تذكار
15-04-2004, 19:05
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
كم يشعر المرء بالأسى والحزن والخزي من هول هذا الصمت المطبق عن مناصرة إخواننا في الفلوجة، ولو بكلمة صادقة تمزق هذا السكون الرهيب، وتشير إلى وجود بقية من حياة تبعث الأمل، وتعبر عن صدق الأخوة الدينية، وتُبرِّئ الذمة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والمسلمون إخوة على الحق يتناصرون ويتعاضدون، يساعد الغني منهم الفقير، ويعين القوي منهم الضعيف، فيفرج كربه، وينفس همه، وينصره على من ظلمه بما يستطيع من وسائل النصرة والإعانة، بالمال والنفس والكلمة والرأي والجاه والدعاء، وما إلى ذلك من الطرق والأساليب.
إن هذه المصاعب التي تتعاقب على الأمة فرصة سانحة لتوثيق الصلة، وتجسير العلاقة، وتعميق المودة بين شعوب الأمة، وفرصة كذلك لنبذ الفرقة، والتطويح بعيداً بالتقاطعات القديمة، والمكاسب الفردية التي على حساب الأمة، فلابد أن يشعر إخواننا في العراق بعمق الصلة والانتماء لهذه الأمة، وأن هذه الأمة تحيط بهم من ورائهم، وتتحسس وتأسوا آلامهم، وتشاركهم معاناتهم.
إن الفلوجة - وهي جزء من العراق الجريح - مدينة مثالية تأبى الضيم، ولا تقيم على الذل، وتعلم أن الكرامة والعزة لاتوهب، ولا تدرك بالخنوع والتخاذل، ولكنها تنتزع بالقوة والتضحية والصبر والمصابرة.
الفلوجة اسم عريق له نكهة مميزة ودلالات كثيرة، ففي الصحاح "الفلوجةُ الأَرض المصلحةُ للزرع" ومنه سمي موضع في الفرات فلوجةَ، "وفي لسان العرب "وفَلَجَ على خصمه من باب نصر، وفي الأمثال: من يأت الحكم وحده يفلج، ... والفَلْـجُ: أَن يَفْلُـجَ الرجلُ أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ".
تقوم هذه المدينة الباسلة على أنقاض مدينة الأنبار القديمة التي فتحها الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- خلال الفتح الإسلامي للعراق.
أما عن موقعها الجغرافي فغربي بغداد على مسافة 60 كيلومتر تقريباً، ويقسمها الفرات إلى نصفين.. المدينة، والنصف الثاني يسمى بالقرية، ويقطنها أكثر من 500ألف نسمة، وهناك من يرى أنهم أكثر من ذلك، وأهلها عرب أقحاح.
وتعرف بمدينة المساجد، فجوامع الفلوجة جميلة أخاذة.. تطاول السماء بمناراتها، وقبابها المزخرفة بأيد بارعة، تأخذ ألوانها وأشكالها بالألباب.
أشهر جوامع الفلوجة الجامع الكبير الذي أسسه الشيخ عبد العزيز السامرائي، في نحو عام 1899م على نهر الفرات، ومن الجوامع الشهيرة جامع الخلفاء، وجامع أبي بكر الصديق، وجامع عمر بن الخطاب، وجامع عثمان بن عفان، وجامع علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وجوامع أخرى كثيرة..
والانتماء المذهبي لأهل الفلوجة تكشف عنه أسماء الجوامع فهم متدينون ومثقفون، وينتشر بينهم أصحاب الشهادات العليا بكثافة قد تفوق مناطق كثيرة في العراق؛ بل في العالم، وتلوح في أوساط الفلوجة صحوة إسلامية واعدة.
نضجت فيها ثورة العشرين عندما انتفضت عشائرها بقيادة الشيخ الباسل ضاري رحمه الله -وحفيده هو رئيس هيئة علماء المسلمين حالياً الشيخ حارث سليمان الضاري- ضد المستعمر البريطاني بعدما وردتهم أخبار البغي الإنجليزي ضد عشائر الجنوب، فقَتلَ الشيخ ضاري قائدَ القوات البريطانية في العراق الجنرال (لجمن).
حينها قصفت الطائرات البريطانية عشائر الجنوب، فسقط الكثير من الشهداء، وكان موت الشيخ الباسل -رحمه الله- وتشييعه في بغداد بداية نهاية الاحتلال الإنجليزي للعراق.
