عبدالعزيز
21-01-2002, 03:48
كتبه عن أسامه/عصام دارز
الناشر/سلفي
جزاهم الله خير
(( مـعـركـة رمـضـان سـ1407ـنة هـ ))
:يقول الأخ ( علي . ق ). كشاهد على معارك رمضان
ذهبت لأول مرة إلى أفغانستان مع أخينا شفيق ، حيث نزلنا إلى بيشاور وذهبت لمركز التدريب .. بقينا حوالى شهرين ثم عدت إلى السعودية ..
ذهبت في السنة التالية .. وذهبت للتدريب مرة أخرى لمدة شهرين . . وكان هناك عدة مراكز تدريب مركز (( مارو )) في جلال آباد . أكملت التدريب ثم رجعت السعوديةعدت مرة أخرى إلى أفغانستان عام 1407هـ وكانت المأسدة قد تأسست وعندما نزلت بها كان موجود سبعة إخوة أو ثمانية . وكان ذلك أوائل عام 1407هجرية ولم يكن بها إلا خيمة واحدة .. وغرفة للأفغان الذين كانوا يشاركوننا الموقع ..
كان معظم الإخوة العرب غير مدربين تدريباً جيداً ، ويرجع سبب ذلك لعدم وجود تدريب منظم .. ولهذا كونوا دورات للمدربين .. وكان من أحد أسباب ضعف التدريب هم الشباب أنفسهم .. فكان الشباب يحضر إلى أفغانستان ولا يريد إلا تدريباً بسيطاً سريعاً ليدخل جبهة القتال في أقصر وقت ليقاتل
تطورت المأسدة .. وان أسامة بن لادن يحبب الإخوة ويدربهم على الصبر لانعدام العمليات .. وكان ذلك في غاية الصعوبة على أسامة بن لادن ليقنع الشباب على الصبر .. وكان ذلك أيضاً صعباً على الشباب .. أن يظل يعمل وينشئ الملاجئ والتحصينات سبعة شهور دون عمليات .. ولهذا كان الإخوة يلحون على أسامة بن لادن أن يقوموا بعمليات ولو صغيرة .. وبالفعل تم تنفيذ عملية صغيرة مع المجاهدين الأفغان .. وكانت القوات الشيوعية تحتفل بذكرى إنشاء الحزب .. وكانت العملية عبارة عن قصف وإزعاج القوات السوفيتية والحكومية
تطورت المأسدة .. وأصبحت تتكون من غرفة اقيادة _ مركز بدر _ غرفة الزيكوياك ( مدفع مضاد للطائرات ) _ وغرفة الطائف _ مستودع أغذية _ مستودع سلاح _ مطبخ
وفي 17 شعبان قرر الإخوة القيام بعملية رغم أن بناء المأسدة لم يكن قد اكتمل ..
ولم تحقق هذه العملية أهدافها لعدة أسباب منها نقص الذخائر .. على الرغم من أن الإخوة عملوا ليل نهار لعدة أيام لنقل الذخائر إلى قمة الجبل بالبغال .. وكان بعض الإخوة يعمل ليل نهار دون راحة .. وكان المسئول عن هذه العملية الأخ يس كردي .. وكان ينقل الذخائر على ظهور البغال ..
تعلم الإخوة درساً كبيراً من معركة 17 شعبان وبأوا في إعداد عملية أخرى في 17 رمضان ..
في ذلك الوقت سمعنا عن أخبار تقدم قوات كبيرة _ قوات روسية وحكومية _ وبدأ قصف شديد ومركز على موقع المأسدة بالطيران .. وكنت في ذلك الوقت في غرفة (( بدر )) لحماية المأسدة من الجبهة اليمنى لأن مركز (( بدر )) كان على حافة المأسدة على الوادي .. وكان موقعاً خطيراً وكان المتوقع أن يتقدم الكوماندوز الروسي من جهة منطقة (( بدر )) . ازداد القصف يوم 25 رمضان وكان عدد أفراد المأسدة 60-70 فرداً .. وكانت مستويات التدريب متفاوتة .. وعندما بدأ القصف يزداد عنفاً قرر أسامة بن لادن إراع يعض المجاهدين العرب غير المتدربين تدريباً كافياً إلى الخلف لحماية ظهر المأسدة .. وكان معهم بعض الإخوة المدربون
استمر تقدم قوة الكوماندوز من الجهة اليسرى ، أي المنطقة المتوقعة .. ولكن قدر الله .. حيث صد هذا التقدم في البداية خمسة أشخاص فقط . وهم أسامة بن لادن ، وأبو الحسن المدني ، وخالد كردي ، ياسين كردي وأسد الله السندي ( من أهل جدة ) وأبو الوليد .. هذه المجموعة هي التي تصدرت للكوماندوز .. ولم يصب منهم إلا الأخ أبو الوليد ( محمد العتيبي ) وكان يستخدم القاذف الصاروخي المضاد للدبابات الآ. بي . جي . وان يضطر للجلوس على مكان مرتفع ( وظاهر بالطبع للعدو ). وأصابته شظية في ظهره .. لأنه كان يضرب بالقاذف وهو جالس .. وقد استشهد مكانه وذهبت في مساء ذلك اليوم أنا وأبو ياسر العراقي إلى ذلك المكان لإحضاره .. وتم دفنه بالمأسدة بجوار أحمد الزهراني .. وكان يعتبر ثالث شهيد بعد (( أبو الذهب ))ا
