الداعيه / براك الفريسي الجربا
15-01-2002, 03:16
اخواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خبة الشيخ عبد الله السالم
ــــــــــــــ
(1-1)
الحمد لله القائل في كتابه المبين ( وَتُوبُوا إلى اللهِ جَمِيعاً أيُّهاَ الْمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ ) . أحمده إذ فتح لعباده باب التوبة ، ودعاهم إليها ووعدهم أن يتقبلها منهم ويمحو بها سيئاتهم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. لا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الل عليه وسلم وعلى إله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد أيها الناس اتقوا الله عباد الله إن ابن آدم مخلوق ضعيف وقد حف به ، أعداء كثيرون .. من شياطين الجن والإنس ويحسنون له القبيح . ويقبحون في نظرة الحسن ، ومع هؤلاء الأعداء ، نفسه الأمارة بالسوء تدعوه ، إلى تناول الشهوات المحرمة ، فهو معرض للخطر من كل جانب ،
(2-1)
لكن مع هذا كله ،، قد جعل الله له حصناً ، إذا أوى إليه ، رجعت هذه الأعداء . كلها خاسئة مدحورة ، وذلكم الحصن هو توبته إلى ربه والاستعانة به ، واللهج بذكره ، اللهم إنا نبرء من الثقة الاَّبك ، من الأمل إلا فيك ، ومن التوكل إلا عليك ، ، ومن الرضى إلا منك ، ومن الصبر إلا على بابك ، ومن الرجاء إلا منك ، يا غفور يا ودود ياذ العرش المجيد ، يا فعال لما تريد ، أغفر ذنوبنا ، وأرحم ضعفنا ، وجبر كسرنا ، وتب علينا ، وثبتنا على هذا الدين ، وقبضنا إليك غير خزَيا ولا مفتونين ، يا حي يا قيوم ، أيها الأخ الحبيب يا من بدرة منك خطيئة ، أو معصية ، بادر بالتوبة والاستغفار ، واتبعها بالحسنة
(3-1)
التي تمحوها يقول الله تعالى ( وَمَن يَعمَلْ سُوءًا أَوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُراً رَّحِيماً ) والتوبة الصادقة تمحو الخطيئة ، مهما عظمت كما قال تعالى ( قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُواْ يُغفَر لَهُم مَّا قَد سَلَفَ ) لقد عرض الله التوبة على الذين هم أشد الناس جرماً ، الذين يقتلون أنبياءهُ ويقولون ( إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) ويقول ( إِنَّ الَّلهَ هُوَ الْمَسِيحُ اْبْنُ مَرْيَمَ ) لقد دعا هؤلاء ، إلى التوبة فقال سبحانه ( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلىَ الَّلهِ وَيَسْتَغْفُرونَهُ وَاْلَّلهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {إن الله سبحانه ، فتح بابه للتائبين ليلاً ونهاراً يبسط يده في الليل * يتوب مسيء النهار * ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل } يتلطف سبحانه بعباده ، الذين
(4-1)
كثرت سيئاتهم وعظمت خطاياهم ، فينهاهم عن أن تحملهم كثرة ذنوبهم ، على القنوط من رحمة الله ، وترك التوبة منها ، فيقول سبحانه ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذَّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الَّرحِيمُ ) أيها المسلمون ، إن التوبة ليست مجرد لفظ ، كأن يقول الإنسان بلسانه ، أتوب إلى الله ، أو اللهم تب عليَّ ، وهو مص على معصيته ، وليست التوبة أن يقول ذلك ، وهو عازم على أن يعود إلى معصية ربه ، ومخالفته ، ولكن التوبة النصوح ، أن تتوب إلى ربك مخلصاً لله ، مقلعاً عن المعاصي ، نادماً على فعلها ، وعازماً على أن لا تعود إليها ، هذه هي التوبة ، أما أن تستمر
(5-1)
على المعصية ، وتقول هذه صغيرة ، دون حياءٍ ولا خوفٍ من الله ، أو تقول : إن الله غفور رحيم ، وأنت مصر على المعصية ، نعم الله غفور ، ولا شك في ذلك ، والله رحيم وله نفحات ، ولكن استمع إليه مخبراً ، عن أوصاف الّذينَ يتوب عليهم ، يقول سبحانه ( وَإِنّيِ لَغَفَّارٌ ِّمِنَ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَاِلحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) ويقول جل ذكره ( إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ، واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ويقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفْرَ عَنكُمْ سَيِئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلأَنْهَار ) يقول ابن القيم رحمه الله [ كثير من
