( ب )) و (( ج )) وكانت مجموعة ( زمري ) قسم منها يتبادل إطلاق النار مع العدو من الأسفل ، واستمر تبادل إطلاق النار بين شدة ومتقطع حتى آخر الليل واستعصت مراكز العدو (( ب )) و (( ج )) على المجاهدين فانسحبت مجموعة زمراي وبعض مجموعات المجاهدين إلى قرية ( شيخ سرخ ) وبقية مجموعات المجاهدين في مركز (( أ )) وحوله في اليوم الثاني ظهراً انقسمت مجموعة زمري أيضاً قسمين ، قسم صعد مركز (( أ )) . وقسم ذهب مع جاجي خالد لاقتحام مركز (( ب )) وكان المجاهدون مممين على أخذ المنطقة .. وبدأ الهجوم قرب العصر تقريباً .. واشتد القتال بالأسلحة الخفيفة والثقيلة . واشتد قصف العدو على مركز (( أ )) وجاءت دبابتان خلف مركز (( أ )) تساند العدو واشتد القتال وتقدمت مجموعة الاقتحام بقيادة حاجي خالد رحمة الله .. وقسم مجموعة زمري .. وولى الدبر وفرت دبابة . وسيطر المجاهدون على المنطقة كلها ومن جهة الأخرى اقتحم المجاهدون مركز (( أم القرون )) واستشهد الأخ أبو طارق اليمني رحمة الله ولا أذكر في اليوم الأول أو الثاني ..
:أهمـية الـمراكز التي سيـطر علـيها المجـاهـدون
موقعها الاتراتيجي المهم لأنها مطلة على المدينة .. ومواقع العدو الخلفية . وكانت مطلة على مراكز المجاهدين ومترصدة لجميع تحركاتهم حيث كانوا يوجهون مدفعيتهم الثقيلة عن طريقها .. بعدها أصبح المجاهدون هم المطلون على المنطقة أكثر وبدأوا يوجهون مدفعيتهم الثقيلة عليهم ..
… هذا هو نص حرفي لما كتبه لي المجاهد إبراهيم البحريني مزوداً بالرسم التوضيحي كما رسمها بالضبط
" أبو الزبـير " يحـكي عن هجـوم القـوات الحكومـية على مواقـع المجـاهدين العـرب بجـلال آباد
:يقول أبو الزبير
في الحقيقة لم نكن نتوقع هذا الهوم الكبير . كنا في حالة شك .. كنا نسمع في الليل صوت تحرك دبابات .. ووصلتنا أخبار بوصول قوات .. ولكننا لم نكن قد تعودنا أن تقوم قوات الحكومة الشيوعية بهجوم كبير .. وليلة الهجوم اتصل بنا الإخوة وقالوا لنا إن هناك أصوات تحركات .. وطلبوا أن نضرب على العدو .. ولكننا لا نستطيع أن نضرب ليلاً لأن لنا نقاط متقدمة جداً بالقرب من العدو .. حتى أمام قوات المجاهدين الأفغان .. ولكننا أيضاً كنا نشعر بأن في الأيام الأخيرة قد وصلت لهم إمدادات .. وعرفنا ذلك من طريقة ردهم علينا .. كنا من قبل نطلق عدة صواريخ .. وبعد فترة يأتيالرد ، أما الفترة الأخيرة فبمجرد طلقة أو اثنين نجد رد شديد .. يوم صلينا الفجر وبعد خروجنا من المسجد إلا ونسمع انفجارات بالقرب منا .. ضربوا أول صاروخ (( سكود )) ثم صاروخ ثان .. وشعرنا بالموجة الحرارية للانفجارات . ثم توالت الصواريخ سبعة صواريخ سكود في هذا الوقت وهذا المكان .. قلنا إن الأمر طبيعي ، لقد سبق وأطلقوا علينا في هذا الموقع صواريخ سكود .. ولكن ليس بهذه الكثافة .. وبعد فترة قصيرة حضر الطيران وبدأ يقصفنا .. اتصل بنا مركز الميسرة وقالوا إن هناك هجوم بالدبابات وطلبوا ( مدفع 82 مم وذخيرة ) قمنا بإرسال دد للميسرة . وأرسلنا عدداً من الإخوة .. أبو عبد الله أسامة بن لادن طلب من الجميع أن يستعد .. وأن تستعد كل الأسلحة .. اتصل بنا مركز الميمنة .. وقالوا إن هناك هجوم بالدبابات .. وطلبوا مدد فأرسلنا لهم أيضاً مدد وبعض المجاهدين . . ومدفع مضاد للدبابات 82 مم … واتصل بنا مركز في الأمام بمسافة 500 متر فقط فقال (( أبو عبد الله )) أسامة بن لادن : اصبروا حتى تصل الدبابات في مدى 300 متر وأرسلنا سيارة بها قواذف صاروخية آر . بي . جي . إلى الأمام .. وكان بيدي آخر آر . بي . جي … فطلب مني أبو عبد الله أن أسلمه إلى أحد الإوة .. وأن يذهب هذا الأخ هو وأبو الدحداح .. ويدعموا المركز المتقدم وتحرك الإخوة …كان الطيران يقصفنا قصفاً مركزاً .. لم يستطيع المجاهدون الأفغان صد الهجوم عليهم فسحبوا قواتهم لكي يهجموا من مكان آخر .. كان الهجوم سريعاً .. وطلب أبو عبد الله .. أسامة بن لادن أن نبدأ في ضرب قوة العدو المتقدمة عندما وصلت الدبابات فعلاً على مسافة 70متر وكانت قادمة من يمين الموقع .. لدرجة أن بعض الإخوة ظنوا أنها مجاهدين ( كان لدى المجاهدين عدداً من الدبابات حصلوا عليها كغنائم ) . وكان شفيق يرصد هذه الدبابات إلى أن تأكد أنها دبابا معادية .. وكانت أمامنا ..
طلب شفيق آر . بي . جي . ولكن أبو عبد الله قال له ليس معنا أي مدافع مضادة للدبابات إلا المدفع 75 مم ، فطلب مني أبو عبد الله أن أخرج المدفع 75 مم .. وبالفعل أخرجت المدفع 75 مم .. وأخرجت قذائفه بسرعة . وبدأ شفيق يضرب بالمدفع وحده .. ونحن نخرج الذخيرة من المخزن .. وكونا ما يشبه السلسة من الأفراد من المخزن حتى المدفع لإيصال الذخيرة .. أطلق شفيق حوالي خمسة طلقات ثم استشهد ..
اتصل الإخوة من المراكز بأبو عبد الله (( أسامة بن لادن )) .. يبلغوه بالموقف . فطلب أن يتم توجيه كافة راجات الصواريخ والهاونات إلى قلب مدينة جلال آباد .. كانت الذخيرة قد نفذت من المراكز الأمامية لنا … ولم تستطع راجمة الصواريخ التي بالقرية الملاصقة لنا من الرمي .. لأن الدبابات أصبحت على مسافة أمتار .. وظل الإخوة الموجودين في مركز الصخري ( إحدى مواقع المراكز ) يضربون الدبابات بالآر . بي . جي . والدبابات تتقدم . وعندما شاهد الإخوة عناصر قوات المليشيا تنزل من المدرعات في الوادي وتصعد إلى الموقع .. ولهذا قرر الإخوة الانحياز .. وترك الموقع قبل أن يصلوا إليهم ..
كنت أنا موجود في المراكز الرئيسي مع أسامة بن لادنوبعض الإخوة ولم يكن معنا سوى رشاش جرينوف وكنا قد أرسلنا كل شرائطه إلى المراكز المتقدمة .. فلم يكن هناك أشرطة جاهزة للاستخدام فنزلت أنا وأحد الإخوة لتعبئة الشرائط بسرعة . وكان القصف يشتد حولنا والقذائف تدخل المخابئ . فطلبت من الأخ الذي كان معي وهو (( عبد الله المبارك )) أن يذهب ويعرف ما الخبر . .فجاء وقال إن أبو عبد الله أسامة بن لادن .. طلب أن نترك المكان فوراً ، كان المكان الذي كنا فيه مرتفع وينحدر إلى الوادي .. وفي الوادي حقول ألغام .. لهذا نزلنا من المرتفع .. واضطررنا أن نسلك طريق مكشوف تماماً .. حتى نلنا إلى الوادي .. وبعد أن نزلنا الوادي نظرت إلى الموقع خلفي فوجدت أن أسامة بن لادن أبو عبد الله على رأس الموقع .. يعني لم يكن قد نزل من الموقع بعد .. عكس ما ظننت أنا .. لهذا انتظرت إلى أن ينزل إلينا .. وكان مع أسامة بن لادن ابن اخته .. نعم ابن أخت أسامة بن لادن وكان صبياً عمره 12 سنة واسمه ( ابو زيد ) انتظرت حتى وصل أسامة بن لادن .. وسلكنا طريق وسط حقول الألغام .. وتحت قصف الطائرات ، وخلفنا شاهدنا الدبابات تدخل الموقع .. كنا في مرمى أسلحتهم وفي أرض مكشوفة .. ولكننا تحركنا في هدوء وثبات . وكنا نعلم أننا نسر في مناطق مفروشة بألغام الفراشة وهي ألغام مضادة للدبابات تسقطها الطائرات .. وظلت تسقطها قبل الهجوم حول الموقع الموقع في الليالي السابقة .. ورغم ذلك استطعنا التحرك بفضل الله علينا ..
سلك أبو عبيدة طريق آخر غير طريقنا .. وعندما وصلنا إلى منطقة مجرى مائي بالقرب من جبل ثمر خيل .. هنا شعرنا ببعض الاطمئنان لأننا بعدنا عن منطقة الخطر بعض الشئ ..
