عبدالعزيز
15-01-2002, 00:04
يكتبها عنه/عصام دراز
وينشرها عبرالبريد/سلفي
(( إنـشـــاء المـأســـدة ))
حضر أسامة بن لادن إلى باكستان بعد أن علم بالغزو السوفيتي لأفغانستان . وكان حضوره بعد سبعة عشر يوماً فقط من الغزو .. ولم يكن قد سمع من قبل عن أفغانستان .. سوى أنها بلد مسلم وبه خيول ممتازة ( لأن أسامة بن لادن يحب الخيول )ا
ويقول (( أبو محمود السوري )) عن أول رحلة لأسامة بن لادن : إن أسامة بن لادن .. حضر إلى لاهور .. وذهب إلى أمير الجماعة الإسامية بباكستان .. في الليل .. وسلم أمير الجماعة مبلغاً من المال تبرعاً للمجاهدين ووعده أمير الجماعة بإيصال هذا المبلغ للمجاهدين .. وفي زيارة تالية أخبره أمير الجماعة بأن المبلغ قد سلم إلى قادة الجهاد الأفغاني (( رباني وحكمت يار ) لأنه لم يكن في الساحة في ذلك الوقت سوى رباني وحكمت ( كان سياف في السجن . وأفرج عنه عام 1980 خطأ ) ا
توالى حضور أسامة بن لادن متبرعاً .. وعندما عرف أماكن تواجد المجاهدين في بيشاور ذهب بنفسه إليهم .. وفي كل مرة يحضر فيها إلى باكستان كان يصحب أحد الإخوة .. وكان العرب في ذلك الوقت حضرون إلى (( بيشاور )) فرادي . وفي عامم 1984 ( 1404 هجري ) قرر أبو عبد الله أن يكون التواجد العربي منظماً وله أهداف محددة من وجوده لكي يكون للعرب دور فعال في الجهاد .. وفتح أساساً لاستقبال الإخوة العرب الذين يحضرون من الخارج . وذلك لإعدادهم وإرسالهم إلى داخل أفغانستان.
ويقول (( أبو محمود السوري )) عن تجربة مكتب الخدمات : (( كان لهذا المكتب إيجابيات وسلبيات .. فأول مسئول تولى هذا المكتب كان شاباً اسمه أبو أكرم – أردني – جلس عدة أشهر وعاد إلى الأردن .. لشكوته المستمرة من عدم وجود نظام للعمل بالمكتب والمكزية الشديدة في العمل .. حيث كان أمير المكتب الشيخ عبد الله عزام .. كانت الشكوى الغالبة لكل من تولى إدارة هذا المكتب هو عدم وجود صلاحيات محددة .. والفوضى في اتخاذ القرارات .. وقد اشتكى كل من تولى إدارة المكتب من نفس الشكوى .. وهم على ما أذكر أبو أسامة الفلسطيني ، وأبو هاجر العراقي ، وأبو داود الأردني ، وأبو محمد السوداني . كلهم أجمعوا على الشكوى )) ويضيف أبو محمد السوري وهو
:من مؤسسي مأسدة الأنصار
ورغم كثرة السلبيات فإن إيجابياته كانت أكثر من سلبياته .. لأنها هي التي أوصلت المجاهدين العرب إلى المرلة التي وصلنا إليها حيث ازداد العرب وشاركوا مشاركة فعالة في المعارك
(( تكـوين مكـتب الخدمـات ))
كان مكتب الخدمات عبارة عن بيت ضيافة كبير . وتم استئجار فيلا كبيرة حيث .. ينزل ويقيم بها الشباب العربي .. أما إدارته . فقد تشكلت من عدة لجان .. وهي اللجنة العسكرية – واللجنة الإدارية – ولجنة التدريب – ولجنة الترحيل .