المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلُّ عراقٍ ـ يا حبيبتي ـ و جرحنا بخير ... !



نواااف الشمــري
07-02-2004, 21:21
( على سبيل التقديم )
ـ
[B]ـ كان عام 2003 أشدَّ وطأةً و مأساويةً من عام 1967م ..لأن نكبة حزيران قادت الأمة إلى حرب الاستزاف و من ثم النصر أو ، على الأقل ، إلى مؤتمر الخرطوم . ( فهمي هويدي )

ـ لقد كان عام 732 م الأسوأ في التأريخ الاسلامي ـ لأنه مكّن للبربرية ( الفرنسية ) من الظهور على حساب النور الاسلامي ــ بعد معركة بواتيه ! ( روجيه جارودي نقلاً عن فرانس أتلانتس )

- كان عام 15هـ ، و هزيمة الروم الذين جاؤوا من حدود الدنمرك و السويد في معركة اليرموك أخطر عامٍ في تأريخ الصدام المسيحي المسلم ــ ( الجنرال الباكستاني أ. أكرم ، ترجمة العميد صبحي الجابي ) ـــ

ـ كان عام 1992م الأخطر في تأريخ الحضارات على الاطلاق ...ففيه توّجت الولايات المتحدة الأمريكية أمبراطوريّةً نهاية نهاية التأريخ ( فرانسيس فوكوياما ) !

- إن عام 2003 م هو الأخزى و الأخزى و الأخزى في التأريخ الاسلامي ـ و لا يقابله إلا عام 858 للهجرة حين دخل التتار بغداد ( نواااف الشمـــري ـ ) !


ـــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


أواهُ يا حبيبتي ..
كأنني أرى على شفاهِك العراقَ
يوقدُ الخطى ،
و أنّ ريحاً صرصراً توشكُ أن تطمَّ في الشفاهِ الموقِدَ
و أن ليلهُ المساقَ
في توابيتِ التمدّن التي جاء بها العدا
يضيعُ في يديكِ ـ إيزيسُ الجميلةَ الأكفِّ
تشهقينَ :
كيف كبّلت بنادقُ المحررين َ
نخلةً و طفلةً و مسجدَ ..!
و كيف جزّت الرؤوسَ ـ و امتطت لتكسر الأذانَ
تطلقَ المسيحَ من صليبهِ
و تصلبَ الغداةَ في الملا محمّدا ...

و قيلَ أنّ عاهراً روميّةَ الطريقِ أقسمت
بأن تصبّ خمرها في قِحْفِهِ ،
قُبيل أن تدعوَ للنبيذِ و الثريدِ
سيّدا ...!
و أنت يا حبيبتي تسائلينَ عن حسينَ
أين نامْ
و عن شراكِ نعلِهِ ، و خيلِه ـ و إبنهِ المضامْ
و تبحثين في الرؤوسِ عن عمامةِ الإمامِ ـ
تصرخينَ في الغمامْ :
( يا زينبُ ـ
فديتُ فيكَ عرضَكِ المصونْ ،
أو احتلامَ حزنكِ الذي تضوّعت يداهُ بالرهاجِ
و المنونْ..
و عينَك التي اشرأبَّ صوتُها
ليقلب السماءَ حين شقّت (**** محذوف **** ) ثوبها
ليدخل البغاةُ و العلوجُ و الذقون ..! )
فيرجع الصدى :
لن يوقف التتارَ يا ظعينةَ البكاءِِ
شَعرُكِ الصفيفُ و الندى
لن يوقفَ البكاءَ عاشقٌ خبَأتِه ليومِك الخؤون !

[]

أواهُ يا حبيبتي ،
تشقّق الصدى
و ارتدّ حاسراً أكفّهُ المدى عن المدى
و لم يعُد في حافةِ الضبابِ و الرّدى
سواكِ يا حبيبتي ..
تهذي يداكِ بالشموعِ ، ترقدانِ في صراخكِ المعادِ
ترسمان موت بغداد البطيئَ في حصيرةٍ من السهادِ
و الصقيعْ
(ما مرّ عامٌ و العراقُ ليس فيه جوعْ ...)
و يكـَ أنّهُ غداة الغزوِ - خشيةَ الكسادِ -
يحرقُ الغلالَ في مواسم الحصادِ
يرفعُ التمائم التي تردُّ عن أكمامِهِ
جحافلَ الجرادِ
و يشتري من بائعِ الفُلِّ العجوزِ
خلْجةً ... و موعِدا !
ما مرّ عامٌ دون أن يغتسلَ الفراتُ بالردى
و يغرِقَ الهُدى
و تستباحَ ، في ذهولِه ، الحياةُ
في أزقّةِ البلادِ
ليفتنَ الضحى على المياهِ كلّ عامٍ
مرّةً ـ فمرّتين !
و يغسلَ الأنامَ بالقروحِ تأكلُ العراءَ
بالقرار ، و الكتابِ ، و اليدين ..!
على يدِ الغزاةِ ، و الحماةِ ـ و الهداةْ
ما أكثر الأيادي ـ يا فراتْ
ما أكثر الأيادي ..!

