الدهشوري
19-09-2003, 23:27
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله.
واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع.
اللهم إنا نسألك الهدى والسداد فأهدنا وسددنا.
أما بعد أيها الناس اتقوا الله حق التقوى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا} (45) سورة الكهف
مر النبيُ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابُه معه، مروا في طريقهم فإذا سباطة قوم، تلقى عليها النفايات، الفضلات، الجيف.
فإذا بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ينفردُ عن أصحابه ويتجه صوب سباطة هؤلاء القوم ليأخذَ من القمامة الملاقاة عليها جيفة تيس مشوهِ الخلقةِ قد مات، مشوه الخلقة، صغير الأذن قد انكمشت أذنه القمامة الملاقاة عليها جيفة تيس مشوهِ الخلقةِ قد مات، مشوه الخلقة، صغير الأذن قد انكمشت أذنه.
فأمسك النبيُ (صلى الله عليه وسلم) بهذا التيس الميتَ فرفعه.
. ثم أقام مزاداً علنياً ينادي على هذه الجيفة الميتة، فيقول مخاطبا أصحابه:
آيكم يحبُ أن يكونَ هذا له بدرهم ؟
من يشتري هذا التيس المشوه بدرهم؟
وعجب الصحابة من هذا المزاد على سلعة قيمتها الشرائية صفر.
ليس لها قيمة شرائية ولذا ألقيت مع الفضلات.قالوا يا رسولَ الله، والله لقد هانَ هذا التيس على أهلهِ حتى ألقوه على هذه السباطة، لو كان حيا لما ساوى درها. لأنه مشوه. فكيف وهو ميت؟
لقد هان على أهله حتى ألقوه هنا، فكيف يزاد عليه بدرهم ؟
فألقاهُ النبي (صلى الله عليه وسلم) وهوت الجيفة على السباطة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
لدنيا أهونُ على الله من هذا على أحدِكم.
أخي الحبيب تذكر أنك تعيش في دار هي ليس بدار قرار وإنما هي دار أكدار وأخطار
وحسبك منها أنها سجن للمؤمنين وجنة للكفار.
أخي اسال نفسك كم بقي من عمرك وكم تأمل أن تعيش؟ مائة سنة
وكيف تأمل ذلك وأنت ترى الفجائع تنزل بالناس أناء الليل وأطراف النهار
أخي تأمل هذا الحديث وكأن المعني به أنت((عش ما شئت فإنك ميت,,وأحبب من شئت فإنك مفارق,, واعمل ما شئت فإنك ملاقيه)) فهل عرفت عظم المصيبه وفداحة الخطب؟
أخي هب أن ملك الموت أتاك الآن في هذه اللحظة أتاك ليقبض روحك, أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟
أخي هل تذكرت أول ليلة لك في القبر وأنت فيه وحيد وقد أحكم عليك إغلاقه وتحكم فيك هوامه وديدانه وأصبح التراب فراشُك وقد ذهب حُسنك وجمالُك, وقد ذهبت اللذات وبقيت الحسرات .
أخي هل تريد الجنة ومافيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟ أو هل تريد السعادة في الدنيا والآخرة وأنت من أعوان الشيطان وحزبه؟
أخي قد غرّ بعض الناس حلم الله وسعة رحمتة ولكنهم نسوا أن الله شديد العقاب وأنه عزيز ذو انتقام وأن هؤلاء لم يتعرضوا لرحمته, بل عملوا أعمالاً توجب غضبه وأليم عقوبته...
أخي هب أنك حصلت على الدنيا وملذاتها ومساراتها وكل ما يرضيك منها وكانت النتجيه هي النار فهل تذكر مامضي من النعيم وأنت في النار مقيم
أخي تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك الجوارح والجلود... فأين يكون مهربك؟ والشهود منك والشهادة عليك.... قال تعالى({يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (24) سورة النــور....فتأمل يامسكين تعصي الله بها ومن أجلها ثم تأتي يوم القيامه تشهد عليك
أخي احمد الله أن مدّ في عمرك ولم يقبض نفسك وأنت غيّك وإعراضك وغفلتك....
أخي بادر بالتوبة وانفض عن نفسك غبار الغفله واعلم أن باب التوبة مفتوح وأن عطاء ربك ممنوح وأن فضله يغدو ويروح واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن الله يبدل سيئاتك حسنات وأن الله يفرح بتوبتك
واختم ما اقول بقول الله تعالى ((نَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة
هذا والله اعلم
الدهشوري
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله.
واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع.
اللهم إنا نسألك الهدى والسداد فأهدنا وسددنا.
أما بعد أيها الناس اتقوا الله حق التقوى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا} (45) سورة الكهف
مر النبيُ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابُه معه، مروا في طريقهم فإذا سباطة قوم، تلقى عليها النفايات، الفضلات، الجيف.
فإذا بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ينفردُ عن أصحابه ويتجه صوب سباطة هؤلاء القوم ليأخذَ من القمامة الملاقاة عليها جيفة تيس مشوهِ الخلقةِ قد مات، مشوه الخلقة، صغير الأذن قد انكمشت أذنه القمامة الملاقاة عليها جيفة تيس مشوهِ الخلقةِ قد مات، مشوه الخلقة، صغير الأذن قد انكمشت أذنه.
فأمسك النبيُ (صلى الله عليه وسلم) بهذا التيس الميتَ فرفعه.
. ثم أقام مزاداً علنياً ينادي على هذه الجيفة الميتة، فيقول مخاطبا أصحابه:
آيكم يحبُ أن يكونَ هذا له بدرهم ؟
من يشتري هذا التيس المشوه بدرهم؟
وعجب الصحابة من هذا المزاد على سلعة قيمتها الشرائية صفر.
ليس لها قيمة شرائية ولذا ألقيت مع الفضلات.قالوا يا رسولَ الله، والله لقد هانَ هذا التيس على أهلهِ حتى ألقوه على هذه السباطة، لو كان حيا لما ساوى درها. لأنه مشوه. فكيف وهو ميت؟
لقد هان على أهله حتى ألقوه هنا، فكيف يزاد عليه بدرهم ؟
فألقاهُ النبي (صلى الله عليه وسلم) وهوت الجيفة على السباطة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
لدنيا أهونُ على الله من هذا على أحدِكم.
أخي الحبيب تذكر أنك تعيش في دار هي ليس بدار قرار وإنما هي دار أكدار وأخطار
وحسبك منها أنها سجن للمؤمنين وجنة للكفار.
أخي اسال نفسك كم بقي من عمرك وكم تأمل أن تعيش؟ مائة سنة
وكيف تأمل ذلك وأنت ترى الفجائع تنزل بالناس أناء الليل وأطراف النهار
أخي تأمل هذا الحديث وكأن المعني به أنت((عش ما شئت فإنك ميت,,وأحبب من شئت فإنك مفارق,, واعمل ما شئت فإنك ملاقيه)) فهل عرفت عظم المصيبه وفداحة الخطب؟
أخي هب أن ملك الموت أتاك الآن في هذه اللحظة أتاك ليقبض روحك, أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟
أخي هل تذكرت أول ليلة لك في القبر وأنت فيه وحيد وقد أحكم عليك إغلاقه وتحكم فيك هوامه وديدانه وأصبح التراب فراشُك وقد ذهب حُسنك وجمالُك, وقد ذهبت اللذات وبقيت الحسرات .
أخي هل تريد الجنة ومافيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟ أو هل تريد السعادة في الدنيا والآخرة وأنت من أعوان الشيطان وحزبه؟
أخي قد غرّ بعض الناس حلم الله وسعة رحمتة ولكنهم نسوا أن الله شديد العقاب وأنه عزيز ذو انتقام وأن هؤلاء لم يتعرضوا لرحمته, بل عملوا أعمالاً توجب غضبه وأليم عقوبته...
أخي هب أنك حصلت على الدنيا وملذاتها ومساراتها وكل ما يرضيك منها وكانت النتجيه هي النار فهل تذكر مامضي من النعيم وأنت في النار مقيم
أخي تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك الجوارح والجلود... فأين يكون مهربك؟ والشهود منك والشهادة عليك.... قال تعالى({يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (24) سورة النــور....فتأمل يامسكين تعصي الله بها ومن أجلها ثم تأتي يوم القيامه تشهد عليك
أخي احمد الله أن مدّ في عمرك ولم يقبض نفسك وأنت غيّك وإعراضك وغفلتك....
أخي بادر بالتوبة وانفض عن نفسك غبار الغفله واعلم أن باب التوبة مفتوح وأن عطاء ربك ممنوح وأن فضله يغدو ويروح واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن الله يبدل سيئاتك حسنات وأن الله يفرح بتوبتك
واختم ما اقول بقول الله تعالى ((نَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة
هذا والله اعلم
الدهشوري