( وهي خاصة بترحيل القوافل إلى داخل الأراضي الأفغانية ) وكان أسامة بن لادن يدفع شهرياً حوالي نصف مليون روبية لمصاريف المكتب فقط أي حوالي خمسة وعشرين ألف دولار أمريكي .. وعندما ازدادت أعباء لمكتب بين 1985-1986 قرر أسامة بن لادن أن يحضر ويقيم هنا بنفسه إقامة دائمة .. فقد كان يحضر من حين لآخر فقط .. وكان يفكر في نفس الوقت بتطوير دعمه للجهاد الأفغاني .. فبدلاً من دفع أموال وإعانات للجهاد .. قرر أن يقوم بمشاريع تنفع المجاهدين .. وذلك بإنشاء الطرق في الجبال وحفر الأنفاق و المخابئ الهائلة لحماية المجاهدين الأفغان من القصف الجوي .. وكانت هذه المشروعات بالتنسيق مع أشقائه أصحاب مؤسسة بن لادن الضخمة الذين ساعدوه مساعدة فعالة بإرساله معدات حفر و بلدوزرات ضخمة ومولدات كهرباء إلى داخل أفغانستان
وقد بأ أبو عبد الله فعلاً في العمل بنفسه في شق الطرق .. وحفر الخنادق والكهوف عام 1986 .. وكان قد أختار مجموعة لتدريبهم على هذه الأعمال وكان ذلك شهر أغسطس عام 1986 واختاروا موقعاً لهم في منطقة (( جاجي )) أطلقوا عليه (( العرين )) وكانت البداية
(( قصة مأســدة الأنصــار كما يرويها أميرها أسامة بن لادن ))
يقول أسامة بن لادن في حديث طويل أجريته معه على عدة مراحل في أرض الجهاد ، وفي جده
_ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
أما بعد ، فمن باب الحديث النعمة التي منَّ الله سبحانه وتعالى علينا .. وتحريضاً للمؤمنين على هذا الأمر العظيم .. فمن فضله سبحانه وتعالى أنه في عام 1399هـ سمعنا أن الروس قد دخلوا إلى بلاد المسلمين في أفغانستان .. وذهبت في تلك الفترة إلى باكستان من أجل نصرة إخواننا المسلمين في أفغانستان .. واستمر ذهابي إلى باكستان إلى أن منَّ الله عليّ ودخلت أفغانستان .. وكان وضع المجاهدين ضعيفاً في العدو والعدة . . خاصة مستلزمات القتال و شعرت بأننا مقصرين في حق إخواننا الأفغان إذا لم نقم بكامل واجبنا نحوهم .. وإن أفضل ما يكفر عن هذا التقصير أن يقتلالفرد وهو يجاهد في سبيل الله
:ويكمل الشيخ أسامة حديثه عن أوضاع الأفغان قائلاً
واستمر الحال من فضل الله أن من الذهاب إلى إخواننا المجاهدين ، وكان انطباعي أن المسلمين مقصرون نحو إخوانهم لأن الشيوعيين الروس كانوا يساعدون الأفغان الشيوعيين
_ :سألت الشيخ أسامة عن بداية تكوين المأسدة فقال
_ لاحظت اهتمام الأفغان وسرورهم بوجود العرب بينهم . وكان الوجود العربي يزيد الأفغان قوة وإيماناً وترتفع معنوياتهم ارتفاعاً كبيراً .. وكان من شدة محبة الأفغان للعرب أنهم كانوا يعاملونهم كضيوف .. فلم يكلفوا العرب بأ مهام عسكرية وقتالية وكان الشباب العربي يتأذى من ذلك لأنهم يريدون العمل كمجاهدين .. ولهذا فكرت في إنشاء مكان لاستقبال الإخوة العرب لإعدادهم للقتال . واستأذنت من أمير الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان عام 1404 هجرية ( 1984ميلادية ) في إنشاء معسكر في منطقة قريبة من الحدود حتى يتدرب الإخوة ، وقد بلغ عدد الإخوة الذين انضموا للمعسكر في ذلك الوقت حوالي مائة أخ وكان هذا العدد قليل لأن الشباب العربي تربى في بلاده على حياة بعيدة عن العزة الحقيقة بالجهاد والذود عن الدين .. وكان كثير من الشباب يعتبر الجهاد نافلة منالنوافل وأمر مندوب ..
