راعي الوقيد
25-09-2004, 02:01
عندما بلغ ذيب سن الرابعة عشرة كان ابوه قد دربه على ركوب الخيل , وذات يوم اجتمع مشائخ الحي من اقارب شـالح , وهم ابناء عمه السفارين ولم يدعوه للحضور الا في اخر الاجتماع , غضب شالح من هذا الأمر فقرر الرحيل الى قبيلة الدواسر وقد رحل فعلاً وحاولوا ان يرضوه ولكنه أصر على الرحيل وأرسل لهم هذه القصيده :
أنا لِيَا كثرت لَشَاوير مـا شِيْرْ= وحلفت ماتي بارزٍ ما دعاني
وانا صديقه في ليالي المعـاسير= والا الـرخا كل يِسِد بمكــانِـي
وشُوري لِيا هَجّت تُوالي المظاهير= شلفـــَا عليها رايب الدمّ قــَاني
شلفاً معــوّدها لجدع المشاهير= يوم السّبايا كنّها الدّيدَحــــاني
ماني بخبلٍ ما يعرف المعابير=قدني على قطع الفرَج مِـرجعاني
إن سندُوا حدرت يم الـجُوافير= وان حـدّروا سنّدت لــمريغاني
ناخذ بخيران المريبخ مسايير= ما دبّر المولى على العبد كـاني
وعندما وصل الى قبيلة الدواسر اكرموه وصادف ذات يوم ان اغارت عليهم احدى القبائل فشارك ذيب بن شالح رغم صغر سنه في الدفاع عنهم فغنم اجمل جواد في نجد وافضلها وكانت تسمى العزبة وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل وعلم بها الأمير محمد بن رشيد ارسل كل منهما رساله يطلبها ولكنه اعتذر للرسل وقال لهم بصريح العبارة ان هذه الجواد اخذها شالح من الأعداء وهي لا تصلح إلا له وانشد هذه القصيدة واختبأ بعدها مع عائلتة والجواد في الربع الخالي خوفاً من أن تسلب منه قسراً ، يقــول:
يا سابقي كثرت علوم العرب فيكْ = عٌلوم الملوك من أولٍ ثم تـاليْ
لا نيب بايع و لا نـي بِمهـــديك= وانا اللي اسـتاهـــــل كلّ غَالي
وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك= وانتي بها الدنيا شريدة حلالي
ياما حَلَى خطوى الـقلاعَة تباريك =افرح بها الدنيا الصديق المواليْ
وياما حَلَى زين الندى في مواطيك= في عَثْعَثٍ توّه من الوسم سالي
ويا ما حلى شمشولٍ من البدو يتليْكْ =بقفر به الجازي تربّى الغَزَالي
الخير كــله نـابتٍ في نواصـيـكْ =وادله ليا راعيت زولك قبالي
بِالضيق لـِوجيه المـداريع نثنيك =وعَجله وريّـضه خلاف التوالي
حـقك علّي من الـبّر أبـــّديك =وَعَلى بدنك الجوخَ أحطّه جلالي
أبيه عن برد المـشاتي يــدفّـيك =وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي
يا نافدا اللّي حصلك من مجانيك =جابك عقاب الخيل ذيب العيالي
جابك صبي الجُود من كف راعيك=في ساعة تذهل عقول الرجالي
يا سـابقي نبي نبعـــد مشاحيك =والبعد سلم مكرمين السّباليْ
يم الجنوب وديرِتِهِ نِنتِحي فِيك =لربعٍ من الأوناس قفرٍ وخاليْ
وبعد أن اطمأن على جواد ابنه عاد من الربع الخالي وعاد الىقبيلته معززاً مكرماً شيخاً عليهم وعندها بدأ يلمع اسم ذيب واصبح الجميع يخاف بطشه ويعجبون بفروسيته في نفس الوقت وكان شجاعاً لم تشهدالعرب في ذلك الوقت مثله !! وقد توقع والده مقتله يوما ما لكثرة معاركه وعدم خوفه من الموت فأنشد هذه الابيات :
ما ذكر به حيّ بـكى حي ياذيــب= واليوم أنا بابكيك لو كنت حـــــيا
وياذيب يبكونك هل الفطر الشّيب =إن لايعتــهُمْ مثل خيل المـــحَـيّـا
وتبكيك قـطعان عليها الكُــوَاليب= وشيال حمل اللي يبون الكـــــفيّا
وتبكيك وضـحٍ علقُــوهَا دِبَابيب =إن ردّدّتْ من يمّة الخوف عـــيـّا
ويبكيك من صكّت عليه المغاليب=إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميّا!
