بدر الشمال
12-08-2004, 09:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتى أعضاء المضايف الكرام
أنقُل لكم كلمات سُطرت قبل لحظات الغياب, هل صدق قائلها, وهل التزم راويها الحياد , وهل كان الحكم الصادر حينها عادلاً , لكم القول بهذا فأنا لأملك إجابة او لا يحق لى أن اجيب . يقول صاحب الشأن شارحا كيفيه قدومه ومسرا مما فى بعض نفسه , التقطها بعض من كان حوله فى سجنه , يقول :
كم هى قصيرة حياتى, هى ساعة من زمان ....بل لحظات, بل ربما اقل من ذلك إذا قسناها بطريقتى النسبية الفريدة. فأنا لا احسب الحياة بعدد دقات الساعات الصناعية ولا بعدد دورات الشمس اليوميه, وهل لحظات الفرح والترح تتساوى ... , ام هل تتساوى أيام الصيف الحارة مع أيام الشتاء الباردة ولياليه المظلمة
توقعت مصيرى منذ أن اتى ذلك الطارق الضخم حاملا مذكرة استدعاء لأحد مراكز مدينة حائل
انتزعنى من بين أحبتى وأصدقائى, من أحضان منزلى وعبق ذكرياتى , لم يرحم توسلاتى او بكاء أخواتى
دفعنى دفعاً الى تلك السيارة الضخمة وانطلق مسرعاً يريد أن ينجز مهمة حتى يعود قبل انتهاء الدوام, غريب امر هذا الانسان, مستعجل فى كل أموره, حتى وهو يعلم بمصيرى ونهاية أمرى
تسير بنا السيارة, ولأسميها المصفحة العريضة, مسرعة باتجاه حائل
يلفحنى هواء الصيف الحار من الفتحات بالجوانب, فأكاد أن أجن وأفقد صوابى
فأنا لأستحق التكييف أو الرأفة بنظرهم, بينما السائق وزميله ينعمان به فى الأمام
مكان ميلادى مدينه بريده , وتاريخه ليس ببعيد , اكرر فأقول , اه لو استطيع ان أعود , وهل هناك امل ان أعود؟
أرى عينان ترمقانى من خلال الحاجز الزجاجى الأمامى لتتأكدا من وجودى ومن وضعية جلوسى, هل اتصانع عدم المبالاة أم أنهما يعلما بما فى داخلى من فورة وثورة تتمنى الانفلات والهروب من القيود. ولكن هل يهمهما ذلك, فإنما هما مأمورين يريدا ان يعودا بأسرع وقت, حتى يقضيا بقية نهار مع من أحبا بعد ان فرقانى عمن أحب
أرى اننا اقتربنا كثيراً , اليست (العدوة) دليلا ومفرق ( طابة) نذيرا , وتلك الجبال, جبال سلمى, هى تباشير مدينة حائل
تعود بى ذاكرتى الى أيام خلت , أيام طفولة مرت بسرعة و أوقات شقاوة وهناء
لم ينغصها الا ذهاب أخى الى حائل ولذات السبب , أهى لعنة حلت على عائلتنا
ترن اخر كلماته فأسمعها جيدا " أذكرونى دائما بخير . فربما لن ترونى بعد اليوم....."
ولكنها الأيام, انستنا الألم وفقدان الأحباء, الايام التى جرت بأسرع مما نتوقع أو نتمنى
تصل بنا المصفحة العريضة وأرى أحدهم يفتح الباب الحديدى, ثم يلقى بنضرة فاحصة خبيرة عمن بداخلها و يوقع أوراق الاستلام, ثم يأمر بإنزالنا الى سجن كبير , وعندما أدخله ارى الكثيرين , كثير منهم كأنى اعرفه وكثير غرباء , يلفهم ذهول وسكون وانتظار قاتل رهيب
اسمع احدهم يخاطبنى متسائلا ما لذى أتى بك هنا؟ فيرد عليه أخر هامسا ومتهكما : "لابد انه اتبع نفس خط أخيه .." ولكن هل كنا نملك الخيار , أقدار كتبت ولا حياد
.
.
لم يطل بى المقام كثيرا , وإنما هى سويعات حتى تم استدعائى من جديد
ونقلت الى سجن اصغر ولاكنه اكثر ظلمة ووحشة وأبرد
نضرت لعلى أجد من يحدثنى ويؤنس وحدتى الجديدة, ويا للمفاجئة , أخى هناك, قابعاً فى تلك الزاوية اليمنى , نعم أننى أستطيع أن أميزة برغم الظلام , أبعد هذه المدة الطويلة أنعم برؤيته من جديد, ولكن مالى أراه مائلاً متجمداُ غير مرحباَ بى ولا مبال
أناديه بصوت عال, أستحثه الكلام, أستحلفه, فيرد بصعوبة:
كنت أعلم أن مصيرك هو كمصيرى, ثم يستطرد , أعلم يا أخى أن وقتنا قصير ولم يبقى الا أقل القليل , فمن يصل الى هنا تكن أيامه دقائق وساعاته ثوانى. والحكم صدر, الحكم بإعدامنا
أصرخ به, ولكنك لازلت موجود ياأخى !
يكمل حديثه المتثلج , إننا كنا مجموعة كبيرة بالأمس القريب, كنا حوالي العشرين, نقلنا الى هنا من السجن الكبير, وكل يوم ينادى على واحد أو اثنان حتى لم يبقى الا أنا ..... وأنت اليوم
سألته , ولكن ما يدريك, فلربما نقل الآخرون الى مكان اخر , أو أطلق سراحهم ؟
رد على متهكماً , اين تفكيرك. سمعت صراخ الكثيرين ممن كان معى هنا. اتعلم كيف يعدمونهم. بالرأس, نعم بالضرب على الراس. انهم يذهبون ولا يعودون, الا تفهم ان......
قاطعته ولكن لماذا؟
وقبل أن يجيب فتح الباب الكبير
وانتزعت يد عملاقة أخى
نضرت اٍليه فقال مودعا
لا تحزن ولا تجزع, فسكب دمائنا هى غايتنا, وهو بقاء لأجيالنا القادمة
.
.
.
أغلق الباب وبقوة
أطفئ النور وعاد الظلام والسكووون من جديد..
.
.
.
وعندها سمعت أحدهم يحدث زوجته بنشوة
مألذ البيبسى بارداً ....... أتريدين الأخر !!!!
نصيحة إعلانيه:
فمن لا يعرف أهل حائل وساكنيها , وأماكن قراها, وصادراتها ووارداتها فهو لا يعرفها حق المعرفة
فمثلاً (العدوة) و(طابة) تقعان ضمن محافظة حائل. متى ما قراء المسافر الى حائل لوحتى الطريق الدالتان عليهما فرح واستبشر وأيقظ مرافقيه استعدادا للقاء الأحبة..........
ودمتم
أحبتى أعضاء المضايف الكرام
أنقُل لكم كلمات سُطرت قبل لحظات الغياب, هل صدق قائلها, وهل التزم راويها الحياد , وهل كان الحكم الصادر حينها عادلاً , لكم القول بهذا فأنا لأملك إجابة او لا يحق لى أن اجيب . يقول صاحب الشأن شارحا كيفيه قدومه ومسرا مما فى بعض نفسه , التقطها بعض من كان حوله فى سجنه , يقول :
كم هى قصيرة حياتى, هى ساعة من زمان ....بل لحظات, بل ربما اقل من ذلك إذا قسناها بطريقتى النسبية الفريدة. فأنا لا احسب الحياة بعدد دقات الساعات الصناعية ولا بعدد دورات الشمس اليوميه, وهل لحظات الفرح والترح تتساوى ... , ام هل تتساوى أيام الصيف الحارة مع أيام الشتاء الباردة ولياليه المظلمة
توقعت مصيرى منذ أن اتى ذلك الطارق الضخم حاملا مذكرة استدعاء لأحد مراكز مدينة حائل
انتزعنى من بين أحبتى وأصدقائى, من أحضان منزلى وعبق ذكرياتى , لم يرحم توسلاتى او بكاء أخواتى
دفعنى دفعاً الى تلك السيارة الضخمة وانطلق مسرعاً يريد أن ينجز مهمة حتى يعود قبل انتهاء الدوام, غريب امر هذا الانسان, مستعجل فى كل أموره, حتى وهو يعلم بمصيرى ونهاية أمرى
تسير بنا السيارة, ولأسميها المصفحة العريضة, مسرعة باتجاه حائل
يلفحنى هواء الصيف الحار من الفتحات بالجوانب, فأكاد أن أجن وأفقد صوابى
فأنا لأستحق التكييف أو الرأفة بنظرهم, بينما السائق وزميله ينعمان به فى الأمام
مكان ميلادى مدينه بريده , وتاريخه ليس ببعيد , اكرر فأقول , اه لو استطيع ان أعود , وهل هناك امل ان أعود؟
أرى عينان ترمقانى من خلال الحاجز الزجاجى الأمامى لتتأكدا من وجودى ومن وضعية جلوسى, هل اتصانع عدم المبالاة أم أنهما يعلما بما فى داخلى من فورة وثورة تتمنى الانفلات والهروب من القيود. ولكن هل يهمهما ذلك, فإنما هما مأمورين يريدا ان يعودا بأسرع وقت, حتى يقضيا بقية نهار مع من أحبا بعد ان فرقانى عمن أحب
أرى اننا اقتربنا كثيراً , اليست (العدوة) دليلا ومفرق ( طابة) نذيرا , وتلك الجبال, جبال سلمى, هى تباشير مدينة حائل
تعود بى ذاكرتى الى أيام خلت , أيام طفولة مرت بسرعة و أوقات شقاوة وهناء
لم ينغصها الا ذهاب أخى الى حائل ولذات السبب , أهى لعنة حلت على عائلتنا
ترن اخر كلماته فأسمعها جيدا " أذكرونى دائما بخير . فربما لن ترونى بعد اليوم....."
ولكنها الأيام, انستنا الألم وفقدان الأحباء, الايام التى جرت بأسرع مما نتوقع أو نتمنى
تصل بنا المصفحة العريضة وأرى أحدهم يفتح الباب الحديدى, ثم يلقى بنضرة فاحصة خبيرة عمن بداخلها و يوقع أوراق الاستلام, ثم يأمر بإنزالنا الى سجن كبير , وعندما أدخله ارى الكثيرين , كثير منهم كأنى اعرفه وكثير غرباء , يلفهم ذهول وسكون وانتظار قاتل رهيب
اسمع احدهم يخاطبنى متسائلا ما لذى أتى بك هنا؟ فيرد عليه أخر هامسا ومتهكما : "لابد انه اتبع نفس خط أخيه .." ولكن هل كنا نملك الخيار , أقدار كتبت ولا حياد
.
.
لم يطل بى المقام كثيرا , وإنما هى سويعات حتى تم استدعائى من جديد
ونقلت الى سجن اصغر ولاكنه اكثر ظلمة ووحشة وأبرد
نضرت لعلى أجد من يحدثنى ويؤنس وحدتى الجديدة, ويا للمفاجئة , أخى هناك, قابعاً فى تلك الزاوية اليمنى , نعم أننى أستطيع أن أميزة برغم الظلام , أبعد هذه المدة الطويلة أنعم برؤيته من جديد, ولكن مالى أراه مائلاً متجمداُ غير مرحباَ بى ولا مبال
أناديه بصوت عال, أستحثه الكلام, أستحلفه, فيرد بصعوبة:
كنت أعلم أن مصيرك هو كمصيرى, ثم يستطرد , أعلم يا أخى أن وقتنا قصير ولم يبقى الا أقل القليل , فمن يصل الى هنا تكن أيامه دقائق وساعاته ثوانى. والحكم صدر, الحكم بإعدامنا
أصرخ به, ولكنك لازلت موجود ياأخى !
يكمل حديثه المتثلج , إننا كنا مجموعة كبيرة بالأمس القريب, كنا حوالي العشرين, نقلنا الى هنا من السجن الكبير, وكل يوم ينادى على واحد أو اثنان حتى لم يبقى الا أنا ..... وأنت اليوم
سألته , ولكن ما يدريك, فلربما نقل الآخرون الى مكان اخر , أو أطلق سراحهم ؟
رد على متهكماً , اين تفكيرك. سمعت صراخ الكثيرين ممن كان معى هنا. اتعلم كيف يعدمونهم. بالرأس, نعم بالضرب على الراس. انهم يذهبون ولا يعودون, الا تفهم ان......
قاطعته ولكن لماذا؟
وقبل أن يجيب فتح الباب الكبير
وانتزعت يد عملاقة أخى
نضرت اٍليه فقال مودعا
لا تحزن ولا تجزع, فسكب دمائنا هى غايتنا, وهو بقاء لأجيالنا القادمة
.
.
.
أغلق الباب وبقوة
أطفئ النور وعاد الظلام والسكووون من جديد..
.
.
.
وعندها سمعت أحدهم يحدث زوجته بنشوة
مألذ البيبسى بارداً ....... أتريدين الأخر !!!!
نصيحة إعلانيه:
فمن لا يعرف أهل حائل وساكنيها , وأماكن قراها, وصادراتها ووارداتها فهو لا يعرفها حق المعرفة
فمثلاً (العدوة) و(طابة) تقعان ضمن محافظة حائل. متى ما قراء المسافر الى حائل لوحتى الطريق الدالتان عليهما فرح واستبشر وأيقظ مرافقيه استعدادا للقاء الأحبة..........
ودمتم