(6-1)
الجهال ، اعتمدوا ، على رحمة الله وعفوه وكره ، وضيعوا أمره ونهيه ، ونسوا أنه شديد العقاب ، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ، ومن اعتمد على العفو ، مع الإصرار على الذنب ، فهوا كما لمعاند ] وقال أحدهم ، رجائك لرحمة من لا تطيعه ، من الخذلان والحمق ، فيا أُخيَ إن التأخر بالتوبة ، والتسويف بالتوبة ، يغضب الله عليك ، فيسخط وينتقم ، ويهيئ لك خاتمة مؤلمة ، وعملاً سيئاً تموت عليه ، فبادر بالتوبةِ إلى ربك ومولاك ، فالتوبة لها وقت معلوم ، وتأتي عليك ساعة ، ولعلها أقرب من ما في بالك ، فتقول تبت يا الله فلا تقبل منك ، ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ للَذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَاَلةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
(7-1)
فَأُوْلَئكَ يَتُوبُ الَّلهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنّي تُبْتُ الآْنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارُ أُوْلَئكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) فبادروا أيها المسلمون بالتوبة ، فإنكم لا تدرون متى يفاجئكم الموت . ولا تدرون متى يفاجئكم عذاب الله ، فالإصرار على المعاصي ، يعجل العقوبةفي الدنيا ، والمعصية بلا توبة ، تولد المعاصي ، حتى يكون القلب ظلمة ، ومن أعظم العقوبات ! قسوة القلوب ومرضها ، وإن الكثير الآن قلوبهم قاسية ، إلا من رحم الله ، يسمعون المواعظ ، والزواجر ، ويقرءونها في كتاب الله ، تعالى وسنة المصطفى ، صلى الله عليه وسلم
(8-1)
وكأنهم لا يسمعون !!! ولا يقرءون ، وأحسنهم الّذي إذا سمع الموعظة ، وعاها حين سماعها فقط ، فإذا فارقها خمدت نار حماسه ، واستولت الغفلة ، على قلبه ، وعاد إلى ما كان عليه من عمل ، المواعظ تقرع أذنيه ، في عقوبة ترك الصلاة وإضاعتها ( فَخَلَفَ مِن بَعِْهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلاَّ مَن تَابَ ) ولكنه لا يتوب ، وكأنه لا يسمع ، وربما جاور المسجد لكنه لا يعرف الطريق إليه ،فيا أيها المسلمون ، إن التوبة من الذنوب ، واجبة على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، أو التكاسل فيها ، فإن تأخير التوبة ، ذنب يحتاج إلى توبة ، يقول تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُم
(9-1)
ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرواْ لِذُنُوِبِهمْ ، وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِن رَّبّهِمِ وَجَنَّاتٌ ، تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنَهاُر خَاِلدِينَ فِيهَا وَنْعمَ أَجْرُ الْعَاِمِلينَ ) أيها الأخ الحبيب أعلم إن التوبة لها زمن قبول ، لا تقبل إلا به ، ولا تقبل بغيره ، أخبر عن هذا الزمن ، المولى جل وعلا في كتابه فقال ( وَلَيْسَتِ الَّتوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنّي تُبْتُ الآْنَ )هذا زمن ، والآخر في قوله تعالى ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَاَاتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيَمُانَها لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمانُهَا خَيْراً ) والمراد بذلك طلوع الشمس من مغربها ، ويقول الحبيب
(10-1)
صلى الله عليه وسلم { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغر غر } ، يعني بروحه ، ويقول عليه الصلاة والسلام ، كما في حديث آبى هريرة رضي الله عنه {من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه }فتوبوا أيها المسلمون إلى ربِّكم وأسلموا له ، وثقوا بأن التوبة النصوح ، تجب ما قلبها من الذنوب ، مهما عظمت ، وهانحن في شهرِ رمضان ، شهرُ التعو على الطّاعة ،والبُعد عن المعصية ، والإنطراح بين يدي الرب ، وضبط النفس ، وكبح الشهوة ، ودفع النَّزوة ، ومحاربة الشيطان ، والقربِ من الرحمان ، والترنم بالقران ، ففرصةٌ نفيسة عظيمة ، لا تقدَّرُ بثمن فبادر باستغلالها ، واجعلها مُنطلقاً لك من أسر
