عبدالعزيز
30-11-2003, 15:48
في ليلة كان لي فيها لقاء مع الأمير الراحل طلال لم أنسى إعجابي بتلك الشخصية اللتي تثير الإعجاب بتواضعها وطيب نفس صاحبها
لم أنسى تلك الإبتسامة المشعة بذلك الوجه البشوش اللذي لايمله النظر
كان ذلك في ربيع عام 1417بشمال المملكة وبينما كنا مجموعة نتنزه بالسيارة عرف أحدنا سيارة أحد أقارب الأمير من بين ثلاث سيارات فأوقفه وإلا مجموعة من الرجال نزلو ونزلنا للسلام وكان بينهم الأمير طلال رحمه الله
بادر أحدنا إلى دعوتهم جميعاً للعشاء وأبى الأمير إلا أن نذهب معه لمخيمه المعتاد بحجة أن ضيوفاً سينزلون عليه في تلك الليلة عندما قال{ لي الشرف بالحضور لكن لي ارتباط سابق مع ضيوفي وفلان يدري , شرفونا الليللة} وبعد الإلحاح الشديد لبنا الدعوة وعلق أحدنا بقوله بعد فراقنا عنه { شاعر وأمير ومشهور ومن سلالة الرشيد وهذا كلامه!} كان يقولها بإعجاب شديد لعلي أنا المتحدث أعجز عن وصفه
حضرنا في الليل إلى مخيمه الأميري وكان لنا مع أصحابه جميعاً سلام إلى أن جلسنا فقال بصوت عال {حيالله أهل حايل}
كان جالساً بين أصحابه يضحك كما يضحكون ويتكلم كما يتكلمون ينصت لهذا ويمازح هذا ... كغيره من المتواجدين تماماً
والله لو أن أحداً حضر إلى هذا المخيم قاصداً صاحبه وهو لم يراه من قبل لما عرفه من بين الحضور إلا إن تحدث ... ففي حديثة خلط من الإحترام والخلق وحسن المنطق ... يجتذب إصغاء من يصله
بينما كنا في الحديث أتى رجل بدوي قال انه شمري وإستأذن الأمير في إبداء مسألة تهمه فما كان من الأمير إلا أن قام من مكانه وجلس بجانب الرجل ودار حوار مسموع لأحد أصحابنا اللذي كان قريباً منهم
قال الرجل أن لي مسألة في تلك الوزارة وخصمي فيها كبير ولم أجد لها مسيراً إلا نت من بين الناس لأني وأنت أبناء عمومة ولك أمري فأنت من كان والياً لأمر أجدادي وآمراً على نفسي الآن .. فقال الأمير أبا نواف {ياعم}
لم تعد لي هيبة كماكانت أيام اللقب ووالله لو أني أعرف أحداً يقدرني ويحترمني في تلك الوزارة لأستفتك عندي هنا حتى العودة وأصحبك بنفسي إليه ولكني لاأعرف أحداً هناك
فقال الرجل ... توصية منك بورقة تكفي فقال محاولة الإهانة سبق وأن تعرضت لها وماكان مني إلا أن شددت أزري بكم{اللقب} ووجدت أن لي مكانة بينكم فإن كان من بين أحد أولئك الموظفين أحدا منكم أنتم {يالابتي}كبير بمنصبه أذكر لي أسمه وسأسبقك إليه
وأما من كان قدرنا في يوم للمصلحة فلامصلحة لديه من تقديرنا الآن
أترضى بالإهانة لي ياعم ؟
قال البدوى بصوت عال لاوالله العظيم لاأرضاها ولن أرضاها وبينها وبينك رقبتي ورقاب أولادي وعشيرتي وإن لم تكن أميراً بلقب فأنت الأمير بقلوبنا عزك من عزنا وإهانتك من إهانتنا
فقام الرجل ليقبل رأس أبا نواف وكانت هذه اللحضة محط أنظار جميع من كان بالمجلس فأبى أبا نواف واسترق فرصة قبل بها رأس الرجل الهرم
كان ذلك وعيناه تختزن دمعة ممزوجة بالعزة والقهر معاً .. فودعنا تلك الليلة اللتي عادت بي الذاكرة إليها بعد نبأ القتل فحق للعينان أن تختزن دموعاً لرحيل ذلك الأمير الشاعر الخلوق
وتكرر معي المشهد بعدما أحسست بأنفاساً حارة توحي بالأسى والحزن والقهر في هذه المضائف لمقتل أميرها وعز أعضائها... رحلت ياأبانواف وذكراك ستبقى خالدة في أنفسنا وقلوبنا اللتي نزفت آلامها لفراقك.
يقول الله عزوجل(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))
فإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اكتبه عندك في المحسنين واجعل كتابه في عليين ،واخلفه في أهله في الغابرين ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده . اللهم أغفر له وارحمه ، وعافيه وأعفو عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينفى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خير من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خير من زوجه ، وأدخله الجنه ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم شفع فيه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم واجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب (اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به ، وأصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه ..) اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ولقّه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه ، وافسح له في قبره ، وجاف الأرض عن جنبيه ، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين .ولاأقول في هذه المصيبة لا نقول إلا ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا
اللهم أصلح إبنه نواف ويسر له طريق الخير والصلاح
لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى .
قد بينت صورة من إحدى صور الإنسانية للأمير الراحل لمن يجهل أبسط الجوانب عنه .. فبالله عليكم إسألو المولى عزوجل هذا الدعاء .
لم أنسى تلك الإبتسامة المشعة بذلك الوجه البشوش اللذي لايمله النظر
كان ذلك في ربيع عام 1417بشمال المملكة وبينما كنا مجموعة نتنزه بالسيارة عرف أحدنا سيارة أحد أقارب الأمير من بين ثلاث سيارات فأوقفه وإلا مجموعة من الرجال نزلو ونزلنا للسلام وكان بينهم الأمير طلال رحمه الله
بادر أحدنا إلى دعوتهم جميعاً للعشاء وأبى الأمير إلا أن نذهب معه لمخيمه المعتاد بحجة أن ضيوفاً سينزلون عليه في تلك الليلة عندما قال{ لي الشرف بالحضور لكن لي ارتباط سابق مع ضيوفي وفلان يدري , شرفونا الليللة} وبعد الإلحاح الشديد لبنا الدعوة وعلق أحدنا بقوله بعد فراقنا عنه { شاعر وأمير ومشهور ومن سلالة الرشيد وهذا كلامه!} كان يقولها بإعجاب شديد لعلي أنا المتحدث أعجز عن وصفه
حضرنا في الليل إلى مخيمه الأميري وكان لنا مع أصحابه جميعاً سلام إلى أن جلسنا فقال بصوت عال {حيالله أهل حايل}
كان جالساً بين أصحابه يضحك كما يضحكون ويتكلم كما يتكلمون ينصت لهذا ويمازح هذا ... كغيره من المتواجدين تماماً
والله لو أن أحداً حضر إلى هذا المخيم قاصداً صاحبه وهو لم يراه من قبل لما عرفه من بين الحضور إلا إن تحدث ... ففي حديثة خلط من الإحترام والخلق وحسن المنطق ... يجتذب إصغاء من يصله
بينما كنا في الحديث أتى رجل بدوي قال انه شمري وإستأذن الأمير في إبداء مسألة تهمه فما كان من الأمير إلا أن قام من مكانه وجلس بجانب الرجل ودار حوار مسموع لأحد أصحابنا اللذي كان قريباً منهم
قال الرجل أن لي مسألة في تلك الوزارة وخصمي فيها كبير ولم أجد لها مسيراً إلا نت من بين الناس لأني وأنت أبناء عمومة ولك أمري فأنت من كان والياً لأمر أجدادي وآمراً على نفسي الآن .. فقال الأمير أبا نواف {ياعم}
لم تعد لي هيبة كماكانت أيام اللقب ووالله لو أني أعرف أحداً يقدرني ويحترمني في تلك الوزارة لأستفتك عندي هنا حتى العودة وأصحبك بنفسي إليه ولكني لاأعرف أحداً هناك
فقال الرجل ... توصية منك بورقة تكفي فقال محاولة الإهانة سبق وأن تعرضت لها وماكان مني إلا أن شددت أزري بكم{اللقب} ووجدت أن لي مكانة بينكم فإن كان من بين أحد أولئك الموظفين أحدا منكم أنتم {يالابتي}كبير بمنصبه أذكر لي أسمه وسأسبقك إليه
وأما من كان قدرنا في يوم للمصلحة فلامصلحة لديه من تقديرنا الآن
أترضى بالإهانة لي ياعم ؟
قال البدوى بصوت عال لاوالله العظيم لاأرضاها ولن أرضاها وبينها وبينك رقبتي ورقاب أولادي وعشيرتي وإن لم تكن أميراً بلقب فأنت الأمير بقلوبنا عزك من عزنا وإهانتك من إهانتنا
فقام الرجل ليقبل رأس أبا نواف وكانت هذه اللحضة محط أنظار جميع من كان بالمجلس فأبى أبا نواف واسترق فرصة قبل بها رأس الرجل الهرم
كان ذلك وعيناه تختزن دمعة ممزوجة بالعزة والقهر معاً .. فودعنا تلك الليلة اللتي عادت بي الذاكرة إليها بعد نبأ القتل فحق للعينان أن تختزن دموعاً لرحيل ذلك الأمير الشاعر الخلوق
وتكرر معي المشهد بعدما أحسست بأنفاساً حارة توحي بالأسى والحزن والقهر في هذه المضائف لمقتل أميرها وعز أعضائها... رحلت ياأبانواف وذكراك ستبقى خالدة في أنفسنا وقلوبنا اللتي نزفت آلامها لفراقك.
يقول الله عزوجل(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))
فإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اكتبه عندك في المحسنين واجعل كتابه في عليين ،واخلفه في أهله في الغابرين ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده . اللهم أغفر له وارحمه ، وعافيه وأعفو عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينفى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خير من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خير من زوجه ، وأدخله الجنه ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم شفع فيه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم واجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب (اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به ، وأصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه ..) اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ولقّه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه ، وافسح له في قبره ، وجاف الأرض عن جنبيه ، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين .ولاأقول في هذه المصيبة لا نقول إلا ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا
اللهم أصلح إبنه نواف ويسر له طريق الخير والصلاح
لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى .
قد بينت صورة من إحدى صور الإنسانية للأمير الراحل لمن يجهل أبسط الجوانب عنه .. فبالله عليكم إسألو المولى عزوجل هذا الدعاء .