ننـزل بك الحزم المطرّف لياَ هِيْب=إن ردّدُوهن ناقــلـين العــصـــِيّا
انا أشهـد انك بيننا منقع الطيب =والطيب عسرٍ مطلبه مـا تــــهيـــّا
لقد اشتهر ذيب ببره لوالديه ووفائه مع اصدقائه وعطفه على جيرانه وكرمه الحاتمي , وذات ليلة كان هو ووالده ساهرين , وكام والده يداعبه , ويلقى عليه بعض الأشعار فأنشد هذه الأبيات :
يـا ذيـب انا يا ابوك حلي تردّى = وانا عليك من الـمواجيب ياذيب
تكْسِبْ ليَ اللّي لاقحٍ عِقْب عَدَا = طويلة النسنوس حرشا عـراقيب
تجر ذيل مثل حـبل الـمـعـــدّا = وتبرى لحيرانٍ صغارٍ حـباحِيب
واري لك اللّي ركضهـا ما تقـدا = محدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب
قبّا على خيل المعادي تحـدّى = مثل الفهد توثب عليهم تواثيب
أنا أشهد انك باللوازم تـســدّا= وعزا الله انك من خيارالعرب طيب
يا اللّي على ذيب السرايا تعدا = لو حال من دونه عيال معاطِيب
ليثٍ عَلَى قرب المراجل مقدّى = ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب
عندما سمع ذيب هذه القصيده اسرها في نفسه وجمع مجموعة من شباب الحي وذهب للقنص ولكن كان هناك شخص مختبئ بين الشجر اطلق ناره فاصابت ذيب فخر صريعاً , لقد حلت الكارثة الكبرى على الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان , انه فقد كل أمل له في الحياة فقد كل ركن على وجه الأرض فقدالشجاعة فقد الابن المطيع وقد قال شالح أشعـاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ذيب وأول مـا قال هذه القصيدة :
يا ربعـنا ياللّي على الفـطّرَ الشّيب= عزالله إنه ضاع منكم وداعَـهْ
رحتوا على الطّوعات مثلِ العياسيب =وجيتُوا وخَلّيتوا لقلبي بضاعَـه
خــليتوا النّادِرِ بدارِ الاجَـــانيـب= وضاقت بي الآفاق عقب اتساعهْ
تكدرون لي صافيات الـمشاريب= وبالعون شفتَ الذل عقب الشجاعةْ
يـا ذيب انا بوصيك لا تأكل الذيب= كم ليلةٍ عشاك عقب المـجاعـــه
كم ليلةٍ عشاك حـرش العـراقيب= وكم شيخِ قُومٍ كزته لك ذراعـهْ
كفّه بعـدوانه شنيـع المـضاريب =ويسقي عدوه بالوغي سم ساعـة
ويضحَك ليا صكت عليه المغاليب = ويلكد على جميع العدو باندفاعـهْ
وبيـتِـه لجيرانِه يشيّد على الطيب = وللضيف يبنى في طويل الرفـاعـهْ
جرحي عطيب ولابقى لي مقاضِيب = وافخت حبل الوصل عقب انقطاعهْ
كني بعد فقِدِه بِحـامي اللـواهيب = وكني غريب الدار ما لي جماعــهْ
من عقب ذيب الخيل عرج مهاليب = ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالو تطيب وفلت وش لون ابا طيب= وطلبت من عند الكريم الشفاعَـهْ
ثم أخذ يوصي جماعته بهذه القصيدة :
ذيب عوى وانا على صوته اجيب =ومن ونتي جضت ضواري سباعـهْ