العجيب أن في هذه المنطقة كانت توجد قوات للمجاهدين الأفغان فأخبرناهم بالهجوم الذي حدث علينا .. ولكنهم لم يصدقونا . . واصلنا السير حتى وصلنا جبل (( ثمر خيل )) حيثمركزنا هناك وبدأنا نجمع الإخوة .. وطلب أبو عبد الله أسامة بن لادن .. أن نقوم بتقليل عدد الإخوة في المنطقة .. وإرسال الزيادة إلى بيشاور وتجمعنا في منطقة (( طورخم )) الحدودية .. وقام أسامة بن لادن بتقسيم المجموعات مرة أخرى ، وكان أبو عبيدة قد وصل .. وبدأت المجموعات في التحرك مرة أخرى إلى جبل (( ثمرخيل )) وبدأنا مع المجاهدين الأفغان في الهجوم على قوات الحكومة وأصيبوا بخسائر فادحة .. قمة في هذه المعارك . . ولم يقتل منا إلا ستة مجاهدين .. وأسر 2 وهما أبو جهاد المصري وأبو معزم .. وذلك بسبب إصابة أبي معزم .. والرهاق الشديد الذي أصاب أبي جهاد وعدم قدرته على السير .. وكان يسير مع أبي عبيدة .. سمع إطلاق نار في المنطقة .. ومن المعتقد أنه أصيب أيضاً ..
ويقول أبو الزبير..
لقد كانت حول جلال آباد .. ميدان جيد للدبابات .. وكانت في صالحهم في هذه المرة .. لأننا لا نملك إلا الأسلحة الخفيفة ..
ولكن عندما وصلوا إلينا بالقرب من جبل (( ثمر خيل )) وانحصر القتال حول الطريق دمرنا لهم بين أربعين واثنين وأربعين دبابة .. بعضها سلم وأخذت غنائم .. وبعد هذا الهجوم ولمدة أسبوعين أصيبوا بخسائر فادحة نتيجة الهجمات ضدهم ..
لد نجحوا في المرحلة الأولى للهجوم لأنهم امتلكوا السرعة .. بالدبابات .. أما نحن فمواقع متفرقة بأسلحة خفيفة لا يزيد مداها عن 800 متر ..
:أما عن دور المجاهدين الأفغان .. فيقول أبو الزبير
قوات الحكومة تختار دائماً أوقات الأعياد … لأن المجاهدين يذهبون لقضاء العيد مع عائلاتهم .. ويتركوا في المواقع حراسة .. ولكن بنسبة غير كافية .. وهم أدرى بهذه الأمور .. ولكن أظن أن قلة الذخيرة أثرت فيهم أيضاً ..
***********
انتهت شهادة ( الشهيد ) أبو الزبير أحد شهود معركة الهجوم المضاد التي بدأت في العاشر من ي الحجة عام 1409هـ
(( المشاعر الإنسانية والنفسية للمجاهدين العرب في أفغانستان ))
هنا يتحدث المجاهدون العرب عن تجربتهم الإنسانية .. عن أعماقهم .. فالجهاد ليس تجربة عسكرية فقط .. ولكنه تجربة نفسية عميقة
كيف تركوا ديارهم وذهبوا إلى أرض الجهاد ؟
ما هي مشاعرهم قبل خوض القتال لأول مرة ؟
ما هي مشاعرهم عند مواجهة الموت ؟
ما هو مستوى استعدادهم وتدريبهم على القتال ؟
وما هي الخبرات التي تعلموها ؟
****************
:هنا يحدثنا المجاهد عبد الحكيم .ع . من المنطقة الشرقية بلسعودية .. يقول الأخ عبد الحكيم
عندما ذهبت إلى باكستان . لأول مرة عندما خرجنا من بيوتنا كنا نغني الأناشيد الإسلامية .. نزلنا أنا و الإخوة في كراتشي .. ثم إلى بيشاور .. واستقبلنا مندوبون من الشيخ سياف أخذونا إلى قرية (( بابي )) كانت المرة الأولى التي أغادر فيها السعودية اشترينا الملابس الأفغانية وذهبنا إلى معسكر التدريب في (( صدى )) في معسكر صدى كان هناك اختلاف .. حياة خشنة .. تركنا حياة الرفاهية والنعومة ..
كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله أمير معسكر العرب .. أمضيت شهراً في التدريب .. في هذا المعكر لم أشعر بأنني قد فارقت أهلي .. كنا نقوم في الليل نجد الذي يبكي .. والذي يقرأ القرآن .. أو الذي يصلي .. كنا نستشعر القرب من الله سبحانه وتعالى ..
كانت الحراسة في سبيل الله .. تستشعر الأجر والثواب .. كنا نتنافس على الحراسة ونتعاون وبتفان وحب وإخلاص أيام قضيناها في التدريب ، كان هناك أخ اسمه منصور أبو دجانة .. كنت أحبة في الله .. حدث أن استنفر أبو عبد الله أسامة بن لادن .. الأخوة .. فاختاروا منا مجموعات للذهاب إلى القتال .. تكلمت مع الشيخ عبد الله عزام لكي أذهب .. ولكنه قال لي لابد أن تستكمل التدريب .
كان الإخوة يتسابقون للموت ..
كانت لحظات صعبة عندما بدأنا نودع بعضنا البعض .. كان منهم منصور .. وكان مع الذاهبين إلى القتال .. شعرت وأنا أودعه أنني لن أراه مرة أخرى .. فقلت له .. أعطني شيئاً أتذكرك به .. فقال (( حاجة زي إيه )) فقد كان مصرياً .. فقلت له أي شئ .. فأعطاني طلقة كلاشنكوف .. وقال تذكرني بها .. لقد احتفظت بهذه الطلقة ستة شهور .. لقد استشهد منصور في (( جاجي )
:ويحكي عبد الحكيم
كان أول قائد أفغاني أتاح لنا فرص المواجهة مع العدو .. كان في منطقة ميدان ..
كانت تجربة خوض القتال صعب على النفس .. كان هناك صراع قوي على نفسي لدرجة أني لو تركت لنفسي العنان أعود للخلف .. ولكن الله ثبتني .. جاهدت نفسي .. كان القائد يحافظ علينا كأنه يحافظ على أبنائه .. كان لا يريد أن يقتل عنده عربي .. عندما أمسكت بالكلاشنكوف ونحن نتقدم للمعركة شعرت وكأنني أمتلك الأرض .. كنا في منتهى الثقة وكنا نضحك .. كان معي (( صدر الدين )) من منطقة بالسعودية أسمها (( سكاكا )) . لا أستطيع أن أعبر عن هذه الساعات قبل الهجوم مباشرة كان المجاهدون يكبرون .. في كل مكان .. كنت أشعر بأن كل شئ يكبر .. بدأنا العملية و كانت عبارة عنهجوم على مركز كبير من مراكز العدو .. أنهكناهم بالقصف ، وجرح أحد القادة اثناء الهجوم .. ومن عادة الأفغان إذا جرح أحد القادة أو أستشهد يعودون .. ثم يكررون الهجوم فيما بعد .. لهذا ألغيت العملية في اليوم الأول ونفذناها في اليوم التالي ..
:سراقة
:يحكي الأخ عبد الحكيم عن الشهيد سراقة قائلاً
كان ساعد خالد البراك الخالدي رحمة الله يريد أن يذهب إلى شمال أفغانستان ز ولاية بروان .. ولكنه استخار الله عز وجل وشعر بأنه مرتاح للذهاب فاعتذر للأخوة الذاهبين .. وذهبت معه إلى معسكر جاور للتدريب .. على الصواري ستنجر . و 122 مم .. وكيفية زرع الألغام .. اتفقت معه على هذا البرنامج وحدثت بعض الأمور أخرتني ولحقت به .. عندما لحقت به كان قد تأثر جداً من استشهاد أحد الأخوة وهو عادل البريكي .. من مدينة الخبر ..
عندما قتل الأخ (( خلاد )) عادل البريكي تأثر سراقة فكتب رسالة لأحد :الإخوة يقول فيها
(( ما الذي جعل خلاد يتفوق علينا ويقتل في سبيل الله ونحن نرد على أعقابنا ولا حتى نخرج .. لأن ليس عندنا إخلاص ))ا
وكان يؤنب نفسه بأننا ليس عندنا اهتمام بالقرآن .. رحمه الله في الآونة الأخيرة لاحظت كثرة الاختلاء بنفسه ، كثرة قراءة القرآن .. وقيام الليل و قلة الضحك .. الجدية .. قلة المزاح
وبدأ يعمل فكره كله في سبيل الله فكان يقوم بتجارب .. بزيادة المواد المتفجرة مثلاً على قذيفة 82 مم … فتزيد قدرتها .. اشترك في معارك جاور .. ونزلنا بيشاور .. أنا عدت للسعودية … وهو ذهب إلى جلال آباد .. وأتاني خبر مقتله وأنا في السعودية في رمضان .. كان خبر مقتله شديد علىّ وكدت أسقط في المسجد لأني كنت أحبه كثيراً .. كان أول شاب أحبه في الله وأبكي عليه ..
