الداعيه / براك الفريسي الجربا
18-01-2002, 10:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء أعرض عليكم خطبة الشيخ عبدالله السالم
نفعني الله وإياكم بما فيها .. آمين
ــــــــــــــــــــ العزة لهذا الدين
أما بعدُ .. أيُها الأخوةُ في اللهِ ، نحن قومٌ أعزّنا اللهُ بهذا الدينِ ، دينِ الإسلامِ ، أنعمَ به علينا أعزّنا بهِ وأكرمَنا من أجلِه ، فصرنا بفضلِ اللهِ وكرمِهِ ، من المنتمينَ إلى هذا الدينِ ، المُنتسبين لهُ ، ولو شاءَ سُبحانَهُ ، لصَيّرنا إلى غيرِ هذا ادينِ ، فيالها من نعمةٍ عظيمةٍ جدُّ عظيمةٍ ، جديرةٌ بالشُكرِ ، أنآءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ ، وهذه النعمةُ ، لا يُقدَّرُ قَدْرُها ، ولا يُحسُّ بها ، إلا عندما يُرى ، من فَقَدَهَا ، وحُرمَ إياها ، فاللهم لك الحمدُ ، مُسلمون ، ونعيشُ بين المُسلمين ، ومن سُلالةِ مُسلمينَ ، ولو حدثَ غيرُ ذلك ، لوقعَ مالا تُحمدُ عُقباه ، إلا أن يشاءَ اللهُ ، يقولُ الرسولُ { كُلُ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ ، فأبواه يُهودانِهِ أو يُنصرانِهِ ، أو يُمجسانِهِ}
(2-1)
والدينُ هو الإسلامُ ،كما جاءَ في قولِهِ تعالى ( إِنّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) وهذا هو دينُنا ، وقد توارثنا التمسكَ به أباً عن جدٍ ، وعشناهُ مُنذُ خُلقنا ، ومهما حَدَثَ من تقصيرٍ وإعراضٍ ، فهو دينُنا ، ونحنُ أبناؤه ، ومهما حدثَ من بُعدٍ وجفاءٍ فلن نرضى بسواه ، ولن نقبلَ بغيرِهِ ، وهذه حقيقةٌ مُسَّلَمٌ بها ، ولا شك ولا مراءَ فيها ، فالمُسلمُ يعتزُّ بإسلامِهِ ، مهما بلغتْ فيه المعاصي ، ومهما بلغتْ فيه الذنوبُ ، فإنه يعتزُ بِإسلامِهِ ، بل حتى الذي أوشكَ أن يخرُجَ عن دائرةِ الإسلامِ ، لو نسبتَهُ لغيرِ الإسلامِ ، لا استشاطَ غضباً ، بل حتى الّذي خرج من الإسلامِ ، يغضبُ ويُثيرُ الدُنيا ولا يُقعِدُها ، عندما يُنسبُ إلى غيرِ الإسلامِ ، وبهذا
(3-1)
دليلٌ على عظمةِ هذا الدينِ ، ودليلٌ على أن الخيرَ باقٍ ، بمن انتسبَ إلى هذا الدينِ ، ونحن جميعاً أيُها الأخوةُ في اللهِ ، بحاجةٍ إلى مُحاسبةِ أنفسِنا ، والوقُوفِ مَعَهَا ، وسؤالِها دائماً وأبداً ، عن مدى التزامِها بهذا الدّينِ ، وعن قُربِ أنفسِنَا ، وبعدِها من هذا الدّينِ ، ولو حصلَ منّا ذلك ، لتحسنتْ الأوضاعُ ، ولزانتْ الأحولُ ، أما الغفلةُ عن ذلك ، فالخطرُ كُلُّ الخطرِ ، لأن الغافلَ إذا استمرَ في غفلِهِ ، يستمرُ حتى تُلْقِ به ذنوبُه ومعاصيهِ ، في مكانٍ سحيقٍ ، ولذلك يقولُ تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
(4-1)