كان كذلك في الصيف وعندما انتهى الصيف وبدأت الدراسة اذا بأكثر الإخوة الذين كانوا معنا انصرفوا عائدين إلى اوطانهم يراجعون دراستهم رغم أن الذين حضروا من خير الأخوة .. ولم يبق إلا عدد قليل جداً .. دون العشرة أفراد .. منَّ الله علينا ووجدنا معسكراً في جاجي داخل أفغانستان
(( بـداية العـمل داخـل أفغانسـتان ))
أنشأنا معسكراً في منطقة (( جاجي داخل أفغانستان وذلك للتدريب وكنا ندرب أنفسنا بالخبرات الموجودة لدينا .. واستمر الحال على ذلك .. وكنا حوالي خمسين فرداً ولك تكرر ما حدث في الابق .. فمع الشتاء انصرف معظم الموجودين .. فلم يكن هناك وعي كامل بأهمية نصرة هذا الدين .. وضرورة قتال الكفار حتى يكون الدين كله لله ..
بعد ذلك منَّ الله علينا في أواخر عام 1406هـ وأوائل عام 1407 أن عزمنا على البقاء في منطقة (( جاجي )) داخل أفغانستان حتى لو كنا عدداً قليلاً وكنا في ذلك الوقت أحد عشر شخصاً ومعظمنا من المدينة المنورة .. مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام .. أذكر شفيق بن إبراهيم المدني .. رحمه الله .. وطالب عبد العزيز النجار (( أبو قتيبة )) السوري الحموي المدني .. وأخونا أسامة بن ملا حيدر الدني .. وأخونا أبو معاذ السعدي مقيم في المدينة وفلسطيني الأصل وأخونا أبو رجاء حسان الأنصاري من المدينة أيضاً وأخونا عبده أحمد حمود عثمان .. وأخونا علي السوداني وأخونا محمد بن عبد السلالم المعروف بأبي أنيس .. وأخونا أحمد حسين بخشي من سكان المدينة المنورة
كنا أحد عشر أخاً وكنا نعمل في شق الطرق . وإنشاء الأنفاق في بطن الجبال وكذلك المخابئ وذلك لحماية المجاهدين الأفغان .. ولكننا كلفنا شفيق رحمه الله .. وأسامة حيدر لمتابعة الأمور العسكرية في المنطقة .. ومما هو جدير بالذكر أن كل هؤلاء الإخوة كانوا في حدود الشرين من العمر .. أكرمهم الله .. كانوا قد تركوا دراستهم وحضروا للجهاد في سبيل الله .. واستمر الحال في العمل .. وأخبرنا شفيق وأسامة حيدر أن هناك جبل مشرف على مواقع العدو .. وهو خال من المجاهدين .. وزرت هذه المنطقة فوجدت أنها فعلاً منطقة خطيرة وحساسة جداً .. فسألت عن سبب عدم وجود مجاهدين في هذه المنطقة رغم أهميتها فقيل لي إن الشتاء والثلوج تقطع الطرق .. ويتوقف الإمداد ولكثرة القصف على تلك المنطقة ..
كان في نيتنا أن يكون لنا مركز خاص بالعرب ضمن المراكز التي نقوم بإنشائها .. ولهذا قررنا إنشاء مركز للعرب فيهذا المكان
لم يبق إلا ثلاثة عندما بدأنا العمل ، الأخ شفيق ، والأخ أسامة ملا حيدر وأنا .. أما باقي الإخوة فكانوا إما في إجازة .. أو في أشغال أخرى .. وكنا في ذلك الوقت في حاجة ماسة لأي أخ يأتي معنا نظراً لوحشة المنطقة وبعدها من المجاهدين الأفغان وقربها من العدو .. ولا يمكن أن يتيسر لثلاثة فقط .. العمل .. والحراسة في نفس الوقت
حاول أحد الإخوة أن يثنينا عن العمل .. وكان في زيارة لنا .. وحاول مع الأخ شفيق وأسامة .. ولكن منَّ الله علينا بأخين آخرين .. وكانا متوجهين إلى جبهة أخرى داخل أفغانستان .. وكان أدهم اسمه أبو الذهب .. مصري من أصل سوداني .. وقبل أن يذهب حضر لي وقال : إننا نحب أن نبقى معكم .. فسررت بذلك سروراً عظيماً .. وأثناء تحركنا للعمل في المنطقة التي أخذناها .. كان الطريق مكشوفاً وظاهراً للعدو .. فكان العدو يقصف علينا .. فكنا ننزل وننتشر من السيارة .. ثم نتحرك من جديد
اخترنا المنطقة التي أطلق عليها (( مـأسـدة الأنـصـار )) فيما بعد..