(( أسامة بن لادن يروى معركة الأنصار العرب في رمضان 1407 هـ ))
كان يوم 29رمضان حيث بدأ هجوم القوات الروسية والحكومية الأفغانية . وبدأت الدبابات تتحرك وانتظرنا حتى اقتربت الدبابات إلى مرمى نيران المجاهدين فما دنوا جميعاً بدأنا باسم الله وكبرنا وأعطينا الإشارة باللاسلكي لجميع المدافع – مدافع المجاهدين الأفغان العرب – بدأ القصف عليهم في وقت واحد .. وكنت أتابع القصف من المرصد وشاهدت القذائف من فضل الله تسقط على الأعداء وتمزقهم
استمر القصف عنيفاً وكانت الجبال تهتز ، ولكن من فضل الله لم يصب أحد من الإخوة بسوء .. واستمر هذا الحال إلى المغرب .. ورجعت من المرصد والتقيت بالأخ أبو عبيدة المصري .. وهو من حفظة كتاب الله ورأينا أن الروس لن يسكتوا على هذه الضربة لهم .. وتوقعنا أن يكون القصف أشد في اليوم التالي وقررنا ن نرجع ثلاثين من الإخوة العرب إلى معسكر خلفي لنا وكنا حوالي سبعين مجاهداً .. وفي اليوم التالي حدث ما توقعناه .. قصف عنيف منذ أول إشراقة للشمس .. أصبح عدد الإخوة في المأسدة حوالي أربعين أخ .. وكنت مع تسعة من الإخوة في كهف نطلق عليه (( المتقدمة )) وكان هذا الكهف صغيراً لا يتحمل القصف الثقيل .. وكانت طائرات العدو تقصف بقنابل زنة ألف رطل .. وكانت الجبال تهتز .. وكنا قد اتفقنا على إشارة معينة وهي إطلاق ثلاث طلقات إذا شعروا بأن هناك حصاراً من العدو للمعسكر .. وإذا بنا نتلقى مكالمة هاتفية من الأخ سيف الله المغرب .. من المرصد الأيمن لمركز بدر يقول أنه شاهد ما يقارب مائتي ( 200 ) جندي من الجنود الروس يرتدون ملابس القوات الخاصة وهم يتسللون باتجاه المعسكر فأعطى الأخ إنذار بالخطر وهي ثلاث طلقات . وقمت بإبلاغ المركز الرئيسي للمجاهدين بأن العدو يتقدم لمحاصرة المعسكر .. وطلبت من الإخوة حمل الأسلحة والتقدم وكانوا تسعة وأنا العاشر واحد منهم رغم أنهم سمعوا أن المتقدمين حوالي مائتين .. لم نكن عسكريين .. وكنا مدنيين .. ولم يتردد أحد .. فتقدموا أكرمهم الله .. كل واحد أخذ سلاحه وانطلقنا إلى الأمام .. كنا حريصين على أن نأخذ تبةبيننا وبين الكفار وهي تبة مرتفعة .. وأثناء تحركنا كنت أوزع الإخوة .. لكي لا يحدث التفاف علينا أثناء تحركنا .. فتركت الأخ ذبيح وأبو سهل المصري – رحمه الله – ومعهم جهاز لا سلكي في مركز المتقدمة ، ثم الأخ أبو حنفية ومعه بعض الإخوة أرسلته للميمنة . . ثم تقدمنا حتى وصلنا إلى القمة .. ولم يبق إلا ثلاثة: الأخ خضر وهو من المنطقة الشرقية ، والأخ مختار وهو أيضاً من المنطقة الشرقية ، وأنا معهم _ وانضم إلينا الأخ خالد كردي . وكنت قد طلبت منه أن يحضر لنا ماء وتمر وطلقات . آر . بي . جي زيادة ، فذهب وبقينا نحن الثلاثة .وماذا يفعل ثلاثة أمام مائتي كوماندوز .. ولكن الله ثبتنا نحن الثلاثة ولم نشعر بأي قلق أو خوف . سبحان الله . رغم أن عندي خبراً مسبقاً بأن هذه القوة تريد أن تأسرني أنا شخصياً
توزعنا على قمة هذه التبة بحيث كان كل منا يرى الآخر .. والمسافة بين كل منا حوالي عشرة أمتار .. وإذا طلبنا مدداً من الإخوة يستغرق ذلك حوالي ساعة ونصف لطول المسافة ..
جاء خضر وقال لي إن مختار سمع أصوات الروس تحت التبة وبالقرب منهم بين الأشجار يتكلمون . وكنا ننتظر المدد ، ولم يصل المدد إلينا .. وقد وصل الروس .. فطلبت أن ننضم جميعاً نصبح على القمة .. وفي هذه اللحظة انضم إلينا خالد ، ويأتي أيضاً أبو عبيدة . وكان أبو عبيدة قد رتب مجموعة أخرى تذهب من جهة بدر وتتقدم أيضاً لملاقاة القوات المتقدمة ..