وللشاعر المعروف معروف الرصافي قصيدة رائعة في الفلوجة وأهلها1941، منها:
أيها الإنجليز لن iiنتناسى * بغيكم في مساكن iiالفلوجة
ذاك بغي لن يشفي الله إلا * بالمواضي جريحه iiوشجيجه
هو كرب تأبى الحمية iiأنا * بسوى السيف نبتغي iiتفريجه
هو خطب أبكى العراقين والشا * م وركن البَنِيَّة iiالمحجوجة
حلها جيشكم يريد iiانتقاماً * وهو مُغرٍ بالساكنين علوجه
وأدرتم فيها على العُزْل iiكأساً * من دماء بالغدر كانت مزيجة
واستبحتم أموالها iiوقطعتم * بين أهل الديار كل وشيجة
أم سكرتم لما غلبتم بحرب iiلم * تكن في انبعاثها iiبنضيجة
ما حياة الإنسان iiبالذل * إلا مرة عند حَسْوِها ممجوجة
فثناءً للرافدين وشكراً * وسلاماً عليك يا iiفلوجة
كانت الفلوجة إحدى المدن القليلة التي بادر أهلها بأخذ زمام الأمور في المدينة، إذ سيروا دوريات أمنية تفرض النظام وتمنع دخول من يشتبه في قدومهم لإشاعة جو الفوضى والنهب.
وكان من ضمن خطة أهل الفلوجة عرض السلم على المحتل مقابل أن لا يدخل المدينة، وقبل بالأمر حسب الروايات الكثيرة.
ثم قام المحتل بعد أسبوع بعرض قوة في شوارع المدينة بدوريات راجلة ومكن120 من جنوده من الاستقرار في إحدى المدارس بين البيوت.
عندها ثارت نخوة القوم (ارفع رأسك إنك من أهل الفلوجة)؛ فتظاهروا سلماً يطالبون الأميركيين بالجلاء، وفاءً بعهد قطعوه على أنفسهم، ورد الاحتلال الباغي بقصف حي قتل فيه ثلاثة متظاهرين، وانطلقت شرارة المقاومة فقُصف مقر الأميركيين في ذلك المساء.
إن الأمريكان هم الذين أذكوا نار المقاومة بفظاظتهم وتغطرسهم وسوء تعاملهم مع العراقيين عامة، وأهل الفلوجة خاصة؛ فابن الفلوجة لا يقبل الضيم.
ففي شهر إبريل الماضي، أطلقت قوات التحالف النار على مظاهرة كانت تبدي احتجاجاً على ممارسات بعض جنود قوات التحالف التي اعتبرها السكان منافية للحياء، فأسفرت عملية إطلاق النار عن مقتل 19 شخصاً، وجرح عدد آخر.
وحين خرج العراقيون في مظاهرة سلمية بعد صلاة العشاء ضمت نحو 500 عراقي، يحملون أعلاماً عراقية، مطالبين برحيل القوات الأميركية من العراق، فما أن اقتربوا من المدرسة التي يحتلها الجنود الأميركيون في البلدة حتى تعامل المحتل مع الحدث بما تعوده من قسوة وعنف وبطش، فبادر إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، فقتل الأمريكان 13 عراقيًّا وأصابوا 75 آخرين بجراح.
وقد حاولت وسائل الإعلام الموجهة - كعادتها أيضاً- أن تبرر سر المقاومة في الفلوجة بكون هذه المدينة معقلاً للبعثيين وأنصار صدام.
وهي دعوى أمريكية كاذبة؛ لإيجاد سبب يبرر بقاء أمريكا في العراق. ولئن تغلب المحتل على البعث، وألحق به الهزيمة؛ فإنه لن يتغلب على الإسلام، وعلى الباغي تدور الدوائر.
فسلام الله عليكم يا أهلنا في فلوجة الصمود والإباء.
وتحية من القلب إليكم يا أهلنا في الفلوجة على هذه العزة القعساء.
تحية من القلب إليكم أيها الشرفاء؛ فإننا شركاؤكم في السراء والضراء، والشدة والرخاء، فمصابكم مصابنا وحزنكم في قلوبنا، ومعاناتكم معاناتنا.
تحية لكم على هذا الاستبسال في القتال، وضخ معاني العزة وصور البطولة في هذه الأمة المكلومة التي هي بأمس الحاجة إلى رد الاعتبار.
تحية لكم على هذا الإثخان بالأعداء، فأعْظِموا فيهم النكاية، وأذيقوهم الموت الزؤام.
