فيصل اللويش
15-02-2005, 14:05
(( الحلقه الثانيه ))
الشعر في ميزان الاسلام
يقول الدكتور فايز ترحيني في كتابه الاسلام والشعر اتخذ الاسلام من الشعر مواقف تنسجم وطبيعة المرحله التي شهدتها الدعوه فالمواقف الاسلاميه لم تكن اعتباطيه او عشوائيه بل منبثقه من ظروف الدعوه نفسها فالدين الاسلامي ذم الشعر وهون من اقدار الشعراء اول الامر حين كان الشعر يهاجم الدين وينتقص منه وحين كان المشركون يتهمون الرسول بأنه شاعر وبأن قوله شعر ولكن الاسلام اتخذ بعد حين الشعر سلاحا من اسلحة الحرب فأخذ يوجه الشعراء نحو الالتزام النسبي بقيم الاسلام وتعاليمه , فشهر هؤلاء السنتهم يحاربون اعداء الاسلام من مشركي قريش .
لذلك لايمكن القول ان الدين الاسلامي قد نهى عن قول الشعر عموما ولايمكن القول ايضا انه شجع الشعر دون توجيه او تهذيب .
بل يجب ان ينظر الى النهي والتشجيع من منطلق الاحداث التي رافقت الاسلام وطبيعة المواقف والمراحل التي شهدها الاسلام كما لايمكن ان ينظر الى الشعر بمعزل عن تلك المواقف والمراحل .
وفي نظره موضوعيه الي موقف الاسلام من الشعر نجد ان القرأن الكريم نزه الرسول صلي الله عليه وسلم عن قول الشعر ورد مزاعم المشركين الذين زعموا ان القرأن شعر او ضرب من الشعر .
قال تعالى ( وماعلمناه الشعر وماينبغي له , ان هو الا ذكر وقرأن مبين )) سوره يس 69 , وقال تعالى : فلا اقسم بما تبصرون وما لاتبصرون انه لقول رسول كريم وماهو بقول شاعر قليلا ماتؤمنون - الحاقه 3 ومابعدها . وقال سبحانه وتعالى (( والشعراء يتبعهم الغاوون أم ترى انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا )) الشعراء 224 ومابعدها . وقال تعالى (( بل قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر )) الانبياء 5 , وقال تعالى (( ويقولون شاعر نتربص به ريب المنون )) الطور 30 وقوله تعالى (( ويقولون أئنا لاتاركو ألهتنا لشاعر مجنون )) الصافات 36 , ولعل الحكمه في تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر وعن ان يكون شاعرا ان الله وصف الشعراء بالطيش والسفه وبأنهم يقولون مالا يفعلون فهم مهتمون بالغلو والكذب ومجاوزة الحق في اكثر شعرهم وتلك صفات برء الله رسوله منها .
ولكن القرأن الكريم يستثني في حكمه على الشعراء اولئك الصالحين بقوله تعالى : (( الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) فالقرأن الكريم يفرق بين فئتين من الشعراء فئه صالحه مؤمنه وفئه طالحه , وكأنه شجع بشكل او بأخر على نظم الشعر الذي يعني بنشر تعاليم الاسلام وقيمه في حين نفى نفيا قاطعا صفة الشاعر عن رسوله ونزهه عن ان يكون كلامه شعرا .
((مواقف الرسول من الشعر الشعراء ))
كان للرسول صلى الله عليه وسلم له مواقف من الشعر تنسجم تماما مع مواقف القرأن الكريم فلقد ذم الشعر اول الامر ونهى عن نظمه وروايته . فقال عليه الصلاة والسلام ( لأن يمتلى جوف احدكم قيحا حتى يريه من ان يمتلى شعرا ) كما انه توعد الشعراء الهجائيين الذين ينهشون اعراض الناس بالباطل , فقال صلى الله عليه وسلم ( من قال في الاسلام هجاء مقذعا فلسانه هدر ) وهذا النهي والتوعد ينسجم مع ماجاء في القرأن الكريم من ذم ضرب من الشعر بعينه , وتنزيه الرسول عن ان يكون شاعرا ولكن رغم ذلك شجع الرسول صلى الله عليه وسلم الشعراء المسلمين واستنهض هممهم على قول الشعر الجديد فقال ( لاتدع العرب الشعر حتى تدع الابل الحنين ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم يرى ان الشعر ملكه فنيه صقلت اذواق العرب وارهفت نفوسهم وهو على نوعين : طيب وخبيث .
وقال : ( انما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب ) والرسول كان يوجه الشعراء الى ان يتمثلوا في شعرهم المفاهيم الاسلاميه والقيم الجديده , لان الاسلام كان ثوره غيرت كثيرا من نظم الجاهليه ومفاهيمها واقامت قيم الاسلام وتعاليمه .
(( فضل الشعر ))
يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه العمده : ان من فضائل الشعر الكذب الذي اجتمع الناس على قبحه وحسن فيه , وحسبك ماحسن الكذب واغتفر له قبحه فعندما هجا كعب بن زهير الاسلام والمسلمين وتوعده رسوله الله بالقتل , ثم جاء كعب تائبا واسلم ثم قال
نبئت ان رسول الله اوعدني = والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي اعطاك نافله = القرأن فيها مواعيظ وتفصيل
لاتأخذني باقوال الوشاة فلم = أذنب ولو كثرت في الاقاويل
فلم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم كذبه وقوله فلم يوعده الرسول على باطل بل تجاوز عنه ووهب له بردته . ولقد قُبل من حسان بن ثابت قوله عندما كذب بعد ان رمى السيده عائشه رضى الله عنها بالافك ثم اعتذر رغم قيام الحد عليه فقال
فأن الذي قد قيل ليس بلائط = ولكنه قول امرء بي ماحل
فتراه قد اعتذر كما تراه مغالطا في شي نفذ فيه حكم رسول الله بالحد , وزعم ان ذلك قول امرىء ماحل أي مكايد : فلم يعاقب لما يرون من استخفاف كذب الشاعر وسئل احد المتقدمين عن الشعراء . فقال : ماظنك بقوم الاقتصاد محمود الا منهم والكذب مذموم الا فيهم .
وحكى ابو عبدالرحمن محمد بن الحسين النيسابوري ان كعب الاحبار قال له عمر بن الخطاب وقد ذكر الشعر . ياكعب هل تجد للشعراء ذكرا في التوراه ؟
فقال كعب : اجد في التوراه قوما من ولد اسماعيل ان جيلهم في صدرورهم ينطقون الحكمه ويضربون الامثال , لاتعلمهم الا العرب
في الحلقه القادمه
1- الرد على من يكره الشعر
2- ماذا قال الزبير
3- ماذا قال حسان لعمر بن الخطاب عندما سمعه ينشد في المسجد
4- ماذا كتب عمر بن الخطاب لابي موسى الاشعري
5- هل الشعر اعلى مراتب الادب
6- هل الشعر يحل عقدة اللسان ويشجع قلب الجبان ويطلق يد البخيل
7- من التي كانت تروى شعر لبيد
8- ما تفسير ( والشعراء يتبعهم الغاوون )
فيصل اللويش
الشعر في ميزان الاسلام
يقول الدكتور فايز ترحيني في كتابه الاسلام والشعر اتخذ الاسلام من الشعر مواقف تنسجم وطبيعة المرحله التي شهدتها الدعوه فالمواقف الاسلاميه لم تكن اعتباطيه او عشوائيه بل منبثقه من ظروف الدعوه نفسها فالدين الاسلامي ذم الشعر وهون من اقدار الشعراء اول الامر حين كان الشعر يهاجم الدين وينتقص منه وحين كان المشركون يتهمون الرسول بأنه شاعر وبأن قوله شعر ولكن الاسلام اتخذ بعد حين الشعر سلاحا من اسلحة الحرب فأخذ يوجه الشعراء نحو الالتزام النسبي بقيم الاسلام وتعاليمه , فشهر هؤلاء السنتهم يحاربون اعداء الاسلام من مشركي قريش .
لذلك لايمكن القول ان الدين الاسلامي قد نهى عن قول الشعر عموما ولايمكن القول ايضا انه شجع الشعر دون توجيه او تهذيب .
بل يجب ان ينظر الى النهي والتشجيع من منطلق الاحداث التي رافقت الاسلام وطبيعة المواقف والمراحل التي شهدها الاسلام كما لايمكن ان ينظر الى الشعر بمعزل عن تلك المواقف والمراحل .
وفي نظره موضوعيه الي موقف الاسلام من الشعر نجد ان القرأن الكريم نزه الرسول صلي الله عليه وسلم عن قول الشعر ورد مزاعم المشركين الذين زعموا ان القرأن شعر او ضرب من الشعر .
قال تعالى ( وماعلمناه الشعر وماينبغي له , ان هو الا ذكر وقرأن مبين )) سوره يس 69 , وقال تعالى : فلا اقسم بما تبصرون وما لاتبصرون انه لقول رسول كريم وماهو بقول شاعر قليلا ماتؤمنون - الحاقه 3 ومابعدها . وقال سبحانه وتعالى (( والشعراء يتبعهم الغاوون أم ترى انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا )) الشعراء 224 ومابعدها . وقال تعالى (( بل قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر )) الانبياء 5 , وقال تعالى (( ويقولون شاعر نتربص به ريب المنون )) الطور 30 وقوله تعالى (( ويقولون أئنا لاتاركو ألهتنا لشاعر مجنون )) الصافات 36 , ولعل الحكمه في تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر وعن ان يكون شاعرا ان الله وصف الشعراء بالطيش والسفه وبأنهم يقولون مالا يفعلون فهم مهتمون بالغلو والكذب ومجاوزة الحق في اكثر شعرهم وتلك صفات برء الله رسوله منها .