عز الله اني جـاهل ما أعلم الغيب= والغيب يعلم به حفـيظ الوداعـــــهْ
يالله يا رزاق عكف الـمخــــاليب =يا محصيٍ خلقهْ ببحره وقـاعـــــهْ
تفرِجْ لمن صابه جروحٍ معاطيبْ= وقلبه من اللوعات غادٍ وِلاَعِــــــهْ
إن ضاق صدري لِذْتْ فُوق المصَالِيب =مانيب من يشمت فعايل ذراعِــــهْ
صار السّبب منّي على مَنقعَ الطيب= ونجمي طمن بالقاع عقب ارتفاعهْ
ياطول ما هجّيـتِـهن مع لواهيب =ولانِي بَداري كسرها من ضلاعِهْ
وياطول ما نوّختها تصرخ الـنّيب =وزن البيوت اللّي كِـبارٍ ربَاعـهْ
واضوي عليهم كنهم علي معازيبْ =إليا رَمَى زين الـوَسـايد قناعـــهْ
أبا انذر اللّي من ربوعي يبا الطيب = لاياخذ الا من بيوت الشجـاعـــهْ
يجي وَلدهـا مــــذرّي كنّهَ الذيبْ =عزّ لبُوه وكُل مـا قال طـاعـــــهْ
وبنت الردى ياتي ولدها كما الهيب =غبنٍ لبُوه , وفاشلَـهْ بِالجِماعـــــهْ
ياكبر زُوله عند بيت الـمعـايب =متحَـرّيٍ متى يقــــدّم مـتاعِـــــهْ
أبا انذر اللّي من ربوعي يبا الطيـب **لاياخـذ الا مـن بيـوت الشجاعـهْ
يجي وَلدهـا مـذرّي كنّـهَ الذيـبْ ** عزّ لبُـوه وكُـل مـا قـال طاعـهْ
وبنت الردى ياتي ولدها كما الهيـب ** غبـنٍ لبُـوه , وفاشلَـهْ بِالجِماعـهْ
ياكبر زُولـه عنـد بيـت المعايـب ** متحَـرّيٍ مـتـى يـقـدّم متـاعِـهْ
حكمــــــــة غاليــــــــة جــــــداً !؟
وبقي شالح حزيناً كظيماً يسهر أيامه ولياليه ولا يفارق نار قهوته , وذات ليلة وهو ساهر مع أحزانه أتاه شخص يسمى الهويدي قد ضاع صقره واخذ يبحث عنه بالليل ويسأل كل من رأى فرد عليه شالح بهذه القصيدة :
إن كان تنشد يالهويدي عن الطيرْ =الطير والله يالهويدي غــَـدَ لِي
طيري عذاب معسكرات المسامير=إن حل عند اقطِيّهن الجــفـالي
إن جاء نهار فيه شرّ بلا خـير=وغدا لهن عند الطريح اجتوالِـيْ
إن دبرن خيل وخيل مناحـير=وغدن مثل مخــزمات الجمـالِيْ
على الرّمَك صيدهِ عيالٍ مناعير=وشره على نشر الحَريب الموالِيْ
يضحك ليا صكّت عليه الطوابير=طير السعد قلبه من الخوف خالِيْ
خيّالنا وإن عرجدنّ المظاهِـير= وزيزوم عيرات طُـواها الحيالِيْ
غيثٍ لنا وان جت ليالي المعاسير=وبالشح ريفٍ للضعُوف الهزالِيْ
يسْقِي ثَراه من الروايح مـزابير=تمطر على قبر سكن فيه غـالِيْ
لا شك أن طير شالح يصيد أفذاذ الرجال , رحم الله شالحاً وابنه ذيباً لانهما سجلا مفاخر قيمة لكل من سكن نجدا , وبعد أن قيض الله الحكم للملك عبدالعزيز ساد الأمن والأمان والرخاء في كافة أرجاء الجزيرة وسادت دولة القانون واختفت غارات القبائل على بعض وأصبح الناس في أمن لم تشهده جزيرة العرب منذ وجودها ،،،
ولكــــــــم تحيـــــتي وسـلامـــــــي ...
