مشاهدة النسخة كاملة : بحث مفصل في تربية الطفل
تركي ثنيان
17-10-2003, 19:01
الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع ... إن أحسن وضعها بشكل سليم ، كان البناء العام مستقيماً مهما ارتفع وتعاظم ...
الطفل هو نواة الجيل الصاعد ، التي تتفرع منها أغصانه وفروعه ...
الطفل هو الرافد الذي يمد بركة المجتمع بالرصيد الاحتياطي دائماً.
وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة !
وكما أن النواة تفتقر إلى التربة والظروف المناسبة !
وكما أن الرافد يعوزه إصلاح وتنظيف مجارٍ !
كذلك الطفل فأنه يحتاج إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته ، ويفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه ، ويعوزه تنظيف لموارد الثقافة التي يتلقاها ، والحضارة التي يتطبع عليها ، والتربية التي ينشأ عليها !!!
إنه عالم قائم بنفسه ... يحمل كل سمات الحياة بصورة مصغرة ، في صخبها وأمنها ، في سعادتها وشقائها ، في ذكائها وبلادتها ، في صفائها وحقدها ، في تفوقها وتأخرها ، في إيمانها وجحودها ، في حربها وسلمها ...
* * *
وهذا ما أشغل العلماء والباحثين ، فراحوا يعدون البحوث ، ويلقون المحاضرات ، ويؤلفون الكتب ، ويوردون النظريات في مسألة ( تربية الطفل ).
ونشأ من بينهم عدة ترى أن سلوك الطفل مرتبط بالعوامل الوراثية التي يحملها بين جوانحه وفي ( كروموسوماته ) ...
سوف نكمل البحث ...
تركي ثنيان
18-10-2003, 09:52
ورأى عكس ذلك آخرون ، فأرجعوا كل أنماط السلوك الفردي والإجتماعي إلى البيئة والمحيط ، والتربية والتنشئة . وأنكروا كل أثر إلى الوراثة ينسب ... حتى أدعى العالم النفساني الأمريكي ( واتسون ) دعواه التي لم يسندها بدليل حيث قال :
« أعطني إثني عشر طفلاً ، وهيىء لي الظروف المناسبة ، أجعل ممن أريد منهم طبيباً حاذقاً ، أو أستاذاً قديراً ، أو مهندساً بارعاً ، أو رساماً ... وحتى لو شئت لصاً أو شحاذاً ... »
وبلغ الخصام بين هاتين المدرستين في علم النفس والتربية إلى أنك ما تكاد تفتح كتاباً يتناول موضوع التربية إلا وجدته إلى إحدى المدرستين يميل ، وعن أحد الرأيين يدافع ، مفنداً الرأي الآخر
وسائل التقرب إلى الله عز وجل كثيرة ... كل عمل خيري يؤتى به لوجه الله يمكن أن يقربنا منه ، وكلما كانت قيمة ذلك العمل أغلى ، والإخلاص في نفس الشخص الذي يأتي به أكثر ، كانت دائرة التقرب إلى الله أوسع.
ربما يرغب الكثير منكم أن يعرف أي الأعمال أفضل في هذا الشهر العظيم كي يجد ساعياً في إتيانه والمواظبة عليه ، وبذلك ليحرز رضى الله وليتقرب منه زلفى.
إذا وجهنا هذا السؤال إلى الأفراد العاديين من المسلمين ، سمعنا أجوبةً مختلفةً عليه . فأحدهم يقول : أفضل الأعمال في هذا الشهر قراءة القرآن ، والآخر يقول : إنه إفطار الصائم ، ويرى آخرون : أفضل الأعمال هو صلة الرحم وعيادة المرضى ، ويظن طائفة : إنه تلاوة الأذكار والأدعية المأثورة ... والخلاصة أن كل شخص يتوسل بنوع من الأنواع الخيرة ويعتبره أفضل الأعمال في شهر رمضان.
ولننظر إلى ما يقوله الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) !!
في آخر جمعة من شعبان كان النبي ( عليه الصلاة والسلام ) يخطب في المسلمين وبين لهم واجباتهم في شهر رمضان ...
« قال علي : فقمت وقلت : يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال ( عليه الصلاة والسلام ) : الورع عن محارم الله » (1).