_ كانت هذه الفترة من أجمل أيام الإنسان حيث كنا ماربطين بالقرب من العدو . وفي نفس الوقت نقوم بإنشاء الطرق وحفر الخنادق ، كنا نعيش في خيمة واحدة .. وانضم إليناالأخ ذبيح من أهل الطائف واسمه محمد بن المبارك .. كنا في خيمة واحدة .. صلاتنا سوياً قراراتنا سوياً ، أكلنا في نفس المكان . . وكنا نتناوب الحراسة وكنا نشعر بوحشة شديدة لأن المكان مخيف للطرفين .. للعدو .. ولنا .. وكان الفرد منا لا يستطيع أن يبتعد كثيراً عن مركز الخيمة لأنها منطقة غابات موحشة .. ناهيك عن قربها من العدو .. فاستمرينا على ذلك الحال فترة طويلة ثم أرهقتنا الحراسة .. فطلبنا أحد الإخوة فحضر أخونا صالح الغامدي .. وازداد العدد فوصل إلى سبعة ، ومع ذلك كنا متفائلين ومستبشرين بأن يزيد عددنا وبالفعل وصل اعدد خلال شهرين إلى أربعين أخ .. بعد ذلك جاءنا أخونا أبو حنيفة .. حسين عجيب .. ثم جاء محمد الصخري وهو من الناس الذين لم تكن لهم وقفة تردد .. رأيته في الحرم النبوي . وكنت عازماً على السفر .. ورأيته بعد صلاة الفجر وكان أبو حنيفة قد أخبرني بأن هناك أحد الإخوة يريد أن يذهب إلى أفغانستان .. وأن هذا الأخ يردي أن يكمل دراسته هذا العام ثم يحضر في الصيف..
التقيت بالصخري .. وتكلمت معه بضعة دقائق فانشرح صدره وعزم على الذهاب معنا غداً .. وعلم واجبه .. ترك الدراسة والشهادة .. والدنيا .. ومكث معنا حوالي أربع سنوات إى أن منَّ الله عليه بالاستشهاد في جلال آباد ..
سألت أسامة بن لادن :
_ كيف اخترتم اسم مأسدة الأنصار ؟
:فقال
_ تشاورنا في تسمية الموقع .. فاختار الإخوة عدة أسماء فانشرح الصدر باسم مأسدة وأخذنا هذا الاسم من بيت
:الشعر لأحد الصحابة رضي الله عنهم كان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم .. يقول بيت الشعر
من سره ضرباً يمعمع بعضه بعضاً ____ كمعمعة الإباء المحرق
فليأت مأسدة تسن سيوفها _______ بين المزاد وجذع الخندق
من أنصار الدين .. رجع أخونا أبو حنيفة لتحريض الشباب .. فغاب عنا ثلاثة وعشين يوماً .. رجع بثلاثة وعشرين رجلاً ..
واستمر العدد في الزيادة وكنا نشعر بأهمية هذا التجمع .. ويسألني الإخوة هنا .. لماذا تميزتم .. فإن لذلك التميز أسباباً كثيرة حيث أن الأخ يأتي من بلاده والجهاد كده .. فتجتمع عليه عدة أمور .. منها الجهاد والغربة في اللغة .. والغربة في الطقس والتضاريس .. لهذا فإن وجوده مع إخوانه يزيده صبراً ..