أنا لِيَا كثرت لَشَاوير مـا شِيْرْ= وحلفت ماتي بارزٍ ما دعاني
وانا صديقه في ليالي المعـاسير= والا الـرخا كل يِسِد بمكــانِـي
وشُوري لِيا هَجّت تُوالي المظاهير= شلفـــَا عليها رايب الدمّ قــَاني
شلفاً معــوّدها لجدع المشاهير= يوم السّبايا كنّها الدّيدَحــــاني
ماني بخبلٍ ما يعرف المعابير=قدني على قطع الفرَج مِـرجعاني
إن سندُوا حدرت يم الـجُوافير= وان حـدّروا سنّدت لــمريغاني
ناخذ بخيران المريبخ مسايير= ما دبّر المولى على العبد كـاني
وعندما وصل الى قبيلة الدواسر اكرموه وصادف ذات يوم ان اغارت عليهم احدى القبائل فشارك ذيب بن شالح رغم صغر سنه في الدفاع عنهم فغنم اجمل جواد في نجد وافضلها وكانت تسمى العزبة وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل وعلم بها الأمير محمد بن رشيد ارسل كل منهما رساله يطلبها ولكنه اعتذر للرسل وقال لهم بصريح العبارة ان هذه الجواد اخذها شالح من الأعداء وهي لا تصلح إلا له وانشد هذه القصيدة واختبأ بعدها مع عائلتة والجواد في الربع الخالي خوفاً من أن تسلب منه قسراً ، يقــول:
يا سابقي كثرت علوم العرب فيكْ = عٌلوم الملوك من أولٍ ثم تـاليْ
لا نيب بايع و لا نـي بِمهـــديك= وانا اللي اسـتاهـــــل كلّ غَالي
وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك= وانتي بها الدنيا شريدة حلالي
ياما حَلَى خطوى الـقلاعَة تباريك =افرح بها الدنيا الصديق المواليْ
وياما حَلَى زين الندى في مواطيك= في عَثْعَثٍ توّه من الوسم سالي
ويا ما حلى شمشولٍ من البدو يتليْكْ =بقفر به الجازي تربّى الغَزَالي
الخير كــله نـابتٍ في نواصـيـكْ =وادله ليا راعيت زولك قبالي
بِالضيق لـِوجيه المـداريع نثنيك =وعَجله وريّـضه خلاف التوالي
حـقك علّي من الـبّر أبـــّديك =وَعَلى بدنك الجوخَ أحطّه جلالي
أبيه عن برد المـشاتي يــدفّـيك =وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي
يا نافدا اللّي حصلك من مجانيك =جابك عقاب الخيل ذيب العيالي
جابك صبي الجُود من كف راعيك=في ساعة تذهل عقول الرجالي
يا سـابقي نبي نبعـــد مشاحيك =والبعد سلم مكرمين السّباليْ
يم الجنوب وديرِتِهِ نِنتِحي فِيك =لربعٍ من الأوناس قفرٍ وخاليْ
وبعد أن اطمأن على جواد ابنه عاد من الربع الخالي وعاد الىقبيلته معززاً مكرماً شيخاً عليهم وعندها بدأ يلمع اسم ذيب واصبح الجميع يخاف بطشه ويعجبون بفروسيته في نفس الوقت وكان شجاعاً لم تشهدالعرب في ذلك الوقت مثله !! وقد توقع والده مقتله يوما ما لكثرة معاركه وعدم خوفه من الموت فأنشد هذه الابيات :
ما ذكر به حيّ بـكى حي ياذيــب= واليوم أنا بابكيك لو كنت حـــــيا
وياذيب يبكونك هل الفطر الشّيب =إن لايعتــهُمْ مثل خيل المـــحَـيّـا
وتبكيك قـطعان عليها الكُــوَاليب= وشيال حمل اللي يبون الكـــــفيّا
وتبكيك وضـحٍ علقُــوهَا دِبَابيب =إن ردّدّتْ من يمّة الخوف عـــيـّا
ويبكيك من صكّت عليه المغاليب=إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميّا!