لقد رأينا أن أكثر الناس يبحثون عن أفضل الأعمال في جدول الأعمال الخيرة الإيجابية بينما نجد الرسول الكريم ( ص ) يلفت أنظار المسلمين إلى الجانب السلبي ويعرف أفضل الأعمال في شهر رمضان بالإجتناب عن المعاصي . ولا يخفى أن الملاك في التدين هو نظرة الشرع المقدس ، لا ما يظنه هذا ويراه ذاك . ولأجل أن نبين أهمية الإجتناب عن المعاصي في تحقيق السعادة البشرية ويتضح مغزى كلام النبي (عليه الصلاة والسلام ) بالنسبة إلى أفضل الأعمال في شهر رمضان
إن التعاليم الاسلامية القيمة بشأن السعادة الإنسانية وبيان الخير والشر يطابق تماماً المنهج الطبي بشأن صحة الناس وسلامتهم ، ولذا فان النبي الأكرم ( عليه الصلاة والسلام ) كان في تحقيق التكامل المعنوي للبشر كالطبيب الحاذق الطاهر القلب على رأس المريض . وفي هذا الصدد يصفه الإمام علي ( رضي الله عنه ) بقوله : ـ
« طبيب دوار بطبه ، قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه ، يصنع ذلك حيث الحاجة إليه في قلوب عميٍ وآذان صم وألسنة بكم » (1) فيصف النبي ( عليه الصلاة والسلام) بأنه كان طبيباً سياراً ، يحمل معه في حقيبته المعاجين اللازمة للتضميد والمعالجة ، فإذا وجد قلوباً عمياء ، أو أرواحاً صماء ، قام بمعالجتها وأنقذ الناس من الموت المعنوي والانهيار الخلقي.
معالجة الانحراف :
للأطباء منهجان في معالجة المرض : أحدهما إيجابي ، والآخر سلبي.
فيقولون للمريض في المنهج الإيجابي : إحتقن بهذه الابرة . إستعمل هذا الكبسول ، إشرب من هذا الشراب ملعقةً واحدةً كل ثلاث ساعات . أما في الجانب السلبي فيقولون للمريض : لا تأكل العنب ، لا تشرب الخل . لا تستعمل الأكلات الدسمة ، وهكذا.
والمنهج الديني يشابه المنهج الطبيٍ تماماً ، فيقول للمسلم من جهة : أقم الصلاة ، أد الزكاة ، ليكن كسبك حلالاً ، تزوج ... إلخ ويقول له من جهة أخرى : لا تكذب ، لا تفحش ، لا تغتب ... فالجانب الايجابي في الدين يسمى بالواجبات ، بينما يطلق إسم المحرمات على الجانب السلبي.
وإذا ألقينا نظرةً فاحصةً على المنهج الطبي ، لوجدنا موضوع الوقاية من العدوى ، وترك القيام ببعض الأمور ( الحمية ) مهماً إلى درجة أن المريض لو لم يواظب على التوصيات اللازمة فالمعالجات الايجابية لا تنفعه أصلاً . إن أحسن عملية جراحية يقوم بها طبيب حاذق يمكن أن تصطدم بمشكلات جمة ـ وقد تكون فاقدة للأثر ـ إذا تهاون المريض في العمل بتوصيات الطبيب ، فقام ببعض الحركات الزائدة أو لم يتحفظ على الجرح من التلوث بالميكروبات مثلاً.
وحتى في الأمراض التي تنشأ من انحراف المزاج ، نجد أن عدم اعتناء المريض بما يجب أن يجتنب عنه ، يذهب بأثر معالجات طبيب حاذق وأما في
بعض الأحيان ، حيث لا يتمكن المريض من الوصول إلى الطبيب فانة إذا احتمى ولم يحمل مزاجه فوق طاقته ، نجد المناعة الذاتية قادرة على أن تنجي المريض من الانحراف وأن ترجعه إلى وضعه الاعتيادي . وهناك حالات ينحصر العلاج فيها بالحمية فقط.
نستنتج مما تقدم : أن السلامة منوطة بالمواظبة على توصيات الطبيب ـ الايجابية منها والسلبية ـ ولكن النظرة الثاقبة ترينا أن أثر الجانب السلبي في العلاج أقوى من أثر الجانب الايجابي
........ البحث مستمر .......