ولكن القرأن الكريم يستثني في حكمه على الشعراء اولئك الصالحين بقوله تعالى : (( الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) فالقرأن الكريم يفرق بين فئتين من الشعراء فئه صالحه مؤمنه وفئه طالحه , وكأنه شجع بشكل او بأخر على نظم الشعر الذي يعني بنشر تعاليم الاسلام وقيمه في حين نفى نفيا قاطعا صفة الشاعر عن رسوله ونزهه عن ان يكون كلامه شعرا .
((مواقف الرسول من الشعر الشعراء ))
كان للرسول صلى الله عليه وسلم له مواقف من الشعر تنسجم تماما مع مواقف القرأن الكريم فلقد ذم الشعر اول الامر ونهى عن نظمه وروايته . فقال عليه الصلاة والسلام ( لأن يمتلى جوف احدكم قيحا حتى يريه من ان يمتلى شعرا ) كما انه توعد الشعراء الهجائيين الذين ينهشون اعراض الناس بالباطل , فقال صلى الله عليه وسلم ( من قال في الاسلام هجاء مقذعا فلسانه هدر ) وهذا النهي والتوعد ينسجم مع ماجاء في القرأن الكريم من ذم ضرب من الشعر بعينه , وتنزيه الرسول عن ان يكون شاعرا ولكن رغم ذلك شجع الرسول صلى الله عليه وسلم الشعراء المسلمين واستنهض هممهم على قول الشعر الجديد فقال ( لاتدع العرب الشعر حتى تدع الابل الحنين ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم يرى ان الشعر ملكه فنيه صقلت اذواق العرب وارهفت نفوسهم وهو على نوعين : طيب وخبيث .
وقال : ( انما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب ) والرسول كان يوجه الشعراء الى ان يتمثلوا في شعرهم المفاهيم الاسلاميه والقيم الجديده , لان الاسلام كان ثوره غيرت كثيرا من نظم الجاهليه ومفاهيمها واقامت قيم الاسلام وتعاليمه .
(( فضل الشعر ))
يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه العمده : ان من فضائل الشعر الكذب الذي اجتمع الناس على قبحه وحسن فيه , وحسبك ماحسن الكذب واغتفر له قبحه فعندما هجا كعب بن زهير الاسلام والمسلمين وتوعده رسوله الله بالقتل , ثم جاء كعب تائبا واسلم ثم قال
نبئت ان رسول الله اوعدني = والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي اعطاك نافله = القرأن فيها مواعيظ وتفصيل
لاتأخذني باقوال الوشاة فلم = أذنب ولو كثرت في الاقاويل
فلم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم كذبه وقوله فلم يوعده الرسول على باطل بل تجاوز عنه ووهب له بردته . ولقد قُبل من حسان بن ثابت قوله عندما كذب بعد ان رمى السيده عائشه رضى الله عنها بالافك ثم اعتذر رغم قيام الحد عليه فقال
فأن الذي قد قيل ليس بلائط = ولكنه قول امرء بي ماحل
فتراه قد اعتذر كما تراه مغالطا في شي نفذ فيه حكم رسول الله بالحد , وزعم ان ذلك قول امرىء ماحل أي مكايد : فلم يعاقب لما يرون من استخفاف كذب الشاعر وسئل احد المتقدمين عن الشعراء . فقال : ماظنك بقوم الاقتصاد محمود الا منهم والكذب مذموم الا فيهم .
وحكى ابو عبدالرحمن محمد بن الحسين النيسابوري ان كعب الاحبار قال له عمر بن الخطاب وقد ذكر الشعر . ياكعب هل تجد للشعراء ذكرا في التوراه ؟
فقال كعب : اجد في التوراه قوما من ولد اسماعيل ان جيلهم في صدرورهم ينطقون الحكمه ويضربون الامثال , لاتعلمهم الا العرب
في الحلقه القادمه
1- الرد على من يكره الشعر
2- ماذا قال الزبير
3- ماذا قال حسان لعمر بن الخطاب عندما سمعه ينشد في المسجد
4- ماذا كتب عمر بن الخطاب لابي موسى الاشعري
5- هل الشعر اعلى مراتب الادب
6- هل الشعر يحل عقدة اللسان ويشجع قلب الجبان ويطلق يد البخيل
7- من التي كانت تروى شعر لبيد
8- ما تفسير ( والشعراء يتبعهم الغاوون )
فيصل اللويش