[]

أوّاهُ يا حبيبتي ــ
و في الفؤادِ جوعْ
كرُقْيَةٍ تبحثُ عن مهادها ،
و خضلْةٍ تحنّ للإله في انحناءةِ الركوع
أواهُ ـ إن أمدّ كف شقوتي
تهتكهُ بنادقُ الجموع ،
و إن أضمّ شفتيّ تسألانِ عن معارجِ المختارِ
أو موعظةٍ في جبل اليسوع ْ
يدهسني الافتاءُ ، و الإخصاءُ ، و الخنوع ..!
أواهُ يا ظعينتي التي تنامُ عند منتهى ارتطامنا بليلنا ،
و تنشدُ الرجوعَ للرجوع ..
من أينَ تُبعثُ الطريقُ للديارِ ،
و العراقُ كلُّه صدوع ْ ..؟
من أين يا حبيبتي ـ
قد أحرق المغول ذكرياتنا ـ و كلّ أمسنا و غدِنا
و أطفأ الشموع ..
فأين التقيكِ يا ظعينتي ـ لنحرقَ الرُّفاتَ
و القلوع ْ
و أين ألتقي عينيكِ ، أشعِلُ الصلاةَ فيهما
و أسرجُ الشفاةَ يا حبيبتي قصيدةً
تضجُّ بالمسافرين ـ
تملأ الشعابَ ثورةً تقضّ ليلَ الفاتحين
جرحنا
و تلعنَ الدموع !
و أين ألتقي نهديكِ ـ يا حبيبتي
لأدفنَ السلاحَ ما بينهما
أصوغَ من جديلتيكِ ناسفاً ـ
يضمني إليكِ ... ما بين ارتجافةٍ على الأكفّ
و انتفاضةٍ على الضلوع !

[]

أواهُ يا حبيبتي ـ
عامٌ مضى يجرُّ أذيال السيوفِ ،
يمسحُ الشعارات التي غطينَ عجزنا
بقطعةٍ من الشفوفِ
عامٌ مضى ـ كألفِ دهرٍ دائمِ الخريفِ
يقيئُ للذي يجيئُ جبننا ،
و قصة العقالِ في عقال أمرِنا
و لم نزلْ كأمّنا
نغوي شريكنا الذي يشربُ حبرنا بنفطنا ـ
نكشفُ عن خلخالِ أمّنا ـ نسألُها بالله أن تلينَ جانباً
لربِّنا !
و نقسمُ الأيمان أن نبدِلها بطهرها و دمِها المسالِ
موطنا !
عامٌ مضى ـ
كأيّ موتٍ لم يدعْ على الرصيفِ ساكنا !
كأيّ عارٍ ما انمحت أقباحُهُ
و أيّ علّةٍ يصبّها البغاءُ منّةً في دمّنا !
عامٌ ـ تثاءبَ الفناءُ في فنائهِ
و ارتطمتْ في قوسِه ظلالُ بيتنا ..!
من كلّ ثقبٍ في عيونِ حِسّنا
و كل صرخةٍ على فمِ الأسيرِ
و الفقير و الأجيرِ
و كلِّ حلْمةٍ تيبّست أشتاؤها ،
و رضعةٍ سحّت بها محاجرُ الصغيرِ
من كل شوطٍ آخرٍ يقطعهُ جلادنا في جلْدِنا
من كل أمرٍ باعتقالٍ ، و انفراجٍ للزنا
من كلّ عارٍ ـ لم يزلْ يجثو على أحلامنا ..
من طاولات بيعنا
و طاولات ذبحنا
و طاولات سلخنا
و طاولات نصبنا ليقرأ الزعيمُ - من دون وضوءٍ - فوق رمسنا
سورةَ أمّهِ التي جاءت به من غيرِ والدٍ
لكي يدير معضلات أمرِنا ..
يطلُّ عامٌ آخرٌ ـ يزني بنا !
عامٌ جديدٌ يا حبيبتي ـ
هيّا بنا

موال
08-02-2004, 01:33
قد تجاوزت ثقافتك كل مداد بحر الكلمات هنا واثبت للوهله الاولى قدرتك على ادارة مدرسة جديده ثقافيه ممزوجه بالشعر
نواف اهنئك على هذا النوع من الكتابه والتى تقلع جذور بيروقراطية الحرف المتشدد

نواف كل الحب لك ولقلمك
المخلص موال

حنين الليالي
08-02-2004, 05:00
نوووواف ... كتبت ذلنا .. عزفاً على القهر
و نزفاً على الوجع
و ملحاً على الجرح ...

دام نبضك
تحياتي

أم تولين

نواااف الشمــري
08-02-2004, 12:18
.... موااال ....


شرّفني حضورك ــ و يكــأني و إياك على موعدةٍ مع الأحزان و الغضب ...


دفءٌ يلقيهِ حضورُك ، فلا تبخل به عندما تمر ــ على حرفٍ يشكو زمهرير ــ و لظى .


تقديري .. لك .

نواااف الشمــري
08-02-2004, 12:20
..... حنين الليالي .....

حُيّيت ، و حُيّيَ مرورك ــ



سيواصل الإحداثي البياني لقصورنا العربي - المسلم الهبوط ، لأنه ما زال هابطاً منذ دخول التتار بغداد في القرن السابع الهجري ــ أي أن صحوةً لتغيّرُ الأمر كلّه لم تظهر بعد ....


دمتي بخير .. ان شاء الله