تقدمنا لاتجاه الميسرة وهم يتقدمون من الميمنة ورأيناهم أسف من ميمنتنا على تبة تسمى تبة الزهراني . لأن أحمد الزهراني رحمة الله كان على هذه التبة عندما قتل .. في هذه اللحظة وهم يتقدمون أخرجنا القنابل اليدوية .. وكنت أول من أخرج القنابل اليدوية استعداداً لرميها عليهم لأننا كنا أعلى منهم ، فاقترح الأخ أبو عبيدة أن نبتعد حتي يصلوا جميعاً إلى منطة الرمي .. وفجأة يصل إلينا أربعة إخوة ولا واحد منهم يعرف حقيقة الموقف .. وأثناء سيرهم باتجاهنا سمع الروس صوت أقدامهم على الحشائش بين الأشجار .. فتوقفوا عن التقدم وانتبهوا .. فلم يتوقعوا أن يكون في هذا المكان مجاهدين وكانوا يتوقعون أن كل من في المأسدة جرحى نتيجة القصف الشديد لمدة خمسة أيام متوالية
عندما فوجئ الروس بالحركة انسحبوا ببطء دون أن نشعر بهم .. لقد فوجئوا بوجودنا في هذه المنطقة المتقدمة عن موقع المأسدة ولم يتوقعوا أبداً وجود أحد في هذا المكان .. وسمعناهم يتكلمون باللاسلكي ( غنمنا جهازهم اللاسلك هذا فيما بعد ) وواضح أنهم أخبرو مدفعيتهم بوجودنا في هذه المنطقة ، وكانت مدفعيتهم وهاوناتهم تقوم بالتمشيط أمامهم . . وكنت أحمل القنبلة اليدوية في يدي منتظراً تقدمهم فوجدت أنهم بدأوا ينسحبون إلى الخلف حوالي مائتي متر .. وفي هذه اللحظة انهمرت علينا قذائف الهاون .. كالمطر هاونات ثقيلة .. ومن شدة القصف كان من المستحيل أن تستطيع أن تتكلم كلمة أو تكمل جملة
استمر هذا الحال من القصف الشديد المركز لمدة ساعة تقريباً إلى أن منَّ الله علينا بجزء من دقيقة بين القصف فتحركنا إلى أول نقطة في معسكرنا واتخذنا كميناً له .. ومن شدة وكثافة القصف كانوا متأكدين أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شخص على هذه التبة إلا قتيلاً أو جريحاً .. فصعدوا إليها مطمئنين .. فما أن صعدوا حتى بدأنا الضرب عليهم .. فقتل عدد منهم يقيناً وتراجع الباقي إلى خلف.. واستمر الحال على هذا المنوال وطلبوا مساعدة الطيران .. وعاد الطيران يقصف بعنف وشدة مع الصواريخ ، وألقت الطائرات قذائف دخان أتعبت الإخوة نفسياً حيث خشينا أن تكون غازات سامة .. ولكن كانت قنابل الدخان .. واستمر القصف علينا شديداً فازداد البأس علينا .. فقررنا الانحياز إلى موقع خلفي من شدة القصف
انحزنا في الليل وبقيت مجموعة الإخوة العرب والإخوة الأفغان وسط المأسدة .. ولكن من لطف
الله أن وصل مدد من المجاهدين الأفغان وأطلقوا على قوة الكوماندوز الروسية 35 قذيفة ( آر . بي . جي ) متوالية . وكانت قوة الكوماندوز تعتقد أن المعسكر خالياً إلا من الجرحى .. أعطى ذلك انطباعاً لدى الكوماندوز بأنه لا زالت هناك قوة كبيرة داخل المأسدة .. فتوقفوا عن الهجوم .. وبقوا مكانهم في الليل وهم يخشون الهجوم على المعسكر .. رغم أنه فعلاً لم تكن به قوة كبيرة .. وهذا من فضل الله … وفي الصبح قسمنا الإخوة إلى مجمعتين ووصلت المجموعة الأولى إلى المأسدة فعلاً .. وكنا نتفقد الطريق والمواقع .. والمجموعة الثانية كانت متوقفة في منتصف الطريق .. فطلبنا منهم التقدم .. كان العدو مستميتاً في الهجوم على الموقع .. فالموقع يعتبر مفتاحاً للمنطقة كلها .. اقترح أبو عبيدة أن يذهب هو وثمانية من الإخوة ويلتفون حول القوة الروسية ويهاجمونهم من خلفهم .. فقلت لأبي عبيدة : أن الميسرة خالية من يبقى فيها ؟ .. وكنت مريضاً في تلك الفترة – والشكوى لله – وكان يصعب عليَّ المشي على الأقدام لمسافة بسيطة وإذا يفاجئني أبو عبيدة بأن أذهب إلى الميسرة . فنظرت إلى العدو .. لم يبقى معي إلا ثلاثة من الأخوة .. أخونا محمد العتيبي رحمة الله (( أبو الوليد )) وأخونا ياسين الكردي وأخونا أسد الله .. في هذه الفترة جاءنا ضيف وهو الأخ أبو الحسن المدني وكان في ذلك اليوم ضيفاً فذهبنا نحن الخمسة إلى جهة الميسرة .. كنا محاطين بالعدو .. وتحركنا إلى الميسرة والطلقات في بيت النار وكل واحد منا يده على زناد البندقية .. وسرنا إلى أن وصلنا إلى النقطة المتقدمة جهة الميسرة .. حتى وزعت الأخوة ميمنة وميسرة