(( المـواجـهـة الكـبرى في رمـضـان سـ1407ـنة هـ ))
_________________________
يتبع بالجزء الثالث
وينشرها عبرالبريد/سلفي
(( إنـشـــاء المـأســـدة ))
حضر أسامة بن لادن إلى باكستان بعد أن علم بالغزو السوفيتي لأفغانستان . وكان حضوره بعد سبعة عشر يوماً فقط من الغزو .. ولم يكن قد سمع من قبل عن أفغانستان .. سوى أنها بلد مسلم وبه خيول ممتازة ( لأن أسامة بن لادن يحب الخيول )ا
ويقول (( أبو محمود السوري )) عن أول رحلة لأسامة بن لادن : إن أسامة بن لادن .. حضر إلى لاهور .. وذهب إلى أمير الجماعة الإسامية بباكستان .. في الليل .. وسلم أمير الجماعة مبلغاً من المال تبرعاً للمجاهدين ووعده أمير الجماعة بإيصال هذا المبلغ للمجاهدين .. وفي زيارة تالية أخبره أمير الجماعة بأن المبلغ قد سلم إلى قادة الجهاد الأفغاني (( رباني وحكمت يار ) لأنه لم يكن في الساحة في ذلك الوقت سوى رباني وحكمت ( كان سياف في السجن . وأفرج عنه عام 1980 خطأ ) ا
توالى حضور أسامة بن لادن متبرعاً .. وعندما عرف أماكن تواجد المجاهدين في بيشاور ذهب بنفسه إليهم .. وفي كل مرة يحضر فيها إلى باكستان كان يصحب أحد الإخوة .. وكان العرب في ذلك الوقت حضرون إلى (( بيشاور )) فرادي . وفي عامم 1984 ( 1404 هجري ) قرر أبو عبد الله أن يكون التواجد العربي منظماً وله أهداف محددة من وجوده لكي يكون للعرب دور فعال في الجهاد .. وفتح أساساً لاستقبال الإخوة العرب الذين يحضرون من الخارج . وذلك لإعدادهم وإرسالهم إلى داخل أفغانستان.
ويقول (( أبو محمود السوري )) عن تجربة مكتب الخدمات : (( كان لهذا المكتب إيجابيات وسلبيات .. فأول مسئول تولى هذا المكتب كان شاباً اسمه أبو أكرم – أردني – جلس عدة أشهر وعاد إلى الأردن .. لشكوته المستمرة من عدم وجود نظام للعمل بالمكتب والمكزية الشديدة في العمل .. حيث كان أمير المكتب الشيخ عبد الله عزام .. كانت الشكوى الغالبة لكل من تولى إدارة هذا المكتب هو عدم وجود صلاحيات محددة .. والفوضى في اتخاذ القرارات .. وقد اشتكى كل من تولى إدارة المكتب من نفس الشكوى .. وهم على ما أذكر أبو أسامة الفلسطيني ، وأبو هاجر العراقي ، وأبو داود الأردني ، وأبو محمد السوداني . كلهم أجمعوا على الشكوى )) ويضيف أبو محمد السوري وهو
:من مؤسسي مأسدة الأنصار
ورغم كثرة السلبيات فإن إيجابياته كانت أكثر من سلبياته .. لأنها هي التي أوصلت المجاهدين العرب إلى المرلة التي وصلنا إليها حيث ازداد العرب وشاركوا مشاركة فعالة في المعارك
(( تكـوين مكـتب الخدمـات ))
كان مكتب الخدمات عبارة عن بيت ضيافة كبير . وتم استئجار فيلا كبيرة حيث .. ينزل ويقيم بها الشباب العربي .. أما إدارته . فقد تشكلت من عدة لجان .. وهي اللجنة العسكرية – واللجنة الإدارية – ولجنة التدريب – ولجنة الترحيل .