نسأل الله أن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، وأن يكفَّ بأس الذين كفروا، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1432&per=1386
كم يشعر المرء بالأسى والحزن والخزي من هول هذا الصمت المطبق عن مناصرة إخواننا في الفلوجة، ولو بكلمة صادقة تمزق هذا السكون الرهيب، وتشير إلى وجود بقية من حياة تبعث الأمل، وتعبر عن صدق الأخوة الدينية، وتُبرِّئ الذمة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والمسلمون إخوة على الحق يتناصرون ويتعاضدون، يساعد الغني منهم الفقير، ويعين القوي منهم الضعيف، فيفرج كربه، وينفس همه، وينصره على من ظلمه بما يستطيع من وسائل النصرة والإعانة، بالمال والنفس والكلمة والرأي والجاه والدعاء، وما إلى ذلك من الطرق والأساليب.
إن هذه المصاعب التي تتعاقب على الأمة فرصة سانحة لتوثيق الصلة، وتجسير العلاقة، وتعميق المودة بين شعوب الأمة، وفرصة كذلك لنبذ الفرقة، والتطويح بعيداً بالتقاطعات القديمة، والمكاسب الفردية التي على حساب الأمة، فلابد أن يشعر إخواننا في العراق بعمق الصلة والانتماء لهذه الأمة، وأن هذه الأمة تحيط بهم من ورائهم، وتتحسس وتأسوا آلامهم، وتشاركهم معاناتهم.
إن الفلوجة - وهي جزء من العراق الجريح - مدينة مثالية تأبى الضيم، ولا تقيم على الذل، وتعلم أن الكرامة والعزة لاتوهب، ولا تدرك بالخنوع والتخاذل، ولكنها تنتزع بالقوة والتضحية والصبر والمصابرة.
الفلوجة اسم عريق له نكهة مميزة ودلالات كثيرة، ففي الصحاح "الفلوجةُ الأَرض المصلحةُ للزرع" ومنه سمي موضع في الفرات فلوجةَ، "وفي لسان العرب "وفَلَجَ على خصمه من باب نصر، وفي الأمثال: من يأت الحكم وحده يفلج، ... والفَلْـجُ: أَن يَفْلُـجَ الرجلُ أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ".
تقوم هذه المدينة الباسلة على أنقاض مدينة الأنبار القديمة التي فتحها الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- خلال الفتح الإسلامي للعراق.
أما عن موقعها الجغرافي فغربي بغداد على مسافة 60 كيلومتر تقريباً، ويقسمها الفرات إلى نصفين.. المدينة، والنصف الثاني يسمى بالقرية، ويقطنها أكثر من 500ألف نسمة، وهناك من يرى أنهم أكثر من ذلك، وأهلها عرب أقحاح.
وتعرف بمدينة المساجد، فجوامع الفلوجة جميلة أخاذة.. تطاول السماء بمناراتها، وقبابها المزخرفة بأيد بارعة، تأخذ ألوانها وأشكالها بالألباب.
أشهر جوامع الفلوجة الجامع الكبير الذي أسسه الشيخ عبد العزيز السامرائي، في نحو عام 1899م على نهر الفرات، ومن الجوامع الشهيرة جامع الخلفاء، وجامع أبي بكر الصديق، وجامع عمر بن الخطاب، وجامع عثمان بن عفان، وجامع علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وجوامع أخرى كثيرة..
والانتماء المذهبي لأهل الفلوجة تكشف عنه أسماء الجوامع فهم متدينون ومثقفون، وينتشر بينهم أصحاب الشهادات العليا بكثافة قد تفوق مناطق كثيرة في العراق؛ بل في العالم، وتلوح في أوساط الفلوجة صحوة إسلامية واعدة.
نضجت فيها ثورة العشرين عندما انتفضت عشائرها بقيادة الشيخ الباسل ضاري رحمه الله -وحفيده هو رئيس هيئة علماء المسلمين حالياً الشيخ حارث سليمان الضاري- ضد المستعمر البريطاني بعدما وردتهم أخبار البغي الإنجليزي ضد عشائر الجنوب، فقَتلَ الشيخ ضاري قائدَ القوات البريطانية في العراق الجنرال (لجمن).
حينها قصفت الطائرات البريطانية عشائر الجنوب، فسقط الكثير من الشهداء، وكان موت الشيخ الباسل -رحمه الله- وتشييعه في بغداد بداية نهاية الاحتلال الإنجليزي للعراق.