وهم جميعاً خمسة .. فكان أبو عبيدة ومعه آر . بي . جي في الميمنة ، وكان الميمنة رجلاً واحداً والميسرة كانت أخينا أسد الله ومعه جرينوف ( رشاش متوسط ) وكان ياسين الكردي ظهراً لنا وبقيت أنا في الوسط مع أبو الحسن المدني .. فما كدت أنتهي من توزيع الإخوة وإذا بنا نفاجأ بأن القوة الروسية على مسافة سبعين متراً من طرف المعسكر .. من الغرفة المتقدمة .. وكنا نحن خلف الغرفة .. وبدأ على الفور الاشتباك معهم بالسلاح الخفيف ووجهنا النيران إليهم وطلبت من الأخ ياسين كردي . ومعه أبو الوليد أن يتقدما ويضربوا في المنطقة اليسرى حيث رأيتهم وبدأ الرد علينا بالأسلحة الكلاكوف . وصوت الكلاكوف مميز عن صت الكلاشنكوف . . والكلاكوف معروف أنه تسليح القوات الخاصة الروسية . أما الكلاشنكوف فهو تسليح الجنود الأفغان الشيوعيون
فوجئت قوة الكوماندوز بوجود مقاومة في أول أيام العيد .. فخزاهم الله .. فبدأوا ينسحبون إلى الخلف مجموعة تغطي مجموعة .. فطلبت من ياسين وأبو الواليد أن يطلقوا النار خلفهم بمسافة حوالي 150 متراً حيثت توقعت أن يكونوا قد وصلوا إلى هذه النقطة .. وكنت حتى هذه اللحظة أظن أن الهجوم من الميسرة ولكن عندما صعدت على قمة تبة لأتكلم باللاسلكي فوجيئت بطلقة آر . بي . جي . تأتي من اتجاه العدو ومن المحور اأوسط .. ومرت بجواري وانفجرت طلقة الآر . بي . جي . بالقرب مني ولم يصبني منها أي شيء وكأني قد رميت بحفنة من الطين بفضل الله سبحانه وتعالى . نزلت بهدوء وأخبرت الإخوة أن العدو موجود في المحور الأوسط وليس على الميسرة فقط في هذه الأثناء كنت أحاول الاتصال بالمجموعة التي تحركت للالتفاف حول الروس بقيادة أبو عبيدة . اتصلت بهم مراراً فلم تكن هناك أية إجابة فأصابني قلق شديد عليهم .. وأوقفت الاتصال ولكن تركت الجهاز مفتوحاً .. وفي هذه الأثناء بدأ العدو من جديد تمشيط المنطقة بالهاونات والصواريخ .. وبدأ قصف الطيران .. وكا ننزل في الكهف ويظل أحدنا بالخارج ليراقب المنطقة خوفاً من تقدم الروس .. وكنا نراقب رمي المدفعية والهاونات فإذا كان علينا بالضبط فكنا ننزل في الكهف ولكن إذا ابتعد قليلاً كنا نصعد .. وهذه خبرة جديدة اكتسبناها من هذه المعركة .. إن من الممكن أن يتقدم العدو تحت القصف .. لأنه يتصل بالمدفعية ويستطيع نقل الضرب أمامه .. إلى مسافة 200 متر أثناء قصف المدفعية والهاونات
ظللت في قلق شديد على الإخوة الذين ذهبوا للالتفاف وإذا بصوت الجهاز يأتي كالماء البارد علينا حيث نادى الأخ أبو عبيدة وقال (( أبو القعقاع ، هل تسنعن ؟ )) ، فأسرعت نحو الجهاز وقلت : (( نعم أسمعك جيداً )) ، فقال أبو عبيدة : (( الله أكبر الله أكبر أبشرك بأننا قتلنا الكوماندوز الروس وهم الآن صرعى تحت أقدامنا ، الله أكبر))ا
وانتشر التكبير إلى أن وصل الإخوة جميعاً وانتشر الخبر وسررنا سروراً عظيماً بفضل الله وكان الإخوة قد فاجأوا الروس من الخلف أي من المنطقة التي كان لا يمكن أن يتخيلوا أن يأتي أحد منها .. ولقد استطاع أخونا محمد العزمان المعروف بمختار أن يقتل ستة منهم دفعة واحدة في ثانية واحدة .. وبدأ اشتباك بالرشاشات والقنابل اليدوية وأدى ذلك إلى انهيارمعنويات الكوماندوز .. فكان عدد الإخوة تسعة أشخاص فقط في مواجهة مائتي جندي لكن مع الرعب لم يستطيعوا تمييز القوة .. ومع وجود الأشجار والغابات لم يستطيعوا أن يحددوا عدد المهاجمين فأصابهم ذعر شديد وقتل في هذا الهجوم المفاجئ من الكوماندوز حوالي خمسة وثلاثين جندياً وضابطاً وفر الباقي إلى مسافة بعيدة حوالي ثلاثة كيلوا مترات .. وارتفعت معنويات المجاهدين ليس فقط في منطقتنا ولكن في كل أنحاء أفغانستان .. وكان ذلك فضل من الله على الإخوة
*****************
……… يتبع في الجزء الخامس إن شاء الله
الناشر/سلفي
جزاهم الله خير
(( مـعـركـة رمـضـان سـ1407ـنة هـ ))
:يقول الأخ ( علي . ق ). كشاهد على معارك رمضان
ذهبت لأول مرة إلى أفغانستان مع أخينا شفيق ، حيث نزلنا إلى بيشاور وذهبت لمركز التدريب .. بقينا حوالى شهرين ثم عدت إلى السعودية ..