(11-1)
الشّهوات ، وبداية لك في السير ، في ركب الصّالحين ، والإقتداء بسيّد المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، واستمع إلى نداء رب العالمين ، وهو ينادي المسرفين ألاّ يكونوا من القانطين ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى َنفُسِهمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفُر الذُّنُوبَ جَمِيعَا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
(1-2)
الحمد لله على إحسانه ، واشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبد ه ورسوله الداعي إلى رضوانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه ، أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى ، وبادوا بالتوبة إليه عز وجل ، من جميع الذنوب والمعاصي ، وأنت يها العاصي تب إلى ربك وأنتبه لنفسك ، واقبل على الله عز وجلّ خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماشٍ فوق أرضِ الشوك يحذر مايرى لا تحقرن صغيـرةً إنَّ الجبـالَ مـن الحصى
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، شيخ كبير ، يدعم على عصاً له ، فقال يا رسول الله
(2-2)
إن لي غدارات وفاجرات فهل يغفر لي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم { ألست تشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال . بلى ، وأشهد أنك رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام ، قد غُفر لك غدراتك وفجراتك } والأحاديث ف ذلك كثيرة ، عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن المراد ، إن العبد لا يقنط من رحمة الله ، وإن عظمت ذنوبه وكثرة ، فإن باب الرحمة والتوبة واسع ، قال الله تعالى ( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهُ هُوَ يَقَبْلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) ويقول جل وعلا ، في الحديث القدسي { يا بن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني ، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفره لك
(3-2)
يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقربها مغفرة } اللهمأعطنا ولا تحرمنا ، وجد علينا بكريم نولك وتتابع حفظانك ، اللهم خذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى ، اللهم زكي أقوالنا ، وأعمالنا ، وعقولنا ، وأهدنا ويسر الهدى لنا ، اللهم لو عذبتنا لفعلت ، وأنت غير ظالم لنا ، ولو رحمتنا كانت رحمتك خيراً من أعمالنا ، فيا من لا يعاجل بالعقوبة ، ألهمنا حسن التوبة إليك ، وجميل التوكل عليك وعظيم الزلفى لديك ، نحن بك وإليك ، تبارك ربنا وتعاليت ، اللهم إنا نُناجيك ، بقلوب أرهقتها الذنوب والمعاصي ، وندعوك ، وقد علمت ما فرط منا ، مما وسعه حلمك وستره
(4-2)
عفوك ، وغمره برك ، فيا أهلالمغفرة ، أغفر لنا ، ويا أهل التقوى ، استعملنا في طاعتك ، ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم صلى على المعصوم وبلغه صلاتنا وسلامنا ، في هذه الساعة المباركة فأنه يقولُ عليه الصلاة والسلام ،{حيثما كنتم فصلّوا علي ، فأن صلاتكم تبلغني } ويقولُ بأبي هو وأمي { من صلى علي صلة صلى الله عليها بها عشراً } اللهم صلى وزد وبارك على رسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، وارض اللهم عن الخلفاء ، الأئمة الحنفاء ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الين وعنا
(5-2)
معهم بمنك وفضلك ورحمتك يا ارحم الرحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداءك أعداء الدين ، من اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم ، والشيوعيين ومن شايعهم ، اللهم وأنزل بأسك الذي لا مرد له عليهم ، اللهم أشدد وطأتك عليهم ، اللهم أحصهم عددا وقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحداً يا قوي يا متين ، اللهم إنهم لا يعجزونك ، فأرنا فيهم عجائب قدرتك
ــــــــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا تنسونا من صالح دوعائكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خبة الشيخ عبد الله السالم
ــــــــــــــ
(1-1)
الحمد لله القائل في كتابه المبين ( وَتُوبُوا إلى اللهِ جَمِيعاً أيُّهاَ الْمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ ) . أحمده إذ فتح لعباده باب التوبة ، ودعاهم إليها ووعدهم أن يتقبلها منهم ويمحو بها سيئاتهم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. لا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الل عليه وسلم وعلى إله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد أيها الناس اتقوا الله عباد الله إن ابن آدم مخلوق ضعيف وقد حف به ، أعداء كثيرون .. من شياطين الجن والإنس ويحسنون له القبيح . ويقبحون في نظرة الحسن ، ومع هؤلاء الأعداء ، نفسه الأمارة بالسوء تدعوه ، إلى تناول الشهوات المحرمة ، فهو معرض للخطر من كل جانب ،
(2-1)
لكن مع هذا كله ،، قد جعل الله له حصناً ، إذا أوى إليه ، رجعت هذه الأعداء . كلها خاسئة مدحورة ، وذلكم الحصن هو توبته إلى ربه والاستعانة به ، واللهج بذكره ، اللهم إنا نبرء من الثقة الاَّبك ، من الأمل إلا فيك ، ومن التوكل إلا عليك ، ، ومن الرضى إلا منك ، ومن الصبر إلا على بابك ، ومن الرجاء إلا منك ، يا غفور يا ودود ياذ العرش المجيد ، يا فعال لما تريد ، أغفر ذنوبنا ، وأرحم ضعفنا ، وجبر كسرنا ، وتب علينا ، وثبتنا على هذا الدين ، وقبضنا إليك غير خزَيا ولا مفتونين ، يا حي يا قيوم ، أيها الأخ الحبيب يا من بدرة منك خطيئة ، أو معصية ، بادر بالتوبة والاستغفار ، واتبعها بالحسنة
(3-1)
التي تمحوها يقول الله تعالى ( وَمَن يَعمَلْ سُوءًا أَوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُراً رَّحِيماً ) والتوبة الصادقة تمحو الخطيئة ، مهما عظمت كما قال تعالى ( قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُواْ يُغفَر لَهُم مَّا قَد سَلَفَ ) لقد عرض الله التوبة على الذين هم أشد الناس جرماً ، الذين يقتلون أنبياءهُ ويقولون ( إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) ويقول ( إِنَّ الَّلهَ هُوَ الْمَسِيحُ اْبْنُ مَرْيَمَ ) لقد دعا هؤلاء ، إلى التوبة فقال سبحانه ( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلىَ الَّلهِ وَيَسْتَغْفُرونَهُ وَاْلَّلهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {إن الله سبحانه ، فتح بابه للتائبين ليلاً ونهاراً يبسط يده في الليل * يتوب مسيء النهار * ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل } يتلطف سبحانه بعباده ، الذين
(4-1)
كثرت سيئاتهم وعظمت خطاياهم ، فينهاهم عن أن تحملهم كثرة ذنوبهم ، على القنوط من رحمة الله ، وترك التوبة منها ، فيقول سبحانه ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذَّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الَّرحِيمُ ) أيها المسلمون ، إن التوبة ليست مجرد لفظ ، كأن يقول الإنسان بلسانه ، أتوب إلى الله ، أو اللهم تب عليَّ ، وهو مص على معصيته ، وليست التوبة أن يقول ذلك ، وهو عازم على أن يعود إلى معصية ربه ، ومخالفته ، ولكن التوبة النصوح ، أن تتوب إلى ربك مخلصاً لله ، مقلعاً عن المعاصي ، نادماً على فعلها ، وعازماً على أن لا تعود إليها ، هذه هي التوبة ، أما أن تستمر
(5-1)
على المعصية ، وتقول هذه صغيرة ، دون حياءٍ ولا خوفٍ من الله ، أو تقول : إن الله غفور رحيم ، وأنت مصر على المعصية ، نعم الله غفور ، ولا شك في ذلك ، والله رحيم وله نفحات ، ولكن استمع إليه مخبراً ، عن أوصاف الّذينَ يتوب عليهم ، يقول سبحانه ( وَإِنّيِ لَغَفَّارٌ ِّمِنَ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَاِلحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) ويقول جل ذكره ( إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ، واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ويقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفْرَ عَنكُمْ سَيِئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلأَنْهَار ) يقول ابن القيم رحمه الله [ كثير من
