المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسـد البـاكـي



المحمود
08-10-2003, 08:21
للشـــــــاعر صالــح زيادنــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

COLOR=orange]قد يصبح الطيرُ إن قُصَّتْ iiقوادمُهُ
وهاجرَ السِّرْبُ محزوناً إذا ساروا
ويصبح الشعرُ أنغاماً مبعثرةً
إنْ تُثقلِ الفكرَ أحداثٌ وأفكارُ
ما لي ألملمُ أحزاني وأحصرُها
وأكتمُ الهمَّ ، إنَّ الهمَّ ضَرَّارُ
مسحتُ دمعاً عزيزاً كنتُ أمنعهُ
حتى تهاوى فسالتْ منهُ iنهارُ
يا بائعَ الصبرِ أفرغْ ما تُحمّله
فقدتُ صبري وهبَّتْ في الحشا نارُ
إنِّي حملتُ همومَ العُرْبِ قاطبةً
فكيفَ أقوى ، إذا ما مَسَّها عارُ
ماذا أُحَدِّثُ لا قلبي بمنصرفٍ
عنها ، ونفسي لحزن الشرقِ أوتارُ
ماذا أحَدِّث يا قلباً يؤرقني
ومنبعُ الفكرِ أوحالٌ iوأوضارُ
ذابت شجونٌ بصدرِ المرء iiيكتمها
كما تذيبُ شبابَ الناسِ iiأعمارُ
جفّت ينابيعُ أشعارٍ iiوأوديةٌ
وأقفر الرَّبْعُ ، لا مأوىً ولا iiدارُ
إن جئتُ أبكي ففي الجنبينِ عاصفةٌ
هوجاء ثارت فهزَّ الصدر iiإعصارُ
إنَّ الثعالبَ عن لؤمٍ iiتراوغنا
كما تروغُ بأرضِ الطُّهْر iiأوزارُ
تسعى النفوسُ إلى حقدٍ iiومكرهةٍ
كما يسوق غُثَاءَ الأرضِ iiتيّارُ
أين القناعُ وكيف اليومَ iiتُرجِعُهُ
لا تَحجب الشَّمسَ بالتظليلِ iiأشجارُ
إنْ كنتَ تأمل أنْ تَلقى iiمَوَدَّتَهُم
فسوف تُجزى بما لاقى iiسِنِمَّارُ
هذي بلادي نيوبُ الشِّرْكِ تنهشُها
وقادة العُربِ أصنامٌ iiوأحجارُ
لا ينهضون إذا دِيسَتْ iiحياضُهُمُ
وليس تُرعى لِمَنْ والاهمُ دارُ
ناموا على الذلِّ حكّاماً iiوأنظمةً
وليس يقوى على إيقاظهم iiثارُ
بثّوا إلى الناسِ أفلاماً iiمُخَدِّرَةً
وأرْهَقَ الناسَ بالتصفيقِ iiزَمّار
إنَّا ابتُلينا بقومٍ لا تُطَهِّرُهم
مياهُ دجلةَ لو فارتْ بها iiالنارُ
ربَّاهُ عفوكَ إن زلَّتْ بنا iiقَدَمٌ
أنت الملاذُ ، وأنت البيتُ iiوالجارُ
هذي عيونٌ لبابٍ لستَ iiتُغلقهُ
ترنو إليكَ وتشكو ضعفَها الدارُ
جاءتْ تطوف وفي أبصارها iiأملٌ
كما يطوفُ ببيتِ اللهِ iiزُوَّارُ
مدّوا إليك يدَ المظلومِ iiضارعة
ربّاه أنتَ لضيق النفسِ iiستارُ
إنَّ الطفولةَ قد ذابتْ iiبشاشتُها
كالروض تذوي على جنبيه أزهارُ
تغضَّنَ الوجهُ وانسابتْ iiمدامعها
تلك العيونُ وخلف الدمع iiأسرارُُ
وحارت الأمُّ من حِرْصٍ على iiولدٍ
تخشى عليه وفي الأحشاءِ iiتسعارُ
ماذا أُصَوِّرُ من بؤسٍ ومن iiألمٍ
وكلّ شيءٍ بأرض الشَّرقِ iiينهارُ
مللتُ شعري وأفكاري iiمؤججةٌ
فليذهب الشعرُ إن ذلَّتْ بنا iiدارُ
عفو القريض فما نفسي iiبقادرةٍ
والحزنُ أوغلَ والتصريحُ iiإقرارُ [/COLOR]