الشيخ/عبدالله السالم
06-10-2003, 13:58
يقولُ كُنتُ وما زلتُ باراً بِأُمي ، أتقربُ إلى اللهِ عز وجل بطاعتِها ، أمتثالاً لقولِ اللهِ عز وجلَّ ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الاسراء:23) وقوله تعالى( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (لقمان:15) وانظروا إيُّ إيمانٍ تجلى في قلبِ ذلكَ الشَّابُ ، وإيُّ صِدقٍ مع اللهِ عزَّ وجلَّ تَمَثَّلَ في سلوكِهِ ، حينما عَرَفَ مقاصِدُ الشَّريعةِ الأسلاميةِ ، وعلِمَ أهدافَ شَرعِ اللهِ يومَ أنْ قرَنَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادتَهُ بِبرِّ الوالدينِ ، كما في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) أنهُ ذلكَ الشابُ المستقيمُ الَّذي ترى في محيَّاهُ صِدقَ التوجهِ ، وفي قَلبِهِ نورَ الهدايةِ وفي سلوكِهِ مخافةَ الِله ، يُحدِثُني بنفسِهِ ويروي لي قِصَتَهُ بِلسَانِهِ قال لي وهُوَ يعمَلُ خارجَ مِنطِقَةَ حائل ، في أَحدِ القِطَاعَاتِ العسكريَّةِ ، يقولُ جاءَ موسِمُ الحجِّ فعزَمْتُ أنْ أَحُجَّ ، لقولِ النبي e كما عند البخاري من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه { مَنْ حجَّ هذا البيتَ فلم يرفُثْ ولم يفسقْ رجعَ كيومِ ولدتُهُ أمُّهُ} على أنني قد أديتُ الفريضةَ قبلَ ذلك ، فلما أتتيتُ أهلي بحائلَ في أجازةِ عيدِ الأُضحى ، أستأذَنتُ والِدَتي ، فقالت ياوالدي أنا باحاجةٍ إلى أن أجلسَ معكَ ، فأنتَ لا تَتأتينَا إلاَّ في العِطلةِ الصَّيفيِةِ ، وأنتَ قد حجيتَ الفريضةَ ، وأودُّ أن تبقى معي ، ولا تَحُجَّ هذا العام ، فَنَزلتُ عندَ رغبَتِهَا ، وقلبي يتقطعُ شوقاً للحج ، وأطعتُ كلامَهَا فَلَم أحُج ، يقولُ وكنتُ نائِماً ذاتَ لَيلَةٍ فَرأَيتُ في المنامِ ، أَنَني أُأذِنُ في مَسجدِ حيّنا عُريَانَاً ، فَسَألتُ أحدَ مُعبري الرُّؤى ، فقال لي إنَّكَ أدركتَ أجرَ الحِجَةَ بطاعتِكَ لأُمِّكَ ،
فنيامنْ ثنى عَزْمَهُ في برِّ والدِهِ
أقامَ بِراً بِأُمٍ عن مَقاَصِدِهِ
وطافَ بالبيتِ عُرياناً فكانَ لهُ
أجراً وقَد ملىَّ نومَاً في مَراقِدِهِ
ها أنتَ أدركتَ بِراً ليسَ يُدرِكُهُ
مَنْ نَزَّهَ الحجَّ عن أَنكَى مَفَاسِدِهِ
نسألُ اللهَ أن يثبتَنا وأياه على الحقِّ ، وأن يرزقَنا تلك الدرجةَ العاليةَ المُنيفةَ ، وهي درجةُ الإحسانِ ،
فنيامنْ ثنى عَزْمَهُ في برِّ والدِهِ
أقامَ بِراً بِأُمٍ عن مَقاَصِدِهِ
وطافَ بالبيتِ عُرياناً فكانَ لهُ
أجراً وقَد ملىَّ نومَاً في مَراقِدِهِ
ها أنتَ أدركتَ بِراً ليسَ يُدرِكُهُ
مَنْ نَزَّهَ الحجَّ عن أَنكَى مَفَاسِدِهِ
نسألُ اللهَ أن يثبتَنا وأياه على الحقِّ ، وأن يرزقَنا تلك الدرجةَ العاليةَ المُنيفةَ ، وهي درجةُ الإحسانِ ،