وللشاعر المعروف معروف الرصافي قصيدة رائعة في الفلوجة وأهلها1941، منها:
أيها الإنجليز لن iiنتناسى * بغيكم في مساكن iiالفلوجة
ذاك بغي لن يشفي الله إلا * بالمواضي جريحه iiوشجيجه
هو كرب تأبى الحمية iiأنا * بسوى السيف نبتغي iiتفريجه
هو خطب أبكى العراقين والشا * م وركن البَنِيَّة iiالمحجوجة
حلها جيشكم يريد iiانتقاماً * وهو مُغرٍ بالساكنين علوجه
وأدرتم فيها على العُزْل iiكأساً * من دماء بالغدر كانت مزيجة
واستبحتم أموالها iiوقطعتم * بين أهل الديار كل وشيجة
أم سكرتم لما غلبتم بحرب iiلم * تكن في انبعاثها iiبنضيجة
ما حياة الإنسان iiبالذل * إلا مرة عند حَسْوِها ممجوجة
فثناءً للرافدين وشكراً * وسلاماً عليك يا iiفلوجة
كانت الفلوجة إحدى المدن القليلة التي بادر أهلها بأخذ زمام الأمور في المدينة، إذ سيروا دوريات أمنية تفرض النظام وتمنع دخول من يشتبه في قدومهم لإشاعة جو الفوضى والنهب.
وكان من ضمن خطة أهل الفلوجة عرض السلم على المحتل مقابل أن لا يدخل المدينة، وقبل بالأمر حسب الروايات الكثيرة.
ثم قام المحتل بعد أسبوع بعرض قوة في شوارع المدينة بدوريات راجلة ومكن120 من جنوده من الاستقرار في إحدى المدارس بين البيوت.
عندها ثارت نخوة القوم (ارفع رأسك إنك من أهل الفلوجة)؛ فتظاهروا سلماً يطالبون الأميركيين بالجلاء، وفاءً بعهد قطعوه على أنفسهم، ورد الاحتلال الباغي بقصف حي قتل فيه ثلاثة متظاهرين، وانطلقت شرارة المقاومة فقُصف مقر الأميركيين في ذلك المساء.
إن الأمريكان هم الذين أذكوا نار المقاومة بفظاظتهم وتغطرسهم وسوء تعاملهم مع العراقيين عامة، وأهل الفلوجة خاصة؛ فابن الفلوجة لا يقبل الضيم.
ففي شهر إبريل الماضي، أطلقت قوات التحالف النار على مظاهرة كانت تبدي احتجاجاً على ممارسات بعض جنود قوات التحالف التي اعتبرها السكان منافية للحياء، فأسفرت عملية إطلاق النار عن مقتل 19 شخصاً، وجرح عدد آخر.
وحين خرج العراقيون في مظاهرة سلمية بعد صلاة العشاء ضمت نحو 500 عراقي، يحملون أعلاماً عراقية، مطالبين برحيل القوات الأميركية من العراق، فما أن اقتربوا من المدرسة التي يحتلها الجنود الأميركيون في البلدة حتى تعامل المحتل مع الحدث بما تعوده من قسوة وعنف وبطش، فبادر إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، فقتل الأمريكان 13 عراقيًّا وأصابوا 75 آخرين بجراح.
وقد حاولت وسائل الإعلام الموجهة - كعادتها أيضاً- أن تبرر سر المقاومة في الفلوجة بكون هذه المدينة معقلاً للبعثيين وأنصار صدام.
وهي دعوى أمريكية كاذبة؛ لإيجاد سبب يبرر بقاء أمريكا في العراق. ولئن تغلب المحتل على البعث، وألحق به الهزيمة؛ فإنه لن يتغلب على الإسلام، وعلى الباغي تدور الدوائر.
فسلام الله عليكم يا أهلنا في فلوجة الصمود والإباء.
وتحية من القلب إليكم يا أهلنا في الفلوجة على هذه العزة القعساء.
تحية من القلب إليكم أيها الشرفاء؛ فإننا شركاؤكم في السراء والضراء، والشدة والرخاء، فمصابكم مصابنا وحزنكم في قلوبنا، ومعاناتكم معاناتنا.
تحية لكم على هذا الاستبسال في القتال، وضخ معاني العزة وصور البطولة في هذه الأمة المكلومة التي هي بأمس الحاجة إلى رد الاعتبار.
تحية لكم على هذا الإثخان بالأعداء، فأعْظِموا فيهم النكاية، وأذيقوهم الموت الزؤام.
نسأل الله أن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، وأن يكفَّ بأس الذين كفروا، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1432&per=1386