هيفا المشعل
04-02-2004, 11:41
الثالث عشر من ذي الحجة ..
إنه يوم ميلادي العشرين !!
تصرخ أختي : ( وااااو صرتي عجوزة ! )
و تتمتم أمي بدعواتٍ طاهرة وعياناها تلتمعان بالدموع ..
ويجيء صوت أخي من البعيد .. مستعيراً كلمات قصيدةٍ ثرثرنا حولها ذات يوم :
( أخيراً صرتي في العشرين .. طويلة وفاتنة وتغرين .. يغار الورد لا شمّك .. ويكره نفسه الياسمين ! )
وأنا - وسط كل هذا - أهتف بذعر : ( يا الله راحت عشريت سنة !! .. يعني كم باقي و أموت ؟! )
عشرون عاماً .. أظنها كلفتني كثيراً .. و أعطتني قليلاً ..
عشرون عاماً وأنا ذات الطفلة المولعة بالحكايا والأغنيات و العصافير ..
عشرون عاماً وأحلامي تكبر معي .. ولم يتحقق منها شيء يذكر !
بصراحة أنا لا أدري ما الذي يفترض بي أن أكتب في يوم ميلادي العشرين ؟
ولكنني أودّ أن أكتب أي شيء .. ربما لأقرأه بعد عشرين أو ثلاثين عاماً وأتمتم مبتسمة : ( الله يا الدنيا ! )
مرعبٌ – بالنسبة لفتاةٍ مجنونة مثلي – أن تصل إلى العشرين ..
لأن هذا قد يلزمني بالتخلي عن بعض عاداتي المجنونة التي لا أنوي التخلي عنها ..
مثل أن أصف الوسائد على سريري وأحتضن كل ليلة إحداهن.. قبل أن أنام
أو أن ألوّن شفتي بأحمر شفاه ثم أطبع قبلة على المرآة !
أو التجوّل بالسيارة في شوارع مدينتي لأقرأ رواية !
و إلصاق أوراق ملوّنة صغيرة على جدران غرفتي أكتب فيها أي شيءٍ مهم حدث أثناء يومي .. على شاكلة : ( إلى أختي : سامحيني .. ماكان قصدي أصارخ عليك والله بس أنتي خلّيتيني أعصب ) !
عشرون عاماً ..
وأنا أعيش حياة بسيطة جداً ..
أستيقظ - في الغالب - مبكراً .. لأن الصباحات تملؤني بالحب والصخب والنشوة ..
وأستمع إلى فيروز أو ناصر القحطاني ( لافرق بينهما بالنسبة إليّ :) ) قبل ذهابي إلى الكلية
أحب القهوة الفرنسية أو الكابتشينو الإيطالي .. ولا أقبل أن يصنع لي أحد قهوتي
أعانق أمي وأقبلها قبل النوم ..
أثرثر مع الغرباء كثيراً ..
أدرس تخصصاً لا يشبهني !
وأمارس الكتابة بشهية مفتوحة في أيام الاختبارات !
لا أطيق الجلوس أمام التلفاز .. وأكره المسلسلات والأغاني المصورة و البرامج السياسية !
وفي المقابل أعشق القراءة .. وأقضي معظم وقتي في ممارستها ..
أكره الذهاب إلى دكتور الأسنان .. و حضور المناسبات العائلية .. و لا أطيق الأسواق وصخب المشترين و نفاق الباعة !
لا أستطيع الابتعاد عن غرفتي كثيراً .. وأذكر أن آخر مره تركت غرفتي فيها بسبب سفر كنت أحلم طوال الليل بها وأستيقظ صارخة ( أبي أرجع لغرفتي ! )
روايتي المفضلة هي سقف الكفاية ..
وأيضاً أحب جنون أحلام مستغانمي ولا أدري كم مرة قرأت ثلاثيتها !
أقع بسرعة في حبٍ ساذج كأن أشعر بالحب نحو شخصية رواية أو رجلٍ غريب يقف بسيارته إلى جانب سيارتي عند إشارة المرور !
أحب البكاء على شجن أم كلثوم في ( أنت عمري ، و الأطلال ، و سيرة الحب ) .. و الرقص على صخب عبدالحليم في ( سوّاح ) !
عشرون عاماً .. ولدي رصيدٌ جيّد من الأشياء الجميلة ..
لدي أصدقاء رائعون .. رغم الغياب الذي يأخذهم مني كثيراً
وقصة حب تصلح لرواية !
و لدي غرفة دافئة .. و مكتبةٌ تغص بالكتب ..
و دفاتر كثيرة .. و أقلام رصاص !
و دولاب ممتلئ بالعطور ..
ودرج أخبئ فيه الحلويات والسكاكر بعيداً عن عيني أختي !
و سمكة جميلة علّمتها مؤخراً كيف تصدر بفمها صوتاً يشبه صوت قبلة !
ورغم أن هذه الحياة لا تتسع للأحلام الكبيرة ..
إلا أنني لا أكف عن الحلم .. بكل ماهو مستحيل !
وحتى لو لم تسمح لي الحياة بتحقيق أحلامي .. فيكفيني أنني عشت عمري بأحلام كبيرة .. و طموحات كبيرة !
أبتهج حين أمنح الحب والدفء لكل ما حولي .. واثقة بأنني بقدر ما أمنح الحب بصدق فسأكافأ بالحب أيضاً
لا أظن أنني ببلوغي العشرين – ولا حتى الثلاثين - سأكف عن التصرف كـ طفلة أو كـ فتاة مجنونة !
ولكنني سأحاول أن أكون أجمل دوماً .. لتفخر بي أمي وإخوتي وأصدقائي .
أخيراً ..