ذهبت في السنة التالية .. وذهبت للتدريب مرة أخرى لمدة شهرين . . وكان هناك عدة مراكز تدريب مركز (( مارو )) في جلال آباد . أكملت التدريب ثم رجعت السعوديةعدت مرة أخرى إلى أفغانستان عام 1407هـ وكانت المأسدة قد تأسست وعندما نزلت بها كان موجود سبعة إخوة أو ثمانية . وكان ذلك أوائل عام 1407هجرية ولم يكن بها إلا خيمة واحدة .. وغرفة للأفغان الذين كانوا يشاركوننا الموقع ..
كان معظم الإخوة العرب غير مدربين تدريباً جيداً ، ويرجع سبب ذلك لعدم وجود تدريب منظم .. ولهذا كونوا دورات للمدربين .. وكان من أحد أسباب ضعف التدريب هم الشباب أنفسهم .. فكان الشباب يحضر إلى أفغانستان ولا يريد إلا تدريباً بسيطاً سريعاً ليدخل جبهة القتال في أقصر وقت ليقاتل
تطورت المأسدة .. وان أسامة بن لادن يحبب الإخوة ويدربهم على الصبر لانعدام العمليات .. وكان ذلك في غاية الصعوبة على أسامة بن لادن ليقنع الشباب على الصبر .. وكان ذلك أيضاً صعباً على الشباب .. أن يظل يعمل وينشئ الملاجئ والتحصينات سبعة شهور دون عمليات .. ولهذا كان الإخوة يلحون على أسامة بن لادن أن يقوموا بعمليات ولو صغيرة .. وبالفعل تم تنفيذ عملية صغيرة مع المجاهدين الأفغان .. وكانت القوات الشيوعية تحتفل بذكرى إنشاء الحزب .. وكانت العملية عبارة عن قصف وإزعاج القوات السوفيتية والحكومية
تطورت المأسدة .. وأصبحت تتكون من غرفة اقيادة _ مركز بدر _ غرفة الزيكوياك ( مدفع مضاد للطائرات ) _ وغرفة الطائف _ مستودع أغذية _ مستودع سلاح _ مطبخ
وفي 17 شعبان قرر الإخوة القيام بعملية رغم أن بناء المأسدة لم يكن قد اكتمل ..
ولم تحقق هذه العملية أهدافها لعدة أسباب منها نقص الذخائر .. على الرغم من أن الإخوة عملوا ليل نهار لعدة أيام لنقل الذخائر إلى قمة الجبل بالبغال .. وكان بعض الإخوة يعمل ليل نهار دون راحة .. وكان المسئول عن هذه العملية الأخ يس كردي .. وكان ينقل الذخائر على ظهور البغال ..
تعلم الإخوة درساً كبيراً من معركة 17 شعبان وبأوا في إعداد عملية أخرى في 17 رمضان ..
في ذلك الوقت سمعنا عن أخبار تقدم قوات كبيرة _ قوات روسية وحكومية _ وبدأ قصف شديد ومركز على موقع المأسدة بالطيران .. وكنت في ذلك الوقت في غرفة (( بدر )) لحماية المأسدة من الجبهة اليمنى لأن مركز (( بدر )) كان على حافة المأسدة على الوادي .. وكان موقعاً خطيراً وكان المتوقع أن يتقدم الكوماندوز الروسي من جهة منطقة (( بدر )) . ازداد القصف يوم 25 رمضان وكان عدد أفراد المأسدة 60-70 فرداً .. وكانت مستويات التدريب متفاوتة .. وعندما بدأ القصف يزداد عنفاً قرر أسامة بن لادن إراع يعض المجاهدين العرب غير المتدربين تدريباً كافياً إلى الخلف لحماية ظهر المأسدة .. وكان معهم بعض الإخوة المدربون
استمر تقدم قوة الكوماندوز من الجهة اليسرى ، أي المنطقة المتوقعة .. ولكن قدر الله .. حيث صد هذا التقدم في البداية خمسة أشخاص فقط . وهم أسامة بن لادن ، وأبو الحسن المدني ، وخالد كردي ، ياسين كردي وأسد الله السندي ( من أهل جدة ) وأبو الوليد .. هذه المجموعة هي التي تصدرت للكوماندوز .. ولم يصب منهم إلا الأخ أبو الوليد ( محمد العتيبي ) وكان يستخدم القاذف الصاروخي المضاد للدبابات الآ. بي . جي . وان يضطر للجلوس على مكان مرتفع ( وظاهر بالطبع للعدو ). وأصابته شظية في ظهره .. لأنه كان يضرب بالقاذف وهو جالس .. وقد استشهد مكانه وذهبت في مساء ذلك اليوم أنا وأبو ياسر العراقي إلى ذلك المكان لإحضاره .. وتم دفنه بالمأسدة بجوار أحمد الزهراني .. وكان يعتبر ثالث شهيد بعد (( أبو الذهب ))ا