ننـزل بك الحزم المطرّف لياَ هِيْب=إن ردّدُوهن ناقــلـين العــصـــِيّا
انا أشهـد انك بيننا منقع الطيب =والطيب عسرٍ مطلبه مـا تــــهيـــّا
لقد اشتهر ذيب ببره لوالديه ووفائه مع اصدقائه وعطفه على جيرانه وكرمه الحاتمي , وذات ليلة كان هو ووالده ساهرين , وكام والده يداعبه , ويلقى عليه بعض الأشعار فأنشد هذه الأبيات :
يـا ذيـب انا يا ابوك حلي تردّى = وانا عليك من الـمواجيب ياذيب
تكْسِبْ ليَ اللّي لاقحٍ عِقْب عَدَا = طويلة النسنوس حرشا عـراقيب
تجر ذيل مثل حـبل الـمـعـــدّا = وتبرى لحيرانٍ صغارٍ حـباحِيب
واري لك اللّي ركضهـا ما تقـدا = محدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب
قبّا على خيل المعادي تحـدّى = مثل الفهد توثب عليهم تواثيب
أنا أشهد انك باللوازم تـســدّا= وعزا الله انك من خيارالعرب طيب
يا اللّي على ذيب السرايا تعدا = لو حال من دونه عيال معاطِيب
ليثٍ عَلَى قرب المراجل مقدّى = ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب
عندما سمع ذيب هذه القصيده اسرها في نفسه وجمع مجموعة من شباب الحي وذهب للقنص ولكن كان هناك شخص مختبئ بين الشجر اطلق ناره فاصابت ذيب فخر صريعاً , لقد حلت الكارثة الكبرى على الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان , انه فقد كل أمل له في الحياة فقد كل ركن على وجه الأرض فقدالشجاعة فقد الابن المطيع وقد قال شالح أشعـاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ذيب وأول مـا قال هذه القصيدة :
يا ربعـنا ياللّي على الفـطّرَ الشّيب= عزالله إنه ضاع منكم وداعَـهْ
رحتوا على الطّوعات مثلِ العياسيب =وجيتُوا وخَلّيتوا لقلبي بضاعَـه
خــليتوا النّادِرِ بدارِ الاجَـــانيـب= وضاقت بي الآفاق عقب اتساعهْ
تكدرون لي صافيات الـمشاريب= وبالعون شفتَ الذل عقب الشجاعةْ
يـا ذيب انا بوصيك لا تأكل الذيب= كم ليلةٍ عشاك عقب المـجاعـــه
كم ليلةٍ عشاك حـرش العـراقيب= وكم شيخِ قُومٍ كزته لك ذراعـهْ
كفّه بعـدوانه شنيـع المـضاريب =ويسقي عدوه بالوغي سم ساعـة
ويضحَك ليا صكت عليه المغاليب = ويلكد على جميع العدو باندفاعـهْ
وبيـتِـه لجيرانِه يشيّد على الطيب = وللضيف يبنى في طويل الرفـاعـهْ
جرحي عطيب ولابقى لي مقاضِيب = وافخت حبل الوصل عقب انقطاعهْ
كني بعد فقِدِه بِحـامي اللـواهيب = وكني غريب الدار ما لي جماعــهْ
من عقب ذيب الخيل عرج مهاليب = ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالو تطيب وفلت وش لون ابا طيب= وطلبت من عند الكريم الشفاعَـهْ
ثم أخذ يوصي جماعته بهذه القصيدة :
ذيب عوى وانا على صوته اجيب =ومن ونتي جضت ضواري سباعـهْ