كل عامٍ وأنا – ببساطة - أنا !
إنه يوم ميلادي العشرين !!
تصرخ أختي : ( وااااو صرتي عجوزة ! )
و تتمتم أمي بدعواتٍ طاهرة وعياناها تلتمعان بالدموع ..
ويجيء صوت أخي من البعيد .. مستعيراً كلمات قصيدةٍ ثرثرنا حولها ذات يوم :
( أخيراً صرتي في العشرين .. طويلة وفاتنة وتغرين .. يغار الورد لا شمّك .. ويكره نفسه الياسمين ! )
وأنا - وسط كل هذا - أهتف بذعر : ( يا الله راحت عشريت سنة !! .. يعني كم باقي و أموت ؟! )
عشرون عاماً .. أظنها كلفتني كثيراً .. و أعطتني قليلاً ..
عشرون عاماً وأنا ذات الطفلة المولعة بالحكايا والأغنيات و العصافير ..
عشرون عاماً وأحلامي تكبر معي .. ولم يتحقق منها شيء يذكر !
بصراحة أنا لا أدري ما الذي يفترض بي أن أكتب في يوم ميلادي العشرين ؟
ولكنني أودّ أن أكتب أي شيء .. ربما لأقرأه بعد عشرين أو ثلاثين عاماً وأتمتم مبتسمة : ( الله يا الدنيا ! )
مرعبٌ – بالنسبة لفتاةٍ مجنونة مثلي – أن تصل إلى العشرين ..
لأن هذا قد يلزمني بالتخلي عن بعض عاداتي المجنونة التي لا أنوي التخلي عنها ..
مثل أن أصف الوسائد على سريري وأحتضن كل ليلة إحداهن.. قبل أن أنام
أو أن ألوّن شفتي بأحمر شفاه ثم أطبع قبلة على المرآة !
أو التجوّل بالسيارة في شوارع مدينتي لأقرأ رواية !
و إلصاق أوراق ملوّنة صغيرة على جدران غرفتي أكتب فيها أي شيءٍ مهم حدث أثناء يومي .. على شاكلة : ( إلى أختي : سامحيني .. ماكان قصدي أصارخ عليك والله بس أنتي خلّيتيني أعصب ) !
عشرون عاماً ..
وأنا أعيش حياة بسيطة جداً ..
أستيقظ - في الغالب - مبكراً .. لأن الصباحات تملؤني بالحب والصخب والنشوة ..
وأستمع إلى فيروز أو ناصر القحطاني ( لافرق بينهما بالنسبة إليّ :) ) قبل ذهابي إلى الكلية
أحب القهوة الفرنسية أو الكابتشينو الإيطالي .. ولا أقبل أن يصنع لي أحد قهوتي
أعانق أمي وأقبلها قبل النوم ..
أثرثر مع الغرباء كثيراً ..
أدرس تخصصاً لا يشبهني !
وأمارس الكتابة بشهية مفتوحة في أيام الاختبارات !
لا أطيق الجلوس أمام التلفاز .. وأكره المسلسلات والأغاني المصورة و البرامج السياسية !
وفي المقابل أعشق القراءة .. وأقضي معظم وقتي في ممارستها ..
أكره الذهاب إلى دكتور الأسنان .. و حضور المناسبات العائلية .. و لا أطيق الأسواق وصخب المشترين و نفاق الباعة !
لا أستطيع الابتعاد عن غرفتي كثيراً .. وأذكر أن آخر مره تركت غرفتي فيها بسبب سفر كنت أحلم طوال الليل بها وأستيقظ صارخة ( أبي أرجع لغرفتي ! )
روايتي المفضلة هي سقف الكفاية ..
وأيضاً أحب جنون أحلام مستغانمي ولا أدري كم مرة قرأت ثلاثيتها !
أقع بسرعة في حبٍ ساذج كأن أشعر بالحب نحو شخصية رواية أو رجلٍ غريب يقف بسيارته إلى جانب سيارتي عند إشارة المرور !
أحب البكاء على شجن أم كلثوم في ( أنت عمري ، و الأطلال ، و سيرة الحب ) .. و الرقص على صخب عبدالحليم في ( سوّاح ) !
عشرون عاماً .. ولدي رصيدٌ جيّد من الأشياء الجميلة ..
لدي أصدقاء رائعون .. رغم الغياب الذي يأخذهم مني كثيراً
وقصة حب تصلح لرواية !
و لدي غرفة دافئة .. و مكتبةٌ تغص بالكتب ..
و دفاتر كثيرة .. و أقلام رصاص !
و دولاب ممتلئ بالعطور ..
ودرج أخبئ فيه الحلويات والسكاكر بعيداً عن عيني أختي !
و سمكة جميلة علّمتها مؤخراً كيف تصدر بفمها صوتاً يشبه صوت قبلة !
ورغم أن هذه الحياة لا تتسع للأحلام الكبيرة ..
إلا أنني لا أكف عن الحلم .. بكل ماهو مستحيل !
وحتى لو لم تسمح لي الحياة بتحقيق أحلامي .. فيكفيني أنني عشت عمري بأحلام كبيرة .. و طموحات كبيرة !
أبتهج حين أمنح الحب والدفء لكل ما حولي .. واثقة بأنني بقدر ما أمنح الحب بصدق فسأكافأ بالحب أيضاً
لا أظن أنني ببلوغي العشرين – ولا حتى الثلاثين - سأكف عن التصرف كـ طفلة أو كـ فتاة مجنونة !
ولكنني سأحاول أن أكون أجمل دوماً .. لتفخر بي أمي وإخوتي وأصدقائي .
أخيراً ..
كل عامٍ وأنا – ببساطة - أنا !