ومُجردُ الإنتماءِ لهذا الدينِ ، لا ينفعُ عندَ اللهِ ، لابد من أن يكونَ أمراً واقعاً ، وقد أخبرنا اللهُ عن المُنافقينَ ، حينما انتموا إلى الإيمانِ ، وهو بريءٌ منهم فقالَ اللهُ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُآمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ،* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) فدعُواهُم كاذبةٌ ، ادعوا الإيمانَ . ولكنّهم على خلافِ ذلك يقولُونَ نحنُ مُؤمنونَ ، باللهِ وباليومِ الآخرِ ، ولكنهُم يُظهرُون مالا يُبطنون ، يأتون إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، ويقولون لهُ نَشهدُ إنك لرسولُ الله ، يقُلون ذلك بألسنَتهِم ، ولكن قُلوبهَم
(5-1)
على غيرِ ذلك ، لا يمتثلونَ أوامرَه ويتركون سُنَتَهُ فيشهدُون بالألسُنِ فقط ، إنهُ لرسولُ اللهِ ، واللهُ يشهدُ إنهم لكاذبون ، يدَّعُون الإيمانَ ، ويقولُون نحنُ مُؤمنون ، ولَكَنهم يَلمِزُون المُطَّوعين ، ولا يأتون الصلاةَ إلا وهُم كُسالى ، ولا يُنفقونَ إلا وهُم كارهونَ ، يَدَّعونَ الإيمانَ ، ولكنَّهم عندما تُصيبُ المسلمينَ حسنةٌ تسؤهم ، وعندما تُصِيبهمُ مُصيبةٌ ، من قتلٍ أو هزيمةٍ أو ضربٍ ، أو غيرِ ذلك يتوّلوا وهُم فرحون . فما هي النتيجةُ يا تُرى ؟ اسمعها من كلامِ الّذي يعلُ السّرَ وأخفى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ويقولُ سبحانه ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) ويقول ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
(6-1)
ويقول ( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ويقولُ جل في عُلاه ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) .. فلم ينفعْهم ادعاؤهُم ولا انتماؤهم ، فلا بُد آيها الأخوةُ في اللهِ من أن نهتمَّ بهذا الدينِ ، ونَعْمُرُ به الظوهرَ والبُواطنَ ، ونتمسكُ به ، ونعضُ عليه بالنواجذِ ، لأننا ما خُلقنا إلا من أجلِ عبادةِ اللهِ ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي ) ولن تصحَّ هذه العبادةُ ، إلاَّ عن طريقِ هذا الدينِ ، ونهتمَّ بهذا الدين ، لأن به سعادتَنا وعِزَتَنا ، وبه فوزَنا ونجاحَنا ، بالدُنيا والآخرةِ ، ولا قيمةَ لنا إلاَّ في هذا الدينِ ، ومن أعرضَ يقولُ اللهُ عنه ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ
(7-1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) فلنحافظْ على هذا الدينِ ، بالإبالِ عَليه ، وعَدَمِ الإعراضِ عنه ، ولنحذرْ من كُلِّ عَائِقٍ ، يعوقُ طريقَنا إليه ، وقد أخبرنا اللهُ عن بعضِ تلك العوائقِ ، وحذّرنا وذَكرَ لنا ، أن هذه العوائقَ ، إذا حَلتْ بيننا وبين أمرِ اللهِ ، فإننا على خطرٍ ، وهي ثمانيةُ عوائِقَ ، ذكرَها اللهُ في سورةِ التوبةِ يقولُ تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) فالآباءُ ، والأبناءُ ، والأخوانُ والأزواجُ ، والعشيرةُ والأموالُ ، والتجارةُ
(8-1)