( وهي خاصة بترحيل القوافل إلى داخل الأراضي الأفغانية ) وكان أسامة بن لادن يدفع شهرياً حوالي نصف مليون روبية لمصاريف المكتب فقط أي حوالي خمسة وعشرين ألف دولار أمريكي .. وعندما ازدادت أعباء لمكتب بين 1985-1986 قرر أسامة بن لادن أن يحضر ويقيم هنا بنفسه إقامة دائمة .. فقد كان يحضر من حين لآخر فقط .. وكان يفكر في نفس الوقت بتطوير دعمه للجهاد الأفغاني .. فبدلاً من دفع أموال وإعانات للجهاد .. قرر أن يقوم بمشاريع تنفع المجاهدين .. وذلك بإنشاء الطرق في الجبال وحفر الأنفاق و المخابئ الهائلة لحماية المجاهدين الأفغان من القصف الجوي .. وكانت هذه المشروعات بالتنسيق مع أشقائه أصحاب مؤسسة بن لادن الضخمة الذين ساعدوه مساعدة فعالة بإرساله معدات حفر و بلدوزرات ضخمة ومولدات كهرباء إلى داخل أفغانستان
وقد بأ أبو عبد الله فعلاً في العمل بنفسه في شق الطرق .. وحفر الخنادق والكهوف عام 1986 .. وكان قد أختار مجموعة لتدريبهم على هذه الأعمال وكان ذلك شهر أغسطس عام 1986 واختاروا موقعاً لهم في منطقة (( جاجي )) أطلقوا عليه (( العرين )) وكانت البداية
(( قصة مأســدة الأنصــار كما يرويها أميرها أسامة بن لادن ))
يقول أسامة بن لادن في حديث طويل أجريته معه على عدة مراحل في أرض الجهاد ، وفي جده
_ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
أما بعد ، فمن باب الحديث النعمة التي منَّ الله سبحانه وتعالى علينا .. وتحريضاً للمؤمنين على هذا الأمر العظيم .. فمن فضله سبحانه وتعالى أنه في عام 1399هـ سمعنا أن الروس قد دخلوا إلى بلاد المسلمين في أفغانستان .. وذهبت في تلك الفترة إلى باكستان من أجل نصرة إخواننا المسلمين في أفغانستان .. واستمر ذهابي إلى باكستان إلى أن منَّ الله عليّ ودخلت أفغانستان .. وكان وضع المجاهدين ضعيفاً في العدو والعدة . . خاصة مستلزمات القتال و شعرت بأننا مقصرين في حق إخواننا الأفغان إذا لم نقم بكامل واجبنا نحوهم .. وإن أفضل ما يكفر عن هذا التقصير أن يقتلالفرد وهو يجاهد في سبيل الله
:ويكمل الشيخ أسامة حديثه عن أوضاع الأفغان قائلاً
واستمر الحال من فضل الله أن من الذهاب إلى إخواننا المجاهدين ، وكان انطباعي أن المسلمين مقصرون نحو إخوانهم لأن الشيوعيين الروس كانوا يساعدون الأفغان الشيوعيين
_ :سألت الشيخ أسامة عن بداية تكوين المأسدة فقال
_ لاحظت اهتمام الأفغان وسرورهم بوجود العرب بينهم . وكان الوجود العربي يزيد الأفغان قوة وإيماناً وترتفع معنوياتهم ارتفاعاً كبيراً .. وكان من شدة محبة الأفغان للعرب أنهم كانوا يعاملونهم كضيوف .. فلم يكلفوا العرب بأ مهام عسكرية وقتالية وكان الشباب العربي يتأذى من ذلك لأنهم يريدون العمل كمجاهدين .. ولهذا فكرت في إنشاء مكان لاستقبال الإخوة العرب لإعدادهم للقتال . واستأذنت من أمير الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان عام 1404 هجرية ( 1984ميلادية ) في إنشاء معسكر في منطقة قريبة من الحدود حتى يتدرب الإخوة ، وقد بلغ عدد الإخوة الذين انضموا للمعسكر في ذلك الوقت حوالي مائة أخ وكان هذا العدد قليل لأن الشباب العربي تربى في بلاده على حياة بعيدة عن العزة الحقيقة بالجهاد والذود عن الدين .. وكان كثير من الشباب يعتبر الجهاد نافلة منالنوافل وأمر مندوب ..