تركي ثنيان
19-10-2003, 00:44
هدف القرآن :
وعلى هذا المنوال تنسج التعاليم الاسلامية نسجها في تحقيق السعادة المعنوية . فالانسان السعيد هو الذي يطبق التعاليم الايجابية والسلبية ... يأتي بجميع الفرائض ويترك جميع المحرمات ، ومع ذلك فان كفة الابتعاد عن الذنوب ( الجانب السلبي ) ترجح في ميزان السعادة البشرية على كفة الاتيان بالواجبات ( الجانب الايجابي ).
ومن هنا نجد أن القرآن الكريم والروايات الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، تعرف ( التقوى ) أعظم رصيد للسعادة ، وترى أن الغاية العظمى من القرآن وتعاليمه هي تربية الناس على التقوى ، فالتقوى بمعنى إجتناب المعاصي والابتعاد عنها ، و ( المتقي ) هو المجتنب عن المعاصي.
فليس صيام رمضان ـ وهو من أهم الفرائض الاسلامية ـ إلا مظهراً من مظاهر الاجتناب عن المفطرات بنية التقرب إلى الله تعالى ، ولقد أوجب الله الصيام على الأمم السالفة ، وعلى الأمة الاسلامية كي يتمرن الناس في هذا الشهر على الحصول على ملكة التقوى.
( ... كتب عليكم الصيام ، كما كتب على الذين من قبلكم ، لعلكم تتقون )
إنهيار المجتمع :
إن إغلب المآسي التي تصيب الفرد أو المجتمع ناشئة من التلوث بالذنب والمعصية . والأمم التي انهارت انهياراً تاماً ، ولم يبق منها في التاريخ إلا اسمها ، كان السبب في ذلك عدم مبالاتها بالنسبة إلى الذنوب وهذا ما يؤكد عليه القرآن غير مرة :
« كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم »
« فأهلكناهم بذنوبهم »
إن المآسي المختلفة التي تعلق بأذيالنا ـ شيوخاً وشباباً ـ وليدة التلوث بأنواع الذنوب واللامبالاة في ارتكاب المعاصي والمحرمات . كما أن المريض الذي يخالف أوامر الطبيب ويترك الحمية يبتلى ويجازى بأنواع المصائب والمشاكل الدنيوية والأخروية.
«ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا »
ما هو الذنب :
الذنب عبارة عن مخالفة القوانين الآلهية ، واتباع الأهواء والرغبات التي تلح عليها النفس ، من دون رادع أو مانع . وكقاعدة أولية وأصلٍ ثابت يجب أن نقول : إنه مع غض النظر عن التعاليم الدينية ، فليس بإمكاننا متابعة الشهوة والرغبات النفسانية ، وإطلاق العنان للارادة النفسية بحرية كاملة . فهناك الموانع العديدة والحواجز القوية التي لا يمكننا أن نخترقها . وعلى سبيل المثال نشير إلى بعض الموانع بنماذج واضحة وأمثلة ساذجة يصادفها كل الأفراد في حياتهم اليومية.
الإسلام دين العلم والمعرفة :
الإسلام دين التكامل والتحقيق دين العلم والمعرفة ، يراعي موضوع حرية التعلم مراعاة كاملة ويصرح بوجوب تعلم العلم والحكمة من أي إنسان .
إلا أنه يجب أن نعلم بأن الاسلام يمنح الحرية لأصحابه في استيعاب الحقائق العلمية الصحيحة ، لا لكل تقليد أعمى وسلوك أهوج.
إن كثيراً من الناس في بلادنا بهرتهم المدنية الغربية وجمالها إلى درجة أنهم أخذوا يحسون بالحقارة والتصاغر في نفوسهم تجاهها ، ويتنكرون لتراثهم الخالد وتعاليمهم الدينية القيمة ، حتى ظنوا أنه لم يكن للمسلمين وجود إنساني فيما
____________ انتهت المقدمـــه
و نواصل البحث ...
تركي ثنيان
19-10-2003, 07:48
سوف ننطلق في التربيه من الوراثه
قانون الوراثة :
أدرك الانسان منذ أمد بعيد ، أن الموجود الحي ينقل كثيراً من الصفات والخصائص إلى الأجيال التي تليه ، فالجيل اللاحق يكتسب صفات الجيل السابق . فبذرة الزهرة تحفظ في نفسها خصائص الساق والورقة والزهرة والألوان الطبيعية لها ، وبعد الانبات تأخذ بإظهار تلك الخصائص واحدة تلو الأخرى.
إن بذرة المشمش تشتمل على جميع الصفات المائزة للشجرة التي وجدت منها ، فعندما تزرع هذه البذرة ، وتنبت ، وتأخذ بالنمو تظهر تلك الصفات تدريجياً . وهكذا فالقطة الصغيرة تشبه أبويها في هيكلها وشعرها ومخالبها.
وترث صفات أسلافها . وكذلك الطفل الافريقي فهو يشبه أبوبه في سواد البشرة وتجعد الشعر ، ووضع الأنف ولون العيون في حين أن الطفل الأوروبي يرث المميزات التي يختص بها العنصر الذي ينتمي إليه أبواه في لون البشرة والعيون والشعر ووضع الأنف وما شاكل ذلك.
وبصورة موجزة نقول : إن قانون الوراثة من القوانين المهمة في حياة الموجودات الحية . وهذا القانون هو الذي يكفل للنبات والحيوان والانسان بقاء صورها النوعية الخاصة بها ... وعلى هذا الأساس يكتسب الأبناء صفات الآباء من دون حاجة إلى أي نشاط إرادي منهم.
ان قانون الوراثه معروف منذ القدم ..
العبارة التالية : « العرق دساس أي : أن أخلاق الآباء تنتقل إلى الأبناء ».
فهذا الحديث يتحدث عن قانون الوراثة بصراحة . ويعبر عن العامل فيها بالعِراق . فالنبي ( عليه الصلاة والسلام ) يوصي أصحابه بألا يغفلوا عن قانون الوراثة بل يفحصوا عن التربة الصالحة التي يريدون أن يبذروا فيها ، لكي لا يرث الأولاد الصفات الذميمة.
مع العلم انه يحدث شذوذ او طفرات لبعض الاجيال وتخرج صفات جديده ولكن
لا تتعدا هؤلاء الاشخاص كذلك البيئه تظهر بعض الخواص الوراثيه أن الحيوان أو الانسان قد يرث من أبويه أو أجداده البعيدين صفات كانت مختفية فيهم ولكن توفر بعض الشروط المناسبة والبيئة الخاصة أدى إلى ظهور تلك الصفات في الأجيال اللاحقة .
أتى رجل من الأنصار رسول الله فقال : هذه ابنة عمي وإمرأتي ، لا أعلم منها إلا خيراً ، وقد أتتني بولد شديد السواد ، منتشر المنخرين جعد قطط ، أفطس الأنف ، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي . فقال لامرأته : ما تقولين ؟ قالت لا والذي بعثك بالحق نبياً ما أقعدت مقعده مني ـ منذ ملكني ـ أحداً غيره قال : فنكس رسول الله رأسه ملياً ، ثم رفع بصره إلى السماء ثم أقبل على الرجل فقال : يا هذا إنه ليس من أحد إلا بينه وبين أدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب ، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق وتسأل الله الشبه لها.
نستمر في البحث...
الف الف شكر لك اخوي / تركي
على البحث الرائع
إلى الامام
تقبل احترامي وتقديري
اخوك
الغثه:p
تركي ثنيان
19-10-2003, 20:09
الشرف الموروث :
يقول الامام علي بن أبي طالب في الفضائل العائلية : « إذا كرم أصل الرجل كرم مغيبه ومحضره ».
فمن كان ينتمي إلى نسب عريق في الفضائل كان ملازماً للصفات الخيرة في حضوره وغيابه وذهابه وإيابه.
وكذلك قال عليه السلام : « عليكم في قضاء جوائجكم بكرام الأنفس والأصول ، تنجح لكم عندهم من غير مطال ولا من » . ومن هنا يعلم أن
الشرف العائلي في الأفراد يجعلهم يقضون حوائج الناس من دون آن يحملوهم مناً أو يتماهلوا في ادائها.
وروي عنه عليه السلام أيضاً : « عليكم في طلب الحوائج بشراف النفوس ذوي الأصول الطيبة ، فإنها عندهم أقضى ، وهي لديهم أزكى » .
كما يقول في مورد آخر : « حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق » فيستكشف عن حسن أخلاق الانسان شرافة طباع عائلته وكرم نفوسهم.
وكقاعدة عامة يمكن أن نقول : إنه يجب البحث عن الأفراد الشرفاء من بين العوائل الشريفة والعريقة ، فالأسر التي عرفت طوال سنين متمادية بالطهارة والتقوى ، والتي خرجت من جميع الامتحانات في الحياة بنجاح باهر ، لا بد وأن يبرز من بينها رجال شجعان يجاهدون في الصفوف الأولى دائماً ، وكرام يمدون يد المعونة إلى الفقراء في أوقات الأزمة ، ويقدمون ثروتهم بكل خلوص وارتياح للمحتاجين ، فيسلون بذلك قلوب المصابين ويكونون آباء عطوفين لليتامى ، تملأ قلوبهم الرحمة والشفقة والخير والمحبة الناس.
الأسر المنحطة :
وعلى العكس من أولئك نجد الأسر المنحطة التي لا تفهم معنى للشجاعة ، ولا توجد كلمة الكرم والعفو في قواميسهم ، والذين لا يفكرون في شيء غير شهواتهم الدنيئة وأغراضهم الشخصية ، تملأ قلوبهم الأنانية والاثرة ، ولا يخلفون إلا أولاداً سافلين منحطين.
ولهذا نجد النبي ( عليه الصلاة والسلام ) يحذر المسلمين ـ في موضوع الزواج ـ من اختيار الزوجة التي تنتمي إلى أسر منحطة سافلة مهما كانت جميلة فيقول : « إياكم وخضراء الدمن . قيل : يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال : المرآة الحسناء في منبت سوء » .
وللحديث بقيه ....
تركي ثنيان
20-10-2003, 23:44
[ALIGN=center]
منشأ ظهور الطفل :
لم يكن بإمكان البشر قبل أربعة عشر قرنا أن يتصوروا أن منشأ ظهور الانسان هو موجود صغير وضئيل يوجد منه في نطفة الرجل مئات الملايين في كل مرة . وهذه الذرة الصغير كافية في أن تلقح إمرأة . ومع ذلك فقد صرح القرآن الكريم بهذه القيقة منذ ذلك الحين حيث قال الله تعالى : « ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين » (3). أي أن الله جعل نسل الانسان من خلاصة ماء حقير وضعيف ، فليس العامل في إبقاء نسل الانسان هو هذا الماء الحقير الذي يخرج منه كله بل جزء منه ، وهو خلاصته ( سلالته ).
ويتضح تنبه الامام علي بن أبي طالب إلى هذه الحقيقة من خلال الفقرة التالية :
« جاء رجل إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين كنت أعزل عن امرأتي ، وإنها جاءت بولد . فقال علي عليه السلام : ـ وأناشدك الله هل وطأتها ثم عاودتها قبل أن تبول ؟ قلا : نعم . قال : فالولد لك ... » .
من هذه الجملة ، يعلم أن الرجل كان يعز ( يقذف السائل المنوي خارج مهبل زوجته ) لمنع الحمل ، ومع ذلك فقد حدث أن حملت المرأة فأدى الأمر إلى أن يشك الرجل في زوجته فجاء يسأل علياً وإلا فانه لم يكن يرضى بأن يفشي سره . فنجد الامام علي حين يسمع بالقصة يسأله هل اتفق له أن جامع زوجته مرتين من دون أن يبول في الأثناء ، فأجابه بوقوع ذلك ، فصرح الامام بأن الولد له.
والسر في ذلك واضح ، لأنه عليه السلام كان يعلم أن ذرة صغيرة من النطفة كافية لأن تلقح بويضة المرأة فتحمل ، فبما أن الرجل جامع زوجته في المرة الأولى ثم قذف السائل خارجاً وبقي مدة لم يبل فيها فبقيت الحيامن في المجرى ، وحين جامعها للمرة الثانية خرجت إحدى تلك الحيامن ولقحت المرأة من دون أن يشعر ، وبالرغم من أنه قذف السائل خارجاً في المرة الثانية إلا أن الحيامن المتبقية في المجرى كانت قادرة على الاحتفاظ بنشاطها لمدة 48 ساعة وكذلك فعلت.
* * *
وبالرغم من أن الأب والأم كليهما يشتركان في صنع الخلية الأولى للطفل ويتساوى دورهما فيه ـ ولهذا نجد أن الأطفال يكتسبون بعض صفاتهم من آبائهم وبعضها من أمهاتهم ـ لكن الرحم هو الذي يصنع الطفل ويخرج تلك الذرة الصغيرة بصورة إنسان كامل . وإن جميع الاستعدادات التي كانت كامنة في تلك الخلية الأولية تظهر إلى عالم الفعلية في رحم الأم . إذن
فالمقدرات التفصيلية للطفل من الصلاح والفساد ، والجمال والقبح ، والمواقص والكمالات ، الظاهرية والباطنية كلها تخطط في الرحم.
هناك مئات التفاعلات والتأثيرات الاختيارية والاتفاقية تمر في طريق أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ، وتؤثر في الأطفال بصورة خفية حيث تظهر نتائجها جميعاً في الرحم . والرحم هو آخر مراحل التأثيرات المختلفة الطارئة على تكوين الطفل ، وعند عبوره هذه المرحلة يبدأ الحياة على الأرض .
« السعيد سعيد في بطن أمه ، والشقي شقي في بطن أمه »
... سوف نواصل الحديث عن اثر غذا الام في الجنين .....[/ALIGNE]http://www.al7an.com/songs/moseqh/kobleeh12.ram
سليمان الرشيد
22-10-2003, 07:56
اخي تركي ابن ثنيان بعد التحيه والسلام
ماشاء الله عليك مجهود كبير احسنت عليه
بالتوفيق يا عزيزي
لك مني خالص التحيه والسلام
تركي ثنيان
22-10-2003, 11:11
أثر غذاء الأم في الجنين
إنه لا مندوحة لنا من القول بأن دور الأم في بناء الطفل يفوق دور الأب بكثير . نعم لو اكتفينا بملاحظة دور الأب والأم في تلقيح البويضة بواسطة الحيمن لايجاد الخلية الأولى للطفل لكانا متساويين في ذلك الدور ، إلا أن الواقع أن الأم تتحمل في دور الحمل مسؤولية كبيرة وبالخصوص فيما يتعلق بأسلوب تغذي الأم ونوعه.
إن دور الأباء في البناء الطبيعي للطفل ينتهي بعد انعقاد النطفة وحصول التلقيح ، لكن دور الأم يستمر طيلة أيام الحمل ، فالطفل يتغذي من الأم ، ويأخذ منها جميع ما يحتاجه في بنائه . ولهذا فإن لسلامة الأم ومرضها ، طهارتها ورذالتها ، سكرها وجنونها ... أثراً مباشراً في الجنين :
« إن الأب والأم يساهمان بقدر متساو في تكوين نواة البويضة التي تولد كل خلية من خلايا الجسم الجديد ولكن الأم تهب علاوة على نصف المادة النووية كل البروتويلازم المحيط بالنواة ، وهكذا تلعب دوراً أهم من دور الأب في تكوين الجنين
إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصاً وعليلاً ، وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة ، أو معاقرة الخمرة . إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي حين التسمم والسكر بالخصوص » (1)
« لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوربا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في ليلة رأس السنة المسيحية فوجد أن 80% من الأطفال المتولدين من تلك النطف ناقصوا الخلقة وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفراحاً عظيمة وينصرفون إلى العرش الرغيد والافراط في الأكل والشرب ويكثرون غالباً من تناول الخمرة إلى حد يجرهم إلى المرض . وبما أن المطاعم وحانات الخمور تستقبل أكبر كمية من الزبائن في هذه الليلة فإنه يتعذر على أصحابها أن يطعموهم الأطعمة السالمة تماماً ويتموا بشأنها كغيرها من ليالي السنة
يصاب بعض الأطفال في الأيام الأولى من أعمارهم بقروح وجروح تسمى ( أكزما الأطفال ) وهذه القروح لا تزول إلا بعد أن تعذب الوالدين لمدة طويلة ، وهي ناتجة من سوء تغذي الأمهات في أيام الحمل . فإن الأم لو اكثرت في أيام الحمل من أكل التوابل والأطعمة الحارة كالخردل والدارسين وما شاكل ذلك فالطفل يصاب بالأكزما
إن الفواكه والخضروات التي تحتوي فيتامين ( B ) تعتبر العلاج القطعي للكنة اللسان . والأم التي تتناول من هذا الفيتامين أيام حملها ، فإن جنينها يأخذ بالتكلم مبكراً ولا يصاب باللكنة » (1).
« إن المشروبات الروحية تعتبر خطة جداً للحوامل لأنها بغض النظر عن التسمم الذي توجده ، تهدم الفيتامينات التي تحتاجها الأم والجنين أيام الحمل ، فينشأ الطفل ناقصاً ومشوهاً » (2).
« إن تناول الأطعمة الفاسدة واللحوم بالخصوص ـ حيث تؤدي إلى التسمم ـ يجعل لون الجنين داكناً مائلاً إلى الاصفرار » (3).
