تذكار
02-05-2004, 12:16
السؤال : نرجو من فضيلة الشيخ بيان الجواب على سؤال محير ، وهو لماذا نشرت وسائل الإعلام الأمريكية صور إهانة الأسرى المسلمين في العراق ، أعني ما هو المغزى من نشرها ، مع إمكانهم إخفاءها ؟
جواب الشيخ حامد بن عبد الله العلي وفقه الله ..
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
مع أن ما تضمنته هذه الصور اللاخلاقية المزرية التي تعكس حقيقة القيم الحضارية التي تتبجح بها أمريكا البربرية المفلسة من كل فضيلة ، ليست مفاجأة للمسلمين الذين عرفوا وخبروا الحملات الصليبية في تاريخهم جيدا ، ورأوا بأم أعينهم كيف جاءت تلك الجيوش الصليبية الغوغائية البربرية الحاقدة وهي لا تفقه شيئا عن أي قيم حضارية سامية ، سوى النفاق والأكاذيب والزيف .
مع ذلك ، فقد ذهب بعض المراقبين إلى أنه ليس وراء نشر تلك الصور سوى أسباب مهنية تتعلق بالسبق الإعلامي ، ويرى آخرون أن ذلك يأتي في سياق الخصومة بين الحزب الديمقراطي والجمهوري والتنافس في الانتخابات الأمريكية ، بينما ذهب البعض إلى أنها اضطرت إلى نشرها خشية أن ينكشف الخبر من مصادر أخرى ، فأرادت الجهة الأمريكية الناشرة أن تخفف وطأة الكارثة بإخراجها في صورة أن أمريكا النبيلة نفسها تعاقب نفسها ، ولاتسمح بتجاوز جنودها لقيمها الحضارية ، وهذا بعيد كل البعد عن الصحة ، إذ كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت عن وجود هذه الجرائم ـ دون أن تكشف التفاصيل ـ وأنها بصدد التعامل معها ، وغضت الطرف عما وراء ذلك ، وكان هذا الإعلان منذ شهر مارس الماضي ، على أن هذه الجرائم في تعذيب الأسرى في سجن بو غريب ، كانت في شهر نوفمبر من العام الماضي ، وبهذا يعلم أن وزارة الدفاع بذلت ما في وسعهاـ أولا ـ للتستر على الجريمة ، لكن شيئا ما حدث ، سمح بنشر الصور بعد ذلك .
والأقرب ـ من وجهة نظري ـ أن السماح بنشرها كان متفقا عليه ومحبوكا ، ومن يفهم جيدا النفسية و العقلية الأمريكية لاسيما للمحافظين الجدد وعصابة بوش تحديدا ، يعلم صحة ما رجحته ؟ ذلك أن هؤلاء المتعصبين المجرمين يتلذذون بإهانة المسلمين ، ويشعرون بنشوة في إظهار ذلك ـ وهي حالة مرَضية غريبة ـ تدفعهم غريزة الإنتقام العمياء الهوجاء .
فبعد أن ظهرت هزيمتهم النكراء في الفلوجة ، واجبروا على أن يجروا أذيال الخيبة منسحبين ، وأرغموا على ذلك بعد أن مُرغت أنفوهم في التراب تحت أسوار الفلوجة البطلة الصامدة ، أرادوا أن يشفوا غليلهم بنشر هذه الصور إذلالا للعالم الإسلامي.
وقد يقول قائل : لكنهم بذلك يخسرون كثيرا ، وتزداد الكراهية لهم ، ولعل هذا القائل قد نســى أن الحقد يعمي صاحبه ، فلايفكر بطريقة سوية ، إضافة إلى أن قادة هذه الحملة الصليبة العمياء ، يسعون في تأجيج نار الفتنة ، وإشعال الحروب في المنطقة ، طمعا في تحقيق أمانيهم الدينية الباطلة الكاذبة من وراء ذلك ، فلا يهمهم أن تزداد الكراهية لهم أصلا .
وقد يُستغرب كلامي او يُستبعد ، غير أن توقيت نشر الصور إثر الإنتصار الكبير في الفلوجة ، يظهـر جليا أن هدفها تشتيت الفرحة المعنوية في نفسية المسلم ، بالمبالغة في إهانته ، وخبراء النفس يعلمون أن ما أقوله حقيقة ولكن أكثر الناس لايعلمون .
ولهذا فإن وسائل الإعلام الأمريكية ضربت صفحا عن هذه الصور في الغالب ، وإنما اكتفت بنشرها على فضائيات المسلمين لكي يتشفى الصليبيون بأن يرى المسلمون هذه الصور ، فيشبع كل صليبي نزوته المرضية الغريبة في التشفي الحاقد على أمتنا، ومن تأمل ما قاله بوش ، حيث قال عن الصور " إنها لاتعجبني ، إننا لانفعل هذه الأمور هنا " ، يستشعر أنه قصد الظهور بمظهر اللامبالي كثيرا ، ولكن نقول لهم ما قاله الله تعالى " قل موتوا بغيظم " ، ونقول أيضا : أبشروا بهزيمتكم التي بدأت فقط في الفلوجة ، ولكنها لن تنتهي حتى تردكم إلى تحت أنقاض البرجين ، يامن لعنوا على ألسنة الأنبياء الكرام .
http://www.h-alali.net/
جواب الشيخ حامد بن عبد الله العلي وفقه الله ..
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
مع أن ما تضمنته هذه الصور اللاخلاقية المزرية التي تعكس حقيقة القيم الحضارية التي تتبجح بها أمريكا البربرية المفلسة من كل فضيلة ، ليست مفاجأة للمسلمين الذين عرفوا وخبروا الحملات الصليبية في تاريخهم جيدا ، ورأوا بأم أعينهم كيف جاءت تلك الجيوش الصليبية الغوغائية البربرية الحاقدة وهي لا تفقه شيئا عن أي قيم حضارية سامية ، سوى النفاق والأكاذيب والزيف .
مع ذلك ، فقد ذهب بعض المراقبين إلى أنه ليس وراء نشر تلك الصور سوى أسباب مهنية تتعلق بالسبق الإعلامي ، ويرى آخرون أن ذلك يأتي في سياق الخصومة بين الحزب الديمقراطي والجمهوري والتنافس في الانتخابات الأمريكية ، بينما ذهب البعض إلى أنها اضطرت إلى نشرها خشية أن ينكشف الخبر من مصادر أخرى ، فأرادت الجهة الأمريكية الناشرة أن تخفف وطأة الكارثة بإخراجها في صورة أن أمريكا النبيلة نفسها تعاقب نفسها ، ولاتسمح بتجاوز جنودها لقيمها الحضارية ، وهذا بعيد كل البعد عن الصحة ، إذ كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت عن وجود هذه الجرائم ـ دون أن تكشف التفاصيل ـ وأنها بصدد التعامل معها ، وغضت الطرف عما وراء ذلك ، وكان هذا الإعلان منذ شهر مارس الماضي ، على أن هذه الجرائم في تعذيب الأسرى في سجن بو غريب ، كانت في شهر نوفمبر من العام الماضي ، وبهذا يعلم أن وزارة الدفاع بذلت ما في وسعهاـ أولا ـ للتستر على الجريمة ، لكن شيئا ما حدث ، سمح بنشر الصور بعد ذلك .
والأقرب ـ من وجهة نظري ـ أن السماح بنشرها كان متفقا عليه ومحبوكا ، ومن يفهم جيدا النفسية و العقلية الأمريكية لاسيما للمحافظين الجدد وعصابة بوش تحديدا ، يعلم صحة ما رجحته ؟ ذلك أن هؤلاء المتعصبين المجرمين يتلذذون بإهانة المسلمين ، ويشعرون بنشوة في إظهار ذلك ـ وهي حالة مرَضية غريبة ـ تدفعهم غريزة الإنتقام العمياء الهوجاء .
فبعد أن ظهرت هزيمتهم النكراء في الفلوجة ، واجبروا على أن يجروا أذيال الخيبة منسحبين ، وأرغموا على ذلك بعد أن مُرغت أنفوهم في التراب تحت أسوار الفلوجة البطلة الصامدة ، أرادوا أن يشفوا غليلهم بنشر هذه الصور إذلالا للعالم الإسلامي.
وقد يقول قائل : لكنهم بذلك يخسرون كثيرا ، وتزداد الكراهية لهم ، ولعل هذا القائل قد نســى أن الحقد يعمي صاحبه ، فلايفكر بطريقة سوية ، إضافة إلى أن قادة هذه الحملة الصليبة العمياء ، يسعون في تأجيج نار الفتنة ، وإشعال الحروب في المنطقة ، طمعا في تحقيق أمانيهم الدينية الباطلة الكاذبة من وراء ذلك ، فلا يهمهم أن تزداد الكراهية لهم أصلا .
وقد يُستغرب كلامي او يُستبعد ، غير أن توقيت نشر الصور إثر الإنتصار الكبير في الفلوجة ، يظهـر جليا أن هدفها تشتيت الفرحة المعنوية في نفسية المسلم ، بالمبالغة في إهانته ، وخبراء النفس يعلمون أن ما أقوله حقيقة ولكن أكثر الناس لايعلمون .
ولهذا فإن وسائل الإعلام الأمريكية ضربت صفحا عن هذه الصور في الغالب ، وإنما اكتفت بنشرها على فضائيات المسلمين لكي يتشفى الصليبيون بأن يرى المسلمون هذه الصور ، فيشبع كل صليبي نزوته المرضية الغريبة في التشفي الحاقد على أمتنا، ومن تأمل ما قاله بوش ، حيث قال عن الصور " إنها لاتعجبني ، إننا لانفعل هذه الأمور هنا " ، يستشعر أنه قصد الظهور بمظهر اللامبالي كثيرا ، ولكن نقول لهم ما قاله الله تعالى " قل موتوا بغيظم " ، ونقول أيضا : أبشروا بهزيمتكم التي بدأت فقط في الفلوجة ، ولكنها لن تنتهي حتى تردكم إلى تحت أنقاض البرجين ، يامن لعنوا على ألسنة الأنبياء الكرام .
http://www.h-alali.net/