عز الله اني جـاهل ما أعلم الغيب= والغيب يعلم به حفـيظ الوداعـــــهْ
يالله يا رزاق عكف الـمخــــاليب =يا محصيٍ خلقهْ ببحره وقـاعـــــهْ
تفرِجْ لمن صابه جروحٍ معاطيبْ= وقلبه من اللوعات غادٍ وِلاَعِــــــهْ
إن ضاق صدري لِذْتْ فُوق المصَالِيب =مانيب من يشمت فعايل ذراعِــــهْ
صار السّبب منّي على مَنقعَ الطيب= ونجمي طمن بالقاع عقب ارتفاعهْ
ياطول ما هجّيـتِـهن مع لواهيب =ولانِي بَداري كسرها من ضلاعِهْ
وياطول ما نوّختها تصرخ الـنّيب =وزن البيوت اللّي كِـبارٍ ربَاعـهْ
واضوي عليهم كنهم علي معازيبْ =إليا رَمَى زين الـوَسـايد قناعـــهْ
أبا انذر اللّي من ربوعي يبا الطيب = لاياخذ الا من بيوت الشجـاعـــهْ
يجي وَلدهـا مــــذرّي كنّهَ الذيبْ =عزّ لبُوه وكُل مـا قال طـاعـــــهْ
وبنت الردى ياتي ولدها كما الهيب =غبنٍ لبُوه , وفاشلَـهْ بِالجِماعـــــهْ
ياكبر زُوله عند بيت الـمعـايب =متحَـرّيٍ متى يقــــدّم مـتاعِـــــهْ
أبا انذر اللّي من ربوعي يبا الطيـب **لاياخـذ الا مـن بيـوت الشجاعـهْ
يجي وَلدهـا مـذرّي كنّـهَ الذيـبْ ** عزّ لبُـوه وكُـل مـا قـال طاعـهْ
وبنت الردى ياتي ولدها كما الهيـب ** غبـنٍ لبُـوه , وفاشلَـهْ بِالجِماعـهْ
ياكبر زُولـه عنـد بيـت المعايـب ** متحَـرّيٍ مـتـى يـقـدّم متـاعِـهْ
حكمــــــــة غاليــــــــة جــــــداً !؟
وبقي شالح حزيناً كظيماً يسهر أيامه ولياليه ولا يفارق نار قهوته , وذات ليلة وهو ساهر مع أحزانه أتاه شخص يسمى الهويدي قد ضاع صقره واخذ يبحث عنه بالليل ويسأل كل من رأى فرد عليه شالح بهذه القصيدة :
إن كان تنشد يالهويدي عن الطيرْ =الطير والله يالهويدي غــَـدَ لِي
طيري عذاب معسكرات المسامير=إن حل عند اقطِيّهن الجــفـالي
إن جاء نهار فيه شرّ بلا خـير=وغدا لهن عند الطريح اجتوالِـيْ
إن دبرن خيل وخيل مناحـير=وغدن مثل مخــزمات الجمـالِيْ
على الرّمَك صيدهِ عيالٍ مناعير=وشره على نشر الحَريب الموالِيْ
يضحك ليا صكّت عليه الطوابير=طير السعد قلبه من الخوف خالِيْ
خيّالنا وإن عرجدنّ المظاهِـير= وزيزوم عيرات طُـواها الحيالِيْ
غيثٍ لنا وان جت ليالي المعاسير=وبالشح ريفٍ للضعُوف الهزالِيْ
يسْقِي ثَراه من الروايح مـزابير=تمطر على قبر سكن فيه غـالِيْ
لا شك أن طير شالح يصيد أفذاذ الرجال , رحم الله شالحاً وابنه ذيباً لانهما سجلا مفاخر قيمة لكل من سكن نجدا , وبعد أن قيض الله الحكم للملك عبدالعزيز ساد الأمن والأمان والرخاء في كافة أرجاء الجزيرة وسادت دولة القانون واختفت غارات القبائل على بعض وأصبح الناس في أمن لم تشهده جزيرة العرب منذ وجودها ،،،
ولكــــــــم تحيـــــتي وسـلامـــــــي ...