(( أسامة بن لادن يروى معركة الأنصار العرب في رمضان 1407 هـ ))
كان يوم 29رمضان حيث بدأ هجوم القوات الروسية والحكومية الأفغانية . وبدأت الدبابات تتحرك وانتظرنا حتى اقتربت الدبابات إلى مرمى نيران المجاهدين فما دنوا جميعاً بدأنا باسم الله وكبرنا وأعطينا الإشارة باللاسلكي لجميع المدافع – مدافع المجاهدين الأفغان العرب – بدأ القصف عليهم في وقت واحد .. وكنت أتابع القصف من المرصد وشاهدت القذائف من فضل الله تسقط على الأعداء وتمزقهم
استمر القصف عنيفاً وكانت الجبال تهتز ، ولكن من فضل الله لم يصب أحد من الإخوة بسوء .. واستمر هذا الحال إلى المغرب .. ورجعت من المرصد والتقيت بالأخ أبو عبيدة المصري .. وهو من حفظة كتاب الله ورأينا أن الروس لن يسكتوا على هذه الضربة لهم .. وتوقعنا أن يكون القصف أشد في اليوم التالي وقررنا ن نرجع ثلاثين من الإخوة العرب إلى معسكر خلفي لنا وكنا حوالي سبعين مجاهداً .. وفي اليوم التالي حدث ما توقعناه .. قصف عنيف منذ أول إشراقة للشمس .. أصبح عدد الإخوة في المأسدة حوالي أربعين أخ .. وكنت مع تسعة من الإخوة في كهف نطلق عليه (( المتقدمة )) وكان هذا الكهف صغيراً لا يتحمل القصف الثقيل .. وكانت طائرات العدو تقصف بقنابل زنة ألف رطل .. وكانت الجبال تهتز .. وكنا قد اتفقنا على إشارة معينة وهي إطلاق ثلاث طلقات إذا شعروا بأن هناك حصاراً من العدو للمعسكر .. وإذا بنا نتلقى مكالمة هاتفية من الأخ سيف الله المغرب .. من المرصد الأيمن لمركز بدر يقول أنه شاهد ما يقارب مائتي ( 200 ) جندي من الجنود الروس يرتدون ملابس القوات الخاصة وهم يتسللون باتجاه المعسكر فأعطى الأخ إنذار بالخطر وهي ثلاث طلقات . وقمت بإبلاغ المركز الرئيسي للمجاهدين بأن العدو يتقدم لمحاصرة المعسكر .. وطلبت من الإخوة حمل الأسلحة والتقدم وكانوا تسعة وأنا العاشر واحد منهم رغم أنهم سمعوا أن المتقدمين حوالي مائتين .. لم نكن عسكريين .. وكنا مدنيين .. ولم يتردد أحد .. فتقدموا أكرمهم الله .. كل واحد أخذ سلاحه وانطلقنا إلى الأمام .. كنا حريصين على أن نأخذ تبةبيننا وبين الكفار وهي تبة مرتفعة .. وأثناء تحركنا كنت أوزع الإخوة .. لكي لا يحدث التفاف علينا أثناء تحركنا .. فتركت الأخ ذبيح وأبو سهل المصري – رحمه الله – ومعهم جهاز لا سلكي في مركز المتقدمة ، ثم الأخ أبو حنفية ومعه بعض الإخوة أرسلته للميمنة . . ثم تقدمنا حتى وصلنا إلى القمة .. ولم يبق إلا ثلاثة: الأخ خضر وهو من المنطقة الشرقية ، والأخ مختار وهو أيضاً من المنطقة الشرقية ، وأنا معهم _ وانضم إلينا الأخ خالد كردي . وكنت قد طلبت منه أن يحضر لنا ماء وتمر وطلقات . آر . بي . جي زيادة ، فذهب وبقينا نحن الثلاثة .وماذا يفعل ثلاثة أمام مائتي كوماندوز .. ولكن الله ثبتنا نحن الثلاثة ولم نشعر بأي قلق أو خوف . سبحان الله . رغم أن عندي خبراً مسبقاً بأن هذه القوة تريد أن تأسرني أنا شخصياً
توزعنا على قمة هذه التبة بحيث كان كل منا يرى الآخر .. والمسافة بين كل منا حوالي عشرة أمتار .. وإذا طلبنا مدداً من الإخوة يستغرق ذلك حوالي ساعة ونصف لطول المسافة ..
جاء خضر وقال لي إن مختار سمع أصوات الروس تحت التبة وبالقرب منهم بين الأشجار يتكلمون . وكنا ننتظر المدد ، ولم يصل المدد إلينا .. وقد وصل الروس .. فطلبت أن ننضم جميعاً نصبح على القمة .. وفي هذه اللحظة انضم إلينا خالد ، ويأتي أيضاً أبو عبيدة . وكان أبو عبيدة قد رتب مجموعة أخرى تذهب من جهة بدر وتتقدم أيضاً لملاقاة القوات المتقدمة ..