(6-1)
الجهال ، اعتمدوا ، على رحمة الله وعفوه وكره ، وضيعوا أمره ونهيه ، ونسوا أنه شديد العقاب ، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ، ومن اعتمد على العفو ، مع الإصرار على الذنب ، فهوا كما لمعاند ] وقال أحدهم ، رجائك لرحمة من لا تطيعه ، من الخذلان والحمق ، فيا أُخيَ إن التأخر بالتوبة ، والتسويف بالتوبة ، يغضب الله عليك ، فيسخط وينتقم ، ويهيئ لك خاتمة مؤلمة ، وعملاً سيئاً تموت عليه ، فبادر بالتوبةِ إلى ربك ومولاك ، فالتوبة لها وقت معلوم ، وتأتي عليك ساعة ، ولعلها أقرب من ما في بالك ، فتقول تبت يا الله فلا تقبل منك ، ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ للَذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَاَلةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
(7-1)
فَأُوْلَئكَ يَتُوبُ الَّلهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنّي تُبْتُ الآْنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارُ أُوْلَئكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) فبادروا أيها المسلمون بالتوبة ، فإنكم لا تدرون متى يفاجئكم الموت . ولا تدرون متى يفاجئكم عذاب الله ، فالإصرار على المعاصي ، يعجل العقوبةفي الدنيا ، والمعصية بلا توبة ، تولد المعاصي ، حتى يكون القلب ظلمة ، ومن أعظم العقوبات ! قسوة القلوب ومرضها ، وإن الكثير الآن قلوبهم قاسية ، إلا من رحم الله ، يسمعون المواعظ ، والزواجر ، ويقرءونها في كتاب الله ، تعالى وسنة المصطفى ، صلى الله عليه وسلم
(8-1)
وكأنهم لا يسمعون !!! ولا يقرءون ، وأحسنهم الّذي إذا سمع الموعظة ، وعاها حين سماعها فقط ، فإذا فارقها خمدت نار حماسه ، واستولت الغفلة ، على قلبه ، وعاد إلى ما كان عليه من عمل ، المواعظ تقرع أذنيه ، في عقوبة ترك الصلاة وإضاعتها ( فَخَلَفَ مِن بَعِْهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلاَّ مَن تَابَ ) ولكنه لا يتوب ، وكأنه لا يسمع ، وربما جاور المسجد لكنه لا يعرف الطريق إليه ،فيا أيها المسلمون ، إن التوبة من الذنوب ، واجبة على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، أو التكاسل فيها ، فإن تأخير التوبة ، ذنب يحتاج إلى توبة ، يقول تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُم
(9-1)
ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرواْ لِذُنُوِبِهمْ ، وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِن رَّبّهِمِ وَجَنَّاتٌ ، تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنَهاُر خَاِلدِينَ فِيهَا وَنْعمَ أَجْرُ الْعَاِمِلينَ ) أيها الأخ الحبيب أعلم إن التوبة لها زمن قبول ، لا تقبل إلا به ، ولا تقبل بغيره ، أخبر عن هذا الزمن ، المولى جل وعلا في كتابه فقال ( وَلَيْسَتِ الَّتوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنّي تُبْتُ الآْنَ )هذا زمن ، والآخر في قوله تعالى ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَاَاتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيَمُانَها لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمانُهَا خَيْراً ) والمراد بذلك طلوع الشمس من مغربها ، ويقول الحبيب
(10-1)
صلى الله عليه وسلم { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغر غر } ، يعني بروحه ، ويقول عليه الصلاة والسلام ، كما في حديث آبى هريرة رضي الله عنه {من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه }فتوبوا أيها المسلمون إلى ربِّكم وأسلموا له ، وثقوا بأن التوبة النصوح ، تجب ما قلبها من الذنوب ، مهما عظمت ، وهانحن في شهرِ رمضان ، شهرُ التعو على الطّاعة ،والبُعد عن المعصية ، والإنطراح بين يدي الرب ، وضبط النفس ، وكبح الشهوة ، ودفع النَّزوة ، ومحاربة الشيطان ، والقربِ من الرحمان ، والترنم بالقران ، ففرصةٌ نفيسة عظيمة ، لا تقدَّرُ بثمن فبادر باستغلالها ، واجعلها مُنطلقاً لك من أسر
(11-1)
الشّهوات ، وبداية لك في السير ، في ركب الصّالحين ، والإقتداء بسيّد المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، واستمع إلى نداء رب العالمين ، وهو ينادي المسرفين ألاّ يكونوا من القانطين ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى َنفُسِهمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفُر الذُّنُوبَ جَمِيعَا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
(1-2)
الحمد لله على إحسانه ، واشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبد ه ورسوله الداعي إلى رضوانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه ، أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى ، وبادوا بالتوبة إليه عز وجل ، من جميع الذنوب والمعاصي ، وأنت يها العاصي تب إلى ربك وأنتبه لنفسك ، واقبل على الله عز وجلّ خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماشٍ فوق أرضِ الشوك يحذر مايرى لا تحقرن صغيـرةً إنَّ الجبـالَ مـن الحصى
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، شيخ كبير ، يدعم على عصاً له ، فقال يا رسول الله
(2-2)
إن لي غدارات وفاجرات فهل يغفر لي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم { ألست تشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال . بلى ، وأشهد أنك رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام ، قد غُفر لك غدراتك وفجراتك } والأحاديث ف ذلك كثيرة ، عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن المراد ، إن العبد لا يقنط من رحمة الله ، وإن عظمت ذنوبه وكثرة ، فإن باب الرحمة والتوبة واسع ، قال الله تعالى ( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهُ هُوَ يَقَبْلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) ويقول جل وعلا ، في الحديث القدسي { يا بن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني ، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفره لك
(3-2)
يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقربها مغفرة } اللهمأعطنا ولا تحرمنا ، وجد علينا بكريم نولك وتتابع حفظانك ، اللهم خذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى ، اللهم زكي أقوالنا ، وأعمالنا ، وعقولنا ، وأهدنا ويسر الهدى لنا ، اللهم لو عذبتنا لفعلت ، وأنت غير ظالم لنا ، ولو رحمتنا كانت رحمتك خيراً من أعمالنا ، فيا من لا يعاجل بالعقوبة ، ألهمنا حسن التوبة إليك ، وجميل التوكل عليك وعظيم الزلفى لديك ، نحن بك وإليك ، تبارك ربنا وتعاليت ، اللهم إنا نُناجيك ، بقلوب أرهقتها الذنوب والمعاصي ، وندعوك ، وقد علمت ما فرط منا ، مما وسعه حلمك وستره
(4-2)
عفوك ، وغمره برك ، فيا أهلالمغفرة ، أغفر لنا ، ويا أهل التقوى ، استعملنا في طاعتك ، ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم صلى على المعصوم وبلغه صلاتنا وسلامنا ، في هذه الساعة المباركة فأنه يقولُ عليه الصلاة والسلام ،{حيثما كنتم فصلّوا علي ، فأن صلاتكم تبلغني } ويقولُ بأبي هو وأمي { من صلى علي صلة صلى الله عليها بها عشراً } اللهم صلى وزد وبارك على رسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، وارض اللهم عن الخلفاء ، الأئمة الحنفاء ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الين وعنا
(5-2)
معهم بمنك وفضلك ورحمتك يا ارحم الرحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداءك أعداء الدين ، من اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم ، والشيوعيين ومن شايعهم ، اللهم وأنزل بأسك الذي لا مرد له عليهم ، اللهم أشدد وطأتك عليهم ، اللهم أحصهم عددا وقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحداً يا قوي يا متين ، اللهم إنهم لا يعجزونك ، فأرنا فيهم عجائب قدرتك
ــــــــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا تنسونا من صالح دوعائكم