والمساكنُ . إذا كانت هذه الأشياءُ، أحبَ من اللهِ ورسولِهِ ، وجهادٍ في سبيلِه ، فتربّصوا : أي فانتظروا ، فانتظروا حتى يأتيَ اللهُ بأمرِهِ ، واللهُُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ ، فحُبُّ اللهِ ورسولِهِ ، وامتثالُ أمرِ اللهِ ، وأمرِ رسولِهِ ، واجتنابُ ما نهى اللهُ عنهُ ، وما نهى عنهُ رسولُهُ ، هو الدّينُ : وه مُقدَّمٌ على الآباءِ والأبناءِ ، والعشيرةِ وغيرِ ذلك ، مما تهواهُ النّفسُ في هذه الحياةِ ، ولذلك قالَ الرسولُ { والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم ، حتى أكونَ أحبَ إليه من والدِهِ وولدِهِ ، والناسِ أجمعين } وإذا طغى حُبُ الُحطامِ ، على أوامرِ اللهِ ورسولِهِ ، ففي ذلك الذُلُّ والعياذُ باللهِ ، يقولُ الرسولُ { إذا تبايعتُم
(9-1)
بالعينةِ وأخذتُم بأذنابِ البقرِ ورضيتُم بالزّرعِ ، وتركتُم الجهادَ ، سلّطَ اللهُ عليكُم ذلاً لا ينزعُهُ حتى ترجعوا إلى دينِكُم } فلا يُقدَّمُ شيءٌ على الدّينِ فما بالُ أقوامٍ ، وضعوا الدّينَ بِمُؤخرةِ القائمةِ ، وقَدَّموا عليه حتى أتفهَ الأشياءِ ، وآثروا عليه حبَ النفسِ ، واتباعَ الشيطانِ . إنهُ لا ينبغي ، أن يكونَ الدّينُ بهذه المنزلةِ ، بل يَحرمُ ذلك ، نعم يَحرُمُ أن يكونَ الأهلُ ، أحبَّ من الدينِ ، فيؤتى لَهُم بما حرَّمَ اللهُ ، ويُلتَمَسُ رضاهُم بسخطِ اللهِ ، وقد قالَ النبيُّ ، كما في صحيحِ بنِ حبانَ ، من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها ، {من التمس رضى اللهِ بسخطِ الناس رضي اللهُ عنه وأرضى
(10-1)
الناسَ عنه ، ومن التمسَ رضا الناسِ ، بسخطِ الهِ ، سخطَ اللهُ عليه وأسخطَ عليه الناسَ }فلا بُد أيُها الأخوةُ في اللهِ ، من تقديمِ هذا الدينِ ، بامتثالِ أوامرهِ وتوجيهاتِهِ ، على كُلِّ زائلٍ ، وإذا حدثَ غيرُ ذلك ، فعلى الّدينِ السلامُ
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ، وتاب عليَّ وعلكم ، إنه هو التواب الرحيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ، من كلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
(1-2)
أما بعدُ أيُها المُسلمون ، فإن في عدمِ المُحافظةِ علىالدينِ ، الانحرافَ والردّةَ والعياذُ باللهِ ، وهذا أمرٌ مُشاهدٌ ، فالَّذين لا يحافظون على دِينِهِم ، ولا يعمَلون على صيانتِهِ ورعايتِهِ ، تزلُ بهمُ القدمُ . ويَنحَرِفُون بعد الهُدى ، ومن نتائجِ عَدَمِ المُحافظةِ على الدينِ ، تجدُ من ينتسبُ إلى الدينِ ، ولكنهُ لا يحملُ صفاتَ أهلِهِ ، ولا يَتَمَيّزُ بِمِيزاتِهم ، فقط بلسانِهِ ، أما أفعالُهُ : فهي أفعالُ المُجرمين ، فصار بذلك ، من الّذين يقولون ما لا يفعلون ، فحافظوا على دينِكُم ، بالمُحافظةِ على الأعمالِ الصّالحةِ واحذروا إتباعَ الهُوى ، وخطُواتِ الشيطانِ احمدُوا اللهَ على هذا الدّينِ ، واحفظوهُ وحافظوا عليه وتفقهُوا فيه ، وإياكُم وما يَصُدُّكُم عنه
(2-2)