:من القصص أيضاً
أحد الإخوة كان والده يحبه كثيراً ، عندما علم أن ابنه ذهب إل باكستان . أخذ أخاه الذي أكبر منه .. وراح ليحضر ابنه من باكستان .. عندما وصل إلى بيشاور .. وعلم الابن بوصول والده .. ذهب إلى معسكر التدريب في صدى ( المسافة بين بيشاور ومعسكر صدى 400 كيلومتر تقطعها السيارة في خمس ساعات ) .. فقال والده سأذهب إليه أحضره من المعسكر حتى لو كان في (( كابول )) ذهب والده إلى معسكر التدريب وعندما علم الابن ( وهو في المعسكر ) أن والده سيحضر ليأخذه … اتجه إلى داخل أفغانستان إلى جبهة القتال .. عندما حضر الأب إلى معسكر التدريب .. وشاهد معسكر التدريب .. وكان جمعة .. وسمع خطبة الشيخ عبدالله عزام .. تأثر الأب بهذا الجو .. وتأثر بالشباب كثيراً .. وما كان منه إلا أن التزم حائطاً من حوائط المسجد وراح يبكي وكتب لابنه وقال له (( وفقك الله يابني .. إذا كنت قد اخترت هذا السبيل .. وفقك الله )) وترك الأب لابنه بعض المال وعاد أدراجه إلى السعودية .. ويحكي الأخ عبد الحكيم عن قصة أب آخر جاء خلف ابنه ليأخذه .. ولكنه صمم على أن يدخل إلى جبهة القتال ويحضره بنفسه ليعود معه إلى السعودية .. وبالفعل ذهب إلى المواقع داخل أفغانستان .. حيث موقع الشباب العرب .. وعندما شاهد حياة الشباب .. حيث العمل والجدية .. وقام الليل وقراءة القرآن .. رأى منهم العجب .. ولم يكن من الرجل إلا أن بقي مع ابنه في جبهة القتال مع الشباب حوالي أسبوعين .. وكان يحضر الطابور .. ويقطع الخشب مع الشباب ويساعدهم .. وترك ابنه وعاد إلى بلده
…
:ويحكي لنا المجاهد على عثمان عن إصابته في أفغانستان ويقول
_ كان قد مضى علىّ في الجهاد حوالي عام كامل في الرباط في مدينة خوست .. حيث كنت ضمن قوات القائد جلال الدين حقاني .. وكنت في مواقع جاور .. وكنت إمام المسجد الذي يضم العساكر الذين أسروا .. عندما تقرر القيام بعملية على موقع يبعد عن (( جاور ))بمسافة مسيرة يوم كامل كنت أحد أفراد قوة الاقتحام التي كانت مكونة من حوالي 100 مجاهد .. وكان هناك فرقة هوانات .. وفرقة لقواذف الصواريخ ، وكان معنا بعض المجاهدين العرب ، قمنا بالهجوم على الموقع المحدد .. وصار الاشتباك بيننا وبينهم وكنا نستخدم الأسلحة الخفيفة و الآ. بي . جي . لأن المسافة كانت قريبة .. بعد فترة من الاشتباك . . فر العدو من موقعه وتركوا الأسلحة فيه .. وتحركوا وبدأوا يطلقون علينا من موقع آخر .. استمرت الاشتباكات ثلاث ساعات .. وكنت أنا في المقدمة في مجموعة الاقتحام وكان عدد مجموعة الاقتحام 40 فرد.. ولهذا قررنا الهجوم على العدو مرة أخرى .. فتم إطلاق قذائف الهاون على العدو .. كذلك صواريخ M . B ولكن حدث عطل في راجمة الصواريخ M . B وكذلك أطلق الهاون حوالي خمس قذائف أو ست ، وحدث فيه خلل .. فتوقفنا عن الهجوم .. وقفنا كلنا .. ولم نستطع التقدم .. وحاولنا القيام بالهجوم على موقع آخر غير الذي قررنا الهجوم عليه .. فوجدنا الممر المؤدي إلى الموقع مليئاً بالألغام .. وأصيب من الألغام أحد المجاهدين الأفغان .. ولهذا قرر القائد التوقف لأن المنطقة جبلية وسيصعب إسعاف أي جريح لأن من الصعب التحرك إلى المنطقة الحدودية . وفضل القائد مكاننا إلى أن يتوقف القصف .. ولكننا كنا نطلق عليهم النيران من القواذف الصاروخية آر . بي . جي . والأسلحة الخفيفة التي معنا
عندما أصيب المجاهد الأفغاني اقتربت منه وكانت ساقه قد بترت وكان هناك نزيف شديد ، ولهذا حاولت وقف النزيف الذي تعرض له المجاهد الأفغاني . وشاء الله أن تسقط قذيفة الهاون خلفي وأصبت الإصابة التي أنا فيها الآن .. والإصابة في النخاع الشوكي . وحدث شبه شلل كامل في رجلي .. جاء بعض الإخوة العرب الذين كانوا معنا في العملية وحملوني مسافة يوم كامل .. حملوني على ظهورهم .. وكنت أشعر ألم شديد جداً .. وصلنا في اليوم الثاني مساء .. في المركز الذي كنا به … ثم تحركنا من المركز في اليوم التالي بالسيارة إلى ميراه شاه … وهناك في ميراه شاه قالوا أنه لا يوجد لي علاج .. فحملتني السيارة إلى بيشاور ( المسافة بين ميران شاه وبيشاور تقطعها السيارة في حوالي خمس ساعات ) .. وصلت بيشاور اليوم الثني من الإصابة ..
بقيت في بيشاور حوالي ثلاثة شهور . ونقلت إلى جدة للعلاج
:وفي لقاء مع أبو سلمان . من الطائف يقول عن تجربته في أفغانستان
الجهاد هو الحياة .. وبغير جهاد لا يتقدم هذا الدين . فإن الدن رحمة .. وليس كما يقول البعض أنه انتشر بالسيف .. فإن السيف رحمه … لأنه يقاتل الكفر ..
ذهبت إلى أفغانستان بعد أن تركت دراستي عن اقتناع .. وكان ذلك عام 1406 هجرية . وصلت أفغانستان في شهر شوال وذهبت إلى منطقة (( جاجي )) محافظة بكتيا .. ولم تكن المأسدة قد أنشئت بعد .. وفي أول عملية قتال أقوم بها كانت عملية خلف قلعة (( تشاورني )) الشهيرة في منطقة تقع على طريق جارديز الرئيسي .. وكان هدف العملية هو إزعاج العدو .. وإقلاقه بالهجوم على بعض مواقعه … وكنت ضمن قوات الحزب الإسلامي (( حكمت يار )) وصلنا إلى المنطقة عد إحدى عشر ساعة من السير المتصل .. وبعد تنفيذ العملية بنجاح .. وبلغتنا أخبار الخسائر التي وقعت في قوات العدو .. بدأنا التحرك للعودة .. وأثناء سيرنا .. فوجئنا بطائرات الهليوكوبتر فوقنا .. كانت تبحث عنا .. وكانت أربع طائرات .. ومن المؤكد أنهم علموا بان هناك عرباً شاركوا في العملية .. لأننا كنا ثلاثة عشر عربياً .. عندما وصلت الطائرات على مستوى منخفض جداً … كنت أنا وأحد الإخوة نتوضأ في النهر .. اختبأنا في الحشائش .. وكانت ذخيرتنا قد نفذت في المعركة ظلت الطائرات فوقنا ، واحدة ذهبت في اتجاه الجبل وراحت تقصف ..كان الإخوة قد سبقونا في الأمام عندما تأخرنا للوضوء … ظلت الطائرات تحوم فوقنا .. وتوقفت فوقنا مباشرة إحدى الطائرات كانت قريبة جداً لدرجة أن هواء المروحة كان يهف الهواء حولنا وكنت أرى بوضوح من بداخلها .. كان بها ثلاثة .. أحدهم كان يقف علة مدفع .. وكنت أعتقد أنه رآنا لأنه كان ينظر إلينا … لم أكن خائفاً من القتل .. ولكن خائفاً من الأسر
أثناء ذلك كنت أدعو الله أن يرزقنا الشهادة بإخلاص ، ظلت الطائرة تحوم فوقنا ولكن لم ترانا .. وذهبت ، جاء أحد الإخوة من القرية القريبة وأخبرنا بأن باقي الطائرات ذهبت .. ودعاناللراحة في القرية
العجيب .. أننا بعد ذهاب الطائرات أطلقنا عدة طلقات في الهواء تنبيهاً للإخوة الذين سبقونا .. ولينتظرونا .. ولكنهم ظنوا أن هناك كميناً فأسرعوا السير مبتعدين عنا .. ولكن أحد الإخوة الأفغان استطاع أن يلحق بهم وجعلهم ينتظرون وصولنا ..
:ويكمل أبو سليمان
بالنسبة للمأسدة .. فقد التقى بي أبو حنيفة قبل إنشاء المأسدة في الطائف وحدثني عن ضرورة الدعوة للجهاد والتحريض عليه .. ووجدنا استجابة طيبة من الشباب .. وكان أبو حنيفة في ذلك الوقت يتردد على أرض الجهاد ويعود للسعودية لتحريض الشباب .. وإرالهم
أما معركة رمضان فقد وصلت يوم 23 رمضان قبل المعارك الشديدة .. وكنت موجوداً في مركز الشيخ سياف حيث كان موجوداً أيضاً معنا الأخ خالد الشيخ ( الشقيق الأصغر للشهيد عابد الشيخ ) كان الشيخ سياف أثناء المعركة يعاني من مرض القرحة في المعدة .. وكنا معه نداوم على أجهزة اللاسلكي طوال 24 ساعة .. وكذلك أثناء عملي ساهمت في الإمداد بالذخيرة .. وتقسيم المجموعات .. وظللت في مركز الشيخ سياف إلى نهاية المعركة ..
في جلال آباد .. كنت قد ذهبت في البداية مع أبي طارق اليمني في أول معارك جلال آباد .. وأنشأنا مركزاً فيقرية (( بارو )) وكنت أيضاً مسئولاً عن الإمداد بالذخيرة والسلاح .. ظلت هذه مهمتي طوال معارك جلال آباد .. ولقد ساهم الإخوة العرب مساهمة كبيرة في المعارك .. وأصبح القادة الأفغان يعتمدون عليهم .. عكس ما كان يحدث في الماضي .. فعلى سبيل المثال … فإن القائد (( سازنور )) وهو من حزب الاتحاد الإسلامي وقائد شهير كان يرفض تماماً اشتراك أي عربي معه …. لأنه يقول أن العرب غير منظمين .. ولا يريدون إلا الاستشهاد فقط ! ! ولكن معارك جلال آباد أثبتت قدرة المجاهدين العرب .. وشاركت في عمليات فتح كثيرة
عندما حدث الهجوم المضد كنت في مهمة كالعادة ولكنني كنت موجوداً في (( طورخم )) وشاهدت أبو عبد الله أسامة بن لادن .. عندما وقف بين الشباب وخطب فيهم وقال : (( إن من المحتمل أن يكون نجاح العدو في الهجوم على المجاهدين بسبب معاص بيننا .. ولا بد من الاستفادة من الأخطاء التي وقعنا فيها … )) كان موقفاً نفسياً صعباً على المجاهدين .. وبالفعل تعلم الشباب العربي من تجربة الهجوم المضاد .. فقد أصبحوا يهتمون بأشياء كانوا لا يهتمون بها من قبل مثل … ضرورة الإخفاء والتمويه جيداً .. وإخفاء الأسلحة والمعدات ..
ولكن لا بد أن نذكر أن من أحد الأساب الرئيسية لنجاح الهجوم للقوات الشيوعية هو أن هناك نوعاً من الثقة الزائدة أصيب بها المجاهدون الأفغان . كان هناك شئ من الغرور بعد الفتوحات الكبيرة حتى وصلوا إلى مشارف جلال آباد .. وكانوا مطمئنين تماماً إلى استحالة قيام القوات الشيوعية بأي هجوم عليهم …
كذلك .. فإن من عادة المجاهد الأفغاني .. أن يذهب لقضاء العيد مع أهله .. لهذا .. اختارت القوات الحكومية الشيوعية أيام العيد للقيام بهجومها الكبير .. وبالفعل .. كانت معظم مواقع المجاهدين الأفغان .. خالية من المجاهدين .. أو الأعداد الموجودة غير كافية .. وهنا دروس كثيرة .. تعلمناها من خبرة الجهاد في أفغانستان
يتبع الجزء الأخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة السادسة ونحمد الله ان يسر لنا هذا
وجزى الله الأخ عصام دراز خير الجزاء
على هذه المادة القيمة فهو صاحب الفضل ومن يستحق الدعاء له
********************
(( مجاهد عربي شارك في معارك جلال آباد يروي أحداثها ))
يقول المجاهد على الجزلان ( سعودي – الجنسية )ا
لم يكن في جلال آباد قبل اندلاع المعارك الكبرى بها .. سوى بعض الإخوة العرب .. وكانوا قد كووا مركزاً في تلك المنطقة وكان أمير هذا المركز هو أبو طارق المأربي . وكان هذا المركز للاستطلاع واختيار أنسب الأماكن لموقع المأسدة .. وفي نهاية شهر رجب 1409 اندلعت معارك جلال آباد .. وبدأ المجاهدون في زحف كامل للهجوم على جلال آباد .. فاشترك أبو طارق المأربي .. ومعه الإخوة العرب في نفس الوقت ولكنهم دخلوا مع المجاهدين مباشرة .. ومنهم أسامة أزمراي _ ونجم الدين العتيبي، ومنهم صهيب المصري ويونس المصري .. وهؤلاء الإخوة كانوا أوائل العرب .. وفي مقدمة الصفوف ..
في بداية معارك جلال آباد كان أبو عبد الله في زيارةقصيرة للسعودية وكنت أنا والفخري في إحدى المناطق في أفغانستان وسمعنا عن معارك جلال آباد . وقررنا أن نذهب إلى هناك للاشتراك في المعارك . فعدنا إلى بيشاور والتقينا بأبي عبد الله بن لادن . وكان قد حضر من السعودية وقررنا الذهاب في الصباح مباشرة وفي الليل قمنا بالاستعداد للذهاب إلى جلال آباد .. وفي هذه الليلة جاء نجم الدين إلى جلال آباد حيث يشارك في القتال .. وقص علينا طبيعة المعارك هناك حيث الالتحام مباشرة بالعدو .. ومن قريب جداً
وتحمس أبو عبد الله أسامة بن لادن كثيراً .. ونمنا استعداداً للذهاب في اليوم التلي
في الليل سمعت (( الصخري )) يقرأ القرآن في غرفة مستقلة من البيت . وكان يبكي ويلح في الدعاء . أن يرزقه الله الشهادة .. لدرجة أنني قلت في نفسي أن (( الصخري )) لن يعود من جلال آباد
ذهبنا في اليوم التالي إلى مركز الإخوة بالقرب من جلال آباد في قرية اسمها (( بارو )) وبمجرد وصولنا أرسلنا (( أبو عبد الله )) أسامة بن لادن .. مع شفيق وأيوب العراقي للاستطلاع والترصد ومعرفة مواقع المجاهدين ومواقع العدو وطبيعة المراكز ..
بعد الاستطلاع قرر الاخوة أن يكون جبل (( ثمر خيل )) مركز الإخوة حيث يتم اتخاذ المواقعبين الشعاب .. وانطلقنا في تكطوين مراكز محصنة وخنادق في شعاب الجبل ..
بدأت عمليات المجاهدين العرب بالاشتراك مع الأفغان في الهجوم على منطقة أده .. وهي قرية مهمة جنوب غرب مدينة جلال آباد . وبعد أن فتحت راح المجاهدون يتقدمون من عدة اتجاهات نحو جلال آباد .. وتم فتح مجموعة تباب منطقة (( فركند )) التي سميت فيما بعد بمركز سراقة .. وقد اشترك المجاهدون العرب في فتح منطقة (( فركند )) تحت قيادة المجاهد القومندان خالد من الحزب الإسلامي ( يونس خالص ) .. وقد استشهد في العملية .. الأخ صخري والأخ سراقة .. والأخ عابد اشيخ وأصيب طارق فضلي
بعد سقوط منطقة (( فركند )) ( وهي تشرف على ضواحي جلال آباد مباشرة ) فتح الإخوة مركزاً بها .. والذي أطلق عليه (( سراقة ) وأصبح هذا المركز هو مركز القيادة .. وانتشرت المراكز في جلال آباد .. وأصبح عدد المراكز عشرة منهم مركزان للصواريخ كاتيوشا .. ومركز هاون .. ومركز رصد .. ومركز في جبل (( ثمر خيل )) للرصد وأطلق عليه مركز (( قباء )) بالإضافة إلى مجموعات الاقتحام .. ومركز خلفي وكان في مزرعة اسمها (( فارم دو )) وأطلق عليه مركز (( الزهراني ))
تتابعت فتوحات المجاهدين من جبوب غرب المدينةوذلك للالتفاف حول التحصينات الشديدة التي كانت تحيط بالمطار .. والطريق الرئيسي ..
اشتركت في معارك فتح موقع (( أم البروج )) و (( أم القرون )) شاركنا في فتح هذه المواقع مشاركة فعالة خاصة أن القادة الأفغان بدأوا يثقون في قدرة العرب على القتال .. فقبل معارك جلال آباد .. كان القادة الأفغان يعتبرون وجود المجاهدين العرب عاملاً ثانوياً . ولم يعتمدوا عليهم اعتماد كبيراً في المعارك
لهذا كلف القائد الأفغاني القومندان (( خالد )) مجموعة من الشباب العربي للقيام بعملية استطلاع منطقة (( أم البروج )) وذلك لمعرفة حول الألغام . والتحصينات التي حول هذه المواقع ، وكان أمير هذه المجموعة التي كلفت بالاستطلاع هو ( أسامة الأوزبكي أزمراي ). وهو من المدينة والأخ إبراهيم البحريني . والأخ يعقوب من جدة . والأخ أحمد من الطائف وجابر النميري من الرياض . وقاسم الكردي . وحمزة الغامدي
كنت معهم وذهبنا أسفل جبل (( أم القرون )) وكان الوقت مساء . وذهب الأخ (( أسامة أزمراي )) إلى أسفل الجبل للترصد .. وكانت معنا (( مناظير ليلية )) لمراقبة الموقع ليلاً .. وكانت المنطقة مكشوفة
بعد ثلاثة أيام من الاستطلاع قرر المجاهدون الهجوم . وكات مراكز العدو تحتل أعلى سلسلة تباب هذا الجبل . وتم الهجوم فعلاً .. بعد صلاة العصر وقبل حلول لمغرب كانت كل القوات الشيوعية التي تحتل سلسة تباب حبل أم القرون قد فتحت بفضل من الله عدا آخر موقع في آخر السلسلة . وظل هذا الموقع يقاوم حتى المساء . ولكن المجاهدين فتحوا أقرب مركز إلية على مسافة 400 متر . وظل تبادل النيران مستمر اً .. وكانت القوات الشيوعية قد فرت من باقي مراكز الجبل عندما هاجمناهم ، وظلت تطلق علينا النار أثناء انسحابها
واستمر الموقف على هذا الحال حتى اليوم التالي . هجوم جديد على الموقع الأخير . وكان مع المجاهدين دبابتان كانوا قد غنموها من قبل .. وبدأ قصف هذا الموقع الأخير بالصواريخ والدبابتين .. إلى أن سكتت نيران هذا الموقع .. وهنا قرر القومندان خالد أن نقوم بالتقدم واقتحام الموقع .. وبدأنا التقدم ورحنا نصعد التل في اتجاه الموقع ووصلنا بالفعل إلى أطراف المركز وكلنا عبارة عن مجموعتين . . مجموعة مع القومندان خالد .. ومجموعة بقيادة (( أسامة أزمراي )) صعدنا إلى موقع العدو وأخذنا المواقع وانتشرنا داخلها .. وتم قتل الجنود الشيوعيين الذين لم يسلموا .. شاهدنا مجموعة من الجنود تهرب خلف التل في اتجاه مواع الجيش الأفغاني وبدأنا نطلق عليهم النار .. حتى جاء المساء .. هدأ الضرب في المساء .. وكان قد تم الاستيلاء على كافة المواقع ..