الغذاء والجمال :
يرى العلم الحديث أن للأطعمة تأثيراً خاصاً في صباحة وجه الأطفال ورشاقة قوامهم ولون شعرهم وعيونهم ، وفي كل مظاهرهم
ونستمر في البحث ......
تركي ثنيان
22-10-2003, 11:21
هلابك
اخي العزيز 0000
الغثه
وانت اروع و احلى بتواجدك
هذا اول مرور لك
سعيد بتواجدك
00000000000000
سليمان الرشيد
والف نعم
تسلم يا غالي
نرجوا منه الفائده للجميع
تشرفنا يا عزيزي
اخوكم / تركي ابن ثنيـــــان
تركي ثنيان
15-02-2004, 14:12
الحوادث غير المتوقعة
يخضع الطفل في أيام الحمل لتأثيرات أمه ، وإن جميع الحوادث التي تقع للأبوين تؤثر فيه ، ويصنع الطفل بموجبها . فقد يصادف أن تقع بعض العوامل في أيام الحمل فتؤدي إلى سعادة الطفل . وقد يكون العكس حيث تؤدي إلى شقائه أو سقوطه وانعدام حياته تماماً.
النطفة التي تنعقد في رحم الأم لأول لحظة ، فهي كالمسافر الذي استقل واسطة النقل ، وعليه أن يقطع المراحل الطبيعية طيلة تسعة أشهر . فهناك المئات من العراقيل والمخاطر تقع في طريقها . وفي كل لحظة يمكن أن تقع حادثة تؤدي إلى سقوط الجنين وموته ، أو تحدث فيه نقصاً وانحرافاً . وقد يصادف أن يقطع الجنين ثمانية أشهر من حياته بسلام ، وفي الشهر الأخير يصاب ببعض العوارض ، ولا يمكن القطع بسلامة الطفل وإجتيازه المراحل كلها ، وتولده سعيداً إلا بعد أن يتولد سالماً ، ويخرج إلى الدنيا الخارجية.
ولهذا فإن قسطاً كبيراً من النجاح الباهر الذي أحرزه بعض العظماء في العالم يرجع إلى ( طهارة المولد ) ، وكذلك الانتكاسات التي تحدث لبعض الأفراد فانها ترجع إلى انحرافات الدور الجنيني.
مصدر السعادة والشقاء
ينضح مما سبق مدى أهمية رحم الأم في سعادة الطفل وشقائه ، وكذلك اتضح السبب في عدم ذكر الروايات لأهمية أصلاب الآباء ، إذ أن الرحم هو مصدر السعادة والشقاء ، وفيه يتقرر مصير الإنسان وسلوكه بنسبة كبيرة.
فبعض الأطفال يبتلى بقسم من العيوب والنواقص العضوية في ناحية أو أكثر من البدن ، ويولد مع تلك العيوب . وهناك بعض الأطفال نجدهم سالمين من حيث القوام البدني ، ولكنهم مصابون ببعض الانحرافات والعوارض النفسية والروحية ، ولذلك فإن الشقاء قد لحق بهم وهم في بطون أمهاتهم.
إن الانحرافات البدنية والنفسية كثيرة . وهناك الكثير منها لا يزال مجهولاً لدى العلماء حتى اليوم . إلا أن قسمأً كبيراً من تلك العاهات يمكن الإتقاء منها إذا أحرزنا السلامة البدنية والنفسية للاباء والأمهات.
وإذ جر البحث إلى هذه العاهات التي تسبب ولادة الطفل شقياً ، لا بأس بذكر بعضها وتعداد أنواعها 0
في البحث القادم نكمل 000
شكرا لك اخي .....تركي الثنيان
على المجهود الواضح ..وعلى اختيار هذا الموضوع
المهم في حياتنا ,,وحياة ابنائنا ...وحياة كل مربي لهذه الاجيال غريبة الاطوار
والشي المؤكد ان الوراثه لها دور كبير في حياة الناس مهما تطور
جزاك الله كل خير ....وجعله في ميزان حسناتك
تركي ثنيان
13-05-2004, 20:20
الاخت / تماضـــــــر
الله يعطيك الف عافيه
اسعدني مرورك الطيب على الموضوع ...
الهدف الفائده العامه للجميع ..
وعدد اكبر من القراء ...
بحجم الاهميه..
للموضوع.
اخوك / تركي ابن ثنيان
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir