محمد العربي
26-08-2004, 20:52
أعلـــــــــم لماذا ..
لتحظى بمستقبلٍ واعد !!
والله إن أمر الإدارات ومن تبوأ عليها مُنعماً ومرفهاً لهو عجيبٌ وغريب , بل وأعجب من الصيامُ في رجب , بل وأعجب مِن من خرج ليلاً وهو يزمع جمع الحطب . فكثيرٌ من هؤلاء قد اتخذوا صلاحياتهم وما أُحل لهم , بتوزيع الهبات وإعطاء المكرمات , متى ما أرادوا ولمن أرادوا , وكأن الواحد منهم كقارون وعِظم حظه , أو فرعون زمانه , فكان هذا لديه مُقرباً وذلك مُبعداً , وهذا صديقاً وذاك عدواً !
فهل اتبع هؤلاء القوانين والشروط في تقريبهم لهذا أوتغريبهم لذاك , حيث قسموهم الى أصحاب ميمنةٍ في نعيمٍ دائم , وأصحاب ميسرةٍ يعانون الجوع والترقب , كأنهم أفارقةٌ أفزعتهم جماعات الجن جويد السودانيه !
فماذا عملوا أصحاب الميمنة ؟!
كيف وصلوا إلى مراكز هم ليسوا بأكفاء لها , ولا هم مؤهلين فعلاً للحصول عليها , بل إن بعضهم لا يملكون المهارات والقدرات اللائقه والمفروضه لكي يتنعموا بما أوتي لهم , فكانوا كالحساوي يريد أن يُمسك ضباً , أو كالجوفي يريد أن يصطاد سمكاً ؟!
منهم من صار كهدهد سليمان , فكان ينقل الأخبار والتصريحات بين الموظفين , حرفاً بحرف , وكلمةٌ بكلمه , بل وحتى الحركات والسكنات , وما يخرج من الموظف من حروفٍ لا تُذكر كأفٍ أو آهٍ , ليأتي بها إلى سيده وآمره ورئيسه , ولا بأس من الإضافات والبهارات الهنديه الحــاره , ليس ذلك كرهاً للمنقول عنه , بل ليكون الخبر دسماً وذو أهميةٍ وموضوعية . ليدخل إلى مكتب رئيسه كأنه أرخميدس زمانه وهو يقول .. سجلتها .. سجلتها .. فيكون البائس المسكين ذاك الذي تلفظ مستنكراً أو متذمراً وهو في لحظةِ غضب أو تعب , كمن لقي حظه في ابو غريب - أعان الله المعتقلين فيه - بل إن من هذه الطيور من يستخدم رسائل الجوال , إن استلزم الأمر , وكان لا يحتمل التأخير أو التسويف !
كثيرٌ من الإداريين - إلا من رحم ربي - يطلبون الإحترام الفائق من موظفيهم , والتقدير الجم والوافر واللامتناهي والغير منتهي أيضاً , وإن كانوا على علمٍ بزيفه وبنفاق أهله , لكنها حب العظمة وحب السطوة وطلب رؤية الأعين وقد زاغت حين رؤيته أو ربما حارت بين صدره وبطنه !
بل إن لهم ولعاً في سماع كلمات التعظيم والتكريم كــ ..
سم طال عمرك .. أبشر .. يالبيه .. انت تامر وانا اطامر
فبالله أهذا من العدل بشيء ؟!
فأين الإدراي الذي لا تهمه تلك التشريفات والتوقيرات المُزيفه ؟! أين من يخشى ربه من أن يظلم أحداً أو يقدم أحداً وهناك من هو أحق منه وأولى وأقدر ؟!
أين من هو جمهوري المنهج يهتم بشعبه ؟! وأين من هو ديمقراطي الطريقة ليُتيح لهم الحرية بالنقد والتجريح .. وعلى الأقل إن خلوا إلى بعضهم البعض ؟!
محدثكم قد عاصر سبع سنواتٍ عجاف , واجه فيها أربعة من الإداريين كلهم كانوا على نفس النسق والنهج الذي سبق , فعُدت لا أدري هل كل المدراء تلك هي طبائعهم , وأن أصحاب النزاهة هم قله , وما أنا إلا رجلٌ يحتاج إلى تأهيلٍ وتعويد !!
أم انني فعلاً أستحق ما يجري , نظير عملي المُتدني والغير متكامل ؟!
لو قلنا بالعمل المتدني والغير موفق , فلماذا أُشاهد من لا يفوقونني بشيءٍ يُذكر , وقد أصبحوا من ذوي الشُهرة والمكانة والتفضيل لدى الباب العالي . شهرةٌ قد فاقوا بها شهرة البرتقاله التي لا تُأكل , بل لتبقى معلقةً لتُزهر !!
مراتٍ أُحدث نفسي وأقول .. أما آن لهذا الظلم أن ينجلي ؟!
ثم أبدأ بالحديث عن الثوره !! ورفض الظلم !! والمطالبة بالحقوق !! حتى أصل إلى مرحلةٍ أقول ما بعد هذا سوى الإنتفاضه والعصيان في الشوارع !!
لكنني أتراجع حالما أُشاهد ذو البطن صاحب الشأن , وأبتسم بوجهه من غير شعورٍ مني , وكأنني أُدلل أم العروس قبل ليلة الزفاف , وليس هذا من باب النفاق بشيء , بل لأن ابن آدم خطاء , وأعلم بأن خطئي الذي لا يُنسى وإن كان صغيراً , سيكبر عندها وسيعظم , حتى تهتز الأرض من عِظم شأنه ليصل إلى 7 بمقياس المذكور ريختر !
يقولون بأن كل مدير وكل رئيس لديه مفتاحاً خاصٌ به , وحتى تجد ذلك المفتاح عليك أن تقوم بدراسة حياته اليوميه , فتحرص من أن تأتي بأمرٍ يُغضبه ولا يكون منك إلا ما يسره , وتفهم أيضاً ما لا يُفضله وما لا يستسيغه , وتُدرك ما يتمناه وما يعشقه , وعندها ستنعم بالخيرات وبالمسرات , وإن كُنت قليل العمل والإنتاج , بليداً مُقصراً , فهذا لا يهم مطلقاً . بل كُن له موالفاً ولا تكن مخالفاً , كُن ودوداً ولا تكن فظاً , كُن ضحوكاً إن ضحك ومولولاً إن أصابته ضراء , وكما قال النصاري زوراً على لسان النبي عيسى عليه السلام - إن صفعك على خدك الأيمن وافه بخدك الأيسر , ثم - وكما قال الشيعة على لسان علي بن أبي طالب - إحمله على سبعون محمل !
أي وبمعنى آخر .. دلل بقرتك إن أردت .. حليباً !!
طبعاً هذا كلامٌ سخيف , وعديم الجدوى وإن كان ناجعاً , فالكل يحافظ على كرامته ويُقدمها على كل أمر , ولكل ساقطٍ هناك لاقطٌ قد رفع يديه ليس للدعاء , بل للإمساك به ..
خارج الموضوع ..
يقول صديقٌ لي , بأنه قد اتصل به ابو ناصر - صديقٌ لكلينا - ليعلمه بأنهم قد شدوا العزم للسفر , وأنهم يريدون منه أن يصحبهم !!
يقول لي هذا الصديق .. بأنه لم يتلفظ بأي كلمةٍ توحي للمستمعين حوله بمحتوى تلك المكالمه , إلا قوله .. سأحاول .. سأُخبركم اليوم إن وافقوا !!
لكن الهُدهُد لديهم لم يضل الطريق ولم يتوانا عن إبداء مهاراته بوضع الخبر العاجل على الشريط الإخباري أمام المدير !!
فذهب صاحبي بملفاته إلى المدير .. وهو يُردد بعض كلمات الإحترام والتوقير , وهي مُدمجةٌ مع العُذر الذي يراه والذي حسنه ولطفه , حتى أتقن الأمر وأجاده ..
صديقنا :- ابو رامي .. سم .. طال عمرك .. هذي المعاملة التي طلبتها مني !!
وقبل أن يبدأ بما أجاد به مُسبقاً من فن الخطابة والإلقاء , قال له ابو رامي :- قولي يا سعد , انت سمعت بهرجة الواد محمد !!
صاحبي أي هرجه .. طال عمرك !
الواد هادا يا بويــــا .. ومع زحمت الشُغل اللي إنتا شايفه .. عاوز يومين إجازه !
طبعاً ولقمة أخلاق صاحبنا ومروءته ومحاولةً منه بأن لا يقف في طريق الواد محمد , قال لمديره :- إن الرجل لديه ظروفاً عصيه تتطلب منه أن يأخذ يومين إن لم يكن أكثر , أما العمل فسأقوم بعمله مع عملي .. فلا تقلق !!
وعوداً للموضوع , فلو علم الدنمارك بطريقة تدليلنا لمدرائنا , لخجلوا مِن رداءة ما يُقدمونه من رفاهيةٍ وتدليل لأبقارهم ..
وإن وضعوا على عيونها النظارات السوداء . وإن أقاموا لها الملاعب , وإن استقبلوها في مواكب تشريفٍ وتعظيم !!
لتحظى بمستقبلٍ واعد !!
والله إن أمر الإدارات ومن تبوأ عليها مُنعماً ومرفهاً لهو عجيبٌ وغريب , بل وأعجب من الصيامُ في رجب , بل وأعجب مِن من خرج ليلاً وهو يزمع جمع الحطب . فكثيرٌ من هؤلاء قد اتخذوا صلاحياتهم وما أُحل لهم , بتوزيع الهبات وإعطاء المكرمات , متى ما أرادوا ولمن أرادوا , وكأن الواحد منهم كقارون وعِظم حظه , أو فرعون زمانه , فكان هذا لديه مُقرباً وذلك مُبعداً , وهذا صديقاً وذاك عدواً !
فهل اتبع هؤلاء القوانين والشروط في تقريبهم لهذا أوتغريبهم لذاك , حيث قسموهم الى أصحاب ميمنةٍ في نعيمٍ دائم , وأصحاب ميسرةٍ يعانون الجوع والترقب , كأنهم أفارقةٌ أفزعتهم جماعات الجن جويد السودانيه !
فماذا عملوا أصحاب الميمنة ؟!
كيف وصلوا إلى مراكز هم ليسوا بأكفاء لها , ولا هم مؤهلين فعلاً للحصول عليها , بل إن بعضهم لا يملكون المهارات والقدرات اللائقه والمفروضه لكي يتنعموا بما أوتي لهم , فكانوا كالحساوي يريد أن يُمسك ضباً , أو كالجوفي يريد أن يصطاد سمكاً ؟!
منهم من صار كهدهد سليمان , فكان ينقل الأخبار والتصريحات بين الموظفين , حرفاً بحرف , وكلمةٌ بكلمه , بل وحتى الحركات والسكنات , وما يخرج من الموظف من حروفٍ لا تُذكر كأفٍ أو آهٍ , ليأتي بها إلى سيده وآمره ورئيسه , ولا بأس من الإضافات والبهارات الهنديه الحــاره , ليس ذلك كرهاً للمنقول عنه , بل ليكون الخبر دسماً وذو أهميةٍ وموضوعية . ليدخل إلى مكتب رئيسه كأنه أرخميدس زمانه وهو يقول .. سجلتها .. سجلتها .. فيكون البائس المسكين ذاك الذي تلفظ مستنكراً أو متذمراً وهو في لحظةِ غضب أو تعب , كمن لقي حظه في ابو غريب - أعان الله المعتقلين فيه - بل إن من هذه الطيور من يستخدم رسائل الجوال , إن استلزم الأمر , وكان لا يحتمل التأخير أو التسويف !
كثيرٌ من الإداريين - إلا من رحم ربي - يطلبون الإحترام الفائق من موظفيهم , والتقدير الجم والوافر واللامتناهي والغير منتهي أيضاً , وإن كانوا على علمٍ بزيفه وبنفاق أهله , لكنها حب العظمة وحب السطوة وطلب رؤية الأعين وقد زاغت حين رؤيته أو ربما حارت بين صدره وبطنه !
بل إن لهم ولعاً في سماع كلمات التعظيم والتكريم كــ ..
سم طال عمرك .. أبشر .. يالبيه .. انت تامر وانا اطامر
فبالله أهذا من العدل بشيء ؟!
فأين الإدراي الذي لا تهمه تلك التشريفات والتوقيرات المُزيفه ؟! أين من يخشى ربه من أن يظلم أحداً أو يقدم أحداً وهناك من هو أحق منه وأولى وأقدر ؟!
أين من هو جمهوري المنهج يهتم بشعبه ؟! وأين من هو ديمقراطي الطريقة ليُتيح لهم الحرية بالنقد والتجريح .. وعلى الأقل إن خلوا إلى بعضهم البعض ؟!
محدثكم قد عاصر سبع سنواتٍ عجاف , واجه فيها أربعة من الإداريين كلهم كانوا على نفس النسق والنهج الذي سبق , فعُدت لا أدري هل كل المدراء تلك هي طبائعهم , وأن أصحاب النزاهة هم قله , وما أنا إلا رجلٌ يحتاج إلى تأهيلٍ وتعويد !!
أم انني فعلاً أستحق ما يجري , نظير عملي المُتدني والغير متكامل ؟!
لو قلنا بالعمل المتدني والغير موفق , فلماذا أُشاهد من لا يفوقونني بشيءٍ يُذكر , وقد أصبحوا من ذوي الشُهرة والمكانة والتفضيل لدى الباب العالي . شهرةٌ قد فاقوا بها شهرة البرتقاله التي لا تُأكل , بل لتبقى معلقةً لتُزهر !!
مراتٍ أُحدث نفسي وأقول .. أما آن لهذا الظلم أن ينجلي ؟!
ثم أبدأ بالحديث عن الثوره !! ورفض الظلم !! والمطالبة بالحقوق !! حتى أصل إلى مرحلةٍ أقول ما بعد هذا سوى الإنتفاضه والعصيان في الشوارع !!
لكنني أتراجع حالما أُشاهد ذو البطن صاحب الشأن , وأبتسم بوجهه من غير شعورٍ مني , وكأنني أُدلل أم العروس قبل ليلة الزفاف , وليس هذا من باب النفاق بشيء , بل لأن ابن آدم خطاء , وأعلم بأن خطئي الذي لا يُنسى وإن كان صغيراً , سيكبر عندها وسيعظم , حتى تهتز الأرض من عِظم شأنه ليصل إلى 7 بمقياس المذكور ريختر !
يقولون بأن كل مدير وكل رئيس لديه مفتاحاً خاصٌ به , وحتى تجد ذلك المفتاح عليك أن تقوم بدراسة حياته اليوميه , فتحرص من أن تأتي بأمرٍ يُغضبه ولا يكون منك إلا ما يسره , وتفهم أيضاً ما لا يُفضله وما لا يستسيغه , وتُدرك ما يتمناه وما يعشقه , وعندها ستنعم بالخيرات وبالمسرات , وإن كُنت قليل العمل والإنتاج , بليداً مُقصراً , فهذا لا يهم مطلقاً . بل كُن له موالفاً ولا تكن مخالفاً , كُن ودوداً ولا تكن فظاً , كُن ضحوكاً إن ضحك ومولولاً إن أصابته ضراء , وكما قال النصاري زوراً على لسان النبي عيسى عليه السلام - إن صفعك على خدك الأيمن وافه بخدك الأيسر , ثم - وكما قال الشيعة على لسان علي بن أبي طالب - إحمله على سبعون محمل !
أي وبمعنى آخر .. دلل بقرتك إن أردت .. حليباً !!
طبعاً هذا كلامٌ سخيف , وعديم الجدوى وإن كان ناجعاً , فالكل يحافظ على كرامته ويُقدمها على كل أمر , ولكل ساقطٍ هناك لاقطٌ قد رفع يديه ليس للدعاء , بل للإمساك به ..
خارج الموضوع ..
يقول صديقٌ لي , بأنه قد اتصل به ابو ناصر - صديقٌ لكلينا - ليعلمه بأنهم قد شدوا العزم للسفر , وأنهم يريدون منه أن يصحبهم !!
يقول لي هذا الصديق .. بأنه لم يتلفظ بأي كلمةٍ توحي للمستمعين حوله بمحتوى تلك المكالمه , إلا قوله .. سأحاول .. سأُخبركم اليوم إن وافقوا !!
لكن الهُدهُد لديهم لم يضل الطريق ولم يتوانا عن إبداء مهاراته بوضع الخبر العاجل على الشريط الإخباري أمام المدير !!
فذهب صاحبي بملفاته إلى المدير .. وهو يُردد بعض كلمات الإحترام والتوقير , وهي مُدمجةٌ مع العُذر الذي يراه والذي حسنه ولطفه , حتى أتقن الأمر وأجاده ..
صديقنا :- ابو رامي .. سم .. طال عمرك .. هذي المعاملة التي طلبتها مني !!
وقبل أن يبدأ بما أجاد به مُسبقاً من فن الخطابة والإلقاء , قال له ابو رامي :- قولي يا سعد , انت سمعت بهرجة الواد محمد !!
صاحبي أي هرجه .. طال عمرك !
الواد هادا يا بويــــا .. ومع زحمت الشُغل اللي إنتا شايفه .. عاوز يومين إجازه !
طبعاً ولقمة أخلاق صاحبنا ومروءته ومحاولةً منه بأن لا يقف في طريق الواد محمد , قال لمديره :- إن الرجل لديه ظروفاً عصيه تتطلب منه أن يأخذ يومين إن لم يكن أكثر , أما العمل فسأقوم بعمله مع عملي .. فلا تقلق !!
وعوداً للموضوع , فلو علم الدنمارك بطريقة تدليلنا لمدرائنا , لخجلوا مِن رداءة ما يُقدمونه من رفاهيةٍ وتدليل لأبقارهم ..
وإن وضعوا على عيونها النظارات السوداء . وإن أقاموا لها الملاعب , وإن استقبلوها في مواكب تشريفٍ وتعظيم !!