المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ....عودة الحب (ج2)....................



دامي الجرح
12-12-2001, 00:56
في المستشفى.. - خيرا يا دكتور... - آه...حالتها سيئة ...التحاليل أمامي... - أخفتني يادكتور ..أرجوك طمأني... - أنها مصابة بفشل كلوي...يلزمها زراعة كلى... - فشل كلوي؟ ...ياساتر يارب....تأكد يا دكتور أرجوك.. - النتائج سليمة يا"عائشة"...النتائج سليمة.. - لاحول ولا قوة الا بالله ..... لاحول ولا قوة الا بالله .....
لم تستطع "عائشة" أن تخفي عن "مها" حقيقة مرضها...فأخبرتها وهي تبكي...وبكت "مها" أيضا...وخيم الحزن على الجميع.. - لاباس يا"مها"..لابأي..يقول الدكتور.. اذا وجدنا شخص تتطابق أنسجته معكي يمكن ان نقوم بزراعة كلى.. - آآآه....اذا وجدنا يا"عائشة"...من يتنازل عن عضو من أعضاءه لشخص آخر... - لاتيأسي يا "مها" ...حاليا سيقومون بعمل غسيل كلوي...إلا أن تتم الزراعة وستبقين خلال هذه الفتره هنا... تنهدت مها وهي تمسح دموعها.. - هل تظنين أن أعود كما كنت يا"عائشة"... - ان شاء الله ....وستعودي أحسن مما كنت باذن الله.. - باذن الله....

فكرت "مها" كثيرا بحالتها ...وتساءلت..هل يمكن أن يساعدها أحد؟...ويتنازل عن أحدى كلاه لانقاذ حياتا.... وفجأة صاحت قائلة... - وجدتها...وجدتها يا"عائشة"... - ماذا وجدتي يا"مها".. - "أحمد" ...أنا و"أحمد" فصلية دمنا متشابهه. - "أحمد"!....وهل يقبل أن يتبرع لك بكليته.. "مها" بثقه.. - بكل تأكيد...حين يعلم بحالتي لن يتأخر علي.. - هل أنت متأكدة. - نعم..سأكلمه أمامك الآن.. وبالفعل رفعت سماعة الهاتف وطلبته.. - "أحمد"..كيف الحال؟.. - الحمدلله ...أين انت ياحبيبتي... - آه يا عزيزي أنا الآن في المستشفى... - في المستشفى!...خير؟ حاولت كتمان نبرة الحزن وقالت.. - نعم..أعاني من فشل كلوي...وأحتاج إلى زراعة لى...و.. - لاحول ولا قوة الا بالله...سلامتك.. - كنت اقول.. بما أننا ...انا وانت ..نحمل نفس فئة الدم...فيمكن أن... - تقصدين أن أتبرع لكي بكليتي. - نعم.. - بكل تأكيديا عزيزتي ...بكل تأكيد..ولكن هذه الأيام ..أنا مشغول وسأقوم بزيارتك في أقرب وقت...الى اللقاء.. أغلقت مها سماعة الهاتف....وهي تبتسم "لعائشة" وتقول.. - هل سمعتي ...وعد بمساعدتي... - صحيح....الحمدلله...فرجت.. - نعم فرجت والحمدلله

رن الهاتف في غرفة "مها" التي مازالت راقدة على سرير المرض فرفعت السماعة فاذا به الدكتور"عادل" ... - "مها"..عندي لكي خبر سعيد... - هل جاء من يتبرع لي.. - نعم..وهاهو جالس أمامي ..أظنه يعرفك من قبل.. سآتي معه فورا.. - كادت مها تطير من الفرح.. - أكيد هذا "أحمد" يا"عائشة".. - جاء يوفي بالوعد اذا؟ - نعم...فهو يحبني ولا يخلف وعده لي.. قاطعتهما دقات الباب... فنادت "مها" بصوت عالٍ - تفضل يا أح... - مرحبا يا "مها"... - "سيف"!... مالذي جاء بك الى هنا.. - سمعت عن مرضك... احزنني ذلك كثيرا يا عزيزتي... لاعليك ...فأنا هنا لمساعدتك.. ثم تابع باسما.. - تكفيني كلية واحده لكي أعيش بها و.... قاطعته "مها" بغضب.... - ل أطلب منك شيئا....لن أرضى بذلك حتى لو كلفني ذلك حياتي..أفهمت؟ ملأت الدهشة وجوه الجميع...وخيم الصمت لحظات..ترقرقت عينا "سيف"...وغادر دون أن يتكلم... وتبعه الدكتور "عادل". - لماذا؟ لماذا يا "مها"؟ جاء الى هنا من أجلك...هل هذا جزاؤه؟ - نعم ...أنا أكرهه...لاأريد رؤيته...ماذا يقصد؟...يريد أن يتشمت بي... - لا يا"مها"...انت تظلمينه...لقد جاء والحزن يملأ قلبه ويريد مساعدتك.. - قلت لك جاء ليراني مريضة ليشفي غليله منى..ثم...ثم اني لا أحتاجه.."أحمد" سيأتي ويقوم بكل شيئ... تململت عائشة وقالت.. - "أحمد"...تمنى ذلك..

مر أسبوع على وجود "مها" في المستشفى.... - ألم يقل لك "أحمد" أنه سيقوم بزيارتك ...لماذا لم يأتي بعد؟ - لا أعلم يا "عائشة"...لا أعلم - هل اتصلتي به؟ - نعم ...ولكن كل ما أسأل عنه يقولون لي أنه غير موجود كما اني اتصلت على هاتفه الشخصي ولكنه لا يرد..ربما سافر فجأة لعمل ما... - ولكنه يعلم أنك مريضه.. لماذا لم يقم حتى بالاتصال بك...حسنا اعطني رقم هاتفه.. أخذت عائشة هاتفها الشخصي واتصلت به... - السلام عليكم...من معي - "أحمد".. - أنا "عائشة" صديقة "مها" لحظة .."مها" معك.. التقطت "ها" الهاتف بلهفة وقالت.. - “أحمد” ...أين انت يا عزيزي حاولت الاتصال بك أكثر من مرة لكنك لاترد.. تأفف "أحمد" وقال برود.. - نعم ...خير بدت الدهشة على وجه "مها" ..ثم قالت ببطأ.. - ألم تقل لي أنك ستأتي ليزيارتي وتتبرع لي بكليتك؟..و.. قاطعها "أحمد" بسخرية.. - نعم!...اتبرع لك بكل... ثم اطلق ضحكة عالية وقال.. - هل تظنين أني أتنازل عن عضو من جسمي لأجلك.. - "أحمد" .....ألم تعدني بذلك؟....أين وعدك لي؟ ...أين حبك لي؟.... - حب!...هل صدقتي تلك الخدعة...هه..يالك من مسكينة..هل تظنين أنني يمكن أن أحب واحدة مثلك..أو أن أفكر يوما ما بالزواج منك... هل تعلمين أنني احتقرك ...انت لست الا لعبة ...للتسلية فقط... - "أحمد"....ماذا تقول؟ - أفف ...لقد انتهى دورك...لاتتصلي بي مرة أخرى ..مفهوم... - "أحمد"...انتظر... ولكنه لم يستمع اليها..وأغلق الهاتف... بكت "مها" بكاء مريرا...لقد صدمة بمن أحبته ..هاهو يتخلى عنها في أول الطريق.. - نعم...ابكي يا "مها".. أبكي - يكفي يا "عائشة" ...أرجوك - أريدك أن تبكي أكثر حتى تستيقظي يا "مها" ...ألم أنصحك أكثر من مرة...هل هذا هو من تركتي "سيف" من أجله؟...."سيف" الذي جاء يحمل لكيكل مشاعر الحب والاخلاص...أرئيتي كما فعلتي معه ...فعل "أحمد" معك.... لقد أهانك كما أهنتي "سيف" من قبل.. - آآآآه "سيف" ...كما أنا نادمة...كنت مخدوعة "بأحمد"...الحقير - الآن عرفتي أنه حقير ...لو سمعتي نصائحي ونصائح "سيف" لما حدث لك كل هذا... - "عائشة" أرجوك كفا.. نهضت "عائشة" واتجهت الى باب الغرفة ثم التفتت الى "مها" وقالت.. - كما تدين تدان يا"مها" ...تصبحين على خير..

بلغ الحزن مداه لدى "سيف"...لم يستطع الكلام لفترة ....و"سالم" يحاول أن يفهم سبب حزنه...وحاول ...حتى أنطقه.. - "ما" ...طردتني.. - هل زرتها في المستشفى.. - نعم...ذهبت لأتبرع لها ...ولكنها رفضت وأهانتني مرة أخرى... - قلت لك دعها وشأنها ....الى متى تلقى الأهانات تلو الأخرى منها ..انت ذاهب بحسن نية تريد مساعدتها ..وهي تهينك وتطردك...انها لاتستحق منك أي اهتمام. غضب "سيف" وصاح.. - لا أسمح لك أن تقول عنها هكذا ...افهمت. وقاطعهما رنين هاتف "سيف" الذي تركه يرن دون أن ينظر اليه وعيناه تشخصان في "سالم" من شدة الغضب فادارك الأخير شدة غضبه فقام واتجه خارجا وهو يقول.. - لا فائدة معك...لافائدة.. وخرج تاركا "سيف" وحيدا ...زينا ...وغاضبا.