أو يعوقُكُم منه ، فإنكُم مسؤولون ، فَأَعِدّوا للسؤالِ جُواباً ، وللجوابِ صواباً ، وصلوا وسَلِّموا على البشيرِ النذيرِ ، فقد أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ فقالَ عزَّ من قائلٍ كريمٍ ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم صلِ وسلم وأنعم وأكرم وزد وبارك ، على عبدِك ورسُولِك محمدٍ ، وارضَ اللهم عن الخُلفاءِالأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكر وعلي وعُثمان وعلي ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِك أجمعين وعن التابعين ، وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين ، وعنا معهم ، بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الرحمين ، للهم أعز الإسلام والمُسلمين
(3-2)
وأذلَ الشركَ والمشركين ، ودمّرْ أعداءَ الدينِ من اليهود والنصارى والشيعة والشيوعيين ، وجميع الكفرة الملحدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً رخاءً وسائر المُسلمين ، برحمتك يا أرحم الرحمين اللهُم ارزقنا الاستقامة على دينك ، والعمل بشرعك ، والإقتداء ، بنبيك محمد ، اللهم حبّب إلنا الإيمان وزينهُ في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوقَ والعصيان ، واجعلنا من الرّاشدين اللهُم أحينا مُسلمين ، وتوفنا مُسلمين ، غير خزيا ولا مفتُونين ، اللهُم أبرم لهذه الأمة أمر رُشد ، يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك ، ويُذلُّ فيه أهل معصيتك ، ويؤمرُ فيه بالمعروف ، ويُنهى فيه عن المُنكر ، إنك سميعُ الدُعاء ، ربنا آتنا في الدُنيا
(4-2)
حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى ، وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل ذكروكم وشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلموا ما تصنعون ……
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء أعرض عليكم خطبة الشيخ عبدالله السالم
نفعني الله وإياكم بما فيها .. آمين
ــــــــــــــــــــ العزة لهذا الدين
أما بعدُ .. أيُها الأخوةُ في اللهِ ، نحن قومٌ أعزّنا اللهُ بهذا الدينِ ، دينِ الإسلامِ ، أنعمَ به علينا أعزّنا بهِ وأكرمَنا من أجلِه ، فصرنا بفضلِ اللهِ وكرمِهِ ، من المنتمينَ إلى هذا الدينِ ، المُنتسبين لهُ ، ولو شاءَ سُبحانَهُ ، لصَيّرنا إلى غيرِ هذا ادينِ ، فيالها من نعمةٍ عظيمةٍ جدُّ عظيمةٍ ، جديرةٌ بالشُكرِ ، أنآءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ ، وهذه النعمةُ ، لا يُقدَّرُ قَدْرُها ، ولا يُحسُّ بها ، إلا عندما يُرى ، من فَقَدَهَا ، وحُرمَ إياها ، فاللهم لك الحمدُ ، مُسلمون ، ونعيشُ بين المُسلمين ، ومن سُلالةِ مُسلمينَ ، ولو حدثَ غيرُ ذلك ، لوقعَ مالا تُحمدُ عُقباه ، إلا أن يشاءَ اللهُ ، يقولُ الرسولُ { كُلُ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ ، فأبواه يُهودانِهِ أو يُنصرانِهِ ، أو يُمجسانِهِ}
(2-1)
والدينُ هو الإسلامُ ،كما جاءَ في قولِهِ تعالى ( إِنّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) وهذا هو دينُنا ، وقد توارثنا التمسكَ به أباً عن جدٍ ، وعشناهُ مُنذُ خُلقنا ، ومهما حَدَثَ من تقصيرٍ وإعراضٍ ، فهو دينُنا ، ونحنُ أبناؤه ، ومهما حدثَ من بُعدٍ وجفاءٍ فلن نرضى بسواه ، ولن نقبلَ بغيرِهِ ، وهذه حقيقةٌ مُسَّلَمٌ بها ، ولا شك ولا مراءَ فيها ، فالمُسلمُ يعتزُّ بإسلامِهِ ، مهما بلغتْ فيه المعاصي ، ومهما بلغتْ فيه الذنوبُ ، فإنه يعتزُ بِإسلامِهِ ، بل حتى الذي أوشكَ أن يخرُجَ عن دائرةِ الإسلامِ ، لو نسبتَهُ لغيرِ الإسلامِ ، لا استشاطَ غضباً ، بل حتى الّذي خرج من الإسلامِ ، يغضبُ ويُثيرُ الدُنيا ولا يُقعِدُها ، عندما يُنسبُ إلى غيرِ الإسلامِ ، وبهذا
(3-1)
دليلٌ على عظمةِ هذا الدينِ ، ودليلٌ على أن الخيرَ باقٍ ، بمن انتسبَ إلى هذا الدينِ ، ونحن جميعاً أيُها الأخوةُ في اللهِ ، بحاجةٍ إلى مُحاسبةِ أنفسِنا ، والوقُوفِ مَعَهَا ، وسؤالِها دائماً وأبداً ، عن مدى التزامِها بهذا الدّينِ ، وعن قُربِ أنفسِنَا ، وبعدِها من هذا الدّينِ ، ولو حصلَ منّا ذلك ، لتحسنتْ الأوضاعُ ، ولزانتْ الأحولُ ، أما الغفلةُ عن ذلك ، فالخطرُ كُلُّ الخطرِ ، لأن الغافلَ إذا استمرَ في غفلِهِ ، يستمرُ حتى تُلْقِ به ذنوبُه ومعاصيهِ ، في مكانٍ سحيقٍ ، ولذلك يقولُ تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
(4-1)
ومُجردُ الإنتماءِ لهذا الدينِ ، لا ينفعُ عندَ اللهِ ، لابد من أن يكونَ أمراً واقعاً ، وقد أخبرنا اللهُ عن المُنافقينَ ، حينما انتموا إلى الإيمانِ ، وهو بريءٌ منهم فقالَ اللهُ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُآمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ،* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) فدعُواهُم كاذبةٌ ، ادعوا الإيمانَ . ولكنّهم على خلافِ ذلك يقولُونَ نحنُ مُؤمنونَ ، باللهِ وباليومِ الآخرِ ، ولكنهُم يُظهرُون مالا يُبطنون ، يأتون إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، ويقولون لهُ نَشهدُ إنك لرسولُ الله ، يقُلون ذلك بألسنَتهِم ، ولكن قُلوبهَم
(5-1)
على غيرِ ذلك ، لا يمتثلونَ أوامرَه ويتركون سُنَتَهُ فيشهدُون بالألسُنِ فقط ، إنهُ لرسولُ اللهِ ، واللهُ يشهدُ إنهم لكاذبون ، يدَّعُون الإيمانَ ، ويقولُون نحنُ مُؤمنون ، ولَكَنهم يَلمِزُون المُطَّوعين ، ولا يأتون الصلاةَ إلا وهُم كُسالى ، ولا يُنفقونَ إلا وهُم كارهونَ ، يَدَّعونَ الإيمانَ ، ولكنَّهم عندما تُصيبُ المسلمينَ حسنةٌ تسؤهم ، وعندما تُصِيبهمُ مُصيبةٌ ، من قتلٍ أو هزيمةٍ أو ضربٍ ، أو غيرِ ذلك يتوّلوا وهُم فرحون . فما هي النتيجةُ يا تُرى ؟ اسمعها من كلامِ الّذي يعلُ السّرَ وأخفى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ويقولُ سبحانه ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) ويقول ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
(6-1)
ويقول ( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ويقولُ جل في عُلاه ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) .. فلم ينفعْهم ادعاؤهُم ولا انتماؤهم ، فلا بُد آيها الأخوةُ في اللهِ من أن نهتمَّ بهذا الدينِ ، ونَعْمُرُ به الظوهرَ والبُواطنَ ، ونتمسكُ به ، ونعضُ عليه بالنواجذِ ، لأننا ما خُلقنا إلا من أجلِ عبادةِ اللهِ ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي ) ولن تصحَّ هذه العبادةُ ، إلاَّ عن طريقِ هذا الدينِ ، ونهتمَّ بهذا الدين ، لأن به سعادتَنا وعِزَتَنا ، وبه فوزَنا ونجاحَنا ، بالدُنيا والآخرةِ ، ولا قيمةَ لنا إلاَّ في هذا الدينِ ، ومن أعرضَ يقولُ اللهُ عنه ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ
(7-1)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) فلنحافظْ على هذا الدينِ ، بالإبالِ عَليه ، وعَدَمِ الإعراضِ عنه ، ولنحذرْ من كُلِّ عَائِقٍ ، يعوقُ طريقَنا إليه ، وقد أخبرنا اللهُ عن بعضِ تلك العوائقِ ، وحذّرنا وذَكرَ لنا ، أن هذه العوائقَ ، إذا حَلتْ بيننا وبين أمرِ اللهِ ، فإننا على خطرٍ ، وهي ثمانيةُ عوائِقَ ، ذكرَها اللهُ في سورةِ التوبةِ يقولُ تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) فالآباءُ ، والأبناءُ ، والأخوانُ والأزواجُ ، والعشيرةُ والأموالُ ، والتجارةُ
(8-1)
والمساكنُ . إذا كانت هذه الأشياءُ، أحبَ من اللهِ ورسولِهِ ، وجهادٍ في سبيلِه ، فتربّصوا : أي فانتظروا ، فانتظروا حتى يأتيَ اللهُ بأمرِهِ ، واللهُُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ ، فحُبُّ اللهِ ورسولِهِ ، وامتثالُ أمرِ اللهِ ، وأمرِ رسولِهِ ، واجتنابُ ما نهى اللهُ عنهُ ، وما نهى عنهُ رسولُهُ ، هو الدّينُ : وه مُقدَّمٌ على الآباءِ والأبناءِ ، والعشيرةِ وغيرِ ذلك ، مما تهواهُ النّفسُ في هذه الحياةِ ، ولذلك قالَ الرسولُ { والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم ، حتى أكونَ أحبَ إليه من والدِهِ وولدِهِ ، والناسِ أجمعين } وإذا طغى حُبُ الُحطامِ ، على أوامرِ اللهِ ورسولِهِ ، ففي ذلك الذُلُّ والعياذُ باللهِ ، يقولُ الرسولُ { إذا تبايعتُم
(9-1)
بالعينةِ وأخذتُم بأذنابِ البقرِ ورضيتُم بالزّرعِ ، وتركتُم الجهادَ ، سلّطَ اللهُ عليكُم ذلاً لا ينزعُهُ حتى ترجعوا إلى دينِكُم } فلا يُقدَّمُ شيءٌ على الدّينِ فما بالُ أقوامٍ ، وضعوا الدّينَ بِمُؤخرةِ القائمةِ ، وقَدَّموا عليه حتى أتفهَ الأشياءِ ، وآثروا عليه حبَ النفسِ ، واتباعَ الشيطانِ . إنهُ لا ينبغي ، أن يكونَ الدّينُ بهذه المنزلةِ ، بل يَحرمُ ذلك ، نعم يَحرُمُ أن يكونَ الأهلُ ، أحبَّ من الدينِ ، فيؤتى لَهُم بما حرَّمَ اللهُ ، ويُلتَمَسُ رضاهُم بسخطِ اللهِ ، وقد قالَ النبيُّ ، كما في صحيحِ بنِ حبانَ ، من حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها ، {من التمس رضى اللهِ بسخطِ الناس رضي اللهُ عنه وأرضى
(10-1)
الناسَ عنه ، ومن التمسَ رضا الناسِ ، بسخطِ الهِ ، سخطَ اللهُ عليه وأسخطَ عليه الناسَ }فلا بُد أيُها الأخوةُ في اللهِ ، من تقديمِ هذا الدينِ ، بامتثالِ أوامرهِ وتوجيهاتِهِ ، على كُلِّ زائلٍ ، وإذا حدثَ غيرُ ذلك ، فعلى الّدينِ السلامُ
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ، وتاب عليَّ وعلكم ، إنه هو التواب الرحيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ، من كلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
(1-2)
أما بعدُ أيُها المُسلمون ، فإن في عدمِ المُحافظةِ علىالدينِ ، الانحرافَ والردّةَ والعياذُ باللهِ ، وهذا أمرٌ مُشاهدٌ ، فالَّذين لا يحافظون على دِينِهِم ، ولا يعمَلون على صيانتِهِ ورعايتِهِ ، تزلُ بهمُ القدمُ . ويَنحَرِفُون بعد الهُدى ، ومن نتائجِ عَدَمِ المُحافظةِ على الدينِ ، تجدُ من ينتسبُ إلى الدينِ ، ولكنهُ لا يحملُ صفاتَ أهلِهِ ، ولا يَتَمَيّزُ بِمِيزاتِهم ، فقط بلسانِهِ ، أما أفعالُهُ : فهي أفعالُ المُجرمين ، فصار بذلك ، من الّذين يقولون ما لا يفعلون ، فحافظوا على دينِكُم ، بالمُحافظةِ على الأعمالِ الصّالحةِ واحذروا إتباعَ الهُوى ، وخطُواتِ الشيطانِ احمدُوا اللهَ على هذا الدّينِ ، واحفظوهُ وحافظوا عليه وتفقهُوا فيه ، وإياكُم وما يَصُدُّكُم عنه
(2-2)
أو يعوقُكُم منه ، فإنكُم مسؤولون ، فَأَعِدّوا للسؤالِ جُواباً ، وللجوابِ صواباً ، وصلوا وسَلِّموا على البشيرِ النذيرِ ، فقد أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ فقالَ عزَّ من قائلٍ كريمٍ ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم صلِ وسلم وأنعم وأكرم وزد وبارك ، على عبدِك ورسُولِك محمدٍ ، وارضَ اللهم عن الخُلفاءِالأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكر وعلي وعُثمان وعلي ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِك أجمعين وعن التابعين ، وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين ، وعنا معهم ، بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الرحمين ، للهم أعز الإسلام والمُسلمين
(3-2)
وأذلَ الشركَ والمشركين ، ودمّرْ أعداءَ الدينِ من اليهود والنصارى والشيعة والشيوعيين ، وجميع الكفرة الملحدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً رخاءً وسائر المُسلمين ، برحمتك يا أرحم الرحمين اللهُم ارزقنا الاستقامة على دينك ، والعمل بشرعك ، والإقتداء ، بنبيك محمد ، اللهم حبّب إلنا الإيمان وزينهُ في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوقَ والعصيان ، واجعلنا من الرّاشدين اللهُم أحينا مُسلمين ، وتوفنا مُسلمين ، غير خزيا ولا مفتُونين ، اللهُم أبرم لهذه الأمة أمر رُشد ، يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك ، ويُذلُّ فيه أهل معصيتك ، ويؤمرُ فيه بالمعروف ، ويُنهى فيه عن المُنكر ، إنك سميعُ الدُعاء ، ربنا آتنا في الدُنيا
(4-2)
حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى ، وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل ذكروكم وشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلموا ما تصنعون ……
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته