كبريت
19-06-2004, 23:37
يشكو رجل من أن زوجته عنيفة،
حاجة، عصبية عنيدة، متسلطة. وقد يكون أكثر تحديداً فيقول إنها تريد أن تمارس دور الرجل في البيت.
ولا أحد يعرف هل هو يشكو من قوة زوجته أم من ضعفه هو؟
وهل ضعفه نتيجة لقوة زوجته أم أن قوة زوجته هي نتيجة لضعفه هو؟
هل هو صراع بين قوتين؟
وأين تكمن هذه القوة؟
هل هي قوة الشخصية .. ؟
وهل هناك ما يسمى بقوة الشخصية .. ؟
أم هو الفرق في القدرات الذكائية حيث تتفوق زوجته عليه في الذكاء؟
الرجل يشكو ويتألم لأن المفروض شيء والواقع شيء آخر.
والمفروض أنه هو الذي يجب أن يقود ويحكم ويسيطر، وأن كلمته يجب أن تطاع وأن الزوجة يجب أن تكون خاضعة مطيعة مستسلمة.
وتضطرب الحياة الزوجية اضطراباً شديداً، ولكنها تستمر، وتزداد الزوجة سيطر وتسلطاً ويزداد ضعفاً ورضوخاً.
وهذا نموذج أسري نراه في الحياة. ربما ليس كثيراً ولكنه موجود.
والصراع يبدأ منذ اللحظة الأولى في العلاقة.
وهو صراع طبيعي ويتم بشكل تلقائي، صراع بين شخصيتين وصراع بين عقلين يتمتع كل منهما بدرجة معينة من الذكاء.
يبدأ الصراع في قمته حيث الخوف والقلق والتوقع والترقب والتحفز والتحسب، صراع بين قوتين عليهما أن تذوبا وتتحدا، وفي نفس الوقت يحب كل منهما أن يحتفظ بتفرده واستقلاليته وحريته وإرادته.
والأمور منذ البداية تسير بشكل طبيعي وتلقائي. أي لا يستطيع أحدهما أن يخطط، فالإنسان وهو يؤدي دوره الذكري أو دوره الأنثوي لا يكون مدركاً أنه يؤدي هذا الدور.
فالطبيعة أو التكوين يملي بعض جوانب هذا الدور. كذلك طبيعة البيئة والمجتمع والثقافة السائدة تملي أيضاً بعض جوانب أخرى لهذا الدور.
وفي كل المخلوقات هناك ذكر وأنثى. والتكوين الشكلي الخارجي وكذلك التكوين الداخلي لكل منهما يختلف عن الآخر، وأيضاً سلوكياً يختلف كل منهما عن الآخر. لذلك فإن تعدى أحدهما على الآخر يؤدي إلى خلل في العلاقة. والتعدي بمعنى التعدي على الدور والانتقاص من دور الطرف الآخر.
وهذا يزعج الرجل جداً على وجه الخصوص حيث يشعر أن المرأة القوية تنتقص من دوره الرجولي.
إذن هو صراع بين قوتين ـ منذ البداية
ـ ليحدد كل منهماالحدود. والرجل يتحمل المسئولية الأولى
، إذ المرأة في البداية ترقب وتلاحظ وتختبر. كل ذلك بفطرتها، وأي حق تنازل عنه الرجل تكسبه هي، وأي مساحة يتركها الرجل تقفز إليها
. أي يتنامى دور الزوجة على حساب تراجع الزوج. حتى نصل إلى مرحلة الخلل الشديد. والرجل يشكو ويتألم فهي غير سعيدة بقوتها التي نشأت على حساب ضعف زوجها، وهي لا تحب لزوجها أن يكون ضعيفاً ولا تحب لنفسها أن تكون قوية على حساب ضعف زوجها.
والحقيقة أن القضية ليست ضعفاً وقوة وإنما هي أدوار ومسئوليات وحدود ومساحات، والقوة بمعنى التعدي على حدود الدور الآخر، والضعف بمعنى الانسحاب من الحدود الطبيعية للدور والسماح للطرف الآخر بالتجاوز.
إذن الرجل غير سعيد بضعفه.
والمرأة غير سعيدة بقوتها.
وهذه ظروف غير صحية لتنشئة الأولاد والبنات حيث يحدث تشوش في أذهانهم لدور كل منهم في الحياة، ويكون الزوج نموذجاً فاشلاً للتوحد الذكرى وتكون المرأة ـ أي الزوجة ـ نموذجاً فاشلاً للتوحد الأنثوي.