تقدمنا لاتجاه الميسرة وهم يتقدمون من الميمنة ورأيناهم أسف من ميمنتنا على تبة تسمى تبة الزهراني . لأن أحمد الزهراني رحمة الله كان على هذه التبة عندما قتل .. في هذه اللحظة وهم يتقدمون أخرجنا القنابل اليدوية .. وكنت أول من أخرج القنابل اليدوية استعداداً لرميها عليهم لأننا كنا أعلى منهم ، فاقترح الأخ أبو عبيدة أن نبتعد حتي يصلوا جميعاً إلى منطة الرمي .. وفجأة يصل إلينا أربعة إخوة ولا واحد منهم يعرف حقيقة الموقف .. وأثناء سيرهم باتجاهنا سمع الروس صوت أقدامهم على الحشائش بين الأشجار .. فتوقفوا عن التقدم وانتبهوا .. فلم يتوقعوا أن يكون في هذا المكان مجاهدين وكانوا يتوقعون أن كل من في المأسدة جرحى نتيجة القصف الشديد لمدة خمسة أيام متوالية
عندما فوجئ الروس بالحركة انسحبوا ببطء دون أن نشعر بهم .. لقد فوجئوا بوجودنا في هذه المنطقة المتقدمة عن موقع المأسدة ولم يتوقعوا أبداً وجود أحد في هذا المكان .. وسمعناهم يتكلمون باللاسلكي ( غنمنا جهازهم اللاسلك هذا فيما بعد ) وواضح أنهم أخبرو مدفعيتهم بوجودنا في هذه المنطقة ، وكانت مدفعيتهم وهاوناتهم تقوم بالتمشيط أمامهم . . وكنت أحمل القنبلة اليدوية في يدي منتظراً تقدمهم فوجدت أنهم بدأوا ينسحبون إلى الخلف حوالي مائتي متر .. وفي هذه اللحظة انهمرت علينا قذائف الهاون .. كالمطر هاونات ثقيلة .. ومن شدة القصف كان من المستحيل أن تستطيع أن تتكلم كلمة أو تكمل جملة
استمر هذا الحال من القصف الشديد المركز لمدة ساعة تقريباً إلى أن منَّ الله علينا بجزء من دقيقة بين القصف فتحركنا إلى أول نقطة في معسكرنا واتخذنا كميناً له .. ومن شدة وكثافة القصف كانوا متأكدين أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شخص على هذه التبة إلا قتيلاً أو جريحاً .. فصعدوا إليها مطمئنين .. فما أن صعدوا حتى بدأنا الضرب عليهم .. فقتل عدد منهم يقيناً وتراجع الباقي إلى خلف.. واستمر الحال على هذا المنوال وطلبوا مساعدة الطيران .. وعاد الطيران يقصف بعنف وشدة مع الصواريخ ، وألقت الطائرات قذائف دخان أتعبت الإخوة نفسياً حيث خشينا أن تكون غازات سامة .. ولكن كانت قنابل الدخان .. واستمر القصف علينا شديداً فازداد البأس علينا .. فقررنا الانحياز إلى موقع خلفي من شدة القصف
انحزنا في الليل وبقيت مجموعة الإخوة العرب والإخوة الأفغان وسط المأسدة .. ولكن من لطف
الله أن وصل مدد من المجاهدين الأفغان وأطلقوا على قوة الكوماندوز الروسية 35 قذيفة ( آر . بي . جي ) متوالية . وكانت قوة الكوماندوز تعتقد أن المعسكر خالياً إلا من الجرحى .. أعطى ذلك انطباعاً لدى الكوماندوز بأنه لا زالت هناك قوة كبيرة داخل المأسدة .. فتوقفوا عن الهجوم .. وبقوا مكانهم في الليل وهم يخشون الهجوم على المعسكر .. رغم أنه فعلاً لم تكن به قوة كبيرة .. وهذا من فضل الله … وفي الصبح قسمنا الإخوة إلى مجمعتين ووصلت المجموعة الأولى إلى المأسدة فعلاً .. وكنا نتفقد الطريق والمواقع .. والمجموعة الثانية كانت متوقفة في منتصف الطريق .. فطلبنا منهم التقدم .. كان العدو مستميتاً في الهجوم على الموقع .. فالموقع يعتبر مفتاحاً للمنطقة كلها .. اقترح أبو عبيدة أن يذهب هو وثمانية من الإخوة ويلتفون حول القوة الروسية ويهاجمونهم من خلفهم .. فقلت لأبي عبيدة : أن الميسرة خالية من يبقى فيها ؟ .. وكنت مريضاً في تلك الفترة – والشكوى لله – وكان يصعب عليَّ المشي على الأقدام لمسافة بسيطة وإذا يفاجئني أبو عبيدة بأن أذهب إلى الميسرة . فنظرت إلى العدو .. لم يبقى معي إلا ثلاثة من الأخوة .. أخونا محمد العتيبي رحمة الله (( أبو الوليد )) وأخونا ياسين الكردي وأخونا أسد الله .. في هذه الفترة جاءنا ضيف وهو الأخ أبو الحسن المدني وكان في ذلك اليوم ضيفاً فذهبنا نحن الخمسة إلى جهة الميسرة .. كنا محاطين بالعدو .. وتحركنا إلى الميسرة والطلقات في بيت النار وكل واحد منا يده على زناد البندقية .. وسرنا إلى أن وصلنا إلى النقطة المتقدمة جهة الميسرة .. حتى وزعت الأخوة ميمنة وميسرة
وهم جميعاً خمسة .. فكان أبو عبيدة ومعه آر . بي . جي في الميمنة ، وكان الميمنة رجلاً واحداً والميسرة كانت أخينا أسد الله ومعه جرينوف ( رشاش متوسط ) وكان ياسين الكردي ظهراً لنا وبقيت أنا في الوسط مع أبو الحسن المدني .. فما كدت أنتهي من توزيع الإخوة وإذا بنا نفاجأ بأن القوة الروسية على مسافة سبعين متراً من طرف المعسكر .. من الغرفة المتقدمة .. وكنا نحن خلف الغرفة .. وبدأ على الفور الاشتباك معهم بالسلاح الخفيف ووجهنا النيران إليهم وطلبت من الأخ ياسين كردي . ومعه أبو الوليد أن يتقدما ويضربوا في المنطقة اليسرى حيث رأيتهم وبدأ الرد علينا بالأسلحة الكلاكوف . وصوت الكلاكوف مميز عن صت الكلاشنكوف . . والكلاكوف معروف أنه تسليح القوات الخاصة الروسية . أما الكلاشنكوف فهو تسليح الجنود الأفغان الشيوعيون
فوجئت قوة الكوماندوز بوجود مقاومة في أول أيام العيد .. فخزاهم الله .. فبدأوا ينسحبون إلى الخلف مجموعة تغطي مجموعة .. فطلبت من ياسين وأبو الواليد أن يطلقوا النار خلفهم بمسافة حوالي 150 متراً حيثت توقعت أن يكونوا قد وصلوا إلى هذه النقطة .. وكنت حتى هذه اللحظة أظن أن الهجوم من الميسرة ولكن عندما صعدت على قمة تبة لأتكلم باللاسلكي فوجيئت بطلقة آر . بي . جي . تأتي من اتجاه العدو ومن المحور اأوسط .. ومرت بجواري وانفجرت طلقة الآر . بي . جي . بالقرب مني ولم يصبني منها أي شيء وكأني قد رميت بحفنة من الطين بفضل الله سبحانه وتعالى . نزلت بهدوء وأخبرت الإخوة أن العدو موجود في المحور الأوسط وليس على الميسرة فقط في هذه الأثناء كنت أحاول الاتصال بالمجموعة التي تحركت للالتفاف حول الروس بقيادة أبو عبيدة . اتصلت بهم مراراً فلم تكن هناك أية إجابة فأصابني قلق شديد عليهم .. وأوقفت الاتصال ولكن تركت الجهاز مفتوحاً .. وفي هذه الأثناء بدأ العدو من جديد تمشيط المنطقة بالهاونات والصواريخ .. وبدأ قصف الطيران .. وكا ننزل في الكهف ويظل أحدنا بالخارج ليراقب المنطقة خوفاً من تقدم الروس .. وكنا نراقب رمي المدفعية والهاونات فإذا كان علينا بالضبط فكنا ننزل في الكهف ولكن إذا ابتعد قليلاً كنا نصعد .. وهذه خبرة جديدة اكتسبناها من هذه المعركة .. إن من الممكن أن يتقدم العدو تحت القصف .. لأنه يتصل بالمدفعية ويستطيع نقل الضرب أمامه .. إلى مسافة 200 متر أثناء قصف المدفعية والهاونات
ظللت في قلق شديد على الإخوة الذين ذهبوا للالتفاف وإذا بصوت الجهاز يأتي كالماء البارد علينا حيث نادى الأخ أبو عبيدة وقال (( أبو القعقاع ، هل تسنعن ؟ )) ، فأسرعت نحو الجهاز وقلت : (( نعم أسمعك جيداً )) ، فقال أبو عبيدة : (( الله أكبر الله أكبر أبشرك بأننا قتلنا الكوماندوز الروس وهم الآن صرعى تحت أقدامنا ، الله أكبر))ا
وانتشر التكبير إلى أن وصل الإخوة جميعاً وانتشر الخبر وسررنا سروراً عظيماً بفضل الله وكان الإخوة قد فاجأوا الروس من الخلف أي من المنطقة التي كان لا يمكن أن يتخيلوا أن يأتي أحد منها .. ولقد استطاع أخونا محمد العزمان المعروف بمختار أن يقتل ستة منهم دفعة واحدة في ثانية واحدة .. وبدأ اشتباك بالرشاشات والقنابل اليدوية وأدى ذلك إلى انهيارمعنويات الكوماندوز .. فكان عدد الإخوة تسعة أشخاص فقط في مواجهة مائتي جندي لكن مع الرعب لم يستطيعوا تمييز القوة .. ومع وجود الأشجار والغابات لم يستطيعوا أن يحددوا عدد المهاجمين فأصابهم ذعر شديد وقتل في هذا الهجوم المفاجئ من الكوماندوز حوالي خمسة وثلاثين جندياً وضابطاً وفر الباقي إلى مسافة بعيدة حوالي ثلاثة كيلوا مترات .. وارتفعت معنويات المجاهدين ليس فقط في منطقتنا ولكن في كل أنحاء أفغانستان .. وكان ذلك فضل من الله على الإخوة
*****************
……… يتبع في الجزء الخامس إن شاء الله