قضينا الليل في الموقع . وفي صباح اليوم التالي بدأنا في تحصين الخنادق ..
في نفس هذا اليوم سمعنا عن فتح موقع (( أم القرون )) ، وقد شارك أيضاً مجموعة من المجاهدين العرب في فتح هذه المواقع .. وكان المجاهدون العرب بقيادة (( أبو طارق اليمني المأربي )) الذي استشهد في هذه العملية
(( كـيـف اسـتـشـهـد أبـو طــارق ))
عندما تقدم الإخوة وبدأوا يصعدون جبل (( أم القرون )) بدأ لعدو يهرب بدبابة .. واستأذن (( أبو طارق )) من الأخ (( أسامة بن لادن )) في مطاردة الدبابات .. وكان (( أسامة بن لادن أبو عبد الله )) يرفض في كل مرة .. وفي النهاية أذن له .. وذهب (( أبو طارق )) ليطارد الدبابات الهاربة . ولكن دبابة استدارت بمدفعها وأطلقت عليه قذيفة أصابته واستشهد على إثرها ..
بعد أن سمعنا عن هذه الأحداث .. قرر القومندان خالد أن يتقدم إلى الأمام . فنزلنا إلى الجبل للهجوم على موقع آخر يقع على تبه عالية .. وكان معنا الشهيد أبو قتيبة .. تقدمنا إلى مسافة قريبة من هذا الموقع وراحوا يطلقون عليناالنيران .. فأخذنا مواقع ورحنا نرد عليهم .. حتى سكتوا .. وعندما سكتوا أرسلنا مجموعة تقدمت من جهة اليسار .. أي قمنا بعملية التفاف .. ففر العدو عندما شعر بذلك .. وصعدنا إلى الموقع ووجدنا به ذخائر كثيرة .. وكذلك وجدنا طعاماً .. ولم نكن قد أكلنا أي طعام طوال الهجوم أي حوالي 24 ساعة مع المجهود الكبير . عندما وصلنا إلى النقطة كنا منهكين تمام الإنهاك . وبعد أن استولينا على هذا الموقع . كانت هناك نقطة بجواره .. لم تفتح .. صعد إليها أبو قتيبة وحده ومعه رشاش (( بيكا )) (رشاش خفيف ) وبدأ يطلق النيران على قوات الشيوعي .. وراح يطلق نيران كثيفة حتى ظن الشيوعيون أن مجموعة هي التي صعدت النقطة .. ففروا .. وتعجبنا نحن .. من أين أتى أبو قتيبة بكل هذه الذخيرة .؟ علمنا منه فيما بعد أنه عندما دخل النقطة وجد مخزناً كاملاً للذخيرة . .والأعجب من ذلك انه وجد أشرطة جاهزة معبأة بالذخيرة .. وكان فقط يقوم بتركيب الشريط في الرشاش ..
قمنا باحتلال المواقع .. وكان الوقت عصراً .. وكانت خطة القومندان خالد .. أن نتقدم ليلاً .. وكانت هناك منطقة لم تنسحب جنودها بعد .. ولأنها في منطقة محصنة فإن احتمال انسحابها ضعيف .. تحركنا في الليل في اتجا هذه المنطقة . وكان مع القائد خالد مجموعة من الإخوة العرب بالإضافة إلى مجموعة من المجاهدين الأفغان . وكنت أنا في مجموعة (( أسامة أزمراي )) .. قمنا بالهجوم على المواقع وفتحناها . وأمضينا الليل في هذه المواقع وكانت محصنة تحصيناً شديداً .. وقصفوا علينا صواريخ سكود كان (( أسامة بن لادن )) على اتصال دائم ومباشر بنا .. وكان ذلك يرفع معنوياتنا .. وطلبنا إمدادات .. وبطاريات للأجهزة اللاسلكية لأنها قاربت على الانتهاء .. وأمضينا اليوم في تحسين مواقعنا
كيـف تم تنفـيذ عمـلية اقتـحام .!؟
معـركة فـتح (( أمالــبروج )) كـما سجـلها للـتاريخ
(( المجاهد إبراهيم البحريني ))
بعد إلحاح شديد من جانبي وبعد عدة مقابلات مع المجاهد (( إبراهيم البحريني )) وهو من المجاهدين العرب القلائل الذين خاضوا معارك كثيرة في أنحاء أفغانستان . وشارك في معارك جلال آباد كلها إلى أن أصيب في ساقه .. ونقل إلى جده للعلاج .. في المستشفى (( السعودي الألماني )) وكنت بصحبة الأخ الفاضل عادل بترجي .. وكنت من قبل قد التقيت بالمجاهد (( إبراهيم البحريني )) في جلال آباد .. ولكن تعددت لقاءاتي به في المستشفى . وفي دار الاستشفاء التي أقامها بن ادن للجرحى من المجاهدين ..
بعد طول إلحاح منى .. حفظاً لتاريخ هذه المرحلة استجاب الأخ المجاهد (( إبراهيم البحريني )) وأعطاني عدة ورقات صغيرة .. دون فيها قصة معركة فتح (( أم البروج )) واعتبرت هذه الورقة بخط يده وثيقة تاريخية . وأسجلها هنا حرفياً .. مع الرسومات التوضيحية التي رسمها بنفسه في تلك الأوراق .. يقول في أوراقه
في يوم 23رمضان تقريباً سنة 1409 هجرية تحركت مجموعة (( أزمراي )) ( 12 مجاهداً عربياً ) إلى قرية شيخ سرخ وتمركزت في أحد المنازل المهجورة كما تمركزت كذلك بعض مجموعات المجاهدين أيضاً في بع المنازل
في اليوم الأول والثاني قمنا ببعض عمليات الترصد ( ووضع بعض الإشارات المرشدة إلى مراكز المجاهدين إلى خط العودة لا يعرف هذه الإشارات إلا الذين قاموا بها ) على مراكز العدد (( أ ، ب )) وبالنسبة لي أنا ما كنت على علم بأن المجاهدين ومجموعة أبو طارق اليمني سيقومون في نفس الوقت بعملية على مركز (( أم القرون )) بينما كان حاجي خالد متمركزاً في قرية خلفية ومعه الأخ أبو أيوب الكردي . وهو أميرنا العام وفي الليل تقدمت مجموعات أخرى من المجاهدين بقيادة حاجي خالد رحمه الله وفي عصرية اليوم الآخر 26رمضان تقريباً بأ الهجوم على مراكز العدو الموضحة في الرسم الأول .} لا يوجد رسم في هذه الطبعة من الكتاب /سلفي{ وبدأنا نتسلل ونتقدم بين المنازل والمزارع بعد أن انقسمنا قسمين ( مجموعة زمرى ) قسم على مركز (( أ )) والآخر على مركز (( ب )) وبدأ القصف المدفعي من جهة المجاهدين الأفغان والعرب .. بمدافع B . M . 12 وهاون 82 … ومدفع 75 وحدة القتال بالأسلحة الخفيفة لم تكن شديدة . وذلك لشدة قصف المجاهدين الذي دك حصون وخنادق العدو وقام بالواجب .. فما كان من العدو إلا أن انسحب من مركز (( أ )) إلى مركز (( ب )) و (( ج )) . وصعد المجاهدون وله الحمد مركز (( أ )) وبدأوا يتبادلون إطلاق النار مع العدو في مركز (( ب )) و (( ج )) وكانت مجموعة ( زمري ) قسم منها يتبادل إطلاق النار مع العدو من الأسفل ، واستمر تبادل إطلاق النار بين شدة ومتقطع حتى آخر الليل واستعصت مراكز العدو (( ب )) و (( ج )) على المجاهدين فانسحبت مجموعة زمراي وبعض مجموعات المجاهدين إلى قرية ( شيخ سرخ ) وبقية مجموعات المجاهدين في مركز (( أ )) وحوله في اليوم الثاني ظهراً انقسمت مجموعة زمري أيضاً قسمين ، قسم صعد مركز (( أ )) . وقسم ذهب مع جاجي خالد لاقتحام مركز (( ب )) وكان المجاهدون مممين على أخذ المنطقة .. وبدأ الهجوم قرب العصر تقريباً .. واشتد القتال بالأسلحة الخفيفة والثقيلة . واشتد قصف العدو على مركز (( أ )) وجاءت دبابتان خلف مركز (( أ )) تساند العدو واشتد القتال وتقدمت مجموعة الاقتحام بقيادة حاجي خالد رحمة الله .. وقسم مجموعة زمري .. وولى الدبر وفرت دبابة . وسيطر المجاهدون على المنطقة كلها ومن جهة الأخرى اقتحم المجاهدون مركز (( أم القرون )) واستشهد الأخ أبو طارق اليمني رحمة الله ولا أذكر في اليوم الأول أو الثاني ..
:أهمـية الـمراكز التي سيـطر علـيها المجـاهـدون
موقعها الاتراتيجي المهم لأنها مطلة على المدينة .. ومواقع العدو الخلفية . وكانت مطلة على مراكز المجاهدين ومترصدة لجميع تحركاتهم حيث كانوا يوجهون مدفعيتهم الثقيلة عن طريقها .. بعدها أصبح المجاهدون هم المطلون على المنطقة أكثر وبدأوا يوجهون مدفعيتهم الثقيلة عليهم ..