وكما أن الرجل هو المسئول الأول عن هذا النموذج الأسري الفاشل فإن المرأة أيضاً قد تكون هي المسئولة الأولى في بعض الأحيان. إن هناك شخصية تتميز بالصلابة والعند وعدم المرونة وروح التحدي وحب السلطة والتسلط،
وخاصة إزاء الرجل. هذا تكوين خاص، وربما هو تكوين أقرب إلى الطبيعة الذكرية. وهذا أمر يمكن تصوره من الناحية العلمية حيث يحدث خلل ما غير معروف حتى الآن فتولد فتاة بتكوين أنثوي فسيولوجي هورموني كامل وتنمو كامرأة كاملة ولكنها تحمل طياتها ـ نفساً وعقلاً وإحساساً ـ لتكوين رجل.
فهي امرأة من الناحية الشكلية الفسيولوجية وهي رجل من الناحية النفسية العقلية. هذه المرأة تشعر بمرارة شديدة لهذا الانقسام الذي تعيشه، وتكون مؤهلة فعلاً من الناحية النفسية لأن تؤدي دور الرجل.
وتقتحم كل مجالات الرجل، ويكون ذلك على حساب التقصير في أداء دورها الأنثوي إذ لا يمكن لإنسان أن يؤدي الدورين معاً بكفاءة عالية.
ومن الصعب أن ترجع القضية كلها وبرمتها إلى خلل في التكوين الفسيولوجي.
فتقول ببساطة إن هناك رجلاً غير كامل وبالتالي غير مؤهل لأداء دوره الذكري بالكامل وأن هناك امرأة غير كاملة وبالتالي غير مؤهلة لأداء دورها الأنثوي بالكامل.
من الصعب أن نبسط الأمور إلى هذه الدرجة، وخاصة أنه لا توجد دلائل على المستوى العملي البحثي تثبت هذا الرأي، ولكنه مثبوت على المستوى الأكلينيكي.
ولكن هناك عوامل بيئية ثقافية أخرى تشكل حدود الأدوار وتشكل طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتحدد النظام الأسري والتفاعلات داخله.
ويمكن القول بأن هناك مجتمعات ذكرية بمعنى أنها تُعلى الدور الذكري وتعطي للرجل المسئولية الأولى وحق القيادة القوامة والرعاية.
وهناك مجتمعات أنثوية وهي التي استطاعت فيها المرأة أن تثور وتصرخ على أولوية الدور الذكري وأحقيته السلطوية، واستطاعت أن تنازعه هذه المكانة بدعوى المساواة إن لم يكن التفوق عليه إذا كانت تملك من الوسائل والإمكانيات والمواهب ما يجعلها تتفوق، حتى وإن كان ذلك على حساب الشكل الأسري التقليدي التراثي. حتى وإن دفعها ذلك إلى التضحية بحياة الأسرة وتفضيل حياة الوحدة والحرية بدلاً من أن تخضع لرجل.
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح،
ولكن ما هو هذا الصحيح؟
الصحيح هو مجرد افتراضات نظرية على الورق ومن وحي الخيال والتصور الشخصي البحت.
ولكن الصحيح الواقعي العملي الحياتي هو أن كل علاقة بين زوجين
هي علاقة خاصة جداً. كل علاقة لها ظروفها الخاصة وطبيعتها الخاصة التي تمليها الصفات الشخصية لكل من الزوجين، حيث اختلافات الشخصية، حيث اختلاف درجة الذكاء وحيث الموروثات البيئية الثقافية.
كل إنسان متفرد بذاته، وكل علاقة زوجية متفردة بذاتها، وكل زوجين يتوافقان معاً حسب درجة الذكورة ودرجة الأنوثة في كل منهما.
التكوين الذكري الكامل سيسمح للأنثى أن تعرف حدود دورها وتؤديه برضا وتسعد بهذا الدور وتسعد برجولة زوجها المتكاملة والتكوين الأنثوي الكامل السوي سيسم للرجل بأن يؤدي دوره بالكامل ويسعد به، وبذلك يتحقق انسجام وتكامل وتوافق لا يمكن أن يتحقق إلا للأسوياء.
ونعود إلى صديقنا الرجل الذي يشكو من قوة زوجته وعنفها وتسلطها فنقول له:
((الشكوى بعد هذه السنوات الطويلة من الزواج تعني أنك لا تستطيع الانفصال عنها. لقد استمرت حياتك لأنك أردت الاستمرار، ولو كانت لك اعتراضات حقيقية لكنت قد أنهيت العلاقة منذ البداية.
بل لعل زوجتك بتسلطها وعنفها واستبدادها تلبي احتياجات نفسية معينة عندك. أنت راض ولكنك تعترض، واعتراضك باللسان فقط. فاستمر لأنك لا تستطيع أن تغير حياتك بل أنت لا تريد حقيقة أن تغير حياتك. وربما لو أتينا لك بزوجة مطيعة مسالمة خاضعة لما استطعت أن تؤدي معها الدور الذكري الكامل ولما استطعت أن تلغي دور الرجل الأول. فهكذا أنت، وهكذا زوجتك، ولذلك استمرت بكما الحياة)).
إن طبيعة العلاقة الزوجية تتحدد منذ اليوم الأول، أي منذ البداية. وطبيعة بكل أشكالها هي طبيعة سوية. والشذوذ هو الاستثناء.
في الصباح تشرق الشمس وفي المساء تغرب، ويظهر لنا القمر، ويتعاقب الليل والنهار، وتهطل الأمطار، وتنمو الزهور، وتهب النسائم الرقيقة. أما العواصف والزلازل والبراكين فهي استثناءات شاذة.
وفي كل لحظة يلتقي ذكر وأنثى، ينجذبان، يتزوجان، وتسعد الأنثى بأنوثتها، تعشق دورها، تنتشي وتتلذذ بأداء هذا الدور. هكذا بفطرتها السوية، وكذلك يزدهي الرجل ويتحمس ويقوي لأداء دوره الذكري. يظلهما سقف. ويغلق من دونهما باب، ويضجعان معاً، فينجبان، ويسعدان بقدرتهما على أن يهبا الحياة حياة. ويعطف الرجل على زوجته، وتحنو هي علي زوجها، وتسود بينهما المودة والرحمة. شيء أسمى من الحب، شيء فوق الحب.
أما الاستثناء، والاستثناء النادر جداً هو زوجة سليطة اللسان غليظة القلب جافة العقل، ورجل مكسور الجناح ضعيف الحيلة محدود في إرادته، وربما محدود في رجولته. ويستمران، لأنهما هكذا ينسجمان، ولكنه انسجام الشواذ
حاجة، عصبية عنيدة، متسلطة. وقد يكون أكثر تحديداً فيقول إنها تريد أن تمارس دور الرجل في البيت.
ولا أحد يعرف هل هو يشكو من قوة زوجته أم من ضعفه هو؟
وهل ضعفه نتيجة لقوة زوجته أم أن قوة زوجته هي نتيجة لضعفه هو؟
هل هو صراع بين قوتين؟
وأين تكمن هذه القوة؟
هل هي قوة الشخصية .. ؟
وهل هناك ما يسمى بقوة الشخصية .. ؟
أم هو الفرق في القدرات الذكائية حيث تتفوق زوجته عليه في الذكاء؟
الرجل يشكو ويتألم لأن المفروض شيء والواقع شيء آخر.
والمفروض أنه هو الذي يجب أن يقود ويحكم ويسيطر، وأن كلمته يجب أن تطاع وأن الزوجة يجب أن تكون خاضعة مطيعة مستسلمة.
وتضطرب الحياة الزوجية اضطراباً شديداً، ولكنها تستمر، وتزداد الزوجة سيطر وتسلطاً ويزداد ضعفاً ورضوخاً.
وهذا نموذج أسري نراه في الحياة. ربما ليس كثيراً ولكنه موجود.
والصراع يبدأ منذ اللحظة الأولى في العلاقة.
وهو صراع طبيعي ويتم بشكل تلقائي، صراع بين شخصيتين وصراع بين عقلين يتمتع كل منهما بدرجة معينة من الذكاء.
يبدأ الصراع في قمته حيث الخوف والقلق والتوقع والترقب والتحفز والتحسب، صراع بين قوتين عليهما أن تذوبا وتتحدا، وفي نفس الوقت يحب كل منهما أن يحتفظ بتفرده واستقلاليته وحريته وإرادته.
والأمور منذ البداية تسير بشكل طبيعي وتلقائي. أي لا يستطيع أحدهما أن يخطط، فالإنسان وهو يؤدي دوره الذكري أو دوره الأنثوي لا يكون مدركاً أنه يؤدي هذا الدور.