كان كذلك في الصيف وعندما انتهى الصيف وبدأت الدراسة اذا بأكثر الإخوة الذين كانوا معنا انصرفوا عائدين إلى اوطانهم يراجعون دراستهم رغم أن الذين حضروا من خير الأخوة .. ولم يبق إلا عدد قليل جداً .. دون العشرة أفراد .. منَّ الله علينا ووجدنا معسكراً في جاجي داخل أفغانستان
(( بـداية العـمل داخـل أفغانسـتان ))
أنشأنا معسكراً في منطقة (( جاجي داخل أفغانستان وذلك للتدريب وكنا ندرب أنفسنا بالخبرات الموجودة لدينا .. واستمر الحال على ذلك .. وكنا حوالي خمسين فرداً ولك تكرر ما حدث في الابق .. فمع الشتاء انصرف معظم الموجودين .. فلم يكن هناك وعي كامل بأهمية نصرة هذا الدين .. وضرورة قتال الكفار حتى يكون الدين كله لله ..
بعد ذلك منَّ الله علينا في أواخر عام 1406هـ وأوائل عام 1407 أن عزمنا على البقاء في منطقة (( جاجي )) داخل أفغانستان حتى لو كنا عدداً قليلاً وكنا في ذلك الوقت أحد عشر شخصاً ومعظمنا من المدينة المنورة .. مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام .. أذكر شفيق بن إبراهيم المدني .. رحمه الله .. وطالب عبد العزيز النجار (( أبو قتيبة )) السوري الحموي المدني .. وأخونا أسامة بن ملا حيدر الدني .. وأخونا أبو معاذ السعدي مقيم في المدينة وفلسطيني الأصل وأخونا أبو رجاء حسان الأنصاري من المدينة أيضاً وأخونا عبده أحمد حمود عثمان .. وأخونا علي السوداني وأخونا محمد بن عبد السلالم المعروف بأبي أنيس .. وأخونا أحمد حسين بخشي من سكان المدينة المنورة
كنا أحد عشر أخاً وكنا نعمل في شق الطرق . وإنشاء الأنفاق في بطن الجبال وكذلك المخابئ وذلك لحماية المجاهدين الأفغان .. ولكننا كلفنا شفيق رحمه الله .. وأسامة حيدر لمتابعة الأمور العسكرية في المنطقة .. ومما هو جدير بالذكر أن كل هؤلاء الإخوة كانوا في حدود الشرين من العمر .. أكرمهم الله .. كانوا قد تركوا دراستهم وحضروا للجهاد في سبيل الله .. واستمر الحال في العمل .. وأخبرنا شفيق وأسامة حيدر أن هناك جبل مشرف على مواقع العدو .. وهو خال من المجاهدين .. وزرت هذه المنطقة فوجدت أنها فعلاً منطقة خطيرة وحساسة جداً .. فسألت عن سبب عدم وجود مجاهدين في هذه المنطقة رغم أهميتها فقيل لي إن الشتاء والثلوج تقطع الطرق .. ويتوقف الإمداد ولكثرة القصف على تلك المنطقة ..
كان في نيتنا أن يكون لنا مركز خاص بالعرب ضمن المراكز التي نقوم بإنشائها .. ولهذا قررنا إنشاء مركز للعرب فيهذا المكان
لم يبق إلا ثلاثة عندما بدأنا العمل ، الأخ شفيق ، والأخ أسامة ملا حيدر وأنا .. أما باقي الإخوة فكانوا إما في إجازة .. أو في أشغال أخرى .. وكنا في ذلك الوقت في حاجة ماسة لأي أخ يأتي معنا نظراً لوحشة المنطقة وبعدها من المجاهدين الأفغان وقربها من العدو .. ولا يمكن أن يتيسر لثلاثة فقط .. العمل .. والحراسة في نفس الوقت
حاول أحد الإخوة أن يثنينا عن العمل .. وكان في زيارة لنا .. وحاول مع الأخ شفيق وأسامة .. ولكن منَّ الله علينا بأخين آخرين .. وكانا متوجهين إلى جبهة أخرى داخل أفغانستان .. وكان أدهم اسمه أبو الذهب .. مصري من أصل سوداني .. وقبل أن يذهب حضر لي وقال : إننا نحب أن نبقى معكم .. فسررت بذلك سروراً عظيماً .. وأثناء تحركنا للعمل في المنطقة التي أخذناها .. كان الطريق مكشوفاً وظاهراً للعدو .. فكان العدو يقصف علينا .. فكنا ننزل وننتشر من السيارة .. ثم نتحرك من جديد
اخترنا المنطقة التي أطلق عليها (( مـأسـدة الأنـصـار )) فيما بعد..