… هذا هو نص حرفي لما كتبه لي المجاهد إبراهيم البحريني مزوداً بالرسم التوضيحي كما رسمها بالضبط
" أبو الزبـير " يحـكي عن هجـوم القـوات الحكومـية على مواقـع المجـاهدين العـرب بجـلال آباد
:يقول أبو الزبير
في الحقيقة لم نكن نتوقع هذا الهوم الكبير . كنا في حالة شك .. كنا نسمع في الليل صوت تحرك دبابات .. ووصلتنا أخبار بوصول قوات .. ولكننا لم نكن قد تعودنا أن تقوم قوات الحكومة الشيوعية بهجوم كبير .. وليلة الهجوم اتصل بنا الإخوة وقالوا لنا إن هناك أصوات تحركات .. وطلبوا أن نضرب على العدو .. ولكننا لا نستطيع أن نضرب ليلاً لأن لنا نقاط متقدمة جداً بالقرب من العدو .. حتى أمام قوات المجاهدين الأفغان .. ولكننا أيضاً كنا نشعر بأن في الأيام الأخيرة قد وصلت لهم إمدادات .. وعرفنا ذلك من طريقة ردهم علينا .. كنا من قبل نطلق عدة صواريخ .. وبعد فترة يأتيالرد ، أما الفترة الأخيرة فبمجرد طلقة أو اثنين نجد رد شديد .. يوم صلينا الفجر وبعد خروجنا من المسجد إلا ونسمع انفجارات بالقرب منا .. ضربوا أول صاروخ (( سكود )) ثم صاروخ ثان .. وشعرنا بالموجة الحرارية للانفجارات . ثم توالت الصواريخ سبعة صواريخ سكود في هذا الوقت وهذا المكان .. قلنا إن الأمر طبيعي ، لقد سبق وأطلقوا علينا في هذا الموقع صواريخ سكود .. ولكن ليس بهذه الكثافة .. وبعد فترة قصيرة حضر الطيران وبدأ يقصفنا .. اتصل بنا مركز الميسرة وقالوا إن هناك هجوم بالدبابات وطلبوا ( مدفع 82 مم وذخيرة ) قمنا بإرسال دد للميسرة . وأرسلنا عدداً من الإخوة .. أبو عبد الله أسامة بن لادن طلب من الجميع أن يستعد .. وأن تستعد كل الأسلحة .. اتصل بنا مركز الميمنة .. وقالوا إن هناك هجوم بالدبابات .. وطلبوا مدد فأرسلنا لهم أيضاً مدد وبعض المجاهدين . . ومدفع مضاد للدبابات 82 مم … واتصل بنا مركز في الأمام بمسافة 500 متر فقط فقال (( أبو عبد الله )) أسامة بن لادن : اصبروا حتى تصل الدبابات في مدى 300 متر وأرسلنا سيارة بها قواذف صاروخية آر . بي . جي . إلى الأمام .. وكان بيدي آخر آر . بي . جي … فطلب مني أبو عبد الله أن أسلمه إلى أحد الإوة .. وأن يذهب هذا الأخ هو وأبو الدحداح .. ويدعموا المركز المتقدم وتحرك الإخوة …كان الطيران يقصفنا قصفاً مركزاً .. لم يستطيع المجاهدون الأفغان صد الهجوم عليهم فسحبوا قواتهم لكي يهجموا من مكان آخر .. كان الهجوم سريعاً .. وطلب أبو عبد الله .. أسامة بن لادن أن نبدأ في ضرب قوة العدو المتقدمة عندما وصلت الدبابات فعلاً على مسافة 70متر وكانت قادمة من يمين الموقع .. لدرجة أن بعض الإخوة ظنوا أنها مجاهدين ( كان لدى المجاهدين عدداً من الدبابات حصلوا عليها كغنائم ) . وكان شفيق يرصد هذه الدبابات إلى أن تأكد أنها دبابا معادية .. وكانت أمامنا ..
طلب شفيق آر . بي . جي . ولكن أبو عبد الله قال له ليس معنا أي مدافع مضادة للدبابات إلا المدفع 75 مم ، فطلب مني أبو عبد الله أن أخرج المدفع 75 مم .. وبالفعل أخرجت المدفع 75 مم .. وأخرجت قذائفه بسرعة . وبدأ شفيق يضرب بالمدفع وحده .. ونحن نخرج الذخيرة من المخزن .. وكونا ما يشبه السلسة من الأفراد من المخزن حتى المدفع لإيصال الذخيرة .. أطلق شفيق حوالي خمسة طلقات ثم استشهد ..
اتصل الإخوة من المراكز بأبو عبد الله (( أسامة بن لادن )) .. يبلغوه بالموقف . فطلب أن يتم توجيه كافة راجات الصواريخ والهاونات إلى قلب مدينة جلال آباد .. كانت الذخيرة قد نفذت من المراكز الأمامية لنا … ولم تستطع راجمة الصواريخ التي بالقرية الملاصقة لنا من الرمي .. لأن الدبابات أصبحت على مسافة أمتار .. وظل الإخوة الموجودين في مركز الصخري ( إحدى مواقع المراكز ) يضربون الدبابات بالآر . بي . جي . والدبابات تتقدم . وعندما شاهد الإخوة عناصر قوات المليشيا تنزل من المدرعات في الوادي وتصعد إلى الموقع .. ولهذا قرر الإخوة الانحياز .. وترك الموقع قبل أن يصلوا إليهم ..
كنت أنا موجود في المراكز الرئيسي مع أسامة بن لادنوبعض الإخوة ولم يكن معنا سوى رشاش جرينوف وكنا قد أرسلنا كل شرائطه إلى المراكز المتقدمة .. فلم يكن هناك أشرطة جاهزة للاستخدام فنزلت أنا وأحد الإخوة لتعبئة الشرائط بسرعة . وكان القصف يشتد حولنا والقذائف تدخل المخابئ . فطلبت من الأخ الذي كان معي وهو (( عبد الله المبارك )) أن يذهب ويعرف ما الخبر . .فجاء وقال إن أبو عبد الله أسامة بن لادن .. طلب أن نترك المكان فوراً ، كان المكان الذي كنا فيه مرتفع وينحدر إلى الوادي .. وفي الوادي حقول ألغام .. لهذا نزلنا من المرتفع .. واضطررنا أن نسلك طريق مكشوف تماماً .. حتى نلنا إلى الوادي .. وبعد أن نزلنا الوادي نظرت إلى الموقع خلفي فوجدت أن أسامة بن لادن أبو عبد الله على رأس الموقع .. يعني لم يكن قد نزل من الموقع بعد .. عكس ما ظننت أنا .. لهذا انتظرت إلى أن ينزل إلينا .. وكان مع أسامة بن لادن ابن اخته .. نعم ابن أخت أسامة بن لادن وكان صبياً عمره 12 سنة واسمه ( ابو زيد ) انتظرت حتى وصل أسامة بن لادن .. وسلكنا طريق وسط حقول الألغام .. وتحت قصف الطائرات ، وخلفنا شاهدنا الدبابات تدخل الموقع .. كنا في مرمى أسلحتهم وفي أرض مكشوفة .. ولكننا تحركنا في هدوء وثبات . وكنا نعلم أننا نسر في مناطق مفروشة بألغام الفراشة وهي ألغام مضادة للدبابات تسقطها الطائرات .. وظلت تسقطها قبل الهجوم حول الموقع الموقع في الليالي السابقة .. ورغم ذلك استطعنا التحرك بفضل الله علينا ..
سلك أبو عبيدة طريق آخر غير طريقنا .. وعندما وصلنا إلى منطقة مجرى مائي بالقرب من جبل ثمر خيل .. هنا شعرنا ببعض الاطمئنان لأننا بعدنا عن منطقة الخطر بعض الشئ ..
العجيب أن في هذه المنطقة كانت توجد قوات للمجاهدين الأفغان فأخبرناهم بالهجوم الذي حدث علينا .. ولكنهم لم يصدقونا . . واصلنا السير حتى وصلنا جبل (( ثمر خيل )) حيثمركزنا هناك وبدأنا نجمع الإخوة .. وطلب أبو عبد الله أسامة بن لادن .. أن نقوم بتقليل عدد الإخوة في المنطقة .. وإرسال الزيادة إلى بيشاور وتجمعنا في منطقة (( طورخم )) الحدودية .. وقام أسامة بن لادن بتقسيم المجموعات مرة أخرى ، وكان أبو عبيدة قد وصل .. وبدأت المجموعات في التحرك مرة أخرى إلى جبل (( ثمرخيل )) وبدأنا مع المجاهدين الأفغان في الهجوم على قوات الحكومة وأصيبوا بخسائر فادحة .. قمة في هذه المعارك . . ولم يقتل منا إلا ستة مجاهدين .. وأسر 2 وهما أبو جهاد المصري وأبو معزم .. وذلك بسبب إصابة أبي معزم .. والرهاق الشديد الذي أصاب أبي جهاد وعدم قدرته على السير .. وكان يسير مع أبي عبيدة .. سمع إطلاق نار في المنطقة .. ومن المعتقد أنه أصيب أيضاً ..
ويقول أبو الزبير..
لقد كانت حول جلال آباد .. ميدان جيد للدبابات .. وكانت في صالحهم في هذه المرة .. لأننا لا نملك إلا الأسلحة الخفيفة ..
ولكن عندما وصلوا إلينا بالقرب من جبل (( ثمر خيل )) وانحصر القتال حول الطريق دمرنا لهم بين أربعين واثنين وأربعين دبابة .. بعضها سلم وأخذت غنائم .. وبعد هذا الهجوم ولمدة أسبوعين أصيبوا بخسائر فادحة نتيجة الهجمات ضدهم ..
لد نجحوا في المرحلة الأولى للهجوم لأنهم امتلكوا السرعة .. بالدبابات .. أما نحن فمواقع متفرقة بأسلحة خفيفة لا يزيد مداها عن 800 متر ..
:أما عن دور المجاهدين الأفغان .. فيقول أبو الزبير
قوات الحكومة تختار دائماً أوقات الأعياد … لأن المجاهدين يذهبون لقضاء العيد مع عائلاتهم .. ويتركوا في المواقع حراسة .. ولكن بنسبة غير كافية .. وهم أدرى بهذه الأمور .. ولكن أظن أن قلة الذخيرة أثرت فيهم أيضاً ..
***********
انتهت شهادة ( الشهيد ) أبو الزبير أحد شهود معركة الهجوم المضاد التي بدأت في العاشر من ي الحجة عام 1409هـ
(( المشاعر الإنسانية والنفسية للمجاهدين العرب في أفغانستان ))
هنا يتحدث المجاهدون العرب عن تجربتهم الإنسانية .. عن أعماقهم .. فالجهاد ليس تجربة عسكرية فقط .. ولكنه تجربة نفسية عميقة
كيف تركوا ديارهم وذهبوا إلى أرض الجهاد ؟
ما هي مشاعرهم قبل خوض القتال لأول مرة ؟
ما هي مشاعرهم عند مواجهة الموت ؟
ما هو مستوى استعدادهم وتدريبهم على القتال ؟
وما هي الخبرات التي تعلموها ؟
****************
:هنا يحدثنا المجاهد عبد الحكيم .ع . من المنطقة الشرقية بلسعودية .. يقول الأخ عبد الحكيم
عندما ذهبت إلى باكستان . لأول مرة عندما خرجنا من بيوتنا كنا نغني الأناشيد الإسلامية .. نزلنا أنا و الإخوة في كراتشي .. ثم إلى بيشاور .. واستقبلنا مندوبون من الشيخ سياف أخذونا إلى قرية (( بابي )) كانت المرة الأولى التي أغادر فيها السعودية اشترينا الملابس الأفغانية وذهبنا إلى معسكر التدريب في (( صدى )) في معسكر صدى كان هناك اختلاف .. حياة خشنة .. تركنا حياة الرفاهية والنعومة ..
كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله أمير معسكر العرب .. أمضيت شهراً في التدريب .. في هذا المعكر لم أشعر بأنني قد فارقت أهلي .. كنا نقوم في الليل نجد الذي يبكي .. والذي يقرأ القرآن .. أو الذي يصلي .. كنا نستشعر القرب من الله سبحانه وتعالى ..
كانت الحراسة في سبيل الله .. تستشعر الأجر والثواب .. كنا نتنافس على الحراسة ونتعاون وبتفان وحب وإخلاص أيام قضيناها في التدريب ، كان هناك أخ اسمه منصور أبو دجانة .. كنت أحبة في الله .. حدث أن استنفر أبو عبد الله أسامة بن لادن .. الأخوة .. فاختاروا منا مجموعات للذهاب إلى القتال .. تكلمت مع الشيخ عبد الله عزام لكي أذهب .. ولكنه قال لي لابد أن تستكمل التدريب .
كان الإخوة يتسابقون للموت ..
كانت لحظات صعبة عندما بدأنا نودع بعضنا البعض .. كان منهم منصور .. وكان مع الذاهبين إلى القتال .. شعرت وأنا أودعه أنني لن أراه مرة أخرى .. فقلت له .. أعطني شيئاً أتذكرك به .. فقال (( حاجة زي إيه )) فقد كان مصرياً .. فقلت له أي شئ .. فأعطاني طلقة كلاشنكوف .. وقال تذكرني بها .. لقد احتفظت بهذه الطلقة ستة شهور .. لقد استشهد منصور في (( جاجي )
:ويحكي عبد الحكيم
كان أول قائد أفغاني أتاح لنا فرص المواجهة مع العدو .. كان في منطقة ميدان ..
كانت تجربة خوض القتال صعب على النفس .. كان هناك صراع قوي على نفسي لدرجة أني لو تركت لنفسي العنان أعود للخلف .. ولكن الله ثبتني .. جاهدت نفسي .. كان القائد يحافظ علينا كأنه يحافظ على أبنائه .. كان لا يريد أن يقتل عنده عربي .. عندما أمسكت بالكلاشنكوف ونحن نتقدم للمعركة شعرت وكأنني أمتلك الأرض .. كنا في منتهى الثقة وكنا نضحك .. كان معي (( صدر الدين )) من منطقة بالسعودية أسمها (( سكاكا )) . لا أستطيع أن أعبر عن هذه الساعات قبل الهجوم مباشرة كان المجاهدون يكبرون .. في كل مكان .. كنت أشعر بأن كل شئ يكبر .. بدأنا العملية و كانت عبارة عنهجوم على مركز كبير من مراكز العدو .. أنهكناهم بالقصف ، وجرح أحد القادة اثناء الهجوم .. ومن عادة الأفغان إذا جرح أحد القادة أو أستشهد يعودون .. ثم يكررون الهجوم فيما بعد .. لهذا ألغيت العملية في اليوم الأول ونفذناها في اليوم التالي ..
:سراقة
:يحكي الأخ عبد الحكيم عن الشهيد سراقة قائلاً
كان ساعد خالد البراك الخالدي رحمة الله يريد أن يذهب إلى شمال أفغانستان ز ولاية بروان .. ولكنه استخار الله عز وجل وشعر بأنه مرتاح للذهاب فاعتذر للأخوة الذاهبين .. وذهبت معه إلى معسكر جاور للتدريب .. على الصواري ستنجر . و 122 مم .. وكيفية زرع الألغام .. اتفقت معه على هذا البرنامج وحدثت بعض الأمور أخرتني ولحقت به .. عندما لحقت به كان قد تأثر جداً من استشهاد أحد الأخوة وهو عادل البريكي .. من مدينة الخبر ..
عندما قتل الأخ (( خلاد )) عادل البريكي تأثر سراقة فكتب رسالة لأحد :الإخوة يقول فيها
(( ما الذي جعل خلاد يتفوق علينا ويقتل في سبيل الله ونحن نرد على أعقابنا ولا حتى نخرج .. لأن ليس عندنا إخلاص ))ا
وكان يؤنب نفسه بأننا ليس عندنا اهتمام بالقرآن .. رحمه الله في الآونة الأخيرة لاحظت كثرة الاختلاء بنفسه ، كثرة قراءة القرآن .. وقيام الليل و قلة الضحك .. الجدية .. قلة المزاح
وبدأ يعمل فكره كله في سبيل الله فكان يقوم بتجارب .. بزيادة المواد المتفجرة مثلاً على قذيفة 82 مم … فتزيد قدرتها .. اشترك في معارك جاور .. ونزلنا بيشاور .. أنا عدت للسعودية … وهو ذهب إلى جلال آباد .. وأتاني خبر مقتله وأنا في السعودية في رمضان .. كان خبر مقتله شديد علىّ وكدت أسقط في المسجد لأني كنت أحبه كثيراً .. كان أول شاب أحبه في الله وأبكي عليه ..
:من القصص أيضاً
أحد الإخوة كان والده يحبه كثيراً ، عندما علم أن ابنه ذهب إل باكستان . أخذ أخاه الذي أكبر منه .. وراح ليحضر ابنه من باكستان .. عندما وصل إلى بيشاور .. وعلم الابن بوصول والده .. ذهب إلى معسكر التدريب في صدى ( المسافة بين بيشاور ومعسكر صدى 400 كيلومتر تقطعها السيارة في خمس ساعات ) .. فقال والده سأذهب إليه أحضره من المعسكر حتى لو كان في (( كابول )) ذهب والده إلى معسكر التدريب وعندما علم الابن ( وهو في المعسكر ) أن والده سيحضر ليأخذه … اتجه إلى داخل أفغانستان إلى جبهة القتال .. عندما حضر الأب إلى معسكر التدريب .. وشاهد معسكر التدريب .. وكان جمعة .. وسمع خطبة الشيخ عبدالله عزام .. تأثر الأب بهذا الجو .. وتأثر بالشباب كثيراً .. وما كان منه إلا أن التزم حائطاً من حوائط المسجد وراح يبكي وكتب لابنه وقال له (( وفقك الله يابني .. إذا كنت قد اخترت هذا السبيل .. وفقك الله )) وترك الأب لابنه بعض المال وعاد أدراجه إلى السعودية .. ويحكي الأخ عبد الحكيم عن قصة أب آخر جاء خلف ابنه ليأخذه .. ولكنه صمم على أن يدخل إلى جبهة القتال ويحضره بنفسه ليعود معه إلى السعودية .. وبالفعل ذهب إلى المواقع داخل أفغانستان .. حيث موقع الشباب العرب .. وعندما شاهد حياة الشباب .. حيث العمل والجدية .. وقام الليل وقراءة القرآن .. رأى منهم العجب .. ولم يكن من الرجل إلا أن بقي مع ابنه في جبهة القتال مع الشباب حوالي أسبوعين .. وكان يحضر الطابور .. ويقطع الخشب مع الشباب ويساعدهم .. وترك ابنه وعاد إلى بلده
…
:ويحكي لنا المجاهد على عثمان عن إصابته في أفغانستان ويقول
_ كان قد مضى علىّ في الجهاد حوالي عام كامل في الرباط في مدينة خوست .. حيث كنت ضمن قوات القائد جلال الدين حقاني .. وكنت في مواقع جاور .. وكنت إمام المسجد الذي يضم العساكر الذين أسروا .. عندما تقرر القيام بعملية على موقع يبعد عن (( جاور ))بمسافة مسيرة يوم كامل كنت أحد أفراد قوة الاقتحام التي كانت مكونة من حوالي 100 مجاهد .. وكان هناك فرقة هوانات .. وفرقة لقواذف الصواريخ ، وكان معنا بعض المجاهدين العرب ، قمنا بالهجوم على الموقع المحدد .. وصار الاشتباك بيننا وبينهم وكنا نستخدم الأسلحة الخفيفة و الآ. بي . جي . لأن المسافة كانت قريبة .. بعد فترة من الاشتباك . . فر العدو من موقعه وتركوا الأسلحة فيه .. وتحركوا وبدأوا يطلقون علينا من موقع آخر .. استمرت الاشتباكات ثلاث ساعات .. وكنت أنا في المقدمة في مجموعة الاقتحام وكان عدد مجموعة الاقتحام 40 فرد.. ولهذا قررنا الهجوم على العدو مرة أخرى .. فتم إطلاق قذائف الهاون على العدو .. كذلك صواريخ M . B ولكن حدث عطل في راجمة الصواريخ M . B وكذلك أطلق الهاون حوالي خمس قذائف أو ست ، وحدث فيه خلل .. فتوقفنا عن الهجوم .. وقفنا كلنا .. ولم نستطع التقدم .. وحاولنا القيام بالهجوم على موقع آخر غير الذي قررنا الهجوم عليه .. فوجدنا الممر المؤدي إلى الموقع مليئاً بالألغام .. وأصيب من الألغام أحد المجاهدين الأفغان .. ولهذا قرر القائد التوقف لأن المنطقة جبلية وسيصعب إسعاف أي جريح لأن من الصعب التحرك إلى المنطقة الحدودية . وفضل القائد مكاننا إلى أن يتوقف القصف .. ولكننا كنا نطلق عليهم النيران من القواذف الصاروخية آر . بي . جي . والأسلحة الخفيفة التي معنا
عندما أصيب المجاهد الأفغاني اقتربت منه وكانت ساقه قد بترت وكان هناك نزيف شديد ، ولهذا حاولت وقف النزيف الذي تعرض له المجاهد الأفغاني . وشاء الله أن تسقط قذيفة الهاون خلفي وأصبت الإصابة التي أنا فيها الآن .. والإصابة في النخاع الشوكي . وحدث شبه شلل كامل في رجلي .. جاء بعض الإخوة العرب الذين كانوا معنا في العملية وحملوني مسافة يوم كامل .. حملوني على ظهورهم .. وكنت أشعر ألم شديد جداً .. وصلنا في اليوم الثاني مساء .. في المركز الذي كنا به … ثم تحركنا من المركز في اليوم التالي بالسيارة إلى ميراه شاه … وهناك في ميراه شاه قالوا أنه لا يوجد لي علاج .. فحملتني السيارة إلى بيشاور ( المسافة بين ميران شاه وبيشاور تقطعها السيارة في حوالي خمس ساعات ) .. وصلت بيشاور اليوم الثني من الإصابة ..
بقيت في بيشاور حوالي ثلاثة شهور . ونقلت إلى جدة للعلاج
:وفي لقاء مع أبو سلمان . من الطائف يقول عن تجربته في أفغانستان
الجهاد هو الحياة .. وبغير جهاد لا يتقدم هذا الدين . فإن الدن رحمة .. وليس كما يقول البعض أنه انتشر بالسيف .. فإن السيف رحمه … لأنه يقاتل الكفر ..
ذهبت إلى أفغانستان بعد أن تركت دراستي عن اقتناع .. وكان ذلك عام 1406 هجرية . وصلت أفغانستان في شهر شوال وذهبت إلى منطقة (( جاجي )) محافظة بكتيا .. ولم تكن المأسدة قد أنشئت بعد .. وفي أول عملية قتال أقوم بها كانت عملية خلف قلعة (( تشاورني )) الشهيرة في منطقة تقع على طريق جارديز الرئيسي .. وكان هدف العملية هو إزعاج العدو .. وإقلاقه بالهجوم على بعض مواقعه … وكنت ضمن قوات الحزب الإسلامي (( حكمت يار )) وصلنا إلى المنطقة عد إحدى عشر ساعة من السير المتصل .. وبعد تنفيذ العملية بنجاح .. وبلغتنا أخبار الخسائر التي وقعت في قوات العدو .. بدأنا التحرك للعودة .. وأثناء سيرنا .. فوجئنا بطائرات الهليوكوبتر فوقنا .. كانت تبحث عنا .. وكانت أربع طائرات .. ومن المؤكد أنهم علموا بان هناك عرباً شاركوا في العملية .. لأننا كنا ثلاثة عشر عربياً .. عندما وصلت الطائرات على مستوى منخفض جداً … كنت أنا وأحد الإخوة نتوضأ في النهر .. اختبأنا في الحشائش .. وكانت ذخيرتنا قد نفذت في المعركة ظلت الطائرات فوقنا ، واحدة ذهبت في اتجاه الجبل وراحت تقصف ..كان الإخوة قد سبقونا في الأمام عندما تأخرنا للوضوء … ظلت الطائرات تحوم فوقنا .. وتوقفت فوقنا مباشرة إحدى الطائرات كانت قريبة جداً لدرجة أن هواء المروحة كان يهف الهواء حولنا وكنت أرى بوضوح من بداخلها .. كان بها ثلاثة .. أحدهم كان يقف علة مدفع .. وكنت أعتقد أنه رآنا لأنه كان ينظر إلينا … لم أكن خائفاً من القتل .. ولكن خائفاً من الأسر
أثناء ذلك كنت أدعو الله أن يرزقنا الشهادة بإخلاص ، ظلت الطائرة تحوم فوقنا ولكن لم ترانا .. وذهبت ، جاء أحد الإخوة من القرية القريبة وأخبرنا بأن باقي الطائرات ذهبت .. ودعاناللراحة في القرية
العجيب .. أننا بعد ذهاب الطائرات أطلقنا عدة طلقات في الهواء تنبيهاً للإخوة الذين سبقونا .. ولينتظرونا .. ولكنهم ظنوا أن هناك كميناً فأسرعوا السير مبتعدين عنا .. ولكن أحد الإخوة الأفغان استطاع أن يلحق بهم وجعلهم ينتظرون وصولنا ..
:ويكمل أبو سليمان
بالنسبة للمأسدة .. فقد التقى بي أبو حنيفة قبل إنشاء المأسدة في الطائف وحدثني عن ضرورة الدعوة للجهاد والتحريض عليه .. ووجدنا استجابة طيبة من الشباب .. وكان أبو حنيفة في ذلك الوقت يتردد على أرض الجهاد ويعود للسعودية لتحريض الشباب .. وإرالهم
أما معركة رمضان فقد وصلت يوم 23 رمضان قبل المعارك الشديدة .. وكنت موجوداً في مركز الشيخ سياف حيث كان موجوداً أيضاً معنا الأخ خالد الشيخ ( الشقيق الأصغر للشهيد عابد الشيخ ) كان الشيخ سياف أثناء المعركة يعاني من مرض القرحة في المعدة .. وكنا معه نداوم على أجهزة اللاسلكي طوال 24 ساعة .. وكذلك أثناء عملي ساهمت في الإمداد بالذخيرة .. وتقسيم المجموعات .. وظللت في مركز الشيخ سياف إلى نهاية المعركة ..
في جلال آباد .. كنت قد ذهبت في البداية مع أبي طارق اليمني في أول معارك جلال آباد .. وأنشأنا مركزاً فيقرية (( بارو )) وكنت أيضاً مسئولاً عن الإمداد بالذخيرة والسلاح .. ظلت هذه مهمتي طوال معارك جلال آباد .. ولقد ساهم الإخوة العرب مساهمة كبيرة في المعارك .. وأصبح القادة الأفغان يعتمدون عليهم .. عكس ما كان يحدث في الماضي .. فعلى سبيل المثال … فإن القائد (( سازنور )) وهو من حزب الاتحاد الإسلامي وقائد شهير كان يرفض تماماً اشتراك أي عربي معه …. لأنه يقول أن العرب غير منظمين .. ولا يريدون إلا الاستشهاد فقط ! ! ولكن معارك جلال آباد أثبتت قدرة المجاهدين العرب .. وشاركت في عمليات فتح كثيرة
عندما حدث الهجوم المضد كنت في مهمة كالعادة ولكنني كنت موجوداً في (( طورخم )) وشاهدت أبو عبد الله أسامة بن لادن .. عندما وقف بين الشباب وخطب فيهم وقال : (( إن من المحتمل أن يكون نجاح العدو في الهجوم على المجاهدين بسبب معاص بيننا .. ولا بد من الاستفادة من الأخطاء التي وقعنا فيها … )) كان موقفاً نفسياً صعباً على المجاهدين .. وبالفعل تعلم الشباب العربي من تجربة الهجوم المضاد .. فقد أصبحوا يهتمون بأشياء كانوا لا يهتمون بها من قبل مثل … ضرورة الإخفاء والتمويه جيداً .. وإخفاء الأسلحة والمعدات ..
ولكن لا بد أن نذكر أن من أحد الأساب الرئيسية لنجاح الهجوم للقوات الشيوعية هو أن هناك نوعاً من الثقة الزائدة أصيب بها المجاهدون الأفغان . كان هناك شئ من الغرور بعد الفتوحات الكبيرة حتى وصلوا إلى مشارف جلال آباد .. وكانوا مطمئنين تماماً إلى استحالة قيام القوات الشيوعية بأي هجوم عليهم …
كذلك .. فإن من عادة المجاهد الأفغاني .. أن يذهب لقضاء العيد مع أهله .. لهذا .. اختارت القوات الحكومية الشيوعية أيام العيد للقيام بهجومها الكبير .. وبالفعل .. كانت معظم مواقع المجاهدين الأفغان .. خالية من المجاهدين .. أو الأعداد الموجودة غير كافية .. وهنا دروس كثيرة .. تعلمناها من خبرة الجهاد في أفغانستان
يتبع الجزء الأخير