فالطبيعة أو التكوين يملي بعض جوانب هذا الدور. كذلك طبيعة البيئة والمجتمع والثقافة السائدة تملي أيضاً بعض جوانب أخرى لهذا الدور.
وفي كل المخلوقات هناك ذكر وأنثى. والتكوين الشكلي الخارجي وكذلك التكوين الداخلي لكل منهما يختلف عن الآخر، وأيضاً سلوكياً يختلف كل منهما عن الآخر. لذلك فإن تعدى أحدهما على الآخر يؤدي إلى خلل في العلاقة. والتعدي بمعنى التعدي على الدور والانتقاص من دور الطرف الآخر.
وهذا يزعج الرجل جداً على وجه الخصوص حيث يشعر أن المرأة القوية تنتقص من دوره الرجولي.
إذن هو صراع بين قوتين ـ منذ البداية
ـ ليحدد كل منهماالحدود. والرجل يتحمل المسئولية الأولى
، إذ المرأة في البداية ترقب وتلاحظ وتختبر. كل ذلك بفطرتها، وأي حق تنازل عنه الرجل تكسبه هي، وأي مساحة يتركها الرجل تقفز إليها
. أي يتنامى دور الزوجة على حساب تراجع الزوج. حتى نصل إلى مرحلة الخلل الشديد. والرجل يشكو ويتألم فهي غير سعيدة بقوتها التي نشأت على حساب ضعف زوجها، وهي لا تحب لزوجها أن يكون ضعيفاً ولا تحب لنفسها أن تكون قوية على حساب ضعف زوجها.
والحقيقة أن القضية ليست ضعفاً وقوة وإنما هي أدوار ومسئوليات وحدود ومساحات، والقوة بمعنى التعدي على حدود الدور الآخر، والضعف بمعنى الانسحاب من الحدود الطبيعية للدور والسماح للطرف الآخر بالتجاوز.
إذن الرجل غير سعيد بضعفه.
والمرأة غير سعيدة بقوتها.
وهذه ظروف غير صحية لتنشئة الأولاد والبنات حيث يحدث تشوش في أذهانهم لدور كل منهم في الحياة، ويكون الزوج نموذجاً فاشلاً للتوحد الذكرى وتكون المرأة ـ أي الزوجة ـ نموذجاً فاشلاً للتوحد الأنثوي.
وكما أن الرجل هو المسئول الأول عن هذا النموذج الأسري الفاشل فإن المرأة أيضاً قد تكون هي المسئولة الأولى في بعض الأحيان. إن هناك شخصية تتميز بالصلابة والعند وعدم المرونة وروح التحدي وحب السلطة والتسلط،
وخاصة إزاء الرجل. هذا تكوين خاص، وربما هو تكوين أقرب إلى الطبيعة الذكرية. وهذا أمر يمكن تصوره من الناحية العلمية حيث يحدث خلل ما غير معروف حتى الآن فتولد فتاة بتكوين أنثوي فسيولوجي هورموني كامل وتنمو كامرأة كاملة ولكنها تحمل طياتها ـ نفساً وعقلاً وإحساساً ـ لتكوين رجل.
فهي امرأة من الناحية الشكلية الفسيولوجية وهي رجل من الناحية النفسية العقلية. هذه المرأة تشعر بمرارة شديدة لهذا الانقسام الذي تعيشه، وتكون مؤهلة فعلاً من الناحية النفسية لأن تؤدي دور الرجل.
وتقتحم كل مجالات الرجل، ويكون ذلك على حساب التقصير في أداء دورها الأنثوي إذ لا يمكن لإنسان أن يؤدي الدورين معاً بكفاءة عالية.
ومن الصعب أن ترجع القضية كلها وبرمتها إلى خلل في التكوين الفسيولوجي.
فتقول ببساطة إن هناك رجلاً غير كامل وبالتالي غير مؤهل لأداء دوره الذكري بالكامل وأن هناك امرأة غير كاملة وبالتالي غير مؤهلة لأداء دورها الأنثوي بالكامل.
من الصعب أن نبسط الأمور إلى هذه الدرجة، وخاصة أنه لا توجد دلائل على المستوى العملي البحثي تثبت هذا الرأي، ولكنه مثبوت على المستوى الأكلينيكي.
ولكن هناك عوامل بيئية ثقافية أخرى تشكل حدود الأدوار وتشكل طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتحدد النظام الأسري والتفاعلات داخله.
ويمكن القول بأن هناك مجتمعات ذكرية بمعنى أنها تُعلى الدور الذكري وتعطي للرجل المسئولية الأولى وحق القيادة القوامة والرعاية.
وهناك مجتمعات أنثوية وهي التي استطاعت فيها المرأة أن تثور وتصرخ على أولوية الدور الذكري وأحقيته السلطوية، واستطاعت أن تنازعه هذه المكانة بدعوى المساواة إن لم يكن التفوق عليه إذا كانت تملك من الوسائل والإمكانيات والمواهب ما يجعلها تتفوق، حتى وإن كان ذلك على حساب الشكل الأسري التقليدي التراثي. حتى وإن دفعها ذلك إلى التضحية بحياة الأسرة وتفضيل حياة الوحدة والحرية بدلاً من أن تخضع لرجل.
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح،
ولكن ما هو هذا الصحيح؟
الصحيح هو مجرد افتراضات نظرية على الورق ومن وحي الخيال والتصور الشخصي البحت.
ولكن الصحيح الواقعي العملي الحياتي هو أن كل علاقة بين زوجين
هي علاقة خاصة جداً. كل علاقة لها ظروفها الخاصة وطبيعتها الخاصة التي تمليها الصفات الشخصية لكل من الزوجين، حيث اختلافات الشخصية، حيث اختلاف درجة الذكاء وحيث الموروثات البيئية الثقافية.
كل إنسان متفرد بذاته، وكل علاقة زوجية متفردة بذاتها، وكل زوجين يتوافقان معاً حسب درجة الذكورة ودرجة الأنوثة في كل منهما.
التكوين الذكري الكامل سيسمح للأنثى أن تعرف حدود دورها وتؤديه برضا وتسعد بهذا الدور وتسعد برجولة زوجها المتكاملة والتكوين الأنثوي الكامل السوي سيسم للرجل بأن يؤدي دوره بالكامل ويسعد به، وبذلك يتحقق انسجام وتكامل وتوافق لا يمكن أن يتحقق إلا للأسوياء.
ونعود إلى صديقنا الرجل الذي يشكو من قوة زوجته وعنفها وتسلطها فنقول له:
((الشكوى بعد هذه السنوات الطويلة من الزواج تعني أنك لا تستطيع الانفصال عنها. لقد استمرت حياتك لأنك أردت الاستمرار، ولو كانت لك اعتراضات حقيقية لكنت قد أنهيت العلاقة منذ البداية.
بل لعل زوجتك بتسلطها وعنفها واستبدادها تلبي احتياجات نفسية معينة عندك. أنت راض ولكنك تعترض، واعتراضك باللسان فقط. فاستمر لأنك لا تستطيع أن تغير حياتك بل أنت لا تريد حقيقة أن تغير حياتك. وربما لو أتينا لك بزوجة مطيعة مسالمة خاضعة لما استطعت أن تؤدي معها الدور الذكري الكامل ولما استطعت أن تلغي دور الرجل الأول. فهكذا أنت، وهكذا زوجتك، ولذلك استمرت بكما الحياة)).
إن طبيعة العلاقة الزوجية تتحدد منذ اليوم الأول، أي منذ البداية. وطبيعة بكل أشكالها هي طبيعة سوية. والشذوذ هو الاستثناء.
في الصباح تشرق الشمس وفي المساء تغرب، ويظهر لنا القمر، ويتعاقب الليل والنهار، وتهطل الأمطار، وتنمو الزهور، وتهب النسائم الرقيقة. أما العواصف والزلازل والبراكين فهي استثناءات شاذة.
وفي كل لحظة يلتقي ذكر وأنثى، ينجذبان، يتزوجان، وتسعد الأنثى بأنوثتها، تعشق دورها، تنتشي وتتلذذ بأداء هذا الدور. هكذا بفطرتها السوية، وكذلك يزدهي الرجل ويتحمس ويقوي لأداء دوره الذكري. يظلهما سقف. ويغلق من دونهما باب، ويضجعان معاً، فينجبان، ويسعدان بقدرتهما على أن يهبا الحياة حياة. ويعطف الرجل على زوجته، وتحنو هي علي زوجها، وتسود بينهما المودة والرحمة. شيء أسمى من الحب، شيء فوق الحب.
أما الاستثناء، والاستثناء النادر جداً هو زوجة سليطة اللسان غليظة القلب جافة العقل، ورجل مكسور الجناح ضعيف الحيلة محدود في إرادته، وربما محدود في رجولته. ويستمران، لأنهما هكذا ينسجمان، ولكنه انسجام الشواذ