_ كانت هذه الفترة من أجمل أيام الإنسان حيث كنا ماربطين بالقرب من العدو . وفي نفس الوقت نقوم بإنشاء الطرق وحفر الخنادق ، كنا نعيش في خيمة واحدة .. وانضم إليناالأخ ذبيح من أهل الطائف واسمه محمد بن المبارك .. كنا في خيمة واحدة .. صلاتنا سوياً قراراتنا سوياً ، أكلنا في نفس المكان . . وكنا نتناوب الحراسة وكنا نشعر بوحشة شديدة لأن المكان مخيف للطرفين .. للعدو .. ولنا .. وكان الفرد منا لا يستطيع أن يبتعد كثيراً عن مركز الخيمة لأنها منطقة غابات موحشة .. ناهيك عن قربها من العدو .. فاستمرينا على ذلك الحال فترة طويلة ثم أرهقتنا الحراسة .. فطلبنا أحد الإخوة فحضر أخونا صالح الغامدي .. وازداد العدد فوصل إلى سبعة ، ومع ذلك كنا متفائلين ومستبشرين بأن يزيد عددنا وبالفعل وصل اعدد خلال شهرين إلى أربعين أخ .. بعد ذلك جاءنا أخونا أبو حنيفة .. حسين عجيب .. ثم جاء محمد الصخري وهو من الناس الذين لم تكن لهم وقفة تردد .. رأيته في الحرم النبوي . وكنت عازماً على السفر .. ورأيته بعد صلاة الفجر وكان أبو حنيفة قد أخبرني بأن هناك أحد الإخوة يريد أن يذهب إلى أفغانستان .. وأن هذا الأخ يردي أن يكمل دراسته هذا العام ثم يحضر في الصيف..
التقيت بالصخري .. وتكلمت معه بضعة دقائق فانشرح صدره وعزم على الذهاب معنا غداً .. وعلم واجبه .. ترك الدراسة والشهادة .. والدنيا .. ومكث معنا حوالي أربع سنوات إى أن منَّ الله عليه بالاستشهاد في جلال آباد ..
سألت أسامة بن لادن :
_ كيف اخترتم اسم مأسدة الأنصار ؟
:فقال
_ تشاورنا في تسمية الموقع .. فاختار الإخوة عدة أسماء فانشرح الصدر باسم مأسدة وأخذنا هذا الاسم من بيت
:الشعر لأحد الصحابة رضي الله عنهم كان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم .. يقول بيت الشعر
من سره ضرباً يمعمع بعضه بعضاً ____ كمعمعة الإباء المحرق
فليأت مأسدة تسن سيوفها _______ بين المزاد وجذع الخندق
من أنصار الدين .. رجع أخونا أبو حنيفة لتحريض الشباب .. فغاب عنا ثلاثة وعشين يوماً .. رجع بثلاثة وعشرين رجلاً ..
واستمر العدد في الزيادة وكنا نشعر بأهمية هذا التجمع .. ويسألني الإخوة هنا .. لماذا تميزتم .. فإن لذلك التميز أسباباً كثيرة حيث أن الأخ يأتي من بلاده والجهاد كده .. فتجتمع عليه عدة أمور .. منها الجهاد والغربة في اللغة .. والغربة في الطقس والتضاريس .. لهذا فإن وجوده مع إخوانه يزيده صبراً ..
(( المـواجـهـة الكـبرى في رمـضـان سـ1407ـنة هـ ))
_________________________
يتبع بالجزء الثالث